دراسة الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين في مجال التلوث البيئي وبعض العوامل المؤثرة عليها بمحافظة البحيرة

المقدمة والمشکلة البحثية:

تعد التنمية هي الهدف الأساسي الذي تسعى إلية المجتمعات المتقدمة والنامية ، ولاشک ان الزراعة هي المحرک الرئيسي لعملية التنمية في الدول النامية ، وتأتي التنمية في مصر مدفوعة بالتحولات الإقتصادية والتحديات الإجتماعية العالمية والمحلية ( العادلي ، 2006 : ص 2 ) ، وتهدف برامج التنمية الإقتصادية والإجتماعية إلى تحقيق الرفاهية للسکان من خلال توفير المدخلات وتطوير التقنيات التي تؤدي لزيادة إنتاجية الموارد وحسن إدارتها وصيانته بإستخدام القوى البشرية المدربة والمؤهلة ( طلبة وآخرون ، 2013 : ص 891).

وعندما يتدخل الإنسان في البيئة دون وعي ويحدث فيها تأثيراته السلبية يخل توازنها وتظهر المشکلات البيئية المتعددة والتي يعتبر تلوث البيئة وإهدارها وإستنزاف مواردها من أخطر وأهم المشکلات التي تشغل بال الباحثين والمتخصصين والمسئولين عن شئون المجتمع ( الخولي ، 2007 : ص 303 ) ، وتعتبر مصر من أکثر الدول العربية إستهلاکاً للأسمدو الکيماوية ، حيث تستخدم حوالي ( 2021967 ) طن سنوياً من الأسمدة الآزوتية ، وحوالي ( 1744627 ) طن من الأسمدة الفوسفاتية ، و ( 80663 ) طن من الأسمدة البوتاسية ، بالإضافة الى ( 205850 ) طن من الأسمدة المرکبة ( نشرة إحصاءات مستلزمات الإنتاج الزراعي ، 2012 : ص 17 ).

أما الإستخدام المکثف للمبيدات الزراعية في مصر فقد أدى لکثير من المشکلات البيئية والصحية للإنسان والحيوان والنبات ، کما ادي لتدهور التربة الزراعية مع مرور الوقت ، وقد تبين أن المحافظة على التربة الزراعية من التدهور کأهم مورد طبيعي ونادر وترشيد إستخدامها لتحقيق أکبر إستفادة منها ، يحفظ حق الأجيال القادمة فيها وهذا يعتبر اهم واجبات الأجيال الحالية ( قنديل ، 2002 : ص ص 2-5 ) .

ويعتبر الإرشاد الزراعي مفهوماً تنموياً لأنه نشاط تعليمي منظم غير مدرسي يعمل على زيادة معارف ومهارات الريفيين وبخاصة الذين يقومون بجميع عمليات الإنتاج الزراعي ، وهذا المجهود العلمي للإرشاد يرتبط بمشکلات الزراع وأسرهم واستخدام مهاراتهم في حلها ونقل المعلومات إليهم من خلال عملية الترشيد وعلى العاملين بالإرشاد الزراعي أن يبدؤا عملهم التعليمي بما يعرف الناس وبما يقومون به من ممارسات مزرعية بالإضافة إلى ربط التغيير المنشود بالإهتمامات الخاصة بالمسترشدين ( عبد العال والقاضي ، 2005 : ص 73 ) .

ويبدأ الإرشاد الزراعي في أداء دوره التنموي بالأهداف التعليمية حيث يترتب عليها تحقيق الأهداف الإرشادية الأخري ، فالأهداف التعليمية مباشرة وترکز على إحداث التغييرات السلوکية المرغوبة للزراع وهي تميز الإرشاد الزراعي عن غيره من المؤسسات الأخرى التي تعمل بالريف وتؤدي إلى تحقيق الأهداف الإقتصادية والإجتماعية الأخري ، وأحياناً ما تسمى بالأهداف القريبة المدى أي التي تتحقق أولاً من خلال تقديم الخدمة الإرشادية للزراع ( قشطة ، 2012 : ص 44 ) .

فالتعلم يمثل الجزء الأساسي في نشاط الإرشاد الزراعي ، ويترتب عليها تحقيق الأهداف الإقتصادية متوسطة المدى ، ويمثل الأثر التعليمي الأساس للنهوض بالإنتاج الزراعي وزيادة دخل الزراع ، ويترتب على تحقيقة المکون الإجتماعي والذي يمثل الهدف بعيد المدى للإرشاد الزراعي ( قشطة ، 2013 : ص 25 ) .

ويعتمد الإرشاد الزراعي على الأخصائيين الإرشاديين بإعتبارهم حلقة الوصل بين أجهزة البحث العلمي والمرشدين الزراعيين ويمکن تلخيص المهام التي يقوم بها الأخصائيين الإرشاديين فيما يلي: تبسيط نتائج البحوث الزراعية إلى معلومات سهلة الفهم ، وتدريب المرشدين الزراعيين ، ومساعدة المرشد على المستويات المحلية بتحليل المشاکل التي تواجه البرنامج الإرشادي ، ومساعدة المرشد في إختيار انسب الطرق والمعينات الإرشادية ، ومساعدة المرشد في إعداد خطة عمل البرنامج الإرشادي ، وحضور الإجتماعات والندوات الإرشادية ، وتقييم نتائج البرامج والأنشطة الإرشادية (العادلي ، 1972 : ص 212) ، ويشير ( Patil and Kokate , 2011 : P 18) إلى أن الأخصائيين الإرشاديين يؤدون دوراً إستراتيجياً في الدعم التکنولوجي وإدارة المعرفة  ، وإمداد الزراع بالمعارف والمهارات التي تعمل على زيادة الإنتاجية الزراعية ، بينما يرى ( Anaeto et al , 2012 : P 92)  أن الإرشاد الزراعي يعتمد على مجموعة من الأخصائيين الإرشاديين في نقل المعارف إلى المرشدين الزراعيين بالإضافة إلي نتائج البحوث الزراعية المختبرة وتدريبهم عليها.

وإستناداً لما سبق فإن مبررات هذا البحث تتمثل في تحديد الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين نظراً لدورهم الحيوي في العمل الإرشادي الزراعي الميداني ، ومن ثم تحديد أوجه القصور في المعارف والمهارات المتعلقة باستخدام المبيدات والأسمدة الکيماوية ومدى تأثيرها في احداث تلوث البيئة ومحاولة إلقاء الضوء على خطورة الإستخدام غير الرشيد للمبيدات والأسمدة الکيماوية وما يترتب علية من مشاکل بيئية خطيرة ، وأيضاً إبراز الإتجاهات الحديثة في مجال المحافظة على البيئة من التلوث فيما يتعلق بإستخدام المبيدات والأسمدة الکيماوية.

الأهداف البحثية:  

يستهدف هذا البحث بصفة رئيسية دراسة الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين في مجال التلوث البيئي من المبيدات والأسمدة الکيماوية بمحافظة البحيرة ، ويمکن تحقيق هذا الهدف من خلال تحقيق الأهداف الفرعية التالية:

1- التعرف علي بعض الخصائص الشخصية والمهنية المميزة للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين.

2- تحديد الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين.

3- تحديد العلاقة التأثيرية بين بعض الخصائص الشخصية والمهنية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين من جانب والإحتياج البيئي من جانب آخر.

4- التعرف على المشاکل التي تواجه المبحوثين في مجال البيئة والحلول المقترحة لها من وجهة نظرهم.

الأسلوب البحثي:

التعريفات الإجرائية للمصطلحات البحثية وطرق قياسها:

1- الأخصائي الإرشادي: ويقصد به في هذا البحث الشخص الذي تم تعيينه وحصل على دورات تدريبية تؤهلة      ليقوم بعمل الأخصائي الإرشادي الزراعي بمحافظة البحيرة.

2- الإحتياجات التعليمية: ويقصد بها في هذا البحث نواحي القصور أو النقص في المعارف والمهارات والإتجاهات المعارضة لصيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية. 

3- السن: ويقصد به في هذا البحث عمر المبحوث حتي وقت إجراء هذا البحث مقدراً بالسنوات.

4- المؤهل الدراسي والتخصص: ويقصد به المؤهل الذي حصل عليه المبحوث من حيث کونه مؤهل زراعي متوسط ، أو عالي ، أو فوق عالي ويعطى المبحوث قيمة رقمية واحدة لکل سنة دراسية قضاها المبحوث بالمراحل الدراسية المختلفة ، بالإضافة إلى حصول المبحوث علي قيمة رقمية تعبر عن کل تخصص دراسي جامعي کما وردت في إستمارة الإستبيان کما يلي: إرشاد زراعي ( 2 ) ، باقي التخصصات       ( 1 ).

5- مدة الخدمة بالعمل الزراعي: ويقصد بها عدد السنوات التي قضاها المبحوث بالعمل الزراعي من تاريخ تعيينه ويعطي المبحوث قيمة رقمية واحدة لکل سنة.

6- مدة الخدمة بالعمل الإرشادي الزراعي: ويقصد بها عدد السنوات التي قضاها المبحوث بالعمل الإرشادي الزراعي ويعطي المبحوث قيمة رقمية واحدة لکل سنة.

7- مدة الخدمة بالعمل في مجال صيانة البيئة من التلوث: ويقصد بها عدد السنوات التي قضاها المبحوث في مجال صيانة البيئة من التلوث ويعطي المبحوث قيمة رقمية واحدة لکل سنة.

8- النشأة الإجتماعية: ويقصد بها المکان الذي نشأ فيه المبحوث من حيث کونها منطقة ريفية ويحصل علي ( 2 ) درجة ، أو منطقة حضرية ويحصل علي ( 1 ) درجة.

9- التعرض لدورات تدريبية في مجال صيانة البيئة من التلوث: ويقصد به مدي تعرض المبحوث لدورات تدريبية خاصة بصيانة البيئة من التلوث ويحصل علي درجة لتعرضة لدورات تدريبية ، بالإضافة لدرجة لکل موضوع من الموضوعات التي تعرض لها في الدورات التدريبة ، ودرجة لکل يوم من أيام التدريب حضرها المبحوث في مجال صيانة البيئة من التلوث ، ويحصل المبحوث علي ( 3 ) درجات للإستفادة المرتفعة ، و( 2 ) درجة للإستفادة المتوسطة ، و ( 1 ) درجة للإستفادة المنخفضة ، و ( صفر ) درجة لعدم إستفادته من هذة الدورات ، ويحصل علي درجة لرغبته في حضور دورات تدريبية في مجال المحافظة البيئة من التلوث ، ودرجة لکل مجال يرغب في الحصول علي دورات تدريبية فيه ، وکذلک     ( 2 ) درجة للإحتياج العالي للدورات التدريبية ، و( 1 ) درجة للإحتياج التدريبي المتوسط ، و( صفر ) درجة للإحتياج التدريبي المنخفض.

10-  الرضا الوظيفي: ويقصد به مدي قبول المبحوث لوظائفهم ورغبتهم في الإستمرار فيها وإتجاهاتهم نحوها وأعطيت الإستجابات ( موافق ، لحد ما ، غير راضي ) القيم الرقمية ( 3 ، 2 ، 1 ) على التوالي للعبارات الإيجابية ، والعکس صحيح للعبارات السلبية.

11-  مصادر المعلومات الزراعية : ويقصد بها المصادر التي يستقي منها المبحوث المعلومات الفنية المرتبطة بصيانة البيئة من التلوث بالأسمدة والمبيدات الزراعية ، ويعطى المبحوث قيمة رقمية واحدة لکل مصدر من المصادر التي ذکرها.

12-  الإتجاه نحو الإرشاد الزراعي : ويقصد به مدى إيجابية أو سلبية أو حيادية المبحوث نحو العمل داخل الجهاز الإرشادي وأعطيت الإستجابات ( موافق ، محايد ، غير موافق ) القيم الرقمية ( 3 ، 2 ، 1 ) على التوالي للعبارات الإيجابية ، والعکس صحيح للعبارات السلبية.

13-  الإلمام العام: ويقصد به في هذا البحث مدي إجادة معرفة المبحوث بعدد من العبارات تعکس الإلمام العام له وأعطيت الإستجابات ( جيد ، متوسط ، ضعيف ) القيم الرقمية ( 2 ، 1 ، صفر ) على التوالي .

14-      المتابعة الإعلامية في مجال صيانة البيئة من التلوث بالأسمدة والمبيدات : ويقصد بها في هذا البحث مدي متابعة المبحوث لکل ما يرتبط بالبيئة وصيانتها من التلوث في وسائل الإعلام المختلفة ويحصل المبحوث على قيمة رقمية کالتالي : درجة واحدة لکل مشکلة بيئية يذکرها ، ودرجة على کل اسم مبيد محرم يذکرة ، ودرجة واحدة لکل إجابة صحيحة يذکرها لباقي العبارات.

15-  الإحتياجات التعليمية للمبحوثين في مجال التلوث البيئي بالأسمدة والمبيدات الزراعية : ويقصد بها في هذا البحث أوجه القصور في المعارف والمهارات والإتجاهات المتعلقة باستخدام المبيدات والأسمدة الکيماوية ومدى تأثيرها في احداث تلوث البيئة وأعطيت الإستجابات ( لا توجد معرفة ، معرفة محدودة ، معرفة متوسطة ، معرفة جيدة ) القيم الرقمية ( صفر ، 1 ، 2 ، 3 ) على التوالي للجزء المعرفي ، وأعطيت الإستجابات ( ممارسة فعلية ، نظرية فقط ، لا يعرف ) القيم الرقمية ( 2 ، 1 ، صفر ) على التوالي للجزء المهاري ، وأعطيت الإستجابات ( موافق ، محايد ، غير موافق ) القيم الرقمية ( 3 ، 2 ، 1) على التوالي للعبارات الإيجابية ، والعکس صحيح للعبارات السلبية لجزء الإتجاهات.

الفروض البحثية :

لتحقيق أهداف هذا البحث تم صياغة الفروض البحثية التالية:

1-  توجد علاقة إرتباطية بين کل من المتغيرات المستقلة التالية : السن ، المؤهل الدراسي والتخصص ، مدة الخدمة بالعمل الزراعي ، مدة الخدمة بالعمل الإرشادي الزراعي ، مدة الخدمة بالعمل في مجال صيانة البيئة من التلوث ، النشأة الإجتماعية ، مدى التعرض لدورات تدريبية في مجال صيانة البيئة من التلوث ، الرضا الوظيفي ، مصادر المعلومات الزراعية ، الإتجاه نحو الإرشاد الزراعي ، الإلمام العام ، المتابعة الإعلامية في مجال صيانة البيئة من التلوث بالأسمدة والمبيدات وبين الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين في مجال التلوث البيئي من المبيدات والأسمدة الکيماوية بمحافظة البحيرة کمتغير تابع لهذا البحث ، وتم إختبار هذا الفرض في صورته الصفرية.

2-  توجد علاقة تأثيرية بين الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين في مجال التلوث البيئي من المبيدات والأسمدة الکيماوية بمحافظة البحيرة کمتغير تابع لهذا البحث وبين المتغيرات المستقلة السابق ذکرها ، وتم إختبار هذا الفرض في صورته الصفرية.

منطقة البحث :

أجري هذا البحث في محافظة البحيرة ، وهي إحدي محافظات الوجه البحري والتي تعد من أکبر المحافظات المصرية من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها حوالي (2171236) فدان ، وهي تمثل (1%) تقريباً من مساحة جمهورية مصر العربية ، وتشتهر بإنتاج عدد من المحاصيل الحقلية مثل " القطن و القمح و الأرز " ، ومحاصيل الخضر مثل " الطماطم و البطاطس و الکوسة " ، والفاکهة مثل " الموالح و التفاح و العنب ، وتعتبر محافظة البحيرة من المحافظات الکبرى ذات الکثافة السکانية العالية والتي تبلغ ( 524 ) نسمة / کم2 من المساحة الکلية ، وتضم (15) مرکزاً إدارياً ، وحوالي (491) قرية رئيسية ، وحوالي (84) وحدة محلية وحوالي (5980) عزبة وکفر ، کما أن بها بعض المشاريع التنموية کمشروع الحملات القومية الإرشادية الزراعية لمحاصيل القمح والأرز والأذرة ومشروع التنمية الريفية بالبحيرة.

شاملة البحث وعينته :

تمثلت شاملة البحث وعينته في جميع الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين في محافظة البحيرة والبالغ عددهم ( 44 ) أخصائياً إرشادياً .

النتائج البحثية:

أولاً: بعض الخصائص الشخصية والمهنية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين:

يتبين من النتائج جدول رقم (1) أن 63,64% من المبحوثين يقعون في الفئة العمرية (35-51) سنة وهي المرحلة العمرية التي تتسم بالحيوية والنشاط والمقدرة على العمل والعطاء ، وأن (81,82%) منهم ذوي مؤهل دراسي عالي وهذا ينعکس بدوره علي تقبلهم لکل المبتکرات الحديثة ، وأن (47,72%) منهم ذوي مدة خدمة طويلة بالعمل الزراعي وبالتالي هذا يعکس مدى تراکم الخبرات الزراعية لديهم وإعتمادهم عليها في العمل الميداني ، وأن (68,18%) منهم ذوي مدة خدمة قصيرة ومتوسطة بالعمل الإرشادي الزراعي وبالتالي فلا يزال أمامهم الفرصة لزيادة معارفهم وتحسين آداؤهم في العمل الإرشادي الزراعي ، وأن (68,18%) منهم  ذوي مدة خدمة قصيرة ومتوسطة بالعمل في مجال صيانة البيئة من التلوث وبالتالي فهم في حاجة ضرورية للبرامج التدريبية لزيادة کفاءتهم فيما يتعلق بصيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية ، وأن (79,55%) منهم ذوي نشأة ريفية ولذلک فهم يتقبلون الحياة الريفية ولديهم المقدرة على التکيف معها ، وأن (79,54%) منهم ذوي مدى تعرض لدورات تدريبية في مجال صيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية منخفض ومتوسط وهذا بدوره يلقي الضوء على ضرورة عقد المزيد من الدورات التدريبية والبرامج الإرشادية الزراعية المتعلقة بصيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية لرفع کفاءة الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين في هذا المجال نظراً لدورهم الحيوي في العمل الإرشادي الزراعي الميداني ، وأن (72,73%) منهم ذوي رضا وظيفي منخفض ومتوسط وبالتالي فهم في حاجة ماسة للمزيد من المحفزات خاصة فيما يتعلق بالنواحي المادية التي تزيد من تمسکهم بالعمل الإرشادي الزراعي ، وأن (77,27%) منهم ذوي عدد قليل ومتوسط لمصادر المعلومات الزراعية التي يعتمد عليها الأخصائيين الإرشاديين في الحصول علي المعلومات المرتبطة بصيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية وهذا يبرر تدني مستواهم في هذا المجال ، وأن (81,82%) منهم يقعون في فئة الإتجاه المحايد والإيجابي نحو الإرشاد الزراعي وبالتالي فهم لديهم إستعداد کبير لتلقي أي برامج تدريبية في مجال صيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية لتلبية الإحتياجات المعرفية للمستوي القاعدي للعمل الإرشادي الزراعي من مرشدين وزراع ، وأن (70,45%) منهم ذوي إلمام عام منخفض ومتوسط وهذا يظهر تدني مستوي المبحوثين فيما يتعلق بصيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية وعدم إلمامهم بالجديد في هذا المجال ، وأن (79,55%) منهم ذوي متابعة إعلامية في مجال صيانة البيئة من التلوث بالأسمدة والمبيدات منخفضة ومتوسطة وبالتالي فهم يعانون من نقص في المعارف المتصلة بهذا المجال بما يؤثر بالسلب على من يتلقى منهم التوصيات الإرشادية الزراعية من مرشدين وزراع وبالتالي يحدث تدهور للبيئة نتيجة لتلوثها بالمبيدات والأسمدة الکيماوية.  

جدول رقم (1). توزيع الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين وفقاً لخصائصهم الشخصية والمهنية

المصدر : جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة                           *العدد = 44

تابع جدول رقم (1). توزيع الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين وفقاً لخصائصهم الشخصية والمهنية

المصدر : جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة                                

* العدد = 44

 ثانياً: درجة الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين في مجال التلوث البيئي بالمبيدات والأسمدة الکيماوية:

يتضح من جدول رقم (2) أن نسبة المبحوثين ذوي الإحتياجات التعليمية المنخفضة فيما يتعلق بصيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية بين (70 – 87 ) درجة نحو 13,64% من المجموع الکلي للمبحوثين ، بينما بلغت نسبة المبحوثين ذوي الإحتياجات التعليمية المتوسطة فيما يتعلق بصيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية بين (87 – 104 ) درجة نحو 61,36% من المجموع الکلي للمبحوثين ، في حين بلغت نسبة المبحوثين ذوي الإحتياجات التعليمية المرتفعة فيما يتعلق بصيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية بين (104 درجة فأکثر) نحو 25,00% من المجموع الکلي للمبحوثين.

 جدول رقم (2). درجة الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين في مجال التلوث البيئي بالمبيدات والأسمدة الکيماوية

المتوسط الحسابي = (97,00) درجة                                 الإنحراف المعياري = (11,79) درجة

المصدر : جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة

وبالتالي يتضح من الجدول السابق أن غالبية الأخصائيين الإرشاديين المبحوثين (86,36%) ذوي مستوى إحتياجات تعليمية متوسطة ومرتفعة فيما يتعلق بصيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية وبالتالي فهم في إحتياج لعقد المزيد من الدورات التدريبية المتعلقة بصيانة البيئة ، وتخطيط المزيد من البرامج الإرشادية الزراعية الموجهة للمبحوثين لرفع مستواهم المعرفي وتحسين مستوى مهاراتهم وتعديل إتجاهاتهم نحو صيانة البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية نظراً لدورهم الحيوي في العمل الإرشادي الزراعي الميداني بما يؤثر بالإيجاب على من يتلقى منهم التوصيات الإرشادية الزراعية من مرشدين وزراع وبالتالي يتم الحفاظ على البيئة من التلوث بالمبيدات والأسمدة الکيماوية وهذا من أهم حقوق الأجيال القادمة. 

ثالثاً: العلاقات الأرتباطية والإنحدارية بين بعض الخصائص الشخصية والمهنية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين وبين درجة إحتياجاتهم التعليمية في مجال التلوث البيئي بالمبيدات والأسمدة الکيماوية

1- العلاقات الأرتباطية بين خصائص الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين ودرجة إحتياجاتهم التعليمية في مجال التلوث البيئي بالمبيدات والأسمدة الکيماوية:

يتضح من جدول رقم (3) عدم وجود علاقة إرتباطية بين درجة الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين في مجال التلوث البيئي بالمبيدات والأسمدة الکيماوية وبين کل من : السن ، المؤهل الدراسي والتخصص ، مدة الخدمة بالعمل الزراعي ، مدة الخدمة بالعمل الإرشادي الزراعي ، النشأة الإجتماعية ، في حين تبين وجود علاقة إرتباطية معنوية عکسية عند المستوي الإحتمالي (0,05) بين المتغير التابع وبين الإتجاه نحو الإرشاد الزراعي ، کما تبين وجود علاقة إرتباطية معنوية عکسية عند المستوي الإحتمالي (0,01) بين المتغير التابع وباقي المتغيرات المستقلة المدروسة ، وهذا يشير إلي أن هذه المتغيرات متلازمه مع المتغير التابع وتتحرک معه في إتجاهين متضادين وأن زيادة أحدهما يصاحبه إنخفاض في المتغير الآخر ، وهذا يعني أنه کلما زادت وتحسنت هذه المتغيرات تقل الإحتياجات التعليمية للمبحوثين في مجال التلوث البيئي بالمبيدات والأسمدة الکيماوية ، وبناء علي ذلک فإنه يمکن قبول الفرض البحثي بالنسبة للمتغيرات التي ثبتت علاقتها الإرتباطية مع المتغير التابع ، ورفضه بالنسبة لباقي المتغيرات .  

جدول رقم (3). قيم معامل الإرتباط البسيط بين درجة الإحتياجات التعليمية للمبحوثين في مجال التلوث البيئي بالمبيدات والأسمدة الکيماوية وبعض المتغيرات المستقلة

** معنوية عند مستوى (0,01)                                     * معنوية عند مستوى (0,05)

المصدر : جمعت وحسبت من بيانات عينة الدراسة  

2- علاقة المتغيرات التفسيرية بدرجة الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين في مجال التلوث البيئي بالمبيدات والأسمدة الکيماوية کمتغير تابع:

إتضح من النتائج معنوية النموذج ککل إستناداً إلى قيمة (ف) حيث بلغت (60,67) هذا بالإضافة إلى أن تلک المتغيرات تساهم في تفسير حوالي (96%) من التغيرات في درجة الإحتياجات التعليمية للأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين في مجال التلوث البيئي بالمبيدات والأسمدة الکيماوية إستناداً إلى قيمة معامل التحديد (ر²) حيث بلغت (0,956) ، وقد إتضح معنوية تأثير کل من المتغيرات المستقلة التالية : مدة الخدمة بالعمل في مجال صيانة البيئة من التلوث ، الرضا الوظيفي ، مصادر المعلومات الزراعية التي يعتمد عليها الأخصائيين الإرشاديين في الحصول علي المعلومات المرتبطة بصيانة البيئة من التلوث ، الإتجاه نحو الإرشاد الزراعي ، المتابعة الإعلامية في مجال صيانة البيئة من التلوث بالأسمدة والمبيدات وذلک عند مستوي معنوية (0,01) إستناداً إلى قيمة (ت) المحسوبة حيث بلغت قيمتها (-4,405 ، 3,120 ، 6,275 ، -2,953 ، 2,824) على الترتيب ،وإتضح أيضاً من هذا النموذجمعنوية تأثير کل من المتغيرات المستقلة التالية : مدي التعرض لدورات تدريبية في مجال صيانة البيئة من التلوث ، الإلمام العام وذلک عند مستوي معنوية (0,05) إستناداً إلى قيمة (ت) المحسوبة حيث بلغت قيمتها(2,023 ،-2,045 )على الترتيب.

جدول رقم (4) . العلاقات الإنحدارية بين خصائص الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين ودرجة إحتياجاتهم التعليمية:

رابعاً : المشاکل التي تواجه الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين في مجال صيانة البيئة من التلوث والحلول المقترحة من وجهة نظرهم:

ترجع أهمية دراسة المشاکل التي تواجه الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين بهذه الدراسة إلى أن تضع أمام متخذي القرار صورة مکتمله عن أهم المعوقات التي تحول دون إکتمال الخدمات الإرشادية التي توجه إليهم ، وتنعکس آثارها سلباً على البيئة ، وبالتالي تؤثر على العوائد التي يمکن أن تعود على البيئة لو تم إزالة أو حل هذه المشاکل.

أولاً : المشاکل التي تواجه الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين في مجال صيانة البيئة من التلوث:

إتضح من البيانات الواردة في الجدول رقم (5) أن هناک عشر مشاکل تواجه الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين في مجال صيانة البيئة من التلوث في منطقة البحث بنسبة تراوحت بين 90,90% ، 34,09% من إجمالي العينة البحثية ، ويمکن ترتيب هذه المشاکل وفقاً لنسب ذکرها تنازلياً کما يلي:

جدول رقم (5). المشاکل التي تواجه الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين في منطقة البحث

حسبت النسبة المئوية من إجمالي عدد الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين البالغ عددهم (44) أخصائياً

ثانياً: الحلول المقترحة من وجهة نظر الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين:

إتضح من البيانات الواردة في الجدول رقم (6) أن هناک ثمانية حلول مقترحة من وجهة نظر الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين في مجال صيانة البيئة من التلوث في منطقة البحث بنسبة تراوحت بين 93,18% ، 36,36% من إجمالي العينة البحثية ، ويمکن ترتيب هذه الحلول وفقاً لنسب ذکرها تنازلياً کما يلي:

جدول رقم (6). الحلول المقترحة من وجهة نظر الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين في منطقة البحث

حسبت النسبة المئوية من إجمالي عدد الأخصائيين الإرشاديين الزراعيين المبحوثين البالغ عددهم (44) أخصائياً