اتجاه الزراع نحو خدمات البنک الزراعي المصري في بعض قرى مرکز کفر الدوار بمحافظة البحيرة

المقدمة والمشکلة البحثية

ذکر صادومة (2004 , ص :24) " أن المنظمة الناجحة هي التي تقدم حاجة العميل الفعلية والمتوقعة وتحقق إرضاءه " , وکلما کانت المنظمة محددة الأهداف والمهام کلما ساعد ذلک علي نجاحها وإستمرارها ، ويعرف فهمي(1986، ص ص: 19 – 20) المنظمة بأنها "تجمع إنساني ينتظم فيه الأفراد ليشترکوا في تحقيق هدف مشترک لکل منهم دور ومسئولية" ،ويعرفها أيضًا بأنها "تجمع بشري ينشأ بغية الإستمرار والدوام من أجل تحقيق أهداف معينة"، وتلعب المنظمات دوراً کبيراً في حياة أفراد المجتمع من خلال إشباع حاجاتهم ومتطلباتهم المعيشية، والمنظمات کثيرة ومتعددة منها على سبيل المثال الجمعيات التعاونية الزراعية، والوحدات المحلية القروية، ومجالس المدن، ونوادي الشباب و الرياضة، ووحدات الشئون الاجتماعية، والبنوک وغيرها من المنظمات الأخرى , وعند النظر إلي منظمة مثل البنک الزراعي المصري التي هي محل اهتمام الدراسة نجد أن البنک الزراعي المصري يعد من أهم المنظمات التنموية للنشاط الزراعي في مصر فهو من أکبر البنوک الزراعية بالوطن العربي والشرق الأوسط حيث أنه يمتلک أکثر من (1210) فرع بنک قرية تغطى کافة القطر المصري ، بالإضافة لإمتلاکه أکثر من (4) مليون متر مربع سعات تخزينية مخصص منها مساحة (2) مليون متر مربع لإستلام محصول القمح من المزارعين ، وکذلک يبلغ عدد الشون لإستلام وتخزين القمح (392) شونة منتشرة في أنحاء الجمهورية بالکامل (https://www.abe.com.eg/).

ولقد لفت أهتمام القائمين بالدراسة تواجد منظمة کبيرة مثل البنک الزراعي المصري بفروعه الرئيسية وأيضاً بفروعه الفرعية المنتشرة في ربوع قرى الريف المصري والتي هدفها الأسمى والأهم هو تقديم کافة الخدمات المالية والدعم الکامل للقطاع الزراعي في شتى مجالاته للوصول للاکتفاء الذاتي من الغذاء، وکذلک تمويل کافة أنواع أنشطة التنمية الزراعية والريفية الامر الذي دفعنا لأهمية دراسة اتجاه الزراع نحو خدمات البنک الزراعي المصري لما له من أثر بالغ في رفع المستوي الاقتصادي للزراع والارتقاء بمستوي معيشتهم.

الأهداف البحثية

1- التعرف على بعض الخصائص المميزة للزراع المبحوثين.

2- تحديد اتجاه الزراع المبحوثين نحو الخدمات التي يقدمها لهم البنک الزراعي المصري.

3- التعرف على أنواع الخدمات التي يقدمها البنک الزراعي المصري للزراع المبحوثين والتي يمکنهم الحصول عليها.

4- التعرف على الخدمات الأخرى التي يرغب الزراع المبحوثين في الحصول عليها من البنک الزراعي المصري مستقبلًا.

5- التعرف على أهم المشکلات التي تواجه الزراع المبحوثين عند حصولهم علي الخدمات من البنک الزراعي المصري والحلول المقترحة لها من وجهة نظرهم.

الإطار النظري

أولاً نبذة عن البنک الزراعي المصري: https// ar.m.wikipedia.org)                               )

يرجع تاريخ البنک الزراعي المصري إلى عام 1930 وکان يسمى بنک التسليف الزراعي المصري حيث قامت الدولة بإنشائه بموجب المرسوم بقانون رقم 50 لسنة 1930 برأس مال مليون جنيه، وبعد ذلک صدر القانون رقم 117 لسنة 1976بتعديل إسمه إلى البنک الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي على أن يقوم بتقديم الدعم والتمويل اللازم للمزارعين لجميع أنواع المحاصيل الزراعية وجميع الأنشطة المتعلقة بالزراعة وکذلک تقديم کافة الخدمات المصرفية وتمويل المشروعات الصغيرة والصغيرة جداً وقروض الغاز الطبيعي والبيوجاز خاصة في الريف. ومؤخرًا صدر القانون رقم 84 لسنة 2016 والذي نص على تغيير إسمه إلى البنک الزراعي المصري بدلًا من البنک الزراعي الرئيسي للتنمية والائتمان الزراعي. ومهمة البنک الزراعي المصري هي تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني من خلال تعميق الشمول المالي بالمجتمع ودعم وتنمية القطاع الزراعي عن طريق تقديم حزمة متکاملة من الخدمات المصرفية والزراعية لتلبية إحتياجات العملاء وکذلک دعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة في مجال النشاط الزراعي والأنشطة المرتبطة به.

ثانيًا الاتجاه: تعريف الاتجاه

لاشک أن أتجاة الفرد يؤثر تأثيراً کبيراً في کل أنماط سلوکه ويحدد رد فعله تجاة المواقف التي تقابله

ويعرف النصار وآخرون (1996، ص: 44) من قاموس فيرتشيلد Fairchild الاتجاه بأنه "رد فعل مکتسب أو متعلم يتکون نحو بعض الأشياء أو الأشخاص ويوجه کل أنماط السلوک وهو يرتبط بمجموعة من القيم قد تکون إيجابية وقد تکون سلبية"، وتعرف يونس (1967، ص: 436) الاتجاه نقلاً عن ألبورت بأنه "حالة استعداد عقلي عصبي نظمت عن طريق الخبرات الشخصية، وتعمل على توجيه استجابة الفرد نحو الأشياء أو المواقف التي تتعلق بهذا الاستعداد.

المکونات الأساسية للاتجاه:

ذکر صالح (1997، ص: 40) أن الاتجاه له ثلاثة مکونات أساسية هي: المکون المعرفي ويتضمن معتقدات الفرد نحو موضوع الاتجاه ومعارفه المختلفة عنه ، والمکون العاطفي وهو الذي يشير إلى النواحي العاطفية والوجدانية المرتبطة بالشيء موضوع الاتجاه وهذا الجانب يضفي على الاتجاه طابع الدفع والتحريک , وأخيراً المکون السلوکي أو العملي وهو يتضمن جميع الاستعدادات السلوکية المرتبطة بالاتجاه، فمثلاً إذا کان المزارع لديه اتجاه إيجابي نحو الارشاد الزراعي فإنه يسعى دائماً إلى تعضيد الأنشطة الارشادية في القرية ومساعدة المرشد في نشر رسالته وتبني کل ما ينادي به المرشد الزراعي بينما يکون الأمر عکس ذلک إذا کان اتجاه المزارع سلبيًا نحو الارشاد الزراعي .

تغيير الإتجاه :

ذکر الطنوبي (1998، ص: 144) أن اتجاه الأفراد مکتسب ومتعلم وليس موروثًا ومن ثم يمکن تغيير اتجاهات الأفراد وتعديلها.

أهمية الاتجاه في توجيه سلوک الأفراد :

ذکر أعضاء هيئة التدريس بقسم الإرشاد الزراعي بکلية الزراعة جامعة الإسکندرية (1988 – 1989 ص: 39) بأن الاتجاه يعتبر بمثابة قوى فعالة في تحديد إستجابة الفرد وتوجيه سلوکه وأفعاله، التي قد تکون إيجابية أو سلبية مع أو ضد شيء معين أو أفکار معينة وهي متفاوتة في الشدة أو القوة.

الطريقة البحثية

أولاً منطقة الدراسة:

تم أجراء هذا البحث في مرکز کفر الدوار بمحافظة البحيرة، حيث توجد عشرة فروع للبنک الزراعي المصري منتشرة في عشر قرى بمرکز کفر الدوار بالإضافة للفرع الرئيسي والذي مقره مدينة کفر الدوار ذاتها، وکل فرع يخدم مجموعة من القرى محددة له، وقد تم اختيار ثلاثة فروع منها والتي تقدم خدماتها للزراع بطريقة عشوائية، وهذه الفروع هي: فرع قرية الأمراء ومقره قرية البيضا البلد، وفرع النشو البحري ومقره قرية النشو البحري، وفرع بولين ومقره قرية العالي.

ثانياً الشاملة والعينة:

تمثلت شاملة هذا البحث في إجمالي عدد الزراع الحائزين بسجل (2) خدمات في الجمعية الزراعية بالقرية الموجود بها فرع البنک ومن ثم فهذه الجمعيات هي: جمعية البيضا البلد، وجمعية النشو البحري، وجمعية العالي، ولذا فقد بلغت الشاملة (2150) مبحوثاً، أخذ منها عينة بطريقة عشوائية منتظمة بنسبة (10%) من شاملة کل جمعية على حدة، فبلغت العينة (215) مبحوثاً، موزعة کالتالي: جمعية البيضا البلد الزراعية (50) مبحوثاً، وجمعية النشو البحري (80) مبحوثاً، وأخيراً جمعية العالي (85) مبحوثاً.

ثالثاً طريقة جمع البيانات وتحليلها:

تم تجميع البيانات الميدانية عن طريق استمارة استبيان بالمقابلة الشخصية للزراع المبحوثين حيث تم اعداد هذه الاستمارة بالأسلوب العلمي الدقيق الذي يحقق أهداف البحث، وقد تم اجراء الاختبار المبدئي على الاستمارة للتأکد من صلاحيتها بصورة نهائية وإجراء التعديلات اللازمة بعد عرضها على أساتذة متخصصين، کما تم تحکيم مقياس الاتجاه بالاستمارة، ولتحليل البيانات البحثية قد تم استخدام کلاً من النسب المئوية والمدى والتکرارات، وقد تم جمع البيانات خلال شهر ديسمبر 2019.

رابعاً التعاريف الإجرائية:

1- عمر المبحوث: يقصد به سن المبحوث وقت تجميع البيانات لأقرب سنة ميلادية.

2- الحيازة المزرعية: يقصد بها عدد الأفدنة التي يحوزها المبحوث لأقرب فدان.

3- الحالة التعليمية: هي کون المبحوث أمياً، أو يعرف القراءة والکتابة، أو حاصل على أي شهادة.

4- الوعي العام: يقصد به إلمام المزارع ببعض المعارف والقضايا التي في مضمونها تعبر عن درجة وعيه العام، حيث تم قياسه بتوجيه أربعة عشر سؤالاً للمبحوث، في حالة الإجابة الصحيحة يأخذ درجة واحدة، وفي حالة عدم الإجابة الصحيحة يأخذ صفر، ولقد تراوح المدى النظري لدرجة الوعي العام بين (صفر -14) درجة.

5- اتجاه المبحوث نحو الخدمات التي يقدمها له البنک الزراعي المصري: يقصد به اتجاه المبحوث بمکوناته الثلاثة المعرفي والوجداني والسلوکي نحو الخدمات التي يقدمها له البنک الزراعي المصري وقد تم الاستعانة بمقياس ليکرت الثلاثي في قياس الاتجاه، حيث تم وضع مقياس مکون من (26) عبارة متضمنة المحاور الثلاثة المکونة للاتجاه، بحيث يأخذ المبحوث ثلاث درجات في حالة موافق للعبارة الإيجابية، ودرجة واحدة في حالة الإجابة بغير موافق للعبارة ذاتها،ويأخذ المبحوث درجتين في حال الإجابة بسيان والعکس صحيح للعبارات السلبية، ومن ثم بلغ المدى النظري للاتجاه بين (26- 78) درجة.

6- الخدمات التي يقدمها البنک الزراعي المصري: يقصد بها مجموعة التسهيلات الانتاجية التي يقدمها البنک للزراع سواء کانت في صورة قروض مالية أو في صورة خدمات عينية أو معدات زراعية.

النتائج البحثية ومناقشتها

أولاً: الخصائص المميزة للزراع المبحوثين:

1- عمر المبحوث:

تراوحت أعمار الزراع المبحوثين بين (39 – 72) سنة وباستخدام المدى تم تصنيف هؤلاء المبحوثين وفقاً لأعمارهم إلى ثلاث فئات حيث تبين أن نسبة (51,63%) منهم تراوحت أعمارهم من (48 – 56) سنة، وتشير هذه النتيجة إلى أن أکثر من نصف الزراع المبحوثين يقعون في الفئة العمرية التي تتسم بالنضج والخبرات المکتسبة والتي قد تشجعهم على تبني المستحدثات وحب المخاطرة والطموح إلى مستوى أفضل في حياتهم کما تبين ان نسبة (31.16%) منهم تراوحت أعمارهم بين (39-47) سنة في حين ان نسبة (17.21%) منهم أعمارهم 57 سنة فأکثر، جدول رقم (1).

جدول رقم (1). توزيع الزراع المبحوثين وفقاً لفئات أعمارهم لأقرب سنة ميلادية

2- الحالة التعليمية للزراع المبحوثين:

أوضحت النتائج البحثية أنه بتصنيف الزراعالمبحوثين وفقاً لحالتهم التعليمية إنخفاض نسبة الأمية نسبيًا حيث بلغت (41,86%) من إجمالي الزراعالمبحوثين في حين أن الفئات الباقية ذوي المستويات التعليمية المختلفة قد بلغت (58,14%) من إجمالي الزراعالمبحوثين، وقد يکون السبب في ذلک هو تواجد عدد کبير من المدارس بالقرب من منطقة البحث، وهذا کان واضحاً من خلال معايشة الباحث للزراع المبحوثين وقت تجميع البيانات جدول رقم (2).

جدول رقم (2). توزيع الزراع المبحوثين وفقاً لحالتهم التعليمية

ولا شک أن ارتفاع المستوى التعليمي للزراع المبحوثين يجعلهم أکثر استعدادًا لتبني الأساليب المزرعية الحديثة وأکثر ثقافة ووعيًا في حياتهم، حيث يذکر (Rogers,1983:P69) "أن معرفة القراءة والکتابة هي الطريق إلى التحديث ومعرفة الجديد".

3- الحيازة المزرعية:

أظهرت النتائج البحثية أن نسبة (53,95%) من المبحوثين يحوزون مساحة تتراوح من (1-2) فدان وهذا يعکس واقع القطاع الزراعي حالياً وما فيه من تقزم الحيازات المزرعية وتفتتها، وقد يکون ذلک سبباً في عدم إمکانية استخدام التکنولوجيات الحديثة في الزراعة من الميکنة وغيرها جدول رقم (3).

جدول رقم (3). توزيع الزراع المبحوثين وفقاً لفئات الحيازة المزرعية

4- الوعي العام:

تبين من النتائج البحثية أن درجات الوعي العام الفعلي للزراع المبحوثين قد تراوحت بين (5 – 14) درجة، وباستخدام المدى أمکن تصنيفهم إلى ثلاث فئات، حيث يتضح من نتائج الجدول أن نسبتي الوعي العام المتوسطة والمرتفعة بين الزراع المبحوثين قد بلغتا (84,65%) من اجمالي الزراع المبحوثين، وقد يکون السبب في ذلک هو الثورة الهائلة الحادثة الآن في طرق الحصول على المعرفة والتي تعددت وسائلها أمام الجميع حيث أن العالم يعيش اليوم عصر السماوات المفتوحة کأنه قرية صغيرة جدول رقم (4).

جدول رقم (4). توزيع الزراع المبحوثين وفقاً لفئات الوعي العام

ثانيًا: اتجاه الزراع المبحوثين نحو الخدمات التي يقدمها لهم البنک الزراعي المصري:

أوضحت النتائج البحثية أن المدى الفعلي لدرجات اتجاه الزراع المبحوثين نحو الخدمات التي يقدمها لهم البنک الزراعي المصري قد تراوحت من (39 – 66) درجة وباستخدام المدى أمکن تصنيف الزراع المبحوثين إلى ثلاث فئات حيث تبين أن الزراع المبحوثين ذوي الاتجاه المحايد قد بلغت نستبهم (56,74%) من إجمالي الزراع المبحوثين جدول رقم (5).

جدول رقم (5). توزيع الزراع المبحوثين وفقاً لفئات اتجاههم نحو الخدمات التي يقدمها لهم البنک الزراعي المصري

وبالنظر لنتائج الجدول السابق يتضح أن نسبة الزراع المبحوثين ذوي الاتجاه المحايد جاءت مرتفعة وقد يُعزي ذلک الى انه في التعاملات مع البنوک غالبًا ما يؤثر الجانب الديني على اتجاه الفرد في هذه الموضوعات، إلى جانب وجود بعض المشکلات التي تواجه الزراع المبحوثين عند حصولهم على الخدمة وذلک من نتائج الدراسة ذاتها، ولکن من الممکن تعديل اتجاه هؤلاء الزراع المبحوثين وذلک من خلال تزويدهم بالمعارف والمعلومات التي من شأنها تساعد على تغيير وتعديل اتجاههم، حيث أن الاتجاه مکتسب وليس موروثًا، وکذلک فإن التغلب على أي مشکلات وحلها بصفة دائمة يجعل اتجاه الأفراد إيجابي نحو موضوع الاتجاه.

ثالثاً: أنواع الخدمات التي يمکن أن يحصل عليها الزراع المبحوثين من البنک الزراعي المصري:

أفادت النتائج البحثية أن هناک أربع خدمات أساسية هي أکثر الخدمات التي يمکن أن يحصل عليها الزراع المبحوثين من فروع البنک الزراعي المصري , وقد تم ترتيبها حسب تکرارها من وجهة نظر الزراع المبحوثين ترتيباً تنازلياً فجاءت في المرتبة الأولى:- منح قروض مالية لإعداد وخدمة الأراض وزراعة المحصول ( سلفة الزراعة ) (100%) ، وهذه السلفة تتراوح قيمتها من (3000-4000) جنيهاً للفدان تسدد بعد سته أشهر بفائدة قدرها 5% , لذا يقبل عليها غالبيه الزراع , وفي المرتبة الثانية منح قروض مالية لتربية وتسمين البتلو (72,09%) ، وهذه قروض قيمتها کبيرة ذات فائده تبلغ حوالي 17% ،وفي المرتبة الثالثة منح قروض مالية لشراء الآلات الزراعية (56,28%) ، وهذه تستلزم کثير من الضمانات والحيازات الکبيرة , وفي المرتبة الرابعة والأخيرة جاءت خدمة حصول الزراع على دفاتر توفير لإيداع بعض أموالهم (30,23%) جدول رقم (6).

جدول رقم (6). أنواع الخدمات التي يمکن أن يحصل عليها الزراع المبحوثين من البنک الزراعي المصري

أوضحت النتائج البحثية أن الخدمات المقدمة من البنک الزراعي المصري کلها أصبحت في صورة تمويل نقدي فقط وهذا هو الواقع الميداني الحالي، وتقلص دور البنک في تقديم الخدمات العينية حيث يذکر حمد (2004، ص:1) أن السياسة الزراعية في مصر اتجهت کسائر دول العالم إلى انتهاج نظام التحرر الاقتصادي والذي ترتب عنها: إلغاء الدعم عن مستلزمات الإنتاج الزراعي، وإلغاء نظام الدورة الزراعية، والتحرر من نظام التسويق الإجباري (التسويق التعاوني)، وأخيراً تحرر عقود الايجار بين المالک والمستأجر للأراضي الزراعية، حيث تم تنفيذ ذلک فعلياً في عام 1986 جدول رقم (6).

رابعًا: الخدمات الأخرى التي يرغب الزراع المبحوثين في الحصول عليها من البنک الزراعي المصري مستقبلاً:

أوضحت النتائج البحثية أن هناک خمس خدمات يرغب الزراع المبحوثين في الحصول عليها من فروع البنک الزراعي المصري ، وقد تم ترتيبها تنازلياً حسب تکرارها من الزراع المبحوثين ، حيث جاءت في المرتبة الأولى :- خدمة توفير البنک لمستلزمات الإنتاج الزراعي وذلک بزيادة قيمة سلفة زراعة المحصول (100%) ، وفي المرتبة الثانية أن يکون للبنک دورً في تسويق بعض المحاصيل الزراعية الرئيسية (73,35%) ، بينما جاءت في المرتبة الثالثة توفير الأعلاف المدعمة لنجاح مشروع تسمين البتلو وذلک بصرف قروض ذات فوائد منخفضة للمزراع (62,79%) ، وفي المرتبة الرابعة صرف قروض مالية للإستثمار في مجال تربية وتسمين السلالات المحسنة من الإنتاج الحيواني والداجني (51,63%) ، وفي المرتبة الخامسة والأخيرة أن يمتلک البنک بعض الآلات الزراعية الضرورية وتأجيرها للزراع بأسعار رمزية مدعمة (45,12%) وذلک منعاً لاستغلال القطاع الخاص جدول رقم (7).

جدول رقم (7). الخدمات الأخرى التي يرغب الزراع المبحوثين في الحصول عليها من البنک الزراعي المصري مستقبلاً

أوضحت النتائج البحثية أن رغبات الزراع المبحوثين جاءت کما کان سابقاً حيث کان المزارع يذهب إلى الجمعية الزراعية أو إلى البنک الزراعي يجد کل متطلباته للعملية الإنتاجية من مستلزمات انتاج مدعمة، وآلات لخدمة أرضه، وأخيراً تسويق محصوله، بمعنى أن الجمعية الزراعية والبنک الزراعي کانتا بمثابة البيت للفلاح يشعر بالأمن والراحة عند التعامل معهما، ولکن تغير الوضع کثيرًا خاصة بعد إنتهاج سياسة التحرر الاقتصادي، وفي هذا السياق يذکر شريف وآخرون (2004، ص: 77) أنه مما لا شک فيه أن لأي تغير يطرأ على السياسة المتبعة في القطاع الزراعي بعض الآثار والتي يمکن أن تکون إيجابية , بما يعني أن تلک السياسات قد حققت أهدافها المرجوة منها من ناحية ، أو أن تکون سلبية بما يعني ضرورة تغييرها أو تعديلها ، ولذا من الأهمية بمکان ضرورة تقييم آثار هذه السياسات المتبعة في القطاع الزراعي جدول رقم (7).

خامسًا: أهم المشکلات التي تواجه الزراع المبحوثين عند حصولهم على الخدمات من البنک الزراعي المصري:

أظهرت النتائج البحثية أن هناک أربع مشکلات تواجه الزراع المبحوثين عند حصولهم على الخدمات من فروع البنک الزراعي المصري، وقد تم ترتيبها تنازليًا حسب تکراراتها من وجهة نظر الزراع المبحوثين حيث جاءت في المرتبة الأولى: مشکلة ارتفاع سعر الفائدة على القروض المقدمة للزراع (100%) وهذه النتيجة تتوافق مع ما توصلت إليه دراسة مصطفي ( 2017 ,ص:86) حيث أوصت بضرورة العمل علي إيجاد سعر فائده مناسب علي القروض الزراعية ، وفي المرتبة الثانية: جاءت مشکلة کثرة الإجراءات المطلوبة من الزراع للحصول على الخدمة (90,70%) وهذه النتيجة تتفق مع نتائج دراسة عبدالشافي وأخرون (2017,ص:126) والتي توصي بعدم المغالاة في الضمانات والشروط اللازمة لحصول المزارع أو العميل علي القرض أو الخدمة التي يحتاجها من البنک ، وفي المرتبة الثالثة: جاءت مشکلة عدم وجود خدمات عينية والاقتصار على القروض فقط (56,74%)، وجاءت في المرتبة الرابعة: قلة توعية الزراع بالخدمات البنکية الموجودة (43,72%) جدول رقم (8).

جدول رقم (8). أهم المشکلات التي تواجه الزراع المبحوثين عند حصولهم على الخدمات من البنک الزراعي المصري

ولا شک أن وجود هذه المشکلات لدى أي منظمة في بيئة عملها من شأنها أن يکون لها بعض الآثار السلبية في القيام بدورها على الوجه الأمثل حيث ذکر (Dillon and Hug. 1990) أن تحسين ظروف بيئة العمل من شأنها تأدية الأعمال المطلوبة بکفاءة عالية.

سادسًا: الحلول المقترحة للتغلب على المشکلات التي تواجه الزراع المبحوثين عند حصولهم على الخدمات من البنک الزراعي المصري من وجهه نظرهم:

ذکر الزراع المبحوثين بعض الحلول للتغلب على المشکلات التي تواجههم عند حصولهم على الخدمات من فروع البنک الزراعي المصري، وقد تم ترتيبها تنازليًا حسب تکرارها من وجهة نظر المبحوثين: جاء في المرتبة الأولى خفض سعر الفائدة على القروض (100%)، وفي المرتبة الثانية: تقليل الإجراءات المطلوبة من المزارع للحصول على الخدمة (90,70%)، وفي المرتبة الثالثة: توفير بعض الخدمات العينية وعدم الاقتصار على القروض فقط (56.74%)، وأخيراً جاء في المرتبة الرابعة: توعية الزراع بالخدمات البنکية الموجودة (43,72%) جدول رقم (9).

جدول رقم (9). الحلول المقترحة للتغلب على المشکلات التي تواجه الزراع المبحوثين عند حصولهم على الخدمات من فروع البنک الزراعي المصري

ويجب النظر إلى الحلول السابق ذکرها بعين الاهتمام والسعي في تنفيذها بقدر الإمکان حتى لا تکون عائق في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة من البنک الزراعي المصري، ولاسيما أنها تعبر عن آراء الزراع المستفيدين من الخدمات التي يقدمها البنک لهم.

التوصيات البحثية

إستناداً إلى النتائج البحثية التي أظهرتها الدراسة يمکن إستخلاص مجموعة التوصيات التالية:

1- توفير آلات ومعدات حديثة بأسعار متميزة للزراع عملاء البنک.

2- وضع شرائح لسعر الفائدة تتناسب مع نوع المشروع وحجمه ومدي استيعابه للأيدي العاملة، حيث ذکر مصطفي (2017، ص:80) أن سعر الفائدة على القروض الزراعية قد بلغ نحو 16.47 %.

3- تقليل الإجراءات المطلوبة من المزارع للحصول على الخدمة مع الحفاظ على حقوق البنک أيضًا.

4- تشجيع کبار الزراع المقترضين الجادين على نجاح مشاريعهم باعطائهم حوافز خاصة لاستيعاب المزيد من الايدي العاملة.

5- توعية الزراع بکافة أنواع الخدمات التي يقدمها لهم البنک الزراعي المصري وما يُستجد منها.