دَرجَةُ تَوفُّرِ مُتطلِّباتِ تَطبيقِ مَبادئِ الحَوْکَمَةِ في مدارسِ محافظة بيشة وعَلاقَتُها بِمُسْتَوى الأداءِ المَدْرَسي

          کلیة التربیة

 کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

المجلة التربویة لتعلیم الکبار– کلیة التربیة – جامعة أسیوط

      ======= 

دَرجَةُ تَوفُّرِ مُتطلِّباتِ تَطبیقِ مَبادئِ الحَوْکَمَةِ فی مدارسِ  محافظة بیشة وعَلاقَتُها بِمُسْتَوى الأداءِ المَدْرَسی

إعــــــــــداد

الطالبةِ / مطرة رجاء ماضی الشهرانی

إشــــراف

د/ خدیجة مقبول الزهرانی

أستاذُ الإدارةِ والتَّخطیطِ التَّربویِّ المشارک فی جامعة الباحة- کلیة التربیة

}     المجلد الثانى – العدد الأول –  ینایر 2020م {

Adult_EducationAUN@aun.edu.eg

المُستخلص

هَدفتِ الدِّراسَة إلى الکشف عن درجة توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة وعلاقتها بمستوى الأداء فی مدارس بیشة من وجهة نظر القائدات والمعلمات، ولتحقیق أهداف الدِّراسَة استخدمت الباحثة المنهج الوصفی الارتباطی، وتکون مجتمع الدِّراسَة من جمیع قائدات ومعلمات التعلیم العام بمحافظة بیشة البالغ عددهن (80) قائدة، و(2059) معلمة،  وطبقت الدِّراسَة على عینة طبقیة عشوائیة مکونة من (64) قائدة، و(344) معلمة، وتمثلت أداة جمع المعلومات فی استبانة اشتملت على (38) فقرةً موزعةً على محورین، وهما محور درجة توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة بـ (18) عبارة موزعة على ثلاثة مجالات (المتطلبات التنظیمیة، المتطلبات البشریة، المتطلبات المالیة)، ومحور مستوى الأداء فی مدارس بیشة بـ (20) عبارة، وأظهرت الدِّراسَة النتائج التالیة جاءت درجة توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة فی مدارس بیشة بدرجة متوسطة فی جمیع المجالات، وجاءت ترتبیها کالتالی (المتطلبات التنظیمیة، المتطلبات البشریة، المتطلبات المالیة)، وجاء مستوى الأداء فی مدارس بیشة متوسطاً، وظهرت فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات استجابات أفراد عیِّنة الدِّراسَة لدرجة توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة فی مدارس بیشة تعزى لمتغیر المسمى الوظیفی، ولم تظهر فروق تعزى لمتغیر (المؤهل العلمی، سنوات الخبرة، المرحلة التعلیمیة)، فیما ظهرت فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات استجابات أفراد عینة الدِّراسَة لمستوى الأداء فی مدارس بیشة تعزى لمتغیر المسمى الوظیفی،  ولم تظهر فروق تعزى لمتغیر (المؤهل العلمی، سنوات الخبرة، المرحلة التعلیمیة)، کما أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلالة إحصائیة بین درجة توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة، ومستوى الأداء فی مدارس بیشة.  وأوصت الدِّراسَة إلى ضرورة تعاون المختصین عن العملیة التعلیمیة بتذلیل العقبات التی تحول دون تطبیق مبادئ الحوکمة فی مدارس التعلیم العام ببیشة.

الکلمات المفتاحیة: تطبیق مبادئ الحوکمة، مستوى الأداء، ، قائدات المدارس، المعلمات، مدارس التعلیم العام.

Abstract

     The study aimed at revealing the availability degree of applying of governance principles requirements in Bisha schools and its relation to the level of school performance from the of the leaders and teachers' point of view. To achieve the objectives of the study, the researcher used the descriptive approach. The study community consisted of all the leaders and teachers of public education in Bisha Governorate, it consisted of (80) leaders, (2059) teachers, the study was applied on a random sample of a group consisted of (64) leaders, and (344) teachers. Data collection tool was acted in a questionnaire that included (38) phrases divided into two axes, the requirements of applying the principles of governance which are(18)statements distributed in three areas (organizational requirements, human requirements, financial requirements),the level of performance in Bisha schools(20) statements.

  The results showed that the requirements for applying the principles of governance in Bisha schools were moderate in all fields, they were arranged as follows (organizational requirements, human requirements, financial requirements), the performance level in Bisha schools was moderate, the results showed a statistically significant difference between the average responses of the sample members to the degree of availability of the requirements of applying the principles of governance in Bisha schools due to the variable of the job title. There aren't statistically significant differences due to the variables(scientific qualification, years of experience, educational stage). The results showed a statistically significant difference between the average responses of the sample of the study in the level of performance in the Bisha schools due to the variable of the job title. There were no statistically significant differences due to the variable (qualification, years of experience, educational stage), there is a positive correlation between the degree of availability of the requirements of applying the principles of governance, and the level of performance in Bisha schools.

  The study recommended the need for specialists to cooperate in the educational process by overcoming obstacles to the implementation of the principles of governance in public education schools in Bbisha.

Keywords: Implementation of governance principles, performance level, school leaders, teachers, public education schools.

مُقدِّمة

یشهدُ العصرُ الحالی العدیدُ من التحولاتِ والتغیراتِ المتسارعةِ على جمیع الأصعدةِ نتیجة للتقدمِ التکنولوجی والعلمی الغیرِ المسبوقِ، وهو ما ألزم النظمَ الإداریةَ على ضرورةِ السعی لمواکبة تلک التحولاتِ والتغیراتِ. 

والنظمُ التعلیمیة لیست بمعزلٍ عن تلک التغیراتِ والتحدیاتِ، مما یفرض علیها إعادة البناءِ على أسسٍ سلیمةٍ وواضحةٍ، حتى تکون  قادرة على مواجهة هذه التحدیات، وتصبح أکثر تطوراً ومرونة وانفتاحاً، وقدرة على مواجهة مشکلاتها (المفیز، 2014، 229).  

وفی ظل هذه التحدیاتِ والمتغیراتِ، یتطلب حدوث عملیة تحول فی أسالیبِ قیادةِ المؤسساتِ التعلیمیةِ، تحول من الأسالیبِ التقلیدیةِ إلى الأسالیب الحدیثةِ ، ومن أحدثِ هذه الأسالیب أسلوب الحوکمةِ، الذی یسعى لتحقیق الشفافیةِ، والنزاهةِ، والرقابةِ، والعدالةِ، والمشارکةِ فی صنع القراراتِ (الزطمة، 2016، 4).

وتشیرُ الحوکمةِ إلى مجموعةٍ من القواعد والإجراءات القائمة على النزاهة ، والشفافیة ، والمساءلة، والمحاسبة، ومکافحة الفساد ، وتحقیق العدالة ، دون تمییز، وتطبیق القانون على الجمیع، مع توفر رقابة فاعلة داخلیةٍ وخارجیةٍ (أبو النصر,2015 ,45).

والوصولُ إلى تطبیقِ الحوکمةِ بفاعلیةٍ،  یتطلبُ مجموعةٍ من المعاییرِ والشروطِ والعناصرِ والاحتیاجاتِ، والتی یمکن أن یطلق علیها متطلباتٍ أساسیةٍ، ینبغی توافرها لتحقیق الأهدافِ المنشودةِ (عیسان والخروصی، 2016، 48).

ویتوقفُ تطبیق الحوکمةِ فی المدارسِ على توفیرِ المتطلباتِ الأساسیة لإصلاح التعلیمِ فیها، وذلک فی إطار معالجة أی قصور فی أدائها، وتعزیز نجاحاتها، بما یفضی إلى تحقیقِ الأهدافِ التربویةِ والتعلیمیةِ المخططةِ، وتجوید التعلیمِ والمخرجاتِ التعلیمیة، وذلک من خلال تعزیز دور الإدارةِ المدرسیة، والمعلمین، وأولیاء الأمور، والمجتمع المحلی، وضمان استثمار الوقتِ، وعدم ضیاعه (قروانی، 2016، 120).

وأن تکونَ المؤسساتِ التعلیمیةِ أکثرُ شفافیةً فی نظام التقییمِ، والوصول إلى المعلوماتِ الدقیقةِ، والمخصصات المالیة وأن تعطی مزیداً من الدعمِ والتدریبِ الوظیفی، ومکافأة الأفکارِ الجدیدةِ والإبداعِ والابتکار(ربابعة والشرمان، 2017، 470).

وکذلک عُقِدت بعضُ المؤتمراتِ، مثل  المؤتمرِ الدولی للحوکمةِ فی مؤسساتِ التعلیمِ العالی، الذی عقد فی الأردنِ فی الفترة من 11-13 مارس 2017 والذی أکَّد على ضرورةِ تطبیقِ الحوکمةِ فی المؤسساتِ التعلیمیةِ، لمواجهة التحدیاتِ والصعوباتِ التی یتعرض لها قطاع التعلیمِ والبحثِ العلمی فی الوطنِ العربی.

ویُعد الأداءِ أحد أهم محاور العملِ المهنی فی المؤسساتِ المختلفةِ، وفی ظل عالمٍ یسوده التغییرِ المتسارعِ، والمنافسةِ الشدیدةِ لن تستطیع المؤسسةِ الدخولِ للمنافسةِ إلا إذا کان الأداءُ العالی أحد أهم خصائصُها، وهذا الأداءُ ینبع من حصیلةِ أداءِ الأفرادِ فی المؤسسةِ          (النویقة، 2011، 325).

وإذا کانت عملیةُ تقییم الأداءِ فی المؤسساتِ المختلفةِ ضرورةٍ لازمةٍ، باعتبار ذلک أحد الأسالیبٍ الفنیة لقیاس کفاءةِ وفاعلیِة تلک المنظماتِ، فإن خصوصیةَ المؤسساتِ التعلیمیةِ، وفلسفتُها الرامیةِ إلى تقدیمِ مُتعلِّم منتج للمعرفة منافساً عالمیاً،  تَستوجبُ الاهتمامِ بتطویرِ وتحسینِ الأداءِ بهذه المؤسساتِ، لتلبی تطلعات المجتمعِ فی تعلیم أبنائهِ وإکسابهم المهاراتِ اللازمةِ للتکیف مع المستقبلِ (الدیب، 2011، 49).

وقدرةُ المؤسسات التعلیمیة على تحقیق أهدافها،  یتوقف إلى حدٍ کبیرٍ على نجاح  قیادة هذه المؤسسات، فی تطویر وتحسین مستوى الأداء بها، حیث تعمل على استنهاض طاقة أفرادها، وتأهیلها، وتحسین بیئة المؤسسات الداخلیة، التی تعتبر کقوة یمکنها تحریک واستثارة الطاقات الکامنة  للأفراد لتحقیق أعلى درجة من بذل الجهود، لتضمن أداءً راقیاً یُحقق أهدافُها (بشیر، 2015، 1).

ولأهمیة توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمةِ، ومستوى الأداء فی المؤسسات التعلیمیةِ فقد أکدت رؤیة 2030 فی المملکةِ العربیةِ السعودیةِ على ضرورةِ رفع کفاءةِ، وفاعلیةِ، وسرعةِ اتخاذ القرارِ فی وزارةِ التعلیمِ، حتى تکونَ أکثرَ مرونةً فی مواکبةِ متطلباتِ الرؤیةِ الوطنیةِ، وتحقیقِ أولویاتها، مما سیُحقق حوکمة فاعلة للأداءِ التعلیمی، وضمانِ استمراریةِ العملِ التنفیذی على مستوى الوزارةِ، ومراجعةِ الهیاکلِ، والإجراءات، وتوزیع المهماتِ، والمسئولیاتِ، والصلاحیاتِ وتطویرها، بما یضمن الفصلِ الواضحِ بین عملیةِ اتخاذِ القرارِ وتنفیذه، ومراقبةِ التنفیذِ، واستحداثِ وحدات مُمکّنةٍ، لمراقبةِ التنفیذِ، ومتابعة الأداءِ، وفق أفضلِ الممارساتِ العالمیةِ المتبعةِ، ودعمها بما تتطلبه من إمکاناتٍ مادیةٍ، وبشریةٍ، ونظامیةٍ، وصولاً إلى أداءٍ أکثر مرونةٍ وفاعلیةٍ.

https://vision 2030 .gov.sa/download/file/fid/422

ومما سبقَ یتبینُ حاجةُ المدارسِ إلى توفرِ متطلباتِ تطبیقِ مبادئِ الحوکمةِ، الأمرُ الذی یسهم فی رفعِ کفاءةِ الأداءِ وتجوید المنتجِ التعلیمی. لذا جاءت هذه الدِّراسَة کمحاولةٍ للکشفِ عن درجةِ توفرِ متطلباتِ تطبیقِ مبادئِ الحوکمةِ بمدارسِ بیشة وعَلاقَتُها بمستوى الأداءِ

مُشکِلةُ الدِّراسَة وأسئلتها: 

   تسعى المؤسساتُ التعلیمیةُ إلى تطبیق مبادئ الحوکمةِ، وجَعلُها مکوناً رئیسیاً فی کافةِ عناصِرها، بهدفِ التحسینِ والتجویدِ فی مخرجاتِ هذه المؤسساتِ، وفق الحاجاتِ الوطنیةِ والإقلیمیةِ والعالمیةِ (عبد الجمل، 2018، 130).

وعلى الرغمِ من توجهِ المؤسساتِ التعلیمیةِ نحو تحقیقِ الجودةِ والتمیزِ فی أدائها، إلا أن محاولاتَ التطویر ِلم تحقق النجاحِ المتوقع منها، نتیجةٍ لغیاب الفهمِ التامِ بمفاهیمِ الحوکمةِ المؤسسیةِ، والمداخلِ الإصلاحیةِ، والرؤى الاستراتیجیةِ لعملیاتِ التطویرِ والتحسینِ المستمرِ لدى بعض قیاداتِ المؤسساتِ التربویةِ (ضحاوی، 2011، 44).

وتُعانی المؤسساتِ التعلیمیةِ من أزمةٍ حقیقةٍ، تتمثلُ فی الفجوةِ بین الرؤیةِ والواقعِ الملموسِ، بسبب التعارضِ بین متطلباتِ القیادةِ العلیا والقیادةِ التنفیذیةِ فی عملیةِ صنع واتخاذِ القراراتِ التی تتعلق بالعملِ المدرسی، وغیابِ الشفافیةِ والوضوح والمساءلةِ والمراقبة لمیزانیة هذه المؤسساتِ التعلیمیةِ، ومعرفة أوجه الأنفاق فیها، وعدم السماحِ بإعادةِ توجیهها، بما یخدمُ صالح المؤسسةِ، ومجتمعها المحلی (عطوة، 2012، 455). 

وفی ضوءِ المتغیراتِ المتسارعة تحتاجُ المؤسساتِ التعلیمیةِ إلى عملیةِ إعادة تنظیمٍ، یتم من خلالها التغلب على النقاطِ السلبیةِ، ومعالجةِ المشاکلِ التی تبدأ بضعفِ الأداءِ، وغموضِ الإجراءاتِ الإداریةِ، وانتهاءً بتدنی مستوى المخرجات وعدم تحقیق توقعات المجتمع، کما أن واقع أداء إدارات المؤسسات التعلیمیة المختلفة، وافتقارها إلى الوضوح، وانتشار ثقافة السریةوالتکتم فی العمل الإداری، بالإضافة إلى ضعف وسائل الاتصال بینها وبین المجتمع، کّون رغبة فی الکشف عن مدى کفاءة وفعالیة هذه المؤسسات(المفیز، 2014، 230).

وقد تناولت بعض الدراسات متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة کدراسة الزطمة (2016) التی أکدت على أن درجةَ توفر متطلبات تطبیق الحوکمةِ فی الإدارةِ المدرسیةِ جاءت منخفضة، ودراسة الشمری (2018) التی أکدت على أن الواقعَ الفعلی فی تطبیقِ مبادئ الحوکمةِ فی المؤسساتِ التعلیمیةِ لا یلبی المأمول، ولم یصل بعد إلى الحدِ الأدنى الذی یضمن تحقیق قیم المساواةِ، والنزاهةِ، والشفافیةِ، والمساءلةِ، باعتبارها مکوناً أساسیاً للإدارةِ المأمولةِ.

أما فیما یتعلق بمستوى الأداءِ فقد تناولتها بعض الدراساتِ کدراسة الثبیتی (2012) التی أکدت على أن مستوى أداءِ مدیری المدارسِ المتوسطةِ والثانویةِ فی محافظةِ الطائفِ کان متوسطاً، ودراسة العجمی (2018) التی أکدت على انخفاضِ مستوى الأداء لدى مدیری المدارسِ الثانویةِ ودون المستوى المأمولِ فی تطبیقِ التخطیطِ الاستراتیجی.

ومن خلال عمل الباحثة فی مجال التعلیم، فقد لاحظت عدم اقتناع، البعض من قیادات إدارة التعلیم وقائداتِ المدارسِ بدواعی تطبیقِ الحوکمةِ، وعدم وضوح أهمیةِ الحوکمةِ وفوائدها لدى بعضهن، وعدم مشارکة قائدات المدارس فی بعض القرارات التی تخص مدارسهن، وضعف مهاراتِ بعض قائداتِ المدارسِ والمعلماتِ، وعجزهن عن تحملِ المسئولیةِ، وإتباع قائداتِ المدارسِ لأسالیب قیادیة لا تصلح لقیادةِ المدرسةِ فی الوقتِ الراهن، وغموض ثقافةِ مفهومِ الحوکمةِ لدى غالبیةِ أعضاءِ المجتمعِ المدرسی، وکثرةِ الأعباءِ الإداریةِ على المعلماتِ، مما یقلل من قدرتهن على تطویر أدائهن.

وعلى ضوء ما سبق فقد تمثلت مشکلة الدِّراسَة فی الکشفِ عن درجةِ توفرِ متطلباتِ تطبیقِ مبادئ الحوکمةِ بمدارس بیشة وعَلاقَتُها بمستوى الأداءِ؛ ولذا تسعى الدِّراسَة للإجابةِ عن الأسئلةِ الآتیة:

1-              ما درجةُ توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمةِ فی مدارس بیشة من وجهة نظر  القائدات والمعلمات ؟   

2-              هل توجدُ فروقاً ذاتَ دلالةً إحصائیةً عند مستوى دلالة (0.05≥ α) بین متوسطات استجابات تقدیر أفراد عیّنة الدِّراسَة لدرجة توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة فی مدارس بیشة تعزى لمتغیرات             (المسمى الوظیفی، المؤهل العلمی، سنوات الخبرة ، المرحلة التعلیمیة)؟

3-              ما مستوى الأداء فی مدارس  بیشة من وجهة نظر القائدات والمعلمات ؟

4-              هل توجدُ فروقاً ذاتَ دلالةً إحصائیةً عند مستوى دلالة (0.05≥ α) بین متوسطات استجابات تقدیر  أفراد عیّنة الدِّراسَة لمستوى الأداء هل توجدُ فروقاً ذاتَ دلالةً إحصائیةً عند مستوى دلالة (0.05≥ α) بین متوسطات استجابات تقدیر أفراد عیّنة الدِّراسَة فی مدارس بیشة تُعزى لمتغیرات                  (المسمى الوظیفی، المؤهل العلمی،  سنوات الخبرة،  المرحلة التعلیمیة)؟

5-              هل توجدُ علاقة ارتباطیة ذاتَ دلالةً إحصائیةً بین درجة توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة ومستوى الأداء فی مدارس بیشة من وجهة  نظر القائدات والمعلماتِ؟

أهدافُ الدِّراسَة:

     هدفتْ الدِّراسَةُ الحالیةُ إلى التعرفِ على درجةِ توفرِ متطلباتِ تطبیقِ مبادئ الحوکمةِ فی مدارسِ بیشةِ، وتحدیدِ مستوى الأداءِ فی مدارسِ بیشةِ من وجهةِ نظرِ القائداتِ والمعلماتِ، والکشفِ عن ما إذا کان هناک فروقاً ذاتَ دلالةً إحصائیةً بین متوسطاتِ استجاباتِ أفرادِ عینةِ الدِّراسَة حول درجة توفر متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة، ومستوى الأداء فی مدارس بیشة تعزى لمتغیرات (المسمى الوظیفی، المؤهل العلمی، سنوات الخبرة، المرحلة التعلیمیة)، ومعرفة ما إذا کان هناک علاقة ارتباطیة بین درجة توفر متطلبات تطبیقِ مبادئ الحوکمةِ، ومستوى الأداءِ فی مدارسِ بیشةِ من وجهةِ نظر القائداتِ والمعلماتِ.

أهمیة الدِّراسَة:

تتمثل أهمیة الدارسة الحالیة فی جانبین:

أولاً: الأهمیة النظریة: تنبع أهمیة الدِّراسَة من أهمیة الموضوع الذی تناولته حیث تتناول متغیرین على درجة من الأهمیة فی الفکر الإداری المعاصر وهما مبادئ الحوکمةِ، ومستوى الأداءِ، وهما من المتغیراتِ التی تسهم فی الارتقاءِ بالمؤسساتِ التعلیمیةِ، وفی تحقیق أهدافها بإتقانٍ، ونُدرةِ الأبحاثِ والدراساتِ- على حد علمِ الباحثةِ- التی تجمع المتغیرینِ وخاصَّة فی مدارسِ التعلیمِ العامِ فی المملکةِ العربیةِ السعودیةِ.

ثانیاً: الأهمیَّة العلمیَّة: من المؤمَّلِ أن تساعدَ نتائجَ الدِّراسَةِ المسئولین فی إدارةِ التعلیمِ بمحافظةِ بیشةِ عن الواقعِ الفعلی لتوفر متطلباتِ مبادئِ الحوکمةِ، ولمستوى الأداءِ مما یسهم فی وضعِ الخططِ المستقبلیةِ لتطویرِ وتحسینِ الأداءِ، وأن یتعرف المختصون فی وزارةِ التعلیمِ على متطلباتِ تطبیقِ مبادئِ الحوکمةِ للعملِ على توفرها،  والقائمون على مراکزِ التدریبِ إلى الاهتمام بإکسابِ قائداتِ المدارسِ والمعلماتِ کیفیة تطبیق الحوکمةِ، وتطویر مستوى الأداءِ فی مدارسهِن.

مُصطَلحاتُ الدِّراسَة :

تم التطرق لتعریفات بعض المصطلحات الواردة فی الدِّراسَة کالآتی:

 مُتطلباتُ تطبیقُ مَبادئ الحوکمة:

  تُعرفُ الباحثة متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة إجرائیًّا بأنها:  مجموعةُ الإجراءاتِ التی تخصُّ الناحیة التنظیمیة والبشریة والمادیة اللازم توافرها فی مدارس التعلیم العام ، وتُسهمُ فی تطبیق مبادئ الحوکمة، وتُقاس بالدرجة الکلیة التی تَحصل علیها المستجیبات على فقرات الاستبانة المعدَّة لذلک من          قِبَل الباحثةِ. 

مُستوى الأداء المدرسی:

      تُعرفُ الباحثةِ مستوى الأداءِ المدرسی إجرائیاً بأنه:  مجموعةُ الأنشطة والمهام التی تقوم بها قائدات المدارس والمعلمات، والنتائج التی یحققنها فی مجال عملهن بکفاءةٍ وفاعلیةٍ،وفقاً للأنظمة والقواعد والإجراءات المنظِّمة للعمل المدرسی، وتُقاس بالدرجة الکلیة التی تحصل علیها المستجیبات على فقرات الاستبانة  المعدَّة لذلک مِن قِبَل الباحثةِ. 

حُدودُ الدِّراسَة:

ستتمثل حدود الدِّراسَة فیما یلی:

1-  الحُدودُ الموضوعیَّةُ:اقتصرَ موضوعِ الدِّراسَةِعلى درجةِ توفرِ متطلباتِ مبادئ الحوکمةِ بمدارسِ بیشة وعَلاقَتُها بمستوى الأداءِ المدرسی.   

2-  الحُدودُ المکانیَّة: تم التطبیق على المدارسِ الحکومیةِ للبناتِ (ابتدائی، متوسط، ثانوی) فی محافظةِ بیشة.

3-     الحُدودُ البشریَّة : تم التطبیق على بعض  قائدات ومعلمات المراحل التعلیمیة الثلاث بمحافظة بیشة.

4-     الحدود الزمانیة: تم التطبیق فی الفصل الدراسی الأول من العام 1440ه/ 2019م.

أولاً: الأدب النظری:

المحورُ الأولُ: مُتطلباتُ تطبیقُ مبادئ الحوکمةِ:

        الحوکمةُ فی  مجالِ التعلیمِ لا تقتصر على نظامِ الإدارةِ والتنظیمِ الإداری فحسب, وإنما العملیاتِ الرسمیةِ، وغیر الرسمیةِ التی یتم فیها صیاغة ووضع السیاسات، وتحدیدُ الأولویات وتخصیصُ المواردِ، وتطبیقِ الإصلاحاتِ، ورصد تنفیذها(بیومی، 2009، 164) .

نشأةُ الحوکمةِ: یًعدُ مُصطلحَ الحوکمةِ من أهم المصطلحاتِ التی تم تناولها فی الحقلِ التنموی منذُ نهایة الثمانیناتِ، وتم استخدامه لأولِ مرةٍ من طرفِ البنکِ الدولی فی عام 1989 ، وقد جاءَ استعمالُ البنکِ الدولی آنذاک لمفهومِ الحوکمةِ فی إطار ِتأکیدِه على أن أزمةَ التنمیةِ فی أفریقیا هی أزمةِ حوکمةِ بالدرجةِ الأولى (حلاوة ، 2011،8) .

     وقد زاد الاهتمامُ بهذا المُصطلحَ ولا سیما بعد ظهورِ حالاتِ التعثرِ لدى العدیدِ من المؤسساتِ التربویةِ والاقتصادیةِ وغیرها (الشمری، 2014، 3).

مفهومُ الحوکَمَةِ: تُعرف الحوکمةِ فی المؤسساتِ التعلیمیةِ على أنها التقییم الرشید التی یتم یمکن من خلالها أن تتمکن المؤسساتِ التربویةِ من القیامِ بمهامها، وتحقیقِ أهدافها بجودةٍ عالیةٍ، تؤدی إلى تعزیزِ الثقةِ بها، وزیادة مستوى رضا الأفراد العاملین بها وأعضاء المجتمع المحلی (عبد الجمل، 2018، 135).  

أهمیة الحوکمة: تتمثل أهمیة الحوکمةِ فی المؤسسات التعلیمیةِ من خلال مساعدةِ إدارة المؤسسةِ التعلیمیةِ على صیاغة وبناء استراتیجیةٍ سلیمةٍ، وضمان اتخاذ قراراتٍ فعالةٍ، بما یؤدی إلى رفع کفاءةِ الأداءِ، وزیادةِ القدرةِ على المنافسةِ، وتجنب حدوث أیة مخاطرٍ أو صراعاتٍ داخل المؤسسةِ التعلیمیةِ التی تحد من جودة أدائها (ضحاوی، 2011، 56).

أهداف الحوکمة: تتمثل أهداف الحوکمةِ فی المؤسساتِ التعلیمیةِ من خلالِ إحداثِ نقلةٍ نوعیةٍ فی منظومةِ التعلیمِ على کافةِ الأصعدةِ من تخطیطٍ وتنفیذٍ ومتابعةٍ ورقابةٍ، وحمایةِ الحقوقِ وتحقیقِ مبادئ المساواةِ والعدالةِ بین کافة أطرافِ العملیةِ التعلیمیةِ والمستفیدین، وتوفیرِ المعلوماتِ اللازمةِ عن المؤسسةِ التعلیمیةِ بدقةٍ وموضوعیةٍ تُعزز الثقةِ بها أمام المستفیدین، والتأکُّدِ من وجودِ هیکلٍ تنظیمی وظیفی یتضمن تحدیداً واضحاً للسُلطاتِ والمسئولیاتِ           (أبو کریم، 2014، 61).

خصائص الحوکمة: تتمیز الحوکمة بخصائصِ محددةٍ تمیزها عن غیرها من المفاهیمِ          الإداریةِ الحدیثةِ، وهذه الخصائص تدعم نجاحها فی تحقیقِ أهدافها، ومن خصائصها انضباط السلوکِ الأخلاقی المناسبِ والصحیحِ، والاستقلالیةِ حیث لا توجد تأثیراتٍ وضغوطٍ غیر لازمة للعملِ، والمسئولیةِ حیث توجد مسئولیةً أمامَ جمیعَ الأطرافِ ذوی المصلحةِ فی المنظمةِ،   والعدالةِ  حیث یجب احترام حقوقَ مختلفَ المجموعاتِ أصحابِ المصلحةِ فی المنظمةِ           (عبد العال، 2007، 4).

أبعادُ الحَوکمةِ:

     تُعدُ الحوکمةِ إحدى الوسائلِ لتعزیز ِالشفافیةِ والمشارکةِ، والتمکینِ، والمساءلةِ، وبالتالی یُمکن وصف الأبعادِ الرئیسیة للحوکمةِ فیما یلی:

أولاً: الشَّفافیَةُ: تعنی أن جمیعَ الإجراءاتِ التی تحصل فی المنظمةِ واضحةٍ، مع إیجادٍ نظامٍ یسهلُ الحصولَ على المعلوماتِ الدقیقةِ، وسهولةِ تطبیقها من قبل العاملین فی المنظمةِ،  وترکز على حریةِ تدفقِ المعلوماتِ، بحیث تکون فی متناول جمیع المعنیین بها (الألفی، 2016، 40)

ثانیاً: المُسَاءلةُ: تعنی تطبیق الأنظمةِ والتعلیماتِ بوضوحٍ على جمیع منتسبی المؤسسةِ، وفی کافةِ مستویاتها، وهی قاعدة تقضی محاسبة المسئولین الذین یتخذون القراراتِ عن           تبعاتِ أعمالِهم ونتائجِ قراراتِهم، بمعنى تحمُّل الفردِ تبعاتِ الأعمالِ المکلف بها                    (محمد والجابریة، 2017، 36)

ثالثاً: التَّمکینُ: یُقصدُ بالتمکینِ إعطاءِ الموظفین حریةٍ أکبر، وسلطةٍ وصلاحیةٍ، فی مجالِ الوظیفةِ المحددةِ التی یقوم بها الموظف حسب الوصف الخاص بتلکِ الوظیفةِ من ناحیةٍ،  ومن ناحیةٍ أخرى منحهُ حریةَ المشارکةِ، وإبداء الرأی فی أمورٍ تتعلق بالوظیفةِ التی یشغلها، أو خارج إطارها (خبراء المجموعة العربیة للتدریب والنشر، 2014، 11).

رابعاً: المشارکة: تُعدُّ المشارکةِ إتاحةِ المجالِ لجمیعِ العاملین بالمؤسسةِ من مشارکتهم         الفعالة فی رسمِ السیاساتِ، ووضعِ قواعدِ العمل فی مختلفِ مجالاتِ العملِ بالمؤسسةِ.          (محمد والجابریة، 2017، 35).

مُعوقاتُ تطبیقُ الحوکَمةِ:

أولاً: المعوقاتُ التنظیمیةُ: وتشملُ جمودً الهیکلِ التنظیمی المعتمدِ فی المؤسسةِ، وشیوع البیروقراطیةِ، وعدم تحدیدِ الصلاحیاتِ الممنوحة للمدیرین والمعلمین على حدٍ سواء، إضافة إلى عدم وضوحِ قنواتِ التواصل ِبین القیادات العلیا والقیاداتِ المدرسیةِ، وعدم وضوح خطوطِ السلطةِ والتفویضِ فی اتخاذِ القرارِ، وعدم تناغمها مع اللوائحِ والقوانینِ المنظمة للعمل المدرسی، وغیاب آلیاتِ واضحة ومحددة للمسائلةِ الإداریةِ للعاملین(Kohansal,2011,11-15).

ثانیاً: المُعوقاتُ البشریةُ: تتمثل فی عدمِ کفایةِ عدد المعلمین اللازمِ لتنفیذِ عملیتی التعلیمِ والتعلمِ فیها، ونقص وعیهم بأسس الحوکمةِ وإجراءاتِ تطبیقها، وضعفِ الکفایاتِ الإداریةِ لبعضِ مدیری المدارسِ، وخوفِهم من تحملِ المسئولیةِ، وعدم قدرتِهم على مقاومةِ ضغوطِ المحسوبیةِ، فضلاً عن مقاومتِهم للتغییرِ فی المدارسِ، وعدم رغبةِ العاملین فی المدارس بالانخراطِ فی برامج التنمیةِ المهنیةِ (قروانی، 2016، 122).

ثالثاً: المُعوقاتُ المالیةُ: ارتفاعُ تکالیفُ برامج تطبیق مبادئِ الحوکمةِ، وعدم تخصیصِ          حوافزٍ مادیةٍ للعاملین فیها، إضافةٍ إلى نقصِ وسائلِ الاتصالِ وتکنولوجیا المعلوماتِ فی المدارسِ، بما فیها تکنولوجیا التربیةِ، وقلةِ مصادرِ التعلیمِ المتاحةِ لعملیاتِ التطویر المهنی للمعلمین والمدیرین على حدٍ سواء، ونقصِ القاعاتِ المجهزةِ للتدریبِ والتنمیةِ المهنیةِ فی المدارسِ، فضلاً عن عدم ملائمةِ التصمیمِ المعماری لبعضِ المدارسِ لاحتیاجاتِ عملیتی التعلیمِ والتعلمِ(قروانی، 2016، 121).

مُتطلباتُ تطبیقُ مبادئُ الحوکمة فی المؤسسات التعلیمیة:

یوجد العدیدُ من متطلباتِ الحوکمةِ التی یتطلب توفرها سواء فی المؤسساتِ التعلیمیةِ أو غیر التعلیمیةِ، حتى یتحققَ أهدافُ الحوکمةِ، ومن هذه المتطلباتِ:

-       إصلاحُ الهیاکل الإداریة والرقابیة : وذلک بإعادةِ هیکلةِ المؤسسات الإداریةِ والرقابیةِ          والتی یتمثل دورها فی مکافحةِ الفسادِ، وذلک من خلال تطویرِ التشریعاتِ بما یمکنها           من ممارسةِ دورها بشکلٍ کاملٍ ومستقلٍ ویحقق سرعة المحاسبةِ والعقابِ من أجل التقویمِ (عطوة، 2012، 501).

-      القیادة الإداریة الفعالة: یصعب نجاح تطبیق مبادئ الحوکمة دون وجود قیادة           إدارة فعالة تتبنى أهدافَ المؤسسةِ وتکون قادرةً على فهمهما وتنفیذها بالشکلِ الصحیحِ.          (الزطمة، 2016، 41).

المحورُ الثانی: مُستوى الأداءِ المدرسی

      یعرف الأداء فی المؤسسات التعلیمیة بأنه عبارة عن جمیعِ الإجراءاتِ والممارساتِ والأنشطةِ المرتبطةِ بتحقیقِ الأهدافِ والمخرجاتِ والتی تأمل المدرسة أن یتم تحقیقها، والوصول إلى نتائجٍ مرضیةٍ فی مجالِ الإدارةِ، دون إهدارٍ فی الوقت أو الطاقة من أجل تحقیقِ الجودةِ الشاملةِ (الشریف، 2014، 642).

عناصرُ الأداءِ: یتکونُ الأداء من عددٍ من العناصر ِالتی تزید من أهمیته فی المنظماتِ المختلفةِ، ومن هذه العناصر: المعرفةُ بمتطلبات الوظیفة و نوعیةُ العمل وکیفیةُ العملِ المنجز والمثابرةُ والوثوقُ

مفهومُ تقییمُ الأداءِ: حظی مفهوم تقییم الأداءِ بالعدیدِ من التعریفاتِ نتیجةٍ لاختلافٍ المسمیات بشأنه، ومن هذه التعریفات أنه عملیة تقدیر أداءِ کل فردٍ من العاملین خلال فترة زمنیةٍ معینةٍ، لتقدیر مستوى، ونوعیة أداءه، وتنفیذ العملیةِ لتحدید فیما إذا کان الأداءُ جید أم غیر جید، وفی أیةِ مجالاتٍ هذا الأداء قد یشمل تنفیذ الأعمالِ المسندةِ للفردِ، أو جهوده، أو سلوکهِ             (برنوطی، 2001، 378).

أهمیةُ تقییمُ  الأداءِ:یعد تقییم أداءِ الأفرادِ فی المنظماتِ المختلفةِ من الأمورِ         الضروریةِ وذات الأهمیةِ، وذلک یرجع  إلى تقییمِ المشرفین والمدیرین                       Evaluation Of Supervisorsand Managers: حیث یساعد قیاس الأداء الوظیفی فی تحدید مدى فعالیةِ المشرفین والمدیرین فی تنمیةِ أعضاءِ الفریقِ الذی یعملُ تحت إشرافِهم وتوجیهاتِهم، حیث یدفع التقییمُ الرئیسُ إلى متابعةِ سلوکِ المرؤوسین باستمرارٍ، من أجل أن هناک عدالة عند کتابة التقاریرِ اللازمةِ ورفعها إلى القیاداتِ العلیا (ماهر، 2006، 137)، وتخطیط المواردِ البشریةِ، وتحسینِ الأداءِ وتطویرهِ، وتحدیدِ الاحتیاجاتِ التدریبیةِ، ووضع نظام عادلٍ للحوافزِ والمکافآتِ (حمود، 2007، 152).

أهداف تقییم الأداء: تتمثلُ أهدافُ تقییمُ الأداءِ فی المؤسساتِ التعلیمیةِ فی تجویدِ مخرجاتِ النظامِ التعلیمی، وتنمیةِ المدرسةِ کمؤسسةٍ قائمةٍ بأدوارها فی المجتمعِ المحلی، وتشخیصُ مستویاتِ الأداءِ الحالیةِ بالمدرسةِ من أجلِ تطویرها، وتمکینِ المدرسةِ من الاستفادةِ من إمکانیاتها البشریةِ والمادیةِ بفاعلیةٍ أکبر، والتنبؤ بمستوى العملِ الذی یمکن أن یؤدیهِ الفردِ فی المستقبلِ، وإعادةِ توزیع المسئولیاتِ والسلطاتِ على أفرادِ المجتمعِ المدرسی، وتحدید الاحتیاجاتِ التدریبیةِ للعاملین بالمدرسةِ (العمیری، 2012، 51).

العواملُ المؤثرةُ فی الأداء :هناک العدیدُ من العواملِ التی یجب أخذها بعین الاعتبارِ عند التعاملِ مع السلوکِ الإنسانی والأداءِ. حیث یعتبر هذا الأداءُ مزیجاً من متغیرات الفردِ من ناحیةٍ، وخصائصُ المؤسسةِ التی یعمل فیها من ناحیةٍ أخرى فالأداءُ یتأثرُ بعواملٍ داخلیةٍ تتعلقُ بالفردِ منها (الخصائص الجسمیة، الدوافع، الحاجات، الحالة المزاجیة، وغیرها الکثیر ) إضافة إلى عوامل خارجیةٍ تتعلقُ بالمؤسسةِ منها (ثقافة المؤسسة، وأهدافها، ونمط القیادة فیها وغیر ذلک (أبو النصر،2008، 73-74).

ثانیاً: الدِّراساتُ السَّابقةُ

أولاً: دراساتٌ تناولت مُتطلباتُ تطبیقُ مبادئ الحوکمةِ:

أجرى ربابعة والشرمان (2017) دراسة بهدف معرفة درجة تطبیق الحوکمة الإداریة، ومعرفة المعیقات التی تواجه تطبیق الحوکمة الإداریة فی جامعة الیرموک والحلول المقترحة لتطبیقها، ولتحقیق أهداف الدِّراسَة تم استخدام المنهج الوصفی، وتم استخدام الاستبانة کأداة لجمع المعلومات وطبقت على عینة عشوائیة مکونة من (390) عضو هیئة تدریس، تم اختیارهم من مجتمع الدِّراسَة  المکون من (754) عضو هیئة تدریس، (103) قائداً أکادیمیاً، وأظهرت نتائج الدِّراسَة أن درجة تطبیق الحوکمة الإداریة فی جامعة الیرموک جاءت بدرجة متوسطة، ووجود معوقات تحول دون تطبیق الحوکمة الإداریة بنسبة عالیة، أی أن درجة توفر متطلبات الحوکمة  کانت بدرجة ضعیفة، ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة حول درجة تطبیق الحوکمة الإداریة فی جامعة الیرموک تعزى لمتغیر سنوات الخبرة لصالح الخبرة الأعلى.

کما أجرى الزطمة (2016) دراسة لمعرفة مدى تطبیق الإدارة المدرسیة لمبادئ الحوکمة فی مدارس الأونروا، وسبل تفعلیها، ولتحقیق أهداف الدِّراسَة تم استخدام المنهج الوصفی التحلیلی، وتمثلت أداة جمع المعلوماتِ فی استبانة تم تطبیقها على عینة مکونة من (367) معلماً ومعلمة فی مدارس وکالة الغوث بمحافظات غزة تم اختیارها بالطریقة الطبقیة العشوائیة من مجتمع الدِّراسَة البالغ (8262) معلماً ومعلمة فی وکالة الغوث الدولیة بمحافظات غزة، وأشارت نتائج الدِّراسَة إلى أن مستوى تطبیق الإدارة المدرسیة لمبادئ الحوکمة جاء مرتفعاً، وجاء تقدیر عینة الدِّراسَة لمتطلباتِ تطبیقِ الحوکمةِ فی الإدارة المدرسیة عالیاً، وهذا یشیر إلى أن درجة توفر متطلبات تطبیق الحوکمة فی الإدارة المدرسیة منخفضة،  کذلک أشارت نتائج الدِّراسَة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات استجابات عینة الدِّراسَة حول مستوى تطبیق الإدارة المدرسیة لمبادئ الحوکمة تعزى لمتغیر المؤهل العلمی، سنوات الخبرة. 

بینما هدفت دراسة قروانی (2016) إلى التعرف على متطلبات ممارسة الحوکمة فی المدارس الثانویة بفلسطین،  ولتحقیق أهداف الدارسة تم استخدام المنهج الوصفی، وتمثلت أداة جمع البیانات فی استبانة طبقت على عینة تم اختیارها بالطریقة الطبقیة العشوائیة  وتکونت من (83) معلماً ومعلمة بالمدارس الثانویة، وأظهرت نتائج الدِّراسَة أن استجابات أفراد عینة الدِّراسَة على متطلبات ممارسة الحوکمة فی المدارس الثانویة جاءت بدرجة مرتفعة جداً وکان ترتیبها کالتالی (المتطلبات المادیة مرتفعة جداً، المتطلبات البشریة مرتفعة جداً، المتطلبات التنظیمیة مرتفعة جداً)، وهذا یشیر إلى أن مستوى توافر (المتطلبات المادیة منخفض، والمتطلبات البشریة منخفض، والمتطلبات التنظیمیة منخفض)، کذلک أظهرت نتائج الدِّراسَة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات استجابات أفراد عینة الدِّراسَة حول متطلبات ممارسة الحوکمة فی المدارس الثانویة تعزى لمتغیر سنوات الخبرة، والمؤهل العلمی.

ثانیاً: دراساتٌ تناولت مستوى الأداء :

قام العجمی (2018) بدراسة هدفت إلى معرفة واقع برامجِ تحسینِ الأداء المدرسی لدى مدیری المدارسِ الابتدائیةِ فی دولةِ الکویتِ، ولتحقیق أهداف الدِّراسَة تم استخدام المنهج الوصفی التحلیلی، وتمثلت أداة جمع البیاناتِ والمعلوماتِ فی استبانةِ طبقت على عینةٍ مکونةٍ من (213) مدیراً ومدیرة مدرسة ابتدائیة، وأظهرت نتائج الدِّراسَةِ أن واقعَ برامجَ تحسینَ الأداءِ المدرسی لدى مدیری المدارسِ الابتدائیةِ جاءت بدرجةٍ مرتفعةٍ، کما أظهرت النتائج عدم وجودَ فروقاً ذاتَ دلالةً إحصائیةً لواقع برامج تحسین الأداءِ المدرسی لدى مدیری المدارسِ الابتدائیة تعزى لمتغیر المؤهلِ العلمی، وسنوات الخبرةِ.  

وسعت دراسة الزهرانی (2015) إلى التعرف على درجة توفر المتطلبات الأساسیة لتطبیق التمکین وعلاقته بتحسین الأداء الوظیفی من وجهة نظر الإداریات فی جامعة الباحة، ولتحقیق أهداف الدِّراسَة تم استخدام المنهج الوصفی التحلیلی، واعتمادُ الاستبانةِ کأداةٍ لجمعِ المعلوماتِ والبیاناتِ، وطبقت على عینة عشوائیة بسیطة تکونت من (150) موظفة إداریة بجامعةِ الباحةِ، وقد بلغ عدد الاستباناتِ الصالحةِ للتحلیلِ (89) استبانة، وقد أظهرت نتائج الدِّراسَة أن أفرادَ العینةِ یرون عدم توفر المتطلباتِ الجوهریةِ فی البیئةِ التنظیمیةِ لجامعةِ الباحةِ لتطبیقِ التمکینِ،  ووجود العدیدِ من المعوقاتِ التی تحول دون إمکانیةِ تطبیقِ التمکینِ فی جامعةِ الباحةِ بدرجةٍ کبیرةٍ، ووجود علاقة ارتباطیة موجبة بین التمکینِ وتحسینِ الأداءِ، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین آراءِ أفرادِ العینةِ حول درجة توفر المتطلباتِ الأساسیةِ لتطبیقِ التمکینِ فی البیئةِ التنظیمیةِ لجامعةِ الباحةِ تعزى إلى اختلافِ متغیری المؤهلِ العلمی وسنواتِ الخبرةِ.

وحرصت دراسةُ الرشیدی (2013)  إلى تحدیدِ مستوى الأداءِ التنظیمی لمدیری المدارسِ المتوسطةِ فی الکویتِ وعلاقتُه بمستوى انضباطِ الطلابِ، ولتحقیق أهداف الدِّراسَةِ تم استخدام المنهج الوصفی التحلیلی، وتکون مجتمع الدِّراسَةِ من (16316) معلماً ومعلمة، وتم استخدام الاستبانةِ کأداةٍ لجمع البیاناتِ وطبقت على عینةٍ عشوائیةٍ بلغت (816) معلماً ومعلمة بالمدارسٍ المتوسطةٍ، وأشارت نتائج الدِّراسَةٍ إلى أنَّ مستوى الأداءِ التنظیمی لمدیری المدارسِ المتوسطةِ جاء متوسطاً، وکذلک مستوى انضباطِ الطلابِ، ووجود علاقةً ارتباطیةً إیجابیةً ذاتَ دلالةً إحصائیةً بین مستوى الأداءِ التنظیمی لدى مدیری المدارسِ ومستوى انضباطِ الطلابِ.

تعقیبُ على الدِّراسات  السابقة :

من خلالِ عرضِ الدراساتِ السابقةِ والمتعلقة بمحوری الدِّراسَة، الحوکمة ، ومستوى الأداء، سیکون التعقیب من خلال أوجه التشابهِ، وأوجه الاختلافِ، وأوجه الاستفادة، وأوجه تمیّز الدِّراسَة الحالیةِ عن الدراساتِ السابقةِ، وذلک کالتالی:

أوجهُ التشابُه:

تشابهت الدِّراسَةُ الحالیةُ مع بعضِ الدراساتِ السابقةِ فی منهج الدِّراسَةِ، حیث تمثل منهج الدِّراسَة الحالیة فی المنهجِ الوصفی الارتباطی، کا دراسة الفواز (2015). کما تشابهت فی استخدامِ الاستبانةِ کأداةٍ لجمعِ المعلوماتِ مثل دراسة ربابعة والشرمان (2017)، کما تشابهت الدِّراسَةِ الحالیةِ مع بعضِ الدراساتِ السابقةِ فی مرحلةِ التطبیقِ حیث طبقت الدِّراسَةِ الحالیةِ فی مدارسِ التعلیمِ العامِ مثل دراسة الزطمة (2016).

     کما تشابهت الدِّراسَةِ الحالیةِ مع بعضِ الدراساتِ السابقةِ فی بیئةِ الدِّراسَة، حیث تمثلت بیئة الدِّراسَةِ الحالیةِ فی المملکةِ العربیةِ السعودیةِ مثل دراسة الزهرانی (2015).

أوجهُ الاختلاف :

 الاهداف : اختلفت الدِّراسَةُ الحالیةُ مع الدراساتِ السابقةِ فی الأهدافِ، حیث هدفت الدِّراسَةِ الحالیةِ إلى الکشفِ عن درجةِ توفرِ متطلباتِ تطبیقِ مبادئ الحوکمةِ وعلاقتُها بمستوى الأداءِ بمدارسِ بیشة.

       منهجُ الدِّراسَة :استخدمت الدِّراسَةُ الحالیةُ المنهجُ الوصفی الارتباطی بینما استخدمت دراسةُ ربابعة والشرمان(2017)، ودراسة قروانی (2016)، ودراسة شرف (2015)، ودراسة الثبیتی (2012)، ودراسة فاهووف وفالکی وفان بیترجیم( Vanhoof, Valcke, Van Petergem, 2010) المنهج الوصفی.

أداةُ الدِّراسَة: استخدمت الدِّراسَةُ الحالیةُ الاستبانةُ کأداةٍ للدراسةِ، بینما تمثلت أداة دراسة فاهووف وفالکی وفان بیترجیم( Vanhoof, Valcke, Van Petergem, 2010)  فی المقابلة، ودراسة شیبارد (Sheppard,2011) فی الاستبانة والمقابلة، ودراسة دوما (Duma,2013) فی الاختبار.

مجتمعُ وعینةُ الدِّراسَة : تمثلُ مجتمعُ وعینةُ الدِّراسَةِ الحالیةِ من قائداتِ ومعلماتِ مدارسِ التعلیمِ العامِ، بینما تمثل مجتمع وعینة دراسة ربابعة والشرمان (2017)، ودراسة الفواز (2015)، ودراسة شرف (2015)، ودراسة من أعضاءِ هیئةِ التدریسِ، ودراسة الزطمة (2016)، ودراسة قروانی (2016)، ودراسة الرشیدی (2013)، ودراسة الحضری (2009)             من المعلمین والمعلمات،

مرحلةُ التطبیق : طبقت الدِّراسَةِ الحالیةِ فی مدارسِ التعلیمِ العامِ، بینما طبقت دراسة الربابعة والشرمان (2017)، ودراسة الزهرانی (2015)،

بیئةُ التطبیق : مثلت بیئة الدِّراسَةِ الحالیةِ فی المملکةِ العربیةِ السعودیةِ بینما تمثلت بیئةَ دارسةَ ربابعة والشرمان (2017) فی الأردن.

أوجهُ الاستفادة : استفاد البحث الحالی من الدراساتِ السابقةِ فی بناءِ وتدعیمِ الأدبِ النظری، والمساعدةِ فی تحدیدِ مشکلةِ الدِّراسَةِ، وتحدید منهج الدِّراسَةِ، ومعرفة أدواتِ الدِّراسَةِ وخطواتِ بنائها، وإجراءاتِ تطبیقها، وتفسیرِ النتائجِ وتقدیمِ التوصیاتِ والمقترحاتِ، والتعرفِ على الأسالیبِ والمعالجاتِ الإحصائیةِ المناسبةِ للتحلیلِ الإحصائی، وتوجیهاتِ الباحثةِ نحو کثیرٍ من المراجعِ الخاصةِ بالدِّراسَةِ. 

أوجهُ تمیزُ الدِّراسَة الحالیة عن الدراسات السابقة :  تتمیز الدِّراسَةِ الحالیةِ عن غیرها من الدراساتِ أنها تناولت علاقة توفر متطلباتِ الحوکمةِ بمستوى الأداء ، بینما معظم الدراساتِ السابقةِ قد ناقشت موضوعًا واحدًا منهما دون الآخر، بینما تم الجمع بینهما فی الدِّراسَة الحالیة، کما تُعدُّ أداة الدِّراسَة الحالیة أداة دراسة یمکن الاستفادةِ منها فی الدراساتِ التی تخصُّ المتغیرین أو أحدهما فی البحوثِ المستقبلیِ.

منهجُ الدِّراسَةِ:

بناءً على أهدافِ الدِّراسَةِ الحالیة تمَّ استخدام المنهجِ الوصفی الارتباطی الذی یُعرف بأنه ذلک النوعِ من أسالیبِ البحثِ الذی یمکن بواسطتهِ معرفةِ إذا کانت هُناک ثَمّةً علاقةً بین متغیرینِ أو أکثر ومن ثمَّ معرفةِ درجةِ تلک العلاقةِ (العساف، 2010، 171).

مجتمعُ الدِّراسَةُ:

      یتکون مجتمع الدِّراسَة من القائدات والمعلمات فی مدارس التعلیم العام  التابعة لمکتب تعلیم الوسط فی محافظة بیشة والبالغ عددهن (80) قائدة مدرسة، و(2059) معلمة على رأس العمل بمدارس التعلیم العام بناءً على إحصائیة إدارة تعلیم بیشة للعام الدراسی 1439/1440هـ، والجدول (1) یبین توزیع أفراد مجتمع الدِّراسَة حسب المرحلة التعلیمیة. 

إجراءاتُ تطبیقُ الدِّراسَة :

بعد بناءَ أداةِ الدِّراسَة والتأکد من صِدقها وثباتها، قامت الباحثةُ بتوزیعِ الأداةِ على مجتمعِ الدِّراسَةِ من قائداتٍ ومعلماتٍ بمدارسِ محافظةِ بیشة خلال الفصل الدراسی الأول          (1439-1440هـ)، وقد تتطلب تطبیق الأداةِ عددًا من الخطواتِ والإجراءاتِ للموافقةِ على تطبیقها، وقد جاءت على النحوِ التالی: الحصولُ على خطابِ تسهیلِ مهمةِ الباحثةِ من إدارةِ جامعةِ الباحةِ موجهًّا إلى إدارةِ التعلیمِ بمحافظةِ بیشة، والحصول على خطابٍ من إدارةِ التعلیمِ بمحافظةِ بیشة موجهِ لمدیراتِ المدارسِ لتیسیر مهمة الباحثةِ فی تطبیقِ أداةِ الدِّراسَةِ على          عیّنةِ الدِّراسَةِ.

وتمَّ تطبیق الدِّراسَة الاستطلاعیة للأداة على (5) قائدة مدرسة، و(25) معلمة، وبعد حساب  صدق وثبات الأداة واستبعاد بعض الفقرات أصبحت الأداة فی صورتها النهائیة للتطبیق (38) فقرة، وتمَّ تطبیق أداة الدِّراسَة على العیّنة المستهدفة ، وجمع المعلومات ومعالجتها إحصائیًّا وفقًا لبرنامج (SPSS)، وتمَّ تحلیل البیانات واستخراج النتائج ، ومناقشتها وتفسیرها، واستخلاص النتائج النهائیة مع تقدیم التوصیات والمقترحات.

مُلخَّصُ نتائجُ الدِّراسَةِ: 

فی ضوءِ ما تمَّ عرضه من تحلیلٍ لنتائجِ الإجابةِ عن أسئلةِ الدِّراسَةِ وتَفسیرُها ومُناقَشتُها یمکن ذکر أبرز النتائجِ التی توصلت إلیها الدراسةِ على النحوِ الآتی:

-أظهرت نتائج الدِّراسَة أن درجة توفر متطلبات مبادئ الحوکمة فی مدارس بیشة من وجهة نظر القائدات والمعلمات جاءت بدرجة متوسطة، وبمتوسط حسابی بلغت قیمته (2.73)، وبانحراف معیاری بلغت قیمته (0.49).

-أظهرت نتائجُ الدِّراسَةِ أن مستوى الأداءِ فی مدارسِ بیشة من وجهةِ نظرِ القائداتِ والمعلماتِ جاء متوسطاً،  وبمتوسط حسابی بلغ (3.16)، وانحراف معیاری بلغ (0.68).

-أظهرت النتائجُ وجودَ علاقةُ ارتباطیةُ موجبةُ قویةُ عند مستوى الدلالةِ ( 0.01) بین درجةِ توفرِ متطلبات تطبیق مبادئ الحوکمة، ومستوى الأداء فی مدارس بیشة من وجهةِ نظرِ القائداتِ والمعلماتِ، حیث بلغ معامل الارتباطِ (0.748).

ثانیًا: التوصیاتُ:

-          فی ضوء النتائج التی توصلت إلیها الدِّراسَة، فإن الباحثة توصی بالآتی: ضرورة تعاون المختصین عن العملیة التعلیمیة بتذلیل العقبات التی تحول دون تطبیق مبادئ الحوکمة فی مدارس التعلیم العام. 

-          العمل على بناء هیکل تنظیمی بالمدارس یتوافق مع تطبیق مبادئ الحوکمة.

-          اهتمام الجهات التدریبیة بإکساب قائدات المدارس مهارات إدارة الصراع التنظیمی.

-          حث قائدات المدارس على تفویض بعض الصلاحیات للمعلمات لإنجاز المهام المطلوبة.

-          العمل على توفیر عدد کاف من الکوادر البشریة بالمدارس للوفاء باحتیاجات الحوکمة.

-          التعاون مع الجهات التدریبیة للعمل على  إیجاد فرص تدریبیة مناسبة للمعلمات تتوافق مع تطبیق مبادئ الحوکمة.

-          حث قائدات المدارس على غرس الرقابة الذاتیة لدى المعلمات.

-          أن تحرص قائدات المدارس على توفیر بنیة تحتیة تسهم فی نشر ثقافة الحوکمة داخل المجتمع المدرسی.

-          أن تحسن قائدات المدارس توظیف الموارد المالیة لإحداث مبادئ الحوکمة الرشیدة.

-          ضرورة إشراک المعلمات فی تنمیة الموارد المالیة بالمدرسة للمساهمة فی تطبیق مبادئ الحوکمة.

-          ضرورة العمل على إکساب الطالبات مهارات التخطیط للمستقبل.

-          حث المعلمات على تقدیم بحوثاً إجرائیة تسهم فی حل مشکلات المجتمع.

-          أن تنمی المعلمات لدى الطالبات مهارة جمع وتحلیل المعلومات.

-          أن تحرص قائدات المدارس على توافر التجهیزات التقنیة بشکل کاف داخل المبنى المدرسی.

ثالثًا: المقترحاتُ:

بناءً على النتائج التی توصلت إلیها الدِّراسَة، وفی ضوء التوصیات السابقة، فإن الباحثة تقترح ما یلی:

-      إجراء دراسة تتعلق بعلاقة تطبیق مبادئ الحوکمة فی المدارس والرضا الوظیفی لدى المعلمات.

-      إجراء دراسة تتعلق بعلاقة تطبیق مبادئ الحوکمة فی المدارس والمواطنة التنظیمیة لدى المعلمات.

-      إجراء دراسة تتعلق بعلاقة التمکین الإداری وتطویر الأداء المدرسی.

-      إجراء دراسة تتعلق بالمشارکة فی صنع القرار ومستوى الأداء المدرسی.  

قائمة المراجع

أولاً: المراجع العربیة:

أبو النصر، مدحت (2008). الأداء الإداری المتمیز،القاهرة: المجموعة العربیة، دار إیتراک للنشر والتوزیع.

أبو النصر، مدحت محمد محمود (2015). الحوکمة الرشیدة فن إدارة المؤسسات عالیة الجودة، القاهرة: المجموعة العربیة للتدریب والنشر.

أبو کریم، أحمد فتحی عبد الکریم (2014). درجة تطبیق مبادئ الحوکمة بکلیات التربیة بجامعة حائل وجامعة الملک سعود کما یراها أعضاء هیئة التدریس، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، کلیة التربیة، جامعة البحرین، البحرین، 15(3)، 55-93.

أبو هتلة، خالد سعید (2015). أثر السیاسات التنظیمیة على التمکین الوظیفی لدى العاملین فی الدوائر الحکومیة، عمان: دار المأمون للنشر والتوزیع.

الألفی، هانی رزق عبد الجواد (2016). دراسة مقارنة لنظم الحوکمة المؤسسیة للجامعات بکل من إنجلترا وکندا وإمکانیة الإفادة منها فی مصر، مجلة مستقبل التربیة العربیة، 23(103)، 11-118.

البسام، بسام عبد الله (2016). الحوکمة فی القطاع العام، الریاض: معهد الإدارة العامة.

البستنجی، یوسف مصطفى عیسى (2018). درجة ممارسة القادة الأکادیمیین فی الجامعات الأردنیة للحوکمة فی العاصمة عمان وعلاقتها بدرجة توافر معاییر (ستة سیجما) من وجهة نظر أعضاء هیئة التدریس، رسالة ماجستیر، کلیة العلوم التربویة، جامعة الشرق الأوسط، الأردن. 

بشیر، یوسف حسن أدم (2015). أثر الرضا الوظیفی على أداء العاملین فی مؤسسات التعلیم العالی، رسالة ماجستیر، کلیة الدراسات العلیا والبحث العلمی، جامعة السودان للعلوم والتکنولوجیا، السودان.

بلخیری، سهام وعشبیط، حنان (2012). أثر الرضا الوظیفی على أداء الموظفین فی المؤسسات الجامعیة" دراسة حالة جامعة البویرة"، رسالة ماجستیر، معهد العلوم الاقتصادیة والتجاریة وعلوم التسییر، المرکز الجامعی، البویرة، الجزائر.

بیومی، عبد الله (2009). حوکمة التعلیم المجتمعی فی ضوء أهداف داکار 2000، المؤتمر السنوی السابع، إدارة تعلیم الکبار فی الوطن العربی، جامعة عین شمس، القاهرة، 7، 160-173.

الثبیتی، خالد شعیل ترکی (2012). مستوى أداء مدیری المدارس المتوسطة والثانویة فی محافظة الطائف وفق معاییر إدارة الجودة الشاملة من وجهة نظر المشرفین التربویین والمعلمین، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة أم القرى، مکة المکرمة.

جیتو، عبد الحق بن خالد. (2013) : مشارکة المشرف التربوی لمدیر المدرسة فی تحسین الأداء المدرسی (رسالة ماجستیر غیر منشورة). جامعة طیبة، المدینة المنورة.

حجازی، محمد حافظ (2005). إدارة الموارد البشریة، الإسکندریة: دار الوفاء للنشر والتوزیع.

حسن، راویة محمد (2003). إدارة الموارد البشریة رؤیا مستقبلیة. الإسکندریة: الدار الجامعیة للنشر والتوزیع.

حسناوی، أمینة ومزیرق، رزیقة (2017). الثقافة التنظیمیة وآثرها على الأداء الوظیفی دراسة میدانیة لمستشفى الأم والطفل بالجلفة، رسالة ماجستیر، کلیة الحقوق والعلوم السیاسیة، جامعة زیان عاشور، الجلفة، الجزائر.

الحضری، أحمد سالم (2009). فاعلیة نظام تطویر الأداء المدرسی من وجهة نظر المعلمین فی محافظة ظفار بسلطنة عمان، رسالة ماجستیر، عمادة الدراسات العلیا، جامعة مؤتة، الأردن.

حلاوة, جمال و صالح, على (2009). مدخلإلىعالمالتنمیة، عما:  مکتبة الشروق للنشر والتوزیع. 

حلاوة، جمال رضا (2011). واقع الحوکمة فی جامعة القدس، مجلة الاقتصاد والتنمیة البشریة، الجزائر،  3، 1-26.

ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

De Ferranti,D., Ody, A., Ramshaw,J., & Jacinto. J. (2009).  how to Improve Governance: Anew Framework for Analysis and action,Washington, D.C:  Brookings Institution Press.

Duma, M.A.N. (2013). The Principals’ Views on Parent Participation in Governance of Rural Schools, Journal Studies on Home and Community Science, 7(2),99-107.

Garrison, M. (2009). Models of Academic Governance and Institutional Power in Southern Baptist Related Liberal Arts Colleges and Universities, Degree Doctor of Education,  PhD Dissertation, the Faculty of The Southern Baptist Theological Seminary, USA.

 Jacobs, L. (2011). The Return Modle: A New Approach to Governance For Public School in New Orleans, Cowen Institute for Public Education Initiaives, Tulane University,New Orleans, USA.

Kohansal,R. (2011). School District Governance and Classroom Reading Instructional Practices, degree of Doctor, University of California, Berkeley,USA.

Krejcie, R & Morgan, D (1970): Determining sample size for research activities. Educational and Psychological.

Sheppard, A.P.I. (2011 An Analysis of the nature of the Governance of International Schools and the potential for securing appropriate governance, degree of Doctor of Education, University of Bath, Bretain.

UNESCO (2009). Governance in Education :Transparency ,Accountability and Effectiveness, Bangladesh National Commission for UNSCO in cooperation with the Ministry of Education and the Ministry of primary and Mass Educatoin.Institute of Educational Development ,BRAC University ,Bangladesh.

Vanhoof,J. Valcke,M. &Van Petergem,P (2010). Using school performance feedback: perceptions of primary school principals, An International Journal of Research, Policy and Practice, 21(2),167-188.

ثالثاً: المراجع الإلکترونیة:

- مجلس حوکمة الجامعات العربیة، واتحاد الجامعات العربیة، وجامعة الشرق الأوسط، المؤتمر الدولی للحوکمة فی مؤسسات التعلیم العالی فی الفترة من 11-13 مارس 2017، المنعقد فی الأردن، والمشار إلیه فی:

http://www.khaberni.com/news

تاریخ الدخول: 14/2/2019     ساعة الاسترداد: 9:30مساءً

- رؤیة 2030 المملکة العربیة السعودیة، والمشار  إلیها فی:

https://vision2030.gov.sa/download/file/fid/422

تاریخ الدخول: 14/2/2019     ساعة الاسترداد: 8:00 مساءً