مستوى التحصيل الدراسي لدى طلبة الثانوية العامة في المدارس الحکومية والأهلية في المملکة العربية السعودية: دراسة مقارنة

                       کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

مستوى التحصیل الدراسی لدى طلبة الثانویة العامة فی المدارس الحکومیة والأهلیة فی المملکة العربیة السعودیة: دراسة مقارنة

إعـــــــــداد

د/ خالد بن عبدالله العتیبی

أستاذ مشارک بکلیة التربیة، جامعة الأمیر سطام بن عبدالعزیز

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد السادس – یونیه 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الفروق بین أداء طلبة المرحلة الثانویة بالمدارس الحکومیة والمدارس الأهلیة فی اختبار التحصیل الدراسی بالمملکة العربیة السعودیة. حیث بلغت عینة الدراسة (55954) طالباً وطالبة یدرسون فی (850) مدرسة أهلیة، و(172362) طالباً وطالبة یدرسون فی (4523) مدرسة حکومیة بمختلف مناطق المملکة. أظهرت نتائج الدراسة أن نسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید ومستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بمختلف مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الحکومیة، فی حین أن نسبة المدارس الحکومیة الحاصلة على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بمخلف مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الأهلیة. کما بینت انخفاض نسبة المدارس التی حصلت على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بمختلف مناطق المملکة سواء بالمدارس الأهلیة أو المدارس الحکومیة. وأظهرت أیضًا أن نسبة طلبة المدارس الحکومیة الحاصلین على مستوى الأداء جید ومستوى الأداء متوسط أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الأهلیة، فی حین أن نسبة طلبة المدارس الأهلیة الحاصلین على مستوى الأداء دون متوسط أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الحکومیة. وبینت أیضًا أن أداء طلبة المدارس الحکومیة فی اختبار التحصیل الدراسی أفضل عند مقارنتهم بطلبة المدارس الأهلیة على وجه العموم. وقد خلصت الدراسة إلى جملة من التوصیات من أهمها التحول من النظم التقلیدیة للتعلّم التی تعتمد على الحفظ والتلقین إلى نظم أکثر مرونة تتخطى حدود المناهج والکتب المدرسیة إلى آفاق أعلى من مهارات التفکیر العلیا، وهو ما یعزز قدرة الطالب على الحصول على مستویات اعلى فی الاختبار التحصیلی فی الثانویة العامة.

الکلمات المفتاحیة: الثانویة العامة، اختبار، التحصیل الدراسی.

Abstract:

This study aims at identifying the differences between the performance of high school students in public and private schools in the academic achievement test in Saudi Arabia. The study sample is composed of (55954) students studying in (850) private schools, and (172362) students studying in (4523) public schools in different regions in the Kingdom Saudi Arabia. The study findings have shown that, the percentage of private schools with a good level of performance and the level of performance less than medium in the academic achievement test in the different regions of the Kingdom is higher in statistical terms than its counterparts in public schools, while the percentage of public schools with performance level (medium) in the academic achievement test in the different regions of the Kingdom is higher in statistical terms than their counterparts in private schools. It also showed a low percentage of schools that achieved a good performance level in the achievement test in different regions of the Kingdom, whether in private schools or public schools, It is  also shown that, the percentage of students in public schools with a good performance level and medium performance in the academic achievement test in the different regions of the Kingdom is higher in statistical terms than its counterparts in the private schools, while the percentage of students in the private schools who achieved the level of performance less than medium in the academic achievement test in different regions of the Kingdom is higher than in public schools. In addition, the performance of students in public schools in the academic achievement test is better when compared to students of private schools, both at the level of and individual region or all the regions of the Kingdom. Finally, the study concludes with a number of recommendations, that is; there is an urgent need for  shifting from traditional systems of learning that rely on preservation and indoctrination to more flexible systems that transcend school curricula and textbooks to higher horizons than higher thinking skills, which enhance the student's ability to attain the highest levels of achievement test in high school, and also promote the opportunity for the same students to obtain high levels in abilities tests.

Keywords: high school, test, academic achievement.

مقدمة

مع تطور العلوم التربویة وظهور عدد من الباحثین المختصین، ظهر فی العقد الرابع من القرن العشرین ما یسمى بحرکة التقویم، فکثرت المؤلفات والأبحاث حول الموضوع ورکزت الحرکة على إن الاختبارات لا یمکن بحال من الأحوال أن تکون غایة فی ذاتها، وأن لا قیمة حقیقیة لها، إلا إذا اعتبرت جزءًا یتمم العملیة التربویة بکاملها.

وتُعد الاختبارات من أکثر أدوات التقویم شیوعاً فی المؤسسات التربویة التعلیمیة فی العالم، حیث تستخدم لقیاس قدرات الطلبة التحصیلیة، ویُستدل من خلالها على قدراتهم المعرفیة والمهاریة، وبالاعتماد علیها یمکن التنبؤ بترتیب الطالب ضمن الصف الواحد، ومن خلالها یُصنفُ الطلبة ویُحدد مستوى نجاحهم. فالاختبارات لها أهمیة فی عملیة التقویم، إذ تُبرز قدرات وامکانات الطلبة ومستوى نشاطهم العلمی، ومن خلالها یمکن وضع الخطط العلاجیة للطلبة الضعاف، ومن خلال نتائجها یمکن تعدیل مستوى الأسالیب وتقنیات التدریس. ومن هنا فإن الاختبارات تعتبر الأساس فی قیاس التحصیل، حیث تلعب لاختبارات المدرسیة دورًا رئیسیاً فی توفر مقاییس جیدة لکثیر من مخرجات التعلم، کما تساعد على قیاس کثیر من التغیرات المرغوبة فی سلوک الطالب. إلا أن صدق المعلومات التی تتولد من هذه الاختبارات یتوقف على العنایة والاهتمام فی إعداد هذه الاختبارات، من أجل تقدیم نتائج ومعلومات موضوعیة وواقعیة یمکن اعتمادها فی صنع القرارات ورسم السیاسات التربویة. ویلجأ المعلمون لهذه الاختبارات            لحاجتهم إلى وسائل یقیسون بواسطتها مدى التغیر الذی یحدث لطلبتهم نتیجة لعملیة التعلّم، وعلى الرغم من تطبیق وتفعیل وسائل أخرى لتقییم الطلبة، مثل استراتیجیات التقویم، سلالم التقدیر، قوائم الشطب، إلا إن اختبارات الورقة والقلم ما زالت الوسیلة الأکثر قبولا وشیوعاً (الصرایرة، 2011: 1).

فالاختبارات تعد واحدة من وسائل التقویم المتنوعة، کما أنها تعد الوسیلة الرئیسة التی تعمل على قیاس مستوى تحصیل الطلبة، والتعرف على مدى تحقیق المنهج الدراسی للأهداف المرسومة له، والکشف عن مواطن القوة والضعف فی ذلک، وبذلک یمکن على ضوئه العمل على تحسین وتطویر العملیة التربویة والتعلیمیة والسیر بها إلى الأفضل (القدومی، 2008: 3) .

وتحتل اختبارات التحصیل الدراسی مکانة مهمة بین وسائل التقویم المختلفة، حیث لا یستغنی المربون عن الاختبارات التحصیلیة، من أجل الوقوف على مستویات انجاز الطلبة، للتعرف على مدى تقدمهم نحو تحقیق الأهداف التربویة. فاختبارات التحصیل الدراسی        تحدد مدى تمکن الطلبة من الأهداف التربویة لاتخاذ قرارات تحدید الأفراد الذین یرتقون فی  السلم التعلیمی إلى مراحل تعلیمیة أعلى. ویهدف اختبار التحصیل الدراسی إلى معرفة       مدى تمکن الطلبة من أساسیات مقررات معینة تمت دراستها فی المرحلة الثانویة             (المرکز الوطنی للقیاس، 2012).

وینظر إلى اختبار التحصیل الدراسی على أنه إجراء منظم لتحدید مقدار ما تعلمه الطلبة فی موضوع معین استناداً إلى الأهداف التربویة المحددة کأداة للحکم على ماتم تدریسه بالفعل.ویستفاد منه فی تحسین أسالیب التعلّم وتجوید التخطیط وضبط التنفیذ وتقویم الإنجاز. وقد ذکر القدومی (2008: 5-6) عدداً من أهداف الاختبارات التحصیلیة:

1) قیاس مستوى تحصیل الطلبة العلمی، وتحدید نقاط القوة والضعف لدیهم .

2) تصنیف الطلبة فی مجموعات، وقیاس مستوى تقدمهم فی المادة .

3) التنبؤ بأدائهم فی المستقبل .

4) الکشف عن الفروق الفردیة بین الطلبة سواء المتفوقون منهم، أم العادیین أم بطیئی التعلم.

5) تنشیط واقعیة التعلیم، ونقل الطلبة من صف إلى آخر، ومنح الدرجات والشهادات .

6) التعرف إلى مجالات التطویر للمناهج والبرامج والمقررات الدراسیة.

     ومن خلال نتائج الاختبارات عموماً والتحصیلیة خصوصاً یمکن مراقبة العملیة التعلیمیة (مستوى الطلبة، طرائق التدریس، فاعلیة المناهج الدراسیة)، وتزوید أولیاء الأمور بتغذیة راجعة، وأصجاب القرار بمعلومات کافیة لاصدار قرارات حول قبول الطلبة أو اختیار الأفضل منهم، وتصنیف الطلبة على البرامج العلمیة (الصرایرة، 2011: 7-8(.

  أما على صعید الدراسات التی تناولت الاختبارات التحصیلیة، فقد قام الزهرانی (2009) بدراسة هدفت إلى التعرف على مدى جودة معاییر أدوات قیاس تحصیل الطلبة وفق معاییر الجودة الشاملة، ومعرفة درجة توفرها فی الاختبارات التحصیلیة، وتقدیم تصور مقترح لتطویر أدوات قیاس تحصیل الطلاب وفق معاییر الجودة الشاملة بوزارة التعلیم. وتکونت عینة الدراسة من جمیع مشرفی القیاس والتقویم بالوزارة وإدارات التعلیم، وعددهم 38 مشرفًا، وعینة مناسبة من الوکلاء الفنیین للقیاس والتقویم وعددهم (48) وکیلاً فنیًا. وقد أظهرت الدراسة عدم توفر معاییر جودة أدوات قیاس تحصیل الطلبة وفق معاییر الجودة الشاملة بنسبة (53%)، حیث إن معاییر جودة القیاس والتقویم کانت غیر متوفرة بنسبة (37%) بینما معاییر جودة التحصیل الدراسی کانت غیر متوفرة بنسبة (50%)، أما معاییر جودة أدوات قیاس تحصیل الطلبة کانت غیر متوفرة بنسبة (61%). کما بینت الدراسة أن من أهم العقبات التی تحول دون تطویر أدوات قیاس تحصیل الطلبة: قلة البرامج التدریبیة، وکثرة الأعمال المکلف بها المعلم، وکثافة أعداد الطلبة داخل حجرات الدراسة، والتطبیق الخاطئ لأسلوب التقویم المستمر، وعدم وجود تقنین لأدوات قیاس مهارات تحصیل الطلبة.

وجاءت دراسة کامویندو (Kamwendo, 2010) التی هدفت إلى الکشف عن الفروق فی التحصیل بین المدارس الحکومیة والخاصة بالاستناد إلى النوع الاجتماعی فی مواجهة أهداف التعلیم للجمیع والأهداف الإنمائیة للألفیة فی ملاوی. وقد اوضحت النتائج أن متوسط الفجوة بین الجنسین ​​أضیق فی المدارس الحکومیة منها فی المدارس الأهلیة وأن معدل النجاح للبنات فی المدارس الحکومیة أعلى منه فی المدارس الأهلیة. وتوصی الدراسة بضرورة إعادة النظر فی سیاسة التعلیم لتشجیع المدارس التی حققت مستویات أعلى فی التحصیل حتى یمکن تعویض نقص التحصیل العام فی المدارس، خاصة بالنسبة للبنات.

هدفت دراسة الناطور وحجازی (Al-Natour and Hijazi, 2012) إلى مقارنة تحصیل الطلاب فی اللغة الانجلیزیة فی المدارس الحکومیة والأهلیة، واتجاهات أولیاء الامور نحو تعلیم أولادهم فی المدارس الخاصة. استخدمت الدراسة اختبار تحصیلی فی اللغة الانجلیزیة واستبیان لقیاس الاتجاهات لدى أولیاء الأمور. وتکونت عینة الدراسة من (165) طالب و (66) ولی أمر. وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی تحصیل الطلاب فی اللغة الإنجلیزیة بین طلاب المدارس الحکومیة والأهلیة لصالح المدارس الأهلیة، کما تبین أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة فی اتجاهات الآباء تجاه تدریس أطفالهم فی المدارس الأهلیة بسبب متغیرات المستوى الأکادیمی والجنس والحالة الاجتماعیة.

هدفت دراسة أولاسیند وأولاتوی (Olasehinde and Olatoye, 2014) إلى مقارنة التحصیل العلمی لطلاب المرحلة الثانویة العامة فی المدارس الحکومیة والأهلیة فی نیجیریا. تم اختیار (204) من طلاب المدارس الثانویة کعینة للدراسة. تم استخدام اختبار التحصیل العلمی (SAT) لجمع البیانات للدراسة. أظهرت النتائج أن هناک فرقًا کبیرًا بین التحصیل العلمی لطلاب المدارس الثانویة الحکومیة والأهلیة لصالح المدارس الأهلیة، کما أن أداء طلاب المدارس الخاصة أفضل بکثیر من نظرائهم فی المدارس الحکومیة. لا یوجد فرق کبیر بین تحصیل طلاب المدارس الثانویة الحکومیة والأهلیة فی الأحیاء والکیمیاء؛ هناک فرق کبیر فی التحصیل فی مادة الفیزیاء بین طلاب المدارس الحکومیة والأهلیة، ولیس هناک فرق کبیر بین الطلاب الذکور والإناث فی التحصیل العلمی فی المدارس الحکومیة والأهلیة.

جاءت دراسة أفضال وأفضال (Afzal and Afzal, 2015) للتعرف على مستوى رضا الطلاب وتحصیلهم الدراسی فی المدارس الثانویة الحکومیة والأهلیة فی باکستان. تکونت عینة الدراسة من طلاب ومعلمی اللغة الإنجلیزیة (980 طالبًا و 98 معلمًا) فی المدارس الثانویة الحکومیة والأهلیة. تم قیاس التحصیل الدراسی من خلال نتیجة مادة اللغة الإنجلیزیة من اختبار الفصل الدراسی الأول. کشفت نتائج الدراسة أن مستوى الرضا له تأثیر کبیر على التحصیل الدراسی الشامل للطلاب فی مقرر اللغة الإنجلیزیة. کان مستوى رضا طلاب المدارس الأهلیة أقل ولکن درجات تحصیلهم کانت أعلى من طلاب المدارس الحکومیة.

یتبین من المراجعة السابقة للدراسات العربیة والأجنبیة تشابها مع الدراسة الحالیة فی مقارنة التحصیل الدراسی لطلاب الثانویة العامة الحکومیة والاهلیة، وقد بینت نتائج           الدراسات السابقة ارتفاع مستوى التحصیل الدراسی لدى طلاب الثانویة العامة فی المدارس الأهلیة عن المدارس الحکومیة، مثل دراسات (Al-Natour and Hijazi, 2012)، (Olasehinde and Olatoye, 2014)، (Afzal and Afzal, 2015) ما عدا دراسة (Kamwendo, 2010) والتی جاءت بنتائج مختلفة حیث اشارت نتائجها الى ارتفاع مستوى التحصیل الدراسی لدى طلاب الثانویة العامة فی المدارس الحکومیة عن المدارس الأهلیة.

مشکلة الدراسة وأسئلتها:

تعد المدارس الأهلیة واحدة من المؤسسات التعلیمیة ذات الأثر الفعّال فی التعلیم والتی لها دورها الایجابی والأساسی فی المجتمع، لما تقدمه من خدمات تعلیمیة تستهدف إعداد وتأهیل کوادر وأجیال مستقبلیة تقود عملیة البناء والتطویر. إذ أصبحت المدارس الأهلیة تمثل شریکاً للتعلیم الحکومی، وقادراً على سد الثغرات التی تعتری العملیة التعلیمیة، من أجل أن تستقیم مسیرة التعلیم. حیث تبنّت المدارس الأهلیة سیاسة تعلیمیة فیها نوع من الحداثة والتطور والتجدید، من خلال ما تقدمه من إمکانیات تربویة عدیدة تمثل مدخلات أساسیة للعملیة التعلیمیة، والتی تنعکس بشکل کبیر على إعداد وتأهیل کوادر مستقبلیة تُسهم بدورها فی تنمیة المجتمع (السبعاوی، 2018).

تشکّل الاختبارات رکناً أساسیاً وهاماً فی العملیة التعلیمیة والتعلمیة، لأنها تهدف إلى تقییم المجهود التربوی بشکل عام وتقییم أثره فی سلوک الطلبة بشکل خاص، وبذلک فهى عملیة تشخیصیة علاجیة فی نفس الوقت، لذا فقد حرصت الدول على إنشاء مراکز متخصصة تعنى بقضایا القیاس والتقوم، بهدف التعرف على أهلیة المتعلمین للالتحاق بمؤسسات التعلیم العالی، ولتساعدهم على التوجه للتخصصات التی تناسب قدراهم ومستویاتهم العلمیة، وکانت المملکة العربیة السعودیة من ضمن هذه الدول التی حرصت على إنشاء المرکز الوطنی للقیاس.

وحیث أن تدنی التحصیل الدراسى یعد مشکلة کبیرة تواجه النظام التعلیمى بشکل عام، فهى مشکلة متعددة الأبعاد، تارة تکون مشکلة نفسیة وتربویة، وتارة أخرى تکون مشکلة اجتماعیة یهتم بها المربون وعلماء النفس والأخصائیون الاجتماعیون والآباء، وتارة تجد من یعزو هذا التدنی إلى هذه الاختبارات وعدم قدرتها على قیاس الهدف المرجو منها، لذلک حظی اختبار التحصیل الدراسی باهتمام الکثیر من التربویین والآباء والطلبة أنفسهم باعتباره معیاراً هاماً فی تحدید مستقبل الطالب (برکات، وحرز الله، 2010: 4).

وهذا ما أشارت الیه دراسة (الروقی، 2014) و (آل مریع وکدای، 2014) إلى تدنی التحصیل لدى طلبة الثانویة العامة فی هذه الاختبارات، وأن هناک فجوة بین متوسط درجات الطلبة فی اختبار الثانویة العامة واختبار القدرات العامة والتحصیلی.

ولهذا تتمثل مشکلة الدراسة فی الإجابة عن الأسئلة التالیة:

1)    ما مستوى التحصیل الدراسی لدى طلبة الثانویة العامة فی المملکة العربیة السعودیة؟

2)    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین نسب أداء الطلبة بالمدارس الحکومیة والأهلیة فی اختبار التحصیل الدراسی (على مستوى المدارس) ؟

3)    هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین نسب أداء الطلبة بالمدارس الحکومیة والأهلیة فی اختبار التحصیل الدراسی (على مستوى الطلبة)؟

أهداف الدراسة

هدفت هذه الدراسة إلى:

• تعرف مستوى تحصیل طلبة الثانویة العامة فی المملکة العربیة السعودیة.
• تعرف الفروق بین نسب أداء طلبة المرحلة الثانویة بالمدارس الحکومیة والأهلیة فی المملکة العربیة السعودیة فی اختبار التحصیل الدراسی سواء على مستوى المدارس أو الطلبة.  

أهمیةالدراسة

تنبعأهمیةهذه الدراسة من الاعتبارات التالیة:

-      یمکن أن تکون هذه الدراسة نواة لبحوث ودراسات أخرى تهتم بتقصی الأسباب التی تقف وراء وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین نسب أداء الطلبة بالمدارس الحکومیة والأهلیة فی اختبار التحصیل الدراسی.

-      تسهم الدراسة الحالیة فی إلقاء الضوء على مشکلة الفروق بین درجات طلاب المرحلة الثانویة والاختبار التحصیلی واختبار القدرات العامة، فی المدارس الحکومیة والأهلیة والتی تؤدی الى فشل الطلاب فی المرحلة الجامعیة.

-      تکشف الدراسة الحالیة عن جودة مخرجات التعلیم التحصیلیة فی المدارس الحکومیة مقارنةً مع المدارس الأهلیة لتوجیه الدعم لمن یثبت جودة مخرجاته.

مصطلحات الدراسة

- اختبار التحصیل الدراسی: هو اختبار یعده المرکز الوطنی للقیاس بالمملکة العربیة السعودیة لطلاب وطالبات المرحلة الثانویة، ویهدف إلى قیاس مستوى المعرفة التی حصلها الطالب مما تعلمه فی المدرسة من المقررات العلمیة (الریاضیات، والکیمیاء، والفیزیاء، والأحیاء)، ونسبة أسئلة کل صف فی الاختبار هی الصف الأول ثانوی 20% ، الصف الثانی ثانوی 30 %، الصف الثالث ثانوی 50%. والمقررات النظریة (التوحید، والحدیث، والفقه، والنحو والأدب، والبلاغة، والتاریخ، والجغرافیا)، ونسبة أسئلة کل صف فی الاختبار هی الصف الأول ثانوی 20 %، الصف الثانی ثانوی 40% ، الصف الثالث ثانوی 40 %         (المرکز الوطنی للقیاس، 2019).

محددات الدراسة

یمکن تفسیر وتعمیم النتائج فی ضوء المحددات التالیة:

-      المحددات الموضوعیة: مستوى التحصیل الدراسی لدى طلبة الثانویة العامة فی المملکة العربیة السعودیة فی اختبار التحصیل الدراسی على مستوى المدارس وعلى مستوى الطلبة.

-      المحددات البشریة: طلاب الثانویة العامة.

-      المحددات المکانیة: المدارس الثانویة العامة الحکومیة والأهلیة فی المملکة العربیة السعودیة.

-      المحددات الزمانیة: العام الدراسی 1438/1439هـ.

منهج الدراسة الحالیة

ینتمی هذا البحث إلى الدراسات التربویة التی تعتمد على الأسلوب الوصفی المیدانی، لکونه المنهج المناسب لطبیعة موضوع الدراسة، حیث هدفت الدراسة الحالیة إلى الوقوف على الفروق بین المدارس الحکومیة والأهلیة فی مستوى التحصیل الدراسی لدى طلبة الثانویة العامة.

عینة الدراسة

بلغ عدد أفراد عینة الدراسة (55.954) طالباً وطالبة یدرسون فی (850) مدرسة أهلیة، و (172.362) طالباً وطالبة یدرسون فی (4523) مدرسة حکومیة بمختلف مناطق المملکة. ویبین الجدول رقم (1) توزیع عینة الدراسة من المدارس الثانویة والطلبة على اختبار التحصیل الدراسی وذلک حسب نوع المدرسة والمنطقة.

الجدول (1)

توزیع عینة الدراسة على اختبار التحصیل الدراسی حسب نوع المدرسة والمنطقة

أدوات الدراسة

استخدمت الدراسة الحالیة نتائج اختبار التحصیل الدراسی على عینة الدراسة، حیث تم الحصول على نتائج هذه الاختبارات عن طریق المرکز الوطنی للقیاس.

الأسالیب الإحصائیة

للإجابة عن أسئلة الدراسة، تم استخدام الأسالیب الإحصائیة التالیة:

• النسب المئویة  Percent.
• اختبار (Z) لدراسة الفروق بین النسب للعینتین المستقلتین. التی یتم حسابها من المعادلة التالیة:

حیث:

-         P = متوسط مرجح من نسبتی العینتین، ویحسب من المعادلة التالیة:    

-      P₁ = نسبة العینة الأولى     n₁ = نسبة العینة الأولى    

-      P₂ = نسبة العینة الثانیة     n₂ = نسبة العینة الثانیة    

وتکون قیمة (Z) دالة عند مستوى (0.05) إذا کانت: Z ≥ 1.96 > 2.58

وتکون قیمة (Z) دالة عند مستوى (0.01) إذا کانت: Z ≥ 2.58   (حسن، 2016: 314).

نتائج الدراسة

أولاً: النتائج المتعلقة بالسؤال الأول

للإجابة عن السؤال الأول فی الدراسة: "ما مستوى تحصیل طلبة الثانویة العامة فی المملکة العربیة السعودیة؟"تم استخراج النسب المئویة. ویبین الجدول رقم (2) هذه النتائج.

الجدول (2)

النسب المئویة لنتائج الطلبة على اختبار التحصیل الدراسی

یظهر من الجدول رقم (2) أن نسبة طلبة المدارس الأهلیة والحکومیة فی اختبار التحصیل الدراسی فی المستوى دون المتوسط کان الأعلى، یلیه نسبة الطلبة فی المستوى المتوسط. فی حین أن نسبة الطلبة فی المستوى الجید کان الأقل، حیث بلغت نسبة الطلبة فی المدارس الأهلیة (4%) فی حین کانت نسبة طلبة المدارس الحکومیة لذلک المستوى (2.7%).

کما یظهر من الجدول رقم (2) أن آداء طلبة المرحلة الثانویة فی المدارس الأهلیة فی اختبار التحصیل الدراسی کان الأفضل فی المستوى الجید.

ثانیًا: النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی

وللإجابة عن السؤال الثانی: "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین نسب أداء الطلبة بالمدارس الحکومیة والأهلیة فی اختبار التحصیل الدراسی (على مستوى المدارس)؟" تم استخدام اختبار (Z) لدراسة الفروق بین نسب المدارس الأهلیة والحکومیة فی مستویات الأداء فی اختبار التحصیل الدراسی، ویبین الجدول رقم (3) هذه النتائج.

الجدول (3)

قیمة (Z) للفروق بین النسب عند دراسة الفرق بین نسب أداء المدارس الحکومیة والأهلیة فی اختبار التحصیل الدراسی (على مستوى المدارس)

* دال إحصائیًا عند مستوى (0.05)            ** دال إحصائیًا عند مستوى (0.01)

یظهر من الجدول رقم (3) وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسبة المدارس الحکومیة ونسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بمنطقة (مکة المکرمة) لصالح نسبة المدارس الأهلیة. أی أن نسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بمنطقة (مکة المکرمة) أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الحکومیة.

کما یظهر الجدول رقم (3) عدم وجود فرق دال إحصائیًا بین نسب المدارس الحکومیة ونسب المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی فی بقیة المناطق وهی: (الریاض، عسیر، الشرقیة، القصیم، المدینة المنورة، جازان، حائل، تبوک، الباحة، الجوف، نجران، الحدود الشمالیة). أی أنه یوجد تقارب بین نسب المدارس الحکومیة والأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی فی تلک المناطق.

ویظهر الجدول رقم (3) أیضًا وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسبة المدارس الحکومیة ونسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة لصالح نسبة المدارس الأهلیة. أی أن نسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الحکومیة.

کما یظهر الجدول رقم (3) وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسب المدارس الحکومیة ونسب المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بالمناطق الخمس (مکة المکرمة، الریاض، عسیر، الشرقیة، القصیم) لصالح المدارس الحکومیة فی جمیع الحالات. أی أن نسب المدارس الحکومیة الحاصلات على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بالمناطق الخمس أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الأهلیة بتلک المناطق.

ویبین الجدول رقم (3) عدم وجود فرق دال إحصائیًا بین نسب المدارس الحکومیة ونسب المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی فی بقیة مناطق المملکة. أی أنه یوجد تقارب بین نسب المدارس الحکومیة والأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی فی بقیة مناطق المملکة.

ویوضح الجدول رقم (3) وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسبة المدارس الحکومیة ونسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة لصالح المدارس الحکومیة. أی أن نسبة المدارس الحکومیة الحاصلة على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الأهلیة.

کما یبن الجدول رقم (3) وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسب المدارس الحکومیة ونسب المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بالمناطق الخمس: (مکة المکرمة، الریاض، عسیر، الشرقیة، القصیم) لصالح المدارس الأهلیة فی جمیع الحالات. أی أن نسب المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بالمناطق الخمس أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الحکومیة.

ویظهر کما یتضح من الجدول رقم (3) عدم وجود فرق دال إحصائیًا بین نسب المدارس الحکومیة ونسب المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی ببقیة مناطق المملکة (المدینة المنورة، جازان، حائل، تبوک، الباحة، الجوف، نجران، الحدود الشمالیة). أی أنه یوجد تقارب بین نسب المدارس الحکومیة والأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی ببقیة مناطق المملکة.

کما یظهر من الجدول رقم (3) وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسبة المدارس الحکومیة ونسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة لصالح نسبة المدارس الأهلیة. أی أن نسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الحکومیة.

ومن إجمالی نتائج سؤال الدراسة الثانی یتضح وبوجه عام أن نسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید ومستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الحکومیة، فی حین أن نسبة المدارس الحکومیة الحاصلة على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الأهلیة.

إلاَّ أنه رغم أن نسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الحکومیة، فإنه یلاحظ أن هذه النسبة متدنیة جدًا حیث بلغت 4% بالمدارس الأهلیة، 2% بالمدارس الحکومیة، وهذه یشیر إلى انخفاض نسبة المدارس التی حصلت على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بجمیع مناطق المملکة سواء بالمدارس الأهلیة أو الحکومیة.

ثالثًا: النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث

وللإجابة عن السؤال الثالث: "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین نسب أداء الطلبة بالمدارس الحکومیة والأهلیة فی اختبار التحصیل الدراسی (على مستوى الطلبة)؟" تم استخدام اختبار (Z) لدراسة الفروق بین نسب طلبة المدارس الأهلیة والحکومیة فی مستویات الأداء فی اختبار التحصیل الدراسی. ویبین الجدول رقم (4) هذه النتائج.

الجدول (4)

قیمة (Z) للفروق بین النسب عند دراسة الفرق بین نسب أداء الطلبة بالمدارس الحکومیة والأهلیة فی اختبار التحصیل الدراسی (على مستوى الطلبة)

* دال إحصائیًا عند مستوى (0.05)            ** دال إحصائیًا عند مستوى (0.01)

یتضح من الجدول رقم (4) وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسب أداء الطلبة الحاصلین على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بالمدارس الحکومیة والأهلیة بالمناطق (مکة المکرمة، الریاض، عسیر، الشرقیة، القصیم، المدینة المنورة، جازان، تبوک، الباحة، الجوف، نجران) لصالح نسب طلبة المدارس الحکومیة فی جمیع الحالات. أی أن نسب طلبة المدارس الحکومیة الحاصلین على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بهذه المناطق أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الأهلیة بنفس المناطق.

کما یظهر الجدول رقم (4) عدم وجود فرق دال إحصائیًا بین نسب أداء الطلبة الحاصلین على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بالمدارس الحکومیة والأهلیة بمنطقتی حائل والحدود الشمالیة. أی أنه یوجد تقارب بین نسب طلبة المدارس الحکومیة والأهلیة الحاصلین على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بتلک المنطقتین.

ویبین الجدول رقم (4) وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسبة الطلبة الحاصلین على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بالمدارس الحکومیة والأهلیة بإجمالی مناطق المملکة لصالح طلبة المدارس الحکومیة. أی أن أداء طلبة المدارس الحکومیة الحاصلین على مستوى الأداء جید فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظرائهم بالمدارس الأهلیة.

کما یبرز الجدول رقم (4) وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسب أداء الطلبة الحاصلین على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بالمدارس الحکومیة والأهلیة بجمیع المناطق (مکة المکرمة، الریاض، عسیر، الشرقیة، القصیم، المدینة المنورة، جازان، حائل، تبوک، الباحة، نجران، الحدود الشمالیة) ماعدا (منطقة الجوف) لصالح المدارس الحکومیة فی جمیع الحالات. أی أن نسب طلبة المدارس الحکومیة الحاصلین على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بتلک المناطق أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الأهلیة.

ویظهر الجدول رقم (4) کذلک وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسبة الطلبة الحاصلین على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بالمدارس الحکومیة والأهلیة بإجمالی مناطق المملکة لصالح طلبة المدارس الحکومیة. أی أن نسبة طلبة المدارس الحکومیة الحاصلین على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الأهلیة.

ویبین الجدول رقم (4) أیضًا وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسب أداء الطلبة الحاصلین على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بالمدارس الحکومیة والأهلیة بجمیع المناطق (مکة المکرمة، الریاض، عسیر، الشرقیة، القصیم، المدینة المنورة، جازان، حائل، تبوک، الباحة، نجران، الحدود الشمالیة) ماعدا (منطقة الجوف) لصالح المدارس الأهلیة. أی أن نسب طلبة المدارس الأهلیة الحاصلین على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بتلک المناطق أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الحکومیة.

کما یظهر الجدول رقم (4) وجود فرق دال إحصائیًا (عند مستوى ≤ 0.05) بین نسبة الطلبة الحاصلین على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بالمدارس الحکومیة والأهلیة بإجمالی مناطق المملکة لصالح طلبة المدارس الأهلیة. أی أن نسبة طلبة المدارس الأهلیة الحاصلین على مستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الحکومیة بإجمالی        مناطق المملکة.

ومن إجمالی نتائج السؤال الثالث یتضح وبشکل عام أن نسب طلبة المدارس الحکومیة الحاصلین على مستوى الأداء جید ومستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الأهلیة. فی حین أن نسبة طلبة المدارس الأهلیة الحاصلین على مستوى الأداء دون متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظرائهم بالمدارس الحکومیة. وهذا یؤکد أن طلبة المدارس الحکومیة أداؤهم أفضل فی اختبار التحصیل الدراسی عند مقارنتهم بطلبة المدارس الأهلیة سواء على مستوى المنطقة الواحدة أو جمیع مناطق المملکة.

مناقشة النتائج والتوصیات

لقد أبرزت الدراسة الحالیة أن نسبة المدارس الأهلیة الحاصلة على مستوى الأداء جید ومستوى الأداء دون المتوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظائرها بالمدارس الحکومیة، فی حین أن نسبة المدارس الحکومیة الحاصلة على مستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى         بدلالة إحصائیة من نظیرتها بالمدارس الأهلیة. ویتفق ذلک مع البیان الإحصائی الذی           أعده مرکز القیاس والتقویم بشأن اختبار التحصیل الدراسی عن تفوق طلبة المدارس الأهلیة (السجل الوطنی للتعلیم العالی، 2012).

کما أبرزت الدراسة أن نسبة طلبة المدارس الحکومیة الحاصلین على مستوى الأداء جید ومستوى الأداء متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظرائهم بالمدارس الأهلیة، فی حین أن نسبة طلبة المدارس الأهلیة الحاصلین على مستوى الأداء دون متوسط فی اختبار التحصیل الدراسی بإجمالی مناطق المملکة أعلى بدلالة إحصائیة من نظرائهم بالمدارس الحکومیة.

وبالرغم من هذا الاختلاف إلا أنه یتضح تدنی مستوى المدارس الحکومیة والأهلیة         (2% و4% على التوالی) فی اختبار التحصیل الدراسی. کما أبرزت الدراسة أن ثلث المدارس حصلت على مستوى الأداء المتوسط. وهذا یؤکد حققیة تدنی مستوى طلبة المرحلة الثانویة فی الاختبار التحصیلی. الأمر الذ یتطلب من القائمین على التعلیم إعادة النظر فی عملیات التعلیم والتعلّم داخل المدارس، وتأهیل المعلمین وتدریبهم على استخدام أسالیب تعلیم وتعلّم ترکز على الطالب وتجعله محور العملیة التعلیمیة، کما ترکز على مستویات التفکیر العلیا. وکذلک الدور الکبیر على الجامعات من خلال تطویر برامج اعداد المعلم وفق أفضل الممارسات فی تأهیل المعلمین بما یتوافق مع متطلبات المرحلة.

کما تتضح الحاجة لإجراء المزید من الأبحاث والدراسات العلمیة لاستقصاء أسباب تدنی نتائج الطلبة فی الاختبار التحصیلی. وکذلک مقارنة هذه نتائجهم بین المدارس الأهلیة والحکومیة وفق متغیرات محددة. بالاضافة إلى ضرورة دراسة العلاقة بین أداء الطلبة فی الاختبار التحصیلی فی مختلف المناطق بالمملکة.

المراجـع

-      آل مریع، علی وکدای، عبد اللطیف. (2014). أسباب تباین تحصیل الطلاب بین اختبارات الثانویة العامة ونتائج مرکز القیاس والتقویم فی المملکة العربیة السعودیة. المجلة الدولیة التربویة المتخصصة، 3 (9)، 201-216.

-      برکات، زیاد؛ وحرز الله، حسام. (2010). أسباب تدنی مستوى التحصیل فی مادة الریاضیات لدى طلبة المرحلة الأساسیة الدنیا من جهة نظر المعلمین فی محافظة طولکرم: ورقة مقدمة للمؤتمر التربویة الأول لمدیریة التربیة والتعلیم فی محافظة الخلیل بعنوان "التعلیم المدرسی فی فلسطین: استجابة الحاضر واستشراق المستقبل" فی 17/5/2010م.

-      حسن، عزت عبد الحمید محمد (2016). الإحصاء النفسی والتربوی: تطبیقات باستخدام برنامج SPSS18. القاهرة: دار الفکر العربی.

-      الروقی، مطلق بن مقعد بن مطلق (2014). أسباب تدنی التحصیل لدی طلاب الثانویة العامة فی اختبار القدرات العامة. مجلة کلیة التربیة، جامعةالأزهر، مصر، ع161، ج3، ص ص 257 – 301.

-      الزهرانی، محمد بن راشد عبد الکریم (2009). تصورمقترحلتطویرأدواتقیاستحصیلالطلابوفق معاییر الجودةالشاملةبوزارةالتربیةوالتعلیم. رسالة دکتوراه غیر منشورة،کلیة التربیة، جامعة أم القرى.

-      السبعاوی، هناء جاسم. (2018). دور المدارس الأهلیة فی تنمیة العملیة التعلیمیة لطلبتها. مدرسة الأوائل الأهلیة انموذجاً (دراسة میدانیة). مجلة دراسات موصلیة، العراق، ع47، ص ص 19-58.

-      السجلالوطنیللتعلیمالعالی، (المجلد الثالث)، الإصدار الثانی، نوفمبر 2012م.

-      الصرایرة، آیات جعفر (2011). دراسة تحلیلیةلأنماطأسئلةالاختباراتالتحصیلیةلدىمعلمی التربیةالاجتماعیةوالوطنیةللصفوفالرابعوالخامسالأساسیین فیلواءالمزارالجنوبی. رسالة ماجستیر غیر منشورة، عمادة الدراسات العلیا، جامعة مؤتة.

-      القدومی، عبدالناصر (2008). دورة تدریبیة فی: الاختباراتالتحصیلیةوطرقإعدادها. موسوعة التدریب والتعلیم. القاهرة: کلیة التربیة الریاضیة، فی الفترة من 23-24/اکتوبر 2008.

-      المرکزالوطنیللقیاسوالتقویمفیالتعلیمالعالی (2019).  متوفر على /http://www.qiyas.sa

-      المرکزالوطنیللقیاسوالتقویمفیالتعلیمالعالی (2012). رسالة إلى ولی أمر الطالب والطالبة عن اختبار القدرات العامة واختبار التحصیل الدراسی.

Afzal, M.; Afzal, M. (2015). Comparison of Students’ Satisfaction and Achievement at Secondary Level in Islamabad. American Journal of Educational Research. 3 (12); pp 1524-1527. 

Al-Natour, A.; Hijazi, D. (2012). Students Achievements in English at Jordanian Private and Public Schools and Parents Attitudes Towards Teaching Their Children at Private Ones: A Comparative Study. Contemporary Issues in Education Research, v5 n3 p205-214.

Kamwendo, M. (2010). A Comparison of Students' Achievement in Private and Conventional Public Secondary Schools in Malawi from a Gender Perspective. Research in Education, v83 n1 p17-25.

Olasehinde, K.; Olatoye, R. (2014). A Comparative Study of Public and Private Senior Secondary School Students’ Science Achievement in Katsina State, Nigeria.  Journal of Educational and Social Research, 4(3); 203-207.