فاعلية برنامج مقترح لتنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية باستخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط

مقدمة ومشکلة البحث:

يشهد القرن الحالي تقدماً هائلاً في الثروة المعرفية والتکنولوجية أدى إلى  حدوث طفرات حضارية  في المجتمعات الإنسانية و ظهور تحديات جديدة  ومتطلبات متعددة من جميع أفراد المجتمع ، هذا التقدم ترک انعکاساته على المؤسسات التربوية التي أصبح لزامًا عليها أن تعد الفرد ليعيش في هذا القرن الجديد، و يتکيف معه ، وهذا يتطلب مساعدته في تنمية مهارات جديدة تجعله  قادرا على مواجهة ما تفرزه التحديات والمتطلبات الجديدة من مواقف ومشکلات تقابله في حياته اليومية .

ومهارات إدارة الوقت (Time Management Skills ) من مهارات الحياة المعاصرة التي تعمل على تنظيم حياة الانسان وهذا يساعده في فهم التغير والتطور وعدم التقوقع في الماضي وعدم التمسک بالعادات والقيم السيئة المتوارثة. فهي مهارات عقلية سلوکية قائمة على إشباع و تغطية رغبات و حاجات الأفراد  و إرضاء دوافعهم الذاتية نحو الارتفاع و الرقي الوظيفي و المهاري (زيد العبوي ،2006 ،25 -90).

وامتلاک مهارات إدارة الوقت لها تأثيرها على حياة الفرد من جميع الجوانب ، فهي تزيد من إنتاجيته وترفع من مستوى أدائه العام , کما أنها تساعده على تحسين معنوياته لشعوره بـالرضا من اسـتخدام وقته بفاعـلية. وقد اتفقت نتائج دراسات کـل مـن (Manalo , et al, 1996 ؛Trueman &Hartley , 1996   ؛ بدرية أحمد ,1999؛ فوقية محمد راضى ، 2002 ؛ Morgan , 2003 ؛ ( Rafael , 2004  على وجود ارتباط بين اکتساب الأفراد لمهارات إدارة الوقت وزيادة التـحصيل والانجاز الأکاديمي ، وأيضاً نتـائج دراسات کل مـن ( زينـب حقـي، 1995؛ (Zhong , 2003 التى وضحت أن هناک علاقة بين وجود مهارات إدارة الوقت جيدة وارتفاع الدافع للانجاز لدى طلاب الجامعة ،هذا إلى جانب دورها في تحسين نوع الحياة التي يحياها الفرد فهي تقلل من الضغط وتساعد على تحسين الصحة وذلک طبقا لدراسات کل من (Nelso, 2003; Ling & Ben-you,2005)  حيث أشارت نتائجهما إلى وجود علاقة بين امتلاک الأفراد لتلک المهارات وبين مستوى صحتهم الجسمية والنفسية کما أنها تلعب دورا هاما في تقليل حدوث الضغوط و الاکتئاب . و يؤکد ذلک ما لاحظه الأطباء من اثر الإدارة السيئة للوقت على صحة مرضاهم لسنوات عديدة , فـالضغط الذي يمکن ترجمته بأنه الشـعور بالقلق الذي ينتاب الشخص عندما لا يجد وقتا کافيا لتحقيق متطلبات الحياة هو المتسبب الأول في 75% من الأمراض التي تؤدى للوفاة على مستوى العالم(دون رينو ،6،2000 )

وتعد دراسة مهارات إدارة الوقت إحدى رکائز الدراسة بمجال إدارة موارد الأسرة - أحد أهم مجالات علم الاقتصاد المنزلي الذي يضم مجالات ( الغذاء والتغذية , الملابس والنسيج , العلاقات الأسرية , المسکن وتأثيثه , إدارة موارد الأسرة ) - و يرجع اهتمام علم الاقتصاد المنزلي بدراسة مهارات إدارة موارد الأسرة بصفة عامة و مهارات إدارة الوقت بصفة خاصة إلى سببين :

 أولا طبيعته کعلم:  فهو من أکثر العلوم ارتباطا بالحياة , حيث يهتم هذا العلم ، بمجالاته المختلفة ، بمساعدة الأفراد والأسرة على إدارة  شئون حياتهم على أسس علمية سليمة من خلال ما يقدمه من معارف ومهارات وسلوکيات تساهم في تحسين نوعية حياتهم ومساعدتهم على حل مشکلاتهم اليومية بأسلوب علمي  . فهو يتميز عن غيره من الميادين الدراسية الأخرى بأنه يجمع بين کل الخدمات التي تؤديها کل العلوم ،و لکن بصورة مبسطة ،و على مستوى الحياة اليومية للأفراد و للأسرة ( کوثر کوجک , 2004 ,370 ).

ثانيا: تطوره کعلم: يستجيب هذا العلم باستمرار للمتغيرات, ويطور أهدافه ومحتواه وفقا لهذه المتغيرات ولا تقتصر رسالته على الاحتياجات الأسرية فقط , بل يمتد لتحتوى العلاقات المتبادلة بين الأسرة والمجتمع الأکبر مع الترکيز على مشکلات الحياة الفعلية. و لم يعد يقتصر على تعليم بعض المهارات اليدوية الأدائية الذي يقوم بها أي شخص دون أن يکون في حاجة إلى أن يستوعب المعرفة التي تستند إليها المهارة ولذا ظهرت الحاجة إلى التوعية مستمرة لمبادئ الاقتصاد المنزلي والاعتماد على المقررات الدراسية الجامعية و المدرسية لتقديم المفهوم الشامل لکافة الدارسين (ايزيس نوار، 2003 ،72 ).

وبناء على ما سبق يعد اکتساب مهارات إدارة الوقت هدفا رئيسيا من أهداف تدريس مقررات مجال إدارة موارد الأسرة و المجتمع التي تدرس على مدى الأربع سنوات لطالبات شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية . وإتقان الطالبات لتلک المهارات أثناء برنامج الإعداد  وممارستهن إياها باستمرار خلال دراسة مقررات المجالات الأخرى المختلفة على مدى الأربع سنوات يفيدهن کمعلمات مستقبليات ، مطالبات بعد التخرج بتدريس تلک المهارات في المدارس و کطالبات جامعيات يدرسن تخصص أکاديمي وتربوي يتصف بطبيعة تغلب عليها الجوانب العملية وکثرة الأعباء و التکليفات مما يقلل من الضغط و التوتر اللاتي يتعرضن إليه أثناء الدراسة نظرا لکثرة التکليفات، وثالثا : کفرد في المجتمع مما يرجع بالنفع على أسرتها و المجتمع ککل.

 ومن منطلق أن برنامج إعداد المعلم يهدف إلى تلبية احتياجاته التربوية بما يتماشى مع تطورات العصر وبما يعده لملاحقة هذه التطورات , وان طرائق التدريس وأنشطة التعلم التي تستخدم مع الطالب المعلم في مختلف المقررات الدراسية في برنامج إعداد المعلم هي إحدى عوامل تحقيق البرنامج لأهدافه , و أيضا من منطلق أن مهارات إدارة الوقت ما هي إلا مهارات عقلية تنمو من خلال أنشطة تتطلب تفکيرا منظما ومبتکرا وعمليات تفکير عليا کالتحليل و الترکيب و التقويم وتنبؤ بالأحداث المتوقعة واستشراف للمستقبل ،إلى جانب أنها مهارات سلوکية تحتاج إلى تعديل سلوکي من المفضل أن يکتسب من خلال مواقف تعليمية يندمج فيها المتعلم تنبع من خبرات حياتية مألوفة بعيدا عن الأساليب التقليدية التي تصب الطالب في قوالب من الحفظ و الاستظهار لا الفهم
والتفکير ؛ فإن الأمر يتطلب البحث عن نوعا مختلفا من التعليم يعتمد على النشاط والخبرة المباشرة والتعاون مع الآخرين والحرية ، وکان من بين آخر هذه الأساليب وأکثرها حداثة هو التعلم النشط Active Learning  . الذي ظهر في السنوات الأخيرة من القرن العشرين وزاد الاهتمام به بشکل واضح مع بدايات القرن الواحد والعشرين کأحد الاتجاهات التربوية المعاصرة ذات التأثير الايجابي الکبير على عملية التعلم داخل الحجرة الدراسية وخارجها من جانب طلبة المدارس والمعاهد والجامعات ( جودت سعادة وآخرون ,2006 , 21) .

ودور المتعلم في التعلم النشط قد تغير عن دوره في التعلم التقليدي حيث يقوم المتعلمون بأنشطة عدة تتعلق بالمادة المتعلمة, مثل: طرح الأسئلة, والاشتراک في المناقشات وتغير دور المعلم فأصبح هو الموجة والميسر للتعلم, فهو لا يسيطر على الموقف التعليمي ولکنة يدير الموقف التعليمي بحيث يوجه المتعلمين نحو الهدف ( رضا حجازي, 2000).

وحتى يحقق التعلم النشط الأهداف التربوية المرغوب فيها لابد من استخدام مجموعة من الاستراتيجيات التي يتعاون فيها المعلم مع المتعلم بشکل مستمر ,ونظرا لأنه لا يوجد أسلوب واحد يمکن عن طريقه تحقيق جميع الأهداف المنشودة , فانه لابد من التنويع في هذه الأساليب والاستراتيجيات کي تتناسب ومابين المتعلمين من فروق فردية من ناحية , وحتى تلاءم طبيعة الموضوع المطروح من ناحية أخرى ( جودت سعادة وآخرون , 2006 , 133 ) . ومن هذه الاستراتيجيات التعلم التعاوني ، المناقشة , تدريس الأقران , وطرح الأسئلة, العصف الذهني, فکر – زاوج – شارک  ،التعلم القائم على حل المشکلات , ولعب الأدوار، و دراسة الحالة ، التعلم الذاتي ،, المحاضرة المعدلة (Silberman,1996).

وقد أوصـت دراسات  ( Stulheim ,1998؛  Wilk,2001  ؛ Remler, 2002 ؛ McConnell ,et al, 2003 ؛ (Burbach ,et al, 2004   بضرورة تبني استراتيجيات التعلم النشط في التدريس الجامعي لما لمسته من تحول في بيئة التعلم التقليدية إلى بيئة تعلم نشطة محورها المتعلم وما ترتب على ذلک من تنمية التحصيل والدافعية والمهارات الاجتماعية و الاتجاهات الايجابية و بقاء اثر التعلم وزيادة في قدرة الطلاب على التفکير الناقد و مهارات التــــفکير المنطــقية. و أشار شکرنج وجيمسن (  Chickering & Gamson ,1987) إلى أن التعلم النشط واحد من سبع مبادئ تحقق الجودة في التعليم الجامعي و الذي تم التوصل إليها من تصديق الآلاف التربويين و الدراسات عليها .

 وبناءً على ما سبق  فان تفعيل استخدام التعلم النشط وتطبيق استراتيجياته في التعليم الجامعي أصبح متطلبا ملحا من أجل تحقيق جودة العملية التعليمية والارتفاع بمستوى الخريجين ، بمساعدتهم على تنمية مهارات أساسية لديهم –کمهارات إدارة الوقت- تجعلهم  قادرين على مواجهة المواقف والمشکلات القائمة في المجتمع . ولذلک يوجد العديد من جامعات العالم تعتمد على التعلم النشط کأساس لممارسات التدريس و التعلم بها مثل جامعة فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريکية کمثال دولي و جامعة العين الإماراتية کمثال من الدول العربية .

من الاستعراض السابق فإن هناک عدة أسباب دعت للقيام بهذا البحث وهي:

• نتائج العديد من الدراسات والبحوث العربية والأجنبية التي کشفت عن ضرورة تبني استراتيجيات التعلم النشط في التدريس الجامعي إلى جانب توصيات الکتابات المتخصصة بأهمية مهارات إدارة الوقت للفرد بصفة عامة و لمتخصصة الاقتصاد المنزلي (طالبة و معلمة ) بصفة خاصة .
• الأطلاع على مقررات مجال إدارة موارد الأسرة و المجتمع للفرق الأربع (إدارة موارد الأسرة ، علاقات أسرية،  إرشاد مستهلک ، أدوات وأجهزة منزلية ) .
• إجراء مقابلات مفتوحة مع بعض طالبات الفرق الأربع بشعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية بالإسماعيلية العام الدراسي (2005 – 2006) تضمنت أسئلة مفتوحة عن أهدافهن طويلة المدى و القصيرة المدى و کيف يقمن بالتخطيط لتحقيقها والصعوبات التي تواجههن عند انجاز المتطلبات النظرية والعملية في الوقت المحدد لها.
• إجراء مقابلات مع جميع أعضاء هيئة التدريس بقسم الاقتصاد المنزلي و الهيئة المعاونة القائمين على تدريس المقررات للطالبات.هذا إلى جانب ملاحظة الطالبات عند أدائهن للمقررات العملية ( التغذية - تدريب عملي على إدارة المنزل).

وتلخصت نتائج المقابلات المفتوحة مع طالبات الفرق الأربعة في عدم قدرة معظمهن على تحديد أهدافهن بطريقة صحيحة و عدم قدرتهن على التمييز بين أنواع الأهداف من حيث مداها الزمني إلى جانب أن نسبة الطالبات اللاتي حددن أهدافهن – وهي قليلة جدا – لم تکن قادرة على تحديد کيفية التخطيط الصحيح لتحقيق تلک الأهداف .

کما تلخصت نتائج المقابلات المفتوحة مع أعضاء هيئة التدريس بقسم الاقتصاد المنزلي عامة و الهيئة المعاونة خاصة في تأکيدهم على عدم تمکن الطالبات لکثير من مهارات إدارة الوقت و تأخرهن المستمر في تسليم تکليفات الدراسة العملية و النظرية وشکواهن المستمرة من کثرة طلبات الدراسة بالقسم و الکلية و قلة الوقت.

 وخلال ملاحظة طالبات الفرقة الثالثة أثناء مقرر( تدريب عملي على إدارة المنزل) والذي يعتبر مقرر تطبق فيه الطالبة جميع ما درسته بشعبة الاقتصاد المنــــزلي من مقررات في جميـع مجالات علم الاقتصاد المنزلي في ضوء قواعد مجال الإدارة باعتبار أنها هي الرکيزة الأساسية لهذا العلم في کافة مجالاته ؛ اتضح عدم تطبيق الطالبات لمهارات إدارة الوقت في ذلک المقرر المهم الذي يعتمد على إتقان المهارات الإدارية خاصة إدارة الوقت مثل مهارات (وضع خطة للأعمال المطلوبة في الوقت المحدد ، تحديد الأولويات ، تنظيم الأعمال و تبسيطها ، التحکم في مضيعات) .

في ضوء ما سبق تحددت مشکلة البحث الحالي في أنه على الرغم من أهمية تمکن طالبات شعبة الاقتصاد المنزلي لمهارات إدارة الوقت، وکما أکدت الدراسات العالمية على ضرورة تبني استراتيجيات التعلم النشط في التدريس الجامعي لضمان الجودة ؛  إلا أنه في الواقع نجد أن الطالبات يفتقرن لوجود هذه المهارات المهمة في إعدادهن الأکاديمي الأمر الذي وجه اهتمام الباحثات نحو إعداد برنامج مقترح قائم على استخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط لتنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية. في ضوء ما سبق تحددت تساؤلات البحث فيما يلي :

1. ما مهارات إدارة الوقت التي ينبغي توافرها لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية ؟

2. ما صورة برنامج مقترح قائم على استخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط لتنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية؟

3. ما فاعلية البرنامج المقترح القائم على استخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط في تنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية ؟

أهداف البحث

يستهدف هذا البحث دراسة "برنامج مقترح لتنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلى بکلية التربية باستخدام بعض استراتجيات التعلم النشط "ويستلزم تحقيق هذا الهدف تحقيق الأهداف الفرعية التالية :

1.إعداد قائمة بمهارات إدارة الوقت التى ينبغى توافرها لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلى بکلية التربية بالإسماعيلية.

2 .بناء برنامج فى الاقتصاد المنزلى قائم على استخدام بعض استراتجيات التعلم النشط لتنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلى بکلية التربية بالإسماعيلية وتطبيقه.

3 .قياس فاعلية البرنامج المقترح القائم على استخدام بعض استراتجيات التعلم النشط لتنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلى بکلية التربية بالإسماعيلية.

أهمية البحث:

تتمثل أهمية البحث فيما يلى:

1. تقديم برنامج يتضمن أنشطة تعليمية تساعد الطالبات على تنمية مهارات إدارة الوقت لديهن و المشارکة الايجابية النشطة في الموقف التعليمي.

2. تقديم دليل إرشادي (دليل معلم)  لتوضيح کيفية تدريس برنامج لتنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبة شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية باستخدام استراتيجيات التعلم النشط.

3. توجيه أنظار أعضاء هيئة التدريس القائمين على برامج إعداد المعلم بصفة عامة و معلمة الاقتصاد المنزلي بصفة خاصة إلى استخدام استراتيجيات التعلم النشط في التدريس الجامعي ، بهدف الارتقاء بمستوى کفاءة التدريس للمعلم ومن ثم الارتقاء بمستوى المعلم خريج
کلية التربية  .

4. استجابة للاتجاهات الحديثة العالمية والمحلية فى ارتياد مجالات جديدة فى طرائق التعليم والتعلم الجامعى والتى تنادى بتحويل التعليم الجامعى إلى تعلم جامعى نشط .

فروض البحث:

1. توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي(رتب) درجات طالبات مجموعة البحث في کل من التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار إدارة الوقـت ، على جميع أبعاده ، وکذلک للاختبار ککل و ذلک لصالح التطبيق البعدي للاختبار. 

2. وجود علاقة بين المتغيرين ( التأثير) لدلالة الفرق بين متوسطي(رتب) درجات طالبات مجموعة البحث في کل من التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار إدارة الوقـت ، على جميع أبعاده ، وکذلک للاختبار ککل.

الأسلوب البحثى :

1- منهج البحث والأساليب الإحصائية

• استخدم فى هذه الدراسة المنهج التجريبى (بإستخدام المجموعة التجريبية الواحدة ذات القياس القبلى والبعدى ).
• استخدام اختبار ويلککسون (Wilcoxon) اللابارامترى لعينتين مرتبطتين ويعد الاختبار الإحصائى الأنسب لتصميم الدراسة لصغر حجم مجموعة الدراسة (11 طالبة )

2- مصطلحات البحث العلمية والإجرائية

أ‌.  برنامج Program   :

هو مجموعة من الخبرات التعليمية المترابطة تُقدم لمجموعة معينة من الدارسين، لتحقيق أهداف تعليمية معينة في فترة زمنية محددة (محمد السيد علي، 1998، 14).

ب‌.     إستراتيجيات التعلم النشط    strategies Active Learning:

هى طريقة للتعليم والتعلم المخطط التى يتبعها المعلم داخل الصف الدراسى(أو خارجه ) لتدريس محتوى موضوع دراسى معين بغية تحقيق أهداف محددة سلفا، وتنطوى على مجموعة من الخطوات أو الإجراءات أو المراحل المتتابعة والمتناسقة فيما بينها المنوط للمعلم والطلاب القيام بها أثناء السير فى تدريس المحتوى . (حسن زيتون،5،2003)

وتعرف أجرائياً بأنها الأساليب والإجراءات التي يتبعها المتعلم داخل الموقف التعليمي بعد تخطيط مسبق لها من المعلم لمعالجة مشکلات تعليمية معينة ويقتضيه ذلک أن يندمج بنشاط في عمليات تفکير وأنماط سلوکية معينة بفاعلية کبيرة من خلال بيئة تعليمية غنية متنوعة تسمح لهم بالإصغاء الايجابي والحوار البناء والمناقشة الثرية , والتفکير الواعي والتحليل السليم.

ت‌.     مهارات إدارة الوقت   skills Time Management:

تعرف أجرائياً بأنها مجموعه القدرات اللازمة لطالبات شعبة الاقتصاد المنزلي المتمثلة في القيام بعمليات (تسجيل الوقت وتحليله، تحديد الأهداف والأولويات ،التخطيط، التنظيم، التنفيذ والمراقبة، اتخاذ القرارات ،التقييم ،التحکم في مضيعات الوقت) التي تمکنهن من الاستثمار الأمثل للوقت المتاح لديهن للقيام بالأعمال المطلوبة منهن في ضوء القواعد والنظم العلمية الصحيحة لإدارة الوقت.

3- حدود البحث

تتمثل حدود البحث فيما يلى :

أولاً : عينة البحث :

تکونت عينة البحث من جميع طالبات الفرقة الثانية بشعبة الاقتصاد المنزلى بکلية التربية بالإسماعيليةو قوامها (11) طالبة

وتم اختيار الفرقة الثانية باعتبارها لا تزال تمثل بداية لدراسة الطالبة بشعبة الاقتصاد المنزلي مما يتيح الفرصة للطالبات للاستفادة من تطبيق المهارات أثناء دراسة مجالات التخصص المختلفة قبل التخرج .ولم يتم التطبيق على الفرقة الأولى نظرا لقلة أعداد المنتسبات بالفرقة عن (5 طالبات )

ثانياً : أدوات البحث

1-استبيان يستهدف التوصل لقائمة بمهارات إدارة الوقت التى ينبغى توافرها لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلى بکلية التربية بالإسماعيلية.

وتم ذلک  بإتباع ما يلي  :

إعداد قائمة مبدئية بمهارات إدارة الوقت الرئيسية والفرعية التي ينبغي توافرها لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية  وذلک من خلال:

v تحديد مهارات إدارة الوقت التى ترتبط بتخصص الاقتصاد المنزلى وتناسب طالبة کلية التربية بشعبة الاقتصاد المنزلى وذلک بالاستعانة بما يلى :

• · الکتب والمراجع العالمية والعربية في الأدب الإداري ومواقع الانترنت ،الدراسات والبحوث السابقة المرتبطة بإدارة الوقت ، ثم التعرف على آراء أعضاء هيئة التدريس في الاقتصاد المنزلي ، والتعرف على أراء طالبات شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية .
• · ضبط القائمة ( إجراء عمليات الصدق و الثبات) بعرض القائمة على مجموعة من المتخصصين في الاقتصاد المنزلي من خلال استبيان أعد لهذا الغرض ، و التوصل إلى القائمة النهائية لمهارات إدارة الوقت وتضمنت القائمة النهائية 8 مهارات رئيسية (تسجيل الوقت وتحليله اتخاذ القرارات السيطرة على مضيعات الوقت وضع الأهداف وتحديد الأولويات التخطيط التنظيم التنفيذ والمراجعة التقييم ) ويقع تحتها 34 مهارة فرعية .

جدول رقم (1)

عدد مهارات إدارة الوقت الرئيسية والفرعية فى قائمة إدارة الوقت

2-إعداد برنامج مقترح قائم على استخدام بعض استراتيجيات التعلم النشط لتنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية

 وتم ذلک  بإتباع ما يلي:" 

أولاً : تحديد أسس بناء البرنامج :

والتي تمثلت في (أسس تتعلق بالتعلم النشط واستراتيجياته و أسس تتعلق بمهارات إدارة الوقت وطبيعتها الإدارية) .وقد روعى ان يستند البرنامج على مجموعة من الأس المرتبطة بثلاثة محاور رئيسية وهى :*الأسس النفسية ** الأسس الاجتماعية *** الأسس التربوية

ثانياً : تحديد خطوات بناء البرنامج  وهى :

1- تحديد أهداف البرنامج:

أ-الهدف العام للبرنامج

تنمية مهارات إدارة الوقت لدى طالبات شعبة الاقتصاد المنزلى بکلية التربية ويتفرع من الهدف العام الرئيسى الأهداف العامة الفرعية وهى تنمية قدرات الطالبات على :

• تسجيل الوقت وتحليله
• اتخاذ القرارات الإداريةعند إدارة الوقت
• السيطرة على مضيعات الوقت
• وضع الأهداف وتحديد الأولويات
• التخطيط لإدارة الوقت
• تنظيم العمل فى خطة إدارة الوقت لتحقيق الأهداف
• تنفيذ الخطة الموضوعة لإدارة الوقت ومراجعتها
• تقييم جميع مراحل العملية الإدارية للوقت

ب- الأهداف الإجرائية للبرنامج

   تم صياغة الأهداف الإجرائية للبرنامج  وکان ععددهم 108 هدف مع مراعاة
تنوعها وشمولها .

2-تحديد محتوى البرنامج:

تم إعداد محتوى البرنامج في ضوء قائمة مهارات إدارة الوقت التي تم إعدادها،  وقد تم اختيار المحتوى العلمي للمهارات بالرجوع إلى البحوث، والدراسات السابقة ومواقع الانترنت تم تنظيم محتوى البرنامج المقترح منطقيا في شکل هرمي وفق معايير التنظيم الفعال للخبرات التعليمية و هي الاستمرار و التتابع و التکامل، حيث احتوى البرنامج على وحدتين وکل وحدة تم تناول المهارات التي تتضمنها في شکل موضوعات وروعي الترابط بين موضوعات کل وحدة و الترابط بين وحدتي البرنامج ، و روعي الترتيب المتسلسل للموضوعات بحيث يصبح المحتوى السابق متطلبا قبليا للمحتوى اللاحق.کما روعي التکامل بين موضوعات المحتوى. ويوضح جدول (2) وحدتا البرنامج والموضوعات التى تحتويها کل وحده.

جدول رقم (2)

يوضح وحدتا البرنامج والموضوعات التى تحويها کل وحدة

3- تحديد استراتيجيات التعلم النشط المستخدمة عند تدريس البرنامج:

تم تحديدها في ضوء طبيعة المهارات الإدارية المستهدفة ومستوى الطالب الجامعي حيث أن أنشطة التعلم بهذه الاستراتيجيات تساعد في تنمية المهارات العقلية و السلوکية و المهارات الاجتماعية کالتعاون و التفاوض  ووجود عناصر تدعم الاتصال الجيد والمتعة والإثارة في التعلم مما يساعد في  المهارات المستهدفة إلى حد کبير، وبناء على ذلک حددت الباحثات عدد من استراتيجيات التعلم النشط وهي:

المحاضرة المعدلة،المناقشة والحوار، التعلم التعاوني، دراسة الحالة، لعب الأدوار،التعلم الذاتي إلى جانب ورش عمل لتطبيق المهارات.

4- تحديد الأنشطة التعليمية:

تم صياغة جوانب التعلم في البرنامج المقترح في صورة أنشطة مخططة متعددة و متنوعة تثير التفکير لدى الطالبات و تتيح لهن الفرصة للاندماج النشط في عملية التعلم  وقد روعي عند صياغة الأنشطة أن تکون ملائمة لموضوع المهارة المتناولة ، ومرتبطة بالأهداف و تحققها و مناسبة للوقت والإمکانيات ومصاغة بطريقة تتيح لهن النقد والابتکار. وقد استخدمت أنشطة تطبيقية داخل قاعة الدراسة وورش العمل کما استخدمت أنشطة إثرائية يتم التعامل معها خارج قاعة الدراسة لدورها المهم فى تعميق الاستفادة من البرنامج وانتقال أثر التعلم ومثال على ذلک قيام الطالبات بإعداد نماذج لخطط زمنية وإعداد أبحاث وتقارير،ويراعى أن تحفز هذه الأنشطة الطالبات على إبداء الآراء وحرية الابتکار والإبداع .

5- تحديد مصادر التعلم:

 تم توظيف مصادر التعلم وفقا لما يتطلبه الموقف التعليمي بحيث تستخدم في الوقت المناسب وروعي أن تکون سهلة الأعداد وذات جوده وکفاءة عالية وتناسب خصائص المتعلمين و قد تم الاستعانة بالمصادر الآتية عند تدريس البرنامج: *مصادر تعلم منتجة يدويا ( صور ، بطاقات،نماذج من مطبوعات ورقية)

*  مصادر تعلم تکنولوجية.( العروض التقديمية باستخدام برنامج power point)

* مصادر تعلم تعتمد على أنشطة الطلاب

6-تحديد أساليب التقويم:

 وقد اشتملت مراحل التقويم في البرنامج على:تقويم بنائي ويهدف إلى تحديد مدى تحقيق الطالبات لأهداف کل موضوع من موضوعات البرنامج وتقديم التغذية الراجعة وتحديد الصعوبات و معالجتها أولا بأول ، وذلک عن طريق مجموعة من الأدوات التي يتم تحضيرها مثل :
الأسئلة والتکليفات،

  تقويم نهائي: ويهدف إلى تحديد مدى تحقيق الطالبات لأهداف البرنامج المقترح ومدى تمکنهن من المعارف و المهارات المتضمنة بالبرنامج وذلک من خلال اختبار إدارة الوقت.

7-إعداد و تصميم دليل الطالبة:

بدأ دليل الطالبة بمقدمة ثم تم عرض وحدات البرنامج وموضوعاته حيث اشتملت الوحدة الأولى على (4 موضوعات) و الوحدة الثانية اشتملت على (5 موضوعات) . و قد بدأ عرض کل موضوع بالأهداف الإجرائية ، و اشتمل على أنشطة معلنة الهدف ، و يعقب أخر نشاط في الموضوع أسئلة التقويم وأنشطة إثرائية.

8-إعداد وتصميم دليل المعلم:

 حيث يعتبر مرشد يوضح للمعلم الخطوات التفصيلية لکيفية مساعدة الطالبات في تحقيق أهداف البرنامج ، و تضمن الدليل العناصر الآتية ( أهداف البرنامج، فکرة عامة عن التعلم النشط و استراتيجياته، توجيهات يجب مراعاتها عند التنفيذ ،جدول يوضح البرنامج و وحداته و موضوعاته وعدد الساعات اللازمة لدراستها، عرض إجراءات تنفيذ الموضوعات و الأنشطة وبدأ عرض کل موضوع بجدول زمني للسير في إجراءات التدريس، واختتم الدليل بالمراجع).

ثالثاً ضبط البرنامج:

 تم عرض البرنامج على مجموعة من المتخصصين في المناهج و طرق التدريس و في الاقتصاد المنزلي(تخصص ادارة منزل ) ، وقد تم تعديل البرنامج في ضوء نتائج التحکيم للتوصل إلى البرنامج في صورة نهائية.

3  إعداد اختبار إدارة الوقت لقياس مستوى تحصيل الطالبات للجوانب المعرفية والمهارات العقلية المرتبطة بمهارات إدارة الوقت.

والذي تطلب إعداده المرور بالخطوات الآتية:

  ‌أ- تحديد الهدف من الاختبار : يهدف الاختبار إلى قياس مستوى تحصيل الطالبات للجوانب المعرفية والمهارات العقلية المرتبطة بمهارات إدارة الوقت المتضمنة بالبرنامج المقترح .

  ‌ب-   صياغة مفردات الاختبار:  يتکون الاختبار من جزأين الجزء الأول تمت صياغة مفرداته في صورة أسئلة موضوعية (أسئلة التکملة و الاختيار من متعدد ).الجزء الثاني تمت صياغته في شکل مواقف، توضح الطالبة تصرفها فيها مع بيان السبب واشتمل الاختبار في صورته الأولية على 50 مفردة (17 تکملة ،20 اختيار من متعدد ،13 موقف)

  ‌ج- صياغة تعليمات الاختبار: روعي أن تکون واضحة ومحددة, وقد اشتملت التعليمات على هدف الاختبار، الزمن المحدد للإجابة، کيفية الإجابة على مفردات الاختبار.

صدق الاختبار :

   حيث تم عرضه في صورته الأولية على مجموعة من السادة المتخصصين في مجال الاقتصاد المنزلي(تخصص ادارة منزل ) و المناهج و طرق التدريس و علم النفس و التقويم التربوي, وفي ضوء آراء السادة المحکمين تم تعديل الصياغات اللغوية والمستويات المعرفية لبعض الأسئلة ، وتغيير بعض البدائل و زيادتها إلى أربع بدائل لکل مفردة بدلا من ثلاثة فقط.

التجربة الاستطلاعية للاختبار :

تم تطبيق الاختبار في صورته الأولية على عينة عددها (11) طالبة من طالبات الفرقة
الثالثة بشعبة الاقتصاد المنزلي کلية التربية بالإسماعيلية في بداية الفصل الدراسي الثاني
للعام (2007-2008)

 وذلک بهدف:

• حساب متوسط زمن الاختبار : وقد وجد أن الزمن اللازم للإجابة عن الاختبار = 60 دقيقة.
• حساب ثبات الاختبار وقد تم حساب الثبات باستخدام معادلة ألفا کرونباخ و قد بلغت قيمة ألفا ( 0.80 = a ) مما يعد مؤشر على ثبات الاختبار.
• التعرف على مدى وضوح أسئلة الاختبار, وبعد ذلک تم وضع الاختبار في صورة نهائية في 50 مفردة (17 تکملة، 20 اختيار من متعدد، 13 موقف ).

تصحيح الاختبار:

الجزء الأول (أسئلة التکملة و الاختيار من متعدد ) تعطى درجة واحدة لکل إجابة صحيحة. الجزء الثاني المواقف، تعطى درجة واحدة للإجابة عن الموقف بشکل سليم و درجة واحدة لتوضيح السبب. و بذلک تکون الدرجة الکلية للاختبار63 درجة.

4 تطبيق الأدوات و تجربة الدراسة

 وتم ذلک  بإتباع ما يلي :

1. تحديد متغيرات البحث: المتغير المستقل (تدريس البرنامج المقترح ) والمتغير التابع ( مهارات إدارة الوقت ).

2. تحديد التصميم التجريبي : استخدمت الدراسة الحالية التصميم التجريبي باستخدام المجموعة الواحدة ذات القياس القبلي و البعدي.و اختبار ويلککسون ((Wilcoxon اللابارامتري لعينتين مرتبطتين و هو الاختبار الإحصائي الأنسب للدراسة.

3. اختيار مجموعة البحث : جميع طالبات الفرقة الثانية بشعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية بالإسماعيلية العام (2007-2008) حيث بلغ عددهن (11) طالبة .

4. التطبيق القبلي للاختبار : تم تطبيق اختبار إدارة الوقت على طالبات مجموعة الدراسة بغرض تحديد خلفياتهم المعرفية المسبقة عن إدارة الوقت قبل البرنامج .

5. التطبيق الميداني لتجربة الدراسة:بدأت الباحثات بتدريس البرنامج يوم الاثنين الموافق 24/3 / 2008 وانتهت دراسة البرنامج يوم الاثنين الموافق 5/5 / 2008 طبقا لجدول البرنامج الموضوع بإجمالي (30 ساعة) دراسية تم تکثيفها في 6 أسابيع .

6. التطبيق البعدي للاختبار: تم تطبيق اختبار إدارة الوقت على طالبات الفرقة الثانية بشعبة الاقتصاد المنزلي بکلية التربية بالإسماعيلية وذلک لمعرفة تأثير البرنامج ، و بعد تصحيح الاختبار و رصد الدرجات ، تم توزيع جوائز لأفضل الطالبات.

نتائج البحث و تفسيرها و مناقشتها

أولا: نتائج تتعلق بالفرض الأول من فروض البحث:

   سيتم عرض النتائج في ضوء فروض الدراسة و ينص الفرض الأول للبحث على: "توجد فروق داله إحصائيا عند مستوى بين متوسطي(رتب) درجات طالبات مجموعة البحث في کل من التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار إدارة الوقـت ، بجميع أبعاده ، وکذلک للاختبار ککل و ذلک لصالح التطبيق البعدي للاختبار." وللتحقق من صحة الفرض الأول تم استخدام اختبار ويلککسون ((Wilcoxon اللابارامتري لعينتين مترابطتين.

ويوضح الجدولين رقمي (3 ) , (4) النتائج الخاصة بتطبيق اختبار إدارة الوقت

جدول رقم (3) يوضح المتوسط والانحراف المعياري لکل بعد من أبعاد الاختبار وللاختبار ککل
قبل وبعد دراسة البرنامج

جدول رقم  ( 4 )

جدول يوضح قيمة  Z و دلالتها لنتائج کل بعد من أبعاد اختبار إدارة الوقت قبل و بعد دراسة البرنامج

*   داله عند مستوى 0.05              ** غير دالة عند مستوى 0.05

يتضح من بيانات الجدول السابق رقم (4) زيادة في قيمة متوسط الدرجات في الاختبار البعدي (43.1818 ) عن متوسط الدرجات في الاختبار القبلي(21.7273) , وان قيمة Z  (2.847 ) ومستوى دلالة ( 0.004) و هي دالة إحصائيا للاختبار ککل عند مستوى دلاله 0.05 وهو ما يکشف عن تحسن الأداء البعدي لطالبات مجموعة البحث عن الأداء القبلي فيما يتعلق باختبار إدارة الوقت ککل. کما يتضح زيادة في قيمة جميع متوسطات الدرجات في الاختبار البعدي عن متوسطات الدرجات في الاختبار القبلي لجميع أبعاد اختبار إدارة الوقت (مقدمة في إدارة الوقت, تسجيل الوقت وتحليله، اتخاذ القرارات الإدارية ، التحکم في مضيعات الوقت ، وضع الأهداف وتحديد الأولويات ، التخطيط للوقت ، التنظيم ، التنفيذ والمراجعة، التقييم) ، وأن جميع قيم  Z  دالة إحصائيا عند مستوى دلاله 0.05 لجميع أبعاد اختبار إدارة الوقت ما عدا بُعد مهارة تسجيل الوقت وتحليله. 

وبالرجوع للنتائج السابقة لاختبار إدارة الوقت ککل وأبعاده کل على حده, يتم قبول الفرض الأول للدراسة والذي ينص على أنه:   " يوجد فروق داله إحصائيا بين متوسطي(رتب) درجات طالبات مجموعة البحث في کل من التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار إدارة الوقـت ، على جميع أبعاده،  ماعدا بُعد مهارة تسجيل الوقت وتحليله ، وکذلک للاختبار ککل و ذلک لصالح التطبيق البعدي للاختبار  "

ثانيا: نتائج تتعلق بالفرض الثاني من فروض البحث:

   والذى ينص على وجود علاقة بين المتغيرين ( التأثير) لدلالة الفرق بين متوسطي(رتب) درجات طالبات مجموعة البحث في کل من التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار إدارة الوقـت ، على جميع أبعاده ، وکذلک للاختبار ککل.

وتم التحقق من العلاقة (حجم التأثير) باستخدام معادلة معامل الارتباط الثنائي لرتب الأزواج المرتبطة  Matched – Pairs Rank Biserial Correlation (صلاح الدين علام ،262،2004)،  باستخدام المعادلة الآتية :

 (زکريا أحمد الشربيني ،2001 ،282)

وجدول رقم (5) يوضح ذلک .

جدول  رقم (5 )

جدول يوضح قيم قوة العلاقة لکل بعد من أبعاد الاختبار و کذلک للاختبار ککل

ويلاحظ من الجدول رقم (5) قيمة قوة العلاقة (حجم التأثير) لأبعاد الاختبار تتراوح ما بين(0.88) و (0.96) و للاختبار ککل هي (0.96 ) وهي قيمة تدل على قوة عالية وحجم تأثير کبير للمتغير المستقل (البرنامج المقترح باستخدام استراتيجيات التعلم النشط ) على المتغير التابع (مهارات إدارة الوقت) ، ويفيد بأن 96% من تباين رتب درجات اختبار إدارة الوقت يعزى للبرنامج ، مما يدل على فاعلية البرنامج المقترح من الناحية العملية التطبيقية ويشير إلى وجود دلالة عملية إلى جانب الدلالة الإحصائية.

والنتائج السابقة تثبت صحة الفرض الثاني للدراسة وهو " قوة العلاقة بين المتغيرين (قوة التأثير) لدلالة الفرق بين متوسطي(رتب) درجات طالبات مجموعة البحث في کل من التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار إدارة الوقـت ککل من النوع الکبير، وکذلک لجميع أبعاد الاختبار ماعدا بُعد ( مهارة تسجيل الوقت وتحليله ) .

تفسير النتائج ومناقشتها

ترى الباحثات انه يمکن إرجاع  النتائج إلى الأسباب التالية :

(1)  تدريس البرنامج المقترح باستخدام استراتيجيات التعلم النشط اعتمد على أنشطة تعليمية ومواقف وفعاليات يتم ربطها فعلا بما تعلمته الطالبات سابقا فالتعلم النشط لا يتم في فراغ ولا يبدأ مباشرة دون مراعاة ما مر به الطالب من خبرات سابقة, بل يتم تلمس الخبرات السابقة له والإلمام بها عن طريق توجيه أسئلة متعددة هادفة للتعرف عليها مما يجعل عملية التعلم الجديدة ذات معنى .

(2) تدريس البرنامج المقترح باستخدام استراتيجيات التعلم النشط أهتم بتشجيع الطالبات على طرح الأسئلة المختلفة ومناقشتها مع بعضهن البعض ومع معلمتهن و إتاحة الفرصة للطالبات للتعبير عن آرائهن بحرية مما يثرى المناقشات بين الطالبات.

(3)  تدريس البرنامج المقترح باستخدام استراتيجيات التعلم النشط اعتمد على توجيه الطالبات نحو العمل في مجموعات أو أزواج تعاونية لاکتساب مهارات إدارة الوقت في جو تعاوني قائم على التفاعل والتواصل مع الآخرين لاکتساب مهارات اجتماعية تساعد في تعزيز التفاعل النشط الذي يساعد في تعلم المهارات المستهدفة

(4) ارتباط الأنشطة الموجودة بالبرنامج بخبرات تعليمية وحياتية حقيقية وبمشکلات ومواقف من العالم والمجتمع المحيط , مشکلات مرتبطة بالطالبات وحالات عملية قريبة لهن وحياتهن کطالبات ومعلمات وربات منزل مستقبليات , أي اعتماد البرنامج في تناول المهارات المستهدفة على محتوى تعليمي أصيل .

(5) تشجيع الطالبات على التفکير الناقد في سلوکيات شائعة ومواقف متکررة في تعاملات الأفراد مع الوقت کمدخل لتعلم المهارة وتقدير أهميتها , وأيضا تنمية التفکير التحليلي والناقد من خلال الحکم على الأمور والأشياء والحوادث والأعمال مما يرکز على اکتساب مهارات التفکير العليا مثل التحليل والترکيب والتقويم عن طريق المناقشات وکتابة التقارير ودراسة الحالة وطرح الأسئلة.

(6) الاهتمام بالمجالات الوجدانية والتأکيد على أن أول خطوة في تعلم مهارات إدارة الوقت الاقتناع الداخلي بأهميتها في حياة کل فرد منهن.

(7) الاهتمام بالتغذية الراجعة بعد انجاز الطالبات للأنشطة المتعلقة بتعلم کل مهارة من مهارات إدارة الوقت وذلک للتأکد من تحقيق الأهداف وتحديد نقاط القوة والضعف و التعزيز الذي يتناسب مع المرحلة العمرية الجامعية مما ساعد على زيادة إقبال الطالبات على الاستمرار في البرنامج  .

(8) استخدام استراتيجيات متنوعة في کل لقاء وذلک لضمان أنشطة متنوعة( معنوي / مادي )   للطالبات خلال اللقاء الواحد الذي رغم طوله إلى أربع ساعات کانت تعليقاتهن دائما أنهن لم يشعرن بذلک لتنوع الاستراتيجيات المستخدمة مما أدى إلى عدم الشعور بالملل من الموقف التعليمي.

(9) إتاحة الفرصة للطالبات لتطبيق المهارات في ورش العمل , مواقف حقيقية أدت إلى تعميق أهمية المهارات بالنسبة إليهن مع تعميق فهمهن للمهارة وکيفية تطبيقها في الحياة العملية مما وضح وظيفة المهارات .

(10) الاهتمام بالتقويم المستمر بعد کل جزء وبعد کل محاضرة و الاعتماد على استراتيجيات تقييم موثوق بها من اجل الحکم على مهارات حقيقية , وهو ما يعرف بالتقويم الأصيل الذي يستند إلى الأنشطة التي تمثل التقدم العقلي نحو الأهداف ويعکس المهمات إلى داخل المحاضرة خلال المواقف الحياتية المختلفة باستخدام (ملف الانجاز).

   وتتفق نتائج البحث الحالي مع نتائج العديد من الدراسات السابقة .ويذکر منها على سبيل المثال دراسة ( Ross & Fulton , 1994 ؛  Stulheim ,1998؛ Veenman , et al,1999؛  Carroll& Leander,2001؛ محمد حماد هندي ,2002  ؛ فاطمة عبد الوهاب ,2005   ؛   Einstein ,2005؛  المهدي محمود سالم , 2006 ؛ عاطف سعـيد , رجاء عيد ,  2006 ؛ 2005 ,  Dugan   Heller &   ؛أحلام مبروک ،2008 (   التي أظهرت نتائجها جميعاً أن استخدام استراتيجيات التعلم النشط المتنوعة  کان له تأثير إيجابي في زيادة التحصيل والانجاز الأکاديمي وزيادة اتجاه الطلاب نحو التعلم، وتنمية مهارات التعلم بعيدة المدى لديهم، کذلک تنمية مهارات التفکير الناقد و مهارات حل المشکلات ومهارات التحليل و التقويم و مهارات إدارة الذات و زيادة قدرة الطلاب على تطبيق الکفاءات المهنية في ممارساتهم الحالية والمستقبلية.

   إلا انه من الملاحظ عدم وجود فرق دال إحصائيا بين رتب درجات الطالبات في مهارة تسجيل الوقت وتحليله وربما يرجع ذلک للأسباب التالية في رأى الباحثات:

1) قصر مدة التدريب على المهارة, حيث أنها کانت من أوائل مهارات البرنامج وهي کمهارة خاصة بمورد الوقت تختلف عن بقية المهارات الإدارية فتحتاج لفترة طويلة من التسجيل والتحليل للأنشطة وهذه الفترة لم تتوافر للطالبات وذلک نتيجة لظروف التطبيق.

 2) تحتاج هذه المهارة إلى المثابرة عليها و الاعتقاد بأهميتها کمفتاح لإدارة الوقت وتعتمد أيضا على مهارة التحليل کمهارة عقلية, و إتقان الطالبات لمهارات التعلم الذاتي وهذه المهارات ربما لم تکن متوافرة لدى الطالبات لعدم تنميتها في برنامج الإعداد.

 التوصيات

من نتائج توصي الباحثات بما يلي:

1. تطوير برنامج الإعداد بکلية التربية لمعلمات الاقتصاد المنزلي وتعميم استخدام مهارات وأدوات إدارة الوقت وذلک من خلال الاستعانة بجميع مقررات الدراسة بشعبة الاقتصاد المنزلي مع وجود متابعة مستمرة من أعضاء هيئة التدريس لتطبيق الطالبات لمهارات إدارة الوقت في الجوانب العملية و النظرية لمجالات الاقتصاد المنزلي المختلفة

2. الأخذ بمدخل التعلم النشط  في إعداد المعلم بصفة عامة وإعداد معلمة الاقتصاد المنزلي  بصفة خاصة، لأنه يؤدي إلى تعلم الطلاب لما يحتاجون إليه، بدلا من تقديم قدر هائل من المعلومات المنعزلة عن السياق وتوجه التوصية لوزارة التربية والتعليم،

3. تطوير أساليب التقويم الجامعية التقليدية التي تعتمد على التذکر بأساليب التقويم الأصيل المناسب لفلسفة التعلم النشط الحديث ومن أشهر أدواته المستخدمة عالميا في مختلف المراحل التعليمية ملف الانجاز(البرتفوليو).

4. استخدام أعضاء هيئة التدريس لاستراتيجيات التعلم النشط المتنوعة  عند التدريس لطالب التعليم الجامعي عامة و لطالب کلية التربية خاصة لتعميق ثقافة التعلم النشط لدية کطالب حاليا وکمعلم يطبق هذه الاستراتيجيات في مدرسته مستقبلا.

1. وضع مقرر في إدارة الوقت  کمقرر ثقافي لطلاب کلية التربية جميع التخصصات.

6. اعداد برامج موجهه لربات الأسر تساعدهم على تفهم واستخدام مهارات إدارة الوقت للاستفادة منها فى إدارة شئون الأسرة لإنجاز مسئولياتها بأقل وقت ووجهد 

المقترحات

في حدود البحث الحالي و ما أسفر عنه من نتائج تقترح الباحثات ما يلي:

1. برنامج مقترح لتنمية مهارات إدارة الوقت و الجهد لدى طلاب و طالبات کلية التربية (جميع التخصصات).
2. اثر استخدام إستراتيجية( فکر- زاوج –شارک) کإستراتيجية من استراتيجيات التعلم النشط في تنمية مهارات إدارة الدخل المالي و الأسري لدى طالبات الاقتصاد المنزلي بکليات التربية.
3. أثر استخدام حقيبة التعلم (البرتفوليو) کأحد أساليب التقويم الأصيل على التحصيل و بقاء أثر التعلم لدى طالبات الاقتصاد المنزلي بکليات التربية.
4. وحدة بنائية مقترحة في الاقتصاد المنزلي لتنمية القدرة على إدارة الوقت والجهد لطالبات المرحلة الإعدادية و الثانوية.