المعرفة ليست بالأمر الجديد, المعرفة رافقت الإنسان وارتقت معه وتعمقت حتى وصلت إلى مراحلها الحالية، الا أن الجديد اليوم هوحجم تأثيرها على اقتصاديات الدول وعلى تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية وکان لثروة المعلومات والاتصالات دور الريادة في قدرتها على تمکين الانسان بأن يکون عامل التطور المعرفي الأکثر تأثيراً في الحياة من بين العوامل الأخرى المادية والطبيعية،لذلک تم الاهتمام بالتحول إلى الاقتصاد المعرفي في المملکة العربية السعودية وأهمية التنوع الاقتصادي لکسر العلاقة الراسخة بين الاقتصاد السعودي والظروف السائدة في السوق العالمية للنفط حيث يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على مفهوم ومؤشرات الاقتصاد المعرفي ورأس المال البشري واستعراض هذه المؤشرات في المملکة العربية السعودية وتحليل الوضع المعرفي في المملکة ودورة في تحسين أداء رأس المال البشري السعودي ومدى مساهمة اقتصاد المعرفة في الناتج المحلي الإجمالي، ويأتي دور الاقتصاد المعرفي في تحسين أداء رأس المال البشري من رصيد المعرفة المتواجد في عقول البشر من خبرات وتعليم ومهارات ولابد وأن يستثمر فيها والعمل على توفير بيئة مناسبة لهذا المورد المهم والنهوض الاقتصادي والاجتماعي للدولة، ويعد تحسين أداء رأس المال البشري العامل الأساسي والمباشر في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فکانت من أهم أهداف المحور الاقتصادية لرؤية 2030 التي وضعتها الدولة هي الارتقاء بالبحث العلمي والمعرفة والعدالة في الصحة والتعليم والتدريب والثقافة، حيث يمکن القول بأن تحسين دور رأس المال البشري من أهم ما تطرقت له الدولة بإعتبارة اساس النموفي الاقتصاد المعرفي

مقدمـــة:

  المعرفة ليست بالأمر الجديد, المعرفة رافقت الإنسان وارتقت معه وتعمقت حتى وصلت إلى مراحلها الحالية، الا أن الجديد اليوم هوحجم تأثيرها على اقتصاديات الدول وعلى تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية وکان لثروة المعلومات والاتصالات دور الريادة في قدرتها على تمکين الانسان بأن يکون عامل التطور المعرفي الأکثر تأثيراً في الحياة من بين العوامل الأخرى المادية والطبيعية،لذلک تم الاهتمام بالتحول إلى الاقتصاد المعرفي في المملکة العربية السعودية وأهمية التنوع الاقتصادي لکسر العلاقة الراسخة بين الاقتصاد السعودي والظروف السائدة في السوق العالمية للنفط حيث يهدف هذا البحث إلى إلقاء الضوء على مفهوم ومؤشرات الاقتصاد المعرفي ورأس المال البشري واستعراض هذه المؤشرات في المملکة العربية السعودية وتحليل الوضع المعرفي في المملکة ودورة في تحسين أداء رأس المال البشري السعودي ومدى مساهمة اقتصاد المعرفة في الناتج المحلي الإجمالي، ويأتي دور الاقتصاد المعرفي في تحسين أداء رأس المال البشري من رصيد المعرفة المتواجد في عقول البشر من خبرات وتعليم ومهارات ولابد وأن يستثمر فيها والعمل على توفير بيئة مناسبة لهذا المورد المهم والنهوض الاقتصادي والاجتماعي للدولة، ويعد تحسين أداء رأس المال البشري العامل الأساسي والمباشر في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فکانت من أهم أهداف المحور الاقتصادية لرؤية 2030 التي وضعتها الدولة هي الارتقاء بالبحث العلمي والمعرفة والعدالة في الصحة والتعليم والتدريب والثقافة، حيث يمکن القول بأن تحسين دور رأس المال البشري من أهم ما تطرقت له الدولة بإعتبارة اساس النموفي الاقتصاد المعرفي.

مشکلة الدراسة:

  تعد المملکة العربية السعودية إحدى أغنى دول العالم وواحدة من أهم اقتصادات مجموعة العشرين الا ان الاقتصاد المملکة لايزال لايتسم بالاقتصاد المعرفي بالرغم من حصوله على مراکز متوسطة في معيار اقتصاد المعرفة العالمي، إتخذت المملکة العربية السعودية لأکثر من عقد من الزمن عدة خطوات لکسر العلاقة الراسخة بين مصير الاقتصاد السعودي والظروف السائدة في السوق العالمية للنفط، ونظرا لأهمية التنوع الاقتصادي وصبت المملکة عينيها في التحول إلى اقتصاد المعرفة وجعلة مصدرا للثروة يدفع اقتصاد البلاد إلى الأمام من خلال سعيها نحونقل المملکة من مرکزها الحالي الذي يعد الستة وستين عالمياً في مجال اقتصاد المعرفة لاحتلال المرکز الثلاثين في حلول عام 2030 م، حيث تتمثل المشکلة في  مؤشر رأس المال البشري الغير مرتفع في المملکة وهوأکثر الأصول قيمة في الاقتصاد المعرفي وانخفاض مؤشر اقتصاد المعرفة وانفخاض مساهمة اقتصاد المعرفة في الناتج المحلي الإجمالي في المملکة العربية السعودية على الرغم من الإمکانيات المالية التي تحضى بها المملکة في الناتج المحلي الإجمالي والاتساع الکبير في المملکة العربية السعودية الذي تشهده تکنلوجيا المعلومات والاتصالات التي ادت الى سهولة في نشر وإستخدام المعرفة في جميع المجالات وخاصة في مجالات التعليم،الا أنه اصبح هناک تدني في المخرجات التعليمية والبحوث العلمية حيث أصبح قياس أداء الجامعات في المملکة بکمية الأبحاث فقط بهدف التصنيف ضمن أفضل الجامعات عالمياً وليس بمدى جدوى هذه البحوث ومدى تطبيقها عملياً، کما ان هناک تدني أداء المورد البشري في مواجهه سوق العمل وتجاهل معرفة الکيف التي تؤثر في اقتصاد المعرفة التي لايمکن اکتسابها الا بالممارسة والتدريب في التعامل مع متطلبات العصر الراهنة في الابتکار والبحث والتطوير الأمر الذي يتطلب إجراء تغييرات جديدة في البنية الاقتصادية بقصد التحول الى اقتصاد المعرفة  الذي يقوم على أعمدة تترکز على نظام فعال للتعليم والحوافز والإبداع وتقنية المعلومات والاتصالات وتهيئة الرأس المال البشري السعودي واستثمار العقول في تنمية اقتصاد المملکة وثرواتها ورفاهيتها.

أهمية الدراسة: أن مسار الاقتصاد المعرفى يتقدم بشکل واضح على الساحة المحلية بأعلى المعايير وفي المرحلة المقبلة، سيکون هناک مزيد من التراخيص والمميزات الممنوحة للمورد البشرى الذى يتسم بخصائص المعرفة والتدريب العالى الذى يتوافق مع متطلبات سوق العمل والقادر على التنافس فى الاسواق العالمية

-                      نظرًا للوزن الذى يمثله الاقتصاد المعرفى کأحد العوامل المؤثرة في معدلات النموفي أي اقتصاد وبالأخص الاقتصاد السعودي محل الدراسة سوف يتناول البحث دراسة اهمية الاقتصاد المعرفى من خلال دراسة بعض نقاط الضعف والمشاکل التي قد تواجه الاقتصاد السعودي وما هي مجالات تطبيق اقتصاد المعرفة في السعودية

تکمن أهمية الدراسة في ان الموضوعات المرتبطة باالاقتصاد المعرفي وهي من اهم الموضوعات في وقتنا الحالي خاصة في الاقتصاد السعودي، فإن هذه الدراسة ترکز على دور الاقتصاد المعرفي في تحسين أداء الموارد البشرية،  وقياس مدى تقدم ومکانة الدولة في اقتصاد المعرفة في الوقت الذي تبني فيه المملکة الاستراتيجية الوطنية للتحول الى مجتمع المعرفة بهدف الى التحول إلى اقتصاد متنوع مزدهر.

تبرز أهمية الدراسة في تشخيص الوضع الراهن لاقتصاد المعرفة في المملکة العربية السعودية والقاء الضوء على  دورة في تحسين أداء الموارد البشرية فى المملکة العربيةالسعودية والاهتمام به ورفعه وتحسين اداواته والعوامل المؤثرة فيه ومن ثم تقييم مخرجاته.

أهداف الدراسة: يهتم البحث الحالي بتحليل دور الاقتصاد المعرفى في التأثير على معدلات کفاءة الاداء للعنصر البشرى  باعتباره احد المحددات الرئيسية التي تؤدى الى زيادة معدلات النمووالعمل على زيادة التکوين الرأسمالي وبالتالي رفع مستوى التشغيل والتخفيف من حدة مشکلة البطالة

وبالتالي تسعى الدراسة لتحقيق الاهداف التالية:

• ·     التعرف على مفهوم ومؤشرات اقتصاد المعرفة ورأس المال البشري.
• ·     تحليل الوضع المعرفي في المملکة العربية السعودية.
• ·     قياس دور الاقتصاد المعرفي في تحسين أداء المورد البشري في المملکة العربية السعودية

فرضية الدراسة:

   تمشيا مع أهداف البحث في دراسة الدور المتوقع للاقتصاد المعرفى على کفاءة اداء الموارد البشرية في المملکة حيث ان الموارد البشرية تعتبر من اهم الادوات التى تمتلکها المملکة ولم تستغل على اکمل وجة وان المملکة لديها موارد اخرى لم تستغل بعد ويجب ان تجذب اليها راس المال البشرى وقد يکون هذا وسيلة لمواجهة التدنى فى کفاءة الکثير من الموارد الاقتصادية المرتبطة بالعنصر البشرى يفرض البحث ان هناک

علاقة إيجابية بين الاقتصاد المعرفي وأداء رأس المال البشري في المملکة العربية السعودية حيث ادى الاهتمام باقتصاد المعرفة وتنوع مجالات التدريب والتوسع بالمعرفة الى تحسين اداء الموارد البشرية.

منهجية الدراسة:

  اعتمدت الدراسة على  المنهج الاستقرائي الاستنباطي في جمع الاراء والمعلومات والحقائق والمفاهيم المتعلقةبمحاور الدراسة وذلک بالرجوع إلى عدد من الدراسات السابقة والمصادر والأبحاث ذات العلاقة للاستفادة منها مما أشارت حول موضوع الاقتصاد المعرفي ورأس المال البشري ورکائز التحول نحومجتمع المعرفة والترکيز على الجهود السعودية المبذولة لذلک التحول، ودور الاقتصاد المعرفي في تحسين أداء لمورد البشري السعودي، کما تم الاعتماد على منهج  قياسى لدراسة الحالة من خلال تتبع التقارير السنوية للمملکة الممقدمة من هيئة الإحصاء والبنک الدولي وتفسير النتائج وتحليلها لمعرفة مدى تأثير الاقتصاد المعرفي على  أداء رأس المال البشري.

للتحقق من فرضية البحث تستخدم الدراسة المنهج التحليلي الکمي والذى يتم على خطوتين:

تهتم الخطوة الأولى بتحليل الإطار النظري من حيث التعرف على مفهوم الاقتصاد المعرفى  ومزايا وعيوب وتطور هذه المنظومة في المملکة والأطر التشريعية التي خضعت لها. کما يتطلب المنهج التحليلي استعراض فروض ومشکلة البحث من خلال عدة نقاط:                                  

  المبحث الاول :الاقتصاد المعرفى (تعريفة – الاهمية – العوامل المؤثرة- قياسة)  

 المبحث الثاني: راس المال البشرى فى ظل اقتصاد المعرفةفي المملکة العربية السعودية

المبحث الثالث :الدراسة القياسية

الخطوة الثانية: (التحليل الکمي لدور الاقتصاد المعرفى  على انتاجية الموارد البشريةفي المملکة العربية السعودية)

وذلک باستخدام نموذج قياسى لمعرفة أهمية  ودور الاقتصاد المعرفى لتطور الاداء البشرى للمملکة

وسوف يتم قياس االاقتصاد المعرفي المتمثل في قيمة النقل والتخزين والاتصالات من الناتج المحلي في الفترة 2007-2018 

• §          يعتمد هذا على أسلوب التکامل المتناظر لتحليل العلاقة طويلة الأجل بين تطور نشاط الاقتصادالمعرفى وتطور الاداء وکفاءة الموارد البشرية   وتقوم هذه النظرية على فحص العلاقة بين السلاسل الزمنية للمتغيرات الاقتصادية (Engle&Granger,1987) التي تتسم بعدم الاستقرار.
• §    الدراساتالسابقة :

1. فى دراسة التى اعدها کل من (محمد جبار الشمري , حامد کريم الحدراوي،2011)استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي والتحليل الإحصائي لبيانات الدراسة لقياس الاقتصاد المعرفي من خلال المنهجية التي طورها البنک الدولي من خلال مجموعة مؤشرات وهي الأداء التنظيمي والإبداع وإدارة الموارد البشرية وتکنولوجيا المعلومات ومن خلال التحليل الإحصائي لبيانات الدراسة باستخدام البرنامج  spss توصلت الدراسة إلى تزايد الاهتمام بعمليات إدارة المعرفة بسبب تزايد تعقيدات البيئة، وارتفاع حدة المنافسة على الصعيدين المحلي والدولي بحيث أصبحت الوسيلة اللازمة لبقاء المؤسسات الرقمية واستمرارها ونموها وارتفاع مؤشرات اقتصاد المعرفة کما أظهرت نتائج البحث من خلال التحليل الإحصائي أن عملية توليد المعرفة جائت بالمرتبة الأولى من حيث سلم ترتيبه على مستوى عمليات إدارة المعرفة من حيث أهميته في العينة المبحوثة، أظهرت نتائج البحث من خلال التحليل الإحصائي أن مؤشر تکنولوجيا المعلومات جاء بالمرتبة الأولى من حيث درجة ترتيبه على مستوى مؤشرات اقتصاد المعرفة من حيث أهميته في عينة الدراسةأثبتت نتائج البحث من خلال التحليل الإحصائي أن عمليات إدارة المعرفة ترتبط ارتباطاً معنوياً في جميع مؤشرات اقتصاد المعرفة وهذا يعني اهتمام عينة الدراسة بمتغيراتالبحث أظهرت نتائج البحث أن مؤشر الأداء االتنظيمى جاء بالمرتبة الأولى من حيث قوة علاقة الارتباط مع عمليات إدارة المعرفة بصورة مجتمعة من خلال معامل الارتباط ( ٠.٨١) تبين من خلال التحليل أن تکنولوجيا المعلومات المستخدمة في المؤسسات الرقمية عينة الدراسة تعاني من صعوبة التطور والتجديد خلافا للمؤسسات الأخرى التي تمتلک العديد من هذه التقنيات المتطورة والحديثة.
2. –دراسة کل من(عبدالله المالکي،جمال محمود عطية، 2014)

تحدث الباحثان فى هذة الدراسة عن  نشأة ومفهوم اقتصاد المعرفة وأهم سماتة ومؤشراته وجهود المملکة في النهوض نحواقتصاد المعرفة في الاونة الأخيرة وبعض القضايا السلبية التي تعوق تقدم المملکة نحواقتصاد المعرفة، ولتحقيق أهداف البحث قام الباحثان باستخدام المنهج الوصفى التحليلى وتوصل البحث إلى  ان تدنى مکانة المملکة العربية السعودية فيما يتعلق بمؤشر الرقم القياسى لاقتصاد المعرفة يعود إلى انخفاض المستوى في المؤشرات الفرعية المکونة لهذا المؤشر، وللارتقاء بمکانة المملکة عالميا ينبغى زيادة الانفاق على البحوث والتطوير وتدريب العنصر البشرى، والاهتمام بالبنية التحتية لتقنية المعلومات، وتطوير منظومة التعليم، وعلاج أوجهه القصور فيما يتعلق بنقل وتوطين المحتوى المعرفي، وتوعية أ فراد المجتمع بأهميةالتعليم والتدريب.

1. –دراسة (صلاح ناجي محمد، 2010) تتحدث الدراسة عن اقتصاد المعرفة والاقتصاد القائم على المعرفة والمکتبات ودورها في تنمية الاقتصاد القائم على المعرفة ومئؤشرات الاقتصاد القائم على المعرفة، وتقدم الخلفية تاريخية ثم علق الباحث على المؤشرات الخمسة للاقتصاد المعرفي مع بيان أوجه الشبة والاختلاف بين المحاور , مصر والاقتصاد القائم على المعرفة والخطط الاستراتيجية لمصر حول اقتصاد المعرفة، استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لدراسة مؤشرات قياس الاقتصاد القائم على المعرفة بالإضافة إلى الأسلوب المقارن لمقارنة تلک المؤشرات لبيان أوجه الشبه والاختلاف بين تلک المؤشرات، وتوصل الى ضعف الحکومة في رسم سياستها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والتنموية في ضوء تنمية الاقتصاد القائم على المعرفة، إنشاء مؤسسة تابعة للدولة ترعى وتهتم بالاقتصاد القائم على المعرفة، إبراز دور الجامعات في تنمية الاقتصاد القائم على المعرفة من خلال التوعية والتدريب، وتحفيز الابتکار، وتقديم الحلول لمعوقات التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، حماية حقوق المبتکرين، وتحسين مخرجات البحوث العلمية،تنمية الصناعات المعرفية، تنمية الموارد البشرية وتوجيه الاهتمام نحومنظومة التعليم والتحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة.
2. وفى دراسة قدمها کل من (، عصام الفليلي وأسامة الطيب، 2009)

تقدم  هذةالدراسة حالة سعي المملکة العربية السعودية لاقتصاد المعرفة آثارًا ودروسًا مهمة للدول الأخرى، وخاصة تلک التي لديها اقتصاديات الموارد، والتي تسعى إلى خطط اقتصادية فعالة للتنمية الاقتصادية والانتقال. باعتبارها واحدة من أغنى دول العالم واقتصادات مجموعة العشرين، کانت المملکة العربية السعودية، لأکثر من عقد من الزمان، تتخذ خطوات صارمة لکسر الصلة الراسخة منذ فترة طويلة بين مصير الاقتصاد السعودي وظروف السوق العالمية للنفط.: (التحليل الکمي لدور الاقتصاد المعرفى  على انتاجية الموارد البشريةفي المملکة العربية السعودية)

على مدى القرون السابقة کانت الأرض والعمالة ورأس المال هي العوامل الأساسية للإنتاج في الاقتصاد القديم، حتى القرن الحادي والعشربن بدأت الدول المتقدمة مرحلة جديدة من مراحل التطور العلمي والتکنولوجي والمعرفة حتى اصبحت سمة اقتصاد القرن الحادي والعشرين هي الاقتصاد المبني على المعرفةوأصبحت المعرفة من أهم أصول الاقتصاد الحديث فماهومفهوم الاقتصاد المعرفي وماهي سماتة وماأهميتة وطرق قياسة هذا ماسيتم التطرق له في هذا المبحث.

هناک عدد من المفاهيم الاقتصادية، فهومصطلح يستخدم لوصف التحولات الاقتصادية والاجتماعية نتيجة تطبيقات تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات مما يؤدي إلى تحقيق نمواقتصادي أسرع، وقد استخدمت تسميات عديدة لتدل على الاقتصاد المعرفي مثل اقتصاد المعلومات، اقتصاد الانترنت، الاقتصاد الرقمي، الافتراضي، الإلکتروني، الشبکي، الملموسات (فريد، 2017). وردت تعاريف عديدة للاقتصاد المعرفي حيث عرف (M.parken) بأنه دراسة وفهم عملية تراکم المعرفة وحوافز الأفراد لاکتشاف وتعلم المعرفة والحصول على ما يعرفه الأخرون (الحدراوي، 2011)،کما عرف الاقتصاد المعرفي بأنه نشر المعرفة وإنتاجيتها وتوظيفها بکفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي الاقتصادي والمجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة وصولُا لترقية الحالة الإنسانية باطراد، اي اقامة التنمية الإنسانية ويتطلب الأمر بناء القدرات البشرية الممکنة، وزيادة المهارات البشرية (المتحدة ب.، 2003). من تعاريف الاقتصاد أنه اقتصاد تکون فيه المعرفة المحرک الرئيسي للنموالاقتصادي. کما تقدم الورقة إطار اقتصاد المعرفة، الذي يؤکد أن الاستثمارات المستدامة في التعليم والابتکار وتکنولوجيا المعلومات والاتصالات، والبيئة الاقتصادية والمؤسسية المواتية سيؤدي إلى زيادة في استخدام وخلق المعرفة في الإنتاج الاقتصادي، وبالتالي يؤدي إلى النموالاقتصادي المستدام.  (الدولي، 2010). وعرف بأنه الاقتصاد القائم على المعرفة بأنه الاقتصاد الذي يعتمد بشکل مباشر على انتاج وتوزيع واستخدام المعرفة (OECD,1996).

مما سبق نصل الى حقيقة أن الاقتصاد المعرفي المحلي ضروري لتحقيق النموالاقتصادي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، لأن المستقبل سوف يتحدد بشکل أوبأخر بناءاً عليه، لأن تدعيم الاقتصاد المعرفي وما يترتب عليه من المساهمة في تحقيق النموالاقتصادي وتحفيز تنافسية الاقتصاد ککل. يتسم الاقتصاد المعرفي بقدرته على توليد واستخدام المعرفة والقدرة على الابتکار، فتکون المعرفة ليست فقط المصدر الأساسي للثروة وإنما ميزة مکتسبة في الاقتصاد المعرفي، فيتميز اقتصاد المعرفة بعدة عوامل جُمعت بالنقاط التالية :

• §          المعرفة ليست مفهوماً استهلاکياً إنما صناعة مشترکة يساهم في تکوينها کافة فئات المجتمع.
• §          لاتمثل المسافات أي عائق في عملية التنمية الاقتصادية أوالاتصال أوالتعليم أونجاح المشروعات أوالاندماج الکامل من المجتمع بشکل عام، مهما کانت المسافة بعيدة يمکن تحقيق تنمية اقتصادية.
• §          إن المعرفة متاحة بشکل متزايد لجميع الأفراد، لا ينقص استفادة شخص من هذه المعرفة المتزايدة من استفادة شخص اخر لدعم اتخاذ القرارات في جوانب الحياة کافة.
• §          دعم التدريب والتعليم العام والعالي والاستمرارية في التعليم والدعم الفني والخدمات الاستشارية لتمکين الموارد البشرية من تحقيق کفاءة الأداء (الرابغي، 2017).
• §          لاتوجد حواجز للدخول إلى اقتصاد المعرفة، اقتصاد مفتوح بالکامل ويتسم بالمرونة وسرعة التغير لتلبية حاجات متغيرة ومتجددة.
• §          ان اقتصاد المعرفة يرکز على الاستثمار في الموارد البشرية، باعتبارها رأس المال المعرفي والبدني.
• §          الاعتماد على القوى العاملة المؤهلة والمدربة والمتخصصة في التقنيات الجديدة.
• §           تفعيل مراکز البحث والتطوير وتشجيع الباحثين کمحرک للتغيير والتنمية (الشيخ، 2016).

الجدول رقم (1)

خصائص اقتصاد المعرفة بالمقارنة مع الاقتصاد التقليدى

 المصدر: خالد ياسين الشيخ، الاقتصاد المعرفي ودورة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق، 2010

الاقتصاد المعرفي  اقتصاد جديد تأکد دورة الکبير في نمواقتصادات الدول بدوافعة المحفزة للتطوير والابتکار ونموه بمعدلات سريعة تفوقت بها الدول المتقدمة بشکل ملحوظ، وبرزت أهمية الاقتصاد المعرفي  وتزايدت من خلال الدور الواضح الذي تؤديه المعرفة في تحديد طبيعة الاقتصاد ونشاطاته وفي تحديد الوسائل والأساليب والتقنيات المستخدمة في هذه الانشطة، وفي توسعها، وفي ما تنتجه، وفي ما تلبيه من احتياجات، وما توفره من خدمات، ومن ثم في مدى ما تحققه من منافع وعوائد للأفراد والجتمع وبما يحقق للاقتصاد تطوره ونموه (الحدراوي، 2011). تجمع الدراسات والأبحاث على اهمية الاقتصاد المعرفي للدول جُمعت في النقاط التالية: 

• §         الإسهام في تحسين الأداء ورفع الإنتاجية وتخفيض تکاليف الإنتاج، وتحسين نوعيته من خلال استخدام الوسائل والأساليب التقنية المتقدمة وبالذات في المجالات الصناعية التي تبرز فيها صناعات الأجهزة والمعدات الالکترونية الدقيقة وأجهزة الحاسوب وبرمجياته.
• §         الاستثمار الفعال في الموارد البشرية بأعتبارها رأس المال الفکري والمعرفي.
• §         الارتقاء بالعملية التعليمية وتحسين مستواها بداء من مرحلة الطفولة وصولاً الى مخرجات عالية الجودة تفيد الاقتصاد الوطني لتلبية حاجات المجتمع وسوق العمل (تيسير، 2009).
• §         الإسهام في توليد فرص عمل في المجالات التي يتم استخدام التقنيات المتقدمة التي يتضمنها الاقتصاد المعرفي وتوليد فرص عمل تتسع باستمرار للعاملين الذين لديهم مهارات وقدرات علمية متخصصة.
• §         إسهام الاقتصاد المعرفي في تحقيق تغيرات هيکلية واضحة وملموسة في الاقتصاد مثل الأهمية النسبية للإنتاج المعرفي وزيادة الاستثمار في المعرفة لزيادة رأس المال المعرفي وزيادة الأهمية النسبية للعاملين في مجالات المعرفة المرتبطة باستخدام التقنيات المتقدمة وزيادة الأهمية للصادرات من المنتجات المعرفية.
• §         تشجيع ودعم المؤسسات على التجديد والابتکار والابداع لسد حاجات المجتمع.
• §         الاستثمار في المعرفة يلعب دوراً أساسياً في خلق الثروة وتراکمها. (فريد، 2017)
• §         تکوين أسواق تتاجر في الأصول المعرفية کالأصول الغير مملموسة وارتفاع قيمتها حيث تزداد اهمية الأفکار والإبداع کالعلامات التجارية وبراءات الاختراع وحقوق التأليف والخبرات العلمية المولدة للابتکارات.
• §         القدرة على تحقيق نمومتسارع في الاقتصاد من خلال دور الصناعات التي تجعل المعرفة هي الثروة ورأس مالها وتفعيل المعرفة المتولدة (رقامي، 2017). 

شکل 1:مؤشرات اقتصاد المعرفة

المصدر: (محمد، 2016).

تعتبر المعرفة في الاقتصاد المعرفي مادة غير ملموسة لذلک أصبح من الصعب قياسها، فقد طور البنک الدولي منهجية لقياس الاقتصاد المعرفي تسمى منهجية قياس المعرفة (KAM) وهي أداة تفاعلية لقياس مدى قدرة الدول على إنتاج وتبني ونشر المعرفة کما طور البنک الدولي مؤشر اقتصاد المعرفة (KEI) يقوم بقياس مدى جاهزية البيئة والمجتمع کما يوضع الشکل رقم (1) لاستخدام المعرفة کمقوم اقتصادي في نظمها وهوالاقتصادية، يتألف المؤشر من اربعة رکائز والتي تمثل رکائز اقتصاد المعرفة (محمد، 2016).

البنية الأساسية تساعد على تحويل البيانات إلى معلومات تسهم في عملية الإنتاج وبالشکل الذي يساهم في زيادة القيمة المضافة ولها دور کبير في زيادة إنتاجية العنصر البشري بما ينعکس إيجابياً على الناتج ومن ثم النموالاقتصادي للدولة، لابد اعتماد البنية الأساسية اللازمة لاقتصاد المعرفة على تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات لدورها في تسريع وتيرة الابتکار وسرعة وتخفيض تکلفة نقل المعارف داخل الدولة من جهة وبين الدول والعالم الخارجي من جهة أخرى (توتليان، 2006). يشتمل هذا المؤشر على عدة مؤشرات فرعية: مثل خطوط الهاتف لکل ألف نسمة (عدد خطوط الهاتف النقال)، عدد شرکات الاتصالات، عدد أجهزة الحاسب الالي، عدد مشترکي الإنترنت، نصيب الفرد من الإنفاق على البنية الأساسية، توزيع الکهرباء على المدن (عبيد، 2014).

التعليم والتدريب من أهم الرکائز المهمة لاقتصاد المعرفة، تحيث أن تطبيق منحنى الاقتصاد المعرفي في التعليم والتدريب يتطلب الترکيز على المتعلم بکافة حواسة، وإتاحة له حرية العمل والتعليم والتفکير الناقد واتخاذ القرار والتمييز، واستخدام شتى وسائل الاتصال وتبادل المعلومات والآراء واتخاذ القرارات بکل واقعية وموضوعية لرفع کفاءة التعليم وتنمية الموارد البشرية وتشحيع مهارات البحث العلمي والانفتاح على الثقافات العالمية والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة بما يحقق طموحات الأفراد ويلبي رغباتهم (المتحدة م.، 2002). التعليم المستمر والتدريب هوالسبب الرئيسي لتنمية الموارد البشرية وتحقيق التوظف، حيث هناک علاقة بين التقدم الفني وتطوره وبين کمية ونوع الموارد البشرية التي تحقق الکشف والاختراع في شتي مجالات المعرفة ومن ثم فهي داله في مستوي التعليم ودالة في حجم الإنفاق علي البحوث العلمية، وعليه يمکن إجمالي القول بأن کفاءة تطبيق الفن الإنتاجي الحديث تتوقف علي مستوي التعليم في أي بلد، فالتعليم والتدريب في ظل الاقتصاد المعرفي يحل مشکلة التخصصات النادرة حيث اصبح من السهل على المتعلم التعلم من خلال التعليم الالکتروني والباحث يتمکن من التواصل مع اي تخصص علمي نادر اواي موقع خلال لحظات معدودة مما يساعد على تراکم الخبرات وبکلفة قليلة (عطية، 2010).

لإبراز أهمية التعزيز المستمر للتعليم واکتساب المعارف الحديثة من خلال اتباع أحدث الأساليب في نقل المعارف وسرعه تطورها وتطوير نظم المعلومات، تشجيع ودعم المبتکرين والمبدعين،يشتمل هذا المؤشر على عدة مؤشرات فرعية مثل : عدد التلاميذ لکل مدرس في التعليم الابتدائي، الإنفاق على التعليم(کنسبة من الناتج المحلي)، الملتحقين بالتعليم الثانوي والعالي، الملتحقين في مجالات الهندسة والفيزياء والحاسب الالي وتکنولوجيا المعلومات، ملتحقين التعليم الإناث، الانفاق على التدريب والتطوير، مراکز التدريب، عدد المدربين المؤهلين في المدارس (عبيد، 2014).

تتمثل الأهمية في الابتکار في تعظيم الجهد الفکري وقيمة العمل والتخلص من المحاکاة والالتباس الفکري ليکون الأفراد منتجين لا مستهلکين وتابعين لغيرهم، عن طريق القيام بأنشطة جديدة أوإنتاج وتسويق مخرجات ذات منفعة من خلال تسخير المعارف بالتفکير الحر والانتقادي والبحث المتجدد (أوکيل، 2009). يشتمل هذا المؤشر على عدة مؤشرات فرعية مثل: عدد الباحثين لکل 10 الاف نسمة، الاستثمار الأجنبي المباشر لکل نسمة واحدة فقط، التجارة الخارجية، عدد طلاب العلوم والهندسة، الائتمان المقدم الى القطاع الخاص (عبيد، 2014).

يقصد بالنظام المؤسسي بأنه الهيکل التنظيمي للمؤسسة فعندما يکون هناک نظام مؤسسي جيد لدية سياسات وتشريعات تتواءم مع متطلبات اقتصاد المعرفة، بحيث تکون قائمة على الانترنت وتکنولوجيا المعلومات والاتصالات تشجع وتحفز على إنشاء المشروعات التي تسهم في النهوض بخدمات الاتصالات والمعلومات، مثل : منح إعفاءات ضريبية على أرباح مثل تلک المشروعات ولولمدة معينة، نسهيل استيراد متطلبات تلک المشروعات والات ومعدات في ظل وجود مزايا جمرکية مختلفة، القيود التعريفية وغير التعريفية، حرية تداول العملات، حماية حقوق الملکية، القيود التنظيمية، السيطرة على السوق السوداء، الحوکمة، مساهمة المرأة في قوة العمل، والرقابة على الفساد. هذه المؤشرات الأربعة الرئيسة السابقة تستخدم للحکم على ترتيب ومدى تقدم أية دولة فيما يتعلق بالتوجه نحواقتصاد المعرفة (عبيد، 2014).

أصبح اهتمام المملکة في السنوات الاخيرة في التحول من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد اکثر تنوعاً وقوة ونموا وهوالاقتصاد المعرفي الذي تغير فيه مفهوم المنافسة واصبحت المعرفة ميزة تنافسية ومحرک اقتصاديات کثير من الدول، لذلک تحول المملکة نحومجتمع المعرفة أمراً حتميا لضمان استدامة عملية التنمية وببناء اقتصاد عصري ومنافس. (الغنيم، 2017).لذا تتبني المملکة إستراتيجية وطنية للتحول إلى مجتمع المعرفة حيث تنطلق الاستراتيجية الوطنية لبناء مجتمع المعرفة من الرؤية التالية :                                              شکل2:ملخص رؤية المملکة العربية السعودية 2030

إعداد الباحثة بناء على بيانات وزارة الاقتصاد والتخطيط

بحلول عام 2030م تصبح المملکة مجتمعا معرفيا في ظل اقتصاد قائم على المعرفة (الحليان، 2018).

جدول رقم -2-

الرقم القياسي لاقتصاد المعرفة في المملکة العربية السعودية وبعض الدول

وترتيبهما بين 134 دولة مقارنة من عام 2008-2018

الجدول من إعداد الباحث: بيانات 2008، international journal of academic research in economics , November 2013.vol.2 no6- بيانات 2018 برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مشروع المعرفة للجميع.

يوضح الجدول ان المملکة جاءت بالمرتبة 65  في 2008 بينما 66 في 2018، وهذا مرکز متدني بالنسبة لمکانة المملکة وامکانياتها المادية نتيجة لتدني کثير من المؤشرات الاخرى من طلبات تسجيل براءات اختراع للسعوديين والبحوث والبنية التحتية لتقنية الاتصالات والمعلومات وغيرها من المؤشرات التي لم يتم تطويرها بشکل يتناسب مع إمکانيات المملکة، بينما يلاحظ من بين الدول السابقة أن الإمارات تفوقت في رفع مرتبتها من اقتصاد المعرفة من 49 في 2008 الى 19 عالمياً في 2018 من بين 134  تقدمت 20 مرکز مقارنة ب2018 مما يدل أن الامارات عملت على تطوير جميع مؤشرات اقتصاد المعرفة مما جعلها تنافس أکبر الدول المتقدمة في ترتيب مؤشر المعرفة.لتحليل الوضع المعرفي في المملکة العربية السعودية إستناداً إلى المؤشرات المتعلقة بالاقتصاد المعرفي:

جدول -3-

مؤشرات الاقتصاد المعرفي في المملکة العربية السعودية عام 2018

الجدول من إعداد الباحث المصدر: اعتماد على البيانات المصدرة من هيئة الإحصاء 2018، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المعرفة للجميع2018

مؤشر المعرفة الاقتصادية يأخذ بعين الاعتبار البيئة التي تساعد على نشر المعرفة واستخدامها بفاعلية في التنمية الاقتصادية حيث درجة اقتصاد المعرفة في المملکة 5.96 وهي المتوسط المعياري من المؤشرات الأربعة في الجدول. مؤشر التعليم التقني والتدريب المهني بلغ المؤشر 41% متأخراً عن المعدل العالمي المقدر حيث انخفض مقارنة بالعام السابق 48% عام2017. مما يوضح تدني جودة التعليم الأساسي والثانوي، وجانب التدريب التقني والمهني مما لا يتوافق مع حجم الانفاق عليهم والامکانيات المتوفرة لدى المملکة (الذيابي، 2018). مؤشر الابتکار %34,3 في 2018 حيث تحتل المملکة الترتيب 61 في تصنيف الإبتکار العالمي مقارنة يسنة2014 حيث کانت تحتل المرتبة 38 عالمياً ومؤشر الابتکار %41 مما يوضح تدني مرکز المملکة مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة لتدني العديد من المؤشرات الاخرى، مثل طلبات تسجيل براءات الاختراع السعوديين المقيمين بالمملکة والأبحاث المنشورة (WIPO).                                            

مؤشر تطور تقنية المعلومات والاتصالات فيما يتعلق في هذا المؤشر، يلاحظ أن شکلت قيمة تقنية المعلومات والاتصالات 57% وکانت في المرتبة 55 عالمياً في 2018 بينما في 2016 کانت 68% ومرتبتها 45 من بين 176 دولة (INDEX, 2017). خدمات النقل والتخزين والاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة يوضح شکل 4 اانخفاض مساهمة الاقتصاد المعرفي في الناتج المحلي الاجمالي حيث انخفاض مساهمة خدمات النقل والتخزين وتکنولوجيا الاتصالات والمعلومات في الناتج المحلي  6% على الرغم أن هذا المکون من الناتج المحلي لايمثل کافة منتجات اقتصاد المعرفة (مؤسسة النقد العربي السعودي،2018).

                          المصدر: من إعداد الباحثة بناءً على بيانات هيئة الإحصاء السعودي

کان الاعتقاد السائد أن الثروات تتکون من الأصول الملموسة مثل الأراضي والمباني والمعدات، ولکن في العصر الحالي رأس المال البشري هوأکثر الأصول قيمة في الاتجاة نحوالإقتصاد المعرفي، ماهومفهوم رأس المال البشري ومادور الاقتصاد المعرفي في تحسين کفاءة رأس المال البشري، رأس المال البشري في المملکة العربية السعودية.

 يعرف رأس المال البشري بأنه مجموعة الخبرات والمعارف والطاقات والمهارات والإبداع والصفات التي يمتلکها العاملون ويستثمرونها في العمل (العلي، 2012). وعرف أنه مخزون المعارف والمعلومات والمؤهلات والمهارات المدرجة في فکر الأفراد وبالخصوص کفاءة وفاعلية اليد العاملة الموظفة، لأن التعليم والتکوين يسمحان للعمال بإنتاج أکثر حتى مع ثبات حجم عوامل الإنتاج (براهيم، 2012). کما عرف (William petty) توفير رأس المال البشري المتمثل في الأفراد ذوي المهارات الفکرية العالية المتميزين بالتکوين والتعليم يسمح بتحفيز الانتاج وتحقيق النمومن خلال زيادة مستوى المعارف في الاقتصاد وتطبيقها في مسارات الإنتاج أي عن طريق إدراج الابتکارات

4.       

5.       المصدر: من إعداد الباحثة بناء على بيانات WIPO، المنظمة العالمية للملکية الفکرية

والتکنولوجيات والوسائل الانتاجية الجديدة في عملية الإنتاج والنشاط والاستفادة منهاکما أن فکرة تقسيم العمل عند أدم سميث جائت من أهمية تراکم المعرفة لدى الأفراد العاملين

والمتخصصين في انتاج نوع معين من السلع، وهذه الفکرة دعمها مارشال بتأکيدة على أهمية العقل البشري في التصدي للإنتاجية الهامشية (براهيم، 2012)التي هي أکبر معوق للنموالاقتصادي، ويرى هانسان (Hansen 1939) أن شرط النموهوضمان اليد العاملة الشابة التي تکون عاملاً خالقا للنموالاقتصادي بشرط ضمان مستوى مناسب من التعليم والتکوين والصحة لتأهيلها في إطار الاهتمام بتکوين رأس المال البشري وتشجيع التجديد والتطوير التکنولوجي وتحسين الإنتاجية للعمال.

نماذج النموالداخلي وضحت دور رأس المال البشري في النموالاقتصادي وأهم نموذج تطرق مفصلا لدور رأس المال البشري في النموبصفة مباشرة قدمة لوکاس(LUCAS 1988)، دمج لوکاس رأس المال البشري کعنصر تراکمي مثل رأس المال المادي بأنه عنصر يتراکم بمرور الوقت من خلال قرارات الأشخاص في الاستثمار في المعرفة والتکوين والتدريب الخاص بهم، الفکرة الأساسية لنموذج لوکاس يکون الأفراد أکثر إنتاجية في بيئة تتسم بوفرة رأس المال البشري(محمد,2014) ومن مميزات رأس المال البشري : رأس المال البشري هوأصل غير ملموس (أصل معنوي) وصعوبة قياس وتقييم رأس المال البشري، يمثل رأس المال البشري أحد عوامل الإنتاج المهمة التي تدعم المرکز التنافسي للمؤسسات الاقتصادية، رأس المال البشري ذوتکلفة مرتفعة في المدى القصير (براهيم، 2012).

يساهم الاقتصاد المعرفي في تحسين کفاءة المورد البشري من خلال مساهمته في بناء البحث العلمي والتغير التکنولوجي من أجل معالجة المشاکل الاقتصادية، وجعل الأفراد ذوقدرة کبيرة على فهم واستيعاب التکنولوجيا الحديثة والمعقدة والدقيقة ويسهم بالتأثير على المهارات الإدراکية والتأثير على الطموح الشخصي والتنافس والإبداع، يساعد على تحسين توزيع الدخل وتکافؤ الفرص ويضمن التشغيل في القطاع العام، کما أن  معطيات اقتصاد المعرفة تخلق الکثير من فرص العمل (إبراهيم، 2015). يرى جون ويرنر (Werner-M John) وراندي ديساديون  (Desimone-w Randy ) أن التدريب يرتبط بتعليم الموارد البشرية الکفاءات اللازمة لأداء مهام ووظائف محددة في حين ترکز تنمية الکفاءات على إعداد الموارد البشرية لتحمل مسؤوليات مستقبلية، أي التدريب يستهدف الحاضر، بينما تنمية الکفاءات تستهدف المستقبل (ديساديون، 2011). يرى مالکولم بيل (Malcolm peel) أن تنمية کفاءة المورد البشري مرتبطة بحد کبير بالتدريب فأن التدريب والتنمية يعبران عن حالة واحدة لأن التدريب هوأحد سبل التنمية التي تتأثر بجملة من العوامل کأولويات الموارد البشرية المتعلقة بالعمل أوبالحياة بصفة عامة (بيل، 1997).

إعداد الباحثة بناء على تقرير البنک الدولى حول مشروع رأس المال البشري

5.1.1.           رأس المال البشري في المملکة العربية السعودية

الاستثمار الفاعل في رأس المال البشري عامل اساسي للتنمية الاقتصادية لأنه ننتج عنه فوائد اقتصادية کبيرة على المدى الطويل مما جعل البنک الدولي يطلق في 2018 مشروع رأس المال البشري لرفع الوعي حول أهمية رأس المال البشري ويقيس المؤشر الاشخاص الذين يبلغون سن 18 وانتاجيتهم مع افتراض مايتعرض له الشخص من مخاطر الصحة والتعليم الذي تسود في بلاده، ورکز  دور الاستثمار في تحسين الصحة والتعليم في رفع إنتاجية أجيال العاملين في المستقبل. بعبارة أخرى، يقيس المؤشر النتائج الحالية لسياسات التعليم والصحة على مخرجات المستقبل باستخدام مؤشر رأس المال البشري تستطيع الدول قياس إسهام تحسن الصحة، والتعليم ــ (الدولي، مشروع رأس المال البشري، 2018)

کما تلعب تنمية رأس المال البشري دوراً رئيسياً في الرؤية السعودية 2030 ستصل قوة العمل السعودية إلى حوالي 8.6 مليون بحلول عام 2030 بمعدل مشارکة 44% کما تسعى الرؤية السعودية 2030 إلى خفض معدل البطالة الإجمالي من 11.6 إلى 7 في المائة، وإصلاح نظام التعليم وزيادة معدل مشارکة الإناث من 22 في المائة من القوة العاملة إلى 30 (رؤية 2030، 2016).

شکل 6: العمالة کنسبة من السکان في المملکة العربية السعودية

إعداد الباحثة بناء على بيانات البنک الدولى

حيث يمثل شکل (6) العمالة في المملکة بشکل عام في جميع التخصصات لم يحدد التخصصات التي تخدم اقتصاد المعرفة مثل التخصصات التقنية والهندسية والأبحاث وغيرها التي تزيد وتحسن أداء رأس المال البشري.

في اتجاه الاهتمام برأس المال البشري في المملکة العربية السعودية، صدر مرسوم ملکي لإنشاء مرکز جديد للتميز يسمى مرکز رأس المال البشري ((HCC وله دور مرکزي عندما يتعلق الأمر بضمان معالجة الجوانب المطلوبة من رأس المال البشري بالکامل وفقًا لمتطلبات الاقتصاد السعودي الجديد ستعمل هذه المراکز على رفع إنتاجية الموظفين إلى أعلى المستويات الممکنة، من خلال تطبيق معايير إدارة الأداء المناسبة، وتوفير التدريب المستمر للتطوير المهني، وتبادل المعرفة (الغلاييني، 2018). ولرفع مرتبة المملکة العربية السعودية في مؤشر رأس المال البشري حيث احتلت المملکة المرتبة 73 عالميا في مؤشر رأس المال البشري لعام 2018، مقارنة مع المرتبة 82 عالميا العام الماضي، وفقا لتقرير البک الدولي لرأس المال البشري لعام 2018 , لابد من رفع انتشار المعرفة من خلال تطبيق المهارات وتراکمها عبر العمل، ومعيار التنمية ويقصد به تنمية المهارات الحالية للقوة العاملة ومعيار المعرفة ويقيس مدى توسع وعمق استخدام المهارات (البنک الدولي،2018).

جدول -4 -

ترتيب بعض الدول في مؤشر رأس المال البشري 2018

الجدول من إعداد الباحث بناء على بيانات - Human Capital Index and Components, 2018 - World Bank

بلغت المملکة مؤشر متقدم وهو58% من مؤشر رأس المال البشري وهذا مؤشر جيد يعکس اهتمام المملکة في تحسين أداء رأس المال البشري ورفع مرتبة مؤشر رأس المال البشري ليکون من ضمن أعلى الدول.

جدول -5-

يوضح بعض المؤشرات الاقتصاد المعرفي ورأس المال البشري التي بارتفاعها تحسن من أداء رأس المال البشري(المملکة العربية السعودية 2007-2018)

المصدر: الجدول من إعداد الباحثة بناء على بيانات knowema

7.                   لقياس العلاقة بين الاقتصاد المعرفى واداء الموارد البشرية تم تکوين نموذج قياسي يعتمد على أسلوب التکامل المتناظر لتحليل العلاقة طويلة الأجل بين تطور نشاط المعرفى ومعدل کفاءة الاداء البشرى بالمملکة العربية السعودية وذلک بالاعتماد على نظرية التکامل المتناظر(Cointegration theory) التي قدمها وأثبتها إحصائيا کل من أنجل وجرانجر (Engle & Granger, 1987) هذه النظرية تقوم على فحص العلاقات بين السلاسل الزمنية للمتغيرات الاقتصادية والتي عادة ما تتسم بعدم الاستقرار في المستوى الأولى لها ويهدف هذا المبحث إلى تحليل وتفسير النتائج القياسية بين المتغيرات وتحديد نوع العلاقة بينهم باستخدام برنامج الإحصاء الاقتصادي (EViews 10   )  وتوضيح دور الاقتصاد المعرفي في تحسين أداء رأس المال البشري  في المملکة العربية السعودية وتستخدم الدراسة سلسلة زمنية للفترة (2007-2018 ).

ويتمثل نموذج الدراسة في المعادلة التالية:

حيث: : والاقتصاد المعرفي المتمثل في قيمة النقل والتخزين والاتصالات من الناتج المحلي في الفترة 2007-2018  هوالمتغير التابع في النموذج

أما المتغيرات المستقلة في النموذج فهي:

X₁:المؤشر الأول خلال نفس الفترة الانفاق على التعليم کنسبة من الدخل القومي

X₂:المؤشر الثاني إجمالي نسبة الالتحاق بالتعليم العالي

X₃.مؤشر نسبة الأسر مستخدمي الإنترنت في المملکة خلال فترة الدراسة

X₄: مؤشر عدد مقالات الصحف العلمية والتقنية تشير إلى عدد المقالات العلمية والهندسية المنشورة في المجالات التالية: الفيزياء، الأحياء، الکيمياء، الرياضيات، الطب السريري، البحوث الطبية الحيوية، الهندسة والتکنولوجيا، علوم الأرض والفضاءخلال الفترة

X₅:مؤشر عدد براءات الاختراع للسعوديين والمقيمين في المملکة

D₁ : متغير صوري للتعبير عن دور الهيئة العامة للمعلومات والتطوير في تطوير منظومة المعرفة في المملکة والحوافز الخاصة بتشجيع  الاقتصاد المعرفى فى جميع المجالات المختلفةويأخذ هذا المتغير صفر خلال الفترة(2007 -2011)، ويأخذ القيمة l خلال الفترة(2011-2018)

 :متغير صوري لأثر القوانين والتشريعات الجديدة مثل تطبيق ضريبة المبيعات والقوانين الخاصة بزيادة المدفوعات النقدية للمقيمين في المملکة التي تؤثر على الاقتصاد المعرفى، ويأخذ هذا المتغير صفر خلال الفترة (2007-2011) ويأخذ القيمة1 خلال الفترة (2011-2018)

:تعبر عن الزمن

 :بيمثل عنصر الخطأ العشوائي

ويقوم أسلوب قياس علاقات التکامل المتناظر بين المتغيرات وفقا لمنهجية أنجل وجرانجر (1987) على خطوتين رئيسيتين (1987; 251-267,Eng1e&Granger) :

الخطوة الأولى: بتجهيز البيانات واختبار السکون للسلاسل الزمنية

الخطوة الثانية: تقدير النموذج واختبار سکون البواقي المقدرة

ويمکن تطبيق الخطوات السابقة على نموذج البحث التالي:

الخطوة الأولى: تجهيز البيانات واختبار السکون للسلاسل الزمنية حيث تتصف بيانات السلاسل الزمنية عادة ببعض الخصائص منها عدم ثبات التباين(Variance) والموسمية(Seasonality)، کما تتأثر بعامل الاتجاه (Trend) عبر الزمن وبالتالي قد تؤثر هذه الخصائص على المتغيرات الأخرى الداخلة في النموذج في نفس أوعکس الاتجاه (Lutkepoh1,2004; 8-11)  وللتخلص من هذه المشکلة فقد تم أخذ اللوغاريتم الطبيعي للبيانات وذلک بهدف تحجيم القيم الشاذة داخل بيانات متغيرات الدراسة مما يزيد من دقة الاعتماد على المقاييس الإحصائية المختلفة ثم تم اختبار ما إذا کانت السلاسل الزمنية مستقرة Stationary من خلال اختبارات جذر الوحدة  Unit root tests بهدف فحص خواص السلاسل الزمنية للمتغيرات المستخدمة في الدراسة خلال الفترة  الدراسة، والتأکد من سکونها، واختبار ما إذا کانت جميع المتغيرات متکاملة من نفس الدرجة، وذلک حتى يمکن تطبيق منهجية (Engle &Granger) تم استخدام اختبار Philp-perron  لاختبار سکون السلاسل الزمنية.

الخطوة الثانية: تقدير النموذج واختبار سکون البواقي المقدرة: وتتم هذه الخطوة على مرحلتين:

أولا: تقدير النموذج: حيث توصلت نتائج اختبار جذر الوحدة إلى استقرار البيانات، وأن المتغيرات متکاملة من الدرجة الأولى، فإنه يمکن تقدير نموذج التکامل المتناظر Co-integration باستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية Ordinary Least Square (OLS)، وقد تم الحصول على

النتائج المتمثلة في النموذج التالي:

ثانيا: اختبار سکون البواقي المقدرة في معادلة الانحدار ويتم اختبار سکون البواقي أيضا باستخدام اختبار Philp-Perron Test،وحيث تبين أن البواقي المقدرة مستقرة عند المستوى أي بدون أخذ الفروق الأولى، فإن ذلک يعنى أن هناک علاقة توازنية طويلة الأجل بين المتغيرات المستقلة والمتغير التابع.

نتائجالتقدير

أولاً: تحليلالنتائجالإحصائية: يتم استخدام أربعة مؤشرات وهى اختبار للحکم على معنوية معلمات النموذج کل على حدة،واختبارf للحکم على جودة أومعنوية النموذج ککل، وقيمة Rالتوضيح القدرة التفسيرية للنموذج ن، وقيمة إحصاء دربرن واتسون DW للکشف عن وجود مشکلة ارتباط ذاتي بين الأخطاء العشوائية في النموذج.

l - اختبار t  :تشير نتائج التقدير إلى معنوية معلمات النموذج المقدرة ولبعض المتغيرات المستقلة وهى مؤشر الانفاق على التعليم عند مستوى معنوية 5%،ومؤشر نسبة الالتحاق بالتعليم العالى عند مستوى معنوية  5 % ومؤشر القوانين والتشريعات معنوي عند مستوى معنوية 10%، بينما باقي المتغيرات ومؤشر الهيئة العامة للمعلومات والتطوير ليست ذات معنوية احصائية وفقا لاختبار t.

2- اختبار f : تشير النتائج الاحصائية الى أن قيمة المحسوبة أکبر من نظيرتها الجدولية مما يدعوالى رفض الفرض العدمي بأن معلمات النموذج مجتمعة تساوى الصفر وقبول الفرض البديل بأن معلمات النموذج مجتمعة تختلف معنويا عن الصفر أي أن النموذج ککل معنوي إحصائيا.

3- قيمة  R^-2= 0.92 تعنى أن المتغيرات المستقلة تفسر ما نسبته 92 % من التغير في المتغير التابع وهومعدل النمو بينما ترجع النسبة الباقية وهى 8% إلى عوامل أخرى يفسرها الخطأ العشوائي في النموذج.

وتشير قيمة معامل التحديد المعدل R²  Adjusted إلى القدرة التفسيرية للمتغيرات المستقلة جميعا على تفسير المتغير التابع بعد أخذ درجات الحرية في الاعتبار، وهى تعد من المؤشرات الرئيسية على جودة النموذج، فقد بلغت هذه القيمة نحو(0.88) مما يدل على ارتفاع القدرة التفسيرية للنموذج، ويعنى ذلک أن المتغيرات المستقلة المستخدمة في النموذج قادرة على تفسير نحو88% من التغير في مؤشر النمووهى نسبة مرتفعة إلى حد کبير 

4- قيمة إحصاء  D.w= 1.52 تشير إلى أنه يتوقع ألا يعانى النموذج من مشکلة الارتباط الذاتي بين الأخطاء العشوائية.

ثانياً: تحليل النتائج الاقتصادية

تشير قيمة معلمات النموذج وإشارتها إلى أن بعض المتغيرات المستخدمة في النموذج قد أخذت الاتجاه المتوقع لها بناء على النظرية الاقتصادية، بينما أخذ البعض الآخر اتجاها مخالفا لما کان متوقعا لها، ويمکن توضيح ذلک کالتالي:

1- مؤشرات الاقتصاد المعرفى : وهى المؤشر الاول نسبة الانفاق على التعليم من الناتج المحلى X1 والانفاق على التعليم العالىX2، ويتضح من الإشارة الموجبة للمعلمة المقدرة للمتغير X1 أن هناک علاقة طردية بينه النمو، وقد بلغت قيمة المعلمة (b₁=0.14)أ مما يدل على أن زيادة التطور المعرفى بوحدة واحدة تؤدى الى رفع معدل الکفاءة فى اداء بمقدار 0.014 وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه الأدبيات الاقتصادية المختلفة بشأن العلاقة االموجبة بين زيادة الانفاق على التعليم وتطور الاقتصاد المعرفى فى المملکة.

• §         أما المؤشر الثاني X2 يوجد علاقة عکسية بين الاقتصاد المعرفي وإجمالي نسبة الإلتحاق بالتعليم العالي وهذا قد يکون بسبب عدم کفاءة الملتحقين بالتعليم لتحسين الوضع المعرفي في المملکة، اوقد تکون الزيادة عددية وليس نوعية.فعلى غير المتوقع وعلى الرغم من المعنوية الإحصائية لهذا المتغير جاءت الاشارة سالبة مشيرة الى علاقة عکسية.

2-مؤشر تتفق الإشارة السالبة لمؤشر عدد الاسر المستخدمة للانترنت(X3) مع ما هومتوقع وفقا للنظرية الاقتصادية والتي تشير إلى أن في حال اتخاذ جميع المتغيرات ثابتة فإن الاقتصاد المعرفي سيزيد بمقدار 184137.6 عند زيادة نسبة الأسر مستخدمي الإنترنت بوحدة واحدة. أما قيمة المعلمة والتي بلغت (b₃=0.59)فتعنى أن زيادة الانفاق بوحدة واحدة تودى إلى زيادة المعرفة بمقدار 0.59 وحدة 0

3-مؤشر المقالات العلمية (X4) مع النظرية الاقتصادية حيث تشير إلى أن هناک علاقة إرتباطية إيجابية بين الاقتصاد المعرفي ومقالات الصحف العلمية والتقنية أي زيادة في عدد المقالات بوحدة واحدة تؤدي إلى زيادة الاقتصاد المعرفي بمقدار 8.1.، أما بالنسبة لحجم التأثير (b₄= 0.05).

4- مؤشربراءة الاختراع: تتفق الإشارة السالبة مع مايوجد علاقة عکسية بين الاقتصاد المعرفي وعدد براءات الاختراع في المملکة قد يعود السبب بأن الجزء الأکبر من طلبات الاختراع من المقيمين الغير سعوديين أوعدد الاختراعات لايتماشى مع الاقتصاد المعرفي المطلوب في المملکة. 

5- مؤشر دور الهيئة العامة للتطويرD1: تشير الإشارة الموجبة إلى العلاقة الطردية المتوقعة بين الإصلاحات والحوافز التي قدمتها الهيئة العامة للتطوير والتدريب ودورها في زيادة برامج المعرفة في المملکة من خلال القضاء على المعوقات التي تواجه الموارد البشرية بطرح مجموعة من الضوابط والمعايير والقوانين المنظمة للکافة القطاعات.

8 - مؤشر التغيرات السياسية D2 يقاس هذا المؤشر بالمتغير الصوري الثاني D₂ الذى يعبر عن الآثار التي ترتبت على القوانين الجديدة  من انخفاض الکفاءة الانتاجية للموارد البشرية وتدهور القطاعات الإنتاجية الأخرى (Abdou & Zaazou,2013)

اتضح من خلال النتائج انة يوجد علاقة موجبه بين الاقتصاد المعرفي ومع بعض المؤشرات المتمثلة في کفاءة رأس المال البشري  التى تؤثر فى کفاءة الاداء مثل الانفاق على التعليم ونسبة الأسر مستخدمي الانترنت في المملکة وعدد مقالات الصحف العلمية والتقنية، وعلاقة عکسية بين الاقتصاد المعرفي وبراءات الاختراع  وإجمالي نسبة الإلتحاق بالتعليم العالي  وقد تعود هذه العلاقة العکسية إلى أن براءات الاختراع في المملکة کانت من الغير سعوديين أکثر من السعوديين، اما بالنسبة بالملتحقين بالتعليم العالي وقد يعود السبب إلى عدم کفاءة الملتحقين بالتعليم بالمهارات التقنية العالية المبنية على نشر الثقافة والإبداع والابتکار التي تؤدي الى بناء مجتمع معرفي يجعل التعليم أکثر إبداعاً وفعالية.

• §          من خلال هذا النموذج اتضح ان هناک علاقة إيجابي بين الاقتصاد المعرفي وأداء رأس المال البشري حيث ان ساهم الاقتصاد المعرفي المستمر على تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملکة في رفع وتحسين بعض مؤشرات رأس المال البشري لحفز الاقتصادات المحلية والوطنية.

8.                   

• §         من خلال هذا البحث واجه الباحث صعوبة الحصول على معلومات من الجهات الرسمية وأعتذار هيئة الإحصاء عند مراسلتهم بعدم توفر بعض المعلومات مثل الانفاق على البحث والتطوير في المملکة خلال سنوات الدراسة ومؤشرات الاقتصاد المعرفي وغيرها، مما يوضح انخفاض جهود الجهات الرسمية في توفير البيانات الحقيقة في المملکة ومساعدة الباحثين على الوصول إليها وهذا لايتناسب مع التحول الوطني لاقتصاد المعرفة.
• §         توصل البحث الى أن الاقتصاد المعرفي هونمط اقتصادي جديد يعتمد على المعلومات حيث تشکل المعرفة في رأس المال البشري الأساس فية والعنصر الأهم من عناصر الإنتاج.
• §         أن معدل خلق المعرفة ونشرها يتزايد بشکل ملحوظ ويرجع سبب ذلک الى التقدم السريع في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي ساعدت في الحصول على المعرفة والتقدم السريع في البحث والتطوير وتوليد المعارف والتکنولوجيا الجديدة.
• §         انخفاض مساهمة الاقتصاد المعرفي من الناتج المحلي هو6% في سنة 2018 وهي نسبة قليلة للتحول الى الاقتصاد المعرفي وبالرغم من الإمکانيات المالية التي تحظى بها المملکة
• §         حقق مؤشر الاقتصاد المعرفي في المملکة 5.96 تهويدل على تدني مکانة المملکة العربية السعودية فيما يتعلق بمؤشر الرقم القياسي لاقتضاد المعرفة يعود إلى انخفاض المستوى في المؤشرات الفرعية المکونة لهذا المؤشر مثل مؤشر الابتکار وتقنية المعلومات والاتصالات وانخفاض مؤشر التعليم التقني والتدريب المهني.
• §         من أهم خصائص رأس المال البشري أنه غير ملموس وصعوبة تقديره، کما يمثل رأس المال البشري أحد عوامل الإنتاج المهمة التي تدعم المرکز التنافسي للمؤسسات الاقتصادية کما أن رأس المال البشري ذوتکلفة مرتفعة في المدى القصير.
• §         يوجد ارتباط إيجابي بين الاقتصاد المعرفي وتحسين أداء رأس المال البشري لأن رأس المال البشري ماهوالا تراکم المعارف من خلال التعليم والتدريب والبحث والتطوير والخبرة.
• §         مؤشر رأس المال البشري بلغ 58% في 2018 وفي المرتبة 73 عالمياً حيث يعتبر المؤشر جيد ولکن تطمح المملکة في رفع مرتبة المملکة في هذا المؤشر.
• §         مساهمة الاقتصاد المعرفي المستمر على تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في رفع وتحسين رأس المال البشري لحفز الاقتصادات المحلية والوطنية.
• §         اتضح من خلال مخرجات الإيفيوز  انه يوجد علاقة موجبه بين الاقتصاد المعرفي ومع بعض المؤشرات المؤثرةفي  کفاءة رأس المال البشري  وبالتلى تؤدى الى تحسين الاداء مثل الانفاق على التعليم ونسبة الأسر مستخدمي الانترنت في المملکة وعدد مقالات الصحف العلمية والتقنية، وعلاقة عکسية بين الاقتصاد المعرفي وبراءات الاختراع  وإجمالي نسبة الالتحاق بالتعليم العالي  وقد تعود هذه العلاقة العکسية إلى أن براءات الاختراع في المملکة کانت من الغير سعوديين أکثر من السعوديين، اما بالنسبة بالملتحقين بالتعليم العالي وقد يعود السبب إلى عدم کفاءة الملتحقين بالتعليم بالمهارات التقنية العالية المبنية على نشر الثقافة والإبداع والابتکار التي تؤدي الى بناء مجتمع معرفي يجعل التعليم أکثر إبداعاً وفعالية.
• §         هناک تأثير ضعيف على الإنفاق في التعليم والتدريب والتطوير والابتکار على الاقتصاد المعرفي في المملکة.

من أجل الارتقاء بترتيب ومکانة المملکة العربية السعودية فيما يتعلق بمؤشر اقتصاد المعرفة ومؤشر رأس المال البشري وتحسين أداء رأس المال البشري السعودي نوصي بالتالي:

1. زيادة الإنفاق على البحث والتطوير وتدريب العنصر البشري وتشجيع باحثي الجامعات من خلال توفير المعلومات وشفافيتها.
2. الأهتمام بجدوى البحوث الجامعية والتشجيع على إمکانية تطبيق هذه البحوث وإرسالها إلى الجهات المعنية لتطبيقها حتى تخرج جودة عالية في البحوث في المملکة تفيد هذا الوطن وليس عدد کمي، حيث سنوياً يتم انشاء الاف البحوث ويتم قياس أداء الجامعات في المملکة بکمية الأبحاث فقط بهدف التصنيف ضمن أفضل الجامعات عالمياً وليس بمدى جدوى هذه البحوث ومدى تطبيقها عملياً.
3. تطوير البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات بحيث تکون جميع المؤسسات قائمة على تقنية معلومات واتصالات عالية الجودة.
4. مراجعة وتطوير الأنظمة المؤثرة في نشر المعرفة في المملکة.
5. تطوير منظومة التعليم في مختلف مراحلها وتفعيل المعرفة الضمنية والتدريب والتشجيع على الإبتکار والتطوير.
6. الاستثمار الکثيف في المعرفة والعقول حيث إنها من الممکن أن تکون أحد أکبر مصادر الدخل في المملکة
7. التوسع في تنفيذ المشاريع الإستثمارية الکبرى التي تهدف إلى تنويع القاعدة الاقتصادية وتحقيق التنمية الاقتصادية في مختلف مناطق ومحافظات المملکة الموجهة نحواقتصاد المعرفة.
8. المعرفة تعتبر هي المحرک للإنتاجية والنموالاقتصادي فلابد من الاستثمار على المدى الطويل في مجال التعليم والمعرفة، وتطوير القدرة على الابتکار، وتحديث البنية التحتية لتکنولوجيا المعلومات.
9. الاهتمام بالتدريب المستمر ومعرفة الکيف التي تؤثر في اقتصاد المعرفة التي لايمکن اکتسابها الا بالممارسة والتدريب في التعامل مع متطلبات العصر الراهنة في الابتکار والبحث والتطوير الأمر الذي يتطلب إجراء تغييرات جديدة في البنى الاقتصادية بقصد التحول الى اقتصاد المعرفة.

10. إنشاء مؤسسات معرفية تقدم خدمات إرشادية لجميع الجهات الحکومية والخاصة للتوجية إلى نحوالاقتصاد المعرفي.