مستوي الصداقة لدي عينة من طالبات جامعة الطائف

 

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

 

 

 

 

مستوي الصداقة لدي عينة من طالبات

جامعة الطائف

 

 

 

إعــــــــــداد

د/ إيناس محمد سليمان علي منصور

أستاذ مساعد / ارشاد نفسي / جامعة الطائف

 

 

 

 

}     المجلد السابع والثلاثون– العدد الثالث –  مارس 2021م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

ملخص البحث:

    يهدف البحث الحالي الي معرفة مستوي الصداقة لدي عينة من طالبات جامعة الطائف، ومعرفة الفروق بين استجابة عينة الدراسة حول الصداقة تبعًا لمتغير (التخصص الدراسي، المستوي الدراسي، عدد افراد الاسرة، مستوي الدخل الاسري). وتکونت عينة الدراسة من (105) طالبة مقسمين الي (52) طالبة من کلية العلوم، (53) طالبة من طالبات کلية التصاميم من طالبات المستوي الأول والثاني. وطبق عليهم مقياس الصداقة الحميمة.

وتوصلت نتائج الدراسة الي توفر مستوي مرتفع جدًا من الصداقة لدي طالبات جامعة الطائف، وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات الطالبات حول الصداقة تبعًا لمتغير (عدد افراد الاسرة، مستوي الدخل الاسري)، بينما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات الطالبات حول الصداقة تبعًا لمتغير (التخصص الدراسي، المستوي الدراسي).

الکلمات المفتاحية : مستوي الصداقة - طالبات الجامعة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract

The current research aims to find out the level of friendship with a sample of students from Taif University, and to know the differences between the response of the study sample about friendship depending on the variable (specialization, academic level, number of family members, family income level). The sample of the study consisted of (105) students divided into (52) students from the Faculty of Science, (53) students from the Faculty of Design from the first and second levels.

The study results provided a very high level of friendship among students of Taif University, there are statistically significant differences between the students' responses to friendship according to a variable (number of family members, family income level), while there are no statistically significant differences between the students' responses to friendship according to the variable (specialization, academic level).

Keywords: friendship level - university students .

 

 

 

 

المقدمة:

        دائمًا ما توجهنا الطبيعة الإنسانية الي تکوين علاقات اجتماعية مع الاخرين، ومشارکتهم المواقف والاوقات التي يشعرون فيها بالفرح او الحزن. وقد تکون بعض هذه العلاقات إجبارية مثل علاقة الفرد بأسرته واقاربه، وقد تکون علاقات اختيارية مثل علاقة الفرد مع أصدقائه.     (المجدوب ،2001) (Pearce & Dunbar,2020) )

   وتلعب العلاقة مع الأصدقاء بدون شک دورًا اساسيًا في حياة الفرد اليومية، ولکن لا تعد الصداقة بالأمر البسيط فهي علاقة اجتماعية متبادلة قائمة بين طرفين او أکثر حيث يتوقع فيها کل طرف من الطرف الاخر تلبية احتياجاته العاطفية والاجتماعية وتوفير الرفقة والعلاقة الحميمة، والمودة وتعزيز تقدير الذات والآمال بالإضافة الي الحماية من الايذاء.

(Thien et al, 2012)                                         

     کما تعد الصداقة مصدر من مصادر الدعم الاجتماعي لتنمية شخصية الفرد، وذلک من خلال ما توفره الصداقة من فهم الذات والبصيرة واکتساب العديد من المهارات الاجتماعية وممارسة السلوک الاجتماعي الإيجابي. حيث يقضي الطالب الجامعي مع أصدقائه وقت أطول من الوقت الذي يقضيه مع اسرته، ويکتسب العديد من المعلومات والخبرات التي يصعب عليه اکتسابها داخل اسرته. Akin et al, 2016)                     ) 

    وبذلک يتضح لنا الدور الهام للصداقة في حياة الفرد بصفة عامة، وحياة الطالب الجامعي بصفة خاصة باعتبارها مطلب نفسي اجتماعي ينطلق من خلاله الفرد من العالم المحدد     والبسيط الي العالم الاجتماعي الاوسع الذي يندمج فيه ويتفاعل معه ويکتسب خلاله العديد من الخبرات والمهارات.                           (الشماس، 2012) 

مشکلة الدراسة:

      تعد المرحلة الجامعية من المراحل الحاسمة في تکوين شخصية الطالب الجامعي والتي يکتسب خلالها العديد من القيم والمهارات الاجتماعية من جماعة الأصدقاء المحيطة به، وذلک من خلال زيادة الاعتماد على جماعة الاقران مع قلة الاعتماد النسبي على الوالدين والاسرة. وتلعب الصداقة دورًا هامًا في تحقيق النمو والتکيف النفسي بشکل عام ولدي طلاب الجامعة بشکل خاص حيث يبدأ الطلبة في الاستقلال وتحمل المسؤولية الفردية، وتکوين علاقات وطيدة مع اصدقائهم في الجامعة (Bakalim & Tasdelen,2016)                 .

       وتساعد الصداقة الحميمة علي تکوين طلاب جامعيين متمتعين بدرجة عالية من جودة الحياة والثقة بالنفس بالإضافة الي اکتسابهم للعديد من المهارات الحياتية مثل مهارة المشارکة والعمل التعاوني                                              ( الشماس، 2012)

     کما تلعب الصداقة دور کبير في إعطاء الطلبة الفرصة للإفصاح عما بداخلهم من مشاعر وأفکار والتي تساهم بدورها في توطيد العلاقة بين الطلبة بعضهم البعض   (ابو مغلي ،2005).

       کما تسهم العلاقات الوثيقة بين الأصدقاء في تبادل المعرفة والخبرات والتي تتحقق عندما يضيف کل صديق الي أصدقائه الاخرين مجموعة من المعلومات والمهارات التي اکتسبها في مواقف اخري، وبذلک تعد جماعة الأصدقاء بمثابة مصدر يستقي منه الطلبة العديد من القيم الاجتماعية ويتزود من خلاله بالکثير من الخبرات والمهارات التي يصعب الحصول عليها   داخل الاسرة.                                                       (زهران، 1999)

      ومع تعدد الدراسات التي أجريت حول مفهوم الصداقة واهميتها وعلاقتها بالعديد من المتغيرات الأخرى مکرم الله (2017)، الشميري (2019)، (Cekic et al , 2017)، إسماعيل(2016)

     رأت الباحثة أهمية التطرق الي دراسة هذا الموضوع، ومن هنا تمثلت مشکلة البحث في تحديد مستوي الصداقة لدي طلبة الجامعة مع دراسة الفروق في استجابات عينة الدراسة وفقًا لمتغير التخصص الدراسي ومستوي الدخل، وعدد افراد الاسرة.

أسئلة البحث:

1. ما مستوي الصداقة لدي طالبات جامعة الطائف؟
2. هل تختلف استجابات عينة الدراسة حول مستوي الصداقة باختلاف متغير            (التخصص الدراسي، المستوي الدراسي، عدد افراد الاسرة، مستوي دخل الاسرة)؟

اهداف البحث:

  يهدف البحث الحالي الي التعرف علي:

1. مستوي الصداقة لدي طالبات جامعة الطائف.
2. مدي اختلاف عينة الدراسة حول مستوي الصداقة تبعًا لمتغير (التخصص الدراسي، المستوي الدراسي، عدد افراد الاسرة، مستوي دخل الاسرة.

أهمية البحث:

 تتمثل أهمية البحث الحالي فيما يلي:

• تسليط الضوء على مفهوم الصداقة الذي يعد من القيم الاجتماعية الهامة في العلاقات بين الاقران في المرحلة الجامعية.
• تشجيع المؤسسات التعليمية لإعداد برامج وأنشطة خاصة لتوعية الطلبة بأهمية الصداقة، واهمية التفاعل الاجتماعي بين الطلبة في هذه المرحلة العمرية.
• تزويد المکتبة العربية بإطار نظري عن مفهوم الصداقة واهميتها وابعادها.
• يعد هذا البحث دافع للباحثين الاخرين لإجراء العديد من البحوث حول الصداقة وعلاقتها ببعض المتغيرات الأخرى ودراسة الصداقة عبر مراحل عمرية مختلفة.

حدود البحث: تقتصر حدود البحث في التالي:

الحدود الموضوعية: معرفة مستوي الصداقة (الابعاد الثلاثة) لدي طلبة الجامعة.

الحدود المکانية: جامعة الطائف کلية العلوم والتصاميم.

الحدود الزمانية: الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 1441/ 1442 هـ.

الحدود البشرية: طالبات کلية العلوم والتصاميم المستوي الأول والثاني.

مصطلحات الدراسة:

الصداقة:

   هي علاقة وثيقة بين طرفين او أکثر اساسها الاحترام، والحب والتقارب نظرا للاهتمامات والاتجاهات المشترکة، وتقوم على تقديم الدعم والمساعدة المتبادلة مع غياب أي أطماع او مصالح شخصية، مع الرغبة المشترکة في الحفاظ على استمرارية هذه العلاقة ودوامها.

التعريف الاجرائي للصداقة:

     هي علاقة ترابطية إرادية تحدث بين شخصين او أکثر يسودها نوع من التعاطف ودفء المشاعر والاهتمامات والرغبات المشترکة، بالإضافة الي تمتع الطرفين بمساحة من الحرية للتعبير والافصاح عن الذات.

الإطار النظري:

مفهوم الصداقة:

      تعرف الصداقة بانها " علاقة اجتماعية وثيقة تقوم على مشاعر الحب والجاذبية المتبادلة بين شخصين او أکثر."                                     (المجدوب، 2001، ص.21)

     کما أشار الشماس الي الصداقة بانها علاقة حميمة تربط بين شخصين برباط قوي بدون أي أطماع او مصالح فردية                                      ( الشماس ، 2012)   

        والصداقة علاقة ارادية تقوم على التعاطف ودفء المشاعر، وقدرة الأطراف على تبادل الآراء والافصاح عن الموضوعات الأکثر خصوصية، بالإضافة الي المشارکة المتبادلة في الاهتمامات والرغبات والميول، والاتجاهات.                         (مکرم الله، 2017)

      کما تبني الصداقة علي تبادل مشاعر الثقة والاحترام المتبادل، مع الترحيب بتقديم التضحية بين طرفي العلاقة، بحيث يشعر کل طرف نحو الاخر بنوع من الدعم والمساندة الاجتماعية في جميع المواقف.                                  (مرسي، 2000، ص.187)

      ويتضح لنا من التعريفات السابقة ان الصداقة رابط اجتماعي وثيق بين طرفين قوامه الحب والثقة المتبادلة والاستعداد للتضحية من اجل الطرف الاخر بالإضافة الي التفاعل الإيجابي بين الطرفين والذي يتضح من خلال اکتساب مجموعة من المعارف والخبرات التي تساهم في التنشئة الاجتماعية للفرد.

وظائف الصداقة:

      تساعد العلاقة بين الأصدقاء على تکوين هوية نفسية إيجابية تتمثل في تحقيق النمو النفسي والاجتماعي للطالب فهي تتيح له النظر الي ذاته من خلال منظور الاخرين. فيبحث الفرد عن الصديق الذي يساعده على تلبية العديد من احتياجاته النفسية والاجتماعية، کما انها تساعد الفرد على تقوية الإحساس بالذات وتدعيم النزعة الاستقلالية.   (مهداد، 2013)

      کما اکدت محمد (2020) علي دور الصداقة في توفير الوعي الثقافي والسياسي والاقتصادي للأصدقاء، بالإضافة الي تدعيم النمو الأخلاقي من خلال تدعيم العديد من          القيم الاجتماعية مثل التعاون والمساعدة والدعم النفسي والمشارکة في حل العديد من     المشکلات الحياتية.

      وأشار القائمي(1996) الي الدور الذي تلعبه الصداقة في خفض مشاعر القلق والتوتر النفسي لدي جماعة الأصدقاء وذلک من خلال مشارکة الصديق لصديقه في المواقف السارة والمحزنة، والوقوف بجانبه في الازمات، وإعطاء مساحة من الحرية للإفصاح عن الأمور    شديدة الخصوصية.

    واکد کل من أبو سريع (1993) و ,2002)  (Thomas) على أهمية الصداقة بين الطلبة في تحقيق التنمية الاجتماعية وتعزيز الاحترام للذات، وتحقيق التکيف الاجتماعي والولاء للآخرين وزيادة القدرة على التعامل مع الاجهاد النفسي. واکتساب العديد من المهارات والقدرات المرغوب فيها اجتماعيًا، مع ارتقاء إدراک الفرد بمعايير السلوک الاجتماعي في مختلف المواقف وکيفية مشارکة الاخرين اهتماماتهم في ظل جو يسوده الاحترام والثقة المتبادلة.

الدراسات السابقة:

       قامت محمد (2020) بدراسة هدفت الي التعرف على الدور التربوي للصداقة في الاجتماعات الافتراضية لدي طلاب الجامعة وتکونت عينة الدراسة من (413) طالب وطالبة وطبق عليهم مقياس الصداقة الافتراضية، وتوصلت نتائج الدراسة الي ان للصداقة الافتراضية العديد من الأدوار الاجتماعية والتعليمية والنفسية بالإضافة الي الدور الاخلاقي في تقديم العون والدعم، وزيادة الوعي السياسي لدي الأصدقاء.

     اجرت سليمان، والنصراوين (2020) دراسة هدفت الي التعرف على مستوي الاتزان الانفعالي وعلاقته بتکوين الصداقات والتوافق الاسري لدي طلبة المرحلة الإعدادية في بلدة البعينة، وتکونت عينة الدراسة من (285) طالب وطالبة من طلبة المرحلة الإعدادية في بلدة البعينة، وطبق عليهم مقياس تکوين الصداقات، وتوصلت نتائج الدراسة الي وجود مستوي متوسط من تکوين الصداقات لدي عينة الدراسة.

     کما اجري الشميري (2019) دراسة هدفت الي التعرف على مستوي الصداقة لدي طلبة جامعة تعز، بالإضافة الي التعرف على الفروق بين متوسطات درجات افراد العينة على مقياس الصداقة وفقًا لمتغيرات النوع (ذکر وانثي)، والتخصص الدراسي (الکليات العلمية والإنسانية) وتکونت عينة الدراسة من (520) طالبًا وطالبة من مختلف الکليات مقسمين الي (173)        من الذکور، (347) من الإناث. وتوصلت نتائج الدراسة الي ارتفاع مستوي الصداقة لدي        طلبة جامعة تعز، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوي الصداقة لدي طلبة الجامعة تعزي لمتغير الکلية (علمية – إنسانية)، کما لا توجد فروق تعزي لمتغير الإقامة الدائمة

(الريف – المدينة).

     کما قام (Lodder et al,2017) بدراسة هدفت الي التعرف على جودة وکمية الصداقة وعلاقتها بالشعور بالوحدة في مرحلة المراهقة، وتکونت عينة الدراسة من (49.1) من الذکور و(50.9) من عينة الاناث وطبق على عينة الدراسة مقياس الصداقة، وتوصلت نتائج الدراسة الي وجود علاقة سلبية بين الشعور بالوحدة وبين الصداقة المتبادلة، بالإضافة الي ارتباط شعور الوحدة بتکوين عدد اقل من الصداقات.

      وقامت مکرم الله (2017) بدراسة هدفت الي الوصول للخصائص السيکومترية لمقياس الصداقة الحميمة متعدد الابعاد، وتکونت عينة الدراسة من (150) طالب وطالبة من طلبة الجامعة وطبق عليهم مقياس الصداقة الحميمة وتوصلت نتائج الدراسة الي تمتع مقياس الصداق الحميمة بدرجة عالية من الثبات، بالإضافة الي وجود اتساق داخلي بين کل فقرة من           فقرات المقياس، وبين الدرجة الکلية مما يدل علي تحقق الخصائص السيکومترية لمقياس الصداقة الحميمة.

       وهدفت دراسة (Cekic et al , 2017) الي التعرف علي اثار التدريب على مهارات الصداقة في ارتفاع مستوي جودة الصداقة والرفاهية الذاتية للمراهقين. وبلغت عينة الدراسة (311) مراهق ومراهقة، وطبق على عينة الدراسة التجريبية برنامج تعليمي نفسي مکون من 8 جلسات (بدء الصداقات والتدريب والمحافظة عليها)، بينما لم تتلقي العينة الضابطة أي تدريب، وتوصلت نتائج الدراسة الي زيادة مستوي جودة الصداقة والرفاه الشخصي للطلاب الذين حصلوا على البرنامج التدريبي عن العينة الضابطة.

      بينما هدفت دراسة إسماعيل(2016) الي التعرف على مستوي الصداقة لدي طلبة المرحلة المتوسطة والتعرف على الفروق في مستوي الصداقة تبعًا لمتغير الجنس (ذکور-إناث). وبلغت عينة الدراسة (200) طالب وطالبة تراوحت أعمارهم ما بين (13-16) سنه وطيق عليهم مقياس الصداقة. وتوصلت نتائج الدراسة الي تمتع عينة الدراسة بمستوي عالي من الصداقة بالإضافة الي عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين عينة الذکور والاناث في مستوي الشعور بالصداقة.

      کما قام کل من (Bakalim & Tasdelen,2016) بدراسة هدفت الي استکشاف الدور الوسيط للدعم الاجتماعي بين جودة الصداقة والرفاه النفسي. وبلغت عينة الدراسة(529) طالب وطالبة مقسمين الي (309) طالبة، (220) طالبًا تراوحت أعمارهم ما بين (14-19) سنة، وطبق عليهم مقياس الصداقة وتوصلت نتائج الدراسة الي ان الدعم الاجتماعي کان متغير وسيط في العلاقة بين جودة الصداقة والرفاه النفسي.

     وأجري (Akin et al,2016) دراسة هدفت الي التعرف على الدور الوسيط لليقظة العقلية بين جودة الصداقة والحيوية الذاتية، وبلغت عينة الدراسة (273) طالب جامعي وطبق عليهم مقياس جودة الحياة، وتوصلت نتائج الدراسة الي وجود علاقة إيجابية بين جودة الصداقة والحيوية الذاتية بالإضافة الي أهمية جودة الصداقة في تحقيق التکيف النفسي والمعرفي للعينة 

     کما اجري ياسين واخرون (2014) دراسة هدفت الي التعرف على العلاقة بين الصداقة والرفاهية النفسية لدي عينة من طلبة الجامعة، وأثر بعض المتغيرات الديموغرافية على الرفاهية النفسية، وتکونت عينة الدراسة من (139) طالب وطالبة مقسمين الي (31) طالبًا و(108) طالبة وطبق عليهم مقياس الصداقة والرفاهية النفسية، وتوصلت نتائج الدراسة الي قدرة مقياس الصداقة على التنبؤ بالرفاهية النفسية والسعادة لدي عينة الدراسة.

     وقامت سرميني (2013) بدراسة هدفت الي إمکانية تنبؤ مستوي الصداقة بالسعادة وأثر بعض المتغيرات الديموغرافية على الصداقة، وتکونت عينة الدراسة من (194) طالب وطالبة مقسمين الي (24) من الذکور، (170) من الإناث من طلاب المستوي الرابع من کلية التربية بجامعة عين شمس وطبق عليهم مقياس الصداقة والسعادة، وتوصلت نتائج الدراسة الي ان مستوي الصداقة لا يختلف باختلاف النوع في حين کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية في مستوي الصداقة باختلاف التخصص الدراسي لصالح الطلبة ذات التخصص الإنساني.

      کما اجرت الجابري(2013) دراسة هدفت الي التعرف على خصائص وابعاد الصداقة لدي المراهقين والتعرف على الفروق بين الجنسين في مستوي الصداقة لدي مراهقي الريف والحضر وتکونت عينة الدراسة من (300) مراهق ومراهقة مقسمين الي (150) من الذکور وإناث في الريف و(150) من الذکور والإناث من الحضر وطبق عليهم مقياس الصداقة وتوصلت نتائج الدراسة الي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الذکور والاناث على مقياس الصداقة لصالح عينة الاناث في مناطق الريف.

    وقام کل من الجبوري، وحمزة (2013) بدراسة هدفت الي التعرف على تطور الصداقة لدي الأطفال والمراهقين تبعًا لمتغيري العمر والجنس، وتکونت عينة الدراسة من (347) طفل ومراهق في مدينة بغداد منقسمين بواقع (182) طفل، و (165) فردًا من الاعمار (13-15) سنة، وطبق مقياس تطور الصداقة، وتوصلت نتائج الدراسة الي ارتفاع درجة الصداقة لدي الأطفال والمراهقين لدي عينة البحث، کما أظهرت النتائج أثر لمتغير الجنس في تطور الصداقة لصالح الذکور، ولا يوجد أثر للتفاعل بين متغيري العمر والجنس في تطور الصداقة.

    وهدفت دراسة الشماس (2012) الي التعرف على خصائص الصداقة ودورها في حياة الشباب الجامعي، وتکونت عينة الدراسة من (120) طالب وطالبة مقسمين الي (39) طالب (81) طالبة وطبق عليهم استبيان الصداقة في حياة الشباب، وتوصلت نتائج الدراسة الي عدم وجود فروق جوهرية بين الشباب طلبة کلية التربية والعلوم حول بنود المحاور الخمسة في الاستبيان، وعدم وجود فروق دالة إحصائيا بين عينة الذکور والاناث.

       بينما اجرت ( Swenson,2008) دراسة هدفت الي وصف العلاقة بين جودة العلاقات والتکيف بين طلاب الجامعة في المستوي الأول ، وتکونت عينة الدراسة من (271) طالب من طلاب المستوي الأول مقسمين الي (64%) من الإناث ، (36%) من الذکور ، وطبق عليهم مقياس الصداقة وتوصلت نتائج الدراسة الي وجود علاقة ارتباطية إيجابية بين جودة الصداقة وبين التکيف مع الحياة الجامعية لدي طلاب السنة الاولي من المرحلة الجامعية ، بالإضافة الي وجود فروق بين جودة الصداقة في المرحلة الثانوية عنها في المرحلة الجامعية لصالح أصدقاء الکلية الجدد ( المستوي الاول).

     وأجرت أبو مغلي (2005) دراسة هدفت الي التعرف على تطور الصداقة لدي الطلبة الأردنيين في ثلاث فئات عمرية (10-16) سنة من حيث عدد الأصدقاء والأصدقاء المقربين ووظائف الصداقة، بالإضافة الي التعرف على علاقة الصداقة بالتکيف النفسي والاجتماعي. وتکونت عينة الدراسة من (498) طالبًا وطالبة مقسمين الي (257) طالبًا، (241) طالبة، وطبق عليهم مقياس الصداقة وتوصلت نتائج الدراسة الي إدراک عينة الذکور والإناث للصداقة وابعادها ووجود فروق تعزي للعمر لصالح المراهقة المبکرة بينما لا توجد فروق بين الذکور والإناث من حيث تبادل الاسناد والولاء بينهم.

التعليق على الدراسات السابقة:

     بالنظر الي الدراسات السابقة يتضح لنا انها اهتمتبدراسة مستوي الصداقةلدي عينة من طلبة الجامعة مثل دراسة (مکرم الله، 2017)، (الشميري، 2019؛ سرميني، 2013) ودراسة (Bakalim& Tasdelen,2016)، Akin et al,2016)) وبذلک اتفق البحث الحالي مع هذه الدراسات في اختيار عينة الدراسة، بينما اختلف مع بعض الدراسات الأخرى حيث کانت عينة الدراسة من طلاب المرحلة المتوسطة والثانوي مثل دراسة (سليمان، 2020) ودراسة             (Cekic et al , 2017) (الجبوري وحمزة، 2013). کما استفادت الباحثة من الدراسات السابقة في تحديد أدوات الدراسة بناء على مراجعة المقاييس والأدوات المستخدمة في هذه الدراسات. کما اختلف البحث الحالي عن الدراسات السابقة في تحديد الفروق في مستوي الصداقة وفقًا لمتغير عدد افراد الاسرة ومستوي الدخل الاسري حيث لم تجد الباحثة في حدود علمها دراسة تناولت الفروق في استجابة عينة الدراسة وفقًا لمتغير عدد افراد الاسرة او الدخل الاقتصادي للأسرة. حيث هدفت معظم الدراسات السابقة الي تحديد الفروق في مستوي           الصداقة وفقًا لمتغير التخصص الدراسي والنوع مثل دراسة (الشميري، 2019) ودراسة (سرميني، 2013)، کما استفادت الباحثة من الدراسات السابقة في اختيار منهج الدراسة واجراءاتها وفي تفسير ومناقشة نتائج الدراسة.

 إجراءات الدراسة: اولاً: منهج البحث

    اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي وهو المنهج الذي يهدف الي وصف الظواهر وجمع المعلومات، والقيام بتبويبها، ومقارنتها، وتفسيرها من اجل إعطاء وصف رقمي يوضح حجم الظاهرة، واسبابها.                                               (المحمودي، 2019)                                                       

ثانيًا: عينة البحث: العينة الاستطلاعية:

      وهي عينة التحقق من الخصائص السيکومترية لأدوات الدراسة، وتم اختيار عينة عشوائية عددها (30) طالبة من کلية العلوم، والتصاميم، في المستوي الجامعي الأول والثاني. وتم حساب الوقت المستغرق في الإجابة على أداة الدراسة تراوحت ما بين (10 -15) دقيقة.

عينة البحث الأساسية: وتکونت عينة الدراسة الأساسية من (105) طالبة من طالبات جامعة الطائف مقسمين الي (52) طالبة من کلية العلوم، (53) طالبة من کلية التصاميم، من طالبات المستوي الأول، والثاني بالجامعة.

جدول (1) وصف عينة الدراسة تبعًا للتخصص الدراسي

       يتضح من الجدول (1) ان عينة البحث تکونت من (105) طالبة من طالبات جامعة الطائف منقسمين الي (52) طالبة من کلية العلوم بنسبة (54.6%)، و(165) طالبة من کلية التصاميم بنسبة (45.4%)، وهي عينة ممثلة لطالبات جامعة الطائف.

جدول (2) وصف عينة الدراسة تبعًا لعدد افراد الاسرة

      يتضح من الجدول (2) ان عينة البحث تکونت من (105) طالبة من طالبات جامعة الطائف منقسمين الي (59) طالبة بلغ عدد افراد اسرتهم من (5-8) افراد بنسبة (61.95%)، و(46) طالبة بلغ عدد افراد اسرتهم من (9-12) فرد بنسبة (38.05%)، وهي عينة ممثلة لطالبات جامعة الطائف.

جدول (3) وصف عينة الدراسة تبعًا للمستوي الدراسي

     يتضح من الجدول (3) ان عينة البحث تکونت من (105) طالبة من طالبات جامعة الطائف منقسمين الي (72) طالبة في المستوي الأول بنسبة (75.6%)، و(33) طالبة في المستوي الثاني بنسبة (24.4%)، وهي عينة ممثلة لطالبات جامعة الطائف.

جدول (4) وصف عينة الدراسة تبعًا لدخل الاسرة

     يتضح من الجدول (4) ان عينة البحث تکونت من (105) طالبة من طالبات جامعة الطائف منقسمين الي (20) طالبة کان دخل اسرتها (اقل من 4000 ريال) بنسبة (19.0%)، وحوالي (33) طالبة تراوح دخل اسرتها (من4000 ريال الي اقل من 8000 ريال) بنسبة (31.4%) وحوالي (17) طالبة تراوح دخل اسرتها (من 8000 ريال الي اقل من 12000 ريال) بنسبة (16.2%)، (15) طالبة تراوح دخل اسرتها (من 12000 ريال الي اقل من 16000 ريال) بنسبة (14.3%)، وحوالي (20) طالبة تراوح دخل اسرتها (16000 ريال فأکثر) بنسبة (19.0%).

ثالثًا /أداة البحث:

استخدمت الباحثة في البحث الحالي الأداة التالية:

مقياس الصداقة الحميمة: من إعداد رشا حسن مکرم الله (2017) والذي تکون من الابعاد الثلاثة

-      عمق الصداقة وتکون من (15) عبارة.

-      اخلاقيات الصداقة وتکون من (19) عبارة.

-      مشارکة الأصدقاء وتکون من (13) عبارة.

       وقد اعتمدت الباحثة (10) عبارات من عبارات البعد الأول في المقياس الأصلي، کما اعتمدت (10) عبارات من عبارات البعد الثاني، واخيرًا اعتمدت (10) عبارات من عبارات البعد الثالث، وبذلک أصبح العدد الکلي لعبارات المقياس (30) عبارة، وکانت درجات الاستجابة لکل عبارة تتم وفقًا لمقياس متدرج من خمس نقاط تتراوح بين (أوافق بشدة =5، أوافق = 4؛ محايد =3؛ لا أوافق4؛ لا أوافق بشد =1) بحيث تتراوح الدرجة الکلية على المقياس ما بين          (30 إلى 150) وکلما ارتفعت الدرجة کلما دل ذلک على ارتفاع مستوي الصداقة.

الخصائص السيکومترية للمقياس:

الصدق الخارجي:

     تم عرض المقياس في صورته الأولية على عدد من المحکمين للتأکد من ارتباط العبارات بمحاورها، وعلاقتها بموضوع الدراسة، وقد تم تعديل المقياس بناء علي اراء المحکمين. 

اسلوب ارتباط الفقرة بدرجة البعد الذي تنتمي اليه: 

    ﻴﻬدف ﻫذا اﻻﺴﻠوب إﻟﻰ اﻴﺠﺎد اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻻرﺘﺒﺎطﻴﺔ ﺒﻴن درﺠﺔ ﻛﻝ عبارة واﻟدرﺠﺔ اﻟﻛﻠﻴﺔ          للبعد الذي ﺘﻨﺘﻤﻲ اﻟﻴﻪ، وبتطبيق معامل بيرسون يتضح لنا قيم معاملات الارتباط کما في  الجدول التالي

جدول (5) ﻤﻌﺎﻤﻼت ارﺘﺒﺎط درﺠﺔ العبارة ﺒدرﺠﺔ البعد الذي تنتمي اﻟﻴﻪ (ن = 30)

    يتضح من الجدول السابق ان جميع فقرات المقياس دالة عند مستوي 0.01 وهذا دليل علي مدي صدق عبارات المقياس.

جدول (6) قيم معاملات الارتباط لأبعاد المقياس والدرجة الکلية للمقياس (ن = 30)

     يتضح من الجدول السابق ان جميع فقرات المقياس دالة عند مستوي 0.01 وهذا دليل علي مدي صدق عبارات المقياس.

      الثبات: تم تطبيق المقياس على عينة استطلاعية عددها (30) طالبة للتأکد من الثبات، وتم استخدام معامل الفا کرونباخ.

جدول (7) قيم معامل الفا کرونباخ لحساب ثبات أداة البحث

    يتضح من الجدول رقم (7) ان جميع فقرات المقياس دالة عند مستوي 0.01 وهذا دليل علي تمتع المقياس بثبات عالٍ، مما يؤکد صلاحيته لجمع بيانات الدراسة.

الأساليب الإحصائية المستخدمة: تم استخدام الأساليب الإحصائية الاتية:

-          التکرارات، والنسب المئوية لوصف عينة البحث.

-          معامل ارتباط بيرسون (Pearson) لحساب الاتساق الداخلي لأداة البحث.

-          معامل الفا کرونباخ (Cranach's Alpha) لحساب ثبات أداة البحث.

-          المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية لترتيب فقرات المقياس.

-          اختبار (T-Test) لتحديد الفروق بين مجموعتين مستقلتين.

-          اختبار تحليل التباين الأحادي (ANOVA) لتحديد الفروق بين استجابات افراد العينة.

-          اختبارLSD)) البعدي لتحديد اتجاهات الفروق بعد تحليل التباين الأحادي.

    طريقة التفسير: لتحديد طول خلايا مقياس ليکرت الخماسي، تم حساب المدي (5-1) وتقسيمه علي أکبر قيمة في المقياس للحصول على طول الخلية (4 ÷5 =0.80)، ثم إضافة هذه القيمة الي اقل قيمة في المقياس (الواحد الصحيح)، وأصبحت اطوال الخلايا کما يلي:

جدول (8) معيار الاستجابة لمقياس ليکرت الخماسي

عرض النتائج ومناقشتها وتفسيرها:

عرض النتائج:

   إجابه السؤال الأول: للإجابة عن سؤال البحث الأول ونصه " ما مستوي الصداقة          لدي طالبات جامعة الطائف؟ " تم حساب المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية          وترتيبها تنازليًا.

جدول(9) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات افراد عينة الدراسة حول درجة الصداقة لدي طالبات کلية التصاميم وکلية العلوم بجامعة الطائف

      وبالنظر الي الجدول (9) نجد ان المتوسطات الحسابية للفقرات تراوحت ما بين           (4.77-2.88) أي بين الدرجة العالية والمتوسطة، حيث احتلت الفقرات رقم (11)، (28) أعلي المتوسطات الحسابية، في حين احتلت العبارة رقم (5)، والعبارة رقم (24) اقل المتوسطات الحسابية، وبلغ المتوسط العام (4.21) وهو متوسط عالي جدا يدل على ارتفاع مستوي الصداقة لدي طالبات کلية العلوم والتصاميم بجامعة الطائف.

وللإجابة على السؤال الثاني: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات استجابة افراد عينة البحث حول الصداقة تعزي لمتغير (التخصص الدراسي، المستوي الدراسي، مستوي دخل الاسرة، عدد افراد الاسرة) تم استخدام اختبار (ت) لعينتين مستقلتين حسب   الجدول التالي:

جدول (10) نتيجة اختبار (ت) لعينتين مستقلتين لتحديد الفروق بين استجابات افراد عينة البحث حول الصداقة الحميمة تبعا لمتغير التخصص الدراسي (ن =105)

   يتضح من الجدول (10) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي (0.05)         بين استجابات الطالبات حول الصداقة تبعا لمتغير التخصص الدراسي حيث بلغت قيمة         مستوي الدلالة (0.066) وهي قيمة أکبر من (0.05) وغير دالة احصائًيا.مما يدل على       عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين طالبات کلية العلوم وکلية التصاميم في متغير التخصص الدراسي.

جدول (11) نتيجة اختبار (ت) لعينتين مستقلتين لتحديد الفروق بين استجابات افراد عينة البحث حول الصداقة الحميمة تبعا لمتغير المستوي الدراسي (ن =105)

   يتضح من الجدول (11) عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي (0.05) بين استجابات الطالبات حول الصداقة تبعا لمتغير المستوي الدراسي، حيث بلغت قيمة        مستوي الدلالة (0.64) وهي قيمة أکبر من (0.05) وغير دالة احصائًيا.مما يدل على عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين طالبات المستوي الأول والمستوي الثاني في متغير المستوي الدراسي.

جدول (12) نتيجة اختبار (ت) لعينتين مستقلتين لتحديد الفروق بين استجابات افراد عينة البحث حول الصداقة الحميمة تبعا لمتغير عدد افراد الاسرة (ن =105)

       يتضح من الجدول (12) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي (0.05) بين استجابات الطالبات حول الصداقة تبعا لمتغير عدد افراد الاسرة، حيث بلغت قيمة مستوي الدلالة (0.018) وهي قيمة اقل من (0.05) ودالة احصائًيا.مما يدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين طالبات کلية العلوم وکلية التصاميم في متغير عدد افراد الاسرة لصالح الطالبات التي عدد افراد اسرتها من (5-8) فرد.

جدول (13) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات افراد عينة البحث حول الصداقة الحميمة تبعا لمتغير دخل الاسرة (ن =105)

       يتضح من جدول (13) وجود فروق ظاهرية بين استجابات افراد عينة البحث حول الصداقة الحميمة تبعا لمستوي دخل الاسرة؛ ولتحديد دلالة هذه الفروق تم استخدام اختبار تحليل التباين الأحادي (ANOVA)، والجدول التالي يوضح نتيجة هذا الاختبار.

جدول (14) نتيجة اختبار تحليل التباين الأحادي (ANOVA) لتحديد دلالة الفروق بين استجابات افراد عينة البحث حول الصداقة الحميمة تبعا لمتغير دخل الاسرة (ن =105)

     يتضح من الجدول (14) وجود فروق ذات دلال إحصائية عند مستوي (0.05) بين استجابات افراد عينة الدراسة حول الصداقة الحميمة تبعا لمتغير دخل الاسرة، حيث بلغت قيمة مستوي الدلالة (0.183) وهي قيمة أصغر من مستوي الدلالة (0.05) ودالة احصائيًا. ولتحديد اتجاه الفروق ـ تم استخدام الاختبار البعدي (LSD)، ويوضح الجدول التالي اتجاه الفروق:

جدول (15) نتيجة اختبار (LSD) لتحديد اتجاهات الفروق تبعًا لمتغير دخل الاسرة.

      يتضح من الجدول (15) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي (0.05) تبعا لدخل الاسرة في مجال الصداقة الحميمة بين قيمة الدخل (16000 ريال فأکثر)، وبين قيمة الدخل (اقل من 4000 ريال)، لصالح قيمة الدخل (16000 ريال فأکثر)، وبين قيمة الدخل      (من 4000 ريال الي اقل من 8000 ريال)، وقيمة الدخل (16000 ريال فأکثر) لصالح قيم الدخل (16000 ريال فأکثر)، حيث بلغت قيم مستوي الدلالة (0.019)، (0.050) على التوالي؛ وهي قيم دالة احصائيًاعند مستوي (0.050).

مناقشة النتائج:

     أظهرت نتائج الدراسة ارتفاع مستوي الصداقة لدي طالبات جامعة الطائف ويمکن ان تعزي هذه النتيجة الي التقارب العمري بين الطالبات في هذه المرحلة الدراسية ،والتي يتحقق فيها قدر من التشابه في الاهتمامات والرغبات والقيم والسمات الشخصية ،بالإضافة الي رغبة کل طرف في الاعتماد علي الاخر من اجل اشباع الحاجات النفسية والحصول علي الدعم الاجتماعي واکتساب العديد من المهارات والمعلومات ؛فضلا عما توفره مثل هذه العلاقات من شغل لأوقات الفراغ في ممارسة العديد من الأنشطة والفعاليات .وبذلک اتفقت هذه النتيجة مع دراسة (الجبوري،التميمي،2013)، (الشميري،2019) والتي أظهرت نتائجهم ارتفاع مستوي الصداقة لدي طلبة الجامعة.

     کما أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات الطالبات حول الصداقة تبعا لمتغير التخصص الدراسي وتعزي هذه النتيجة الي طبيعة الدراسة الجامعية والتي توفر فرصة التفاعل بين الطالبات وإقامة علاقات حميمة مع مختلف التخصصات الدراسية والتي تحقق الطالبة من خلالها التواصل ومشارکة الحوارات والنقاشات حول الموضوعات المشترکة بينهم، مع التمتع بمساحة من الحرية للإفصاح عن الأمور شديدة الخصوصية وهذا ما يتيح الفرصة لتوطيد أواصر العلاقة بينهم، واتفقت هذه النتيجة مع دراسة (الموسوي،2011) ، ودراسة (سرميني،2013) والتي أظهرت عدم وجود فروق بين الطالبات في الصداقة وفقًا لمتغير التخصص الدراسي .

      واظهرت النتائج ايضًا عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات الطالبات حول الصداقة تبعا لمتغير المستوي الدراسي وتعزي هذه النتيجة الي ان مفهوم الصداقة هو مطلب نفسي اجتماعي عام ضروري لاستمتاع الفرد بالحياة وهذا يتفق مع طبيعة الفطرة الإنسانية حيث حاجة الفرد الي تکوين علاقات مع الاخرين والعيش في جماعات وهذه الحاجة غير مرتبطة بسم معين فيسعي جميع الافراد باختلاف أعمارهم وجنسيتهم الي البحث عن تکوين صداقات وهذه ما اشارت اليه دراسة ( Swenson,2008) و(الجبوري التميمي ،2013) والتي توصلت نتائجها الي ان الصداقة علاقة اجتماعية موجودة في کل الاعمار إلا أن طبيعة او شکل العلاقة هي التي تتغير بفعل متغير العمر وليس العمر نفسه .

     کما أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات الطالبات حول الصداقة تبعا لمتغير عدد افراد الاسرة لصالح الطالبات التي عدد افراد اسرتها من (5-8) فرد وتعزي هذه النتيجة الي عدم تأثير فکرة الاسرة الممتدة في تکوين الصداقات فانتماء الطالب الي جماعة الاقران يقوي لديه الإحساس بالذات ويدعم نزعته للاستقلال خاصة ان الطالبات في المستوي الدراسي الأول  يزداد اعتمادهم علي انفسهم ويقل تعلقهم بأسرهم ويحسون بالحاجة الي جماعة يختارونها بأنفسهم، وينتمون إليها طواعية ويستمدون منها القوة  والدعم النفسي والتربوي والاجتماعي اللازم لمواجهة سلطة الوالدين .وبذلک تصبح جماعة الأصدقاء في مرحلة الجامعة هي المصدر الأول الذي يستقي منه الطالب الکثير من المهارات والخبرات  والمعلومات التي يحتاج لها في هذه المرحلة فانتقل الترکيز من الاسرة کأشخاص يمکن التعلق بهم الي تطور نظرة أوسع لعلاقات الصداقة مع الاقران .ولا توجد دراسة سابقة تدعم هذه النتيجة فتعد الباحثة اول من تناول فرضية وجود فروق في مستوي الصداقة تبعًا لمتغير عدد افراد الاسرة .

     کذلک أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات افراد          عينة الدراسة حول الصداقة الحميمة تبعا لمتغير دخل الاسرة لصالح قيمة الدخل                (16000 ريال فأکثر)، وقد تعزي هذه النتيجة الي تمتع افراد عينة الدراسة بفرص أکبر في مشارکة جماعة الأصدقاء في العديد من المناسبات مثل احتفالات أعياد الميلاد وتقديم الهدايا والمشارکة في الأنشطة والفعاليات التي يحتاج القيام بها الي توفر نوع من الدخل الاسري، بالإضافة الي إعطاء فرصة للطالبات للاستمتاع بأوقات فراغهم ومشارکة زميلاتهن في اختيار الموديلات الحديثة التي تتفق مع ذوق جماعة الأصدقاء وارتياد أماکن الترفيه المختلفة . ولا توجد دراسة سابقة تدعم هذه النتيجة فتعد الباحثة اول من تناول فرضية وجود فروق في مستوي الصداقة تبعًا لمتغير دخل الاسرة.

 

 التوصيات:

-      إعداد برامج تربوية تهدف الي توعية الطلبة بأهمية الصداقة في حياتهم، ودورها في اکتساب العديد من المهارات والخبرات.

-      إتاحة الفرصة لطالبات الجامعة لعقد لقاءات دورية لمناقشة بعض القضايا المرتبطة باحتياجاتهم النفسية والاجتماعية.

-      عقد دورات توعوية بأهمية الصداقة وعلاقتها بإشباع حاجات الطلاب في الجامعة

الابحاث المقترحة:

-      مستوي الصداقة دراسة مقارنة بين طلبة المرحلة الثانوية والجامعية.

-      جودة الصداقة وعلاقتها بتقدير الذات لدي عينة من طلبة الجامعة.

 

مراجع البحث:

أولا / المراجع العربية:

أبو سريع أسامة سعد(1993). الصداقة من منظور علم النفس. العدد (179). الکويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

أبو مغلي، لينا نبيل عارف (2005). تطور الصداقة لدي الطلبة الأردنيين في الاعمار         (10-16) سنة وعلاقتها بالتکيف النفسي والاجتماعي والجنس.           (رسالة دکتوراه). الأردن. کلية الدراسات التربوية العليا جامعة عمان العربية.

إسماعيل أحمد کامل(2016). الصداقة لدي طلبة المرحلة المتوسطة. مجلة کلية التربية للبنات            بغداد،27(3)،1073-1087.

الجابري، أسماء عبد العال(2013). الصداقة وعلاقتها بمستويات الامن النفسي لدي عينة من المراهقين. مجلة دراسات الطفولة. جامعة عين شمس ،16(59)، 41-45.

الجبوري، عبد الحسين، التميمي، إيمان کاظم حمزة(2013). تطور الصداقة لدي الأطفال                                          والمراهقين. العراق: مجلة العلوم التربوية والنفسية. 7،1-39 .

زهران، حامد عبد السلام (1999). علم نفس النمو: الطفولة والمراهقة. القاهرة: عالم الکتب.

  سرميني، إيمان مصطفي(2013). الصداقة والسعادة لدي عينة من طلبة الجامعة. مجلة البحث العلمي في الآداب. جامعة عين شمس .3(14)، 191-218.

القائمي، علي(1996). تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه. بيروت: دار النبلاء.

المجدوب، أحمد علي (2001). الصداقة والشباب. بيروت: الدار المصرية اللبنانية.

المحمودي سرحان علي المحمودي(2019). مناهج البحث العلمي. ط3. صنعاء: دار الکتب.

محمد، سحر محمد علي (2020). الدور التربوي للصداقة في المجتمعات والافتراضية "دراسة ميدانية "

     مجلة کلية التربية. جامعة أسيوط .36(2)،158-227.

مرسي، کمال إبراهيم(2000). السعادة وتنمية الصحة النفسية، الجزء الأول: مسئولية الفرد في الإسلام وعلم النفس. ط1. مصر: دار النشر للجامعات.

  الموسوي، عباس نوح سليمان محمد(2011). الحاجة الي الصديقة لدي طالبات کلية التربية     للبنات وعلاقته ببعض المتغيرات. مجلة مرکز دراسات الکوفة ،12 ،129-152.

مکرم الله، رشا حسن(2017). الخصائص السيکومترية لمقياس الصداقة الحميمة لدي طلاب الجامعة. مجلة کلية الآداب بالوادي الجديد ،5 ،71 -96.

مهداد، الزبير(2013). المراهق وعلاقاته بأصدقائه ومدرسيه. دفاتر التربية والتکوين. ع 10،35 -42.

نصراوين، معين سليمان، سليمان، لما نزار(2020). مستوي الاتزان الانفعالي وعلاقته بتکوين         الصداقات والتوافق الاسري لدي طلبة المرحلة الإعدادية في بلدة البعينة. مجلة العلوم التربوية والنفسية. فلسطين، 4(6) ،107-139.

ياسين حمدي محمد، سرميني، ايمان مصطفي، شاهين، هيام صابر(2014). الصداقة والرفاهية

      النفسية لدي عينة من طلبة الجامعة. مجلة کلية التربية جامعة بنها. 25(97)،351-379

 

ثانيًا /المراجع الأجنبية:

Akin, U., Akin, A., & Uğur, E. (2016). Mediating role of mindfulness on the associations of friendship quality and subjective vitality. Psychological reports, 119(2), 516-526.‏

   Bakalım , O., & Taşdelen-Karçkay, A. (2016). Friendship quality and psychological well-being: the mediating role of perceived social support. International Online Journal of Educational Sciences, 8(4).

‏ Blieszner, R. (2015). Friendships. The encyclopedia of adulthood and aging, 1-5.

Çekiç, A., Kul, A., Cetin, A., & Cihangiroğlu, Ü. (2017). The effect of   Friendship Skills Training on Friendship quality and subjective well-being of adolescents. European Journal of Education Studies.

‏ Cillessen , A. H., Jiang, X. L., West, T. V., & Laszkowski, D. K. (2005). Predictors of dyadic friendship quality in adolescence. International Journal of Behavioral Development, 29(2), 165-172.‏

Desousa , D. A., & Cerqueira-Santos, E. (2012). Intimate friendship relationships among young adults. Paidéia, 22(53), 325-333.

Levy-Tossman , I., Kaplan, A., & Assor, A. (2007). Academic goal orientations, multiple goal profiles, and friendship intimacy among early adolescents. Contemporary Educational Psychology, 32(2). ‏ 231-252.

Lodder, G. M., Scholte, R. H., Goossens, L., & Verhagen, M. (2017). Loneliness in early adolescence: Friendship quantity, friendship quality, and dyadic processes. Journal of Clinical Child & Adolescent Psychology, 46(5), 709-720.‏

Mjaavatn , P. E., Frosted, P., & Pijl, S. J. (2016). Adolescents: Differences in friendship patterns related to gender. Issues in Educational Research, 26(1), 45.

‏Pearce , E., Machin, A., & Dunbar, R. I. (2020). Sex Differences in Intimacy Levels in Best Friendships and Romantic artnerships. Adaptive Human Behavior and Physiology, 1-16.

Rubin , K. H., Wojslawowicz, J., & Oh, W. (2007). The peer relationships and friendships of socially withdrawn children. In In.

Swenson, L. M., Nordstrom, A., & Heister, M. (2008). The role of peer      relationships in adjustment to college. Journal of College Student Development, 49(6), 551-567.

Thien, L. M., Razak, N. A., & Jamil, H. (2012). Friendship Quality Scale: Conceptualization, Development and Validation. Australian Association for Research in Education (NJ1).

‏ Thomas , J. J., & Daubman , K. A. (2001). The relationship between friendship quality and self-esteem in adolescent girls and boys. Sex roles, 45(1), 53-65.

‏ Yu, R., Branje, S., Keijsers, L., & Meeus, W. H. (2014). Personality effects on romantic relationship quality through friendship quality: A ten-year longitudinal study in youths. PloS one, 9(9), e102078.

Article View: 2,395

PDF Download: 618