تمکين المرأة إجتماعيا بين الفکر التربوي الإسلامي والفکر التربوي الغربي وعلاقته بأدوارها في المجتمع

 

           

                  کلیة التربیة

    کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

المجلة التربویة لتعلیم الکبار – کلیة التربیة – جامعة أسیوط

             =======

 

تمکین المرأة إجتماعیا بین الفکر التربوی الإسلامی والفکر التربوی الغربی وعلاقته بأدوارها فی المجتمع

 

إعـــداد

د/ حنان صلاح الدین محمد الحلوانی

أستاذ التربیة المقارنة المساعد

قسم أصول التربیة والتربیة المقارنة والإدارة

کلیة التربیة، جامعة أسیوط

 

 

}     المجلد الأول– العدد الثانى –  أبریل 2019م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

    

      ملخص الدراسة

هدفت الدراسة الحالیة إلى  إعادة توجیه مصطلح تمکین المرأة توجیها إسلامیا، من خلال إجراء دراسة مقارنة لتطور هذا المفهوم فی الفکر التربوی الغربی والفکر التربوی الإسلامی. ومن ثم الاستفادة من نتائج الدراسة المقارنة فی الکشف عن واقع فهم طالبات جامعة أم القرى للعلاقة بین أدوار المرأة والتمکین الاجتماعی لها.

ولتحقیق هذه الأهداف وظفت الدراسة المنهج المقارن لجورج بیریدای، والمنهج         الوصفی التحلیلی.

 وتکونت عینة الدراسة من 168 طالبة فی جامعة أم القرى من مختلف التخصصات النظریة والعملیة التطبیقیة.

وخلصت إلى  أن حالة الفصام الفکرى التی أصابت نظم التعلیم العربیة  نتیجة فصل العلوم الانسانیة عن العلوم الدینیة، قد أدت إلى  تفکک البناء الفکری و المعرفی لدى المرأة مما اثر سلبا على فهمها لقضیة التمکین وعلاقته بأدوارها المختلفة فی المجتمع.

وعلیه تؤکد الدراسة على أهمیة إعادة صیاغة منظومة التعلیم بحیث تتمکن الطالبات فی جمیع مراحل الدراسة من فحص جمیع المصطلاحات المتداولة أکادیما ومجتمعیا فحصا نقدیا یمکنهن من إعادة توجیه هذه المصطلحات وتحریرها من الهیمنة الغربیة؛ حتى یتمکن من تمثلها فی حیاتهن العملیة والشخصیة، وصولا الى ترجمة هذه المصطلحات الترجمة الأمثل فی سیاسات تتفق مع المعتقدات والقیم الإسلامیة.

      الکلمات المفتاحیة

      تمکین المرأة – الإسلام – الغرب – المرأة السعودیة

 

 

 

 

          المقدمة ومشکلة الدراسة

  بعد استدارة الزمان على الأمة الاسلامیة وتراجعها عن احتلال صدارة الإنتاج المعرفی والعلمی فی العالم لعدة أسباب — لسنا بصدد مناقشتها فی هذا البحث،    وبتتبع حرکة استرجاع العلوم والمعارف بدایة من القرن الثالث عشر الهجری إلى  القرن التاسع عشر المیلادی، یتبین لنا أن تأسیس النظم التعلیمیة الإسلامیة الحالیة قد اعتمد بالدرجة الأولى على عملیة اقتباس للعلوم الإنسانیة من الحضارة الغربیة، وهذا أدى الى انحراف هذه العلوم عن جذورها العقدیة الإسلامیة التی نبتت منها و اکتسبت منها شکلها وهدفها، والذی مزج جمیع العلوم فی بوتقة الإیمان ― الباعث الأساسی لطلب تلک العلوم ― وبذلک فقد التکامل والانسجام بین تلک العلوم داخل المنظومة التعلیمیة الإسلامیة، وهو ما أدى إلى انعدام التآلف والانسجام بینها؛ مما کان له بالغ الأثر على العقلیة الإسلامیة، ونتج عن هذا تنافر بین تلک العلوم الدینیة  والعلوم الإنسانیة        داخل المنظومة التعلیمیة، بل وأصبح الصراع بینهم فی کثیر من الأحیان هو السمة الملازمة لوصف العلاقة بینهم. ونتیجة لذلک، ضعف تأثیر العلوم الدینیة فی الفکر والسلوک، مما أدى إلى  تراجع قیمة العلوم الدینیة، وتراجعت معها سلطة عالم الدین  على الحیاة الاجتماعیة مما أدى الى  إنتشار الدعوة لعلمنة التعلیم فی المجتمعات الإسلامیة بحیث یهمش تدریس العلوم الدینیة لصالح الترکیز على العلوم الإنسانیة (Talbani, 1996; Turam, 2004).

  ونتج عن هذا إنفصال العلوم الإنسانیة العصریة عن الإتصال بالعلوم الشرعیة، فانحطت منزلتها من النفس المسلمة، وأصبح النظر إلیها حسب غایتها العملیة فقط، ولیس حسب غایتها الدینیة، وبذلک لم تستطع أن تمتزج بعقیده المسلم، الذی لم یجد الحافز الحقیقی لتطویرها والإبداع فیها ؛ وهکذا أصبحت الغایة الأسمى من تحصیل العلوم معطلة ،  وأصبحت تلک العلوم بموقعها الجدید من نفس المسلم، بعیدة کل البعد عن شخصیته وبیئته ؛ ولذلک اقتصر الطلب علیها على استیفاء ضرورات العصر، کتنظیم الدولة العصریة، ولیس بباعث دینی واعتبار حضاری (الشواشی، 2010).

 

 

 

وهکذا تمزقت الشخصیة المسلمة داخل المنظومة التعلیمیة بین خطین متوازیین لا یلتقیان أبدا، خط المعارف الدینیة، وخط المعارف العلمیة. وکرد فعل على هذا الانفصام، انفصمت کذلک مناهج التعلیم، وظهرت فکرة الفصل بین العلوم الدینیة، والعلوم الإنسانیة ؛ مما دعا  کل من الشیخ محمد عبده فی مصر، والشیخ محمد الطاهر بن عاشور فی تونس إلى إطلاق دعوتهما الإصلاحیة التی استهدفت تجدید منهج الثقافة الإسلامیة عن طریق الجمع بین العلوم الدینیة  والعلوم الإنسانیة  فی نظام تعلیمی واحد. وکانت أول محاولة قام بها الشیخ محمد عبده، هی إدخال العلوم الإنسانیة فی مناهج التعلیم الأزهری، وإدخال العلوم الدینیة فی مناهج التعلیم الحدیث، إلا ان محاولات الشیخ محمد عبده، وإن نجحت فی إدخال العلوم العصریة إلى الأزهر، إلا أنها فشلت فی إدخال العلوم الدینیة إلى  المدارس الحدیثة (Amir, Shuriye, & Ismail, 2012).

وکانت النتیجة، کما وصفها مالک بن نبی (1979) فی کتابه "المسلم فی عالم الاقتصاد"، هی فقدان الإنسان المسلم العربی لوعیه الحضاری (ص.7)، مما تسبب فی تحوله إلى  — کما جاء فی کتابه "وجهة العالم الإسلامی"، "کائن أمیبی، یملک کل قابلیة للاستعمار، بل هو بتعبیر آخر طفل، یتعامل مع منتجات الحضارة (أکوامها) لا مع أفکارها" (ابن نبی، 1981، ص.154).

ویطرح مالک بن نبی رؤیته لحل هذه الاشکالیة فی ضرورة مراجعة الإطار الاجتماعی والتربوی الذی یتکون فیه وعی المسلم العربی (ابن نبی، 1981، ص.154)، على أن تشمل تلک المراجعات مراجعة المصطلحات التی اعتبرت من المسلمات فی الثقافة العربیة ، بشرط أن یتم ذلک اعتمادا على إشاعة الفکر الفلسفی النقدی فی العملیة التربویة، وجعل المصطلح بسیطا و مفهوما. ویرى ابن نبی أن هذا هو السبیل الأساسی لتنمیة الإبداع الفکری فی العالم الإسلامی؛ لأن إثراء الممارسة الفکریة الناقدة،  وبخاصة فی مجال المصطلحات، سیحقق نقلة حضاریة تنطلق بالعقل المسلم العربی من حالة الخنوع والخضوع،  إلى  مرحلة الاستقلال الفکری.

وقد قدم أنور عبد الملک (1981)، فی کتابه "تغییر العالم" ، رؤیته لحل هذه الإشکالیة، تمثلت فی دعوته لإجراء حوار حضاری نقدی للذات المسلمة، حوار من شأنه ینهى حالة الاغتراب، ویعید طرح المفاهیم من منظور جدید ویقلب رأسا على عقب، الکثیر من التصورات  والمسلمات التی هیمنت على العقل المسلم.

 

وعلیه یتبلور الإطار الأیدیولوجی للدراسة فیما طرحه عبد الملک (1983)، فی کتابه "ریح الشرق"، من أنه مازال للشرق المسلم الحضاری دور کبیر فی الریادة التاریخیة وفی النهوض وتغییر النظام العالمی، وذلک استنادا إلى عمقه الحضاری وتاریخ نهضته. وهذا الموروث الحضاری هو الأساس الذی یمکن أن نبنی علیه وننطلق منه لتحریر العقل المسلم من کل القیود التی فرضت علیه. وبذلک یتحقق فینا قول الله تعالى: "کُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْکِتَابِ لَکَانَ خَیْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَکْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (آل عمران: 110).

وهذه الخیریة لابد أن تبدأ باسترداد حقوقنا، التی وهبنا ایاها الله سبحانه وتعالى― فی توجیه المصطلحات، والتی أدرک أهمیتها علماء المسلمین ولذلک حرصوا أشد الحرص على ضبط الألفاظ لدلالتها على المعنى. ومن أمثله هؤلاء العلماء: ابن قیم الجوزیة (1393 ھ) وکتابه "مدارج السالکین بین منازل إیاک نعبد وإیاک نستعین"؛ وابن تیمیة (1417 ھ)  وکتابه "تعارض العقل والنقل أو موقفه الصحیح المنقول لصریح المعقول"؛ وأبی جعفر الطبری (د. ت) وکتابه "جامع البیان عن تأویل آی القرآن"، ومن المحدثین عبد الرحمن بن ناصر السعدی( 1422 ھ) و کتابه "تیسیر الکریم الرحمن فی تفسیر کلام المنان"؛ ومحمد متولى الشعراوی وجهوده فی تفسیر معانی وألفاظ          القرآن الکریم.

ویزخر الواقع العربی المعاصر بالعدید من المصطلحات الفلسفیة التی تعد فی الأساس أصیلة فی التراث الإسلامی، إلا أن توظیفها فی بعض المحافل الدولیة مثل: المؤتمرات والندوات، قد أدى إلى  تشویهها، وتغریبها عن مفهومها الإسلامی، وفی هذا السیاق تذکر کامیلیا حلمی (2014):

"تعد هیئة الأمم المتحدة هی الأداة التی یتم من خلالها عولمة نمط الحیاة الغربی على دول العالم کافة على اختلاف ثقافتها ومرجعیاتها من خلال إصدار اتفاقات ووثائق دولیة...تحوی على مصطلحات مطاطة تحمل من المعانی والمضامین الکثیر من التلاعب فی ترجمة المصطلحات بحیث یتم تمریرها مع أقل قدر من المعارضة خاصة من جانب الدول العربیة" (ص.1).

 

 

 

من هذه المصطلحات مصطلح "تمکین المرأة"، والذی تم ربطه بمصطلح "Women Empowerment" (استقواء المرأة)، فی العدید من الوثائق الدولیة التی صدرت عن عدة محافل دولیة من اشهرها: مؤتمرات السکان، والتی بدأت بمؤتمر کوبنهاجن فی 1993، ثم مؤتمر القاهرة 1994، و أخیرا مؤتمر بیجین 1995، حیث انتشر استخدام هذا المصطلح عند التعاطی مع قضایا المرأة فی جمیع دول العالم الثالث وبخاصة الدول العربیة الإسلامیة (محمد، 2014).

وقد هیمن الخلاف حول مصطلح "تمکین المرأة" على ساحة النقاش التربوی الإسلامی، وتنازعته جمیع التیارات الفکریة من أقصى الیمین إلى  أقصى الیسار، وأدى الخلاف إلى  إحداث شروخ فی البنیة الفکریة العربیة الإسلامیة. و تباینت المواقف بین منقاد للطرح الغربی لمصطلح تمکین المرأة،  ومستنکر مستهجن مقص للمصطلح برمته، وغاب الموقف النقدی المقارن الذی یعول علیه فی إنشاء حالة حوار تمکننا من توجیه المصطلح الوجهه التی تحقق بناء إطار تربوی یعزز قدرة العقل العربی المسلم على النقد، والمقارنة، ثم الاختیار بعیدا عن أی هیمنة فکریة.

انطلاقا من هذا الإطار الفلسفی، تهدف الدراسة الحالیة إلى  إعادة توجیه مصطلح تمکین المرأة من خلال اجراء دراسة مقارنة لتطور هذا المفهوم فی الفکر التربوی الغربی والفکر التربوی الإسلامی. ومن ثم الاستفادة من نتائج الدراسة المقارنة فی الکشف عن العلاقة بین مصطلح تمکین المراة وأدوارها فی المجتمع من وجهة نظر طالبات کلیة التربیة جامعة أم القرى. 

وبناء على هذا تتطور الدراسة الحالیة لکی تحقق الأهداف التالیة:

أهدف الدراسة:

1- مقارنة المفاهیم المرتبطة بمصطلح تمکین المرأة فی الفکر التربوی الغربی والفکر التربوی الإسلامی.

2- إعادة توجیه مصطلح تمکین المرأة فی ضوء نتائج الدراسة المقارنة.

3- الکشف عن واقع فهم طالبات جامعة أم القری للعلاقة بین أدوار المرأة والتمکین  الاجتماعی لها.

 

          منهج الدراسة:

استعانت الدراسة بالمنهج المقارن لجورج بارادى,George Beredey  والذی یرى ان التربیة المقارنة تعد فرع من فروع العلوم الاجتماعیة الذی یشتمل على: علم الإنسان، وعلم الاجتماع، وعلم إقتصادیات التعلیم، والذی تستقی منهم مناهجها وأدواتها البحثیة کما انهاتعتمد علیهم فی تفسیر النتائج، وعلیه فإن أبحاث التربیة المقارنة تتبنى خطوات المنهج العلمی التقلیدی والذی یتضمن الخطوات التالیة (Wojiniak, 2018):

أولا الوصف: والذی استهدف وصف الجذور والأسس التاریخیة والثقافیة لتطور مصطلح تمکین المرأة فی الفکر التربوی الإسلامی والفکر التربوی الغربی.

        وقد اشتملت هذه المرحلة على عدة خطوات:

أ‌-    التأصیل الإسلامی لمصطلح تمکین المرأة فی القرآن والسنة النبویة الشریفة.

ب‌-عرض وتحلیل نماذج لنساء ذکرن فی القرآن والسنة کن هن الرکائز التی بنى علیها المفکریین التربویین فی الإسلام آرائهم ونظریاتهم التربویة التی تترتبط بقضیة تمکین المرأة.

ج‌- عرض وتحلیل نماذج لکتابات تربویة غربیة تاریخیة لکبار المفکریین           التربویین الغربیین التی کانت هی الرکیزة التی انطلقت منها الحرکة النسویة الغربیة والتی شکلت الاطار الأیدیولوجی الذی صیغت من خلاله مصطلح تمکین المرأة         فی الغرب.

ثانیا التفسیر: بناء على الوصف السابق، تم استخلاص و تفسیر المبررات التی استندت علیها الدراسة فی المطالبة بالفصل بین مصطلح تمکین المرأة الذی یقدم للمجتمعات المسلمة ومصطلح تمکین المرأة المقدم فی المجتمعات الغربیة، ومن ثم المطالبة بإعادة توجیه المصطلح بما یتناسب مع السیاق الفکری الإسلامی.

ثالثا المقابلة: تضمنت تحدید نقاط الارتکاز التی تبلورت من خلالها المفاهیم المنبثقة من مصطلح تمکین المرأة فی کل من الفکر التربوی الغربی والفکر التربوی الإسلامی.

رابعا المقارنة: وهی الخطوة التی وظفت لإثبات أن السیاق التاریخی والثقافی الذی تبلورت من خلاله مفاهیم مصطلح تمکین المرأة فی الفکر التربوی الغربی، یختلف عن السیاق التاریخی الإسلامی الذی ینبغی ان یشکل المفاهیم المنبثقة من مصطلح تمکین المرأة فی الفکر التربوی الإسلامی، مما یبرر المطالبة بالفصل بین المصطلحین وإعادة توجیه المصطلح.

 

 

خامسا استخلاص النتائج: وهی المرحلة التی استخلصت فیه بعض الدروس التی تهدف إلى تطویر التربیة فی المجتمعات الإسلامیة على قاعدة أساسها التحلیل الناقد للمصطلحات الدارجة وإعادة توجیهها التوجیه الإسلامی المتسق مع القیم الإسلامیة.

 وأخیرا استخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی للکشف عن واقع فهم طالبات جامعة أم القرى للعلاقة بین أدوار المرأة و التمکین الاجتماعی لها، ومن ثم استنباط أثر التعلیم الجامعی على تشکیل وعی المرأة بالتمکین الاجتماعی لها.

  وعلیه جاء استخدام المنهج الوصفی مناسبا لطبیعة الهدف المحدد و ذلک لأن المنهج الوصفی  یعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة، کما توجد فی الواقع و یعنی بوصفها وصفا دقیقا والتعبیر عنها کیفا وکما، وذلک بهدف الحصول عى معلومات کافیة ودقیقة ( شحاته، 2009، 187).

أولا: وصف الأسس التاریخة والثقافیة التی تطور على أساسها مصطلح تمکین فی کل من الفکر التربوی الإسلامی و الفکر التربوی الغربی

أ‌-   التأصیل الإسلامی لمصطلح تمکین المرأة:

 فی البدایة ینبغی التأکید على أن القاعدة التی سیؤسس علیها الطرح القادم،        هی ما ذکره ابن تیمیة من أن الألفاظ منها الألفاظ التوقیفیة — وهو ما یخص        الدراسة الحالیة — هی تلک الألفاظ التی ذکرت "...فی کتاب الله وسنة رسوله —  صلى الله علیه وسلم — فهذا یجب اعتبار معناه و تعلیق الحکم به، فإذا                  کان المذکور به مدحا استحق صاحبه المدح، وإن کان ذما استحق الذم، وإن أثبت       شیئا وجب إثباته، وإن نفى شیئا وجب نفیه، لأن کلام الله حق وکلام رسوله حق".   (ابن تیمیة، 1417 ھ، ص. 241).

 تطبیقا لذلک ذکر ابن قیم الجوزیة (1415 ھ)، "نهى الرسول― علیه الصلاة والسلام ― عن أن یهجر اسم العشاء، وهو الاسم الذی سماها الله به فی کتابه، ویغلب علیها اسم العتمة ، فإذا سمیت العشاء وأطلق علیها أحیانا العتمة، فلا بأس،..." وهذا محافظة منه ― صلى الله علیه وسلم ― على الأسماء التی سمی الله بها العبادات،  فلا تهجر، ویؤثر علیها غیرها، کما فعله المتأخرون فی هجران ألفاظ النصوص، أو قبول تشویه الألفاظ التی ذکرت فی کتاب الله دون الدفاع عنها (ص.350).

 

  بناء على ذلک سوف یتطور الطرح القادم من خلال التعرف على مصطلح التمکین کما ورد فی القرآن الکریم، ثم تقدیم الشواهد والأدلة على التطبیقات العملیة لهذا المصطلح من السنة النبویة المطهرة.

         مصطلح التمکین فی القرآن الکریم

  قال تعإلى ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی         الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ یَعْبُدُونَنِی لَا یُشْرِکُونَ بِی شَیْئًا ۚ وَمَنْ کَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِکَ فَأُولَٰئِکَ هُمُ           الْفَاسِقُونَ﴾. (النور:55). وذکر الطبری فی تفسیره لقوله تعإلى (لیمکنن): لیوطئن           (الطبری، 1420). قال عبد الله بن أحمد بن محمود النسفی: هو التثبیت والتعضید (النسفی، د.ت.)، ودلالة التمکین على التوطئة والتثبیت دلاة تضمینیة، ودلالته على التأیید دلالة التزامیة. والملاحظ أن التمکین فی الآیة متضمن الآلیة والمکان الذی یتم التمکین فیه. وتمکین الله الدین للمؤمنین فیه دلاله على إعطاء ما یصح به الفعل کائنا ما کان من الآلات والعدد والقوة، کما أن التمکین فیه دلالة على عدم امتلاک ما حازه المرء لأن التمکین من الدین یکون على وفق ما أراده الله — سبحانه و تعإلى  — من تنفیذ شریعته، لا على وفق ما یریده الممکن له فی الأرض (العدوانی، 1992).

 فی ذات السیاق نجد ان لفظة التمکین فی القرآن الکریم وردت فی القرآن الکریم عبر مستویین أساسیین: الأول حسی مادی: یتم فیه تمکین الإنسان من التصرف فی الأرض، وإقداره على جعلها موطنا له ومستقرا لمعاشه، ولذلک جاء ذکر "المعایش" مع التمکین فی الأرض: ﴿ وَلَقَدْ مَکَّنَّاکُمْ فِی الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَکُمْ فِیهَا مَعَایِشَ ۗ قَلِیلًا مَا تَشْکُرُونَ﴾ (الأعراف: 10)، أی ما یضمن الاستمرار فی الحیاة من طعام و شراب و لباس ونحوه. و یدخل فی هذا المستوى تمکین المال و القوة و الأولاد وهو ما أشار إلیه قوله تعالى:  ﴿ وَلَقَدْ مَکَّنَّاهُمْ فِیمَا إِنْ مَکَّنَّاکُمْ فِیهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَیْءٍ إِذْ کَانُوا یَجْحَدُونَ بِآیَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا کَانُوا بِهِ یَسْتَهْزِئُونَ﴾ (الاحقاف:26). والثانی معنوی: یتم فیه تمکین الدین والأمن للإنسان، وهو الذی أشرنا إلیه سابقا وهو الذی على أساسه یحوز الإنسان على أهم الأسس الداعمة للحیاة الکریمة، وهی الدین بکل القیم الروحیة والخلقیة والاجتماعیة التی ینطوی علیها، والأمن الذی یضمن له ممارسة سائر حقوقه الطبیعیة. وبمقتضی هذین المستویین من التمکین،  یرتبط التمکین المادی بالتمکین المعنوی مما جعل مصطلح التمکین فی الإسلام یتسع لیس فقط لتحصیل مستوى العیش الرغید، بل یشمل أیضا ضمان الأمن النفسی والروحی (زمرد، 2008).

 

 

شواهد تمکین المرأة فی القرآن الکریم

بدایة نظر الإسلام للمرأة على أنها إنسان له نفس الحقوق وعلیه نفس الواجبات التی للرجل، و لذلک خاطب القرآن الرجل والمرأة بنفس الخطاب التکریمی، ویقر القرآن الکریم بالولایة المتبادلة بینهما، فالرجل مسؤول عن رعایة المرأة، والمرأة مسؤولة عن رعایة الرجل، قال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ ۚ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَیُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَیُطِیعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِکَ سَیَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ﴾ (التوبة : 71).

قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنَّهُ حَیَاةً طَیِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِیَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ﴾ (النحل: 97). وهذا دلیل على أن الله ― سبحانه وتعالى ― قد ساوى بین الرجل والمرأة فی الأمور الأساسیة المشترکة من الطاعات، وفی التکلیفات، وبالتالی فی الجزاء.

لذلک ورد فی القرآن الکریم العدید من الشواهد التی یمتدح فیها الله― تعالى―  الدور الإیجابی الذی لعبته المرأة، فقد حدثنا القرآن الکریم عن شخصیة بلقیس ملکة سبأ، والتی اشار القرآن الکریم إلى  رجاحة عقلها وحکمتها التی تفوقت على حکمة الرجال، قال تعالى: " قَالَتْ یَا أَیُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِی فِی أَمْرِی مَا کُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ ﴿32﴾قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِیدٍ وَالْأَمْرُ إِلَیْکِ فَانظُرِی مَاذَا تَأْمُرِینَ ﴿33﴾ قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوکَ إِذَا دَخَلُوا قَرْیَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَکَذَٰلِکَ یَفْعَلُونَ ﴿34﴾ وَإِنِّی مُرْسِلَةٌ إِلَیْهِم بِهَدِیَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴿35﴾. (النمل)، وهنا یقدم لنا القرآن الکریم نموذجا للمرأة السیاسیة التی تمتاز برجاحة العقل و سلامة التفکیر.  

ثم قدم لنا القرآن الکریم شخصیة آسیا، امرأة فرعون، واعتبرها مثلا للثبات على الإیمان والیقین بالله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِینَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِی عِندَکَ بَیْتًا فِی الْجَنَّةِ وَنَجِّنِی مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِین﴾(التحریم: 12).

ومن أسمى صور تکریم وتمکین المرأة معنویا فی القرآن الکریم وارتقائه بمکانتها هو وروود سورة کاملة فی المصحف الشریف باسم امرأة، ألا وهی سورة مریم، وقد أعلى الله-سبحانه وتعالی- من شأن مریم ابنة عمران و وصفها بأنها سیدة نساء العالمین فی سورة آل عمران، بل ونسب إلیها واحدا من الرسل الخمسة أولی العزم وهو عیسی علیه السلام (بیدس & العلیمات، 2013). قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِکَةُ یَا مَرْیَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاکِ وَطَهَّرَکِ وَاصْطَفَاکِعَلَى نِسَاء الْعَالَمِینَ(42) یَا مَرْیَمُ اقْنُتِی لِرَبِّکِوَاسْجُدِی وَارْکَعِی مَعَ الرَّاکِعِینَ﴾(آل عمران: 43).﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلائِکَةُ یَا مَرْیَمُ إِنَّ اللَّهَ یُبَشِّرُکِ بِکَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِیحُ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ وَجِیهًا فِی الدُّنْیَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِینَ﴾(آل عمران: 45).

 

وقد مکن الله تعإلى  المرأة مادیا فی قرآنه الکریم حین منحها الحق فی التصرف الکامل فی مالها، قال تعإلى ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَکُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِلرِّجَالِ نَصِیبٌ مِمَّا اکْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِیبٌ مِمَّا اکْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ کَانَ بِکُلِّ شَیْءٍ عَلِیمًا﴾ (النساء: 32). وقد نص القرآن صراحة على حق المرأة فی المیراث مما مکنها من الحصول على نصیب مما یترکه الوالدان والأقربون، حیث قال تعإلى  ﴿ یُوصِیکُمُ اللَّهُ فِی أَوْلَادِکُمْ ۖ لِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ ۚ فَإِنْ کُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَیْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَکَ ۖ وَإِنْ کَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَیْهِ لِکُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَکَ إِنْ کَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِنْ کَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِیَّةٍ یُوصِی بِهَا أَوْ دَیْنٍ ۗ آبَاؤُکُمْ وَأَبْنَاؤُکُمْ لَا تَدْرُونَ أَیُّهُمْ أَقْرَبُ لَکُمْ نَفْعًا ۚ فَرِیضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلِیمًا حَکِیمًا﴾ (النساء: 11).

کما نص القرآن الکریم على حق المرأة فی البیعة، مما رفع من شأنها، وأعز مکانتها فی المجتمع  بالإعتراف بکفاءتها وأهلیتها لحمل المسئولیة، وهذا من أعظم صور التمکین للمرأة، قال تعإلى  ﴿یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذَا جَاءَکَ الْمُؤْمِنَاتُ یُبَایِعْنَکَ عَلَىٰ أَن لَّا یُشْرِکْنَ بِاللَّهِ شَیْئًا وَلَا یَسْرِقْنَ وَلَا یَزْنِینَ وَلَا یَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا یَأْتِینَ بِبُهْتَانٍ یَفْتَرِینَهُ بَیْنَ أَیْدِیهِنَّ          وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا یَعْصِینَکَ فِی مَعْرُوفٍ ۙ فَبَایِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِیمٌ﴾ (الممتحنة: 12).

بل إن القرآن قد أقر بأحقیة المرأة فی الدفاع عن مصالحها، برفع کل ما یقع علیها من ظلم أو إهمال إلى  ولی الأمر والله یؤیدها فی ذلک،  فلا ینبغی لها أن تصمت على أی ظلم یقع علیها، فقال الله― عز و جل―:" قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجَادِلُکَ فِی زَوْجِهَا وَتَشْتَکِی إلى  اللَّهِ وَاللَّهُ یَسْمَعُ تَحَاوُرَکُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ ﴿1﴾ الَّذِینَ یُظَاهِرُونَ مِنکُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِی وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَیَقُولُونَ مُنکَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴿2﴾ وَالَّذِینَ یُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن یَتَمَاسَّا ذَلِکُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ ﴿3﴾"(المجادلة: 1-3).

      شواهد تمکین المرأة فی السنة النبویة

أکدت السنة النبویة المطهرة على الحقوق التی أقرها الله تعإلى فی کتابه الحکیم للمرأة کافة، ولذلک نجد السنة النبویة انطوت على کثیر من الصور التطبیقیة لهذه الحقوق التی نص علیها القرآن الکریم، مثل حریة المرأة فی التکسب، و فی البیع و الشراء، وأعطاها الحق فی التملک (المبارکفوری، 2013).  فعن أبی الزبیر عن جابر أن النبی― صلى الله علیه وسلم ― دخل على أم مبشر النصرانیة فی نخل لها فقال لها "من غرس هذا النخل أمسلم أم کافر فقالت: بل مسلم فقال: لا یغرس مسلم غرسا و لا یزرع زرعا فیأکل منه إنسان و لا دابة ولا شیء إلا کانت له صدقه" (النیسابوری، 676ھ).

 

 

 

ومن أهم وأقوى الحقوق التی سجلتها السنة النبویة للمرأة ؛ هو منحها حق الجوار والأمان بالمساواه مع الرجل، فإذا أجارت المرأة المسلمة أحدا أو أمنته وجب على المسلمین جمیعا ان ینفذوا جوارها، وأن یحترموا عهدها. ولعل فی قصة السیدة زینب، بنت الرسول ― علیه الصلاة والسلام ―، مع زوجها المشرک أبى العاص بن الربیع، حین خرجت على المسلمین وهم یؤدون الصلاة، فلما إنتهوا صاحت بأعلى صوتها: أیها الناس إنی أجرت أبا العاص بن الربیع، وأقبلت على أبیها تقول: یارسول الله إن أبا العاص إن          قرب فابن عم، وإن بعد فأبو ولد، وإنی أجرته، فقال رسول الله أمام أصحابه: "والذی نفسی بیده ما علمت بشیء کان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه یجیر على المسلمین أدناهم، ولقد أجرنا من أجرت". ثم قال لابنته " أی بنیة أکرمی مثواه ولا یخلصن إلیک، فإنک        لا تحلین له". ورد له ماله.  وکان هذا سببا فی إسلام أبى العاص بن الربیع فیما بعد (بدران، 1998، ص. 28).

ویعد إنزال المرأة منزلة أهل الاستشارة و الاستنتصاح هو من أهم صور تمکین المرأة فی السنة النبویة الشریفة، فهذا رسول الله― صلى الله علیه وسلم― (یدخل على زوجته أم سلمة بعد أن عقد صلح الحدیبیة وأمر المسلمین أن یتحللوا من إحرامهم، فلم یمتثلوا ظنا منهم أن فی ذلک الصلح غبنا لهم، فقالت: ما خطبک یا رسول الله، قال: هلک المسلمون یا أم سلمة أمرتهم أن ینحروا ویحلقوا ویتحللوا فلم یمتثلوا، قالت: اعذرهم یا رسول الله فقد حملت نفوسهم أمرا عظیما فی الصلح، ورجعوا دون فتح ولا حد فهم مکروبون والرأی أن          تخرج و لا تلو على أحد فتنحر وتحلق فإذا رأوک فعلت تبعوک فانشرح صدر رسول الله صلى الله علیه وسلم، واطمأن قلبه إلى  ذلک الرأی السدید وقام وخرج إلى  الناس فقال:          (أما ما أهمکم من العقد فإن من ذهب إلیهم فلا حاجة لنا به ومن جاءنا فسیجعل الله له فرجا وأما البیت فإنکم إن شاء الله مطوفون به فی قابل وما فعلت ما فعلت من أمری وإنما عن أمر الله وهو ناصری ولن یضیعنی) ثم دعا الحلاق فحلق، وعمد إلى  البدن فنحر، وتحلل من الاعتمار، وصدق رأی أم سلمة فلم یکد المسلمون یرون النبی― صلى الله علیه وسلم ― یحلق ویذبح حتى تواثبوا إلى  الهدی فنحروا و إلى  الرؤوس فحلقوا ثم رجعوا إلى  المدینة مؤمنین بحکمة ربهم" (العسقلانی، د. ت.،ص. 224).

 

کما ان المرأة وصفت بأنها قرینة الرجلِ فی تحمل المسؤولیة،  حیث قال رسول الله صلى الله علیه وسلم "کلکم راع و کلکم مسؤول عن رعیته" (البخاری، 1422ھ، ص. 215). وهذا مصداقا لقوله تعإلى ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ ۚ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَیُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَیُطِیعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِکَ سَیَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ﴾ (التوبة: 9). فلیس من الإسلام ان تقعد المرأة عن الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، لأن المرأة والرجل فی الإسلام هما شرکاء فی تحقیق استقامة حیاة الأمة، ولا یجوز لأحدهم التخاذل عن حمل تلک الأمانة، وفی ذلک تمکین للمرأة المسلمة (على، 2011).

کما قدر الإسلام کفاءة المرأة و قدرتها على اتخاذ القرار ؛ فمکنها من اختیار الزوج، فلا تنکح المرأة فی الإسلام إلا برضاها وبعد أن تستأذن، قال ― صلى الله علیه           وسلم ―: "لا تنکح الأیم حتى تستأمر، ولا البکر حتى تستأذن فی نفسها وإذنها صمتها"  (ابن حزم، د. ت.) . وخیر شاهد على ذلک قصة الخنساء بنت خدام الأنصاریة رضى الله عنها، (أن أباها زوجها و هی کارهة وکانت ثیبا فأتت رسول الله صلى الله علیه وسلم فرد نکاحها) (البخاری، 1422ھ).

ولعل من أهم آلیات التمکین التی منحها الإسلام للمرأة هو حقها فی التعلیم، ولذلک نجد أن الشرع الحنیف أجاز للمرأة أن تتعلم و أن تعلم، فکانت أول آیة نزلت على رسول الله ― صلى الله علیه وسلم ― قوله تعالى ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ﴾ (العلق: 1). وهذا یعنی أن طلب العلم فریضة على کل مسلم ومسلمة، ولم یقتصر تعلیم المرأة على العلوم الدینیة فقط بل شمل أیضا العلوم المدنیة، فکانت المسلمات یتعلمن من الرسول علیه الصلاة والسلام الدین والأخلاق کالرجال وخصص النبی لهن موعدا کن یحضرن فیه للتعلیم (المودودی، 1964، ص. 157).

ومن أبرز من بزغ نجمها فی مجال التعلم والتعلیم، السیدة عائشة رضی الله        عنها، والتی اشتهرت بحفظها عن رسول الله وشغفها بالعلم مما أهلها إلى أن تصبح        من أهم رواة الحدیث، بل وبرعت فی مجالات علمیة آخرى منها الطب، والشعر، والفقه، والفرائض، ذلک لأنها کانت على درجة کبیرة من الذکاء وکانت تلقب بفقیهة الأمة          (موسى، 2011، ص. 508).

 

 

 

وإجمالا للقول فإن الإسلام لم یترک جانبا من حیاة المرأة إلا وقد اهتم به، ومکنها من الأدوات والوسائل التی یمکنها من خلالها حفظ کرامتها ومکانتها الممیزة، ولعل فی حدیث رسول الله― صلى الله علیه وسلم―، عن أبی هریرة، عن عائشة قال: "الرحم شجنة من الله من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعة الله" (البخاری، 1422، ص. 417). وعند تفحص هذا الحدیث نجد أن الرسول― علیه الصلاة والسلام― قد أشار فی هذا الحدیث إلى  مکانة المرأة العظیمة عند الله تعالى، حیث عبر عن ذلک بالإشارة إلى  الرحم  وهو أهم ما یمیزها عن الرجل.

الأمومة : الرکبزة الأساسیة لمصطلح تمکین المرأة فی الإسلام

ورد فی القرآن الکریم العدید من صور تمکین المرأة، والتی تؤکد على علو مکانتها وسمو قدرها— کما سلف ذکره― ومن أبرز صور تقدیر الله عز وجل للمرأة هو اعلاؤه لمقام الأمومة، وتعظیمه لحق الأم على أبنائها، وهنا تشکل صورة من صور التمکین المعنوی والمادی؛ فقد أمر الله عز وجل ببر الأم والإحسان إلیها والاعتراف بحقها وفضلها، وحث على القیام بخدمتها، والرفق بها، وحذر من إیذائها وعقوقها، وجعل ذلک من الکبائر، فقال تعإلى  ﴿ وَوَصَّیْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَیْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ کُرْهًا وَوَضَعَتْهُ کُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَعَلَىٰ وَالِدَیَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی ۖ إِنِّی تُبْتُ إِلَیْکَ وَإِنِّی مِنَ الْمُسْلِمِینَ﴾ (الأحقاف: 46).

وبدارسة تحلیلیة للخطاب القرآنی للمرأة، یمکن ملاحظة أن حالة الاصطفاء والاجتباء لنساء بحوار قرآنی أو بوحی کانت لهن بوصفهن أمهات، مما یرمز إلى أن أقرب ما تکون المرأة إلى لله ― عز وجل― وهی تمارس أمومتها، و نذکرمن هذه الحالات:

-     أم موسى:

﴿وَأَوْحَیْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِیهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَیْهِ فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِّ وَلَا تَخَافِی وَلَا تَحْزَنِی ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَیْکِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِینَ﴾ (القصص:7).

 

أم موسى بعد وضعها لولیدها، کانت تخشى علیه من بطش فرعون، و لکن یقینها فی الله کان اکبر من خوفها على ولیدها، و على هذه الحالة جاءها الخطاب القرآنی لیبث السکینة والهدوء فی قلبها، ویوحی إلیها بأن تلقی بولیدها فی الیم إن أرادت نجاته من بطش فرعون، و طمأنها الله عز وجل بقوله " إِنَّا رَادُّوهُ إِلَیْکِ"، و کان جزاء هذا الیقین والثقة فی ما أوحى الله به إلیها ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ کَیْ تَقَرَّ عَیْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لَا یَعْلَمُونَ﴾ (القصص: 13).

-  إمرأة عمران:

 ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ مَا فِی بَطْنِی مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّی إِنَّکَ أَنتَ السَّمِیعُ العلیمُ ﴿35﴾ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَیْسَ الذَّکَرُ کَالأُنثَى وَإِنِّی سَمَّیْتُهَا مَرْیَمَ وِإِنِّی أُعِیذُهَا بِکَ وَذُرِّیَّتَهَا مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ ﴿36﴾ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَکَفَّلَهَا زَکَرِیَّا کُلَّمَا دَخَلَ عَلَیْهَا زَکَرِیَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ یَا مَرْیَمُ أَنَّى لَکِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ یَرْزُقُ مَن یَشَاء بِغَیْرِ حِسَابٍ ﴿37﴾ (آل عمران).

لاحظ حالة الحوار المستغرقة فیها امرأة عمران وهی تحمل سیدة نساء العالمین مریم رضی الله عنها ― والتی تخاطب فیها ربها بکل أریحیة و قرب، ثم یأتی هذا التفاعل الربانی مع هذا الحوار فی استجابة الله تعإلى  وقبوله للسیدة مریم  وتزکیته لها، وهی حالة فریدة ومتمیزة جدا فی القرآن الکریم تشیر إلى مدى التمکین الذی حظیت به السیدة الجلیلة أم مریم والتی وصلت إلیها بکونها أما.

-     السیدة مریم― علیها السلام―:

﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِکَةُ یَا مَرْیَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاکِ وَطَهَّرَکِ وَاصْطَفَاکِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِینَ ﴿42﴾ یَا مَرْیَمُ اقْنُتِی لِرَبِّکِ وَاسْجُدِی وَارْکَعِی مَعَ الرَّاکِعِینَ ﴿43﴾ ذَلِکَ مِنْ أَنبَاء الْغَیْبِ نُوحِیهِ إِلَیکَ وَمَا کُنتَ لَدَیْهِمْ إِذْ یُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَیُّهُمْ یَکْفُلُ مَرْیَمَ وَمَا کُنتَ لَدَیْهِمْ إِذْ یَخْتَصِمُونَ ﴿44﴾ إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِکَةُ یَا مَرْیَمُ إِنَّ اللّهَ یُبَشِّرُکِ بِکَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِیحُ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ وَجِیهًا فِی الدُّنْیَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِینَ ﴿45﴾ وَیُکَلِّمُ النَّاسَ فِی الْمَهْدِ وَکَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِینَ ﴿46﴾ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى یَکُونُ لِی وَلَدٌ وَلَمْ یَمْسَسْنِی بَشَرٌ قَالَ کَذَلِکِ اللّهُ یَخْلُقُ مَا یَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا یَقُولُ لَهُ کُن فَیَکُونُ ﴿47﴾ وَیُعَلِّمُهُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِیلَ ﴿48﴾ (آل عمران).

 

 

 

﴿وَاذْکُرْ فِی الْکِتَابِ مَرْیَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَکَانًا شَرْقِیًّا ﴿16﴾ فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَیْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِیًّا ﴿17﴾ قَالَتْ إِنِّی أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْکَ إِنْ کُنْتَ تَقِیًّا ﴿18﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّکِ لِأَهَبَ لَکِ غُلَامًا زَکِیًّا ﴿19﴾ قَالَتْ أَنَّى یَکُونُ لِی غُلَامٌ وَلَمْ یَمْسَسْنِی بَشَرٌ وَلَمْ أَکُ بَغِیًّا ﴿20﴾ قَالَ کَذَلِکِ قَالَ رَبُّکِ هُوَ عَلَیَّ هَیِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَیَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَکَانَ أَمْرًا مَقْضِیًّا ﴿21﴾ (مریم).

یشهد هذا الخطاب على حالة الارتقاء و السمو التی بلغتها السیدة مریم والتی لم یرتق الیها إلا الأنبیاء، وذلک لأن تجلی سیدنا جبریل للبشر لم یحدث إلا للأنبیاء، ولکن لمکانة السیدة مریم عند الله تعإلى فقد أرسل لها جبریل الذی تمثل لها فی هیئة بشر، وکان یحمل لها رسالة من الله، وهی مهمة اضطلع بها سیدنا جبریل مع الأنبیاء فقط. وهذا دلیل آخر على المکانة السامیة التی ترتقی إلیها المرأة الأم , وفی ذلک تأکید على الأهمیة القصوى لدور المرأة الأم کرکیزة أساسیة من رکائز تمکینها.

یتضح مما سبق أن حالة الأمومة هی حالة خاصة جدا  تکون فیها المرأة أقرب ما یکون من الله تعالى، هی حالة تضعها فی منزلة علیا، و تجعلها مؤهلة للإقبال على الله، مما یشعرها بتمیزها وتفردها، ومن ثم فإنه یمکن استنتاج أن الأمومة فی الإسلام تعد أهم الرکائز التی یمکن أن ننطلق منها لتأسیس وصیاغة مصطلح تمکین المرأة.

وبمقارنة ومقاربة الأسس الإسلامیة لمصطلح تمکین المرأة مع السیاقات الفکریة التاریخیة التی شکلت ذات المصطلح فی الفکر الغربی، ننتقل إلى المرحلة الثانیة من البحث وهی الدراسة المقارنة والتی تهدف إلى  ضحد جدلیة ترادف مصطلح تمکین المرأة فی الإسلام ومصطلح استقواء المرأة "Women Empowerment"، ویرد المصطلح العربی إلى سیاقاته وأاطره الفکریة والتاریخیة الصحیحة.

ب‌-تطور مصطلح Women Empowerment فی الفکر التربوی الغربی:

عرفت المرأة فی الحضارة الغربیة عهودا طویلة من الظلام والعبودیة، عانت خلالها أشکالا متعددة من المهانة والاحتقار.  فالفیلسوف الیونانی أرسطو فی القرن الثالث قبل المیلاد، اعتبر النساء کائنات لا سیاسیة أو ضد سیاسیة، وعندما أکد أن الرجل        هو حیوان سیاسی، فإنه اختصر دور المرأة فی الحیاة فی نطاق ضیق جدا لا یتعدى عملیة الإنجاب، وتربیة الأولاد، والقیام بالمهام المنزلیة. وعند الرومان کانت المرأة مخلوقا

 

 

خسیسا شریرا، یهیمن علیها الرجل هیمنة مطلقة، سواء أکانت فی حضانة أبیها، أم فی عصمة زوجها، بل کان لهما کامل الحق فی قتلها، أو الإبقاء على حیاتها حسبما تتفق مصالحهما، و لم یتعرض المشرعون الرومانیون لما للمرأة من حقوق، وإنما اهتموا فقط بما علیها من واجبات، وهکذا لم تنل الفتاه من التربیة ما کان یناله شقیقها الصبی، وإنما اقتصر تعلیمها على تعلم إدارة شؤون المنزل وإنجاب الأطفال ورعایتهم. بالإضافة إلى ذلک کانت النساء تورث کالأرض وقطعان المواشی، فکان الابن الأکبر یضم إلى ممتلکاته المادیة نساء أسرته بمن فیهم أمه، حتى وصل الحال إلى  تمکین الرجل من بیع من فی ملکه من النساء حتى ولو کانت أمه(فضل الله، 2002، ص. 26).

ومع تطور التاریخ نجد أن وضع المرأة فی الحضارة الغربیة لم یتغیر کثیرا، فالفیلسوف الانجلیزی التربوی جون لوک یذکر فی کتابه، "تعالیم الحکم" 1760، بأن الرجال فقط هم الذین لهم حق طبیعی فی الحیاة، وفی التحرر والملکیة (قوت، 2004، ص. 70). فی حین یذکر جان جاک رسو فی کتابه الشهیر "إیمیل"(1762)، إن الرجال والنساء خلقوا لبعضهم البعض، ولکن اعتمادهم المتبادل على بعضهم البعض لیس متکافئا، "فیمکننا الحیاة بدونهن أفضل مما یمکنهن الحیاة بدوننا، فهن متکلات على أحاسیسنا، وعلى تقییمنا لمزایاهن، وعلى القیمة التی نضیفها على مفاتنهن وفضائلهن، وهکذا یجب تخطیط التربیة الکلیة للنساء على أساس علاقتهن بالرجال"(واتکنر، 2005، ص. 23).

وقد خصص جان جاک رسو الفصل الخامس فی کتابه إمیل لتناول قضیة تعلیم المرأة، ونجد انه یطالب بأن یکون تعلیم المرأة مختلف عن تعلیم الرجل، فالمرأة  و لأنها تعتبر مصدر الرعایة الأول فی الأسرة، و علیه فإن أدوارها تنحصر فی تقدیم الرعایة للآخرین وعلیه فنجد انه یطالب بأن یکون تعلیمها منفصل و مختلف عن تعلیم الرجال، "تعلیم المرأة یجب ان یکون مرتبط بتعلیم الرجل...فهی لن تکون حرة أبدا فی تحدید إختیاراها أو إتخاذ قراراتها" (Rousseau, 2013, pp. 393, 399) .

ولهذا انتقدت الباحثة النسویة ماری وولستونکرافت Mary Wollstonecraft          آراء جان جاک رسو بشدة فی کتابها A Vindication of the Rights of Woman  "المرأة منذ نعومة اظفارها وهی یتم برمجتها على انها لابد ان تصبح                 مثل أمها، ضعیفة، حنونة، وذات طبع هادئ، هذا کل ما تحتاجه المرأة" (Wollstonecraft, 1792, p. 159) .

 

 

 

کما اتهمت وولستونکرافت جان جاک رسو بأنه کان المسؤول عن تخلف         وتهمیش المرأة لعقود طویلة بسبب التمییز الذی دعا الیه بین تعلیم المرأة وتعلیم         الرجل، بسبب التفرقة بین تعلیم المرأة وتعلیم الرجل تمکن الرجال من تطویر         مراکزهم الاجتماعیة وسیطروا على مراکز صناعة القرار، فی تخلفت النساء وتم تهمیشهن وحصر ادوارهن فی المجتمع فی تقدیم الخدمات المنزلیة ورعایة الأطفال            (Owusu-Gyamfi, 2016, p. 192)

ولا یمکننا القاء اللوم على رسو وإتهامه بأنه عدو للمرأة، ففکر رسو لم یکن منفصل عن واقعه الثقافی والاجتماعی السائد فی ذلک الوقت وفی الفکر المسیحی التقلیدی تتحمل المرأة وحدها تبعات الخطیئة الأولى للإنسان و التی تسببت فی خروج آدم من الجنة، وعلیه نجد بعض رجال الدین یقللون من شأن المرأة إنطلاقا من إعتقادهم بأن "النساء باب الجحیم، وأنهن الخطیئة مجسمة"، بل و ذهب البعض إلى أسوأ من ذلک، فزعموا أن أجساد النساء هی من عمل الشیطان (موسى، 2011، ص. 497). ولذا یقول القدیس ترتولیان عن المرأة: "إنها مدخل الشیطان إلى  نفس الإنسان، ناقضة لنوامیس الله، مشوهة لصورة الله أی الرجل" (دیورانت، د.ت، ص.ص. 1881-1882).     

من مثل تلک المواقف انتشرت ثقافة معادیة للمرأة تربى علیها الرجل الغربی، وسادت فی عصر التنویر الأوربی، وحافظت على وجودها ودیمومتها فی بنیة العقل الغربی خلال عصور الحداثة اللاحقة، وکانت سببا مهما لظهور ما یعرف بالحرکات النسویة فی أوروبا أولا، ثم بعد ذلک فی باقی أنحاء العالم الغربی المسیحی.

من هنا یمکن القول أن الصورة الذهنیة التی حملها الرجل الغربی عن المرأة، تقوم       فی جذورها التاریخیة على التمییز والاستبعاد، ومن ثم إنکار حقوقها الطبیعیة الإنسانیة.  وهذه الثقافة ترسخت لیس فی عقول الرجال ووجدانهم فحسب، بل فی عقول النساء        کذلک، حیث تکونت صورة ذهنیة مرکبة لدى المرأة حول نفسها، نظرة تقوم فی جوهرها على القبول والتسلیم بقناعة مطلقه بکونها کائن ناقص، وضعیف وعلیها أن تتقبل بطواعیة وتسلیم استعلاء الرجل علیها، فی حین انطوت الصورة الذهنیة التی تکونت لدیها تجاه  الرجل بوصفه القوی، الشجاع، الذی یتمتع بتفوق العقل، وملکة التفکیر العقلانی،        وغیرها من الصفات الطبیعیة التی تضع الرجل فی مکانة متفوقة على المرأة                  (سالم، 2010، ص. 84).

هذا ما دفع سیمون دی بوفوار— المؤلفة الشهیرة والداعیة للحرکة النسویة—         لنقد الثورة الفرنسیة، ونقد مبادئها الأساسیة: الحریة، المساواة، الإخاء، قائلة "کان         على الثورة الفرنسیة أن تغیر مصیر المرأة، لکن لم یحدث شیء من هذا، فالثورة         البرجوازیة احترمت النظم والمفاهیم البرجوازیة التی کانت تقریبا من صنع الرجال فقط"     (دی بوفوار، 1964، ص. 58).

 

 نفهم من هذا، أن البرجوازیة المعاصرة قد حملت معها الإحساس نفسه الذی حملته الحضارة الغربیة فی العصور الإقطاعیة السابقة، وهو "الإحساس بالازدراء تجاه المرأة، فکان هذا الإحساس أحد العلامات الممیزة للحضارة الغربیة الحدیثة ایضا.

 لیس غریبا إذن، أن تبقى النظرة الأرسطیة تجاه المرأة محتفظة بوجودها بکامل حیویتها داخل المنظومة الفکریة والتربویة للحضارة الغربیة الحدیثة، حین احتفظ الرجل بحقه التاریخی المکتسب من العهد الیونانی، و ظلت المرأة على وضعها قابعة فی المکان الذی حدده لها أفلاطون بوصفها أنثى ینقصها عدد من الصفات التی یتمتع بها الرجل، و من قبل سقراط الذی وصفها بأنها "حیوان ضد سیاسی"، ولذلک کان لابد ان تظهر أصوات نسائیة تتسم بروح التمرد و تتصف بالقوة و الجسارة على استعداد لخوض معرکة الحریة والمساوة مع الرجل (سالم، 2010، ص. 86).

لذلک کان على النساء فی المجتمعات الأوروبیة، أن "تنتظرن حتى نهایة القرن التاسع عشر، کی یکتشفن أن شعارات التنویر التی رفعت فیما یخص الحریة، و العدالة، و التقدم، والمساواة الاجتماعیة والإنسانیة، هی شعارات کانت من أجل الرجال فقط. شعارات رفعها الرجل من أجل الرجل؛ وذلک لأن مسألة استبعاد النساء من قبل الرجال کانت حاضرة تماما فی أجندة التنویر و مشروعه التحرری" (سالم، 2010).

لهذا انتهزت الحرکة النسویة فی أوروبا ثورة المجتمع الأوروبی على الأوضاع الاقتصادیة والسیاسیة والدینیة فی القرن التاسع عشر لکی تعلن انطلاقها. کما تبلورت أیدیولوجیة الحرکة النسویة على ذات الأسس التی أعادت تشکیل العقل الغربی، والتی تمثلت فی تحریر الإنسان الغربی من الوصایا الکنسیة، والملکیات المطلقة،  والإقطاع التی سادت فی أوروبا فی القرون الوسطى، و اتجاه المجتمعات الغربیة إلى  تبنی اللیبرالیة کفلسفة ومنهج فی الحیاة، والثورة على تدخل الکنیسة فی إدارة الدولة، والتی انتهت إلى إقامة نظام علمانی فی موقفه من الدین، فردی فی موقفه من المجتمع، رأسمالی فی موقفه من الاقتصاد، لیبرالی فی موقفه من الدولة، فکان محصلة هذا کله تشکیل العقل الغربی وکذلک الفکر النسوی على ثوابت أساسیة هی العلمانیة، الفردیة، الرأسمالیة، الدیمقراطیة اللیبرالیة، ولذلک نجد بام موریس (2002)، تعرف النسویة بأنها مفهوم سیاسی مبنى على مقدمتین منطقتین أساسیتین: 1) إن بین الذکر والأنتى مؤسسة تقوم على عدم المساواة بین الرجال والنساء وتعانی النساء بسببها من انعدام العدالة فی النظام الاجتماعی، 2) إن انعدام المساواة بین الجنسین لیس نتیجة لضرورة بیولوجیة لکنه ناتج عن الفروق التی تنشئها الثقافة بین الجنسین (ص.29).

 

 

 

النسویة بحسب سارة جامبل (2002)، تشیر إلى  "الاعتقاد بأن المراة لا تعامل على قدم المساواة، لا لأی سبب سوى کونها امرأة، فی مجتمع ینظم شؤونه ویحدد أولویاته حسب رؤیة الرجل واهتمامته" (ص.13). بالتالی یصبح على النسویة أن تتصدى لهذا الوضع الذی یعلی من قیمة الرجل و یقلل من مکانة المرأة و دورها فی مجالات الحیاة العامة لذلک ترى سارة جامبل أن النسویة هی حرکة تعمل على تغییر هذه الأوضاع لتحقیق المساواة الغائبة (ص.14).

على الطرف الآخر، نجد أصواتا تعلو فی الغرب تتمنى لو حظیت المرأة الغربیة بالممیزات والحقوق التی تتمتع بها المرأة فی الإسلام، فنجد المفکر الفرنسی روجیه جارودیه یصرح بأن القرآن منح المرأة الحق فی التصرف بما تملک، وهو حق منحها إیاه الله تعالی ولا سلطان لبشر على تغییره أو إلغائه، إلا أن هذا الحق حرمت منه نظیراتها الغربیات ولقرون عدة و لاسیما فی فرنسا. کما حرمت المرأة من حقها فی طلب الطلاق والانفصال عن زوجها فی حالة رغبتها فی ذلک، و قد تمکنت المرأة الغربیة من الحصول على هذه الحقوق مؤخرا فی القرن العشرین. (خلیل، 2008، ص.39).

ویعلق المفکر الفرنسی جوستاف لوبون على هذه القضیة ممتدحا الإسلام الذی یرى أنه یکتف فقط برفع شأن المرأة، بل یضیف انه أول دین فعل ذلک. ویقول کوستاف لوبون عن مبادئ المواریث کما نص علیه القرآن بأنها،  بالغة العدل والإنصاف، ویظهر من المقابلة بینها وبین حقوق المرأة الفرنسیة والإنجلیزیة أن الشریعة الإسلامیة منحت المرأة حقوقاً فی المواریث لا تجد مثلها فی أغلب الدساتیر الغربیة، ولذلک یصف لوبین حالة النساء المسلمات الحاضرة بأنها أفضل من حالة أخواتهن فی أوروبا، وأن نقصان شأنهن حدث خلافًا للقرآن، لا بسبب القرآن...، کما یؤکد لوبین أن الزوجة فی الإسلام تتمتع بالکثیر من الحقوق التی حرمت منها المرأة الغربیة، فالزوجة المسلمة تتمتع بأموالها الخاصة فضلاً عن مهرها، کما لا یطلب منها أن تشترک فی الإنفاق على أمور المنزل، وهی إذا أصبحت مطلقة أخذت نفقة، وإذا تأیمت کذلک (خلیل، 2008، ص.42).

 

هذا هو السیاق التاریخی الغربی الذی ولد فیه مصطلح Women Empowerment فی البیئة الغربیة، والذی تدفع الدراسة الحالیة بأنه یختلف عن السیاق الثفافی التاریخی الإسلامی الذی یستقی منه مصطلح تمکین المرأة مفاهیمه وأسسه. ولیس معنى هذا أن المسلمین المعاصرین یضعون المرأة فی صف الرجل أو یقدرونها تقدیره، وإنما لا نستطع أن ننکر أن  المرأة العربیة عبر تاریخها وحتى قبل ظهور الإسلام، قد نالت بعض حقوقها، وحظیت ببعض من الاحترام إذا قورنت بمثیلاتها فی الحضارة الغربیة فی ذلک الوقت، والدلیل على ذلک المکانة التی تمتعت بها السیدة خدیجة بنت خویلد، والسیدة هند بنت عتبة زوجة أبی سفیان اللتان حظیتا باحترام کبیر فی المجتمع المکی من قبل ظهور الإسلام. ولکن لابد لنا أن نفخر بحقیقة أن هذه المکانة تطورت نوعا وکما بظهور الإسلام، حیث تبوأت المرأة المسلمة مکانة بارزة فی المجتمع، وبخاصة فی مجتمع المدینة فی عهد النبی― علیه الصلاة والسلام―، حیث اعتبرها الإسلام حجر زاویة فی بناء المجتمع المسلم، وفتح ذراعیه ورحب بها عضوا عاملا نشیطا، سلح نفسه بسلاح العلم  والأخلاق ثم انطلق فی الحیاة یبنى الحضارة الإسلامیة جنبا إلى جنب مع الرجل.

ثانیا: مبررات المطالبة بالفصل بین مصطلح تمکین المرأة فی الفکر التربوی الغربی والفکر التربوی الإسلامی

  فی مقالة للدکتور محمد عمارة، نشرت فی جریدة الأهرام، فی العدد الصادر فی    20/ مارس/ 2012 بعنوان " تحریر العقل من الغزو القانونی"، ذکر الدکتور عمارة أن "فی کل البلاد التی ابتلیت بالاستعمار‏،‏ کان المستعمرون حریصین — بعد احتلال الأرض ونهب الثروات — علی احتلال العقل وتغریب الفکر والثقافة والقانون، وحتی منظومة القیم والأخلاق؛ لأن احتلال العقل یصرف الشعوب المستعمرة عن ذاتها الحضاریة الخاصة، ویحولها إلی موقع التبعیة للمرکز الحضاری الغربی، الأمر الذی یؤید احتلال الأرض ونهب الثروات".

واتساقا مع ما ذکره  الدکتور محمد عماره نجد إدوراد سعید یقدم طرحا مشابها، فی کتابة "الثقافة والإمبریالة" (Said, 1993)، ینتقد فیه الخطاب الاستشراقی، الذی سوقه الغرب الأوروبی لیبرر استعماره للشرق فی القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرین،  والذی لجأ فیه إلى خلق صور متحیزة ضد الشرق تضم وجهات نظر سیاسیة وثقافیة بالغة البشاعة والقبح تسلخ الإنسانیة من غیر الأوروبیین، "وتبرز شعوبا وأصقاعا بأسرها خاضعة دونیة، جاعلة إیاها مقتضیة حکم و هیمنة الأوروبیین" (ص. 10).

 

 

مع نهایة القرن العشرین وانتقال الإرث الاستعماری من أوروبا إلى أمریکا، نجد صامویل هنتینجتون (1996)، یبشر فی کتابه "صدام الحضارات وإعادة شکیل العالم"، بأن القرن الواحد والعشرین سیحمل فی طیاته حتمیة تصادم الحضارات، وسیترکز الانقسام الأساسی داخل المجموعات البشریة حول التباینات الثقافیة، التی ستشکل بؤرة الصراع، و بذلک یصبح صراع الحضارات هو محور السیاسة العالمیة التی بمقتضاه ستحاول الثقافات المهیمنة القضاء — إن إستطاعت — على الثقافات المغلوبة. وفی قلب صراع الحضارات هذا یشتعل الصدام بین اللغات،  وذلک لأن اللغات هی وسائل نقل الثقافة وهی الوعاء الذی یحوی الحضارة، و بذلک یتجسد صدام الحضارات على الأرض، فی احدى صوره الاساسیة، فی صراع بین اللغات (ص. 4).

وقد صرح هنتنجتون بأن أکثر الحضارات المرشحة للتصادم مع الحضارة الغربیة والأمریکیة بالخصوص، هی الحضارة الإسلامیة و الحضارة الکنفشیوسیة، ولذلک حذر من نشأة تحالف بین هاتین الحضارتین؛ لان فی تحالفهم تهدیدا مباشرا للغرب ولثقافته ولقیمیة ولاسلوب حیاته. وفی ختام کتابه عرض هنتنجتون  بعض الآلیات التی تمکن الغرب من الحفاظ على مکانته وقوته، وفی ذات الوقت تبقی على خصومه ضعفاء ومنقسمین. من هذه الآلیات: تأجیج الصراعات الدینیة والثقافیة بین تلک الحضارات؛ ومساندة الجماعات المتعاطفة مع قیم ومصالح الغرب داخل تلک المجتمعات؛ وتقدیم الدعم للمؤسسات الدولیة التی تضفی الشرعیة على المصالح و القیم الغربیة؛ وتسهیل وتعزیز ارتباط الدول غیر الغربیة بهذه المؤسسات (Huntington, 1996).

وعلى أرض الواقع تحولت هذه الآلیات إلى  مؤسسات ومنظمات دولیة إختارت ان تکون ساحة صراع الحضارت هی المرأة ومن ورائها الأسرة التی هی نواة المجتمعات وبوتقة صهر الثقافة بالحیاة الیومیة للشعوب. ومن هنا برز وبقوة مصطلح ¢تمکین المرأة¢ لیمثل أفق ومنتهى کل الجهود التی تسعى تلک المؤسسات من خلالها إلى ترکیع وتهجین جمیع المجتمعات غیر الغربیة وبخاصة المجتمعات الإسلامیة والشرقیة. و لذلک نجد على سبیل المثال تواترا متصلا لهذا المصطلح فی جمیع وثائق الأمم المتحدة المرتبطة بالمرأة والأسرة، وأهمها وثیقة مؤتمر القاهرة للسکان (1994)، ووثیقة المؤتمر العالمی الرابع للمرأة (1995)، ثم انتشر المصطلح انتشارا واسعا بین الهیئات المحلیة المرتبطة مادیا وفکریا بالأمم المتحدة، وتداولته ألسنة المعنیین بقضایا المرأة والتنمیة، دون الوعی بالمعانی الخلافیة التی نسج منها هذا المصطلح والتی تستهدف إشعال الصراع        داخل المجتمعات.

ومن أخطر الالتباسات التی اقترنت بمصطلح تمکین المرأة فی المجتمعات العربیة هو ترجمتة غیر الدقیقة، حیث استغلت کلمة قرآنیة تتلقاها العقلیة العربیة الإسلامیة بمفهوم إیجابی ألا وهی التمکین، ومرادفها فی اللغة الانجلیزیة هوEnabling، لکی ترتبط بکلمة الاستقواء وهی الترجمة الحرفیة لکلمة Empowerment، وبدلا من أن یترجم مصطلح Women Empowerment إلى ¢استقواء المرأة¢ ترجم إلى  ¢تمکین المرأة¢. ولتحلیل المعانی المرتبطة بمصطلح Women Empowerment فی السیاق التاریخی والثقافی الغربی، کان لابد من دراسة تاریخ نشأة هذا المصطلح وعلاقته بنشأة الحرکات النسویة التی نشطت فی المجتمعات الأوروبیة فی ستینیات القرن الماضی

      ثالثا: مقارنة مصطلح تمکین المرأة بین الفکر التربوی الإسلامی و الفکر التربوی الغربی

جدول رقم ١: مقارنة المنطلقات الأیدیولوجیة التی شکلت مفوم تمکین المرأة فی الفکر التربوی الغربی و الفکر التربوی الإسلامی

 

 

الجدول رقم ۲: مقارنة السیاق التاریخی لنشأة مصطلح تمکین المرأة فی الفکر التربوی الغربی و الفکر التربوی الإسلامی

ونخلص مما سبق إلى  أن المشکلة التی تصدى لها البحث الحالی، لیست مشکلة لغویة فحسب، بل انها مشکلة فکریة تتصل بالتعامل مع المصطلحات بصفة عامة والمصطلحات الفلسفیة على وجه الخصوص، فالمصطلح کما ثبت من الدراسة الحالیة، وبکلمات محمد عمارة (2004) التی وردت فی کتابه "معرکة المصطلحات بین الغرب والإسلام"

 

 

 "... وعاء یوضع فیه مضمون من المضامین،  وهی الأداة التی تحمل رسالة المعنى، وصلاحیة الکثیر من المصطلحات لأداء دورها کأوعیة وأدوات للمعانی یرتبط بالأنساق الفکریة، والعقائد، والمذهبیات التی تستخدم هذه المصطلحات و تکسبها معناها. وبناء على ذلک، فإن فهم المصطلح الفلسفی مرتبط بفهم السیاقات التاریخیة والثقافیة واللغویة التی ولد المصطلح من رحمها" (ص. 3).

کما ترتبط إشکالیة المصطلح الفلسفی فی الفکر العربی، بحالة الفصام و التنافر التی حدثت بین العلوم الإنسانیة والعلوم الدینیة  فی التربیة، والتی أدت إلى تفکک البناء المعرفی سواء فی المصدر أم فی المنهج، فقال الله تعإلى  ﴿و لقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ کَثِیرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا یَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْیُنٌ لَّا یُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا یَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِکَ کَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِکَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ (الأعراف 179). فالمتأمل فی القرآن الکریم یجد أن الله تعإلى  أمر الإنسان بالنظر فی حقیقة الکون حقیقة وجوده لأن هذا النظر هو طریقه لمعرفة الله تعإلى وفقه الحکمة والغایة من خلقه ومحاولة تحقیقها. والنظر هو أساس المعارف الإنسانیة، فالعلوم العلمیة تقوم بالدرجة الاولى على ملاحظة الظواهر أی النظر فی الکون المادی بکل مظاهره، ولکن هذا النظر العلمی فی الاسلام له غایة أکبر من الغایة العلمیة الوضعیة الآنیة، فالنظر فی الإسلام لابد أن یقود الإنسان إلى الإیمان والتوحید ومعرفة الله التی هی غایة العلوم الشرعیة، ولذلک قال الله تعإلى  ﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ کَذَٰلِکَ ۗ إِنَّمَا یَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ غَفُور﴾ (فاطر: 28). و هذا المزج هو أساس التربیة الإسلامیة وهو حجر الزاویة فی تشکیل وتطویر العقل المسلم.

وبانسحاب هذه الأطروحة على مجال المصطلحات نخلص إلى أن التعامل مع المطلحات الفلسفیة یتطلب الفحص بالمناهج العلمیة الحدیثة على أن یکون هذا طریقا إلى  تحصیل العقیدة. کما أن النظر فی المصطلحات هو افضل مضمار للتدریب على ممارسة التفکیر الناقد، على ان یکون هدف التربیة فی ذلک هو تحقیق قول الله تعإلى:   "الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِکَ الَّذِینَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِکَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (الزمر: 39). وهذا المنهج هو سبیلنا إلى تفادى ما حذرنا منه رسول الله ― صلى الله علیه وسلم ― "لا تَکونوا إمَّعةً، تقولونَ: إن أحسنَ النَّاسُ أحسنَّا، وإن ظلموا         ظلَمنا، ولَکن وطِّنوا أنفسَکم، إن أحسنَ النَّاسُ أن تُحسِنوا، وإن أساءوا فلا تظلِموا "          (ابن سورة، د.ت، ص. 2007).

 

 

 

وبناء على ما توصلت إلیه نتائج الدراسة المقارنة من إعادة صیاغة لمصطلح تمکین المرأة وفق المنظور الإسلامی، تتنتقل الدراسة الآن إلى الکشف عن التصورات التی کونتها طالبات جامعة أم القرى، على اختلاف تخصصاتهن الأکادمیة، عن مکانة المرأة فی المجتمع السعودی ومستویات تمکینها وذلک على مستوى إدراک المسؤولیات، والتمتع بالحقوق، وتقدیر المجتمع لإسهاماتها وعلاقة هذا بمکانة المرأة الاجتماعیة والاقتصادیة ک (ربة منزل، أو عاملة، أو فی منصب قیادی). وقد تم توضیح أن المقصود بربات البیوت: الزوجات والأمهات؛ أما العاملات فهن: المعلمات، البائعات، الممرضات، الطبیبات، وغیرها من المهن التی تمتهنها المرأة السعودیة؛ فی حین تم توضیح أن النساء فی المناصب القیادة هن: المدیرات والسیاسیات وسیدات الأعمال.

     الدراسة المیدانیة

      أداة الدراسة:

تم تصمیم استبانة بهدف جمع البیانات المطلوبة للکشف عن العلاقة بین تمکین المرأة  وأدوراها المختلفة فی المجتمع من وجهة نظر طالبات کلیة التربیة جامعة أم القرى. وتم تحکیم الاستبانة من قبل تسعة محکمین، وبعد اجراء التعیلات التی اقترحها المحکمون تم تطبیق الاستبانة على عینة من طالبات کلیة التربیة جامعة أم القرى. وقد تم تصمیم الاستبانة على نماذج جوجل ثم ارسلت إلى  جمیع الطالبات التی تقوم الباحثة بتدریسهن عن طریق الواتس أب وکان عددهم مائة و تسعین (190) طالبة. واستجابت مائة وثمانیة وستون (168) طالبة من مختلف التخصصات العلمیة و هن من مثلن  عینة الدراسة.

      وصف عینة الدراسة:

تکونت عینة الدراسة من مائة وثمانیة و ستین (168) طالبة فی جامعة أم القرى من مختلف التخصصات النظریة والعملیة التطبیقیة، وما جمع بینهن جیمعا هو أنهن کن یدرسن مقررات تربویة مع الباحثة، والجدولان التالیان (1 و 2)، یقدمان وصفا تفصیلیا لخصائص عینة الدراسة من حیث التخصص والحالة الاجتماعیة

 

جدول رقم (۳) عینة الدراسة موزعة حسب التخصص العلمی

جدول رقم ۳ یوضح أن طالبات التخصصات العلمیة مثلن 46% من عینة الدراسة،  وطالبات التخصصات الشرعیة مثلن 20% من عینة الدراسة. وکانت أقل نسبة فی العینة هی لطالبات الدراسات العلیا اللاتی مثلن 4% من عینة الدراسة وعلى الرغم من ذلک أظهرت نتائجهن إشارات تستحق الدراسة و الاهتمام.

جدول رقم (٤) عینة الدراسة موزعة حسب الحالة الاجتماعیة

جدول٤ یکشف أن الغالبیة العظمى من عینة الدراسة ( 68% ) هن غیر متزوجات، فی حین مثلت نسبة الطالبات المتزوجات و لدیهن أطفال 20% فی، و کانت أصغر شریحة فی عینة الدراسة هن الطالبات المتزوجات و لکن لیس لدیهن أطفال 12%.

 

 

 

     نتائج الدراسة:

     المحور الأول: التخصص العلمی

أ‌-       علاقة دور المرأة بقدرتها على أداء مسئولیاتها المختلفة وفق متغیر التخصص العلمی

جدول رقم (٥) مقارنة نتائج عینة الدراسة فیما یخص علاقة دور المرأة بقدرتها على أداء مسئولیاتها المختلفة وفق متغیر التخصص العلمی

یتضمن جدول رقم (٥) نتائج مقارنة استجابات أفراد عینة الدراسة من طالبات جامعة أم القرى على العبارات الخاصة بمحور "قدرة المرأة على أداء مسؤولیاتها" حسب متغیر التخصص یتبین مایلی:

 

 

1. 1.  بتأمل النتائج إجمالا نلاحظ أن النساء فی المناصب القیادیة قد حصلن على أعلى نسبة اتفاق بین أفراد العینة بمختلف تخصصاتهم على تمکنهن من اتخاذ القرار، کما أن نتائجهن أظهرت التقارب بین نسب الاتفاق و الذی یدل على استقرار رأی العینة فجاءت النتائج کالتالی: ریاض الأطفال (64%)، التخصصات النظریة (57%)، التخصصات الشرعیة و العلمیة (53%)، التربیة الخاصة (52%)، الدراسات العلیا (50%)،  و هی أعلى نسبة اتفاق بین عینة الدراسة فی ما یخص عناصر هذا المحور.

2. و جاء فی المرتبة الثانة نسب اتفاق أفراد العینة على أن ربات البیوت هن الأقدر على اتخاذ القرار: التربیة الخاصة (39%)، التخصصات الشرعیة (38%)، الدراسات العلیا (33%)، ریاض الأطفل والتخصصات النظریة (29%)، التخصصات العلمیة (23%).

3. وجاء فی المرتبة الأخیرة و بنسب اتفاق ضعیفة جدا  النساء العاملات، حیث جاءت نسب اتفاق أفراد العینة ضعیفة على قدرة النساء العاملات على اتخاذ القرار: التخصصات العلمیة (23%)، الدراسات العلیا (17%)، التخصصات النظریة (14%)، التربیة الخاصة والتخصصات الشرعیة (9%)، ریاض الأطفال (7%).

4. وعند فحص نتائج أفراد العینة فیما یخص قدرة النساء على إدارة وتنظیم الدخل أظهرت النتائج بشکلها الإجمالی استقرارا فی نسب الاتفاق بین أفراد العینة بمختلف تخصصاتهن على أن ربات البیوت هن الأقدر على إدارة و تنظیم الدخل: التخصصات النظریة (50%)، التخصصات الشرعیة (44%)، التخصصات العلمیة (43%)، التربیة الخاصة (39%)، ریاض الأطفال (36%)، الدراسات العلیا (33%).

5. فی حین تذبذبت نتائج أفراد العینة صعودا وهبوطا فیما یخص قدرة النساء العاملات والنساء فی المناصب القیادیة على إدارة وتنظیم الدخل، و جاء فی المرتبة الثانیة، من حیث استقرار واقتراب نسب الاتفاق، إجماع أفراد العینة على أن النساء العاملات هن الأقدر على إدارة وتنظیم الدخل: التربیة الخاصة (91%)، الدراسات العلیا (50%)، التخصصات الشرعیة (44%)، التخصصات النظریة (43%)، التخصصات العلمیة (27%)، ریاض الأطفال (14%).

 

 

 

 

6. والمثیر للاهتمام أن نسبة مؤثرة من أفراد العینة أجمعن على أن النساء فی المناصب القیادیة هن الاقل قدرة على إدارة و تنظیم الدخل: التربیة الخاصة (0%)، التخصصات النظریة (7%)، التخصصات الشرعیة (12%)، الدراسات العلیا (17%).

7. وفیما یخص قدرة النساء، باختلاف أدوارهن، على إدارة الوقت، أظهرت النتائج إجماع أغلب أفراد العینة على أن النساء العاملات هن الأقدر على إدارة الوقت: التخصصات الشرعیة(53%)، ریاض الأطفال (43%)، التخصصات العلمیة (40%)، التخصصصات النظریة (36%)، التربیة الخاصة (35%).

8. وجاءت نتائج ربات البیوت فی المرتبة الثانیة من حیث نسب الاتفاق فیما یخص قدرتهن على إدارة الوقت: التربیة الخاصة (43%)، ریاض الأطفال (36%)، التخصصات الشرعیة (35%)، الدراسات العلیا (33%).

9. بینما جاءت نسب الاتفاق بین أفراد العینة على قدرة النساء فی المناصب القیادیة إدارة الوقت فی المرتبة الأخیرة، کما أظهرت نتائجهن أعلى قدر من التذبذب و عدم الاستقرار: (الدراسات العلیا (50%)، التخصصات النظریة (36%)، التخصصات العلمیة (34%)، التربیة الخاصة (22%)، ریاض الأطفال (21%)، التخصصات الشرعیة (12%).

10. وبدراسة نتائج أفراد العینة فیما یخص نسب اتفاقهن على قدرة المرأة على تحقیق التوازن بین مسؤولیاتها المختلفة حصلت النساء العاملات على أعلى نسب اتفاق، کما أظهرت النتائج تقارب واستقرار فی النسب: التخصصات النظریة (57%)، التخصصات العلمیة (47%)، التخصصات الشرعیة (44%)، ریاض الأطفال (43%)، التربیة الخاصة (39%)، الدراسات العلیا (33%).

11. وجاءت ربات البیوت فی المرتبة الثانیة من حیث أعلى نسب اتفاق و استقرار فی النتائج: الدراسات العلیا (50%)، التربیة الخاصة (48%)، التخصصات الشرعیة (44%)، ریاض الأطفال (43%)، التخصصات العلمیة (36%)، التخصصات النظریة (29%).

 

 

12. بینما حصدت النساء فی المناصب القیادیة على أدنى نسب اتفاق؛ حیث أجمعت أغلب أفراد العینة، وبشکل مثیر للاهتمام، على أن النساء فی المناصب القیادیة هن الأقل قدرة على تحقیق التوازن بین مسؤولیاتهن المختلفة، کما أظهرت نتائجهن نسبة استقرار مثیرة للاهتمام فی هذا المجال: التخصصات العلمیة و الدراسات العلیا (17%)، التخصصات النظریة وریاض الأطفال (14%)، التربیة الخاصة (13%)، التخصصات الشرعیة (12%).

13. وبتفحص نتائج السؤال الأخیر فی هذا المحور و المتعلق بالعلاقة بین أدوار النساء وقدرتهن على تطویر الذات، جاءت نتائج أفراد العینة مشتتة و غیر  متقاربة فی        النسب، ففی حین حصلت النساء فی المناصب القیادیة على أعلى نسب اتفاق (التخصصات النظریة (57%)، التربیة الخاصة (65%)، التخصصات الشرعیة (38%)، التخصصات العلمیة و ریاض الأطفال (36%)، الدراسات العلیا (17%).

14. وجاءت النساء العاملات فی المرتبة الثانیة― (ریاض الأطفل (57%)، التخصصات العلمیة (40%)، التخصصات الشرعیة (35%)، الدراسات العلیا (33%)، التربیة الخاصة (26%)، التخصصات النظریة (21%).

15. والملفت للنظر أن ربات البیوت احتللن المرتبة الأخیرة فی نسب الاتفاق فیما یخص قدرتهن على تطویر الذات، بإستثناء طالبات الدراسات العلیا (50%) اتفقن على أن ربات البیوت هن الأقدر على تطویر الذات، أما بقیة أفراد العینة فأظهرت نتائجهن اتفاق الغالبیة العظمى على أن ربات البیوت هن الأقل قدرة على تطویر الذات (التخصصات الشرعیة (26%)، التخصصات العلمیة (23%)،  التخصصات النظریة (21%)، التربیة الخاصة (9%)، ریاض الأطفال (7%)، و الملاحظ ان هذه النسب هی اضعف نسب اتفاق حصلت علیها ربات البیوت فی هذا المحور.

ونخلص مما سبق إلى أن ربات البیوت (الزوجات و الأمهات) على الرغم من انهن حللن فی المرتبة الأولى من حیث القدرة على إدارة و تنظیم الدخل، کما اتفقت نسبة کبیرة من العینة على ان ربات البیوت أیضا یتمتعن بالقدرة على اتخاذ القرار فصورتهن افضل من النساء العاملات ولکن لیس بمستوى النساء فی المناصب القیادیة، کما انهن حللن فی المرتبة الثانیة من حیث نسب الاتفاق حول قدرتهن على إدارة الوقت، کما اتفقت نسبة مؤثرة من العینة على انهن کذلک قادرات على تحقیق التوازن بین المسئولیات المنوطة بهن، إلا انهن حللن فی المرتبة الأخیرة من حیث قدرتهن على تطویر الذات.

 

 

 

ب‌-   علاقة دور المرأة بوعیها بحقوقها المختلفة وفق متغیر التخصص العلمی

جدول رقم (٦) مقارنة نتائج عینة الدراسة فیما یخص علاقة دور المرأة بوعیها بحقوقها المختلفة وفق متغیر التخصص العلمی

وبتفحص النتائج الممثلة فی جدول رقم (٦)  الخاصة بعلاقة دور المرأة بوعیها بحقوقها المختلفة وفق متغیر التخصص العلمی نخلص إلى  ما یلی:

1- على الرغم من أن الرعایة الصحیة للمرأة هی حق أساسی منحها إیاه التشریع الإسلامی و کذلک القانون المدنی، إلا أن النتائج أظهر أن اغلب أفراد العینة یتفقن على أن ربات البیوت هن الأکثر تمتعا بالرعایة الصحیة: الدراسات العلیا (67%)، التخصصات النظریة (57%)، التخصصات الشرعیة (44%)، التربیة الخاصة والتخصصات العلمیة (43%)، ریاض الأطفال (29%).

2- بینما جاءت النتائج الخاصة بالنساء فی المناصب القیادیة فی المرتبة الثانیة من حیث نسب اتفاق أفراد العینة على قدرة هذه الفئة على التمتع بالرعایة الصحیة: التخصصات النظریة (43%)، التربیة الخاصة (39%)، التخصصات العلمیة (38%)، ریاض الأطفال (36%)، التخصصات الشرعیة (21%)، الدراسات العلیا (17%).

 

3- وجاءت النتائج الخاصة بالنساء العاملات فی المرتبة الأخیرة من حیث نسب الاتفاق وبخاصة بین طالبات التخصصات النظریة (0%) اللاتی أجمعن على أن النساء العاملات لا یتمتعن بأی شکل من أشکال الرعایة الصحیة: ریاض الأطفال (36%)، التخصصات الشرعیة (35%)، التخصصات العلمیة (19%)، التربیة الخاصة والدراسات العلیا (17%).

4- أما فیما یخص وعی المرأة بقدرتها على تحسین دخلها فکما هومتوقع احتلت ربات البیوت المرتبة الأخیرة وبنسب اتفاق متدنیة جدا بین أفراد عینة على اختلاف تخصصاتهم: الدراسات العلیا (17%)، التربیة الخاصة (9%)،  التخصصات العلمیة (8%)، ریاض الأطفال والتخصصات النظریة (7%)، التخصصات الشرعیة (6%).

5- وجاءت نتائج النساء العاملات فی المرتبة الثانیة من حیث نسب الاتفاق بین أفراد العینة على قدرتهن على تحسین دخلهن: ریاض الأطفال (50%)، التخصصات الشرعیة (44%)، التخصصات العلمیة (43%)،  الدراسات العلیا (33%)، التخصصات النظریة (29%)، التربیة الخاصة (26%).

6- بینما احتلت النساء فی المناصب القیادیة مرکز الصدارة فی اتفاق العینة على قدرتهن على تحسین دخولهن ― التربیة الخاصة (65%)، التخصصات النظریة (64%)، الدراسات العلیا والتخصصات الشرعیة (50%)، التخصصات العلمیة (48%)، ریاض الأطفال (43%).

7- کما أظهرت النتائج الخاصة بقدرة النساء على تحدید ساعات عملهن تقاربا کبیرا بین نسب اتفاق أفراد العینة على أن النساء العاملات شأنهن شأن النساء فی المناصب القیادیة یتمتعن بالقدرة على تحدید ساعات عملهن، فجاءت نتائج النساء فی المناصب القیادیة کالتالی: التخصصات العلمیة (55%)، التخصصات الشرعیة (44%)، التخصصات النظریة (43%)، التربیة الخاصة (35%)، الدراسات العلیا (33%)، ریاض الأطفال (29%).

8- بینما جاءت نتائج النساء العاملات کالتالی: الدراسات العلیا (50%)، ریاض الأطفال و التخصصات النظریة (43%)، التخصصات الشرعیة (38%)، التربیة الخاصة (35%)، التخصصات العلمیة (19%).

9- وجاء فی المرتبة الأخیرة نسب الاتفاق الخاصة بربات البیوت: التربیة الخاصة (30%)، ریاض الأطفال (29%)، التخصصات العلمیة (26%)، التخصصات الشرعیة (18%)، الدراسات العلیا (17%)، التخصصات النظریة (14%).

 

 

 

10- وبالمثل اقتربت نسب اتفاق أفراد العینة على أن النساء فی المناصب القیادیة والنساء العاملات هن الأقدر على تحدید الأجر العادل للأعمال المختلفة التی یقمن بها، فجاءت نتیجة النساء فی المناصب القیادیة کالتالی: الدراسات العلیا (67%)، التخصصات العلمیة (56%)، ریاض الأطفال (54%)،  التخصصات النظریة (43%)، التخصصات الشرعیة (38%)، التربیة الخاصة (35%).

11- وجاءت نتائج النساء العاملات کالتالی: التخصصات النظریة (57%)، التربیة الخاصة (48%)، ریاض الأطفال (43%)، التخصصات الشرعیة (41%)، التخصصات العلمیة (32%)، الدراسات العلیا (17%).

12- وجاءت نتائج ربات البیوت فی المرتبة الأخیرة بنسب اتفاق ضعیفة جدا؛ مما یعزز ویؤکد النظرة المجتمعیة لدور ربة المنزل على أنه من الواجبات الملزمة للمرأة و التی لا تستحق أن تتقاضى فی مقابله أجرا، ولذلک جاءت النسب کالتالی: التخصصات الشرعیة (21%)، التربیة الخاصة والدراسات العلیا (17%)، التخصصات العلمیة (12%)، ریاض الأطفال والتخصصات النظریة (0%).

13- انسحب هذا الإتجاه على نسب الاتفاق بین أفراد العینه على قدرة النساء فی المناصب القیادیة و النساء العاملات على الحصول على مکافاءات نظیر الأعمال التی یقمن بها فی مقابل تدنی النسب الخاصة بربات البیوت، فجاءت النتائج الخاصة بالنساء فی المناصب القیادیة کالتالی: ریاض الأطفال والتخصصات النظریة (64%)، التخصصات العلمیة (61%)، التخصصات الشرعیة (56%)، التربیة الخاصة (48%)، الدراسات العلیا (33%).

14- وجاءت نتائج النساء العاملات کالتالی: الدراسات العلیا (67%)،  التربیة الخاصة (43%)، التخصصات الشرعیة (35%)، التخصصات العلمیة (32%)، ریاض الأطفال (21%)، التخصصات النظریة (14%).

15- بیما جاء ترتیب نتائج ربات البیوت فی المرتبة الأخیرة بنسب اتفاق ضعیفة جدا: التخصصات النظریة (21%)، ریاض الأطفال(14%)، التربیة الخاصة والتخصصات الشرعیة (9%)، التخصصات العلمیة (6%)، الدراسات العلیا (0%).

16- وکذلک جاءت نسب الاتفاق الخاص بقدرة النساء العاملات والنساء فی المناصب القیادیة على اختیار ما یناسبهن من أعمال أعلى من نسب الاتفاق الخاصة بربات البیوت، وکانت نتائج النساء العاملات کالتالی: ریاض الأطفال (57%)، التخصصات النظریة (50%)، التخصصات الشرعیة (44%)، التخصصات العلمیة (29%)، التربیة الخاصة (26%)، الدراسات العلیا (17%).

 

17- وجاءت نسب النساء فی المناصب القیادیة کالتالی: الدراسات العلیا (67%)، التربیة الخاصة (52%)، التخصصات العلمیة (43%)،  التخصصات الشرعیة (35%)،  ریاض الأطفال والتخصصصات النظریة (14%).

18- بینما جاءت نتائج ربات البیوت متدنیة کالتالی: التخصصات النظریة (36%)، ریاض الأطفال والتخصصات العلمیة (29%)، التربیة الخاصة (22%)، التخصصات الشرعیة (21%)، الدراسات العیا (17%).

19- و بالمثل حصلت النساء فی المناصب القیادیة و النساء العاملات على أعلى نسب اتفاق بین أفراد العینة فیما یخص و عیهن بالمخاطر التی قد تنجم عن بعض الأعمال التی یقمن بها، وعلى الرغم من أن السؤال ترک مفتوحا دون تحدید لطبیعة المخاطر أو حتى مجالاتها، إلا أن الغالبیة العظمى من أفراد العینة اعتبرن أن النساء فی المناصب القیادیة والنساء العاملات هن الأکثر وعیا وإدراکا للمخاطر التی تصاحب الأعمال المکلفة بهن، وجاءت نتائج النساء فی المناصب القیادیة کالتالی: الدراسات العلیا ((67%)، ریاض الأطفال (64%)، التربیة الخاصة (61%)، التخصصات النظریة (57%)، التخصصات العلمیة (53%)، التخصصات الشرعیة (44%).

20- و جاءت نتائج النساء العاملات کالتالی: الدراسات العلیا (33%)، التخصصات النظریة (29%)، التخصصات العلمیة (26%)، التخصصات الشرعیة (24%)، التربیة الخاصة (17%)، ریاض الأطفال (14%).

21- وجاءت نسب الاتفاق حول وعی ربات البیوت بمخاطر الأعمال التی یقمن بها متدنیة بشکل ملفت للنظر، وکانت نتائجهن کالتالی: التخصصات الشرعیة (32%)، التربیة الخاصة (22%)، ریاض الأطفال والتخصات العلمیة (21%)، التخصصات النظریة (14%)، الدراسات العلیا (0%).

        ونخلص من النتائج السابقة إلى أنه على رغم إدعاء الغالبیة العظمى من أفراد العینة أن ربات البیوت (الزوجات و الأمهات) هن أکثر فئات النساء إدراکا لحقوقهن التی منحها إیاهن الإسلام، ولکن باختبار هذا الإدعاء تبین أنه بإستثناء حق الحصول على الرعایة الصحیة، حرمت ربات البیوت من کافة الحقوق الآخرى التی نص علیها الإسلام، بل یمکن الذهاب بالقول أنه على ضوء هذه النتائج فإن ربات البیوت ینظر الیهن على أنهن الفئة المهمشة فی المجتمع المحرومة من کافة الحقوق، کما أنهن یتم تصویرهن على أنهن عاجزات عن اختیار ما یناسبهن من أعمال أو حتى تحدید ساعات عملهن، أو حتى تقدیر قیمة الجهد الذی یبذلنه.

 

 

بل إن النتائج تشیر إلى سیادة النظرة إلى أعمال البیت ومسئولیاته على أنها تخلو من المخاطر أو أن ربات البیوت عاجزات کذلک عن إدراک مثل هذه المخاطر.

وعلى الطرف الآخر من الخیط،  نجد النساء العاملات والنساء فی المناصب القیادیة قد حصدن کل ثمار الجهود التی بذلها المجتمع لتحسین وضع المرأة ومنحها حقوقها التی نص علیها التشریع الإسلامی والقانون المدنی. 

ج‌. علاقة دور المرأة بوعیها بمکانتها فی المجتمع وفق متغیر التخصص العلمی

جدول رقم (٧) مقارنة نتائج عینة الدراسة فیما یخص محور علاقة دور المرأة بوعیها بمکانتها فی المجتمع وفق متغیر التخصص العلمی

  تضمنت النتائج الممثلة فی جدول رقم (٧) العدید من الإشارات المثیرة للاهتمام کما سنعرض الآن:

1. اتفقت أغلب أفراد العینة على اختلاف تخصاصتهن على أن النساء فی المناصب القیادیة هن الأکثر تکریما فی الاحتفالات التی تنظمها المؤسسات التعلیمیة، وجاءت النتائج کالتالی: التخصصات النظریة (71%)، التخصصات الشرعیة (65%)، التربیة الخاصة وریاض الأطفال والتخصصات العلمیة (57%)، وجاءت المفاجأة أن طالبات الدراسات العلیا سرن عکس التیار فی هذا الاتجاه وجاءت نسبتهن (0%).

 

2. کما حصلت النساء فی المناصب القیادیة کذلک على أعلى نسب اتفاق بین عینة الدراسة بمختلف تخصصاتهن فیما یخص تسجیل إنجازاتهن فی المقررات الدراسیة، فجاءت النتائج کالتالی: ریاض الأطفال (64%)، التخصصات العلمیة (52%)، التخصصات النظریة (50%)، التخصصات الشرعیة (47%)، التربیة الخاصة (43%)، وجاءت أیضا نتائج طالبات الدراسات العلیا مخالفة للإتجاه السائد حیث إتفق (33%) فقط من طالبات الدراسات العلیا على ان النساء فی المناصب القیادیة هن اللاتی تسجل و تقدم إنجازاتهن ضمن المقررات الدراسیة.

3. ومن المثیر للدهشة ان النساء فی المناصب القیادیة تراجعت حصتهن فی نسب الاتفاق فیما یخص تخلید إنجازاتهن فی التاریخی الإسلامی المدون فجاءت النتائج کالتالی: ریاض الأطفال (21%)، التربیة الخاصة (30%)، التخصصات العلمیة (31%)، التخصصات النظریة (36%)، التخصصات الشرعیة (38%)، وجاءت أیضا نتائج طالبات الدراسات العلیا مخالفة للاتجاه السائد، حیث اتفقت (50%) من الطالبات على أن النساء فی المناصب القیادیة هن المحفوظ سیرهن فی التاریخ الإسلامی المدون.

         أما النساء العاملات فقد حصلن  على نسب اتفاق متدنیة ومتذبذبة فی نفس الوقت فی أغلب فروع هذا المحور کما ستضح فیما یلى:

1. فقد حصلن على أدنى نسب اتفاق فیما یخص حفظ سیرهن فی التاریخ الإسلامی المدون؛

2. کما حصلن على ادنى نسب اتفاق فیما یخص تکریمهن فی الاحتفالیات التی تنظمها المؤسسات التعلیمیة بإستثناء طالبات الدراسات العلیا اللاتی تأتی نتائجهن فی هذا المحور صادمة وعکس التیار إلى حد کبیر، حیث اتفقت نسبة (67%) من طالبات الدراسات العیا على أن النساء العاملات هن الأکثر تکریما فی احتفالیات المؤسسات التعلیمیة؛

3. وکذلک فیما یتعلق بالإشارة إلى  انجازاتهن فی المقررات الدراسیة؛

4. ولکن ارتفعت نسب الاتفاق بین أفراد العینة فیما یخص مساهمة النساء العاملات فی تطویر المجتمع فقد حصدن أعلى نسبة اتفاق بین طالبات التخصصات النظریة بنسبة (64%)،الدراسات العلیا بنسبة (50%)، التخصصات الشرعیة (41%)، التخصصات العلمیة (34%)،  والتربیة الخاصة (30%)، وریاض الأطفال (29%).

 

 

 

أما ربات البیوت فجاءت نتائجهن مثیرة للاهتمام و هذا ما سنناقشه فیما یلی:

1. حصدت ربات البیوت أعلى نسب اتفاق فی هذا المحور فیما یخص حفظ سیرهن فی التاریخ الإسلامی فجاءت نسب الاتفاق کالتالی: ریاض الأطفال (71%)، التربیة الخاصة (61%) ، التخصصات النظریة (57%) ، التخصصات الشرعیة (53%)، التخصصات العلمیة (51%)، الدراسات العلیا (33%).

2. کما أنهن حصلن على نسب اتفاق عالیة نسبیا، بما یجعلهن فی المرتبة الثانیة، فیما یخص مساهمتهن فی تطویر المجتمع: التربیة الخاصة (52%)، التخصصات العلمیة (43%)، التخصصات الشرعیة (41%)، التخصصات ریاض الأطفال (36%)، التخصصات النظریة (21%)، الدراسات العلیا (17%).

3. إلا أنهن حصلن على نسب متدنیة من اتفاق أفراد العینة على مختلف تخصصاتهن فیما یخص الإشارة إلى إنجازاتهن فی المقررات الدراسیة.

4. أما أقل نسبة اتفاق حصلت علیها ربات البیوت فکانت فیما یخص تکریمهن فی الاحتفالات التی تنظمها المؤسسات التعلیمة، و جاءت نسب الاتفاق متدنیة بشکل ملحوظ کما یلی: ریاض الأطفال (0%)، التخصصات النظریة (7%)، التخصصات الشرعیة (9%)، التخصصات العلمیة (18%)، التربیة الخاصة (22%)،  الدراسات العلیا (33%).

         ونخلص مما سبق إلى  أن ربات البیوت (الأمهات والزوجات) على الرغم من تخلید التاریخ الإسلامی لذکرهن إلا انهن فی الوقت الراهن تم تجاهل إنجازاتهن، فهن غیر مذکورات فی المقررات الدراسیة کما أنهن تم التقلیل من قیمة إنجازاتهن والدلیل على ذلک هو تجاهل ذکر تلک الإنجازات وتکریمها فی الاحتفالات التی تعقدها المؤسسات التعلیمیة، وعلى الرغم من هذا التهمیش والظلم الاجتماعی الذی تعانی منه ربة المنزل إلا انها مازلت الأکثر مساهمة فی تطویر المجتمع من وجهة نظر الغالبیة العظمی من أفراد العینة.

          وإن دلت هذه النتائج على شیئ فهی تدل على أنه على الرغم من الدور المؤثر التی تقوم به ربات البیوت (الأمهات والزوجات) إلا أن هذا الجهد غیر منظور اجتماعیا کما أن المرأة غیر مقدرة علیه.

 

      المحور الثانی:  الحالة الاجتماعیة

أ‌. علاقة دور المرأة بقدرتها على أداء مسئولیاتها المختلفة  وفق متغیر الحالة الاجتماعیة

جدول رقم (٨) مقارنة نتائج عینة الدراسة فیما یخص علاقة دور المرأة بقدرتها على أداء مسئولیاتها المختلفة حسب متغیر الحالة الاجتماعیة

جدول رقم (٨) یظهر أنه بمقارنة استجابات أفراد عینة الدراسة من طالبات جامعة ام القرى على العبارات الخاصة بمحور "قدرة المرأة على أداء مسؤولیاتها" حسب متغیر الحالة الاجتماعیة یتبین مایلی:

1. أن النساء فی المناصب القیادیة قد حصدن أعلى نسب اتفاق فیما یخص قدرة المرأة على اتخاذ القرار بین جمیع فئات عینة الدراسة على اختلاف الحالة الاجتماعیة کما یلی: الغیر المتزوجات (56%)، المتزوجات بدون أطفال (55%)، متزوجات ولدیهن أطفال (48%).

2. کما حصلت النساء فی المناصب القیادیة على أعلى نسبة اتفاق بین الطالبات غیر المتزوجات فیما یخص قدرتهن على تطویر الذات.

3. أما النساء العاملات فقد حصلن على أعلى نسب اتفاق بین جمیع فئات عینة الدراسة على اختلاف الحالة الاجتماعیة فیما یخص القدرة على تحقیق التوازن بین المسئولیات المختلفة: غیر المتزوجات (45%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (42%)،  المتزوجات بدون أطفال (50%).

 

 

4. وفی ذات الوقت حصلت النساء العاملات على أعلى نسبة اجماع بین الطالبات المتزوجات وبدون أطفال (40%) فیما یخص القدرة على إدارة وتنظیم الدخل.

5. کما حصلن على أعلى نسب اتفاق بین الطالبات غیر المتزوجات (43%)، والمتزوجات بدون أطفال (36%) فیما یخص القدرة على على ادارة الوقت.

6. کما إتفقت الطالبات المتزوجات و لدیهن أطفال (39%) على أن النساء العاملات هن الأقدر على تطویر الذات.

7. أما ربات البیوت فقد حصلن على أعلى نسب اتفاق فیما یخص القدرة على إدارة وتنظیم الدخل بین الطالبات غیر المتزوجات (41%)، والطالبات المتزوجات ولدیهن أطفال (55%).

8. کما انهن حصلن على أعلى نسبة اتفاق بین الطالبات المتزوجات و لدیهن أطفال (45%)، ونسبة (45%) بین الطالبات المتزوجات بدون أطفال فیما یخص القدرة على تحقیق التوازن بین المسؤلیات المختلفة.

9. و حللن فی المرتبة الثانیة فی نسب الاتفاق بین أفراد العینة على اختلاف تخصصاتهن فی قدرتهن على اتخاذ القرار: غیر المتزوجات (29%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (36%)، المتزوجات بدون أطفال (25%).

10. کما اتفقت اغلب الطالبات المتزوجات بدون أطفال (40%) على أن ربات البیوت هن الأقدر على تطویر الذات، وحصلن على نسبة (33%) بین الطالبات المتزوجات ولدیهن أطفال فی ذات المجال.

11. إلا انهن حللن فی المرتبة الأخیرة فیما یخص القدرة على تطویر الذات بین الطالبات غیر المتزوجات (15%).  

      ونخلص من نتائج جدول (6) ان للحالة الاجتماعیة تأثیرا إجابیا على نظرة الطالبات لقدرات ربات البیوت، بخلاف تأثیر التخصص العلمی، حیث حصلت ربات البیوت (الزوجات والأمهات) على نسب اتفاق عالیة بین أفراد العینة فیما یخص جمیع عناصر المحور، وبخاصة فیما یخص قدرتهن على ادارة الوقت وتحقیق التوازن بین المسئولیات المختلفة والقدرة على تطویر الذات وخاصة لدى الطالبات المتزوجات ولکن بدون   أطفال، کما أنهن حللن فی المرتبة الثانیة من حیث قدرتهن على اتخاذ القرار بین الطالبات  المتزوجات ولدیهن أطفال والمتزوجات بدون أطفال. وهذا یدل على التأثیر الایجابی للحالة للزواج بصفة عامة على تقدیر قدرات ربة المنزل، حتى الطالبات غیر المتزوجات کان لدیهن أیضا نظرة إیجابیة لقدرات ربة المنزل بإستثناء ما یخص القدرة على تطویر الذات، فالطالبات غیر المتزوجات أجمعن بنسبة سلبیة عالیة (15%) على عجز ربات البیوت على تطویر ذواتهن، بعکس المتزوجات ولدیهن أولاد و المتزوجات بدون اولاد اللاتی أجمعن بنسب اتفاق إیجابیة (40%) و(33%) على أن ربة البیت لدیها القدرة على تطویر الذات.

 

ب‌. علاقة دور المرأة بوعیها بحقوقها المختلفة وفق متغیر الحالة الاجتماعیة

جدول رقم (٩) مقارنة نتائج عینة الدراسة فیما یخص محور علاقة دور المرأة بوعیها بمکانتها فی المجتمع وفق متغیر الحالة الاجتماعیة

      بتفحص النتائج الممثلة فی جدول رقم (٩) یتبین ما یلی:

تصدر النساء فی المناصب القیادیة فی نسب الإتفاق بین أفراد العینة على اختلاف الحالة الاجتماعیة فیما یخص جمیع عناصر المحور باستثناء فیما یخص وعیهن بالحقوق التی کفلها لهن الإسلام و جاءت نتائجهن کالتالی:

1. فیما یخص الوعی بالحقوق التی کفلها لهن القانون حصلت النساء فی المناصب القیادیة على أعلى نسب اتفاق: غیر المتزوجات (72%)، المتزوجات و لدیهن أطفال (61%)، المتزوجات بدون أطفال (85%).

 

 

 

2. فیما یخص قدرتهن على المحافظة على الحقوق الممنوحة لهن کان لهن أیضا الحظ الأوفر من نسب اتفاق أفراد العینة على اختلاف الحالة الاجتماعیة: غیر المتزوجات (62%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (55%)، المتزوجات بدون أطفال (85%).

3. القدرة على تحسین الدخل: غیر المتزوجات (53%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (55%)، المتزوجات بدون أطفال(50%).

4. القدرة على تحدید ساعات العمل: غیر المتزوجات (44%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (48%)، المتزوجات بدون أطفال (50%).

5. القدرة على تحدید الأجر العادل لما یبذلنه من جهد: غیر المتزوجات (54%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (48%)، المتزوجات بدون أطفال (65%).

6. الحصول على المکافآت نظیر الانجاز: غیر المتزوجات (50%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (48%)، المتزوجات بدون أطفال (45%).

7. القدرة على اختیار من یناسبهن من أعمال: غیر المتزوجات (58%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (55%)، المتزوجات بدون أطفال (60%).

8. أما فیما یخص تمتعهن بالرعایة الصحیة فقد حلت النساء فی المناصب القیادیة فی المرتبة الثانیة بین جمیع فئات العینة وفق الحالة الاجتماعیة: غیر المتزوجات (34%)، المتزوجات و لدیهن أطفال (30%)، المتزوجات بدون أطفال (40%).

9. إلا انهن تساوین مع النساء العاملات فی نسب الاتفاق بین أفراد العینة على اختلاف الحالة الاجتماعیة  فیما یخص وعیهن بمخاطر الأعمال التی یقمن بها: غیر المتزوجات (39%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (36%)، المتزوجات بدون أطفال (40%).

10. اما فیما یخص وعیهن بالحقوق التی کفلها الإسلام للمرأة، فقد جاء ترتیبهم فی المرتبة الأخیرة وبنسب اتفاق متدنة بشکل ملحوظ: غیر المتزوجات (10%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (15%)، المتزوجات بدون أطفال (15%).

وتظهر نتائج النساء فی المناصب القیادیة تمتعهن بجمیع الحقوق التی نص علیها التشریع السماوی والتشریع المدنی معا، وعلى الرغم من ذلک اجمعت جمیع الطالبات على اختلاف حالتهن الاجتماعیة على عدم وعی النساء فی المناصب القیادیة بالحقوق التی کفلها لهن الإسلام، وتتفق هذه النتائج مع نتائج متغیر التخصص العلمی و کأن النساء فی المناصب القیادیة بشغرهن مثل هذه المناصب قد ابتعدن على الاسلام بل ان مثل هذه النتائج تعطی انطباعا أن جمیع الطالبات على اختلاف تخصصاتهن العلمیة ووضعهم الاجتماعی یعتقدن أن فی شغر المرأة للمناصب القیادیة هو دلیل على عدم وعیها بالحقوق التی منحها لها الاسلام وبالتالی بأدوراها ومهامها ومسئولیاتها التی نص علیها التشریع السماوی بل إن مثل هذه الاستجابات تذهب إلى ما هو ابعد من ذلک إلى الإیحاء بأن شغل النساء للمناصب القیادیة هو مخالفة للشرع.

 

أما فیما یخص النساء العاملات فقد جاءت نتائجهن تدل على تصدرهن المرتبة الثانیة بعد النساء فی المناصب القیادیة نسب اتفاق العینة فیما یعص وعینهن بالحقوق المختلفة الممنوحة للنساء، فجاءت نتائجهن کالتالی:

1. فیما یخص وعیهن بالحقوق التی منحهن ایها الاسلام جاءت النتائج کالتلی: غیر المتزوجات (37%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (33%)، المتزوجات بدون أطفال (20%). أی انهن افضل من النساء فی المناصب القیادیة من حیث وعیهن بالحقوق التی منحها الإسلام للمرأة وکأن فی تکرار هذه النتیجة اشارة غیر مباشرة على اعتقاد هؤلاء الطالبات بأن فی شغر المرأة للمناصب القیادیة مخالفة للتشریع الاسلامی ودلیل على جهلها بالحقوق التی منحها ایاها الاسلام، ولکن خروج المرأة للعمل فی الوظائف العادیة غیر القیادیة هو دلیل وعی المرأة بالحقوق والمسئولیات التی خصها بها الإسلام.

2. أما فیما یخص الوعی بالحقوق التی کفلها لهن القانون فقد جاءت نسب الاتفاق ایضا متذبذبة ولکنها ایضا افضل من النسب التی حصلت علیها ربات البیوت: غیر المتزوجات (24%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (30%)، المتزوجات بدون أطفال (10%).

3. وفیما یخص القدرة على المحافظة على الحقوق الممنوحه لهن: غیر المتزوجات (27%)، المتزوجات و لدیهن أطفال (21%)، المتزوجات بدون أطفال (30%).

4. التمتع بالرعایة الصحیة: غیر المتزوجات (23%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (30%)، المتزوجات بدون أطفال (5%).

5. القدرة على تحسین الدخل: غیر المتزوجات (41%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (30%)، المتزوجات بدون أطفال(45%).

6. القدرة على تحدید ساعات العمل: الغیر المتزوجات (33%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (24%)، المتزوجات بدون أطفال (25%).

7. القدرة على تحدید الأجر العادل لما یبذلنه من جهد: غیر المتزوجات (23%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (27%)، المتزوجات بدون أطفال (20%).

8. الحصول على المکافآت نظیر الانجاز: غیر المتزوجات (38%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (36%)، المتزوجات بدون أطفال (45%).

9. القدرة على اختیار من یناسبهن من أعمال: غیر المتزوجات (32%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (39%)، المتزوجات بدون أطفال (30%).

10. الوعی بمخاطر الأعمال التی یقمن بها: غیر المتزوجات (40%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (27%)، المتزوجات بدون أطفال (20%).

 

وجاءت نتائج ربات البیوت (الزوجات و الأمهات) متدنیة بشکل ملحوظ فیما یخص جمیع عناصر المحور بإستثناء وعیهن بالحقوق التی کفلها لهن الإسلام، وهذا یؤکد مرة آخرى على سیادة مفهوم أن دور المرأة الاساسی فی الإسلام هو دورها کزوجة وکأم، بل إن مثل هذه النتائج تعزز سیادة الاعتقاد بأن الاسلام قد همش دور المرأة العاملة وجعلها فی مرتبة ادنى من الأم والزوجة. وجاءت نتائج ربات البیوت کالتلی:

1. 1.  الوعی بالحقوق التی منحهن ایها الاسلام جاءت مرتفعة کالتلی: غیر المتزوجات (53%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (52%)، المتزوجات بدون أطفال (65%).

2. أما فیما یخص الوعی بالحقوق التی کفلها لهن القانون فقد جاءت نسب الاتفاق متدنیة بشکل واضح: غیر المتزوجات (3%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (9%)، المتزوجات بدون أطفال (5%).

3. وفیما یخص القدرة على المحافظة على الحقوق الممنوحه لهن: غیر المتزوجات (11%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (24%)، المتزوجات بدون أطفال (5%).

4. التمتع بالرعایة الصحیة و التی جاءت النتائج فی صالح ربات البیوت ایضا: غیر المتزوجات (43%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (39%)، المتزوجات بدون أطفال (55%).

5. القدرة على تحسین الدخل: غیر المتزوجات (6%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (15%)، المتزوجات بدون أطفال(5%).

6. القدرة على تحدید ساعات العمل: الغیر المتزوجات (23%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (27%)، المتزوجات بدون أطفال (25%).

7. القدرة على تحدید الأجر العادل لما یبذلنه من جهد: غیر المتزوجات (23%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (24%)، المتزوجات بدون أطفال (15%).

8. الحصول على المکافآت نظیر الإنجاز: غیر المتزوجات (12%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (15%)، المتزوجات بدون أطفال (45%).

9. القدرة على اختیار من یناسبهن من أعمال: غیر المتزوجات (10%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (6%)، المتزوجات بدون أطفال (10%).

10. الوعی بمخاطر الأعمال التی یقمن بها: غیر المتزوجات (21%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (36%)، المتزوجات بدون أطفال (40%).

 

 

وتظهر نتائج ربات البیوت (الزوجات و الأمهات) إلى إتفاق اغلب أفراد العینة على أنهن محرومات من جمیع الحقوق الممنوحة للمرأة على الرغم من ادعائهم  بأن ربات البیوت هن الأکثر وعیا بالحقوق التی منحها الإسلام للمرأة وکأن قائمة الحقوق التی ضمنت فی الاستبانة هی من وحی الإنسان و لیس مصدرها الشرع الحنیف.

کما تظهر النتائج عدم وجود تأثیر للحالة الاجتماعیة ― کما هو الحال مع التخصص العلمی― على نظرة أفراد العینة لقدرة ربه المنزل على التمتع بالحقوق التی منحها الإسلام قبل أن ینص علیها القانون المدنی، وهذا مؤشر مهم على النظرة السائدة فی المجتمع لأدوار المراة وعلاقتها بالتمکین الاجتماعی، حیث حرمت ربات البیوت وفق هذه النتائج من جمیع أشکال وصنوف التمکین التی تمتعت بها المرأة فی المناصب القیادیة والمرأة العاملة، على الرغم من سیادة القناعة بأنهن یخالفن الشرع فی خروجهن للعمل و تولیهن المناصب القیادیة.

ج‌. علاقة دور المرأة بوعیها بمکانتها فی المجتمع وفق متغیر الحالة الاجتماعیة

جدول رقم (١٠) مقارنة نتائج عینة الدراسة فیما یخص محور علاقة دور المرأة بوعیها بمکانتها فی المجتمع وفق متغیر الحالة الاجتماعیة

  

 

 

      بتفحص النتائج المعروضة فی جدول رقم (١٠) نلاحظ ما یلی:

احتلت النساء فی المناصب القیادیة مرکز الصدارة من حیث اتفاق أغلب أفراد العینة من حیث:

1. ذکر إنجازاتهن فی المقررات الدراسیة: غیر المتزوجات (50%)، المتزوجات و لدیهن أطفال (55%)، المتزوجات بدون أطفال (45%).

2. المکرمات فی الاحتفلات التی تنظمها المؤسسات التعلیمیة: غیر المتزوجات (60%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (58%)، المتزوجات بدون أطفال (40%).

3. وعلى غیر العادة أجمعت الطالبات المتزوجات بدون أطفال بنسبة (45%) على أن النساء فی المناصب القیادیة هن اللاتی حفظت سیرهن فی التاریخ الإسلامی المدون.

4. وقد حلت النساء فی المناصب القیادیة فی المرتبة الثانیة بعد ربات البیوت فیما یخص حفظ سیرهن فی التاریخ الإسلامی المدون بین الطالبات غیر المتزوجات (30%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (36%)، و کذلک إتفقت المتزوجات ولدیهن أطفال على أن النساء فی المناصب القیادیة هن الأکثر مساهمة فی تطویر المجتمع (40%).

5. والنتیجة الصادمة أنهن حللن فی المرتبة الأخیرة مرة من حیث مساهمتهن فی تطویر المجتمع فجاءت نسب الاتفاق کالتلی: غیر المتزوجات (23%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (21%).

اما النساء العاملات فقد احتللن المرتبة الثانیة أو المرتبة الاخیرة کما سنرى فی النتائج التالیة:

1. فیما یخص ذکر إنجازاتهن فی المقررات الدراسیة جاءت نسب الاتفاق متدنیة باستثناء بین الطالبات المتزوجات بدون أطفال: غیر المتزوجات (20%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (15%)، المتزوجات بدون أطفال (40%).

2. المکرمات فی الاحتفلات التی تنظمها المؤسسات التعلیمیة حللن فی المرتبة الثانیة فیما عدا أیضا بین الطالبات المتزوجات بدون أطفال جاءت نسب الاتفاق بینهم ضعیفة جدا: غیر المتزوجات (25%)، المتزوجات و لدیهن أطفال (36%)، المتزوجات بدون أطفال (5%).

 

3. کما حللن فی المرتبیة الاخیرة من حیث نسب الاتفاق بین جمیع فئات العینة فیما یخص حفظ سیرهن فی التاریخ الإسلامی المدون: غیر المتزوجات (17%)، المتزوجات و لدیهن أطفال (3%)، المتزوجات بدون أطفال (25%).

4. وجاءت نتائجهن أیضا متذبذبة فیما یخص مساهمتهن فی تطویر المجتمع: غیر المتزوجات (37%)، المتزوجات و لدیهن أطفال (36%)، المتزوجات بدون أطفال (10%).

        أما ربات البیوت (الزوجات و الأمهات) فقد جاءت نتائجهن کالتالی:

1. فیما یخص ذکر إنجازاتهن فی المقررات الدراسیة فقد حلت ربات البیوت فی المرتبة الثانیة من حیث نسب الاتفاق بین الطالبات غیر المتزوجات و المتزوجات و لدیهن أطفال، فی حین تصدرن المرتبة الاخیرة بین الطالبات المتزوجات بدون أطفال:  غیر المتزوجات (30%)، المتزوجات و لدیهن أطفال (30%)، المتزوجات بدون أطفال (15%).

2. المکرمات فی الاحتفلات التی تنظمها المؤسسات التعلیمیة وکما هو متوقع فقد حلت ربات البیوت فی المرتبة الأخیرة من حیث نسب الاتفاق بین الطالبات غیر المتزوجات والمتزوجات ولدیهن أطفال، فی حین تصدرن قائمة الصدارة بین الطالبات المتزوجات بدون أطفال: غیر المتزوجات (15%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (6%)، المتزوجات بدون أطفال (55%).

3. و کما هو متوقع فقد احتلت ربات البیوت مرکز الصدارة فیما یخص حفظ سیرهن فی التاریخ الإسلامی المدون، هذا ما اتفقت علیه الطالبات غیر المتزوجات والطالبات المتزوجات ولدیهن أطفال، اما المتزوجات بدون أطفال فجاءت نتائج اتفاقهن مخالفة: غیر المتزوجات (53%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (61%)، المتزوجات بدون أطفال (30%)

4. إلا أن ربات البیوت قد حصدن أعلى نسب اتفاق بین جمیع فئات العینة فیما یخص الإعتراف بأنهن الأکثر مساهمة فی تطویر المجتمع من النساء العاملات والنساء فی المناصب القیادیة فجاءت النتائج کالتالی: غیر المتزوجات (39%)، المتزوجات ولدیهن أطفال (42%)، المتزوجات بدون أطفال (50%).

ونخلص من النتائج السابقة إلى  أن متغیر الحالة الاجتماعیة هو نفس تأثیر متغیر التخصص العلمی على استجابات الطالبات، بإستثناء الطالبات المتزوجات بدون أطفال جاءت نتائجهن مختلفة.

 

 

 

 

وبناء على ذلک نجد أن ربات البیوت قد حصلن على أعلى نسب اتفاق بین أفراد العینة من حیث تخلید التاریخ الإسلامی لذکراهن، کما ا نهن حصدن أعلى نسبة اتفاق بین جمیع فئات العینة على أنهن الأکثر مساهمة فی تطویر المجتمع، إلا أن هذا لم یشفع لهن حتى تخصص لهن المقررات الدراسیة مساحة لذکر وتخلید إنجازاتهن، وکذلک اختفى الاحتفاء بإنجازاتهن فی الحفلات التی تنظمها المؤسسات التعلیمیة. وتعزز هذه النتائج ما سبق طرحه من أن إنجازات ربات البیوت غیر منظورة اجتماعیا کما أنها  غیر مقدرة.

ومما یساعد فی تفسیر النتائج بصورة أوضح ویلقى المزید من الضوء على موقف عینة الدراسیة من العلاقة بین أدوار المرأة المختلفة وعلاقتها بالتمکین الاجتماعی، نتائج السؤال الاخیر فی الاستبانة والذی کان یعرض لتوقعات عینة الدراسة لدورهن فی المستقبل، والتی مثلت فی الجدول رقم (١١).

جدول رقم (١١) مقارنة نتائج عینة الدراسة وفق توقعاتهن

 لمراکزهن فی المجتمع فی المستقبل

أجمعت الغالبیة العظمى من أفراد العینة على اختلاف تخصصاتهم العلمیة على أنهن یتوقعن أن یشغلن فی المستقبل مناصب قیادیة وجاءت النتائج کالتلی: التربیة الخاصة (61%)، التخصصات العلمیة (57%)، ریاض الأطفال والتخصصات الشرعیة والتخصصات النظریة بنسبة (50%)، الدراسات العلیا (33%).

 

أما النتائج الموزعة وفق متغیر الحالة الاجتماعیة فجاءت مفاجأة، فقد أجمعت الطالبات المتزوجات ولدیهن أطفال (42%)، و کذلک المتزوجات بدون أطفال (45%) على أنهن یتوقعن فی المستقبل أن یصبحن ربات بیوت، وفی أحسن الاحوال إذا تطورت حیاتهن المهنیة فهن یتوقعن أن یصبحن عاملات و جاءت النسب کالتالی: المتزوجات ولدیهن أطفال (30%)، المتزوجات بدون أطفال (40%). و کانت آخر توقعاتهن وبنسب ضعیفة جدا هو احتمالیة ان یشغلن مناصب قیادیة: المتزوجات و لدیهن أطفال (27%)، المتزوجات بدون أطفال (15%).

أما الطالبات غیر المتزوجات فقد أجمعن نسبة اتفاق عالیة (63%) على أنهن یتوقعن أن یشغلن فی المستقبل مناصب قیادیة، وبنسبة اقل یتوقعن أن یصبحن عاملات (23%)، وبنسبة ضیعفة جدا یتوقعن أن یکن ربات بیوت (14%).

ونخلص من النتائج السابقة إلى  أن متغیر التخصص العلمی له الأثر الأکبر فی تشکیل وعی الطالبات بقدرتهن على إحتلال المناصب القیادیة فی المجتمع، أو أن یصبحن عاملات، فی حین تضاءلت احتمالات ان یصبحن ربات بیوت.

ولکن عند أخذ عامل الحالة الاجتماعیة فی الاعتبار، نجد أن الطالبات الأمهات أو المتوقع أن یصبحن أمهات یتقبلن لعب دور ربة المنزل بکل رحابه صدر ویقدمن أدوارهن کزوجات وأمهات على آمالهن فی النمو المهنی و ارتقاء السلم الوظیفی إلى قمته. وهذا یعنی أن الزواج والأمومة، حتى لو کانت متوقعة، لهما الأثر الأکبر على مخططات الطالبات المتزوجات والأمهات المستقبلیة.

ولعل هذه النتیجة النهائیة تؤکد ما توصلت الیه مسبقا الدراسة المقارنة من أن دور المرأة المسلمة کزوجة وکأم یتصدر قائمة أولویاتها حتى لو لم تحصل على تقدیر المجتمع لمجهوداتها، أو حتى تتمتع بالحقوق التی کفلها لها الإسلام و القانون المدنیـ وحتى لو لم تتمکن من تنمیة قدراتها المختلفة وتحقیق ذاتها وتطویرها.

وتتفق نتائج الدراسة الحالة مع ما توصلت الیه عدد من الدراسات التی اشارت الى أنه على الرغم من الرصید الدینی والإنسانی الشائع ثقافیا بین مجتمع المرأة السعودیة، إلا ان المرأة السعودیة وخاصة ربات البیوت  یعانین من تدنی وضعهن الاجتماعی و الثقافی مقارنة مع الرجل السعودی، فهناک تأنیث للفقر، کما تنخفض نسبة النساء المشارکات فی مجالات العمل العام مثل السیاسة مقارنة بالرجل السعودی (رمزی 2004).

 

 

 

 کما أن التقلیل من شأن تعلیم المرأة و تربیتها على العادات و التقالید السائدة التی ترى فی أن ربة المنزل لیست فی حاجة الى الإرتقاء إلى قمة السلم التعلیمی، والتی تتطابق مع رأی جان جاک رسو فی تعلیم المرأة،  کان له بالغ الأثر فی إهمال تعلیمیها والأخذ بیدها لکی تستثمر قدراتها و تطورها بما یجعل منها فردا فاعلا ومشارکا ایجابیا فی مجالات التتنمیة الاقتصادیة والسیاسیة بمجتمعها، و قد عزز هذا النظرة السلبیة لدور ربة المنزل على انها عضو مستهلک و غیر منتج فی المجتمع (زاید، 2002).

 کما ان انشغال ربة المنزل بشئون المنزل و رعایتها لأبنائها و الصور السلبیة التی ینشرها الإعلام عن ربة المنزل قد أضعف ثقة ربة المنزل فی قدراتها وفی نظرتها لمکانتها فی المجتمع (العصفور، 2007). وهذا ما ظهر جلیا فی نتائج الدراسة المیدانیة.

 وعلى الضفة الأخرى من النهر، نجد دراسة البهو (2009) التی أثبتت أن المرأة السعودیة قد نجحت فی إقتحام مجال العمل الإجتماعی عن طریق مشارکتها الفاعلة فی الجمعیات الخیرة، وکسیدات أعمال، کما بزغ نجم العدید من النساء السعودیات اللائی شغلن مناصب قیادة، وکانت هذه النماذج المضیئة حافزا للمرأة السعودیة على إختلاف مستویاتها الاجتماعیة لتدعیم ثقتها فی نفسها وفی قدرتها على المشارکة بفاعلیة فی تنمیة مجتمعها (البهو، 2009). و هذا ما ظهر کذلک من خلال نتائج الدراسة.

وعلیه نخلص الى أن نتائج الدراسة الحالة تعزز ما توصل الیه حسن مصطفى حسن (2015) فی دراسته التی تحمل عنوان "استشراف مستقبل التمکین الإجتماعی و الاقتصادی و السیاسی للمرأة السعودیة" من انه من "المتوقع تصاعد مستقبل التمکین الإجتماعی للمرأة السعودیة خلال العشرین سنة القادمة (2015-2035)" (ص. 52)

 وختاما یمکننا إجمال القول بأن نتائج الدراسة المیدانیة تتفق کذلک مع ما خلصت الیه الدراسة المقارنة من أن حالة الفصام الفکرى التی أصابت نظم التعلیم الإسلامیة  نتیجة فصل العلوم الانسانیة عن العلوم الدینیة، قد أدت إلى تفکک البناء الفکری والمعرفی لدى المرأة، ونلحظ هذا التفکک جلیا فی موقف الطالبات المشارکات فی  الدراسة من وضع ومکانة ربة المنزل فی مقابل وضع ومکانة المرأة العاملة أو المرأة فی

 

 المناصب القیادیة، فعلى الرغم من إدراک الطالبات للمکانة والمنزلة الجلیلة التی أنزلها الإسلام للمرأة کزوجة وکأم، إلا أن تصوراتهن عن وضع ومکانة المرأة فی المجتمع المعاصر مقارنة بالمرأة العاملة والمرأة فی المناصب القیادیة أشبه بلوحة بألوان زاهیة مرکزها المرأة فی المناصب القیادیة ومن خلفها المرأة العاملة ثم على الهامش وبألوان باهتة رسمت ربة المنزل. وهذا یعکس الصراع الذی یعتمل داخل هؤلاء الطالبات حیث یرغبن فی تقدیر المجتمع لهن، والحصول على الحقوق والامتیازات التی یمنحها المجتمع للمرأة العاملة والمرأة فی المناصب القیادیة، وفی ذات الوقت مازالت القیم الإسلامیة راسخة فی نفوسهن، فهن یدرکن أهمیة و محوریة دور المرأة کزوجة و کأم حتى لو أنکر فضلها وهمشها المجتمع.

کما تشیر النتائج الخاصة بمتغیر التخصص العلمی إلى  أن منظومة التعلیم الحالیة بجمیع مراحلها نتیجة انغماسها فی تقدیم العلوم الإنسانیة تغافلت عن التعاطی مع أهم القضایا العقائدیة الخاصة بتمکین المرأة التمکین المرتکز على قیمة المرأة کما ورد فی القرآن والسنة النبویة، مما تسبب فی إحداث حالة فصام وتذبدب ظهر جلیا فی نتائج الدراسة المیدانیة.

وعلیه تؤکد الدراسة على أهمیة إعادة صیاغة منظومة التعلیم بحیث تتمکن الطالبات فی جمیع مراحل الدراسة من فحص جمیع المصطلاحات المتداولة أکادیما ومجتمعیا فحصا نقدیا یمکنهن من إعادة توجیه هذه المصطلحات و تحریرها من الهیمنة الغربیة؛ حتى یتمکن من تمثلها فی حیاتهن العملیة والشخصیة، وصولا الى ترجمة هذه المصطلحات الترجمة الأمثل فی سیاسات تتفق مع المعتقدات والقیم الإسلامیة.

 

 

 

 

 

 

    توصیات الدراسة:

1-       تطویر منظومة التعلیم بحیث تستهدف تغییر الموروثات العقیمة التی تدعو الى عزل المرأة و تهمیش دورها فی تنمیة و تطویر مجتمعها.

2-       تدعیم المقررات الدراسیة فی مختلف مراحل التعلیم بنماذج تاریخیة و معاصرة لنساء ساهمن فی تطویر مجتمهعاتهن.

3-       توظیف العملیة التعلیمیة لإحداث نقلة فی الوعی تجاه أهمیة الأدوار التی تقوم بها المرأة وبخاصة ربة المنزل (الزوجة و الأم) فی تطویر و تنمیة مجتمعها.

4-       فتح باب النقاش والحوار فی جمیع المؤسسات التعلیمیة حول مصطلح تمکین المرأة لتنقیته من الأفکار الدخیلة والمتناقضة مع الشریعة الإسلامیة السلیمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع العربیة

الإیجی،  عضد الدین.  (د. ت).  المواقف.  القاهرة:  مکتبة المتنبی. 

البخاری،  محمد بن إسماعیل. (1422 ھ).  صحیح البخاری.  بیروت:  دار ابن کثیر.

بدران، عبد الله. (1998). الصحابیة المجیرة. مجلة الوعی الإسلامی-وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامیة- الکویت،  35(39)،  28.

ابن حزم،  على بن أحمد بن سعید.  (د.ت).  المحلى بالآثار.  القاهرة:  دار الفکر

Retrieved from: http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=17&id=1845

ابن تیمیة، تقی الدین أبو العباس أحمد بن عبد الحلیم.  (1417ھ).   درء تعارض العقل و النقل أو موافقة صحیح المنقول لصریح العقول.  تحقیق عبد اللطیف عبد الرحمن.  بیروت: دار الکتب العلمیة.

ابن سورة، ابی عیسى محمد بن عیسى.  (د.ت).  الجامع الصحیح: سنن الترمذی.  حلب: مطبعة مصطفى البابی الحلبی و أولاده.

ابن قیم الجوزیة، محمد بن ابی بکر.  (1393ھ).  مدارج السالکین بین منازل إیاک نعبد وإیاک نستعین  (ط.2).  تحقیق:  محمد حامد الفقی.  بیروت:  دار الکتاب العربی.

ابن قیم الجوزیة، محمد بن أبی بکر.  (1415ھ).   زاد المعاد فی هدی خیر العباد         (ج. 2، ط.27).  بیروت: مؤسسة الرسالة.

ابن نبی، مالک.  (1979).  المسلم فی عالم الاقتصاد.  دمشق:  إصدار ندوة مالک بن نبی- دار الفکر.

ابن نبی، مالک.  (1981).  وجهة العالم الإسلامی.  ترجمة عبد الصبور شاهین.  دمشق: دار الفکر.

البهو، محمد میشیل. (2009). الدیمقراطیة و العلمانیة فی الخلیج و الجزیرة العربیة، الکویت: الحوار المتمدن.

بیدس، هالة حسنی؛ العلیمات، فاطمة محمد.  (2013).  خطاب المرأة اللغوی فی القرآن الکریم.  دراسات:  العلوم الإنسانیة و الإجتماعیة،  40 (2)،  217- 238.

 

 

دی بوفوار، سیمون.  (1964).  الجنس الآخر (ط.2).  بیروت:  منشورات المکتبة الأهلیة.

دیورانت، ول. ( د.ت).  قصة الحضارة: عصر الإیمان  (مجلد. 4).  ترجمة: محمد بدران. القاهرة:  دار الثقافة فی جامعة الدول العربیة.

جامبل، سارة. (2002). النسویة وما بعد النسویة:  دراسات ومعجم نقدی (ط.1).  ترجمة أحمد الشامی.  القاهرة:  المجلس الأعلى للثقافة.

حسن، حسن مصطفى. (2015). استشراف مستقبل التمکین الاجتماعی و الاقتصادی والسیاسی للمرأة السعودیة، مجلة الخدمة الاجتماعیة،  54، 15-60.

خلیل، عماد الدین.  (2008).  المرأة و الاسرة المسلمة من منظور غربی.  جدة : دار التفسیر للنشر و التوزیع.  

رمزی، ناهد. (2004). المرأة و الإعلام فی عالم متغیر، القاهرة: الدار المصریة اللبنانیة.

زاید، أحمد و آخرون (2002). المرأة و قضایا المجتمع، القاهرة: مطبعة العمرانیة.

زمرد، فریدة. (2008). التصور القرآنی للتنمیة ودور المرأة.  ملتقى دور المرأة        العربی فی التنمیة المستدامة مصر: المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة،  77- 93.

سالم، توفیق مجاهد. (2010). النسویة والعولمة: من الآثام الأولى للبرجوازیة إلى  النهایات غیر السعیدة فی العولمة.  مجلة النوع الإجتماعی و التنمیة،  4،  81-  113.

السعدی، عبد الرحمن بن ناصر. (1422ھ). تیسیر الکریم فی تفسیر کلام المنان  (ج.1). الریاض:  دار السلام.

السنجاری، المعروف بابن الأکفانی أبو عبد الله شمس الدین. (1998). إرشاد القاصد إلى  أسنى المقاصد.  تحقیق: محمود فاخوری و من معه.  لبنان:  مکتبة لبنان.

الشواشی، سلیمان. (2010). التکامل المعرفی فی الثقافة الإسلامیة.  المؤتمر العلمی الدولی- التکامل المعرفی و دوره فی تمکین التعلیم الجامعی من الإسهام فی جهود النهوض الحضاری فی العالم الإسلامی.  الجزائر:  المعهد العالمی للفکر الإسلامی،  629 – 653.

عاشور، محمد الفاضل. (1982). ومضات فکر. تونس:  الدار العربیة للکتاب.

عبد الملک، أنور. (1978). تغییر العالم.  القاهرة:  سلسلة عالم المعرفة ( العدد 95).

عبد الملک، أنور. (1983). ریح الشرق.  القاهرة:  دار المستقبل العربی.

العدوانی، عبد الوهاب محمد على العدوانی. (1992).  ألفاظ النصر و التمکین فی القرآن الکریم:  دراسة دلالیة،   أداب الرافدین (العراق)، (23)،  131 – 172.

العریفی،  سعود بن عبد العزیز. (2011). مدخل إلى  منهج التاصیل العقدی.  مرکز التاصیل للدراسات و البحوث.

Available in: http://taseel.com/display/pub/default.aspx?id=823&mot=1. Retrieved in: Friday, April 10, 2015

العسقلانی، احمد بن على بن حجر ابو الفضل. (د.ت). الإصابة فی تمییز الصحابة. بیروت:  دار الجیل.

العصفور، صبا کاظم. (2007). واقع مشارکة المرأة البحرینیة فی الحکم المحلی. البحرین: جمعیة البحرین النسائیة.

على،  ساجدة عبد الأمیر. (2011). المنظور الإسلامی التکاملی لدور المرأة المسلمة فی التنمیة الإداریة.  منتدى دور المرأة العربیة فی التنمیة الإداریة،  سلطنة عمان:  المنظمة العربیة للتنمیة الإداریة، 37- 56.

عمارة،  محمد. (2004). معرکة المصطلحات بین الغرب و الإسلام.  القاهرة:  نهضة مصر للطباعة و النشر و التوزیع.

شحاته, سید حسن. (2009). المرجع فی مناهج البحوث التربویة والنفسیة.مکتبة الدار العربیة للکتاب، مصر، ط1، ص187

فض الله، مریم نور الدین. (2002). المرأة فی ظل الإسلام. بیروت: دار الزهراء للطباعة والنشر.

قوت، ریان. (2004). النسویة و المواطنة. ترجمة: أیمن بکر& سمر الشیشکلی. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة.

 

 

الضبیب، أحمد بن محمد. (2004). صراع اللغات فی عصر العولمة. مجلة مجمع اللغة العربیة بالقاهرة،  (107)، 3- 17.

الطبری، أبی جعفر محمد بن جریر. (1420ھ). جامع البیان فی تأویل اقرآن. تحقیق احمد شاکر.  الریاض: مؤسسة الرسالة.

المبارکفوری، محمد أسلم. (2013). المرأة فی الإسلام.  صوت الأمة- الهند، 45 (2)، 22-26.

محمد،  کامیلیا حلمی. (2012).  مفهوم مصطلح تمکین المرأة

 (Women Empowerment) فی منشأه. ورقة عمل مقدمة فی ورشة عمل دور المرأة فی العمل الخیرى و التطوعی (15- 18 سبتمبر)، الکویت.

محمد، کامیلیا حلمی. (2014). أهم المصطلحات الواردة فی أبرز الاتفاقیات والمواثیق الدولیة للمرأة و الطفل و خطورتها على الأسرة. المؤتمر العلمی الدولی "الاسرة المسلمة فی ظل التغیرات المعاصرة، عمان:  الجامعة الأردینة.

المودودی، أبو الأعلى. ( 1964).  الحجاب ( ط. 2).  دمشق:  دار الفکر.

موسى، نجاة. (2011). مکانة المرأة فی الإسلام و موقفه من قضایاها المعاصرة،  حولیة مرکز البحوث و الدراسات الإسلامیة (کلیة دار العلوم-جامعة القاهرة)، 7 (24)،  493-558.

موریس، بام. (2002).  الأدب و النسویة. ترجمة: سهام عبد السلام. القاهرة:  المجلس الأعلى للثقافة.

النسفی، عبد الله بن أحمد بن محمود. (د. ت).   تفسیر النسفی: مدار التنزیل وحقائق التأویل. القاهرة.

النیسابوری، مسلم بن الحجاج. (676 ھ). صحیح مسلم، تحقیق محمد فؤاد عبد الباقی. بیروت:  دار إحیاء التراث العربی.

واتکنر، سوزان ألس. (2005). أقدم لک الحرکة النسویة. ترجمة: جمال الجزیری. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة. 

 

     المراجع الأجنبیة

Huntington,  S. P. (1996).  The clash of civilizations and the remaking of world order. New York:  Touchstone.

Said, E. W. (1993). Culture and Imperialism.  New York:  Vintage Books

Amir, A. A., Shuriye, A. O., & Ismail, A. F. (2012). Muhammad Abduh's contributions to Modernity. Asian Journal of Managment Sciences and Education, 1(1), 163-175.

Owusu-Gyamfi, C. (2016). Who Won the Debate in Women Education? Rousseau or Wollstonecraft? Journal of Education and Practice, 7 (6), 191-193

Rousseau, J.-J. (2013). Emile. Mineola, NY: Dover Publications. Google Books.

Talbani, A. (1996). Pedagogy, Power, and Discourse: Transformation of Islamic Education. Comparative Education Review, 40 ,66-82 (1) .

Turam, B. (2004). The politics of engagement between Islam and the secular state: ambivalences of ‘civil society’. The British Journal of Sociology, 55 (2), 259-281.

Wojiniak, J. (2018). George Z. F. Bereday (Zygmunt Fijałkowski) and his comparative method in educational research. SHS Web of Conferences, 48.

Wollstonecraft, M. (1792). A Vindication of the Rights of Woman with Strictures on Political and Moral Subjects. London: J. Johnson.

 

 

Article View: 1,310

PDF Download: 641