التوافق الزواجي وعلاقته بالثقة بالنفس کما تدرکه طالبات المرحلة الثانوية في محافظة العقيق

مقـدمة الدراسة:

لقد اهتم الإسلام بتکوین الأسرة الصالحة -والتی تعد اللبنة الأساسیة فی بناء المجتمع-، وتقویة دعائمه، ومن جوانب حرص الإسلام على بناء الأسرة أن وضع التشریعات وأسس لإقامة العلاقة بین الزوجین، فالزواج عماد الأسرة، ومیثاقها المقدس لقوله تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْکُمْ مِیثَاقًا غَلِیظًا﴾ (سورة النساء: 21) فقد عرف الزواج بین الرجل والمرأة منذ فجر التاریخ البشری، وجعله الله صلة مشروعة منذ أبینا آدم الى یومنا هذا (أبو عمرة، 2011: 2).

والزواج من أقدم النظم الاجتماعیة التی عرفتها البشریة عبر تاریخها الطویل، وأکثرها استقرار وقبولًا عند کافة المجتمعات البشریة والفلسفات والأدیان السماویة على وجه الخصوص، فهذه جمیعا قد أجمعت على أهمیة وضرورة الإیواء والسکن تحت سقف الحیاة الزوجیة، وحثت على الاحتماء بها من الأخطار والسلوکیات الاجتماعیة غیر المقبولة. فوضعت له من التشریعات والقوانین ما یکفل قیامه على أساس قویم، یضمن انبثاق أسرة سلیمة تکون أساسًا لمجتمع سلیم، فبالزواج یتم إشباع الدوافع الفطریة وأقواها، کالدافع الجنسی، ودافع الأمومة ودافع الأبوة، وذلک فی جو صحی یسوده الحب والتعاطف. (فریزة، 2013)

یعد التوافق الزواجی مفهومًا عامًا یشمل جمیع المجالات النفسیة والمهنیة، ویعد نوعًا من أنواع التوافقات الاجتماعیة، إذ أن الدور الذی یقوم به الأزواج والزوجات یختلف عن الأدوار التی یؤدونها فی العلاقات الأخرى، فالزواج الذی یتحقق عن طریق معیشة فردین من جنسین مختلفین فی حیز مکانی له طابع ارتباطی یصعب انهیاره؛ بسبب وقوع نوع العلاقة الرسمیة والعلنیة التی یقوم بها، وأهمیته تکمن فی أهمیة الاستمرار فی الحیاة الزوجیة وصفائها وسعادتها والتوافق الزواجی هو وجود تقارب وتطابق نفسی وعلمی واجتماعی وعقلی وبیئی، بالإضافة إلى العدید من الأمور المهمة یجب أن تجمع بین الزوجین، وعدم وجود هذا التوافق سوف یظهر لنا أو إلى حد کبیر أسبابًا کثیر من المشکلات الزوجیة، فالتوافق بین الزوجین هو رضا متبادل بین طرفی الزواج وقبول أحدهما للآخر، وهذا القبول هو قبول الزوجة أو الزوج أحدهما للآخر بإیجابیاته وسلبیاته والقدرة، على التواصل وتحمل المسؤولیة، واحتواء الخلافات (أبو موسى، 2008: 3).

     ویُعد مفهوم الثقة بالنفس من المواضیع الأساسیة التی لها علاقة مباشرة بشخصیة الإنسان، فهو یرتبط بنشاطات الإنسان الیومیة فی شتى مجالات الحیاة، ویشیر فی أبسط معانیه إلى ذلک الإحساس الشخصی بالکفاءة الجسمیة والنفسیة والاجتماعیة، وبقدرته على عمل ما یرید إدراکه لتقبل الآخرین له وثقتهم به، ویتسم الشخص الواثق من نفسه بالاتزان الانفعالی، والنضج الاجتماعی وقبول الواقع، ویجد فی نفسه القدرة على مواجهة الأزمات بتعقل وتفکیر(سرایة، 2014).

وتشکل الثقة بالنفس سببًا رئیسًا فی الإبداع والنجاح، باعتبارها نسیج مرکب من ثلاث صفات عاطفیة وروحیة متمثلة فی کل من: إدراک الذات، وقبول الذات، والاعتماد على الذات. الفرد عندما یکون واثقًا بنفسه یستطیع أن یعبر عما یشعر به بشکل أفضل، خاصة فی المواقف الانفعالیة الصعبة التی قد یشعر فیها بالضیاع، أو الغضب، أو الخوف(ریان، 2006: 8).

وللأسرة المتوافقة دور کبیر فی تنمیة الثقة بالنفس، وذلک من خلال التربیة التی تساعد الفرد على التجریب، وتسانده وتدعمه فی صعوباته، وتمنحه الفرصة المناسبة لیصبح مستقلًا وواثقًا بنفسه، وتشجعه على التعاون والمساعدة، والإصغاء له، وسماعه والتعبیر عن ذاته، وبالتالی خلق جو مناسب من الاهتمام وتعزیز ثقته بنفسه (إبراهیم، 2005: 177) ،وعلى العکس من ذلک، فإن الطفل الذی لا یشعر بالتقبل والارتیاح فی التعامل مع المحیطین به وبخاصة والدیه، فإنه سیُنمی اتجاهات سالبة نحو ذاته، على أساس أنه لا یستحق إلا مثل هذه المعاملة، وبأنه غیر جدیر بالحب والتقدیر (کفافی وآخرون، 2008: 436).

بناء على ما سبق تتضح أهمیة التوافق الزواجی فی توفیر بیئة مناسبة لنمو الأبناء، وتعزیز ثقتهم بأنفسهم، حیث یعتمد مستوى تقدیر الأبناء لذواتهم، وثقتهم بأنفسهم على طریقة تعامل الوالدین معهم من اهتمام، وتشجیع، ومدح، وتقدیم الدعم للأبناء، وفتح قنوات الاتصال بین الآباء والأبناء. وکل ذلک لا یمکن تقدیمه إلى الأبناء إذا انعدم وجود توافق زواجی بین الأزواج، حیث إن التوافق الزواجی یؤثر على ثقة الطالبات بأنفسهن بدرجة کبیرة، وخصوصا لدى طالبات المرحلة الثانویة. خاصة أن هذه المرحلة تأخذ فیها الشخصیة طریقها إلى النمو والتکامل، وتتطلب القدرة على اتخاذ القرارات، ولا یستطیع الفرد تحقیق ذلک دون أن یکون لدیه ثقة بنفسه.

مشکلة الدراسة:

تُعدُّ الأسرة الحضن الأول لإشباع الحاجات النفسیة والاجتماعیة للأبناء، ولها الأثر الکبیر فی تکوین الشخصیة المتوازنة التی تمکنهم من التمتع بثقة عالیة فی أنفسهم، تقودهم نحو التعامل مع المشاکل والمواقف التی تواجههم فی حیاتهم، والمرحلة الثانویة تعد من أهم المراحل المصحوبة بالتغیرات الجسدیة والنفسیة الملحوظة، والتی قد تؤثر فی الثقة بالنفس لدى الکثیر من الطالبات، وتقلل من مستوى تمتعهن بها، وفی هذه المرحلة تزداد الحاجة إلى توفیر معاملة سویة، وجو أسری من قبل الوالدین؛ لمساعدتهن على تخطی هذه المرحلة الصعبة فی حیاتهن.

والتوافق الزواجی یعد من العوامل المهمة والأساسیة فی العلاقات الأسریة، من حیث توفیر البیئة المناسبة والخصبة لتربیة الأبناء، والمحافظة على مشاعرهم، وإشباع حاجاتهم النفسیة والاجتماعیة، وبالتالی زیادة وتدعیم ثقتهم بأنفسهم وحمایة هذه الثقة.

وتبرز أهمیة الثقة بالنفس لدى الأبناء على اختلاف مراحل النمو التی یمرون بها فی أنها تحقق لهم التوافق النفسی، ذلک لأن المتوافق نفسیًا هو الذی یستمتع بثقته بنفسه، أما غیر الواثق من نفسه فیکون غیر متوافق نفسیًا، وبالتالی یصبح عرضه للاضطراب، کما أن الثقة بالنفس تساعد على اکتساب الخبرات الشعوریة والإرادیة، بالإضافة لحب الآخرین الذی یقوم على احترام الشخصیة الإنسانیة ومواجهة الصعاب والمشکلات (أسعد، 2000: 33-40).

وقد أشارت الدراسات إلى أن الأسرة تعد من أکثر المؤثرات أهمیة وتأثیرًا فی توجیه شخصیات الأبناء من جهة، ونموها من جهة أخرى، من حیث تنشئتهم نفسیًا واجتماعیًا، ومدهم بخبرات الحیاة مما یساهم فی زرع الثقة فی نفوسهم باستمرار (Ausubel، 2003).

کما أکدت دراسة (المصلوخی، 2009) على أن الدوافع الأساسیة للمشکلات النفسیة التی یتعرض لها الطفل فی مراحل نموه المختلفة قد تکون فطریة موروثة أو مکتسبة من البیئة المحیطة، إلا أن الأسرة تعد أحد العوامل المهمة والمؤثرة فی المشکلات النفسیة لدى الأبناء.

وتعد دراسة Harmich & Gems  من الدراسات التی أظهرت وجود ارتباط موجب بین الثقة بالنفس وحسن التوافق والصحة النفسیة (العنزی، 2000: 162)، کما أوضحت دراسة Barron & cottl  أن الثقة بالنفس دلیل على التوافق النفسی السوی المرتبط بالصحة النفسیة، والشعور بالکفاءة والنشاط والقدرة على تحمل الأزمات وحسن الأداء والتصرف (المشعان، 2000: 22)، وقد ذکرت دراسة (العصیمی، 2008) أن المشکلات النفسیة کالخوف، وتدنی مستوى الثقة بالنفس؛ تعلب دورًا حاسمًا فی تشکیل اتجاهات الفرد نحو ذاته والآخرین والحیاة بشکل عام.

وإضافة لما سبق، فقد أظهرت دراسة (دیهوم، 2006) وجود علاقة طردیه بین أسالیب المعاملة الوالدیة والثقة بالنفس لدى الأبناء، وذلک باعتبار أن هذه الأسالیب قد تکون ناتجة عن سوء التوافق؛ وکذلک دراسة (Human، 2010) التی أظهرت نتائجها أن سوء التوافق ما بین الأبناء والآباء، وسیادة الاتجاهات التسلطیة فی المعاملة؛ تسبب عجزًا فی إشباع الحاجات، ویولد القلق والضعف والإحباط وانعدام الثقة بالنفس.

ومما سبق یتضح أن للعلاقة الأسریة، والتوافق الزواجی أهمیة کبیرة فی حیاة الأبناء، وتؤثر فی مستوى ثقتهم بأنفسهم التی تتحکم فی الکثیر من نواحی الحیاة المختلفة. کما لاحظت الباحثة من واقع عملها کمعلمة تأثر الطالبات بالتوافق الزواجی للآباء الذی یؤثر أیضًا على ثقتهن بأنفسهن. لذلک ستحاول الدراسة التعرف أکثر على طبیعة العلاقة بین التوافق الزواجی والثقة بالنفس کما تدرکه طالبات المرحلة الثانویة، وذلک من خلال السؤال الرئیس التالی:                                                                                                                                                                   

"هل توجد علاقة بین التوافق الزواجی والثقة بالنفس کما تدرکه طالبات المرحلة الثانویة فی محافظة العقیق؟

ویتفرع منه الأسئلة الفرعیة التالیة:

1- ما مستوى التوافق الزواجی کما تدرکه عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

2- ما مستوى الثقة بالنفس لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

3- ما علاقة التوافق الزواجی وأبعاده بالثقة بالنفس کما تدرکه عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

5-هل توجد فروق فی متوسطات درجات الثقة بالنفس وفقا لمستوى التوافق الزواجی (مرتفع – منخفض) لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

6- هل توجد فروق فی متوسطات درجات التوافق الزواجی وفقا لمستوى الثقة بالنفس (مرتفع – منخفض) لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

 7- هل یمکن التنبؤ بالتوافق الزواجی من خلال مستویات الثقة بالنفس لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بالعقیق؟

أهداف الدراسة:

یتمثل الهدف الرئیسی للدراسة فی تحدید طبیعة العلاقة بین التوافق الزواجی والثقة بالنفس کما تدرکه طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق، ویتفرع من هذا الهدف عدد من الأهداف الفرعیة تتمثل فی الآتی:

1- الکشف عن مستوى التوافق الزواجی کما تدرکه عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

2- الکشف عن مستوى الثقة بالنفس لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

3-الکشف عن العلاقة بین التوافق الزواجی وأبعاده والثقة بالنفس، کما تدرکه عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق.

 من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق.

5- الکشف عن الفروق فی متوسطات درجات الثقة بالنفس وفقا لمستوى التوافق الزواجی (مرتفع – منخفض) لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق.

6- الکشف عن الفروق فی متوسطات درجات التوافق الزواجی وفقا لمستوى الثقة بالنفس (مرتفع – منخفض) لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق.

7- التنبؤ بالتوافق الزواجی من خلال مستویات الثقة بالنفس لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق.

مصطلحات الدراسة:

1-التوافق الزواجی:

ویعرف التوافق الزواجی بأنه: قدرة کل من الزوجین على التواؤم مع الآخر، ومع مطالب الزواج، وقد اعتبر علماء النفس التوافق الزواجی حالة تظهر تآلف الزوجین، وتقاربهما(سلیمان، 2005: 26).

ویعرف التوافق الزواجی بأنه حالة من السعادة الزواجیة، والرضا الزواجی الذی یتمثل فی الاختیار المناسب للزوج، والاستعداد للحیاة الزواجیة والدخول فیها، والحب المتبادل بین الزوجین، والإشباع الجنسی، وتحمل مسؤولیات الحیاة الزواجیة، والقدرة على حل مشکلاتها والاستقرار الزواجی (أبو أسعد، 2014: 31).

وتعرف الباحثة التوافق الزواجی إجرائیا:

بأنه حالة من الانسجام والاتفاق النسبی بین الزوجین على الموضوعات الحیویة المتعلقة بحیاتهما المشترکة، والمشارکة فی أعمال وأنشطة مشترکة، وتبادل العواطف بحیث تشبع احتیاجاتهم المختلفة، وتحقق لهم الاستقرار فی حیاتهم الزوجیة. ویقاس بالدرجة التی تحصل علیها طالبة المرحلة الثانویة فی مقیاس التوافق الزواجی کما یدرکه الأبناء المستخدم فی الدراسة.

2- الثقة بالنفس:

تعرف الثقة بالنفس على أنها مدى إدراک الفرد لکفاءته ومهاراته وقدراته الجسمیة ، والنفسیة ، والاجتماعیة ، واللغویة التی من خلالها یتفاعل بفعالیة مع المواقف المختلفة التی یتعرض لها فی الحیاة (الغامدی، ٢٠٠٩: 5).

وتعرف أیضا الثقة بالنفس بأنها "إیمان الفرد بقدراته فی تسییر أموره دون خوف، وبلوغ أهدافه وتقبله لذاته کما هی، واعتقاده بأنه جدید بتقدیر الآخرین" (الدفاعی، 2004: 19).

وتعرف الباحثة الثقة بالنفس إجرائیًا:

بأنها إیمان الفرد بأهدافه وقرارته وقدرته على الاعتماد على نفسه، وتقدیره لذاته ورضاه عن إمکانیاته وقدراته واستثمارها الاستثمار الأمثل، وإحساس الفرد بقیمة نفسه بین من حوله؛ فیتصرف بشکل طبیعی دون قلق. ویقاس بالدرجة التی تحصل علیها طالبة المرحلة الثانویة فی مقیاس الثقة بالنفس المستخدم فی الدراسة.

 منهج الدراسة:

تم استخدام المنهج الوصفی بأسلوبه المسحی لتحقیق أهداف الدراسة، باعتباره المنهج العلمی المناسب مع طبیعة هذه الدراسة.

 ویعرف العساف المنهج الوصفی المسحی (1433هـ، ص179) بأنه ذلک النوع من البحوث الذی یتم بواسطة استجواب جمیع أفراد مجتمع البحث، أو عینة کبیرة منهم؛ وذلک بهدف وصف الظاهرة المدروسة، من حیث طبیعتها ودرجة وجودها فقط، دون أن یتجاوز ذلک إلى دراسة العلاقة أو استنتاج الأسباب مثلًا.

ثانیًا- مجتمع الدراسة:

تکون المجتمع الذی طبقت علیه الدراسة من طالبات المرحلة الثانویة بقطاع العقیق فی محافظة الباحة بالمملکة العربیة السعودیة والبالغ عددهن (1043) طالبة، والجدول رقم (1) یوضح توزیع أفراد مجتمع الدراسة تبعًا لمتغیر الصف الدراسی.

جدول رقم (1)

توزیع مجتمع الدراسة وفق متغیر الصف

یتضح من الجدول رقم (1) أن ما نسبته (37.4 % ) من طالبات الصف الأول الثانوی، بینما بلغت نسبة طالبات الصف الثانی الثانوی (33.1 % )، فی حین بلغت نسبة طالبات الصف الثالث الثانوی (29.5 %).

عینة الدراسة :

قامت الباحثة بتوزیع (300) استبانة على طالبات المرحلة الثانویة، حیث تم استرجاعها (بشکل تام وصالح للتطبیق، مثَّلت عینة الدراسة بنسبة (29 %) من المجتمع الکلی لطالبات المرحلة الثانویة بقطاع العقیق، والجدول رقم (2) یوضح توزیع أفراد عینة الدراسة

جدول رقم (2)

توزیع أفراد الدراسة وفق متغیر الصف الدراسی

یتضح من الجدول رقم (2) أن نسب عینة الدراسة بلغت (33.3) لکل صف من صفوف المرحلة الثانویة.

رابعًا- أداتا الدراسة:

فی ضوء مشکلة الدراسة، وتحقیق الهدف منها فی تحدید طبیعة العلاقة بین التوافق الزواجی والثقة بالنفس کما تدرکه طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق، رأت الباحثة أن تستخدم مقیاس التوافق الزواجی کما یدرکه الأبناء والذی أعده أبو عمرة (2011)، ومقیاس الثقة بالنفس الذی أعده الغامدی (2009)، کونهما الأنسب للدراسة الحالیة، حیث قامت الباحثة ببنائها کأداة لجمع البیانات اللازمة عن الدراسة.

مقیاس التوافق الزواجی کما یدرکه الأبناء:

تکون هذا المقیاس الذی أعده أبو عمرة (2011) من (40) فقرة موزعة على أربعة أبعاد وهی:

-  البعد الأول: البعد النفسی: ویعنی مشاعر الحب والعطف والاهتمامات والمیول المشترکة بین الزوجین، والاحترام والتقدیر لقرارته، وشخصیته وآراءه وتوقعاته للآخر، وتقبله کما هو والثقة به.

-  البعد الثانی: البعد الاجتماعی: ویقصد به الاتفاق بین الزوجین على کافة نواحی الحیاة الأسریة المختلفة بما فیها (قضاء وقت الفراغ، رعایة الاطفال والمنزل، حل الشجارات، الترحیب بأصدقاء الآخر مع الأخذ فی الاعتبار خصوصیات الطرف الآخر.

-  البعد الثالث: البعد الاقتصادی: ویقصد به الاتفاق بین الزوجین على الأمور المتعلقة بالنواحی المادیة والحکمة فی إدارة الدخل مع توفیر احتیاجات الآخر.

-  البعد الرابع: البعد الثقافی: وهو یتعلق بثقافة الزوجین وخبرتهما فی الحیاة ومستواهما التعلیمی والثقافی وکیفیة التصرف فی بعض الأمور.

مقیاس الثقة بالنفس:

تکون هذا المقیاس الذی أعده الغامدی (2009) من (30) فقرة موزعة على خمسة أبعاد وهی:

-  البعد الأول الطلاقة اللغویة: هی قدرة الطالبة على استدعاء أکبر عدد من الأفکار أو العادات أو الجمل أو الکلمات؛ استجابة لموقف ما فی أسرع وقت ممکن.

-     البعد الثانی: الجانب الاجتماعی: قدرة الطالبة على تکوین علاقات وصداقات مع الآخرین والمشارکة فی أنشطة اجتماعیة.

-  البعد الثالث: الجانب النفسی: هو الجانب الذی یدرس الحیاة النفسیة وما تتضمنه من أفکار ومشاعر وإحساسات ومیول ورغبات وذکریات وانفعالات.

-  البعد الرابع: الجانب الفسیولوجی: هو الجانب الذی یدرس العلاقة بین السلوک والأعضاء من أجل إیجاد تفسیر فسیولوجی أو عضوی للسلوک الإنسانی.

-     البعد الخامس: الاستقلالیة: هو القدرة على اتخاذ القرارات الشخصیة دون الحاجة لدعم أو مساعدة من الآخرین.

عرض نتائج الدراسة وتفسیرها ومناقشتها

عرض وتفسیر النتائج المتعلقة بالسؤال الأول:

ما مستوى التوافق الزواجی کما تدرکه عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق ؟

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرفات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على أبعاد مقیاس التوافق الزواجی من وجهة نظر أفراد عینة الدراسة، والجدول (8) یوضح ذلک.

جدول (8)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات طالبات المرحلة الثانویة مرتبة تنازلیًا لأبعاد مقیاس التوافق الزواجی حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

* درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول جدول (8) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات طالبات المرحلة الثانویة مرتبة تنازلیًا على أبعاد مقیاس التوافق الزواجی، قد تراوحت بین (3.01–3.66)، وأن البعد الأول البعد النفسی جاء بالمرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.66)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاء البعد الرابع البعد الثقافی فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.21)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، فی حین جاء البعد الاجتماعی بالمرتبة الثالثة بمتوسط حسابی (3.03) لکل منهما، وهما یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، کما جاء البعد الاقتصادی بالمرتبة الرابعة بمتوسط حسابی (3.01) لکل منهما، وهما یقابل التقدیر بدرجة کبیرة.

وللتعرف على نتائج کل بعد من أبعاد مقیاس التوافق الزواجی، قامت الباحثة بعرض نتائج کل بعد من تلک الأبعاد على حدة:

النتائج المتعلقة بالبُعد الأول البُعد النفسی:

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد النفسی، والجدول (9) یوضح ذلک.

جدول (9)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد النفسی مرتبة تنازلیًا حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

* درجة المتوسط الوزنى من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول جدول (9) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد النفسی، قد تراوحت بین (3.44–3.79)، وأن جمیع العبارات لهذا البعد جاءت بدرجة کبیرة، وأن العبارة رقم (5)، والتی نصت على " یتبادل کلا من والدی المودة والرحمة بینهما "قد احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.79)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاءت الفقرة رقم (6) والتی کان نصها " أشعر براحة واطمئنان فی أسرتی " فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.79)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، کما جاءت العبارة رقم (9)، والتی نصت على " عندما یمرض أحد والدی یکون الآخر فی حالة من التوتر " بالمرتبة العاشرة والأخیرة بمتوسط حسابی (3.44)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة.

ویتبین من خلال نتائج الجدول أعلاه أن طالبات المرحلة الثانویة لدیهن إدراک بأهمیة البعد النفسی فی العلاقة بین الوالدین؛ لما له أهمیة فی الشعور بالراحة والاطمئنان، وتبادل المودة والرحمة بینهما، مما یشکل حالة من السعادة عند أفراد الأسرة، وهذه النتیجة تتفق مع ما ذکره ناصر (2007) أن من المظاهر والعلامات الدالة على حدوث التوافق الزواجی، هو التفاهم والتعاون بین الزوجین فی أداء کافة الأدوار مما یؤدی إلى تحقیق الراحة النفسیة والشعور بالسعادة والرضا عن الحیاة والسلوک الاجتماعی المقبول، وشعور الأولاد بالأمن النفسی والأمن الاجتماعی.

وترى الباحثة أن التوافق الزواجی له دور مهم على البعد النفسی مما یشکل حالة انسجام بین الزوجین یشعر به الأبناء، وهذا یتفق مع ما ذکره السقاف (2008) أن هناک علاقة وطیدة بین ما یتمتع به الفرد من الثقة النفسیة وکذلک الشعور بالسعادة والسرور؛ فالسعادة حالة الرضا والارتیاح النفسی، وتعتمد على الشعور بالطمأنینة.

وترى الباحثة أن الثقة بالنفس تعتبر من المهارات الحیاتیة التی یجب أن یمتلکها کل إنسان عاقل، لأنها تمثل أساس النجاح فی الحیاة الیومیة وفی محیط العمل، وهذه النتیجة تتفق مع ما توصل إلیه کل من  Emmons  (إیمونس)  وThomas (توماس) الوارد فی (حسیب، 2007) أنه یمکن تنمیة الثقة بالنفس من خلال القدرة على التکیف والاستمتاع مع الآخرین، والبحث بطریقة إیجابیة عن احتیاجاتهم.

وهذه النتیجة تتفق أیضا مع ما نقله المفرجی (2008) عن کارل روجرز Carl Rogersعلى أن التوافق النفسی والاجتماعی والشخصیة السویة وبین الثقة النفسیة للفرد، تهدف إلى تحریر الطاقات  الإیجابیة الکامنة داخل الفرد.

وهذا ما أکده ایضا محروس (1994) أن المیل إلى التوافق هو المیل نحو تحقیق الذات، وبذلک فإن العلاج النفسی یعتبر فی الواقع تحریرًا لطاقة موجودة فعلًا فی الفرد.

النتائج المتعلقة بالبُعد الثانی (الاجتماعی):

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد الاجتماعی ، والجدول (10) یوضح ذلک .

جدول (10)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد الاجتماعی مرتبة تنازلیًا حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

* درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول جدول (10) أن المتوسطات الحسابیة تقدیرات الطالبات على عبارات البعد الاجتماعی، قد تراوحت بین (3.81-1.52)، وأن جمیع العبارات لهذا البُعد جاءت بین درجة منخفضة وکبیرة، وأن هناک  (6) عبارات جاءت بدرجة کبیرة، تراوح متوسطها الحسابی بین
(3.67-3.81)، وأن العبارة رقم (17) التی نصَّت على: " أشعر بالفخر والاعتزاز لانتمائی الى هذه الأسرة السعیدة " قد احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.81)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاءت العبارة رقم (20) والتی کان نصها: " یشترک والدای معا فی رعایتنا وتقدیم ید العون لنا "فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.77)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، فی حین احتلت العبارة رقم (6) والتی کان نصها: " یجامل والدای ذویهم فی مختلف المناسبات معا "فی المرتبة السابعة بمتوسط حسابی (2.47)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة، کما جاءت (3) عبارت بدرجة تقدیر منخفضة تراوح متوسطها الحسابی بین (1.52-1.93) وأن العبارة رقم (19)، والتی نصت على " یبحث کل من والدی عن أخطاء الآخر ویضخمها " بالمرتبة العاشرة والأخیرة بمتوسط حسابی (1.52)، وهو یقابل التقدیر بدرجة منخفضة.

وتشیر النتائج المتعلقة فی هذا المجال أن طالبات المرحلة الثانویة یدرکن أهمیة الروابط الاجتماعیة بین أفراد الاسرة، حیث أن الروابط القائمة على الحب والاحترام للآخرین بشکل عام، وبین الأمهات والآباء والأبناء بشکل خاص، حیث تشعر الطالبة بالفخر والاعتزاز لانتماءها لأسرتها، وترى الباحثة أن هذا الانتماء لا یتأتى إلا بشعور الفرد فی الأمن والاستقرار الذی یوفره الوالدان من رعایة، وتوفیر حیاة کریمة مبنیة على أساس الحقوق والواجبات، وتتفق هذه النتیجة مع ما أشار إلیه المفرجی (2008) بأهمیة العوامل الاجتماعیة والثقافیة والتی تؤکد على أهمیة نوعیة العلاقات بین الفرد والمحیط الإنسانی والاجتماعی الذی ینتمی إلیه.

النتائج المتعلقة بالبُعد الثالث (الاقتصادی):

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد النفسی، والجدول (11) یوضح ذلک.

جدول (11)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد الاقتصادی مرتبة تنازلیًا حسب المتوسطات الحسابیة(ن = 300)

* درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول جدول(11) أن المتوسطات الحسابیة تقدیرات الطالبات على عبارات البعد الاقتصادی، قد تراوحت بین (3.78-1.64)، وأن جمیع العبارات لهذا البُعد جاءت بین درجة منخفضة وکبیرة، وأن هناک (7) عبارات جاءت بدرجة کبیرة، تراوح متوسطها الحسابی بین (3.22-3.78)، وأن العبارة رقم (22) التی نصَّت على: " یسمح والدی لوالدتی بشراء مستلزماتها الخاصة " قد احتلت المرتبة الأولى بمتوسط  حسابی(3. 78)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاءت العبارة رقم (27) والتی کان نصها: " یلجأ والدای إلى ترتیب الأولویات لحاجاتنا الأسریة "فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3. 66)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، فی حین جاءت (3) عبارت بدرجة تقدیر منخفضة تراوح متوسطها الحسابی بین (1. 64-1. 95) وأن العبارة رقم (23)، والتی نصت على " عندما یحاول والدای عمل میزانیة للأسرة فإن ذلک ینتهی بالشجار بینهما " بالمرتبة العاشرة والأخیرة بمتوسط حسابی (1.64)، وهو یقابل التقدیر بدرجة منخفضة.

ویتبین من النتائج المتعلقة بالمجال الاقتصادی أن هناک توافق بین الوالدین فی ترتیب الأولویات التی تحتاجها الأسرة، وأن مناقشة الأمور المالیة تتم فی التشارک حتى یتمکن الوالدان من مواجهة أی أزمة طارئة قد تحدث، لذا ترى الباحثة أن المستوى الاقتصادی للأسرة یؤثر على العلاقة بین أفراد الأسرة، لأنه کلما زاد دخل الفرد أصبح قادرًا على توفیر جمیع متطلباته ومتطلبات أسرته، وتحقیق رغباته مما یؤدی إلى التوافق وتزید من ثقته بنفسه، وتتفق هذه النتیجة مع ما ذکره کل من لاحق (2008) وعدس (2003)، إلى أن الوضع الاقتصادی یسهم فی زیادة شعور الفرد بأنه ذو مکانة مما یعزز ثقته بنفسه، ولکن فی بعض الأحیان هناک أسر ذوی مستوى الدخل الضعیف، ولکنهم لا یفقدون الثقة بأنفسهم لأنهم یعرفون إمکاناتهم ویتصرفون حسبها، مما یجعلهم محل تقدیر واحترام من قبل الجمیع، وهذا ما یزیدهم ثقة بأنفسهم.

وترى الباحثة أن هذه المقومات سواء کانت جسمیة، أو نفسیة، أو عقلیة، أو اجتماعیة، أو اقتصادیة تسهم فی تمتع الشخص بالثقة النفسیة ویجب على الفرد أن یتکیف بکل حال کانت علیه حالته بالرضا والقناعة بما قسم الله له، ویجب أن یکون لدیه قوة تحمل، وإرادة قویة؛ حتى یحقق النجاح فی حیاته.

النتائج المتعلقة بالبُعد الرابع (الثقافی):

حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد الثقافی، والجدول (12) یوضح ذلک.

جدول (12)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد الثقافی مرتبة تنازلیًا حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

* درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول جدول (12) أن المتوسطات الحسابیة تقدیرات الطالبات على عبارات البعد الثقافی، قد تراوحت بین (3.64-2.23)، وأن جمیع العبارات لهذا البُعد جاءت بین درجة متوسطة وکبیرة، وأن هناک (8) عبارات جاءت بدرجة کبیرة، تراوح متوسطها الحسابی بین (3.64-2.23)، وأن العبارة رقم (38) التی نصَّت على: " تقارب العادات بین والدی یجعلهما متعاونین " قد احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.64)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاءت العبارة رقم (32) والتی کان نصها: " یشارک والدای الآخر فی التخطیط لمستقبلنا "فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.57)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، فی حین جاءت (عبارتین بدرجة تقدیر متوسطة بلغ متوسطهما الحسابی على التوالی (2.32،2.23) وأن العبارة رقم (35)، والتی نصت على " توجد لدینا مکتبة فی البیت. " بالمرتبة العاشرة والأخیرة بمتوسط حسابی (2.23)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة.

ومن خلال النتائج أعلاه المتعلقة بالبعد الثقافی یتبین أن هناک تقاربًا فی العادات بین الزوجین مما یؤدی إلى التعاون بینهما، وزیادة الاهتمام ببعضهما البعض فی مناقشاتهم للمواضیع الاجتماعیة.

وترى الباحثة إن الجوانب الثقافیة لها أثر على علاقة الحیاة بین الزوجین، لأن کلا منهما یسعى إلى تجسیدها فی بیته، من هنا لا بد من التقارب والتفاهم حتى لا تکون بدایة أو نقطة خلاف بینهما، وتتفق هذه النتیجة مع ما ذکره الخولی (2000)، أن ضمان التوافق الزواجی والمحافظة على تماسک الأسرة یجب أن یکون التکیف بینهما على أساس من التقارب الثقافی الذی یجمع بینهما.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثانی:

ما مستوى الثقة بالنفس لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرفات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على أبعاد مقیاس الثقة بالنفس من وجهة نظر أفراد عینة الدراسة، والجدول (13) یوضح ذلک.

جدول (13)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات طالبات المرحلة الثانویة مرتبة تنازلیًا لأبعاد مقیاس الثقة بالنفس حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

* درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول جدول (13) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات طالبات المرحلة الثانویة مرتبة تنازلیًا على أبعاد مقیاس الثقة بالنفس، قد تراوحت بین (1.81–2.75)، وأن البعد الثانی (الجانب الاجتماعی) جاء بالمرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.04)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاء البعد الأول (الطلاقة اللغویة) فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.02)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، فی حین جاء البعد الثالث (الجانب النفسی) بالمرتبة الثالثة بمتوسط حسابی (2.71)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة من التقدیر، وجاء البعد الخامس (الاستقلالیة) فی المرتبة الرابعة بمتوسط حسابی (2.69)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة، فی حین جاء البعد الرابع (الجانب الفسیولوجی) بالمرتبة الخامسة بمتوسط حسابی (1.81) وهو یقابل التقدیر بدرجة منخفضة.

وللتعرف على نتائج کل بعد من أبعاد مقیاس الثقة بالنفس، قامت الباحثة فی عرض نتائج کل بعد من تلک الأبعاد على حدة:

النتائج المتعلقة بالبُعد الأول الطلاقةاللغویة:

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات البعد الأول الطلاقة اللغویة، والجدول (14) یوضح ذلک.

جدول (14)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الطلاقةاللغویة مرتبة تنازلیًا حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

* درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول (14) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الطلاقة اللغویة، قد تراوحت بین (1.21–3.47)، وأن جمیع العبارات لهذا البعد جاءت بین درجة منخفضة وکبیرة، وأن العبارة رقم (1)، والتی نصت على " أتحدث بطلاقة أمام الآخرین "قد احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.47)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاءت الفقرة رقم (5) والتی کان نصها " لدیّ القدرة لطرح حلول و اقتراحات لحل  المشکلات " فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.28)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، کما جاءت العبارة رقم (3)، والتی نصت على " یهتز صوتی إذا تحدثت أمام مجموعة من الأفراد " بالمرتبة السادسة والأخیرة بمتوسط حسابی (1.21)، وهو یقابل التقدیر بدرجة منخفضة.

ویتبین من نتائج الدراسة إن أفراد عینة الدراسة لدیهن الطلاقة اللغویة بدرجة کبیرة، مما یشیر إلى أن الطالبة فی هذه المرحلة توصلت إلى تعلم المهارات الأساسیة فی الإلقاء، والخطابة، والتحدث من خلال المشارکة فی الأنشطة اللا صفیة داخل المدرسة، إلا إن بعض الطالبات فی المرحلة الثانویة یجدنَ صعوبة فی التعبیر عما یدور بداخلهن بدرجة متوسطة، مما یعنی أن هناک قادرات منهن على تعبیر عن رأیهن بکل حریة، وهذا ما دل علیه الانحراف المعیاری؛ مما یدل على التشتت وعدم الاتفاق بین افراد العینة حول هذا الموضوع.

وترى الباحثة أن الثقة بالنفس والتحدث یأتی من التنشئة السلیمة فی البیت والمدرسة، وهی سلوک مکتسب یتطور مع مرور الزمن، وتتفق هذه النتیجة مع ما ذکرته الوشلی (2007) أن الثقة بالنفس تکتسب وتتطور، ولم تولد مع الإنسان حین ولد.

النتائج المتعلقة بالبُعد الثانی: (الجانب الاجتماعی)

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الجانب الاجتماعی، والجدول (15) یوضح ذلک.

جدول (15)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الجانب الاجتماعی مرتبة تنازلیًا حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

* درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول (15) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الجانب الاجتماعی، قد تراوحت بین (1.03–3.50)، وأن جمیع العبارات لهذا البعد جاءت بین درجة متوسطة وکبیرة، وأن العبارة رقم (12)، والتی نصت على " أحب المشارکة فی الرحلات المدرسیة "قد احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.50)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاءت الفقرة رقم (11) والتی کان نصها " أحب التعرف على أصدقاء جدد " فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.45)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، کما جاءت العبارة رقم (10)، والتی نصت على " لا أحب الاختلاط  بالآخرین " بالمرتبة السادسة والأخیرة بمتوسط حسابی (1.03)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة.

ویتضح من النتائج المتعلقة بالجانب الاجتماعی أن طالبات المرحلة الثانویة لدیهن علاقات اجتماعیة طیبة مع الآخرین وحب التعرف على أصدقاء جدد من خلال الرغبة بالمشارکة فی الأنشطة الاجتماعیة، وترى الباحثة إن البیئة المدرسیة تهتم بعقد الأنشطة المتنوعة التی تساعد الطالبات على بناء علاقات اجتماعیة، کما للأسرة دور مهم فی بناء العلاقات الاجتماعیة خلال اصطحاب الأبناء إلى الزیارات العائلیة، والمشارکة بالأمور الاجتماعیة، مما یشکل أثرا واضحا فی شخصیة الطالبة من خلال تلک المشارکات، وتتفق هذه النتیجة مع دراسة ماریا Maria)، (2009 التی توصلت إلى وجود علاقة بین مفهوم الذات الأکادیمیة والإیجابیة والثقة بالنفس، حیث أن مفهوم الذات الأکادیمیة یدخل کثیر من المتغیرات فی تشکیلها.

وتتفق هذه النتیجة مع ما ذکره السقاف (2008) أن الإنسان لا یستطیع أن یعیش بمفرده وبمنأى عن الجماعات، ولا نستطیع الشعور بإنسانیتنا، ذلک أن تکامل الوجود الإنسانی والاجتماعی، ویأتی ذلک من خلال تبادل الأفراد والجماعات والمجتمعات بینهما بالمحبة الإنسانیة، کما تتفق هذه النتیجة مع  دراسة  کل من علی (2009)، ودراسة حسیب محمد (2009) التی أظهرت وجود أثر للبرامج التی تتعلق بالثقة بالنفس على المجموعات التی تخضع لتلک البرامج.

النتائج المتعلقة بالبُعد الثالث (الجانب النفسی):

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الجانب النفسی، والجدول (16) یوضح ذلک.

جدول (16)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات الجانب النفسی مرتبة تنازلیًا حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

*

درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول (16) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الجانب النفسی، قد تراوحت بین (2.10–3.12)، وأن جمیع العبارات لهذا البعد جاءت بین درجة متوسطة وکبیرة، وأن العبارة رقم (13)، والتی نصت على " أشعر بالارتیاح فی الأماکن العامة " قد احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.12)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاءت الفقرة رقم (14) والتی کان نصها" أتقبل نقد الآخرین دون حساسیة أو غضب " فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (2.93)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة، کما جاءت العبارة رقم (15)، والتی نصت على " الآخرین أکثر تفوقا منی " بالمرتبة السادسة والأخیرة بمتوسط حسابی (2.10)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة.

ویتبین من خلال النتائج المتعلقة بالجانب النفسی أن طالبات المرحلة الثانویة یشعرن بالارتیاح فی الأماکن العامة؛ مما یدل على أن هذه الأماکن قد توفر لهن راحة نفسیة من خلال الالتقاء مع الأصدقاء، أو الخروج مع الأهل لهذه الأماکن، وممارسة الهویات المختلفة أو الفعالیات التی توفرها لهن.

کما أظهرت نتائج الدراسة وجود درجة متوسطة عند الطالبات فی الجوانب النفسیة المتعلقة بتقبل النقد أو الغضب

أو الاستفزاز مما یدل على الحاجة الماسة والضرویة لتدریب هذه الفئة العمریة على المهارات الحیاتیة وضبط النفس مع الآخرین.

لذا ترى الباحثة ضرورة خلق جانب نفسی متزن عند الطالبات کون هذا الجانب یتعلق بالحیاة المستقبلیة للطالبة، وهذا یتفق مع ما أشار إلیه السنباطی وآخرون (2010) أن الثقة بالنفس تمثل إحساس الفرد بکفاءته من النواحی الجسمیة، والاجتماعیة والنفسیة، واتسامه بالاتزان الانفعالی والنفسی والاجتماعی، وبقدرته على عمل ما یرید، وقبول الواقع وقدرته التخلص من الأزمات بفکره السوی وحل جمیع مشاکله بدقة.

النتائج المتعلقة بالبُعد الرابع (الجانب الفسیولوجی):

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الجانب الفسیولوجی، والجدول (17) یوضح ذلک.

جدول (17)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الجانب الفسیولوجی مرتبة تنازلیًا حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

* درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول (17) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الجانب الفسیولوجی، قد تراوحت بین (1.44–2.21)، وأن جمیع العبارات لهذا البعد جاءت بین درجة منخفضة ومتوسطة، وأن العبارة رقم (23)، والتی نصت على " أضم یدیّ معًا عند التحدث مع الآخرین"  قد احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (2.21)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة، وجاءت الفقرة رقم (24) والتی کان نصها " أشعر بحرارة واحمرار فی الوجه عند التحدث مع الآخرین" فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (1.92)، وهو یقابل التقدیر بدرجة منخفضة، کما جاءت العبارة رقم (20)، والتی نصت على " عندما أتحدث إلى الآخرین فإنی أتصبب عرقًا " بالمرتبة السادسة والأخیرة بمتوسط حسابی (1.44)، وهو یقابل التقدیر بدرجة منخفضة.

ویتضح من نتائج الجدول أعلاه والمتعلق بالجوانب الفسیولوجیة أن الطالبات لیس لدیهن أعراض فسیولوجیة تظهر علیهن من الشعور بالاحمرار، أو ضیق فی التفس أو تسارع دقات القلب، أو التعرق، وترى الباحثة أن طالبات المرحلة الثانویة لدیهن القدرة فی التغلب على هذه الأعراض نتیجة المشارکة من خلال أنشطة المدرسة أو الأنشطة الاجتماعیة المختلفة التی أعتادت علیها الطالبة، کما لا یشکل هذا الأمر أی ضغط نفسی علیها ینتج عنه بعض الحالات الفسیولوجیة المتعلقة بالجسم، إضافة إلى إدراک الطالبة لما یحیط بها من علاقات، وقدرتها على تفهم ذاتها، وهذه النتیجة تتفق مع ما ذکره زیدان (2008) أن الثقة بالنفس هی إدراک الفرد لقدراته الفعلیة على تحمل المسؤولیة عن أفعاله، وإتقانها، وحسن أدائها، والدافعیة المرتفعة، والاستقلالیة فی القرارات، وکفاءته فی إشباع حاجاته، ومواجهة متطلبات بیئته، وبلوغ أهدافه، وتحقیق التوافق النفسی والاجتماعی، وتقبل الذات والآخرین، والمثابرة ومواصلة النجاح فی الحیاة بأمان واطمئنان.

النتائج المتعلقة بالبُعد الخامس (الاستقلالیة):

تم حساب المتوسطات الحسابیة، والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الاستقلالیة، والجدول (18) یوضح ذلک.

جدول (18)

المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الاستقلالیة مرتبة تنازلیًا حسب المتوسطات الحسابیة (ن = 300)

* درجة المتوسط الحسابی من (4.00).

یتضح من نتائج الجدول (18) أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات الطالبات على عبارات بعد الاستقلالیة، قد تراوحت بین (1.80–3.49)، وأن جمیع العبارات لهذا البعد جاءت بین درجة منخفضة وکبیرة، وأن العبارة رقم (25)، والتی نصت على "لا أتنازل عن حقوقی وأدافع عنها" قد احتلت المرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.49)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاءت الفقرة رقم (30) والتی کان نصها " أتمسک برأی الذی اتخذه ولا أغیره " فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.31)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، کما جاءت العبارة رقم (27)، والتی نصت على " أعتمد على الآخرین فی حل مشکلاتی " بالمرتبة السادسة والأخیرة بمتوسط حسابی (1.80)، وهو یقابل التقدیر بدرجة منخفضة.

وتشیر النتائج أعلاه أن هناک استقلالیة لدى طالبة المرحلة الثانویة، وأنها تعتمد على ذاتها فی حل مشکلاتها، وأن لدیها الحق فی اختیار صدیقاتها دون الموافقة من ولی أمرها، مما یدل على أن الطالبة لدیها القدرة فی اختیار صدیقتها من خلال ثقة الأهل بها، وثقتها بنفسها؛ مما یدل على تحملها المسؤولیة فی اتخاذ قرارتها، وهذه النتیجة تتفق مع ما أکده زیدان (2008) أن الثقة بالنفس هی إدراک الفرد لقدراته الفعلیة على تحمل المسؤولیة عن أفعاله، وإتقانها وحسن أدائها، والدافعیة المرتفعة، والاستقلالیة فی القرارات، وبلوغ أهدافه، وتحقیق التوافق النفسی والاجتماعی.

عرض وتفسیر النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث:

ماهی علاقة التوافق الزواجی وأبعاده بالثقة بالنفس کما تدرکه عینة طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام معامل ارتباط بیرسون المتعدد لقیاس العلاقة بین التوافق الزواجی وأبعاده بالثقة بالنفس، والجدول رقم (19)، یوضح العلاقة بین أبعاد التوافق الزواجی فیما بینها ومقیاس الثقة بالنفس.

جدول (19)

معامل ارتباط بیرسون المتعدد لقیاس العلاقة بین التوافق الزواجی وأبعاده بالثقة بالنفس

یتضح من الجدول (19) وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.01) بین أبعاد التوافق الزواجی فیما بینها ومقیاس الثقة بالنفس؛ مما یدل على وجود ارتباط عال ذا تأثیر بین أبعاد التوافق الزواجی، والثقة بالنفس لدى طالبات المرحلة الثانویة فی قطاع العقیق؛ مما یدل على أن هناک ارتباطًا بین الحیاة الاجتماعیة للأسرة والجوانب النفسیة لأفرادها، وأن هذه العوامل تلعب دورا مهما فی الاستقرار النفسی للفرد، وتتفق هذه النتیجة مع دراسة صحاف (2016) التی أسفرت نتائجها عن وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین الدرجة الکلیة للتوافق الزواجی، وجمیع أبعاد الاستقرار الأسری.

عرض وتفسیر نتائج السؤال الرابع:

ماهی علاقة التوافق الزواجی بالثقة بالنفس وأبعادها کما تدرکه عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

للإجابة عن هذا السؤال تم استخدام معامل ارتباط بیرسون المتعدد لقیاس العلاقة بین التوافق الزواجی وأبعاد الثقة بالنفس، والجدول رقم (20)، یوضح العلاقة بین أبعاد الثقة بالنفس ومقیاس التوافق الزواجی ککل.

جدول (20)

معامل ارتباط بیرسون المتعدد لقیاس العلاقة بین أبعاد الثقة بالنفس والتوافق الزواجی

یتضح من جدول (20) وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.01) بین أبعاد الثقة بالنفس فیما بینها ومقیاس التوافق الزواجی، مما یدل على وجود ارتباط عال ذا تأثیر بین أبعاد الثقة بالنفس ومقیاس التوافق الزواجی ککل لدى طالبات المرحلة الثانویة فی قطاع العقیق، مما یدل على وجود ارتباط عال ذا تأثیر بین أبعاد الثقة بالنفس والتوافق الزواجی لدى طالبات المرحلة الثانویة فی قطاع العقیق، مما یدل على أن هناک علاقة تبادلیة بینهما، وأن الکل یؤثر على الآخر فالجوانب النفسیة لها أثر مهم على التوافق الزواجی، ویعد عنصرا أسیاسا للحیاة بین الزوجین، فأی اضطراب نفسی عند أحد الأزواج ینعکس ویؤثر على حیاة الآخرین، وتتفق هذه النتیجة مع دراسة وتد (2015) التی توصلت إلى وجود علاقة بین تحقیق التوقعات المسبقة من الزواج وبین التوافق الزواجی والرضا فی الحیاة الزوجیة، مما یشیر إلى أنه عند توافق سلوک الزوجة أو الزوج مع توقعات الشریک یصبح التوافق الزواجی ممکنا وتکون المحصلة فی الرضا والانسجام الزواجی.

عرض وتفسیر نتائج السؤال الخامس:

هل توجد فروق فی متوسطات درجات الثقة بالنفس وفقا لمستوى التوافق الزواجی (مرتفع – منخفض) لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

للإجابة على هذا السؤال تم استخدام اختبار "ت" لایجاد تقدیرات طالبات المرحلة الثانویة على أبعاد مقیاس الثقة بالنفس وفقا لمستوى التوافق الزواجی  (مرتفع ومنخفض) والجدول رقم (21) یوضح ذلک

جدول (21)

اختبار "ت" لإیجاد الفروق بین متوسطات تقدیرات طالبات المرحلة الثانویة على أبعاد الثقة بالنفس وفقا لمستوى التوافق الزواجی(مرتفع- منخفض)

یتضح من الجدول (21) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین تقدیرات طالبات المرحلة الثانویة على أبعاد مقیاس الثقة بالنفس، والمقیاس ککل وفقا لمستوى التوافق الزواجی (مرتفع ومنخفض)، مما یدل على أن طالبات المرحلة الثانویة یدرکن أن مستویات التوافق بین الزوجین یؤثر على حیاة الآخرین، ویسبب کثیرا من التعب فی الحیاة، ویخلق بیئة غیر سلیمة، وبالتالی جاءت نتائج الدراسة متقاربة ومتشابهة فی وجهات النظر.

کما تعزو الباحثة السبب الى عدم وجود فروق دالة إحصائیة أن الطالبات یعشنَ فی بیئة اجتماعیة واحدة، وبیئة تعلیمیة واحدة، وبالتالی فإن نظرتهن للتوافق الزواجی واحدة، وإن ای خلل فی هذا التوافق یتسبب فی تعرض الأسرة إلى کثیر من الضغوط النفسیة، واختلفت هذه النتیجة مع دراسة (Zeyneb Hamamci، 2005) التی توصلت إلى أن المتزوجین ذوی التوافق المنخفض أقروا المعتقدات الخاصة بالعلاقة ذات الخلل الوظیفی بدرجة أکبر من ذوی التوافق المرتفع، وأن هناک ارتباطات سلبیة ذات درجة منخفضة بین التوافق الزواجی والمعتقدات الخاصة بالعلاقة ذات الخلل الوظیفی، وارتبطت المعتقدات الخاصة بفهم التفکیر بشکل إیجابی بالتوافق الزواجی بالنسبة للزوجة.

عرض وتفسیر نتائج السؤال السادس:

هل توجد فروق فی متوسطات درجات التوافق الزواجی وفقا لمستوى الثقة بالنفس (مرتفع – منخفض) لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بمحافظة العقیق؟

        للإجابة على هذا السؤال تم استخدام اختبار "ت" لایجاد تقدیرات طالبات المرحلة الثانویة على أبعاد مقیاس التوافق الزواجی وفقا لمستوى الثقة بالنفس (مرتفع ومنخفض) والجدول رقم (22) یوضح ذلک

جدول (22)

اختبار "ت" لإیجاد الفروق بین متوسطات تقدیرات طالبات المرحلة الثانویة على أبعاد التوافق الزواجی وفقا لمستوى الثقة بالنفس (مرتفع- منخفض)

یتضح من الجدول (22) عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین تقدیرات طالبات المرحلة الثانویة على أبعاد مقیاس التوافق الزواجی، والمقیاس ککل وفقا لمستوى الثقة بالنفس (مرتفع ومنخفض)؛ مما یدل على أن طالبات المرحلة الثانویة یدرکن أن مستویات الثقة بالنفس تؤثر على حیاة الآخرین، ویسبب کثیرا من التعب فی الحیاة ویخلق بیئة غیر سلیمة فی التعایش مع الآخر،

کما تعزو الباحثة السبب الى عدم وجود فروق دالة إحصائیة أن الطالبات یعشن فی بیئة اجتماعیة واحدة، وبیئة تعلیمیة واحدة وبالتالی فإن نظرتهن للتوافق الزواجی متقاربة؛ نتیجة أن المجتمع الذی تعیش فیه الطالبة قائم على تطبیق الشریعة الإسلامیة، وعدم ظلم الآخرین، إضافة أن لدى الآباء والأمهات وعی وإدراک أن أی خلاف أسری یؤثر على الأبناء، وتتفق هذه النتیجة مع دراسة بامیلا جولدبرج (Goldberg.P ، 2004) التی أظهرت نتائجها أن البرنامج عمل على تهیئة أطفال أکثر مسؤولیة، وذوی مهارات اجتماعیة أفضل، وقدرة أفضل على التقییم وثقة أعلى فی النفس وتقدیر الذات.

عرض وتفسیر نتائج السؤال السابع:

هل یمکن التنبؤ بالتوافق الزواجی من خلال مستویات الثقة بالنفس لدى عینة من طالبات المرحلة الثانویة بالعقیق؟

للإجابة على هذا السؤال تم استخدام تحلیل الانحدار المتعدد وقیم بیتا للکشف عن تلک العلاقة والجدول (23) یوضح نتائج تحلیل الانحدار لأثر أبعاد التوافق الزواجی على الثقة بالنفس

جدول (23)

نتائج تحلیل الانحدار لأثر التوافق الزواجی على الثقة بالنفس (ن=300)

  یتضح من نتائج الجدول أعلاه أن قیمة معامل الارتباط R)) بین أبعاد التوافق الزواجی لدى طالبات المرحلة الثانویة على الثقة بالنفس بلغ (0.75) وﺃﻥ ﻗﻴﻤﺔ معامل التحدید (R2) قد بلغ (0.52)، أی أن ما قیمته ((%75 من سبب الثقة بالنفس کان یعود إلى التوافق الزواجی، وتؤکد معنویة هذا التأثیر قیمة (F) بمستوى الدلالة (. 000) وهذا یشیر إلى صحة ومعنویة النموذج الإحصائی، ووجو أثر التوافق الزواجی على الثقة بالنفس، ولاختبار الأثر بصورة أدق لکل بعد من أبعاد التوافق الزواجی، تم استخراج قیمة بیتا وقیم (ت) ومستوى الدلالة لکل بعد من تلک الأبعاد والجدول (24) یوضح ذلک

جدول (24)

نتائج قیم بیتا والإحصائی (ت) ومستوى الدلالة (ن=300)

یتضح من خلال الجدول (24) أن معامل بیتا لأبعاد التوافق الزواجی ککل قد بلغ. 612)) وأن قیمة (ت) بلغت (5.43) عند مستوى الدلالة (. 000)، مما یشیر إلى وجود أثر متبادل بین التوافق الزواجی والثقة بالنفس، وبینت النتائج ﺃﻥ هناک علاقة طردیة بین أبعاد التوافق الزواجی ومستوى الثقة بالنفس، ﺃﻱ: أنه کلما ارتفع التوافق الزواجی لدى الأسر، ﻓﺈﻥ مستوى الثقة بالنفس سیکون مرتفعا لدى الأبناء.

ویمکن تفسیر هذه النتیجة أن التوافق الزواجی یتیح للطالبات قدرًا کبیرا من التعبیر عن آرائهن بما ینعکس على مستوى الثقة بالنفس، إضافة إلى تمکینهن من المشارکة فی صنع القرار واتخاذه، مما ینعکس إیجابًا وبشکل مباشر على الثقة بالنفس ﻓﻲ ﺇنجاز ﺍﻷﻋﻤﺎل واتفقت هذه النتیجة مع دراسة بامیلا جولدبرج (Goldberg.P ، 2004)، التی أظهرت نتائجها أن المشارکة الأبویة تعمل على تهیئة أطفال أکثر مسؤولیة وذوی مهارات اجتماعیة أفضل، وقدرة أفضل على التقییم، وثقة أعلى فی النفس وتقدیر الذات، واتفقت أیضا مع دراسة (Bron Ingoldsby et. Al، 2005) التی أظهرت نتائجها إلى وجود علاقة دالة بین التعبیر الانفعالی والتوافق الزواجی.

ملخص نتائج الدراسة والتوصیات والمقترحات

أولًا- ملخص نتائج الدراسة:

-   أظهرت نتائج الدراسة المتعلقة بأبعاد مقیاس التوافق الزواجی أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات طالبات المرحلة الثانویة تراوحت بین (3.01–3.66)، وهی تقابل جمیعها التقدیر بدرجة کبیرة، وأن البعد النفسی جاء بالمرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.66)، وجاء البعد الثقافی فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.21)، تلاه البعد الاجتماعی بالمرتبة الثالثة بمتوسط حسابی (3.03) وجاء البعد الاقتصادی بالمرتبة الرابعة والأخیرة بمتوسط حسابی (3.01).

-  أظهرت نتائج الدراسة المتعلقة بأبعاد الثقة بالنفس أن المتوسطات الحسابیة لتقدیرات طالبات المرحلة الثانویة تراوحت بین (1.81–3.04)، وأن البعد (الاجتماعی) جاء بالمرتبة الأولى بمتوسط حسابی (3.04)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، وجاء البعد (الطلاقة اللغویة) فی المرتبة الثانیة بمتوسط حسابی (3.02)، وهو یقابل التقدیر بدرجة کبیرة، فی حین جاء البعد (الجانب النفسی) بالمرتبة الثالثة بمتوسط حسابی (2.71)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة من التقدیر، وجاء البعد الخامس (الاستقلالیة) فی المرتبة الرابعة بمتوسط حسابی (2.69)، وهو یقابل التقدیر بدرجة متوسطة، فی حین جاء البعد الرابع (الجانب الفسیولوجی) بالمرتبة الخامسة بمتوسط حسابی (1.81) وهو یقابل التقدیر بدرجة منخفضة.

-  أظهرت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.01) بین أبعاد التوافق الزواجی فیما بینها ومقیاس الثقة بالنفس.

-     وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.01) بین أبعاد الثقة بالنفس فیما بینها ومقیاس التوافق الزواجی

-  أظهرت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین تقدیرات طالبات المرحلة الثانویة على أبعاد مقیاس الثقة بالنفس، والمقیاس ککل وفقا لمستوى التوافق الزواجی (مرتفع ومنخفض)،

-  أظهرت نتائج الدراسة إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیا بین تقدیرات طالبات المرحلة الثانویة على أبعاد مقیاس التوافق الزواجی والمقیاس ککل، وفقا لمستوى الثقة بالنفس (مرتفع ومنخفض).

-     یسهم التوافق الزواجی کما تدرکه طالبات المرحلة الثانویة فی التنبؤ بالثقة فی النفس بنسبة (75%).

ثانیا- توصیات الدراسة:

فی ضوء النتائج التی توصلت إلیها الدراسة ومناقشتها فإن الباحثة تقدم التوصیات التالیة:

1. عقد البرامج والأنشطة المختلفة لطالبات المرحلة الثانویة التی تسهم فی نعزیز العلاقات الاجتماعیة لما لها من دور کبیر فی تنمیة الثقة بالنفس.

1. عقد الدورات التدریبیة لطالبات المرحلة الثانویة عن أهمیة التوافق الزواجی واختیار شریک الحیاة.
2. مشارکة الأهل بالبرامج التی تعقدها المدرسة للطالبات؛ لتشجیعهن على المشارکة وتعزیز مبدأ الثقة بالنفس لدیهن.

4. إدراج وحدة دراسیة فی المقررات الدراسیة بمختلف المراحل التعلیمیة فی جمیع مدارس المملکة العربیة السعودیة تتعلق ببناء الثقة بالنفس.

1.  توعیة الطالبات بأهمیة التوافق الزواجی وأثره على الجوانب النفسیة لأفراد الأسرة.

ثالثا- مقترحات الدراسة:

1. إجراء المزید من الدراسات حول التوافق الزواجی وأثره على تقدیر الذات لدى الطالبات فی المرحلة الثانویة.
2. الاﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ نتائج الدراسات والبحوث اﻟﺴـﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘـﻲ تناولت التوافق الزواحی وأثره فی تنمیة الجوانب النفسیة والثقة بالذات.
3. إجراء بعض الدراسات والبحوث التجریبیة حول أثر التوافق الزواجی فی تنمیة الاستقرار النفسی لدى أفراد الأسرة.

4. إجراء بعض الدراسات والبحوث التجریبیة حول أثر التوافق الزواجی فی تنمیة التحصیل الدراسی لدى الطالبات فی المراحل المختلفة

1. إقامة ندوات إرشادیة جماعیة لعموم الطالبات لإرشادهن وتوعیتهن بضرورة الاعتماد على الذات والآخرین.
2.  إجراء دراسة عن العلاقة بین الثقة بالنفس وبعض المتغیرات (الذکاء، التحمل النفسی، مهارات التفکیر العلیا(

المصادر والمراجع:

القرآن الکریم

المراجع العربیة:

• إبراهیم، عادل. (2005). الثقة بالنفس، الطبعة الأولى، حلب: شعاع للنشر والتوزیع.
• أبو أسعد، أحمد عبد اللطیف (2014). الإرشاد الزواجی الأسری. عمان: دار الشروق.
• أسعد، یوسف (2000). الثقة بالنفس. القاهرة: دار نهضة مصر للنشر والتوزیع.
• دیهوم، سالمة. (2006). أسالیب المعاملة الوالدیة وعلاقتها بالثقة بالنفس لدى طلبة الجامعة. رسالة ماجستیر، جامعة زلتین، الأردن.
• الدفاعی، انتصار (2004). أثر برنامج إرشادی نفسی مقترح فی تنمیة الثقة بالنفس وعلاقته بمستوى الإنجاز الریاضی. رسالة ماجستیر غیر منشورة. کلیة التربیة الریاضیة للبنات، جامعة بغداد.
• کفافی، علاء الدین (2009). الصحة النفسیة. القاهرة، دار هجر للطباعة والنشر.
• أبو موسى، سمیة محمد جمعة (2008). التوافق الزواجی وعلاقة ببعض سمات الشخصیة لدى المعاقین. رسالة ماجستیر غیر منشورة. قسم علم النفس، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة، غزة.
• المصلوخی، مضحی. (2009). بعض المشکلات النفسیة للطلاب المتفوقین والمتأخرین دراسیًا - دراسة مقارنة على طلاب المرحلة الثانویة بمدینة الریاض. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.
• المشعان، عوید. (2000). دافع الانجاز وعلاقته بالقلق والاکتئاب والثقة بالنفس لدى الموظفین الکویتیین وغیر الکویتیین فی القطاع الحکومی. حولیات الأداب والعلوم الاجتماعیة، الحولیة (20)، الرسالة (139).
• سرایة، الهادی (2014). الثقة بالنفس وعلاقتها بالتکیف المدرسی والدافعیة والإنجاز، مجلة العلوم الاجتماعیة والإنسانیة، جامعة الجزائر، العدد 15.
• سلیمان، سناء محمد (2005). التوافق الزواجی واستقرار الأسرة. القاهرة: عالم الکتب.
• أبو عمرة، أکرم (2011). التوافق الزواجی کما یدرکه الأبناء وعلاقته بالنضج الخلقی لدى طلبة المرحلة الثانویة فی مدینة غزة. رسالة ماجستیر غیر منشورة. قسم علم النفس، کلیة التربیة، جامعة الأزهر، غزة.
• ریان، أم جیه. (2006). الثقة بنفسک. جدة، مکتبة جریر للطباعة والنشر.
• العنزی، فریح (2000). الشعور بالسعادة وعلاقته ببعض السمات الشخصیة. مجلة دراسات نفسیة، القاهرة، المجلد (11)، العدد (3)،       33-51.
• الغامدی، صالح یحیى (2009م). اضطرابات الکلام وعلاقتها بالثقة بالنفس وتقدیر الذات لدى عینة من طلاب المرحلة المتوسطة. رسالة دکتوراه غیر منشورة، قسم علم النفس، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

المراجع الاجنبیة:

• Ausubel
• , L. (2003). "Perceived Parent Attitude As  Determinats of Childrens Ego Structure", Child Development, 25
• -Human, A. (2010). An examination of the relationship between psychologically