درجة تطبيق معلمي العلوم في المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة لمهارات التفکير الناقد

 

             کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

 

درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة لمهارات التفکیر الناقد

 

 

 

إعـــداد

هاشم بن سعید أحمد السنابلة العمری

وزارة التعلیم – جامعة الباحة

 

 

 

}     المجلد الخامس والثلاثون– العدد الثالث – مارس 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

المستخلص

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارات التفکیر الناقد فی تدریس العلوم من وجهة نظر المشرفین التربویین. اعتمدت الدراسة المنهج الوصفی، وتکونت عینة الدراسة من (20) معلماً من معلمی العلوم فی                     المدارس المتوسطة الحکومیة للبنین التابعة لإدارة التعلیم بمحافظة المخواة للعام الدراسی                 1438  /1439هــ، ویمثلون نسبة (25%) من مجتمع الدراسة، واعتمدت الدراسة على بطاقة الملاحظة لجمع البیانات المتعلقة بالدراسة. حیث اشتملت على خمسة محاور رئیسیة تمثل مهارات التفکیر الناقد: (التحلیل، الاستقراء، الاستنتاج، التفسیر، التقویم).

أظهرت نتائج الدراسة أن درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارات التفکیر الناقد تدریس مادة العلوم من وجهة نظر المشرفین التربویین فی محافظة المخواة متوسطة لکل من مهارة (التحلیل -التفسیر -الاستنتاج) ومتدنیة لکل من مهارتی (الاستقراء –التقویم).

فی ضوء ما توصلت إلیه الدراسة من نتائج فقد أوصی الباحث بجملة من التوصیات، من أهمها: زیادة عدد الدورات التدریبیة، بغرض اتقان مهارات التفکیر الناقد عملیاً، لمعلمی العلوم بصفة خاصة، والمعلمین بصفة عامة فی المرحلة المتوسطة أثناء الخدمة. وتضمین برامج إعداد المعلمین فی الکلیات التربویة فی الجامعة، مساقات عن کیفیة تدریس مهارات                     التفکیر الناقد.

الکلمات المفتاحیة: معلمی العلوم، المرحلة المتوسطة، مهارات التفکیر الناقد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

    The study aimed to iidentify the extent of implementing critical thinking skills in teaching science among the science teachers in the intermediate stage in the Governorate of Al Makhwah. The study is based on descriptive method. The sampling of the study consists of 20 science teachers in public intermediate schools. They represent 25% of the study population and the researcher uses the stratified random sampling. Observation is used as the main tool to collect the study data. The observation card is composed of 5 main components representing the skills of critical thinking, namely: analysis, induction, inference, interpretation and evaluation. The study showed the following results:

The science teachers in the intermediate stage in the Governorate of Al Makhwah implement critical thinking skills in teaching science to the following extent:

Moderate (analysis, interpretation and inference).

Slight (induction and evaluation).

Some of the main recommendations based on the study results:

Increase on-the-job practical training courses to improve the teachers' skills in applying critical thinking skills. These courses should be directed to all teachers in the intermediate stage regardless of the subjects they teach.

Education colleges should consider adding pathways in teaching critical thinking skills to their courses.

Key Words: Sscience teachers Intermediate stage, Critical thinking skills.

 

 

 

 

المقدمة:

      تهتم العملیة التعلیمیة والتربویة بعملیات التدریس وایصال المعلومات والمعارف والمهارات للمتعلمین، وتنمیة قدراتهم العقلیة وتلبیة احتیاجاتهم ومیولهم، وذلک من خلال عملیات التدریس التی تعتمد على طرائق تدریسیة متنوعة ومتعددة حیث أن ذلک کان یتم من خلال طرائق تدریسیة تقلیدیة تعتمد على الحفظ والتلقین والاسترجاع واستمر ذلک فترة من الزمن ( جروان، 2009).   ونظراً للتطورات المتلاحقة فی مجال التربیة والتعلیم فقد اهتمت التربیة الحدیثة فی أرجاء العالم بالتفکیر وأنواعه وذلک لما له من قیمة واهمیة عالیة فی المجال التربوی مما جعل کثیراً دول العالم المتقدمة تضع مهارات التفکیر من الاهداف الرئیسیة فی التعلیم ومجالاً هاماً فی طرائق التدریس واستراتیجیاته فی المناهج التعلیمیة، وتعد تنمیة التفکیر من مطالب العصر وضروریات التعلم التی یفرضها العصر. حیث أن تعلیم الطلبة کیفیة التفکیر أمر مهم ومطلبا لأن تعلیم التفکیر یساعد الطلبة على معرفة الإمکانات والقدرات وقیمتها بشکل یجعله یتوافق مع متطلبات الحیاة وبالتالی یساعد على معرفة الحیاة وأحداثها ویؤدی إلى اتخاذ القرارات والثقة بالنفس (مازن، 2016، 78).

      ویشیر (قطامی، 2005، 71) إلى أن التفکیر یعتبر عملیة ذهنیة تهدف إلى معالجة المواقف المختلفة التی یوجهها الافراد سواء کانت عشوائیة أو منظمة وتستند هذه العملیة على فرضیة مفادها أن الاستعداد للتفکیر موجود لدى جمیع الافراد ولکن بدرجات متفاوتة ترد إلى تأثیر المواقف والبیئات التی ینشؤون فیها وللخبرات التی تساعد الأفراد على مواجهة المواقف الصعبة، مما تختلف مستویات التفکیر وانواعه باختلاف کل من میول الافراد واتجاهاتهم وعقائدهم لأنهم عوامل اساسیة فی تشکیل مخزون الفرد المعرفی.

       کما إن التعلیم من أجل التفکیر أو تعلیم مهارات التفکیر مهم للتربیة والمدارس یفضل أن تفعل کل ما تستطیع من أجل توفیر تنمیة التفکیر لطلبتها، کما أن المعلمین یعتبرون مهمة تطویر قدرة الطلبة على التفکیر هدفاً تربویاً یضعونه فی مقدمة أولویاتهم وعند صیاغتهم لأهدافهم التعلیمیة تجدهم یعبرون عن آمالهم فی تنمیة استعدادات طلبتهم کی یکونوا قادرین على مواجهة المشکلات الحیاتیة (عریبات ،2017، 51).

       کما یشیر (خطابیه، 2008، 112) على القیام بالعدید من المحاولات لبلورة استراتیجیات تعلیمیة وفق المرتکزات الأساسیة للنظریة البنائیة وتؤکد هذه الاستراتیجیات على الدور النشط للتلامیذ فی التعلم، کما تؤکد على المشارکة الفکریة والعقلیة فی النشاط بحیث یحدث تعلم ذو معنى قائم على الفهم.

لذا، فإن الطریقة المثلى لتحسین تعلیم العلوم وتطویره  قد لا تتحقق  إلا من خلال المنهج القائم على البحث والتجریب، واستخدام العقل فی حل المشکلات، ولذلک کان لابد من النظر إلى الوظیفة المفتاحیة للتربیة المتمثلة فی تعلیم النشء بأن یبنوا معرفتهم بأنفسهم وهذا ما تؤکده النظریة البنائیة حیث یؤکد التعلیم البنائی على التفکیر والفهم والاستدلال وتطبیق المعرفة وتعتمد على الفکرة التی ترى أن الطالب یبنی معرفته بنفسه. (زیتون، 2007، 24)

        ویظهر دور المعلم واضحاً فی تعلیم التفکیر الناقد وأثره على التفکیر لدى الطلبة                     وذلک من خلال قدرته على وضعهم فی مواقف تعلیمیة محیرة تثر التفکیر وتؤدی إلى زیادة قدرته على مهارات التفکیر – التحلیل – التفسیر – الاستنتاج – الاستقراء – التقویم)                        ( رجب ،2015، 90).

کما یؤکد (أبو تایه، 2007، 50) على ضرورة الاهتمام ببناء المناهج التی تعتمد على جهد المتعلم الذاتی فی التواصل الى المعلومات وتنمی قدراته ومهاراته والا تفتقر هذه المناهج على دور التلقین بل تنقل الى دور البحث والاستقصاء وکل ذلک یحقق من خلال استخدام الاسالیب والاستراتیجیات العلمیة التی تعتمد مشارکة المتعلم.

وبالتالی، یرى الباحث بأهمیة العنایة بمهارات التفکیر وخاصة فی مجال التعلیم ولذلک فقد قامت المملکة العربیة السعودیة بتطویر المقررات الدراسیة جاعلة مهارات التفکیر محوراً رئیسیاً وهاماً فی العملیة التعلیمیة وتبعاً لذلک کان لازماً على المعلمین تطبیق مهارات التفکیر الناقد فی مناهج العلوم وتنمیة مهارات التفکیر الناقد لدى المتعلمین وزیادة قدرتهم على اکتساب المفاهیم العلمیة وتلبیة احتیاجاتهم ورغباتهم ومیولهم وجعلهم قادرین على مواجهة المجتمع وحل المشکلات التی تعترضهم بالطرق الإبداعیة.

      وقد أجریت العدید من الدراسات التی تناولت درجة ممارسة معلمی العلوم لمهارات التفکیر الناقد فی التدریس، ومنها دراسة (الثبیتى، 2006) "تنمیة مهارات التفکیر الناقد لدى طلاب المرحلة المتوسطة من خلال تدریس مادة العلوم وفق نموذج التعلیم البنائی" والتی استهدفت تنمیة مهارات التفکیر الناقد لدى الطلاب فی المرحلة المتوسطة فی السعودیة من خلال تدریس العلوم وفق النموذج التعلیم البنائی، وقد تکونت عینة الدراسة من (125) موزعین على مجموعة تجریبیة ومجموعة ضابطة موزعین (65) للتجریبیة و (60) للضابطة، وتم استخدام مقیاس مهارات التفکیر الناقد واختبار التحصیل الدراسی، وأهم ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج أن للطریقة المستخدمة أثر دال على تنمیة مهارات التفکیر الناقد، حیث بلغ أثر نموذج التعلیم البنائی 68% وحجم أثر المستوى المعرفی على تنمیة مهارات التفکیر وصل 13%، ووجود فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسط درجات الطلاب بالمجموعة التجریبیة والمجموعة الضابطة فی مهارات التفکیر الناقد لصالح المجموعة التجریبیة

      وهدفت دراسة (خلیل، 2015) إلى التعرف على وجهات نظر معلمی المرحلة الأساسیة الدنیا فی المدارس الحکومیة نحو ممارستهم لمهارات التفکیر الناقد وعلى اتجاهاتهم نحو هذه الممارسة، وبیان أثر کل من المتغیرات (الجنس والتخصص والمؤهل العلمی وسنوات الخبرة) على وجهة النظر تلک لدرجة الممارسة والاتجاه نحو الممارسة. تکون مجتمع الدراسة من (461) لا معلماً ومعلمة من  جمیع معلمی ومعلمات المرحلة الأساسیة الدنیا فی محافظة طولکرم موزعین على (63) مدرسة منها (22) للذکور و (18) للإناث و(23) مختلطة وذلک فی العام الدراسی (2014/2013) وقد تم اختیارهم بالطریقة العنقودیة حسب متغیرات : الجنس، التخصص، المؤهل العلمی وسنوات الخبرة .وقد استخدم الباحث المنهج الوصفی التحلیلی، ولتحقیق أهداف الدراسة قام الباحث بإعداد استبانتین الأولى مرتبطة بدرجة الممارسة وتتکون من (33) فقرة موزعة على 7 مجالات رئیسیة هی (المقارنة – التلخیص – الملاحظة – التصنیف – التمییز  ومهارات التفکیر العلیا وأخیراً التقویم)  والثانیة مرتبطة باتجاهات معلمی المرحلة الأساسیة الدنیا نحو استخدامهم لمهارات التفکیر الناقد وتتکون من (19) فقرة، أظهرت نتائج الدراسة أن درجة ممارسة معلمی المرحلة الأساسیة الدنیا فی المدارس الحکومیة لمهارات التفکیر الناقد فی محافظة طولکرم فی المجمل مرتفعة. وأن اتجاهات معلمی المرحلة الأساسیة الدنیا فی المدارس الحکومیة لمهارات التفکیر الناقد فی محافظة طولکرم فی المجمل عالیة.

 أما دراسة الحراحشة (2015): فهدفت الدراسة إلى تعرف درجة امتلاک معلمی العلوم للمرحلة الأساسیة العلیا لمهارات التفکیر الناقد فی المفرق. وتکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی العلوم للمرحلة الأساسیة العلیا التابعة لمدریة تربیة قصبة المفرق فی الأردن. وذلک فی الفصل الأول من العام الدراسی(2015/2016) والبالغ عددهم (300) معلما ومعلمة، واختیرت عینة الدراسة بالطریقة العشوائیة البسیطة وأظهرت نتائج الدراسة ان درجة امتلاک معلمی العلوم للمرحلة الأساسیة العلیا لمهارات التفکیر الناقد فی قصبة المفرق من وجهة نظر المعلمین مرتفعة، وفی ضوء نتائج الدراسة قدمت الباحثة مجموعة من التوصیات والمقترحات من أهمها ضرورة اهتمام المعلم بمهارات التفکیر الناقد وزیارة تضمین کتب العلوم على مهارات               التفکیر الناقد.

مشکلة الدراسة:

        حرصت حکومة خادم الحرمین الشریفین على تطویر مناهج التعلیم وتحدیثها من منطلق الاهتمام الذی تولیه الحکومة الرشیدة بتنمیة الموارد البشریة إیماناً بأهمیة دورها فی تحقیق التنمیة الشاملة والتی تتضمن تطویر التعلیم وتحسین مخرجاته والاهتمام بالمعلم وتفعیل دوره کأساسی فی العملیة التعلیمیة، فلم یعد المعلم ناقلاً للمعرفة بل تعدى دوره لیکون قائداً ومیسراً                   للعملیة التعلیمیة.

        ومن أهم محاور هذا التطویر للمناهج المقرر المدرسی حیث حرصت أن تتضمن المقررات الدراسیة الأنشطة التی تراعی الفروق الفردیة بین الطلاب وکذلک التعزیز والإثراء والقراءة الموجهة وکذلک التقویم الأدائی وکراسة التجارب العلمیة والتفکیر الناقد / حل المشکلات.

        کما سعت إلى تنظیم عملیة التدریس من خلال دورة التعلم الفعال والتی تشمل التدریس والتحفیز والتقویم. ومن خطوات التطویر وضعت دلیل المعلم وفیه یجد المعلم الارشادات والتعلیمات اللازمة لتنفیذ هذه الخطوات بفاعلیة وکذلک یجد الاستراتیجیات وطرائق التدریس المتنوعة والتی تساعد المعلم على تنویع أسالیب التعلیم والتعلم بما یتناسب وحاجات المتعلمین وامکاناتهم ( کتاب الطالب لمقرر العلوم  ، 2015 ، 4 ).

      ولکن وبعد مضی فترة طویلة على تطبیق المناهج المطورة وبالرغم من الجهود المبذولة فی عملیة التطویر والتی من أهم أهدافها الارتقاء بالمستوى التحصیلی للطلاب والطالبات فی الاختبارات الوطنیة والدولیة الا إننا نلاحظ ومن خلال عدة قنوات بان مستوى تحصیل الطلاب متدن ومهارات التفکیر الناقد وخاصة فیما یتعلق باختبارات القدرات (موهبة) والاختبارات المنهجیة المقننة وکذلک الاختبارات التحصیلیة الوطنیة ویتبین ذلک من خلال مخرجات برنامج نور وبرنامج قیاس الأداء لإدارات التعلیم وکذلک الزیارات المیدانیة لتحدید المستوى التحصیلی للطلاب وکذلک العدید من الدراسات التی اثبتت تدنی مهارات الناقد لدى الطلاب .

      وبناءً على ما تقدم فقد استشعر الباحث أهمیة إجراء دراسة علمیة میدانیة للتعرف على درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة فی محافظة المخواة لمهارات التفکیر الناقد من وجهة نظر المشرفین التربویین.

وتحاول الدراسة الإجابة على السؤال الرئیس التالی:

ما درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة مهارات التفکیر الناقد فی تدریس مادة العلوم فی محافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین؟

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارات التفکیر الناقد فی تدریس مادة العلوم من وجهة نظر المشرفین التربویین.

أهمیة الدراسة:

تتجلى أهمیة الدراسة من خلال التالی:

الأهمیة النظریة:

- إبراز أهمیة مهارات التفکیر الناقد وأنها من الجوانب المهمة والضروریة التی بنی علیها المنهج والتی تؤدی إلى تنمیة قدرات التلامیذ العقلیة وحل المشکلات.

 - مسایرة الاتجاهات الحدیثة فی مجال تدریس مادة العلوم التی تجعل من الطالب متفاعل بشکل إیجابی فی الموقف التعلیمی.

الأهمیة التطبیقیة:

1- توجیه المعلمین بتطبیق مهارات التفکیر فی تدریس مادة العلوم وبانها رکن أساسی فی تدریس العلوم ولا یمکن إغفالها.

2- سعى الدراسة إلى تقدیم رؤیة واضحة للمسؤولین عن مدى التزام المعلمین بالتعلیمات والارشادات المساعدة لهم فی تدریس العلوم وتطبیقها ومعرفة الخلل فی ذلک.

3- تشجع الباحثین فی المملکة العربیة السعودیة على القیام بدراسات أخرى فی مجال تدریس العلوم وغیرها من المواد الأخرى.

4- تقدم نتائج الدراسة تغذیة راجعة إلى المسؤولین بوزارة التعلیم عن أثر تطبیق مهارات التفکیر الناقد لمادة العلوم وباقی المواد العلمیة.

5- تفید الباحثین والدارسین لهذا المجال وتعریفهم بحقیقة ما یجری فی المیدان لتشخیص الواقع وإجراء المزید ممن الحلول الإصلاحیة.

 حدود الدراسة:

1- الحدود الموضوعیة: اقتصرت الدراسة على موضوع مهارات التفکیر الناقد، ودرجة تطبیق المعلمین لها أثناء عملیة تدریسهم لمادة العلوم من وجهة نظر المشرفین التربویین.

2- الحدود البشریة: اقتصرت الدراسة على معلمی العلوم فی محافظة المخواة.

3- الحدود الزمانیة: طبقت الدراسة فی الفصل الدراسی 1438/1439هـ.

4- الحدود المکانیة: طبقت الدراسة فی المدارس والمکاتب التابعة لإدارة التعلیم بمحافظة المخواة.

مصطلحات الدراسة:

1- التطبیق: یعنى استخدام المفاهیم والقوانین والحقائق والنظریات التی سبق أن تعلمها الطالب لحل مشکلة تعرض له فی موقف جدید، ویعد التطبیق هدفاً تربویا مهماً؛ لأنه یرقى بالتعلم إلى مستوى توظیف المعلومة فی التعامل مع مواقف أو مشکلات جدیدة                            ( مصطفی،2015،21)

2- مهارات التفکیر: هو تفکیر تأملی استدلالی یتضمن مجموعة من الاستراتیجیات والعملیات المعرفیة المتداخلة کالتفسیر، والتحلیل، والتقییم، والاستنتاج، بهدف تفحص الآراء والمعتقدات، والأدلة، والبراهین، والمفاهیم، والادعاءات التی یتم الاستناد إلیها عند إصدار حکم ما، أو حل مشکلة ما، أو صنع قرار، مع الاخذ بالاعتبار وجهات نظر الأخیر                 (أبو جادو، ونوفل، 2007، 12).

3- معلمی العلوم: جمیع من یقومون بتدریس مادة العلوم فی مدارس إدارة التعلیم بمحافظة المخواة بنین.

4- المرحلة المتوسطة: تقع المرحلة المتوسطة ما بین المرحلة الابتدائیة التی تمثل بدایة سلم التعلیم العام والمرحلة الثانویة التی تمثل نهایته، ویلتحق بها التلمیذ بعد الحصول على شهادة إتمام الدراسة الابتدائیة.

الطریقة والإجراءات:

منهج الدراسة

استخدم الباحث فی الدراسة الحالیة المنهج الوصفی.

 مجتمع وعینة الدراسة

یتکون مجتمع الدراسة الحالیة من جمیع معلمی العلوم التابعین لإدارة التعلیم بمحافظة المخواة والبالغ عددهم (80) معلماً، وفق الإحصاءات الرسمیة لإدارة التعلیم بمحافظة المخواة.

عینة الدراسة:

تکونت عینة الدراسة من (20) معلماً من معلمی العلوم العاملین فی المدارس المتوسطة الحکومیة للبنین التابعة لإدارة التعلیم بمحافظة المخواة للعام الدراسی 1438/1439هــ، ویمثلون نسبة (25) من مجتمع الدراسة، وقد تم اختیارهم بالطریقة الطبقیة العشوائیة.

أداة الدراسة:

اعتمد الباحث فی هذه الدراسة على بطاقة الملاحظة کأداة رئیسة لجمع البیانات المتعلقة بالدراسة. حیث تعتبر بطاقة الملاحظة أداة ملائمة للحصول على البیانات والمعلومات والحقائق بواقع معین، کما أشار حمدان (2002، 21 ) أن بطاقة الملاحظة هی:" تمثیل لنوع محدد من السلوک الإنسانی أو التربوی أو فئات مختارة منه بصیغ یمکن معها قیاس التدریس والتعرف على درجة کفایته" .

  وتم إعداد بطاقة الملاحظة، حیث اشتملت على (42) فقرة توزعت على أربعة محاور تمثل مهارات التفکیر الناقد: (التحلیل، الاستقراء، الاستنتاج، التفسیر)، ویتضمن کل محور عدداً من المهارات الفرعیة. والجدول رقم (1)، یبین توزیع المهارات الفرعیة على محاور بطاقة الملاحظة.

الجدول (1)

توزیع المهارات الفرعیة فی صورتها الأولیة على محاور بطاقة الملاحظة

تحدید أسلوب تقدیر أداء المعلمین للمهارات المطلوبة:

تم تحدید أسلوب تقدیر أداء معلمی العلوم (عینة الدراسة) فی المهارات المحددة فی بطاقة الملاحظة، وفق مقیاس متدرج، مکون من خمس تقدیرات لفظیة، تدل على مستوى أداء معلم العلوم لمهارات التفکیر الناقد، وهی: (عالیة جداً – عالیة – متوسطة – قلیلة – قلیلة جدا) وتحدید التقدیرات الکمیة بإعطاء الدرجات (5 – 4 – 3 – 2 – 1) للتقدیرات على التوالی.

صدق بطاقة الملاحظة :

 (أ) صدق المحتوى أو الصدق الظاهری:

للتحقق من صدق بطاقة الملاحظة، والتأکد من أنها تخدم أهداف الدراسة، قام الباحث بعرضها على المشرف للأخذ بآرائه حول عبارات بطاقة الملاحظة، وبعض التعدیل بعض العبارات تم عرضها على مجموعة من المحکمین بلغ عدد (12) محکماً من المتخصصین فی علم النفس التربوی، المناهج وطرق التدریس إعطائهم بطاقة الملاحظة، وإبداء آرائهم من حیث ملاءمتها لأهداف الدراسة، وانتماء الفقرات لمجالاتها، ووضوحها اللغوی، وتم الأخذ بملاحظات المحکمین.

(ب) الاتساق الداخلی:

للتحقق من صدق بطاقة الملاحظة، قام الباحث بحساب درجة ارتباط کل فقرة من فقرات الأداة مع الدرجة الکلیة، باستخدام معامل ارتباط بیرسون، وتبین أن جمیع قیم معاملات الارتباط بین کل فقرة من فقرات بطاقة الملاحظة مع الدرجة الکلیة کانت دالة احصائیاً عند مستوى دلالة (0.01) أو مستوى دلالة (0.05).

ثبات بطاقة الملاحظة:

تم التحقق من ثبات بطاقة الملاحظة باستخدام معادلة الفا کرونباخ وبطریقة التجزئة النصفیة (معادلة سبیرمان براون) ومعادلة جتمان، وبینت النتائج أن معامل الفا کرونباخ للمهارات الفرعیة المکونة لبطاقة الملاحظة تراوحت بین (0.699 – 0.858) بینما بلغ للأداة ککل (0.938)، کما بینت معاملات التجزئة النصفیة حسب معادلة سبیرمان براون أن القیم  تراوحت بین (0.660 – 0.802) بینما بلغت للأداة ککل (0.848) وتراوحت معاملات الثبات حسب معامل جتمان للمهارات الفرعیة لبطاقة الملاحظة بین (0.660 – 0.798) وبلغت قیمة المعامل للأداة ککل (0.819) وهی قیم جیدة تدل على ثبات بطاقة الملاحظة، أی أنها تتمتع بدرجة ثبات جیدة مما یسمح باستخدامه فی الدراسة الحالیة بدرجة موثوقیة عالیة فی نتائجه .

الأسالیب الإحصائیة المستخدمة:

* التکرارات والنسب المئویة والمتوسط الحسابی والانحراف المعیاری وذلک من أجل قیاس درجة استجابات أفراد العینة حول محاور الدراسة.

* معامل ألفا کرونباخ ومعامل ارتباط بیرسون وذلک لقیاس ثبات وصدق أداة الدراسة.

* اختبار تحلیل التباین(ANOVA) لاختبار الفروق فی استجابات أفراد العینة.

نتائج الدراسة ومناقشتها:

للإجابة عن سؤال الدراسة والذی ینص على "ما مدى تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة مهارات التفکیر الناقد فی تدریس مادة العلوم من فی محافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین؟" تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة، ودرجة التقدیر لکل فقرة ولکل مهارة من المهارات الفرعیة لبطاقة الملاحظة. على النحو الآتی:

مهارة التحلیل

الجدول(2)

المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لدرجات تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التحلیل فی تدریس مادة العلوم من وجهة نظر المشرفین التربویین

یتضح من الجدول (2) أن درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التحلیل فی تدریس مادة العلوم من وجهة نظر المشرفین التربویین فی محافظة المخواة متوسطة، وذلک بمتوسط حسابی بلغ (3.0) وبلغ الانحراف المعیاری (0.8913) والمتوسط یقع ضمن الفترة (من 2.60 إلى أقل من 3.40) والمتوسط فی هذه الفترة یقع فی المرتبة الثالثة حسب التدرج الخماسی ویشیر إلى أن المشرفین التربویین فی محافظة المخواة یقیمون درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التحلیل فی تدریس مادة العلوم بأنها متوسطة.

وقد کان أعلى جوانب تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التحلیل فی تدریس مادة العلوم فی محافظة المخواة (یحدد المشکلة العلمیة الی  ینطوی علیها الدرس) بمتوسط (3.5) وبدرجة عالیة، وفی المرتبة الثانیة نجد (یمیز أوجه الشبه والاختلاف فی المحتوى) بمتوسط (3.3) وفی المرتبة الثالثة نجد الجانب (یمیز البیانات ذات العلاقة بالمشکلة من تلک التی لا علاقة لها) بمتوسط (3.1) أما فی المرتبة الرابعة فنجد (یمیز القضایا ذات العلاقة بالموضوع المطروح) بمتوسط (3.0) ثم الجانب (یمیز العبارات الدالة من المتضمنة للحقائق والعبارات الدالة على المبادئ العامة فی المادة التعلیمیة) فی المرتبة الخامسة بمتوسط (3.0) بینما فی المرتبة السادسة نجد (یحلل البیانات فی ضوء عناصر المشکلة) بمتوسط (2.9) وفی المرتبة السابعة (یحدد المصادر الی  تحتوی على الأدلة ذات العلاقة بالفرضیات العلمیة ویمیزها) نجد بمتوسط (2.6) وقد کانت درجة تقییم المشرفین التربویین لدرجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة للجوانب من الثانی وحتى السابع من جوانب مهارة التحلیل متوسطة. بینما کان أقل جوانب مهارة التحلیل تطبیقاً من قبل معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین (یمیز الأدلة الی یمکن أن تدعم الأفکار) بمتوسط (2.5) وبدرجة تطبیق قلیلة.

وهذه النتیجة توافقت مع دراسة (سلیمان، 2012) التی توصلت إلى أن وجهة نظر مدرسی مادة التاریخ فی درجة ممارستهم لمهارات التحلیل متوسطة. ودراسة (الخالدی وآخرون، 2011) التی توصلت إلى أن درجة ممارسة معلمی التربیة الإسلامیة ومعلماتها لمهارات التفکیر العلیا من وجهة نظر الطلبة کانت متوسطة.

بینما اختلفت مع دراسة الحراحشة (2015): والتی أظهرت نتائجها أن درجة امتلاک معلمی العلوم للمرحلة الأساسیة العلیا لمهارات التفکیر الناقد فی قصبة المفرق من وجهة نظر المعلمین مرتفعة. ودراسة (حمادنة، وعبد الشواهین، 2017) التی أظهرت نتائجها أن مجال التحلیل فی المرتبة الثانیة فی الامتلاک والرابعة فی الممارسة، وبدرجة قلیلة. ودراسة                 (خلیل، 2015) التی أشارت نتائجها إلى أن درجة ممارسة معلمی المرحلة الأساسیة الدنیا فی المدارس الحکومیة لمهارات التفکیر الناقد فی محافظة طولکرم مرتفعة.

وقد یعزى سبب ممارسة معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التحلیل فی تدریس مادة العلوم فی محافظة المخواة بدرجة متوسطة إلى أن مفهوم التحلیل کما ذکر                    (سلیمان، 2012: 21) یشیر إلى تحدید العلاقات الاستقرائیة والاستنتاجیة بین العبارات والأسئلة والمفاهیم والصفات، ویشمل فحص الآراء واکتشاف الحجج وتحلیلها. ومادة العلوم من المواد العمیة المبینة على المنطق والحجج والبراهین وبالتالی فإن تدریسها یستلزم أن یتمتع معلمی العلوم بمثل هذه المهارات، کذلک یمکن أن نضیف بأن هذه المهارات منبثقة عن فلسفة التربیة والتعلیم التی رکزت على تطبیق المنهجیة العلمیة، وربما یعزى إلى محدودیة تطبیق مهارات التفکیر الناقد الموجودة فی المناهج المدرسیة.

2- مهارة الاستقراء

الجدول (3)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجات تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة الاستقراء فی تدریس مادة العلوم

یتضح من الجدول (3) أن درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة الاستقراء فی تدریس مادة العلوم من وجهة نظر المشرفین التربویین فی محافظة المخواة قلیلة، وذلک بمتوسط حسابی بلغ (2.4) وبلغ الانحراف المعیاری (0.9313) والمتوسط یقع ضمن الفترة (من 1.80 إلى أقل من 2.60) والمتوسط فی هذه الفترة یقع فی المرتبة الرابعة حسب التدرج الخماسی ویشیر إلى أن المشرفین التربویین فی محافظة المخواة یقیمون درجة تطبیق معلمی العلوم لمهارة الاستقراء فی تدریس مادة العلوم بأنها قلیلة.

وقد کان أعلى جوانب تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة الاستقراء فی تدریس مادة العلوم فی محافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین  (یطرح أسئلة تسهم فی فهم الموضوع ) بمتوسط (3.3) وفی المرتبة الثانیة نجد (القدرة على الانتقال من الأمثلة فی الدرس إلى التعمیم) بمتوسط (3.1) وفی المرتبة الثالثة نجد الجانب (القدرة على استخراج المفاهیم والمصطلحات العلمیة بشکل واضح ومحدد) بمتوسط (3.0) أما فی المرتبة الرابعة فنجد (التعرف إلى علاقات السبب بالنتیجة بالاستدلال اللفظی) بمتوسط (2.7) وقد کانت درجة تقییم المشرفین التربویین لتطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة لهذه الجوانب من مهارة الاستقراء متوسطة حیث کانت متوسطات استجاباتهم على هذه الفقرات تقع ضمن الفترة (من2.60 إلى أقل من 3.40)

وفی المرتبة الخامسة نجد الجانب (القدرة على استنباط النتائج المهمة من مجموعة النتائج) بمتوسط (2.5) بینما فی المرتبة السادسة نجد (یتوصل إلى تعمیمات بربط الأجزاء ذات العلاقة ببعضها) بمتوسط (2.5) وفی المرتبة السابعة (یتعرف إلى علاقات السبب بالنتیجة بالاستدلال بالمنطق) أیضاً بمتوسط (2.5) حیث تم ترتیب هذه الفقرات حسب قیمة الانحراف المعیاری الأقل نظراً لتساوى المتوسطات لاستجابات أفراد العینة علیها. وهذا المتوسط یقع ضمن الفترة (من 1.80 إلى أقل من 2.60) والمتوسط ضمن هذه الفترة حسب التدرج الخماسی یشیر إلى أن تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة لهذه الجوانب من مهارة الاستقراء حسب وجهة نظر المشرفین التربویین قلیلة.

بینما کان أقل جوانب مهارة الاستقراء تطبیقاً من قبل معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة حسب وجهة نظر المشرفین التربویین (یتعرف إلى علاقات السبب بالنتیجة بالاستدلال المکانی) بمتوسط (2.3) وبدرجة تطبیق قلیلة.

وهذه النتیجة اختلفت مع دراسة (حمادنة، والشواهین، 2017) التی أظهرت نتائجها أن مجال الاستقراء فی المرتبة الرابعة وبدرجة ممارسة قلیلة.

بینما اختلفت مع ما توصلت إلیه دراسة الحراحشة (2015): والتی أظهرت نتائجها أن درجة امتلاک معلمی العلوم للمرحلة الأساسیة العلیا لمهارات التفکیر الناقد من وجهة نظر المعلمین مرتفعة.  بینما اختلفت مع ما توصلت إلیه دراسة  (الثبیتی، 2006) التی توصلت إلى أن وجهة نظر مدرسی مادة التاریخ فی درجة ممارستهم لمهارات الاستقراء متوسطة. بینما اختلفت مع ما توصلت إلیه دراسة  (حمادنة، والشواهین، 2017) التی توصلت إلى أن درجة ممارسة معلمی التربیة الإسلامیة ومعلماتها لمهارات التفکیر العلیا من وجهة نظر الطلبة کانت متوسطة. بینما اختلفت مع ما توصلت إلیه دراسة  (الثبیتی، 2006) التی أشارت نتائجها إلى أن درجة ممارسة معلمی المرحلة الأساسیة الدنیا فی المدارس الحکومیة لمهارات التفکیر الناقد فی محافظة طولکرم مرتفعة.

ویعزو الباحث تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة الاستقراء فی تدریس مادة العلوم بدرجة قلیلة لطبیعة مادة العلوم التی تقوم على تقدیم حقائق ومبررات علمیة ثابتة ومبرهنة والتوصل إلى استنتاجات بناء على  ذلک وهذا ما یرکزون علیه فی أثناء تدریسهم بشکلّ أکبر، حیث أن مهارة الاستقراء هی طریقة تقود المتعلم إلى معرفة الحقائق والأحکام العامة بطریقة البحث والاستقراء، بمعنى أن یبحث عن الجزئیات أولا للوصول إلى قاعدة عامة، وبالتالی ربما ترسخ لدى المعلمین مفهوم أن المناهج الدراسیة لا تقبل الخطاء والتفسیر والمتابعة وأنه یجب أن تنقل کل الحقائق العلمیة التی فی کتاب المقرر إلى ذهن الطالب.

3- مهارة التفسیر

جدول (4)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجات تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التفسیر فی تدریس مادة العلوم

یتضح من الجدول (4) أن درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التفسیر فی تدریس مادة العلوم فی محافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین متوسطة، وذلک بمتوسط حسابی بلغ (2.7) وبلغ الانحراف المعیاری (0.8043) والمتوسط یقع ضمن الفترة (من 2.60 إلى أقل من 3.40) والمتوسط فی هذه الفترة یقع فی المرتبة الثالثة حسب التدرج الخماسی ویشیر إلى أن تقییم درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التفسیر فی تدریس مادة العلوم وجهة نظر المشرفین التربویین بأنها متوسطة.

وقد کان أعلى جوانب تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التفسیر فی تدریس مادة العلوم فی محافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین  (القدرة على جمع المعلومات من مصادر متنوعة) بمتوسط (2.9) وفی المرتبة الثانیة نجد (القدرة على تفسیر النتائج فی ضوء البیانات المعطاة) بمتوسط (2.8) وفی المرتبة الثالثة نجد الجانب                    (یقدم التفسیرات والتعلیلات للقضایا والظواهر العلمیة) بمتوسط (2.7) أما فی المرتبة الرابعة فنجد (یفسر النتائج فی ضوء تحلیل البیانات التی  جمعت وتوصل إلیها) بمتوسط (2.6) بینما کان أقل جوانب مهارة التفسیر تطبیقاً من قبل معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین  (القدرة على التفسیرات المنطقیة للتعمیمات والنتائج المبنیة على معلومات معینة من حیث القبول والرفض) بمتوسط (2.6) وبدرجة تطبیق قلیلة.

وقد کانت درجة تقییم تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة لجوانب مهارة التفسیر وجهة نظر المشرفین التربویین متوسطة، بمتوسطات تقع ضمن الفترة             (من 2.60 إلى أقل من 3.40).

وهذه النتیجة توافقت مع دراسة (حمادنة، والشواهین، 2017) التی أظهرت نتائجها أن مجال التفسیر فی المرتبة الثانیة فی الامتلاک والممارسة وبدرجة متوسطة.

واختلفت دراسة (الثبیتی، 2006) التی توصلت إلى أن وجهة نظر مدرسی مادة التاریخ فی درجة ممارستهم لمهارات التفکیر الناقد کبیرة لمهارة التفسیر. ودراسة (حمادنة، والشواهین، 2017) التی توصلت إلى أن درجة ممارسة معلمی التربیة الإسلامیة ومعلماتها لمهارات التفکیر العلیا من وجهة نظر الطلبة کانت متوسطة على الدرجة الکلیة للمقیاس، کما اختلفت مع دراسة الحراحشة (2015): التی أظهرت نتائجها أن درجة امتلاک معلمی العلوم للمرحلة الأساسیة العلیا لمهارات التفکیر الناقد فی قصبة المفرق من وجهة نظر المعلمین مرتفعة. ودراسة                  (خلیل، 2015) التی أشارت نتائجها إلى أن درجة ممارسة معلمی المرحلة الأساسیة الدنیا فی المدارس الحکومیة لمهارات التفکیر الناقد فی محافظة طولکرم مرتفعة.

ویعزو الباحث تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة التفسیر فی تدریس مادة العلوم متوسطة، إلى  تقدیر المعلمین أنفسهم لطبیعة مادة العلوم التی تهتم بتقدیم الأسباب والمبررات العلمیة للظواهر والتفاعلات فی الطبیعة وتفسیرها بشکل منطقی وعلمی وصولاً إلى استنتاجات،  وهذا ما یرکزون علیه فی أثناء تدریسهم بشکلّ أکبر من المهارات الأخرى، حیث أن التفسیر حسب ما ذکر فاسیون (Facions) یعنی الاستیعاب والتعبیر عن دلالة واسعة من المواقف والتجارب والقواعد والمعاییر والإجراءات ویشمل التصنیف واستخراج المعنى وتوضیحه، وهذه الأدوات تناسب تدریس مادة العوم بشکل کبیر، وقد تم إعداد معلمی العلوم فی کلیات التربیة بشکل جید للقیان بمثل هذه المهارات بغرض ایصال المعلومة للمتعلم أو رفع مستوى استیعابه.

4- مهارة الاستنتاج

جدول (5)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجات تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة الاستنتاج فی تدریس مادة العلوم

یتضح من الجدول (5) أن درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة الاستنتاج فی تدریس مادة العلوم فی محافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین متوسطة، وذلک بمتوسط حسابی بلغ (2.7) وبلغ الانحراف المعیاری (0.8759) والمتوسط یقع ضمن الفترة (من 2.60 إلى أقل من 3.40) والمتوسط فی هذه الفترة یقع فی المرتبة الثالثة حسب التدرج الخماسی ویشیر إلى أن تقییم درجة تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة الاستنتاج فی تدریس مادة العلوم من وجهة نظر المشرفین التربویین بأنها متوسطة.

وقد کان أعلى جوانب تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة لمهارة الاستنتاج فی تدریس مادة العلوم فی محافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین                        (یستخلص الاستنتاجات الی  توصل إلیها الکتاب) بمتوسط (3.1) وفی المرتبة الثانیة نجد (یحدد المعلومات المرتبطة بالمشکلة أو الظاهرة العلمیة) بمتوسط (3.0) وفی المرتبة الثالثة نجد الجانب (یحدد أسباب المشکلة أو الظاهرة العلمیة) بمتوسط (2.9) أما فی المرتبة الرابعة فنجد (یساعد الطلبة لعمل استنتاجات یمکن الدفاع عنها) بمتوسط (2.8) ثم الجانب (یصیغ فرضیات تتعلق بالمشکلة المعروضة والبناء علیها) فی المرتبة الخامسة بمتوسط (2.8) بینما فی المرتبة السادسة نجد (یستخلص أدلة توضح صحة تعمیم معین) بمتوسط (2.7) وقد کانت درجة تقییم تطبیق معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین  لهذه الجوانب من مهارة الاستنتاج کلها متوسطة، حیث کانت متوسطات الاستجابة علیها تقع ضمن الفترة (من 2.60 إلى أقل من 3.40)

وفی المرتبة السابعة نجد (یکتشف التناقضات فی مواقف معینة) بمتوسط (2.2) وبدرجة تطبیق قلیلة. بینما کان أقل جوانب مهارة الاستنتاج تطبیقاً من قبل معلمی العلوم فی المرحلة المتوسطة بمحافظة المخواة من وجهة نظر المشرفین التربویین (یستخلص الافتراضیات والحجج التی یبنی علیها الکتاب استنتاجاته) بمتوسط (2.1) وبدرجة تطبیق قلیلة.

ویعزو الباحث ذلک إلى مدى أهمیة استخلاص الاستنتاجات التی یتوصل الیها الکتاب وذلک یساعد الطلاب على  تحدید  المعلومات المرتبطة بالمشکلة أو الظاهرة العلمیة

وهذه النتیجة توافقت مع دراسة (سلیمان، 2012) التی توصلت إلى أن درجة ممارسة معلمی التاریخ کانت متوسطة فی مهارة الاستنتاج.

وایضاً هذه النتیجة توافقت مع دراسة (الخالدی وآخرون، 2011) التی توصلت إلى أن درجة ممارسة معلمی التربیة الإسلامیة ومعلماتها لمهارات التفکیر العلیا من وجهة نظر الطلبة کانت متوسطة. ودراسة الثبیتی (2006) التی أظهرت أن درجة امتلاک أفراد العینة لمؤشرات التفکیر الناقد متوسطة.

بینما اختلفت مع دراسة الحراحشة (2015) والتی أظهرت نتائجها أن درجة امتلاک معلمی العلوم للمرحلة الأساسیة العلیا لمهارات التفکیر الناقد مرتفعة. ودراسة                                (حمادنة، و الشواهین، 2017) التی أظهرت نتائجها أن مجال الاستنتاج جاء فی المرتبة الأولى، وبدرجة ممارسة مرتفعة.

التوصیات

فیضوءالنتائجالتیکشفتعنهاهذهالدراسةیوصیالباحثبما یلی:

*زیادة عدد الدورات التدریبیة، بغرض اتقان مهارات التفکیر الناقد عملیاً، لمعلمی العلوم بصفة خاصة والمعلمین بصفة عامة فی المرحلة المتوسطة أثناء الخدمة.

*تضمین برامج إعداد المعلمین فی الکلیات التربویة فی الجامعة، مساقات عن کیفیة تدریس مهارات التفکیر الناقد.

*تزوید المدارس بکافة التسهیلات اللازمة لتطبیق مهارات التفکیر الناقد، کدلیل استخدام مهارات التفکیر الناقد مثلاً.

*عقد ورش عمل ودورات وندوات تتناول تأهیل المعلمین فی مجال ممارسة مهارات التفکیر العلیا (الناقد – الابتکاری) فی تدریس العلوم والمناهج الأخرى بالمرحلة المتوسطة.

المقترحات:

*إجراء دراسات مشابهة فی مناطق تعلیمیة أخرى فی المملکة، للکشف عن درجة امتلاک المعلمین لمهارات التفکیر الناقد ودرجة ممارستهم لها.

*إجراء دراسات مشابهة لمراحل تعلیمیة أخرى فی المملکة، للکشف عن درجة تطبیق المعلمین لمهارات التفکیر الناقد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

أبو تایه، خالد (2007) أثر استخدام خریطة الشکل (V) فـی تـدریس مختبـر الفیزیاء فی فهم المفاهیم الفیزیائیة ومهارات عملیات العلم لدى طلبة جامعة الحسین بن طلال فی الأردن، أطروحة دکتوراه غیر منشورة، جامعة عمان العربیة للدراسات العلیا، عمان، الأردن.

أبو جادو، صالح محمد ، نوفل ، محمد بکر (2007)  تعلیم التفکیر،  عمان:  دار المسیرة للنشر والتوزیع.

الثبیتى، عائض ضیف الله (2006) تنمیة مهارات التفکری الناقد لدی طالب المرحلة المتوسطة من خلال تدریس مقرر التاریخ وفق النموذج اللبنانی، مجلة کلیة التربیة بالمنصورة، المجلد (2) العدد (60) 1-49.

جروان، فتحی (2009) تعلیم التفکیر ومفاهیم وتطبیقات، دار الفکر: الأردن.

الحراحشة، إیمان احمد موسى (2015) درجة امتلاک معلمی العلوم للمرحلة الأساسیة العلیا لمهارات التفکیر الناقد فی المفرق، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة العلوم التربویة، جامعة آل البیت، الأردن.

حمدان، خالد سلیم خضر (2002) درجة ممارسة معلمی المرحلة الأساسیة الدنیا فی المدارس الحکومیة لمهارات التفکیر الناقد واتجاهاتهم نحوه فی محافظة طولکرم من وجهة نظرهم، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الدراسات العلیة، جامعة النجاح الوطنیة، نابلس: فلسطین.

حمادنة، أدیب ذیاب وعبد الشواهین، سوزان (2017) درجة امتلاک معلمی اللغة العربیة لمهارات التفکیر الناقد فی المرحلة الأساسیة العلیا فی تربیة بنی کنانة لمهارات التفکیر الناقد ودرجة ممارستهم لها، مجلة اتحاد الجامعات العربیة للتربیة وعلم النفس، المجلد الخامس عشر - العدد الثانی.

الخالدی، جمال خلیل والکیلانی، أحمد محی الدین والعوامرة، محمد حسین (2011) درجة ممارسة معلمی التربیة الإسلامیة ومعلماتها لمهارات التفکیر العلیا من وجهة نظر طلبة المرحلة الثانویة فی الأردن، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات، العدد الثالث والعشرون (1).

خطابیة، عبدالله محمد (2008) تعلیم العلوم للجمیع. ط2، دار المسیرة، عمان، الأردن.

خلیل، أحمد (2015) اتجاهات حدیثة لتعلیم العلوم فی ضوء المعاییر العالمیة وتنمیة التفکیر والنظریة البنائیة، القاهرة: دار الفکر العربی.

رجب، سائد محمد (2015) مؤشرات التفکیر الناقد لدى طلبة المرحلة الثانویة فی مدارس مدینة جنین، من وجهة نظر المعلمین ودرجة تنمیتهم لها، مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات التربویة والنفسیة، المجلد الثالث، ع (9).

زیتون، حسن حسین (2007) تنمیة مهارات التفکیر: رؤیة إشراقیة فی تطویر الذات، الریاض: الدار الصوتیة للتربیة.

عربیات، باسم هاشم (2017) التوجیه والإرشاد المهنی ،عمان ، دار المأمون للنشر والتوزیع.

قطامی، نایفة (2005). تعلیم التفکیر للمرحلة الأساسیة، الأردن: دار الفکر للطباعة والنشر.

مازن، نمر مصطفی ( 2005) تنمیة مهارات التفکیر ، عمان- وسط البلد : دار البدایة ناشرون وموزعون .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Article View: 132

PDF Download: 129