المساندة الاجتماعية لأمهات أطفال التوحد وعلاقتها بقدرتهن علي اتخاذ القرارات في ضوء عمر الأم والطفل

 

 

 

 

کلیة التربیة النوعیة

 

 

المساندة الاجتماعیة لأمهات أطفال التوحد وعلاقتها بقدرتهن علی اتخاذ القرارات فی ضوء عمر الأم والطفل

 

 

 

 

 

إعداد

وسام حسین فرغلی حسن

معلم بوزارة التربیة والتعلیم

بحث منشور بمجلة الإرشاد النفسی

کلیة التربیة _ جامعة أسیوط

 

أ.د/ حنان محمد السید أبو صیری                               د/ أسماء عبده حسن محمود

  أستاذ ورئیس قسم إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة (سابقاً)                                   مدرس بقسم الاقتصاد المنزلی

کلیة الاقتصاد المنزلی ، جامعة حلوان                                              کلیة التربیة النوعیة، جامعة أسیوط

1440هــ / 2018 م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملخص البحث:

  هدفت الدراسة الحالیة للکشف عن المساندة الاجتماعیة المقدمة لأمهات أطفال التوحد وعلاقتها بقدرة الأمهات علی اتخاذ قرارات حیال أطفالهن التوحدیین فی ضوء بعض العوامل الدیمغرافیة (عمر الطفل، عمر الأم) وقد تم تطبیق الدراسة علی 66 من امهات أطفال التوحد فی محافظتی سوهاج وأسیوط وقد استخدمت الباحثة أدوات البحث التالیة (استمارة البیانات العامة للأم والطفل، واستبیان مقیاس المساندة الاجتماعیة، واستبیان مقیاس اتخاذ القرارات ) وجمیعها من إعداد الباحثة، وقد کشفت النتائج علی أن أمهات أطفال التوحد الذی یقع أعمارهم ما بین 7 : 8 سنوات أکثر احتیاجاً للمساندة الاجتماعیة، کما أکدت علی أن الأمهات اللائی یقع أعمارهن فی المدی من 35-40 عاماً أکثر احتیاجاً للمساندة وقد فسرت الباحثة هذه النتائج علی أن الزوجة حدیثة العهد بالأمومة هی الأقل استیعاباً لمواجهة الموقف حیال إعاقة ابنها وهو ما أکدته الدراسة علی أن عمر الطفل الأقل هو الأکثر احتیاجاً للمساندة الاجتماعیة بأبعادها (الرسمیة وغیر الرسمیة).

 

الکلمات الافتتاحیة : المساندة الاجتماعیة، التوحد ، اتخاذ القرارات.

Abstract :

" Social support for mothers of autistic children and their relation to their ability to make decisions in the light of the mother and child age"

 

     The study aimed to detect the social support provided to mothers of autistic children and their relation to the ability of mothers to make decisions about their autistic children in light of some demographic factors (age of the child, age of the mother). The study was applied to 66 mothers of autistic children in Sohag and Assiut governorates. The results of the study included the mother and child general data questionnaire, the social support measure questionnaire and the decision-making questionnaire questionnaire. All of these results were prepared by the researcher. The results revealed that mothers of autistic children aged between 7 and 8 years are more in need of social support The researcher explained these results that the newly-born wife is the least able to cope with the situation about the obstruction of her son, which is confirmed by the study that the age of the child is the least is the most Need for social support in its dimensions (official and informal)

 

Key words: Social support, Autism, Make decisions

مقدمة :

  الإنسان هو العنصر البشری وهو القوة الدافعة الحقیقیة لعملیة التنمیة الأمر الذی یدعو إلی ضرورة الاهتمام بتنمیة الموارد البشریة علی أساس أن الإنسان هو غایة عملیة التنمیة وفی الوقت نفسه وسیلتها. (محمد فهمی، 2000) ،  وتعد الإعاقة من المشکلات التی تهم قطاعاً کبیراً من المهتمین والمتخصصین فی جمیع المجتمعات، ومن ثم فإن الرعایة التی یولیها أی مجتمع للمعاقین هی المقیاس الحقیقی لتقدم هذا المجتمع حیث کانت النظرة القدیمة لهذه الفئات أنها فئات ضعیفة لا أمل یُرجی من ورائها حتی وإن کان ثمة أمل فهو أمل ضعیف لذلک کانت جهود الرعایة الاجتماعیة والنفسیة التی تقدم لهم ضیئلة وغیر کافیة، کما کانت هذه الفئة تعیش علی هامش المجتمع فیُترکون بلا رعایة أو تأهیل الأمر الذی یُمثل مشکلة اجتماعیة خطیرة ارتبطت بمشکلات اجتماعیة أخری کالجریمة والتسول والتشرد، وغیر ذلک من صور الانحراف الأخلاقی والاجتماعی، إلا أنه مع تطور الفکر الإنسانی والتقدم العلمی والتکنولوجی وبخاصة فی مجال البحوث والدراسات التی تتعلق بالفئات الخاصة والمعاقین بدأت هذه الفئة تلقی رعایة وتوجیهاً اجتماعیاً ونفسیاً حتی یتمکنوا من التوافق مع الحیاة فی سعادة ورخاء طبقاً لما یملکون من إمکانیات وقدرات. (أحمد عبد الحمید، 2014)^.

  وتعد الأسرة أولی المؤسسات الاجتماعیة التی تستقبل الطفل ذوی الاحتیاجات الخاصة ،وتوفر له الرعایة الأسریة المتوافقة مع احتیاجاته الخاصة،وتنعکس آثار الأدوار الاجتماعیة السلیمة بین أفراد الأسرة علی الحیاة النفسیة للآباء والأبناء خاصة فی مرحلة الطفولة التی تعد مرحلة البناء النفسی واکتشاف حالة الطفل ذوی الاحتیاجات الخاصة. (رانیا الصاوی، 2013) ^.

     فالأطفال من ذوی الاحتیاجات الخاصة ، یختلفون عن الأفراد العادیین ، والتباین والاختلاف یمکن ملاحظته من الأداء المستمر أو المتکرر ، وهو أداء یظهر منه الإخفاق فی القدرة على التکیف والنجاح عند ممارسة الأنشطة الأساسیة التربویة والشخصیة والاجتماعیة (مجلس وزراء العمل والشئون الاجتماعیة لدول مجلس التعاون لدول الخلیج العربی : ( 2001 م)

     ونظرا لانتشار مرض طیف التوحد الذی بات خطراً داهما یهدد مستقبل أطفالنا کما أطلقت علیه الولایات المتحدة الأمریکیة فقد أفردت هذه الدراسة إلی معرفة کیفیة تعامل أمهات أطفال التوحد مع هذه الإعاقة المستدیمة والتی لم یعرف لها علاج حتی الآن وکیف للمساندة  الاجتماعیة بابعادها أن تمکن أمهات أطفال التوحد من اتخاذ قرارات صائبة حیال أطفالهن وبسبب اختلاف العلماء فی تعریف محدد للتوحد أو معرفة أسبابه الحقیقیة فقد رأت الباحثة الاستناد علی هذا التعریف واعتبرته الأقرب إلی تفسیر خصائص التوحد فقد عرفته الجمعیة الأمریکیة للطب النفسی (American Psychiatric Association APA, 2000) بأنه اضطراب یشمل الجوانب النمائیة الثلاثة التالیة: الکفاءة الاجتماعیة، التواصل واللغة، والسلوک النمطی والاهتمامات والنشاطات. (جمیل الصمادی وآخرون، 2007 : 319). واقترب هذا التعریف من تعریف وفاء الشامی ( 2004 : 19) ج)) بأن: "التوحد هو اضطراب فی النمو العصبی یؤثر علی التطور فی ثلاث مجالات أساسیة وهی التواصل والمهارات الاجتماعیة والتخیل.

 ولأن مرض طیف التوحد من أصعب الإعاقات تشخیصاً وعلاجاً فقد لزم علی المختصین إفراد جزء لیس بالهیّن من المساندة الاجتماعیة لأمهات هؤلاء الأطفال وذلک حتی یتسنی لهن اتخاذ قرارات سلیمة حیال أطفالهن التوحدیین ولمعرفة مفهوم المساندة وأبعادها فقد توصلت دراسة  (Meehan, 1999) أن المساندة الاجتماعیة تحسن العلاقات الاجتماعیة وتزید من الاعتماد على النفس وترفع من الکفاءة الشخصیة وتسهم فى إثبات الذات خاصة کلما زادت الضغوط الحیاتیة .

   کما أن المساندة الاجتماعیة قد لا تکون بالمشارکة الفعلیة العملیة فقط بل قد قسمها vaux,1988)) إلى خمس أبعاد مختلفة وهى المساندة العاطفیة ، المساندة العملیة ، المساندة الصحیة،  المساندة المالیة ،المساندة بالنصح والإرشاد واعطاء المعلومات،  وان الفرد یبحث بنشاط عن المساعدة من أعضاء شبکة المساندة ( الزوج ،الأهل الأقارب، الأصدقاء ،وزملاء العمل والرؤساء فى العمل، والمجتمع ) وتستخدم المساندة الاجتماعیة التى تقدم له فى إشباع حاجاته المختلفة والتخفیف من أثار الضغوط البیئة .

     ویعتبر عصرنا الراهن عصر السرعة وعصر القرارات السریعة ،لذلک فان عملیة اتخاذ القرارات اصبحت الان مشکلة تعترض الافراد  والاسرة فى کل مجالات الحیاة (حنان أبوصیرى و مها نویرة، 2012)

   خاصة وأن عملیة صنع القرار واتخاذه عملیة فکریة نفسیة سلوکیة معقدة تتضمن مواجهة خیارات من بدائل متعددة تعتمد على المعلومات وخبرات الآخرین وأحیاناً مشارکة الآخرین فى اتخاذ القرار (وفاء شلبى ، حنان أبوصیرى ،2005 )

    ویری (بندر الزیای، 2008)أن اتخاذ القرار یتطلب فاعلیة لذات متخذ القرار وکذلک مساندة اجتماعیة لکی تساعده علی اتخاذ القرار وخصوصاُ القرارات التی تمس حیاة الشخص وتمس حیاة الآخرین معه.

     وتشیر کلاً من (مها أبو طالب ومحمد عطوة، 2004)إلى اتخاذ القرار بأنه عملیة الاختیار من بین البدائل وتکون فى بعض الأحیان سهلة وبسیطة بالاعتماد على الإرشادات والتوجیهات والأسالیب والإجراءات الصحیحة وتکون فى بعض الأحیان معقدة بالاعتماد على البدیهیة.

    کما أن المشورة مع الآخرین تعمل على تزاوج الأفکار وتؤدى إلى الإبتکار فى القرار والثقة بالنفس والاقتناع التام باختیار الحلول وإتخاذ القرار وعدم الخوف من الفشل (أحمد جلال، 2006).

مشکلة الدراسة :

    تُعد الأسرة هی نواة المجتمع ینمو فی رحابها الصغار حی یبلغون مرحلة البلوغ والنضج، ومنذ ولادة الطفل یتلقی خلاصة الخبرة من أسرتة، وبفضل رعایة أسرته له صحیاً واجتماعیاً یشب وینمو وتکتمل ملکاته وقدراته الذهنیة، والأسرة بمهومها الاجتماعی تعمل علی استمرار بقائها ورسوخها واستقرارها عن طریق استمرار العلاقات الاجتماعیة والثقافیة، ومن خلال التعلی والتدریب، وتنظم الأسرة سلوک النشء وتراقب علاقاته بغیره من أفراد المجتمع. (مهدی القصاص، 2008)

   و للأم مسئولیات أساسیة فی تحسین البیئة المنزلیة والرعایة الصحیة وتهیئة الظروف الأسریة الملائمة ، للأبناء، فالام هى المحرک للعمل العقلى الذى یتم به إنجاز المسؤولیات وتتعلق هذه المسؤولیات بجمیع أوجه حیاة الأسرة الاقتصادیة والاجتماعیة والنفسیة والجسمانیة والروحیة وفى سبیل ذلک تستخدم ربة الأسرة مالدیها من معرفة وخبرة ومهارة. (وفاء شلبى ، حنان أبوصیرى، 2005 )

       یتوقف نجاح الفرد فى إدارة شئون حیاته إلى حد کبیر على مدى سلامة رشد القرارات التى یتم اتخاذها، حیث أن عملیة اتخاذ القرار تُعد لُب وجوهر السلوک الإدارى ، فالقرارات تتخلل کل الأنشطة الحیاتیة الیومیة وهى مرحلة فکریة هامة قائمة على البحث عن کل الطرق والاحتمالات والأسالیب البدیلة التى یمکن إتباعها لحل هذه المشکلة. وتتطلب هذه المرحلة اتساعاً فى الأفق وغزارة فى المعلومات والخبرات فکلما زادت خبرات ومعلومات الفرد أصبح قادراً على إیجاد البدائل الجدیدة والمبتکرة (محمود الخطیب، 2001). (أنس عبد الله، 2006).

 وکما أشارت نتائج دراسة کلا من (سلوى العوادلى، 1995) و (سماح سعید، 2006)  و (Kotler, 2002) أن ربة الأسرة هى صاحبة القرار والمشتربة الرئیسیة للأسرة فى مجالات شراء السلع والمواد الغذائیة ،والمفروشات والأدوات والأجهزة المنزلیة .

   واکدت دراسة (Leslie, 1991) أن العنایة بالطفل ورعایته تکون فى المقام الأول  للأم وأن الأم العاملة هى الأکثر إحساسا بالمسؤولیة تجاه أولادها وإدارة منزلها وتحاول دائما أن توفر الرعایة البدیلة للأولاد فى حال تواجدها خارج المنزل .

    وأشارت ((Mitteler & McConchhia,1983 أن بعض الأمهات تضطر لأخذ القرار بترک عملها خارج المنزل بسبب عدم توافر الوقت لها لرعایة الطفل ذو الاحتیاجات الخاصة  ولذلک لصعوبة التوفیق بین العمل والاحتیاجات الزائدة للابن من ذوى الاحتیاجات الخاصة کما ینعکس بالسلب مادیاً على الأسرة ویعرض الأمهات للضغوط والإحباط .

      و یضیف (طه مصطفى، 2002) أن خروج الوالدین للعمل لتوفیر حیاة کریمة لأبنائهما بما فیهم الطفل ذوى الاحتیاجات الخاصة یدفع بهما إلى ترک الطفل ذو الاحتیاجات الخاصة لإحدى المربیات مقابل أجر مادى یزید من ضغوط الأسرة الاقتصادیة .

 وبینت دراسة (على عبد السلام، 1997) أن الزوجات اللاتی لا یحصلن على مساندة اجتماعیة أکثر حساسیة لمشکلات الحیاة الیومیة والحیاة العملیة ویؤدى الى إنخفاض قدرتهن على مواجهة هذه المشکلات أو حتى التفاعل معها. فالمساندة الإجتماعیة تساعد الفرد على تعبئة موارده لحل المشکلات التى یتعرض لها وتزوده بالموارد المالیة والمهارات والإرشادات اللازمة لمساعدته فى مواجه الضغوط والمساهمة العملیة ( الفعلیة ) فى بعض المهام المطلوبة (Vaux,A, 1985)

  وقد أشارت دراسة کلاً من ( Peggy, 1995)  و (عماد مخیمر، 1997) أن أسر الأطفال طیف التوحد التى تتلقى مساندة اجتماعیة من مصادر متتعددة لها أثر فى تخفیف الضغوط الأسریة خاصة لدى الأم .

و الأسرة الأم  لها دوراً أساسیاُ فى عملیة المساندة الاجتماعیة للزوجة خاصة ما تقدمه من مساندة مادیة ومعلومات مدعمة لدورها الأمومى ، والزوج یعد من أهم مصادر المساندة الإجتماعیة للزوجة بتفهمه العاطفی لزوجته (علی عبد السلام، 2005) ،(حنان أبوصیرى،2007 ) .

کما أن مساندة الأصدقاء لها تأثیر کبییر فى تخفیف الإحساس بالعزلة للمرأة ولها تأثیر إیجابی فى مواجهة الأم لمسؤولیاتها نحو أبنائها . ( Moe., 1999)

        وربات الأسر الحاصلات على مساندة المجتمع  یکن أکثر ایجابیة فى سلوکهن نحو أبنائها (دارلنج سیلجمان، 2000) .

وتماشیاً مع العدید من الدراسات التى ترکز على الأسرة واتخاذ القرار بها والاهتمام بربة الأسرة والأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة (التوحد) والمساهمة فى مساندتها لتخفیف الضغوط الحیاتیة علیها نبعت فکرة البحث الحالى للإجابة على التساؤلات التالیة :

• ماهى طبیعة العلاقة بین اتخاذ القرارات الأسریة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة والمساندة الاجتماعیة؟
• هل هناک إختلاف فى  اتخاذ القرارات الأسریة لأمهات أطفال التوحد والمساندة الاجتماعیة وذلک وفقا لإختلاف الخصائص الاجتماعیة والاقتصادیة لأمهات أطفال التوحد؟

 

 

أهداف البحث :

*  یهدف البحث الحالى إلى الکشف عن العلاقة بین اتخاذ القرارات الأسریة لأمهات أطفال التوحد والمساندة الاجتماعیة المقدمة لهن وذلک من خلال :-

• الکشف عن المساندة الاجتماعیة حیث (المساندة غیر الرسمیة: "مساندة الأسرة، مساندة الأصدقاء والجیران وزملاء العمل" والمساندة الرسمیة ": مساندة المجتمع المدنی والمختصین" ) ، تبعاً لإختلاف کل من(عمر الطفل، نوع الطفل، التعلیم الذی یتلقاه الطفل، عمر الأم، المستوی التعلیمی للأم، الدخل الشهری للأسرة) وعلاقتها باتخاذ القرار.

 

الإسلوب البحثى :

أولاً: فروض البحث:

* لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات أمهات أطفال التوحد على مقیاس المساندة الاجتماعیة تُعزى لبعض المتغیرات الدیموجرافیة للأم وطفلها الذاتوی ( نوع الطفل ، وعمر الطفل ، وتعلیم الطفل ، وعمل الأم ، وعمر الأم المستوى التعلیمی للأم ، ومستوى الدخل الشهری للأسرة ) "  .

ثانیا:منهج البحث:

یتبع هذا البحث المنهج الوصفى التحلیلی.

یستخدم المنهج الوصفى التحلیلى فى البحث لجمع البیانات والحقائق وتصنیفها ومعالجتها وتحلیلها تحلیلاً دقیقاً لإستخلاص دلالتها، والوصول إلى الإستنتاجات وإستخلاص التعمیمات عن هذه الظاهرة أوالموضوع (بشیر الرشیدى، 2000).

*حدود البحث:

أ- عینة البحث :

تتکون عینة البحث فی صورتها النهائیة من (66) أم من  أمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة ( توحد) ومن مستویات اجتماعیة واقتصادیة مختلفة .

ب- النطاق الجغرافی :

 یتم تطبیق أدوات البحث على عینة الدراسة بمحافظتی أسیوط وسوهاج.

 

     *أدوات البحث:

تشتمل أدوات البحث على ما یلى:

1-     استمارة البیانات العامة لأسر الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة           

      (إعداد الباحثة)

        وتشتمل الاستمارة على بیانات:

أ‌)    خاصة بالطفل أو الطفلة (ذوی الاحتیاجات الخاصة) (التوحدی) وتشمل: (نوع الطفل، عمر الطفل، التعلیم الذی یتلقاه الطفل). 

ب‌)      خاصة بأم الطفل ذو الاحتیاجات الخاصة (التوحدی) وتشمل (عمر الأم، طبیعة عمل الأم، الحالة الاجتماعیة للأم، لمستوی التعلیمی للأم، الدخل الشهری للأسرة).

2- استبیان اتخاذ القرارات .                                   (إعداد الباحثة)

ویتقسم إلى خمسة محاور تمثل أنواع القرارت الأسریة التى تتخذها الأم ومرتبطة بالحیاة الأسریة  فى ظل وجود طفل من ذوى الاحتیاجات الخاصة هى:

أ‌.        قرارات فی مجال الملبس.

ب‌.   قرارات فی مجال الغذاء.

ت‌.   قرارات فی مجال التعلیم والدراسة.

ث‌.   قرارات فی مجال العلاقات الاجتماعیة.

ج‌.    قرارات فی مجال الصحة.

 

3-  استبیان تطبیق المساندة الاجتماعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة:                      (إعداد الباحثة)

 ویتضمن:

                 1.   المصادر غیر الرسمیة للمساندة:

أ‌.        مساندة الأسرة (الزوج – الأهل الأقارب).

ب‌.   مساندة الأصدقاء والجیران وزملاء العمل.

2. المصادر الرسمیة للمساندة:

• مساندة الدولة (المجتمع المدنی والمختصین).

 

*الخطوات الإجرائیة للبحث:

قامت الباحثة بالخطوات التالیة لإجراء البحث:

1-    إعداد الإطار النظرى من خلال استعراض أهم المراجع والبحوث والدراسات السابقة المرتبطة بموضوع البحث.

2-    إجراء دراسة استطلاعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة والتى یتحقق فیها شروط اختیار العینة.

3-    إعداد أدوات البحث، والمتمثلة فى:

أ‌-        استمارة البیانات العامة الخاصة بالطفل والبیانات العامة الخاصة بأم الطفل ذو الاحتیاجات الخاصة (التوحد).

ب-   المساندة الاجتماعیة  المقدمة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة.

 ج-  استبیان اتخاذ القرارات بأنواعا.

 

4-  عرض الأدوات السابقة فى صورتها الأولیة على مجموعة من الأساتذة المتخصصین فى إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة، والاقتصاد المنزلى بکلیة الاقتصاد المنزلى- جامعة حلوان،

وکلیة التربیة النوعیة جامعة جنوب الوادی، کلیة الخدمة الاجتماعیة جامعة عین شمس، أساتذة متخصصین بالطب النفسی للأطفال، وذلک للحکم على مدى صدق الأدوات، ومدى مناسبة الأدوات لما وضعت من أجله، وإمکانیة تطبیقها.

5-    إجراء التعدیلات المقترحة فى الأدوات السابقة بناءًا على أراء السادة المحکمین.

6-    تطبیق الأدوات السابقة على عینة البحث الاستطلاعیة، للتأکد من وضوح عباراتها، ومناسباتها للهدف منها.

7-    حساب معاملات الصدق، ومعاملات الثبات إحصائیاً لأدوات البحث.

8-  إجراء التعدیلات النهائیة للأدوات السابقة والوصول إلى صورتها النهائیة وإعدادها للتطبیق.

9-        تطبیق الأدوات فى صورتها النهائیة على عینة الدراسة الأساسیة.

10-   إجراء التحلیلات الإحصائیة المناسبة للتحقق من صحة الفروض واستخلاص النتائج وتفسیرها ومناقشتها.

11-   وضع توصیات البحث ومقترحاته.

 

نتائج الدراسة وتفسیرها:

• الفروق ذات الدلالة الإحصائیة بین متوسطات درجات أمهات أطفال التوحد على مقیاس المساندة الاجتماعیة طبقاً (عمر الطفل، عمر الأم):

* لتحدید الفروق بین المتوسطات  بحساب تحلیل التباین الأحادی بین المتغیرات الدیموجرافیة لأمهات أطفال التوحد (عمر الطفل ، عمر الأم ) على مقیاس المساندة الاجتماعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة " التوحد " ؛ لمعرفة مدى الفروق بینهم على مقیاس المساندة الاجتماعیة وأبعاده ، ویوضح جداول (  1 ،  3 ) نتائج تحلیل التباین .

(1)

تحلیل التباین بین سنوات عمر الطفل  على  مقیاس المساندة الاجتماعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة " التوحد " وأبعاده ( ن = 66 )

 

** دال عند مستوى 0.01

        یتضح من جدول (1) أن هناک فروقاً دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 بین سنوات عمر الطفل المختلفة  على مقیاس المساندة الاجتماعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة " التوحد " وأبعاده ؛ ولتحدید اتجاه هذه الفروق ، قامت الباحثة باستخدام طریقة المقارنات البعدیة Post Hoc Test باستخدام أسلوبی Scheffe  ، و L . S . D  ، کما یوضح جدول (5) .

جدول (2)

متوسط الفروق بین  سنوات عمر الطفل المختلفة على  مقیاس المساندة الاجتماعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة " التوحد "  وأبعاده باستخدام أسلوبی Scheffe  ، و L.S.D ( ن = 66 )

 

• وجود فروق دالة إحصائیاً

          یتضح من جدول (2) أن اتجاه الفروق بین سنوات عمر الطفل على مقیاس المساندة الاجتماعیة لأمهات أطفال التوحد فی البعد الأول مساندة الأسرة   ( الزوج ، الأهل، الأقارب ) لصالح أمهات الأطفال ممن هم فی سن 7 إلی> 8 ، والثانی : مساندة الأصدقاء والجیران وزملاء العمل لصالح أمهات الأطفال ممن هم فی سن 4 إلی> 5 ، بینما البعد الثالث : مساندة الدولة " المجتمع المدنی والمختصین "لصالح أمهات الأطفال ممن هم فی سن 6 إلی> 7 ؛ مما یعنی أن أمهات أطفال التوحد یدرکن المساندة الاجتماعیة من الأقارب والأهل والمجتمع المدنی والمختصین فی سن دخول المدرسة لما یقدمونه لها من نصائح وإرشادات وتدریبات للطفل للتفاعل والتواصل مع المحیطین ، فی حین تدرک الأمهات مساندة الأصدقاء وزملاء العمل فی سن قبل دخول المدرسة ، حیث تتلقى منهم کیفیة التعامل مع الطفل ، وتحمل کل أعباءه وما یمثله علیهن من ضغط .

  وجاءت نتائج الدراسة الحالیة متسقة مع ما أسفرت عنه دراسة صامویل (Samuel, 1992) حیث أکدت دراست علی أن مجموعة الأمهات اللاتی لدیهن أطفال ذوی طیف التوحد فی مرحلة ما قبل المدرسة هن أکثر المجموعات طلباً للدعم والمساندة الاجتماعیة.

 

جدول (3)

* تحلیل التباین بین سنوات عمر الأم  على  مقیاس المساندة الاجتماعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة " التوحد " وأبعاده ( ن = 66 )

 

** دال عند مستوى 0.01

* دال عند مستوى 0.05

          یتضح من جدول (8) أن هناک فروقاً دالة إحصائیاً عند مستوى 0.01 بین سنوات عمر الأم المختلفة  على مقیاس المساندة الاجتماعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة " التوحد " وأبعاده ؛ ولتحدید اتجاه هذه الفروق ، قامت الباحثة باستخدام طریقة المقارنات البعدیة Post Hoc Test باستخدام أسلوبی Scheffe  ، و L . S . D  ، کما یوضح جدول (4) .

جدول (4)

متوسط الفروق بین  سنوات عمر الأم المختلفة على  مقیاس المساندة الاجتماعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة " التوحد "  وأبعاده باستخدام أسلوبی Scheffe  ، و L.S.D ( ن = 66 )

 

* وجود فروق دالة إحصائیاً

NS غیر دال

          یتضح من جدول (4) أن اتجاه الفروق بین سنوات عمر الأم على أبعاد مقیاس المساندة الاجتماعیة لأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة " التوحد " الثلاثة فی اتجاه عمر الأم من سن  35 إلی> 40 ؛ مما یعنی أن الأم فی هذا العمر تتطلب مزیداً من المساندة بمختلف أبعادها (رسمیة وغیر رسمیة) وقد یُعزی هذا إلی أن الأم فی هذا العمر قد تکون حدیثة حدث بالأمومة _وذلک لارتفاع سن الزواج الحالی إلی ما فوق الثلاثین_ واحتیاجها إلی مساندة الزوج والأهل والأصدقاء وزملاء العمل والجیران بالإضافة إلی مساندة المجتمع المدنی والمختصین.

مصطلحات البحث :

           -  اتخاذ القرارات: Decision making

    تبنی علی (محسن السبیعی، 2002) تعریف  (Murray, 1980)بأنه: العملیة التی تتم من خلالها الاختیار بین البدائل من أجل تحقیق أهداف المنظمة.

   کما تبنی علی (محسن السبیعی، 2002) تعریف (Mcclure, 1980) بأنه: العملیة التی تتعلق بالحصول علی المعلومات والسیطرة علیها واستخدامها لتحقیق بعض الأهداف.

ویعرفه (مصطفی عطیة إبراهیم، 2011) بأنه: عملیة تتم بالحصول علی المعلومات المتعلقة بالمشکلة، وتحدید البدائل المتاحة للحل، ثم المفاضلة بین هذه البدائل من أجل اختیار أفضلها.

- ذوی الاحتیاجات الخاصة: People with Special Needs

   یعرف (عبد المطلب القریطی، 2005) ذوی الاحتیاجات الخاصة بأنها أولئک الأطفال الذین ینحرفون عن المستوی العادی أو المتوسط فی خاصیة من الخصائص أو فی جانب أو أکثر من الجوانب الشخصیة إلی الدرجة التی تحتم احتیاجاتهم إلی خدمات خاصة وتختلف إلی ما یقدم إلی أقرانهم العادیین وذلک لمساعدتهم علی تحقیق أقصی ما یمکنهم بلوغه من النمو والتوافق.

   ویری (أشرف عبد الغنی، 2000) أن الطفل غیر العادی هو ذلک الطفل الذی ینحرف انحرافاً ملحوظاً عن غیره من الأطفال العادیین فی إحدی سماته أو فی بعضها إلی الدرجة التی تستدعی أن تقدم له خدمات خاصة تختلف عن الخدمات التی یحتاجها الاطفال العادیین.

 - التوحد : Autism

 یری (عادل عبد الله، 2000) أنه یعد اضطراب التوحد بمثابة اضطراب نمائی عام أو منتشر تظهر آثاره فی العدید من الجوانب الأخرى للنمو وتنعکس علیها، کما أن مثل هذه الآثار تبدو على هیئة سلوکیات تدل على قصور من جانب الطفل.

  - المساندة الاجتماعیة: Social support

          یری (عادل عبد الله محمد، 2005) هی مجموعة العلاقات التی تجعل الفرد یشعر بأهمیته لدی أؤلئک الأفراد الذی یشعر هو بأهمیتهم عنده، ویمکن اعتباره من ناحیة أخری هو مجموع تلک العلاقات الاجتماعیة، والانفعالیة، والوسیلة المتبادلة التی یشارک الفرد فیها، والتی یری نفسه خلالها موضوعاً ذا قیمة مستمرة فی أعین الآخرین ذوی الأهمیة بالنسبة له.

      کما عرفت ثویتس  (Thoits, 1986)المساندة الاجتماعیة بأنها مجموعة الأفراد الذین یمثلون جزءاً من شبکة العلاقات الاجتماعیة المحیطة بالفرد، الذین یقدمون له الدعم العاطفی، والمساندة الأدائیة.  

 کما یعرفها ساراسون وآخرون  (Sarason, et al., 1986) بأنها عبارة عن المعونة التی تأتی من قبل الآخرین الذین یعتمد علیهم الفرد فی قضاء حاجاته، ویبادلونه المحبة والتقدیر.

 

 

 

توصیات البحث:

1. ضرورة تعریف الأسر المصریة بأهمیة البحث العلمی الذی ینقب عن مشکلات المجتمع ویحاول إلقاء الضوء علیها لمعرفتها ومن ثم وضع حلول مقترحة لحلها، وایضاً ضوروة التأکید علی سریة البحث العلمی حتی یتسنی للمبحوثین إعاطء الثقة للباحثین ومعاونتهم.
2. التأکید علی ضرورة الکشف الطبی لما قبل الزواج وعدم التهاون فیه وذلک لمعرفة الجینات السائدة والمتنحیة والتی قد تحمل بعض الأمراض قد تظهر فی الجیل الجدید ومنها بعض الإعاقات التی ثبتت أن من أسبابها العوامل الوراثیة، کما یجب الوعی بالابتعاد عن زواج الأقارب وخاصة فی مجتمعات الصعید والریف وذلک لنفس السبب سالف الذکر.
3. العمل علی تفعیل برامج التدخل المنزلی وذلک لمساعدة أسر الأطفال ذوی الاحتیاجات الخاصة والذی لا یعرفون مجالاً ولا سبیلاً إلی دور الرعایة المعنیة بإعاقة طفلهم.
4. تفعیل دور الرقابة علی الجهات التی تهتم بالإعاقات ومعرفة ما إذا کانت هذه الجهات مؤهلة لاستقبال والتعامل مع ذوی الاحتیاجات الخاصة، أم أنها مجرد مشاریع تجاریة بعیدة عن المهنیة.

 

Article View: 3,992

PDF Download: 1,424