اثر استخدام الرحلات المعرفيه في تنمية بعض مهارات الحاسب الالي لدى طلاب الصف الاول الثانوي بمحافظة المخواه

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

اثر استخدام الرحلات المعرفيه في تنمية بعض مهارات الحاسب الالي لدى طلاب الصف الاول الثانوي بمحافظة المخواه

إعــــــــــداد

احمد يحى احمد الدامر الزهراني                       د/ اسلام جابر علام

}     المجلد السابع والثلاثون– العدد الخامس –  مايو 2021م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 مستخلص:

هدفت الدراسة إلى الکشف عن أثر استخدام الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية بعض مهارات الحاسوب لدى طلاب الصف الاول الثانوي بمحافظة المخواه، ولتحقيق هدف الدراسة استخدم الباحث المنهج التجريبي، القائم على تصميم المجموعتين، وتکونت المجموعة التجريبية من (25) طالباً تم تقديم المحتوى التعليمي لهم باستخدام الرحلة المعرفية عبر الويب، والمجموعة الضابطة تکونت من (25) طالباً تم تقديم المحتوى التعليمي لهم باستخدام بالطريقة الاعتيادية، وتشکلت أدوات الدراسة من اختبار تحصيل لقياس الجانب المعرفي للمقرر، وبطاقة ملاحظة لقياس الجوانب المهارية في نفس المقرر، وتم التأکد من صدقهما وثباتهما وقد أسفرت النتائج عن وجود فروق داله إحصائياً عند مستوى (α ≤ 0.05) بين متوسطي درجات المجموعتين في القياس البعدي في الاختبار التحصيلي، وبطاقة الملاحظة لصالح المجموعة التجريبية، کما دلت النتائج عن أثر مرتفع لاستخدام الرحلات المعرفية عبر الويب في الجانب المعرفي وکذلک الأداء المهاري، حيث بلغ مربع حجم الأثر على التوالي للاختبار المعرفي (0.44)، ولبطاقة الملاحظة (0.41). وبناء على النتائج السابق عرضها أوصت الدراسة بالعمل على تفعيل استخدام الرحلات المعرفية عبر الويب وتطوير مهارات بنائها وذلک لتنمية الجوانب المعرفية والمهارية لطلاب المرحلة الثانوية.

الکلمات المفتاحية: الرحلات المعرفية عبر الويب؛ الويب کويست؛ مهارات الحاسب الآلي؛ المرحلة الثانوية.

Abstract:

The study aimed to uncover the effect of using webquest in developing Some computer skills for first-grade of secondary school in Al-Makhwah Governorate, to achieve the goal of the study the researcher used the experimental method based on the design of the two groups, The experimental group consisted of (25) students, to whom the educational content was presented using the webquest, and the control group consisted of (25) students who were presented the educational content to them using the usual way.

The study tools consisted of an achievement test to measure the cognitive aspect of the course, and a note card to measure the skillful aspects of the same course, and their validity and reliability were confirmed.

The results significant differences at the level (α ≤ 0.05) between the mean scores of the two groups in the post-measurement in the achievement test, and the observation card in favor of the experimental group. The square of the effect size was, respectively, for the cognitive test (0.44) and for the observation card (0.41). Based on the results previously presented, the study recommended working on activating the use of webquest and developing the skills of building them in order to develop the cognitive and skill aspects of secondary school students.

Keywords: Web Quest; computer skills; secondary school.

مقدمة:

بدأت فکرة إستراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quest) على أيدي مجموعة من الباحثين بقسم تکنولوجيا التعليم بجامعة سان ديجو بولاية کاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريکية عام 1995م على رأسهم بيرني دودج (Bernie Dodge)، وتوم مارش (Tom March) (الوسيمي، ۲۰۱۳) ؛ (Al, 2012- Al-Sumaimeri)، وتعرف إستراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quest) أنها: "نشاط موجه إلى الاستقصاء، يتم فيه إعطاء المتعلمين مهمة تتطلب الوصول إلى الإنترنت" (AL - Sayed & Abdel - Haq & EL - Deeb & Ali, 2016).

وتستند إستراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quest) على النظرية البنائية، التي تجعل المتعلم محور العملية التعليمية، فالمتعلم يقوم ببناء المعرفة والمهارات الجديدة من خلال التفکير، والبحث والاستقصاء الموجه، وذلک من خلال عملية تفاعل وتواصل مع زملائه. (Kachina, 2012)

وتهدف إستراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quest) إلى تنمية القدرات الذهنية المختلفة لدى المتعلمين، وتحفزهم لکي يکونوا رحالة مستکشفين؛ مما يشبع حاجاتهم، ويزيد من نشاطهم ودافعيتهم للتعلم (Osman, 2014)، کما أنها تسهم في تنمية التفکير الناقد والإبداعي، وتحسن قدرتهم على المناقشة والتواصل، إذ إنها توفر بيئة تعليمية يعمل المتعلمون من خلالها في مجموعات عمل تعاونية، وتقع على مسؤوليتهم البحث عن المعلومة وصياغتها؛ مما يؤدي إلى رفع مستوى تحصيلهم (Rader, 2009).

وهذا ما أثبتته دراسة الشيادية (۲۰۱۷) التي توصلت إلى أثر إستراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quest) في زيادة الدافعية، والحيوية، والنشاط للطالبات مما أدى إلى ارتفاع تحصيلهن في مادة العلوم، وإلى تنمية مهارتين من مهارات التفکير الناقد هما: التفسير، وتقويم المناقشات، ضمن ثلاث مهارات من مهارات التفکير الناقد التي تناولتها في الدراسة، وهي: التفسير، وتقويم المناقشات، والاستنباط، وأکدت دراسة الدغيشية (2016) فاعلية إستراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quest) في تنمية مهارات ما وراء المعرفة في مادة الرياضيات، وأثبتت أيضا دورها في رفع التحصيل الدراسي، وتنمية الدافعية، وکذلک أثبتت دراسة الرواحية (2016) أن الإستراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quest) دور في زيادة التحصيل الدراسي، وتکوين اتجاهات إيجابية نحو تعلم مادة التربية الإسلامية.

ويتضح مما سبق، أن إستراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quest) تدعم العملية التعليمية، وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل، وتعمل على تنمية المهارات المختلفة.

وتستند الرحلات المعرفية على استخدام وتوظيف شبکة المعلومات الدولية              کعنصر رئيس فيها، ولذلک تسمى الرحلات المعرفية عبر الويب، وتعتمد بذلک على تقديم مهمات تعليمية محددة، بما يتناسب مع أهداف واستراتيجيات التدريس المختلفة، التي تساعد في            تعلم المتعلمين مختلف المهارات التعليمية، کما تسهم في تحسين قدراتهم العلمية التي تساعدهم في القيام بعمليات مختلفة من البحث والاستکشاف للمعلومات عبر الشبکة العنکبوتية،              واستخدام هذه المعلومات وتوظيفها وليس مجرد الحصول عليها (Dodg, 2001) ،              (Fairey & Bennett, 2000).

مشکلة الدراسة:

يواجه تدريس الحاسب في ظل الطرائق الإعتيادية من مشکلات جعلته غير قادر على خلق جيل يستطيع مواکبة الإنفجار المعرفي المتسارع ؛ فالطلبة في ظله يعانون من الملل والسأم نتيجة للطرق الإعتيادية التي يتبعها الکثير من معلمي الحاسب في تدريسهم والتي تحد من نشاط الطلبة ودافعيتهم نحو التعلم (الدبسي وصيام، ۲۰۰۲).

وبالتالي أصبح القبول بفکر تکنولوجيا التعليم کتطور عصري في مجال التعليم والتعلم، أمراً لابد منه في مجال تدريس الحاسب؛ وخاصة أن طبيعة مادة الحاسب تجعلها من أکثر المواد حاجة لإستخدام التقنيات التکنولوجية التعليمية المتنوعة. (الدبسي وصيام، ۲۰۰۲)

ولمواکبة التطور التکنولوجي الذي يشهده العالم، جاءت هذه الدراسة للبحث عن استراتيجية تدريسية فاعلة تستغل شبکة الإنترنت کمصدر أساسي للمعلومات يستخدمه المعلم والمتعلم في آن واحد، مما يجعل التعلم ممتعة وفعالا للطلبة، فوجد الباحث أن استخدام الرحلات المعرفية أو ما يطلق عليه أسماء أخرى، مثل: الرحلات المعرفية عبر الويب، أو إستراتيجية تقصي الويب، أو مهام الويب قد تکون إحدى الأساليب الحديثة القائمة على دمج التکنولوجيا في العملية التعليمية. ومن هنا جاءت مشکلة الدراسة الحالية لتبحث في أثر التدريس باستخدام الرحلات المعرفية (Web Quests) على تنمية مهارات وتحصيل طلاب الصف الأول من المرحلة الثانوية في الحاسب الآلي.

ما اثر استخدام الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية بعض مهارات الحاسب الالي لدى طلاب الصف الاول الثانوي بمحافظة المخواة؟

والتي يتفرع منها مجموعة من الأسئلة الفرعية التالية:

• ما فاعلية الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية تحصيل طلاب الصف الاول الثانوي بمحافظة المخواة بمقرر الحاسب الالي؟
• ما فاعلية الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية مهارات طلاب الصف الاول الثانوي بمحافظة المخواة بمقرر الحاسب الالي؟

أهداف البحث:

يهدف البحث الحالي إلى الکشف عن أثر استخدام الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية بعض مهارات طلبة الصف الأول من المرحلة الثانوية في مادة الحاسب الآلي مقارنة بالطريقة الاعتيادية من خلال بناء رحلة معرفية عبر الويب في مادة الحاسب الآلي.

أهمیة البحث:

تکمن أهمية الدراسة فيمايلي:

• تتماشى مع سياسات وأهداف وزارة التربية والتعليم في المملکة بإدخال فکرة المنهاج المحوسب للمقررات ليتناسب مع التطور التکنولوجي .
• تمکن القائمين على تدريس الحاسب الآلي من ادخال بيئات تعلم تعتمد على شبکة الانترنت، وتضمین هذه الطريقة ضمن خططهم في التدريس، فيکون التعلم متمرکزا حول الطالب وتجعله متعلما نشطاً.
• التأصيل النظري للرحلات المعرفية عبر الويب ببعديها التربوي والتقني، لاسيما في ظل ندرة الأدبيات العربية التي تناولت ذلک.
• تلبي التوجهات العالمية الحديثة نحو تحسين أساليب التعلم، والتي تحظى باهتمام کبير في العديد من الدول التي تسعى إلى الأخذ بوسائل وثمار التقدم العلمي والتکنولوجي .
• تنسجم مع الإتجاهات التربوية الحديثة التي تسعى إلى تجريب استراتيجيات وأساليب حديثة بإستخدام الحاسوب لمساعدة المعلم في تحقيق تعلم فعال ويبحث أثره في تحصيل الطلبة .
• افادة المعلمين والمعلمات واکسابهم مهارات تصميم وتوظيف احدى الاستراتيجيات التدريسية الحديثة نسبيا على الساحة التعليمية في المملکة لما لها الأثر الکبير في تغيير اتجاهات الطلبة نحو المادة الدراسية.
• توجيه اهتمام أعضاء هيئة التدريس ومصممي التعليم ومخططي المناهج والباحثين نحو الرحلات المعرفية عبر الويب بمختلف أنواعها، وتوظيفها في تحسين البيئة التعليمية .
• اثراء المکتبات الجامعية بالموضوعات الحديثة المرتبطة بالتکنولوجيا بشقيها                النظري والتطبيقي.

الإطار النظري والدراسات السابقة:

نشأة الرحلات المعرفية:

أتت فکرة الرحلات المعرفية من قبل (بيرن دودج) ، الاستاذ الباحث بجامعة سان دياغو بولاية کاليفورنيا، إذ عرفها (2006 ,Dodge) بأنها نشاط استقصائي محدد وموجه يساعد الطلاب على التعلم من خلال جمع وتحليل وتقييم المعلومات المستمدة من شبکة الانترنت والمنتقاة مسبقة من قبل المعلم . وبذلک تعد الرحلات المعرفية نظام استراتيجي تربوي، يمکن استخدامه في جميع المراحل الدراسية.

وبمشارکة توم مارش (March) تم تطوير فکرة الرحلات المعرفية وتعميم فکرتها على نطاق أوسع من خلال تقديم عروض وورش عمل في جميع انحاء العالم بالاضافة الى الموقع الالکتروني الخاص بالمؤسس بيرن دودج: http://www.webguest.sdsu.edu. وأخذت هذه الفکرة في الانتشار في کثير من المؤسسات التعليمية بأوروبا والولايات المتحدة الأمريکية باعتبارها طريقة حديثة للتعليم من خلال البحث عبر الويب (طلبة، 2010).

مفهوم الرحلات المعرفية (الويب کويست):

أورد عدد کبير من الباحثين على شبکة الانترنت الترجمة العربية لمصطلح "WebQuest" مثل "الرحلات المعرفية عبر الويب" أو "رحلات التعلم الاستکشافية" أو "تقصي الويب" أو "مهام الويب" أو "الابحار الشبکي" أو "البحث الشبکي" أو "الاستعلام الشبکي".

وبما أن الترجمة العربية قد تکون مجازية أو غير دقيقة؛ لأنها ستقترب في المفهوم من تعريفات محرکات البحث المختلفة، وتبتعد عن مفهوم (WebQuest) الا وهي الرحلة الاستقصائية التي تأخذ الباحث وتنتقل به من جزء الى اخر ليظهر له في النهاية حصاد هذه الرحلة؛ لذلک يفضل الباحث إما استخدام المصطلح انجليزياً کما هو (ويب کويست) أو المصطلح الاشهر عربياً (الرحلات المعرفية) خلال هذه الدراسة.

فيعرف (2001 ,Dodge) الرحلات المعرفية بانها طريقة تدريس جديدة تعتمد على الاستقصاء والتساؤل والبحث والاکتشاف، تهدف إلى تنمية القدرات الذهنية المختلفة لدى الطالب وتعتمد جزئيا أو کليا على المصادر الالکترونية الموجودة على الويب، والمنتقاة مسبقا، مع إمکانية دمج مجموعة أخرى من المصادر مثل المجلات والکتب والأقراص المدمجة، أو أي مصادر أخرى للمعرفة.

أما (2003 ,March) فعرفها بأنها عبارة عن وثيقة يعدها المعلم المساعدة طلابه في عملية البحث العشوائي والابحار عبر الانترنت حول موضوع معين، وتوفر الجهد والوقت الذي قد يضيع في البحث العشوائي ، کما أن المهام التي تتضمنها الاستراتيجية تجعل الطلاب يعرفون بوضوح ما الذي يبحثون عنه، وما مهمة کل طالب في عملية البحث، کما تجعل الأهداف المرجوة من البحث واضحة ومفهومة للطلاب، مما يساعد في انجاز عمل متقن ومفيد، وتتکون استراتيجية الرحلات المعرفية من اجزاء قد توضع في صفحة الکترونية واحدة او في عدة صفحات ترتبط بروابط تشعيبية، وهناک مواقع مجانية تقدم قوالب جاهزة WebQuest Templates بأشکال متعددة تمکن المعلم من تصميم استراتيجية جيدة دون جهد. ويعرفها (Sen & Neufeld, 2006) على أنها رحلة معرفية أو إبحار شبکي عبر الانترنت بهدف الوصول السريع والصحيح للمعلومة بأقل جهد ممکن بهدف إنماء التفکير, و تعمل هذه الطريقة على تحويل عملية التعلم من عملية روتينية إلى عملية ممتعة تزيد من دافعية الطلاب وتجعلهم أکثر مشارکة في الصفوف الدراسية.

ويرى الحيلة (2009) بأن الرحلات المعرفية "أنشطة تربوية هادفة وموجهة استقصائية قائمة على تفعيل العقل وتستند إلى عمليات البحث في المواقع المختلفة ذات العلاقة المباشرة بالمهمات الموکلة إلى الطلبة والمتوافرة على شبکة الإنترنت، والمحددة من قبل المدرس؛ بهدف الوصول الصحيح والمباشر إلى المعلومات المطلوبة بأقل وقت وجهد ممکنين"، کما يرى (2007,Ikpeze & Boyd) الرحلات المعرفية بأنها طريقة تدريس تساعد الطالب وتسمح التفکيره بالنظر للمواضيع قيد البحث بشکل ناقد، فضلا عن تعزيز وتطوير استخدام العديد من المهارات التي يمکن بها أن يدافع عن اراءه.

ويعرف جودة (2009) الرحلات المعرفية "بالأنشطة التربوية الاستکشافية يعدها المعلم ويتم من خلالها دمج شبکة الويب في العملية التعليمية التعلمية؛ لمساعدة التلاميذ في عمليات البحث والتقصي عن المعلومات اللازمة من خلال صفحات ويب محددة مسبقا ، وتوظف العروض التقديمية والفلاش والفيديو التعليمي".

معايير تصميم الرحلات المعرفية:

يرى سعاده (2003) أنه يوجد سلسلة من المعايير التي على المعلم أن يراعيها عند تصميمه للرحلة المعرفية، وهي: أولا أن تصميم الرحلة يکون على صورة مهام متنوعة وتساؤلات کثيرة، ومشکلات حقيقية واقعية تتعلق باهتمامات الطلبة، وتعد من المادة الدراسية، لا تنفصل عنه، ثانية أن هدف الرحلة هو جمع بيانات ومعلومات لتحويلها إلى أفکار تساهم في حل المشکلات والإجابة عن التساؤلات، والقيام بتنفيذ المهام المحددة، ثالثا نکون مهام الرحلة على شکل تساؤلات تحفز الطلبة المستکشفين على التفکير، لاتخاذ قرار وتلخيص معلومات من أجل تکوين فکر حديث ورأي صائب، وذلک بعد تقسيم الطلبة لمجموعات، تقسم عليهم المهام والمسؤوليات والأدوار؛ فالمعارف التي حصل عليها الطالب نتجت عن النقاش والمشارکة والتفاعل مع الآخرين، رابعة ينتقي المعلم مصادر البيانات من المواقع الإلکترونية بعناية ودقة، فتکون متعلقة بطبيعة المهام، وتتميز بالبساطة والسهولة بالتصفح، وتوفير الوقت والجهد.

إذ تعد الرحلة المعرفية من إستراتيجيات التعلم القائم على أسس الفکر البنائي، فتشجع الطلبة على التعلم، وتدربه على بناء معرفة وانتاجها بعيدا عن التلقين، وأن عملية تنفيذ الطالب الخطوات الإستراتيجية تمکنه من اکتساب معارف حديثة، واکتشافها، وبنائها على الخبرات بالإطار المفاهيمي، فينعکس على الطالب، فيبدع تراکيب معرفية حديثة، فيکون هناک معنى لخبراته الحديثة، وهذه الخبرات الحديثة تعدل تلقائيا للمنظومات المعرفية الموجودة لديه وهکذا. فهذه الرحلة جوهرها التراکم الآلي للمعارف والخبرات لدى الطلبة، وتوظيف علمي للمعرفة، مما يبني تراکيب معرفية حديثة ممزوجة بالخبرات حديثة.

عوامل نجاح الرحلة المعرفية:

ذکر Chatel & Nodell (2002) عوامل نجاح الرحلة المعرفية وهي قدرتها على جعل مضمون البحث ضمن الإطار العام للتصميم، مما يعاون الطلبة على معرفة الهدف المطلوب منهم، وهدف البحث أو تحليله، ومناسبة المواد السن الطلبة وقدراتهم في المهام والأنشطة، وسهولة استخدامها. فيتنقل الطالب، من صفحة الأخرى دون صعوبة، وأيضا قدرتها على لفت الانتباه، التضمنها ما يجذب الطالب ويشده لتعلم مثل: الصور، والمواقع، والخرائط، والأصوات والصور المتحرکة وغيرها، وأساسها مبدأ "الطعم- Hook "، إذ يجذب الطلبة للتفاعل مع الويب کويست والنشاط الکلفين به، ومن أمثلته: "صيد کنز" والعبة معينة"، وبعض المهمات المتنوعة المرتبطة بفکرة البحث وهدفه، وتکوين مجموعة من الحقائق والمعلومات المختارة من صفحات الإنترنت المتنوعة، إذ يمکن تقسيم الطلبة لمجموعات، وتکلف کل مجموعة بتجميع أکبر قدر من المعلومات عن طريق اتباع طريقة اللعبة المحددة من قبل المعلم

أهمية الرحلات المعرفية:

يعد توظيف الرحلات المعرفية WebQuest في الغرفة الصفية بمثابة عامل تغيير لدور کل من المعلم والمتعلم؛ لما في ذلک من أهمية (قطيط، 2011) :

• الرحلات المعرفية توفر للطلبة مهمات تتيح استخدام مهارات التفکير العليا في بناء وتحصيل المعرفة مثل: مهارة حل المشکلات، فمن خلال استخدام الطلبة التفکير الإبداعي وحل المشکلات للوصول إلى حلول إبداعية مناسبة للقضايا المطروحة. يکون مبدأ التعلم الذاتي المبني على المعرفة هو ناتج أساسي لهم من خلال استخدامهم لاستراتيجية الرحلات المعرفية .
• الرحلات المعرفية تعتمد على توظيف أساليب التدريس الحديثة المبنية على استخدام التکنولوجيا بحيث يصبح الطالب هو محور العملية التعليمية التعلمية وهو بؤرة النشاط التعليمي، وبذلک تخلق تعلم نشط و فعال وأکثر دقة من التعليم التقليدي المعتمد على حفظ المعلومات واسترجاعها.
• تمنح الرحلات المعرفية للطلبة إمکانية البحث في نقاط محددة بشکل عميق ومدروس من خلال مصادر ومواقع الکترونية منتقاة ومعدة مسبقا من قبل المعلم مما يساعد کثيرة على توفير الوقت والجهد وعدم تشتت الطلبة، وتکثيف جهودهم في الاتجاه المطلوب للنشاط الذي يقومون به. وهذا يجعل الرحلات المعرفية فقا" ومثالية للصفوف التي تحتوي على مستويات ذات تباين حاد في المستوى التفکيري للطلبة.

مزايا استخدام الرحلات المعرفية:

بما ان الرحلات المعرفية تقدم حلولا عملية في إنجاح العملية التعليمية التعلمية وتحويلها إلى عملية ممتعة للتلاميذ فإنها (2001 ,Dodge):

• تعد نمطا تربويا بنائيا ، لانها تتمحور حول نموذج المتعلم الرجال والمستکشف.
• تقوم بتشجع العمل الجماعي وتبادل الآراء والأفکار بين الطلبة مع التأکيد على فردية التعلم أيضا.
• تعزيز لوسيلة التعامل مع مصادر المعلومات بکفاءة وجودة عالية.
• تسهم في تطوير قدرات الطالب التفکيرية وبناءه کباحث وتمکنه من تقييم نفسه، بالاضافة الى انها تتيح الفرصة له في استکشاف المعلومة، تحليل أبعادها ونقدها بنفسه، وليس فقط تزويده بها.
• استغلال التقنيات الحديثة بما فيها شبکة الانترنت لأهداف تعليمية.
• تتيح الفرصة للطلبة البحث في مواضيع محددة بشکل عميق ومدروس وموجه من مصادر منتقاة ومعدة مسبقة من قبل المعلم.
• تکسب الطلبة مهارة البحث على شبکة الانترنت بشکل فاعل ومنتج، وهذا يتجاوز مجرد کونهم متصفحين لمواقع الانترنت.
• زيادة الخبرة التعليمية وتوظيف الانترنت في التعليم ..

ويضيف الفار (2011) مزايا أخرى مثل إنها:

• وسيلة تعليمية تربوية جديدة تهدف إلى تقديم نظام تعلمي جديد للطلبة وذلک عن طريق دمج الانترنت في العملية التعليمية.
• وسيلة تعليمية مرنة يمکن استخدامها في جميع المراحل الدراسية وفي کافة المواد والتخصصات.
• تعتبر من أساليب التدريس التي تثير تفکير الطلبة، وتزوده بالمزيد من المعلومات عن     طريق البحث والاستقصاء، والانطلاق إلى فضاء أوسع يستطيع فيه المعلم والطلبة مواکبة کل جديد.

اما عبد الحافظ (2011) يضيف مزايا أخرى استخلصها من مجموعة الابحاث والدراسات:

• الرحلات المعرفية تمنح الطلبة مهمات متعددة، تمکنهم من استخدام خيالهم، والتأمل في المعرفة التي يتعاملون معها، بحيث تتاح لهم الفرصة لتعلم المهارات العملياتية، للاستکشاف وحل المشکلات.
• تعد طريقة رائعة، لإشغال الطلبة وتفعيل دورهم من خلال مجموعة الأنشطة ذات المعنى، من أجل الفهم المعرفي المتسلسل والمخطط له.
• نوعية الأسئلة التي تتمحور حولها الويب کويست، تعتمد على مهام قريبة لواقع الطلبة، کونها تبحث عن إجابات، في مجال غني بالصور والفيديو والبيانات والمعلومات والعناصر الميسرة لإتمام الرحلة.
• تسمح للطلبة بالإطلاع والبحث عن مصادر ووثائق أصلية في الانترنت، تثري أفکارهم، وتؤکد له الحقائق.
• تعزز في الطلبة مبدأ الصدق مع النفس، من خلال تقييم مجهودهم المبذول في الرحلة، والنتائج التي توصلو إليها، بالاضافة الى تعزيزها مبدأ الصدق مع الآخرين، من خلال تقييم زملائهم ، في نفس المجموعة، أو في المجموعات الأخرى.
• تجعل من التعلم، متعة حقيقية يشعرون بها.
• تعتبر وسيلة جيدة لتدريب المعلمين في مختلف تخصصاتهم، والتعرف على              اتجاهاتهم نحوها.

انواع الرحلات المعرفية:

تعد الرحلات المعرفية نشاطا إستراتيجياً تربوياً تعليمياً مرناً، يستند إلى ثلاثة               عشر مبدأ الأنماط تفکير ستيرنبرج (1990) في نظريته الموسومة ب "السيطرة الذاتية للعقل" (عبد الحافظ، 2011). وتتميز إستراتيجية الرحلات المعرفية بخصائص عديدة، فأبرزها لدى دودج التي ذکرها (هيشور وکوب، 2001) کما يلي: الرحلات المعرفية هي أعمال تعاونية جماعية غالبا، وأن الرحلات المعرفية عبارة عن أحادي التخصص أو متعددة التخصصات، کما تتسم الرحلات المعرفية بطاقات تشويقية تحفيزية للطلبة؛ إذ يکون دور الطالب صحفيا أو مخبرة أو ممثلا أو عالمة.

وبناء على ذلک عد الرحلات المعرفية من الاستراتيجيات التدريسية التي تعتمد على الأنشطة التعليمية الاستقصائية القائمة على دمج الانترنت في العملية التعليمية بحيث يکمن دور المعلم في تخطيط وتنظيم مصادر الحصول على المعلومات المنتقاة مسبقة من قبله بعد تحديد المهام المرتبطة بها وتحديد الأنشطة القائمة عليها. وتقسم الرحلات المعرفية عبر الويب         (الويب کويست) إلى قسمين (جودة، 2009) هما:

1- الرحلات المعرفية قصيرة المدى: Short Term Web Quests

ومدتها تتراوح ما بين حصة دراسية واحدة إلى أربع حصص، ويهدف ذلک النوع إلى أن يکون الطالب قادرة على استيعاب قدر معين من المعلومات في فترة زمنية معينة، ويستعمل هذا النوع من الرحلات مع الطلاب المبتدئين غير المتمرسين على تقنيات استعمال محرکات البحث من خلال توظيفه عمليات ذهنية بسيطة کالتعرف على مصادر المعلومات، أو عرض قصير أو مناقشة أو الإجابة عن بعض الأسئلة المحددة.

2- الرحلات المعرفية طويلة المدى: Long Term Web Quests

مدتها تمتد من أسبوع إلى شهر کامل، وهي تتمحور حول أسئلة تتطلب عمليات  ذهنية متقدمة کالتحليل، والترکيب، والتقويم، وبشکل عروض شفوية أو مکتوبة للعرض على الشبکة، وتتطلب هذه العروض الإجابة على الأسئلة المحورية المهمة، علاوة على التحکم           في أدوات حاسوبية کبرامج العرض (البوربوينت) وبرامج معالجة الصور، وبرامج التطبيقات المتعددة الوسائط.

العناصر المکونة للرحلات المعرفية عبر الويب:

يتضمن الويب کويست کنشاط تربوي ستة عناصر رئيسة، حددها دوج                ( 2006,Dodge) في هيئة مراحل متتابعة للتطبيق الفعلي على النحو الآتي:

1. المقدمة Introduction: حيث يفتتح الدرس بتمهيد بإعطاء الطلبة معلومات اساسية عن المهمة المقدمة لهم، الإثارة دافعيتهم من خلال سيناريوهات کثيرة منها: "انت رائد فضاء تخطط لرحلة إلى القمر " أو "انت عالم متخصص بالبحث عن الحياة تحت الماء" والهدف من هذا التمهيد جعل النشاط مشوق للتعلم، بالإضافة الى انها تعطي لمحة عامة عن أهداف التعلم للطلبة.
2. المهمة Task: وتمثل الجزء الرئيسي في النشاط التربوي، إذ يجب الاعداد لها من خلال الويب کويست بشکل جيد ومتکامل ومحفز للطلبة. فبعد اثارة اهتمام الطلبة وتشويقهم في المقدمة، تأتي المهمة التي تعطي الطلاب وصفا دقيقا لما يتوقع منهم إنجازه مع نهاية هذه الرحلة المعرفية، کما تتضمن بها المهام الأساسية والفرعية التي يجب أن يتبعها الطلبة للوصول الى اجابات المهمة ، والتي تکون ذات صلة بمواقف الحياة الواقعية، ليجد فيها الطالب ما يريده من خلال الاستکشاف والتعلم الذاتي، ويشترط في وصف المهمة، القصر والاختصار، والبناء على معارف سابقة.

وعند صياغة المهام ينبغي الاهتمام بنوعية الاسئلة المطروحة ، إذ ينبغي أن تخاطب مستويات التفکير العليا، ويوفر نموذج بلوم (Bloom) وسيلة للتعرف على مستويات التفکير التي تخاطبها المهمات المختلفة.

وتذکر سعيد (2003) اقتراح دودج (Dodge) لمجموعة المهارات الذهنية التي قد تتطلبها إتمام الويب کويست وخاصة طويلة المدى، ومنها:

• المقارنة: تحديد نقاط الالتقاء والاختلاف بين الأشياء.
• التصنيف: تصنيف الاشياء الى فئات اعتمادا على خصائصها.
• الاستقراء: الوصول الى تعميمات من خلال الملاحظة والتحليل.
• بناء وجهات النظر: من خلال تحليل وجهات نظر مختلفة حول قضية معينة.

وتختلف أنواع المهام التي يستطيع المعلم أن يصممها حسب الهدف من المهمة والهدف من الدرس نفسه، أما أنواع المهام الصفية التي يمکن طرحها کما ذکرها دودج               (2005 ,Dodg) کالتالي:

• o    مهام التقارير Retelling Tasks

بحيث يعمل الطلبة على تقديم المعلومات على شکل تقارير سواء على شکل عروض تقديمية أم غيرها، وتستخدم هذه المهام لتزويد الطلاب بخلفية کاملة عن الموضوع من خلال إعطائه الفرصة للعمل کمحقق أو محرر صحفي.

• o    مهام تجميع المعلومات Compilation Tasks

يتم العمل على مهمة معينة وجمع المعلومات وتنقيحها من عدة مصادر، بحيث           تقوم کل مجموعة بالعمل على تجميع المعلومات من عدة مصادر معرفية ووضعها على           شکل منتج نهائي مشترک سواء نشرات ام لوحات حائط ام نشرها على الانترنت بشکل يظهر إبداع  الطالب، وتتيح هذه المهام الفرصة للطلبة لاکتشاف مصادر متعددة وتنمية مهارة اختيار وتقييم المعلومات.

• o     مهام الألغاز Mystery Tasks

تستخدم لجذب اهتمام وانتباه الطلبة الى المادة عن طريق صياغتها على شکل ألغاز، وتحتاج إلى عمليات تحري وبحث للإجابة عنها، وعادة ما تعمل الألغاز والأحجيات على إثارة اهتمام الطلبة وتحفيزهم للعمل لإنجاز المهام المقررة.

• o    المهام الصحفية Journalistic Tasks

حيث يتقمص الطلبة دور المراسل الصحفي في جمع معلومات من مصادر متعددة ومن ثم تنظيمها وإعادة صياغتها وتقديمها على شکل مقال او خبر صحفي، يرکز الطلبة على دقة المعلومة والحيادية و الشفافية.

• o    مهام التصميم Design Tasks

حيث يقوم الطلبة بتصميم نماذج او وسائل مثل البرکان او الزلازل. بحيث يقوم الطالب بالعمل ضمن أهداف محددة مسبقة، والعمل ضمن قيود معينة.

• o    مهام الانتاج الإبداعي Creative Product Tasks

يتم فيها إعادة صياغة الموضوع على شکل قصة أو کتابة خاطرة شعرية أو رسم لوحة، ويتم التأکيد في هذه المهام على الابداع والتعبير عن الذات کأن يقوم الطالب برسم لوحة تم تخيلها نحو درس معين، أو أن يترک للطالب الحرية لإتمام قصة معينة وأختيار النهاية المناسبة من وجهة نظره لها.

• o    مهمات بناء التوافق Consensus Building Tasks

يقوم الطالب في هذه المهمة بالتعرف على أفکار الطرف الآخر ومحاورته من اجل الوصول إلى توافق أو إجماع حول بعض القضايا أو المشکلات من اجل حلها .ويمکن أن تکون الأحداث التاريخية الماضية او الحاضرة فرصة قيمة لمثل هذا النوع من المهام، إذ تقدم کل مجموعة وجهة نظرها، وتجمع الحقائق والمعلومات حولها ومن ثم تحاول إقناع المجموعة الأخرى بوجهة نظرها.

• o    مهارات الاقناع Persuasion Tasks

يقوم الطلبة بعرض المعلومات باستخدام مهارة الإقناع ويقدم عمله کمناظرة او بحث او نموذج الجلسة محکمة او مجلس نواب، او کتابة رسالة تحرير، او انتاج ملصق أو أشرطة فيديو إعلانية تهدف الى التأثير بالراي الاخر من خلال تقديم الأدلة.

• o    المهام التحليلية Analytical Tasks

يقوم الطالب بالبحث عن أوجه التشابه والاختلاف بين الأشياء، والبحث عن العلاقة بين السبب والنتيجة بين مجموعة من المتغيرات ومناقشتها.

الدراسات السابقة:

دراسة حمادنة (2019). هدفت الدراسة التعرف إلى درجة استخدام معلمي التربية الإسلامية المهارات استراتيجية الرحلات المعرفية للمرحلة الثانوية في دولة الکويت. وأثر متغيرات الجنس، والمؤهل العلمي، وسنوات الخبرة في ذلک، ولتحقيق أهداف الدراسة اتبع الباحث المنهج الوصفي. وتکونت عينة الدراسة من (130) معلمة ومعلمة. طبق عليها استبانة مکونة من (21) فقرة، وتم التحقق من صدقها وثباتها. وقد توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية: أن درجة استخدام معلمي التربية الإسلامية المهارات استراتيجية الرحلات المعرفية للمرحلة الثانوية في دولة الکويت من وجهة نظرهم کان بدرجة متوسطة. عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05 ≥ α) في درجة استخدام معلمي التربية الإسلامية لمهارات استراتيجية الرحلات المعرفية للمرحلة الثانوية في دولة الکويت تعزي لمتغيرات الجنس، المؤهل العلمي. وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05 ≥ α) في درجة استخدام معلمي التربية الإسلامية المهارات استراتيجية الرحلات المعرفية للمرحلة الثانوية في دولة الکويت تعزي لمتغير الخبرة التدريسية، وجاءت الفروق لصالح فئة الخبرة أقل من 5 سنوات. وقد           أوصت الدراسة عقد دورات تدريبية لمعلمي التربية الإسلامية؛ لإکسابهم مهارات استراتيجية الرحلات المعرفية.

هدفت دراسة العبداللات (2017). إلى  تعرف أثر استخدام الرحلات المعرفية في تحسين مهارات الکتابة الأکاديمية في مادة الحاسوب لدى طلبة الصف التاسع الأساسي في مديرية تربية وتعليم السلط والتي تتضمن: مهارة جمع المعلومات ، ومهارة تنظيم عرض المعلومات و مهارة إعادة صياغة المعلومات. وللتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث بإعداد بطاقة ملاحظة تم التأکد من صدقها وثباتها، کما صممت عدد من الدروس بطريقة الرحلات المعرفية ، واستخدم الباحث المنهج التجريبي، حيث طبقت الدراسة على عينة مکونة من (46) طالبة من مدرسة الصبيحي الثانوية للبنين الذين توزعوا على مجموعتين: تجريبية مکونة من (24) طالبا درسوا باستخدام إستراتيجية الرحلات المعرفية، وضابطة مکونة من (22) طالبا درسوا باستخدام الطريقة الاعتيادية وذلک في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2016/2017 . استخدمت الدراسة تحليل التباين المتعدد المصاحب MANCOVA و اختبار (T - test) لتحليل النتائج ثم تفسيرها، وقد خلصت الدراسة إلى الأتي: وجود فروقات ذات دلالة إحصائية بين متوسطات التطبيق القبلي و البعدي لبطاقة الملاحظة الصالح الاختبار البعدي ، وفي اتجاه المجموعة التجريبية، لکل من مهارة جمع المعلومات ، ومهارة إعادة صياغة المعلومات، ومهارة تنظيم عرض المعلومات، مما يدل على فاعلية إستراتيجية الرحلات المعرفية في تحسين مهارات الکتابة الأکاديمية من جمع المعلومات وإعادة صياغتها وتنظیم عرضها. أوصت الدراسة بضرورة تنظيم دورات تدريبية للمعلمين لتدريبهم على کيفية تصميم وتوظيف الرحلات المعرفية في التدريس والاهتمام بتنمية مهارات الکتابة الأکاديمية لدى المعلمين والطلبة وبناء منظومة من المواقع الکترونية العربية للمساعدة على تصميم واستضافة الرحلات المعرفية .

دراسة صبري (2016). دراسة هدفت التعرف إلى فاعلية الرحلات المعرفية عبر الويب في الاستيعاب المفاهيمي وتنمية مهارات التفکير التأملي من خلال مادة الفقه لدى طلاب المرحلة الثانوية الأزهرية، وطبقت الدراسة على (61) طالبة من معهد أبو الغر الثانوي کفر الزيات الغربية، إذ وزعوا عشوائية على مجموعتين تجريبية وضابطة، واستخدم الباحث المنهج شبه التجريبي. ولتحقيق أهداف الدراسة جرى إعداد اختبار أدائي لقياس استيعاب مقاهيمي، واختبار آخر لقياس التفکير التأملي، وجرى التحقق من صدقهما وثباتهما بالطرق الملائمة. وتوصلت الدراسة إلى فاعلية الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية الاستيعاب المفاهيمي، وإلى فاعلية الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية التفکير التأملي.

وأجرى الناقة (2016). دراسة هدفت للکشف عن أثر استخدام استراتيجية الويب کويست في تنمية مهارات التفکير الناقد في مبحث العلوم، لدى طلاب الصف السادس الأساسي. تکونت عينة الدراسة من (20) طالبة من الصف السادس الأساسي، من مدرسة عبد الله أبو سته في قطاع غزة، ولتحقيق أهداف الدراسة، تم استخدام اختبار القياس مهارات التفکير الناقد وذلک للإجابة على السؤال الرئيس للدراسة، واثبعت الدراسة المنهج شبه التجريبي، وفق التصميم من نوع قبلي بعدي للحالة الواحدة. أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في نتائج اختبار مهارات التفکير الناقد بين التطبيقين القبلي والبعدي لصالح التطبيق البعدي، کما تبين وجود أثر لاستخدام استراتيجية الويب کويست في تنمية مهارات التفکير الناقد.

دراسة حمادنة والقطيش (2015). دراسة هدفت التعرف إلى فاعلية استخدام الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quests) في تحسين التفکير الرياضي وحل المسألة الرياضية لدى طلاب الصف العاشر الأساسي واتجاهاتهم نحو مادة الرياضيات في الأردن، تکونت عينة الدراسة من (40) طالبأ، تم اختيارهم قصدي من مدرسة عمرة وعميرة الثانوية للبنين التابعة لمديرية التربية والتعليم اللواء البادية الشمالية الشرقية، ووزعوا عشوائية في مجموعتين             (تجريبية، وضابطة)، وتم تدريس المجموعة التجريبية (ن= 20) باستخدام استراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب ( Web Quests)، والمجموعة الضابطة بالطريقة الاعتيادية (ن= 20)، ولتحقيق غرض الدراسة تم تصميم رحلة معرفية عبر الويب المحتوى الوحدة الثانية، وتطوير اختبار للتفکير الرياضي، وبناء اختبار لحل المسألة الرياضية، ومقياس لاتجاهات طلاب الصف العاشر نحو مادة الرياضيات، وتم توفير مؤشرات حول صدق الأدوات وثباتها. وطبقت الأدوات على المجموعات قبلية وبعدية ، وقد استغرقت مدة تطبيق الراسة ثلاثة أسابيع، وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 = α) في متوسطات تنمية مهارات التفکير الرياضي لدى عينة البيراسة تعزي لاختلاف طريقة التدريس ولصالح استراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quests)، وکذلک وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 = α) في متوسطات حل المسألة الرياضية لدى عينة التراسة تعزى لاختلاف طريقة التدريس ولصالح استراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quests)، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 = α) في متوسطات اتجاهات الطلاب نحو مادة الرياضيات لدى عينة الدراسة تعزى لاختلاف طريقة التدريس ولصالح استراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quests).

وأجرى العتيبي (2014). دراسة هدفت إلى معرفة أثر برنامج تدريبي قائم على الرحلات المعرفية في تنمية مهارة استيعاب المقروء باللغة الإنجليزية للطلاب الموهوبين. وتکونت عينة الدراسة من (60) طالبة من طلاب الصف الأول ثانوي من مدارس الحديثة في مدينة القريات في السعودية، وتم اختيارهم بالطريقة القصدية وتوزيعهم إلى مجموعتين                (تجريبية وضابطة) وتم اخضاع المجموعة التجريبية لبرنامج قائم على الرحلات المعرفية أما الضابطة فلم تخضع لأي تدريب. أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين أداء طلاب المجموعة التجريبية على اختبار استيعاب المقروء البعدي، حيث تقوق طلاب المجموعة التجريبية على نظرائهم من المجموعة الضابطة.

أجرى عبد المجيد (2014). دراسة هدفت إلى تعرف أثر استخدام استراتيجية الويب کویست (Web Quests) في تدريس محتوى مقرر حساب المثلثات على تنمية مهارات التفکير التأملي والتعلم السريع لدى طلاب الصف الأول الثانوي. لتحقيق أهداف الدراسة تم اختيار مجموعتين، إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة تم اختيارهم قصدية من جميع طلاب الصف الأول الثانوي بمدرسة نيدة الثانوية بمحافظة سوهاج في مصر. تم تدریس محتوى وحدة طرق قياس الزاوية من مقرر "حساب المثلثات" للمجموعة التجريبية وعددها (41) طالبا وفقا لاستراتيجية الويب کويست قصيرة المدى والمجموعة الضابطة وعددها (43) طالبا درست المحتوى نفسه وفقا للطريقة المعتادة في التدريس، وقد تم إعداد موقع على شبکة الانترنت باستخدام استراتيجية الويب کویست لتدريس الوحدة التعليمية، بالإضافة إلى مقياس أداء متدرج لتقييم نوائج الطلاب التعليمية. وقد استخدم اختبار لقياس مهارات التفکير التأملي ومقياس لتقييم مهارات التعلم السريع. أظهرت النتائج إلى أن استخدام استراتيجية الويب کويست في تدريس الوحدة التعليمية قد أسهم في تحسن مستوى مهارات: الرؤية البصرية، والکشف عن المغالطات. ولم تساعد في تحسن مستوى مهارات : الوصول إلى استنتاجات وإعطاء تفسيرات مقنعة. وبالنسبة لمتغير التعلم السريع فقد ساعدت الاستراتيجية في تحسين مستوى مهارات القراءة السريعة ولم تساعد في تحسين مستوى مهارات حل المشکلات الرياضية.

هدفت دراسة نايل (2013). إلى معرفة اثر استخدام (الويب کويست) في عملية التعليم والتعلم بالمرحلة الثانوية بولاية الخرطوم بالسودان، واستخدم المنهج الوصفي، والاستبيان کأداة إضافة إلى المقابلة، وتکون مجتمع الدراسة من معلمي ومعلمات مادة الفيزياء بمحلية الخرطوم، إضافة إلى طلاب وطالبات الصف الثالث الثانوي في المساق العلمي، وأظهرت نتائج الدراسة بأنه لا يوجد استخدام فعلي للإنترنت في أي من عمليات التعليم والتعلم، وهنالک مطلوبات أساسية يجب توافرها من اجل استخدام الإنترنت في عملية التعليم والتعلم وتتمثل في توفير بيئة تعليمية سليمة وبمواصفات عالمية، وتوفير القدر الکافي من التدريب المعلمين، وکانت اتجاهات المعلمين والطلاب إيجابية نحو استخدام الويب کويست في التعليم والتعلم، واهم المعوقات تتمثل في ضعف البنية التحتية بوزارة التربية والتعليم، وضعف التدريب والتأهيل.

منهج البحث:

من أجل الإجابة عن أسئلة البحث سوف يتبع الباحث في هذه الدراسة المنهج الشبه تجريبي وذلک من خلال تقسيم عينة البحث إلى مجموعتين أحدهما ضابطة ويتم تقديم المحتوى لهذه المجموعة عن طريق موقع الويب العادي والمجموعة الثانية تجريبية ويتم تقديم المحتوى المقرر من خلال موقع الرحلة المعرفية عبر الويب.

مجتمع البحث:

تکون مجتمع الدراسة من طلبة الصف الأول الثانوي بمحافظة المخواة.

عينة البحث:

تکونت عينة البحث من عدد (20) عضو من طلبة الصف الأول الثانوي بمحافظة المخواة وتم جمع البيانات من خلال تطبيق وجمع نتائجه وتحليلها.

إجراءات الدراسة:

هدفت الدراسة إلى استقصاء أثر استخدام طريقة الرحلات المعرفية عبر (WebQuest) في تنمية بعض مهارات طلبة الصف الأول من المرحلة الثانوية في مادة الحاسب الآلي مقارنة بالطريقة الاعتيادية من خلال بناء رحلة معرفية على الويب في مادة الحاسب الآلي، وقد تناول الباحث من خلال الفصل السابق الإطار النظري للبحث وفي هذا الفصل يوضح الباحث ما قام به من خطوات لبناء أدوات القياس وادوات المعالجة التجريبية بالبحث، وذلک بمعالجة الموضوعات التاليه:

أولاً: تحليل محتوى الوحدة الخامسة لمقرر الحاسب الآلي للصف الأول الثانوي.

وتتضمن تحديد عناصر المحتوى من خلال تحليل المحتوى التعليمي لمقرر الحاسب الآلي للصف الأول الثانوي وتنظيمة بالتتابع الذي يؤدى إلى تحقيق الأهداف التعليمية بما يتناسب وخصائص المتعلمين

ثانياً: إعداد وصياغة قائمة بأهداف الوحدة الخامسة لمقرر الحاسب الآلي للصف الأول الثانوي.

يعد تحديد أهداف التعليم بوضوح ودقة من الخطوات الإجرائية المهمة في بناء الرحلة المعرفية عبر الويب، حيث إن صياغة الأهداف التعليمية صياغة ملائمة تساعد على معرفة نوع الأداء أو السلوک الواجب أن يظهره أو يقوم به المتعلم بنجاح، بعد أن ينتهي من دراسة الوحدة المقررة من خلال الرحلة المعرفية عبر الويب (WebQuest)، کما أنها تساعد على توجيه وضبط التعلم واختيار المواد التعليمية الملائمة واختيار أو بناء أدوات القياس والتقويم الملائمة، کما أنها تزود بمعايير مناسبة لقياس النواتج التعليمية المختلفة (خطاب، 2001)، وبناء على ذلک تم تحديد الأهداف العامة والاهداف التعليمية للمقرر التعليمي المقرر دراسته وهو مقرر الوحدة السادسة للصف الأول من المرحلة الثانوية.

ثالثاً: بناء أدوات القياس بالبحث (الاختبار التحصيلي، بطاقة ملاحظة الأداء).

يهدف اختبار التحصيل إلى قياس الجوانب المعرفية لدى طلاب الصف الأول الثانوي، وقد قام الباحث ببناء اختبار التحصيل المرتبط بالجوانب المعرفية لمحتوى الوحدة الخامسة بمقرر الحاسب الآلي، على ضوء الإهداف السلوکية المتوقع تحقيقها من قبل الطلاب بعد الانتهاء من عملية التعلم باستخدام الرحلة المعرفية عبر الويب المقترحة، وکذلک على ضوء المحتوى العلمي لمقرر الوحدة، وقد اتبع الباحث خطوات عدة في بناء اختبار التحصيل وهي کما يلي:

1-             بناء الاختبار التحصيلي:

• تحديد الهدف من اختبار التحصيل.
• إعداد جدول مواصفات اختبار التحصيل.

جدول (2) جدول المواصفات لاختبار التحصيل

• تحديد نوع الأسئلة وعددها وصياغة مفرداتها.
• تقدير الدرجات وطريقة التصحيح.
• التجربة الإستطلاعية لإختبار التحصيلى وحساب نسبة الثبات والتي قدرت بـ (0.83) کما تم حساب الصدق الذاتي (0.92)
• حساب معامل السهولة والصعوبة لأسئلة الاختبار وبحساب معامل السهولة والصعوبة لمفردات الاختبار، وجد أن معامل السهولة  يتراوح ما بين (0.2 : 0.8).
• حساب معامل التمييز لمفردات الاختبار وبحساب معامل التمييز لمفردات الاختبار وجد أنها تتراوح بين (0.16)، (0.22).
• تحديد الزمن اللازم للإجابة علي الاختبار والذي قدر ب 21 دقيقة کمتوسط بين اقصر وأطول زمن للاستجابة على الاختبار.

2-   بناء بطاقة الملاحظة

• تحديد الهدف من بطاقة الملاحظة.
• بناء بطاقة الملاحظة في صورتها الأولية.

جدول (3) القيم الوزنية بالدرجات لکل خطوة من خطوات أداء المهارات

• وضع نظام تقدير درجات بطاقة الملاحظة.
• تعليمات بطاقات الملاحظة.
• التجريب الاستطلاعى لبطاقات الملاحظة لحساب الثبات باستخدام أسلوب تعدد الملاحظين وقد وصلت نسبةى الاتفاق إلى (94.2) وتم حساب الصدق الظاهري عن طريق عرض البطاقة على المحکمين لإبداء الآراء وإجراء التعديلات اللازمة.
• الصورة النهائية لبطاقات الملاحظة.

رابعاً: بناء أداة المعالجة التجريبية (الرحلة المعرفية عبر الويب).

في ضوء ما توصل اليه الباحث من المعايير اللازمة لبناء المواقع التعليمية، وبالرجوع إلى الاطار النظري لهذا البحث والاطلاع على الادبيات والدراسات السابقة التي تناولت المواقع التعليمية، من حيث مکوناتها وکيفية إعدادها، قام الباحث ببناء أداة المعالجة لهذا البحث وهي رحلة معرفية مقترحة عبر الويب.

نتائج الدراسة ومناقشتها:

نتائج الفرض الأول

ينص الفرض الأول على أنه: " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطات درجات طلاب الصف الأول الثانوي في الاختبار التحصيلي (المجموعتين الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي".

وللتأکد من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار "ت" للفرق بين متوسطي عينتين مستقلتين لدراسة الفرق بين متوسطي المجموعة التجريبية والضابطة في القياس البعدي لدرجات الاختبار التحصيلي بالإضافة إلى اختبار (ت) للعينات المرتبطة للفرق بين قياس المجموعتين التجريبية والضابطة لدرجات الاختبار التحصيلي نظراً لأن البيانات تتبع توزيعاً طبيعياً وجاءت النتائج على النحو التالي:

جدول (4): اختبار (ت) للفرق بين متوسطي عينتين مستقلتين (لمجموعة التجريبية-المجموعة الضابطة) لدرجات الاختبار التحصيلي

يتضح من الجدول (4) السابق أن قيمة اختبار (ت) بلغت (8.772) بمستوى دلالة (0.000) وهذا يدل على معنوية الفروق بين متوسطي درجات الاختبار التحصيلي بين کلا من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي، وهذه الفروق لصالح القياس البعدي بالمتوسط الحسابي الأعلى والذي بلغ (29.72).

أي توجد فروق دالة إحصائياً بين درجات طلاب المجموعة التجريبية في الاختبار التحصيلي للقياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي بالمتوسط الحسابي الأعلى – عند مستوى معنوية (0.05).

ولحساب حجم الأثر بين المجموعتين قام البحاث بحساب معامل (η²) وحصل الباحث على حجم أثر يقدر بـ (0.44) وهو أکبر من (0.14) وهذا يعني أن حجم الأثر بين المجموعتين کبير بما يکفي للقول بأن للرحلات المعرفية أثر کبير على رفع مستوى تحصيل الطلاب مقارنة باقرانهم المستخدمين للطريقة التقليدية.

لذا يمکن القول برفض الفرضية الصفرية وقبول الفرضية البديلة بأن هناک فروق           ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطات درجات طلاب الصف الأول الثانوي في الاختبار التحصيلي (المجموعتين الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي لصالح المجموعة التجريبية.

وهذا يتفق مع دراسة کلاً من (صبري، 2016)، (حمادنة والقطيش، 2015)، (العدوان، 2014)، في نتائجهم التي اکدت فعالية الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية التحصيل الدراسي وتنمية المفاهيم.

ويعزو الباحث تلک النتيجة إلى اعتماد الرحلات المعرفية عبر الويب على التعليم المتمرکز حول الطالب، حيث تحتوي على مهمات وأنشطة تساعد الطالب على القيام بعمليات مختلفة من البحث والتقصي والاستکشاف للمعلومات، وإيجاد بناء معرفي خاص به ومن إبداعه، لهذا فإن الطالب يستطيع أن يتعامل مع المعرفة والمفاهيم بطريقة عملية مفيدة أکثر من الحفظ والاستظهار لهذه المعلومات، وکذلک استخدام الرحلات المعرفية عبر الويب في التدريس يتيح عرض المفاهيم المحددة بطريقة جديدة تختلف عن النمط التقليدي في الکتاب المدرسي، أو  طرق التدريس التقليدية، حيث يکون للطالب دور إيجابي فاعل في الحصول على المفهوم من خلال تصفحه لصفحات الويب وتلخيصها، ومناقشتها مع زملائه ومعلمه للوصول إلى المفهوم بصورته الصحيحة.

 وايضاً تنوع طريقة عرض المادة التعليمية للطالب (صور ملونة، عروض فيديو، عروض تقديمية، فلاش تعليمي، الحصول على معلومات إضافية، الحصول على المعلومة نفسها من أکثر من صفحة ويب) مما يوضح المفهوم لدى الطالب ويرسخه، وکثرة التساؤلات والتفسيرات التي يقدمها الطالب حول تصوراته بجانب مناقشته لزملائه ومعلمه ساعدته على سهولة فهمه واکتسابه وتحصيله لمفاهيم الوحدة من الکتاب المدرسي، وإدراک الطالب لأهمية الرحلات المعرفية عبر الويب ساعد في حصوله على المعلومات وأکتسابه المفاهيم العلمية.

نتائج الفرض الثاني

ينص الفرض الأول على أنه: "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطات درجات طلاب الصف الأول الثانوي في بطاقة الملاحظة (المجموعتين الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي".

وللتأکد من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار "ت" للفرق بين متوسطي عينتين مستقلتين لدراسة الفرق بين متوسطي المجموعة التجريبية والضابطة في القياس البعدي لدرجات بطاقة الملاحظة بالإضافة إلى اختبار (ت) للعينات المرتبطة للفرق بين قياس المجموعتين التجريبية والضابطة لدرجات بطاقة الملاحظة نظراً لأن البيانات تتبع توزيعاً طبيعياً وجاءت النتائج على النحو التالي:

جدول (5): اختبار (ت) للفرق بين متوسطي عينتين مستقلتين (لمجموعة التجريبية-المجموعة الضابطة) لدرجات بطاقة الملاحظة

يتضح من الجدول (5) السابق أن قيمة اختبار (ت) بلغت (8.252) بمستوى دلالة (0.000) وهذا يدل على معنوية الفروق بين متوسطي درجات بطاقة الملاحظة بين کلا من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي، وهذه الفروق لصالح القياس البعدي بالمتوسط الحسابي الأعلى والذي بلغ (75.36).

أي توجد فروق دالة إحصائياً بين درجات طلاب المجموعة التجريبية في بطاقة الملاحظة للقياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي بالمتوسط الحسابي الأعلى – عند مستوى معنوية (0.05).

ولحساب حجم الأثر بين المجموعتين قام البحاث بحساب معامل (η²) وحصل الباحث على حجم أثر يقدر بـ (0.41) وهو أکبر من (0.14) وهذا يعني أن حجم الأثر بين المجموعتين کبير بما يکفي للقول بأن للرحلات المعرفية أثر کبير على رفع المستوى المهاري للطلاب مقارنة باقرانهم المستخدمين للطريقة التقليدية.

لذا يمکن القول برفض الفرضية الصفرية وقبول الفرضية البديلة بأن هناک فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطات درجات طلاب الصف الأول الثانوي في بطاقة الملاحظة (المجموعتين الضابطة والتجريبية) في التطبيق البعدي.

وهذا يتفق مع دراسة کلاً من (حمادنة، 2018)، (العبداللات، 2017)،              (الناقة، 2015)، (العتيبي، 2014)، في نتائجهم التي اکدت فعالية الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية المهارات المختلفة لدى الطلاب.

ويعزو الباحث هذه النتيجة نظراً لأن العمليات في الرحلات المعرفية عبر الويب تتضمن مجموعة من التوجيهات التي تساعد الطلاب في تنظيم خطواتهم، وتنفيذ المهام المطلوبة، وکذلک المهام في الرحلات المعرفية عبر الويب مرنة ومناسبة وتراعي الفروق الفردية بين الطلاب، وتعمل على حصولهم على المفاهيم العلمية بطرق مختلفة، حيث يتعلم کل طالب حسب مستواه، وقدرته، ودوافعه، وسرعة تعلمه، کما أن عرض الرحلات المعرفية عبر الويب الأنشطة والأسئلة بلغة بسيطة مناسبة لمستويات الطلاب، مما ينمي قدراتهم ومعرفتهم، ويحسن من نوعية تعليمهم وتعلمهم. وإتاحة الرحلات المعرفية عبر الويب الفرصة للتغلب على مشکلة عدد الطلاب في داخل الفصل، حيث تتيح للمعلم متابعة نتائج کل الطلاب، والاطلاع على نتائج أنشطتهم وتوجيههم، وسهولة إعادة تطبيق الطالب للرحلة المعرفية عبر الويب في البيت، وأحيانا تکون أکثر من مرة مراجعته لأي معلومة.

توصيات الدراسة:

في ضوء ما أسفرت عنه نتائج البحث فإن الباحث يوصي بما يلي:

1. بناء منظومة من المواقع الکترونية، والتي تساعد على تصميم واستضافة الرحلات المعرفية، والتي تدعم الغة العربية وتکون مبنية وفق المعايير الموضوعة.
2. الحرص على توفير الإمکانات التقنية بالمدارس و وتوفير الدعم الفني المناسب، للمساعدة على تطبيق إستراتيجية الرحلات المعرفية في جميع المواد الدراسية.
3. توظيف استراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب، في تدريس المقررات الدراسية المختلفة.
4. تنفيذ دروات تدريبية، وورش عمل لمعلمي الحاسب الآلي؛ لتدريبهم على کيفية بناء الرحلات المعرفية عبر الويب وفق المعايير الموضوعة، وتشجيعهم على الاستفادة منها.

المراجع:

جودة، وجدي شکري (2009). اثر توظيف الرحلات المعرفية عبر الويب Webquests في تدريس العلوم على تنمية التنور العلمي لطلاب الصف التاسع الاساسي بمحافظات غزة، رسالة ماجستير، کلية التربية، الجامعة الإسلامية (غزة).

حمادنة، أديب (2019). درجة استخدام معلمي التربية الإسلامية لمهارات استراتيجية الرحلات المعرفية للمرحلة الثانوية في دولة الکويت، مجلة المناره للبحوث والدراسات، مج25، عدد 4 لسنة 2019.

‏حمادنة، مؤنس أديب و القطيش، حسين مشوح (2015). محمد فاعلية إستخدام الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quests) في تحسين التفکير الرياضي وحل المسألة الرياضية لدى طلاب الصف العاشر الاساسي

الحيلة، محمد محمود (2009). حقيبة في الحقائب التعليمية، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان: الأردن.

خطاب، علي ماهر. (2001). "القياس والتقويم في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية". ط2، مکتبة الأنجلو المصرية: المکتبة الأکاديمية، القاهرة.

الدبسي، أحمد وصيام، محمد. (۲۰۰۲). "تطوير أساليب تدريس العلوم في مرحلة التعليم الأساسي باستخدام تکنولوجيا التعليم". ندوة تطوير أساليب تدريس العلوم في مرحلة التعليم الأساسي باستخدام تکنولوجيا التعليم: تونس.

الدغيشية، محفوظة بنت ناصر بن حمود (2016). فاعلية الويب کويست ( WebQuest) في تدريس الرياضيات التطبيقية على التحصيل وتنمية مهارات ما وراء المعرفة لدى طالبات الصف الحادي عشر، رسالة ماجستير، کلية التربية، جامعة السلطان قابوس.

الرواحية، بهية بنت سالم بن سعيد (2016). أثر استراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب (Web Quest) على تحصيل طالبات الصف العاشر في سلطنة عمان في مادة التربية الإسلامية واتجاهاتهن نحوها، رسالة ماجستير، کلية التربية، جامعة السلطان قابوس

سعاده، جودت أحمد (2003). تدريس مهارات التفکير (مع مئات الأمثلة التطبيقية)، دار الشروق للنشر والتوزيع، القاهرة.

سعيد، سيدة محمد (2003) الرحلات المعرفية على الإنترنت. استخرجت من موقع المدرسة العربية الإلکترونية www.schoolarabia.net

الشيادية، أصيلة بنت سليمان بن عبيد، و البلوشي، سليمان بن محمد بن سليمان. (2017). أثر الرحلات المعرفية (Web Quests) في تنمية التحصيل الدراسي ومهارات التفکير الناقد في مادة العلوم لدى طلاب الصف التاسع الأساسي (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة السلطان قابوس، مسقط.

صبري، ماهر (2016). فاعلية الرحلات المعرفية عبر الويب في الاستيعاب المفاهيمي وتنمية مهارات التفکير التأملي من خلال مادة الفقه لدى طلاب المرحلة الثانوية الأزهرية، مجلة دراسات عربية في التربية وعلم النفس، DOI: 10.13140/RG.2.2.28126.84807

طلبة، عبدالحميد عبدالعزيز.( 2010). التعليم الالکتروني ومستحدثات تکنولوجيا التعليم. المنصورة: المکتبة العصرية.

عبد الحافظ، حسني (2011). رحلات ممتعة من المعرفة والأنشطة التربوية: الويب کويست. مجلة المعرفة. العدد 122، استخرجت من الموقع الاکتروني:http://www.almarefh.org/news.php?action=show&id=4751

عبد المجيد، أحمد صادق (2014). أثر استخدام استراتيجية الويب کويست (Web Quest) في تدريس حساب المثلثات على تنمية مهارات التفکير التأملي والتعلم السريع لدى طلاب الصف الأول الثانوي، مجلة العلوم التربوية والنفسية. مج. 15، ع. 4، ديسمبر.

العبداللات، ليث محمد بهجات (2017). رسالة أثر استخدام الرحلات المعرفية في تحسين مهارات الکتابة الأکاديمية في مادة الحاسوب لدى طلاب الصف التاسع في مديرية تربية وتعليم السلط، کلية العلوم التربوية، (رسالة ماجستير)، جامعة الشرق الأوسط، عمان.

العتيبي، متعب غزالي (2014). أثر برنامج تدريبي قائم على الرحلات المعرفية في تنمية مهارة استيعاب المقروء باللغة الإنجليزية للطلاب الموهوبين في القريات، (رسالة ماجستير)، کلية التربية، جامعة اليرموک. الأردن.

العدوان، زيد سليمان، والحوامد، محمد فؤاد (2011). تصميم التدريس بين النظرية والتطبيق، عمان، دار الميسرة.

الفار، زياد (2011). مدى فاعلية استخدام الرحالت المعرفية عبر الويب WebQuest في تدريس  الجغرافيا على مستوى التفکير التأملي والتحصيل لدى تالميذ الصف الثامن الأساسي، (رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة الأزهر بغزة، فلسطين.

قطيط، غسان. (2011). حوسبة التدريس. عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع.

الناقة، صلاح أحمد (2016). أثر استخدام استراتيجية الويب کويست في تدريس العلوم على تنمية مهارات التفکير الناقد لدى طلاب الصف السادس الأساسي، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، مجلد 24, عدد1.

نايل، بشير نايل طه (2013). استخدام الويب کويست واثره في تدريس مادة الفيزياء لطلاب المرحلة الثانوية : دراسة حالة مدارس محلية الخرطوم ولاية الخرطوم، (رسالة ماجستير)، کلية التربية، جامعة السودان للعلوم والتکنولوجيا.

هيشور، حسين، وکوب، جيفرى (2001) الرحلات المعرفية علي الويب نموذج المتعلم الرحالة والمستکشف، مشروع التکوين التربوي المدعم بالحاسوب (catt) والوکالة الأمريکية للتنمية الدولية (usaid).

الوسيمي، عماد الدين عبد المجيد (2013). "فاعلية استخدام الرحلات المعرفية عبر الويب Web Quests في تعلم البيولوجي على بقاء أثر التعلم وتنمية مهارات التفکير الأساسية والمهارات الاجتماعية لدى طلاب الصف الأول الثانوي." دراسات عربية في التربية وعلم النفس - السعودية ع 43, ج 1: 11 - 67.

Al-Sayed, R., Abdel-Haq, E., EL-Deeb, M., & Ali, M. (2016). Enhancing English language planning strategy using a Web Quest model. Unpublished Master Thesis.Benha University, Egypt.

Chatel, Regina & Nodell, Jamie. (2002). WebQuests: Teachers & Students as Global Literacy Explorers.

Dodge, B. (2001). Five rules for writing a great webquest. Learning & Leading with Technology, 28 (8),6-9.

Dodge, B. (2006). Webquests: Retrieved on May 17, 2016 from: http://www.portalwebquests.net/pdfs/cf001.pdf

Ikpeze, H. & Boyd, F. (2007). Web-based Inquiry learning:  Facilitating thoughtful literacy with webQuests. The Reading Teacher Journal, 60(7).

Kachina, Olga A. "Using WebQuests in the Social Sciences Classroom." Contemporary Issues in Education Research 5.3 (2012): 185-200.‏

Rader, L. (2009). Web Quests: A tool for all teachers. I-manager’s Journal on School Educational Technology. 3(4), 1-5.

Fairey, C., Lee, J. & Bennett, C. (2000). Technology & social studies: A conceptual model for integration. The Journal of Social Studies Research, 24 (2), 3-9.

March,T. (2003).The learning power of Webquests .Educational Leadership, 61(4), pp 42-47.

Sen, A., & Neufeld, S. (2006). In Pursuit of Alternatives in ELT Methodology: WebQuests. Online Submission, 5(1).‏