درجة ممارسة القيادات المدرسية في مدارس لواء البادية الشمالية الغربية في محافظة المفرق لمبادئ القيادة بالحب من وجهة نظر المعلمين والمعلمات

             کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

    =======

درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدارس لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب  من وجهة نظر المعلمین والمعلمات

إعـــداد

د/ سلامه مطر المزاوده

خبیر تربوی/ وزارة التربیة والتعلیم الأردنیة

د/ وجدان محمد نصر الداود

دکتوراة تربیة اسلامیة

}     المجلد الرابع والثلاثون– العدد الثانی عشر- دیسمبر 2018م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص:

هدفت هذه الدراسة التعرف إلى درجة  ممارسة القیادات المدرسیة فی مدارس لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات. تکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی ومعلمات المدارس الحکومیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق والبالغ عددهم (3190) معلماً ومعلمة. وقد اختیرت عینة الدراسة من مجتمع الدراسة الأصلی بالطریقة العشوائیة الطبقیة وبنسبة (%25) حیث بلغ عددها (798) معلماً ومعلمة. ولتحقیق هدف الدراسة تم بناء استبانة مکونة من (39) فقرة موزعة إلى أربعة مجالات، هی:(حب المدرسة، وحب المعلمین والعاملین فی المدرسة، وحب أولیاء أمور الطلبة، وحب القائد لنفسه). وقد أظهرت نتائج الدراسة أن درجة ممارسة المدرسیة فی مدارس لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات کانت کبیرة، وجاءت المجالات مرتبة على النحو الآتی: حب القائد لنفسه وبدرجة کبیرة جداً، وحب المعلمین والعاملین فی المدرسة وبدرجة کبیرة، وحب المدرسة وبدرجة کبیرة، وحب أولیاء أمور الطلبة وبدرجة متوسطة. کما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائیاً تعزى لمتغیر النوع الاجتماعی وجاءت لصالح (الإناث).

الکلمات المفتاحیة: درجة ممارسة، القیادات المدرسیة، القیادة بالحب، المعلمین والمعلمات، محافظة المفرق.

Abstract:

This study aimed to identify the degree of the practice of school leaders in the schools of the West Badiya District in Mafraq Governorate to the principles of leadership with love from the perspective of male and female teachers . The study population consisted of (3190) male and female teachers of public schools in the Directorate of Education in the West Badiya District  in Mafraq Governorate . The sample of the study was chosen from the original study population by the random stratified method (25%), with a total number of (798) male and female teachers.

To achieve the objective of the study, a questionnaire was constructed consisting of (39) paragraphs divided into four domains: (love of school, love of teachers and school staff, love of students' parents, and love of the leader for himself). The results of the study showed that the degree of school practice in the schools of the West Badiya District  in Mafraq Governorate to the principles of leadership with love from the perspective of the male and female teachers  was (high) and the domains ranked respectively as follows: the love of the leader for himself was (very high ), The love of the teachers and the school staff was (high), and the love of the parents of the students was (Moderate). The results also showed that there were statistically significant differences due to the gender variable in favor of females.

Keywords: Degree of Practice, School Leadership, Leadership in Love, male and female teachers, Mafraq Governorate

المقدمة والخلفیة النظریة

لقد عد کثیر من علماء الإدارة وباحثیها القیادة بأنها جوهر العملیة الإداریة، وأکدوا على أن أهمیتها تنبع من أهمیة الدور الذی تؤدیه فی المؤسسات التربویة والتعلیمیة، وما له من تأثیر فی جمیع جوانب العملیة الإداریة. حیث یعد القائد التربوی حجر الرحى فی تحسین العملیة التربویة والتعلیمیة، ویتوقف نجاحه فی تحقیق أهداف المؤسسة على ما یتمتع به القائد من مهارات إداریة وقیادیة عالیة فی أداء العمل والارتقاء (أبو السعود، 2015).

ونظراً لأهمیة القیادة ودورها فی نجاح المؤسسات التربویة والتعلیمیة، اتجهت معظم دول العالم إلى تبنی اتجاهات حدیثة فی القیادة التربویة  تتناسب ومتطلبات العصر، وتتناغم مع التطورات التکنولوجیة والاجتماعیة التی یشهدها العالم الیوم، ومن بین هذه الاتجاهات ما یسمى القیادة بالحب.

تعد کاثلین سانفورد (Kathleen Sanford) أول من تبنى مفهوم القیادة بالحب، حیث قامت بتألیف کتابها " القیادة بالحب: کیف تفوز المنظمات بالحنان والقیادة والفطرة ". تعتقد کاثلین ((Kathleen فی کتابها أن فشل النظریات الإداریة تطبیقاتها لا یعود إلى فشل مناهجها أو إلى أخطاء فیها، بل یعود إلى افتقاد الإدارة أو القیادة بالحب، وافتقار القیادة إلى الفطرة والحنان. واستند فی اعتقادها على أن الحب هو سحر الأمومة، والإدارة بفطرة الأمومة تخضع لنفسر السحر، فالحب هو العصا السحریة لهذه النظریة القیادیة، وهو المسؤول عن نجاح المؤسسات والمنظمات .

وتنطلق فلسفة القیادة بالحب من مبدأ أهمیة دور القیادة فی صیانة الرأس المال البشری الاجتماعی، بحیث لا یمکن المحافظة على هذا الرأس دون الارتقاء بالذکاء العاطفی للعاملین وتدریبهم على إدارة عواطفهم وحثهم على التعبیر عنها فی أماکن العمل. فمن المستحیل أن یترک الإنسان منظومة عواطفه فی منزله قبل الذهاب إلى عمله کل صباح. کما لا یعقل أن یعطل الإنسان إحساسه بعواطفه ومشاعره فی أوقات العمل الرسمیة. والمدقق فی تطور الفکر الإداری یجد أنه استهدف – عن قصد أو غیر قصد – بشکل مباشر أو غیر مباشر-، سد بعض الثغرات التی مزقت النسیج الاجتماعی للمؤسسات والمنظمات(Sanford, 1998).       

مفهوم القیادة بالحب

تعرف القیادة بالحب بأنها: توفیر المناخ الملائم الذی یشعر الموظف بأنه یرتبط بعاطفة حب قویة مع عمله الذی یمارسه ومع قائده ومع مؤسسته (Sanford, 1998). وتعرف أیضاً بأنها حرص القیادة على وضع  الموظف المناسب فی المکان المناسب، مع تأدیة الموظف للعمل الذی یحبه (أبو العلا، 2013).

 مرتکزات القیادة بالحب

لکل قیادة مرتکزات تقوم علیها، وقد ذکر ناصر (2008) بعض مرتکزات القیادة بالحب، منها:

أ- ترکز القیادة بالحب على دور العاملین ورفع مستوى مشارکتهم فی التخطیط والتنفیذ والرقابة واتخاذ القرارات.

ب- ترکز على البعد الاجتماعی والقیم الثقافیة للمؤسسات وأهمیتها فی صیانة رأس المال البشری.

ج- العواطف والأحاسیس والمشاعر.

د- الارتقاء بالذکاء العاطفی للعاملین.

 مبادئ القیادة بالحب

تقوم فلسفة القیادة بالحب على خمسة مبادىء، وهی (Sanford, 1998):

أ- حب المؤسسة: یجب أن تکون المؤسسة بالنسبة للقائد بمثابة الأسرة والبیت؛ لکی یتمکن من معرفة رسالتها وفهمها، والإیمان بأهدافها وقیمها، وتعلیم الآخرین عمق هذه الرسالة، حتى یتولد لدیهم التزام قوی بأداء هذه الرسالة، وتحقیق أهداف المؤسسة على أکمل وجه. فحب المؤسسة ونجاحها وجهان لعملة واحدة، والقائد المحب لمؤسسته هو الذی یستطیع أن یضبط إیقاع هذا الحب وترجمته إلى سلوک أخلاقی یرقى بأداء المؤسسة.

ب- حب العاملین: یحتاج العاملون فی المؤسسة إلى الحب والرعایة، ویقصد بها مساعدتهم فی الکشف عن مهاراتهم ومواهبهم وتمکینهم من إطلاق طاقاتهم، وبهذا تکون هی الطریق الوحید لتأکید ثقتهم بأنفسهم وحبهم واحترامهم لذاتهم.

ج- حب العملاء: إن حب العمیل وخدمته بصدق من أهم رکائز وأسباب ازدهار الأعمال ونجاحها؛ لأن ذلک یترجم إلى کفاءة فی الأداء وأدب فی اللقاء من ناحیة إذا أحببنا من نقوم بخدمته فبالتأکید ستکون الخدمة المقدمة له ممتازة، وإننا جمیعاً عملاء لخدمة معینة أو منتج ما من ناحیة أخرى. وبذلک فحب العمیل قیمة علیا من قیم العمل، وأحد عناصر الضمیر المؤسسی، ومبدأ ومنطق تؤکد علیه الفطرة.

د- حب المجتمع: بالتأکید لا تنفصل أی مؤسسة عن المجتمع الذی یحتضن نشاطها، وبالتالی فحب المؤسسة الحقیقی للمجتمع هو أقصر طریق لتحقیق النجاح، ومن هذا النجاح یمکن أن تعبر المؤسسة عن المزید من حبها لمجتمعها، فتزید من عملیة خدمتها، وتحافظ على علاقاتها مع المجتمع. والقیادة بالحب تعتبر خدمة المجتمع المحیط بها وإمکاناته وموارده من أهم مسؤولیاتها ووسائلها؛ للنهوض بحیاة العاملین والعملاء وأسرهم، لأن المؤسسات الضعیفة لا یمکن أن توجد وتنمو فی مجتمعات ضعیفة.

هـ- حب القائد لنفسه: إن الإنسان الذی یحب ویحترم ذاته لا یصعب علیه قیادة نفسه، کما لا یجد صعوبة فی قیادة الآخرین ورعایتهم. لکن الحب المقصود به هنا هو الحب الأخلاقی الذی یخلو من الأنانیة وحب التملک والسیطرة، وحب الذات بهذا الشکل والحنو على النفس یذهب إلى ما هو أبعد من ذلک لأنه وسیلة إلى حب ورعایة الآخرین. والقائد المحب لنفسه یکون واقعیاً فی توقعاته، لأن التعرف على الواقع وفهم متناقضاته یحمی الإنسان من مشاعر الأسف والندم والاستیاء والغضب التی قد تصیبه عندما یقابله الآخرون بالتجاهل وسوء التقدیر والإنکار. لذلک تعتبر الواقعیة والتوقعات المنطقیة من أهم أسالیب حب النفس. 

 صفات القائد المحب

لخص السعود (2015) صفات القائد بفطرة الأمومة (القیادة بالحب) بالآتی:

أ- یتمیز ببعد النظر (الرؤیة والعمل لمستقبل أفضل دون الترکیز على الذات والغایات المادیة.

ب- یقدر أن العلاقة مع العاملین تتغیر مع مرور الوقت.

ج- یعی أن الناس مختلفون، ولکل فرد طریقة خاصة للتعامل معه.

د- یتیح المعرفة للآخرین.

هــ- یقدمون القدوة والمثل الأعلى للآخرین.

مشکلة الدراسة وأسئلتها

تتمثل مشکلة الدراسة فی محاولتها الإجابة عن الأسئلة الآتیة:

1- ما درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریات تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات؟.

2- هل توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسطات استجابات المعلمین والمعلمات فی تقدیرهم لدرجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریات تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب تعزى لمتغیر النوع الاجتماعی؟.

 أهداف الدراسة

تهدف الدراسة الحالیة التعرف إلى درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب، بالإضافة فیما إذا کانت هناک فروق دالة إحصائیة تعزى لمتغیر النوع الاجتماعی.

أهمیة الدراسة

تستمد الدراسة أهمیتها من خلال الاعتبارات الآتیة:

أ- حداثة الموضوع، حیث تعد الدراسة الحالیة – فی حدود علم واطلاع الباحث - من أوائل الدراسات العربیة والأجنبیة التی تتناول موضوع القیادة بالحب.

ب- توصیات المؤتمرات التربویة التی تؤکد على ضرورة تغییر أنماط القیادة المدرسیة، وتبنی أنماط القیادة الحدیثة ومنها القیادة بالحب.

ج- یؤمل أن تفید نتائج هذه الدراسة القائمین على التعلیم المدرسی فی وزارة التربیة والتعلیم فی تحدید درجة ممارسة القیادة بالحب فی مدیریات التربیة والتعلیم فی محافظة المفرق، واستخدامها کمؤشرات للحکم على فعالیة هذه القیادة.

د- تعد هذه الدراسة إضافة للمکتبة العربیة من خلال تقدیمها إطار فکری لنمط قیادی حدیث.

هـــ- قد تفتح هذه الدراسة المجال أمام الباحثین والمهتمین فی مجال التعلیم لإجراء دراسات أخرى قد تستدعیها الدراسة الحالیة وبمتغیرات مختلفة.

حدود الدراسة

تقتصر الدراسة الحالیة على حدود التعرف إلى درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات خلال الفصل الثانی من العام الدراسی2018/2017م وفی ضوء مجالات وفقرات الاستبانة التی أعدت لهذا الغرض.

مصطلحات الدراسة

احتوت الدراسة الحالیة على المصطلحات الآتیة:

- درجة ممارسة: هی الدرجة الکلیة لاستجابات المعلمین والمعلمات على فقرات ومجالات استبانة ممارسة القیادة المدرسیة فی مدارس مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب الخمسة (حب المدرسة، حب المعلمین والعاملین فی المدرسة، وحب أولیاء أمور الطلبة، وحب القائد لنفسه).

- القیادة بالحب: هی نمط حدیث من أنماط القیادة، یعتمد على خلق القائد علاقة حب متبادلة بینه وبین الموظفین ومن خلال تثبیت هذه العلاقة یستطیع القائد أن یدفع موظفیه وبروح المشارکة نحو تحقیق الأهداف المنشودة (أبو العلا، 2013).

الطریقة والإجراءات

منهج الدراسة

اتبعت الدراسة المنهج الوصفی المسحی؛ نظراً لملائمته لطبیعة الدراسة وأهدافها.

مجتمع الدراسة

تکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی ومعلمات المدارس الحکومیة فی لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق خلال الفصل الثانی من العام الدراسی 2018/2017م، والبالغ عددهم (3190) معلماً ومعلمة وفق إحصائیات مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة فی محافظة المفرق. والجدول (1) یبین توزیع التکرارات والنسب المئویة لأفراد مجتمع الدراسة حسب متغیراتها.

الجدول (1) توزیع التکرارات والنسب المئویة لأفراد مجتمع الدراسة حسب متغیرات الدراسة.

عینة الدراسة

تکونت عینة الدراسة من معلمی ومعلمات المدارس الحکومیة فی مدیریة تربیة لواء البادیة الشمالیة الغربیة خلال الفصل الثانی من العام الدراسی 2018/ 2017م، والذین تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة الطبقیة بنسبة (%25) وبلغ عدد أفراد عینة الدراسة (798) معلماً ومعلمة. والجدول (2) یبین توزیع التکرارات والنسب المئویة لأفراد عینة الدراسة حسب متغیرات الدراسة.

الجدول (2) توزیع التکرارات والنسب المئویة لأفراد عینة الدراسة حسب متغیرات الدراسة.

أداة الدراسة

لتحقیق هدف الدراسة والمتمثل فی التعرف إلى درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدارس لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات، قام الباحث ببناء استبانة استناداً إلى الأدب النظری المتعلق بموضوع القیادة بالحب، وقد تکونت الاستبانة فی صورتها الأولیة من (41) فقرة موزعة إلى أربعة مجالات، هی: (حب المدرسة، وحب المعلمین والعاملین فی المدرسة، وحب أولیاء أمور الطلبة، وحب القائد لنفسه).

صدق أداة الدراسة

للتأکد من صدق الاستبانة، تم عرضها على عشرة محکمین من أعضاء هیئة التدریس فی الجامعات الأردنیة التالیة: جامعة آل البیت، والجامعة الهاشمیة، وجامعة الیرموک، وجامعة الزرقاء الأهلیة، والمتخصصین فی کل من مجال: الإدارة التربویة، والمنهاج وطرق التدریس العامة، وعلم النفس التربوی، والقیاس والتقویم. وقد طلب إلیهم قراءة فقرات الاستبانة وإبداء رأیهم فیها، من حیث مدى ملاءمة الفقرات للمجال الذی تندرج تحته، والصیاغة اللغویة للفقرات، وأیة ملاحظات أخرى یراها المحکمون تعدیلاً أو إضافة أو حذفاً. والجدول (3) یبین عدد فقرات الاستبانة قبل عملیة التحکیم وبعدها. وفی ضوء ما أسفرت عنه نتائج عملیة التحکیم، تم الآخذ بملاحظات وآراء المحکمین حیث تم حذف فقرتین فقط، وبذلک تکونت الاستبانة فی صورتها النهائیة (39) فقرة موزعة إلى أربعة محالات، هی: : (حب المدرسة، وحب المعلمین والعاملین فی المدرسة، وحب أولیاء أمور الطلبة، وحب القائد لنفسه) ووفق سلم لیکرت الخماسی            (5 کبیرة جداً، 4 کبیرة، 3 متوسطة، 2 قلیلة، 1 قلیلة جداً).

ثبات أداة الدراسة

للتأکد من ثبات الاستبانة، تم اختیار عینة عشوائیة استطلاعیة من خارج عینة الدراسة الأصلیة، مکونة من (60) معلماً ومعلمة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق.  وتم توزیع الاستبانة علیهم، وبفارق أسبوعین تم تطبیق الاستبانة مرة أخرى على العینة الاستطلاعیة. وبعدها تم حساب معامل ارتباط بیرسون بین التطبیقین، وبلغت قیمته للأداة  (0.79)، کما تم حساب معامل ثبات الاتساق الداخلی حسب معادلة کرونباخ ألفا، وبلغت قیمته للأداة (0.88). واعتبرت هذه القیم أن الأداة تتمتع بدرجة عالیة من الثبات والاتساق، وبالتالی فهی تصلح لتحقیق أغراض الدراسة. والجدول (3) یبین قیم معاملات ثبات الإعادة ومعاملات الاتساق الداخلی لکل مجال من مجالات الدراسة والأداة ککل. 

الجدول (3) قیم معاملات ثبات الإعادة والاتساق الداخلی لمجالات أداة الدراسة والأداة ککل.

المعالجات الإحصائیة

للإجابة عن أسئلة الدراسة، تم استخدام المتوسطات والانحرافات المعیاریة للإجابة عن السؤال الأول والثانی، واستخدام اختبار (Independent Sampled T – Test) للإجابة عن السؤال الثانی.

نتائج الدراسة ومناقشتها

نتائج السؤال الأول ومناقشتها، وهو: " ما درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات؟".

للإجابة عن هذا السؤال، تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیر درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات. والجدول (4) یبین ذلک.

الجدول ((4 المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیر درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات.

یبین الجدول (4) أن المتوسط الحسابی الکلی لتقدیر درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات قد بلغ (4.10) وهو ما یقابل درجة ممارسة (کبیرة). وقد یعزى ذلک الفطرة الإنسانیة التی جبل علیها القائد فی إیلاء العنصر الإنسانی (المعلمین والمعلمات) من خلال بث روح المشارکة المبنیة على الاحترام                والثقة المتبادلة. 

کما یلاحظ من الجدول أعلاه أن مجال حب القائد لنفسه قد جاء فی المرتبة الأولى وبمتوسط حسابی بلغ (4.92) وهو ما یقابل درجة ممارسة (کبیرة جداً)، ثم جاء مجال حب المعلمین والعاملین فی المدرسة فی المرتبة الثانیة وبمتوسط حسابی بلغ (4.08) وهو ما یقابل درجة ممارسة (کبیرة)، وجاء فی المرتبة الثالثة مجال حب المدرسة وبمتوسط حسابی بلغ (4.03) وهو ما یقابل درجة ممارسة (کبیرة)، وتلاه فی المرتبة الرابعة مجال حب أولیاء أمور الطلبة وبمتوسط حسابی بلغ (4.03) وهو ما یقابل درجة ممارسة (متوسطة).

کما تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیر درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات على فقرات کل مجال من مجالات أداة الدراسة. والجداول (5، 6، 7، 8) تبین ذلک.

المجال الأول: حب المدرسة

الجدول (5) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات مجال حب المدرسة مرتبة تنازلیاً

یبین الجدول (5) أن المتوسطات الحسابیة درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات لفقرات مجال (حب المدرسة) قد تراوحت تنازلیاً (3.40 – 4.20)، حیث جاء الفقرة رقم (2) ونصها " یلتزم القائد برسالة المدرسة وقیمها " فی المرتبة الأولى وبمتوسط حسابی بلغ (4.20)، فی حین جاءت الفقرة رقم (4) ونصها " یوفر القائد کافة الإمکانات التی تحتاجها المدرسة " فی المرتبة الأخیرة وبمتوسط حسابی بلغ (3.40). وقد بلغ المتوسط الحسابی الکلی للمجال (4.03) وهو ما یقابل درجة ممارسة (کبیرة). وقد یعزى ذلک إلى تعامل قائد المدرسة مع المدرسة والمعلمین والعاملین فیها بمثابة الأسرة، بالإضافة إلى سعیه إلى إنجاح المدرسة وتمیزها وارتقاء أدائها مع مراعاة مصلحة المدرسة معلمیها ورسالتها وقیمها عند اتخاذ القرارات. 

المجال الثانی: حب المعلمین والعاملین فی المدرسة

الجدول (6) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات مجال حب المعلمین والعاملین فی المدرسة مرتبة تنازلیاً

یبین الجدول (6) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیر درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات لفقرات مجال (حب المعلمین والعاملین فی المدرسیة) قد تراوحت تنازلیاً (2.60 – 4.95)، حیث جاء الفقرة رقم (24) ونصها " یطبق القائد اللوائح والأنظمة على  جمیع المعلمین بدون تمییز " فی المرتبة الأولى وبمتوسط حسابی بلغ (4.95)، فی حین جاءت الفقرة رقم (20) ونصها " ینظم القائد بعض الرحلات والزیارات التی تدعم العلاقات مع المعلمین " فی المرتبة الأخیرة وبمتوسط حسابی بلغ (2.60). وقد بلغ المتوسط الحسابی الکلی للمجال (4.08) وهو ما یقابل درجة ممارسة (کبیرة). وقد یعزى ذلک إلى توفیر القائد المدرسی جو ومناخ تعلیمی مبنی على الاحترام والثقة المتبادلة والتقدیر والإخوة بین المعلمین أنفسهم من جهة، وبین المعلمین والطلبة من جهة أخرى.

المجال الثالث: حب أولیاء أمور الطلبة

الجدول (7) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات مجال حب أولیاء أمور الطلبة مرتبة تنازلیاً

یبین الجدول (7) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیر درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات لفقرات مجال (حب أولیاء أمور الطلبة) قد تراوحت تنازلیاً (3.15 – 4.20)، حیث جاء الفقرة رقم (28) ونصها " یعمل القائد على حل المشکلات التی تواجه أولیاء الأمور" فی المرتبة الأولى وبمتوسط حسابی بلغ (4.20)، فی حین جاءت الفقرة رقم (30) ونصها " یتواصل القائد بصورة مستمرة مع أولیاء الأمور " فی المرتبة الأخیرة وبمتوسط حسابی بلغ (3.15). وقد بلغ المتوسط الحسابی الکلی للمجال (3.37) وهو ما یقابل درجة ممارسة (متوسطة). وقد یعزى ذلک إلى قلة التواصل بین قائد المدرسة وأولیاء أمور الطلبة، فضلاً عن الروتین والمرکزیة فی العمل التی تقلل من مشارکة أولیاء أمور الطلبة فی الأنشطة والفعالیات المدرسیة وعملیة صنع القرارات التربویة.

 المجال الرابع: حب القائد لنفسه

الجدول (8) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لفقرات مجال حب

 القائد لنفسه مرتبة تنازلیاً

یبین الجدول (8) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیر درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب من وجهة نظر المعلمین والمعلمات لفقرات مجال (حب القائد لنفسه) قد تراوحت تنازلیاً (4.84 – 4.98)، حیث جاء الفقرة رقم (34) ونصها " یتمتع قائد المدرسة بأخلاق عالیة" فی المرتبة الأولى وبمتوسط حسابی بلغ (4.98)، فی حین جاءت الفقرة رقم (39) ونصها " یمتلک القائد توقعات إیجابیة " فی المرتبة الأخیرة وبمتوسط حسابی بلغ (4.84). وقد بلغ المتوسط الحسابی الکلی للمجال (4.92) وهو ما یقابل درجة ممارسة (کبیرة جداً). وقد یعزى ذلک إلى سعی القائد نحو تحقیق ذاته وتمیزه عن غیره من القیادات المدرسیة الأخرى وذلک على الصعید الشخصی من جهة، وعلى الصعید العملی من جهة أخرى.

نتائج السؤال الثانی، وهو: " هل توجد فروق دالة إحصائیاً بین متوسطات استجابات المعلمین والمعلمات فی تقدیرهم لدرجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریات تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب تعزى لمتغیر النوع الاجتماعی ؟.

للإجابة عن هذا السؤال، تم استخدام اختبار (Independent Samples T – Test) لدلالة الفروق بین متوسطات استجابات المعلمین والمعلمات فی تقدیرهم لدرجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب لکل مجال من مجالات أداة الدراسة والأداة ککل تعزى لمتغیر النوع الاجتماعی . والجدول (9) یبین ذلک.

الجدول (9): نتائج اختبار (T – Test) لدلالة الفروق بین متوسطات استجابات المعلمین والمعلمات فی تقدیرهم لدرجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب لکل مجال من مجالات أداة الدراسة والأداة ککل تعزى لمتغیر النوع الاجتماعی

یبین الجدول (9) وجود فروق دالة إحصائیاً بین متوسطات استجابات المعلمین والمعلمات فی تقدیرهم لدرجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدیریة تربیة وتعلیم لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادىء القیادة بالحب لکل محال من مجالات أداة الدراسة والأداة ککل تعزى لمتغیر النوع الاجتماعی، وبمقارنة المتوسطات الحسابیة جاءت الفروق لصالح (الإناث) وبمتوسط حسابی بلغ (4.16). وقد یعزى ذلک إلى أن المعلمات الإناث أکثر میلاً من المعلمین الذکور فی التواصل  مع القیادات المدرسیة من خلال الجماعات غیر الرسمیة فی المدرسة، وتبادل الزیارات الأسریة فی مختلف المناسبات. وهذا بدوره لعب دوراً فی مقدرة المعلمات على تحدید درجة ممارسة القیادات المدرسیة فی مدارس لواء البادیة الشمالیة الغربیة فی محافظة المفرق لمبادئ القیادة بالحب.

التوصیات

فی ضوء ما توصلت إلیه الدراسة من نتائج، فإن الباحث یوصی بالآتی:

1- تبنی وزارة التربیة والتعلیم موضوع القیادة بالحب، وإدراجه ضمن الدورات التدریبیة التی تقدم لمدیری ومدیرات المدارس.

2- تدریس موضوع القیادة بالحب ضمن متطلبات برامج الدراسات العلیا فی تخصصات الإدارة وأصول التربیة.

3- قیام القیادات المدرسیة بزیادة الاهتمام بمجال حب المدرسة فیما یتعلق بتوفیر کافة الإمکانات التی تحتاجها المدرسة.

3- قیام القیادات المدرسیة بزیادة الاهتمام بمجال حب المعلمین والعاملین فی المدرسة فیما یتعلق بعملیة إشراکهم فی عملیة صنع واتخاذ القرارات، والمرونة عند توزیع جدول الحصص الدراسی، والکشف عن مواهبهم، وتوزیع المهام والمسؤولیات علیهم بما یتلاءم مع احتیاجاتهم ورغباتهم، وتوفیر فرصة التنمیة المهنیة لهم، وتنظیم رحلات تدعم العلاقات مع المعلمین. 

4- تشجیع القیادات المدرسة على زیادة الاهتمام بمجال حب أولیاء أمور الطلبة، وتوفیر کافة السبل والإجراءات اللازمة لذلک.

5- إجراء دراسات مماثلة باستخدام متغیرات مستقلة جدیدة للتعرف إلى درجة ممارسة القیادات المدرسیة لمبادئ القیادة بالحب.

المراجع

أبو العلا، لیلى (2013). مفاهیم ورؤى فی الإدارة والقیاد بین الأصالة والحداثة. عمان: دار یافا العلمیة للنشر والتوزیع.

السعود، راتب (2015). اتجاهات معاصرة فی القیادة التربویة: القیادة بالحب (الإدارة بفطرة الأمومة). محاضرة مقدمة إلى المؤتمر الدولی الأول: التربیة آفاق مستقبلیة، والمنعقد فی الفترة الممتدة من 2015/4/15 – 12، کلیة التربیة، جامعة الباحة، المملکة العربیة السعودیة.

ناصر، محمد جودت (2008). الإدارة بالحب وإعداد القیادة المحبة. تم استرجاعه بتاریخ 2018/2/20 من المصدر https://israaibrahim.wikispaces.com.

Sanford, Kathleen (1998). Leading with Love: How Women (and Men) can Transform Their Organizations Through Materialistic Management. Publisher: Vashon Francisco.