الإدارة بالقيم مدخل لتحقيق الإنضباط المدرسي في التعليم الأساسي " دراسة ميدانية "

 

           کلية التربية

 کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

المجلة التربوية لتعليم الکبار– کلية التربية – جامعة أسيوط

      ======= 

 

الإدارة بالقيم مدخل لتحقيق الإنضباط المدرسي

 في التعليم الأساسي

" دراسة ميدانية "

 

 

إعــــــــــداد

الباحثة / الزهراء إبراهيم على سالم محمود

وکيل مدرسة

 

ا.م.د/غادة السيد السيد الوشاحى           د/ ايمان عبدالوهاب هاشم

 أستاذ أصول التربية  المساعد                         مدرس بقسم أصول التربية

کلية التربية – جامعة أسيوط                         کلية التربية – جامعة أسيوط

 

 

}     المجلد الثالث – العدد الثاني –  أبريل 2021م {

Adult_EducationAUN@aun.edu.eg

ملخص الدراسة

       هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على الإدارة بالقيم مدخل لتحقيق الإنضباط المدرسي فى التعليم الأساسي بمحافظة أسيوط ، ولتحقيق أهداف الدراسة إستخدمت الباحثة المنهج الوصفى لطبيعة الدراسة وأهدافها ، وللإجابة على تساؤلات الدراسة قامت الباحثة بإعداد إستبانة حول دور الإدارة بالقيم مدخل لتحقيق الإنضباط المدرسي فى التعليم الأساسي ، مکونة من أربعة محاور بعدد إجمالى ( 69 ) عبارة ثلاثية التقديروهى ( موافق – محايد – غير موافق ) تم تطبيقها على عينة الدراسة الأساسية من بين معلمى ومديرى مرحلة التعليم الأساسى بمحافظة أسيوط فى عدد من إدارات محافظة أسيوط وهى ( إدارة أسيوط التعليمية - إدارة القوصية التعليمية - إدارة الفتح التعليمية - إدارة ديروط التعليمية – إدارة ساحل سليم التعليمية – إدارة أبنوب التعليمية ) ، حيث بلغ عدد العينة الأساسية (800) معلم ومدير، ومن خلال نتائج التحليل الإحصائى ، توصلت الباحثة إلى إعتماد إدارة المدرسة على مجموعة من القيم الأساسية کمنطلق لها مع الحرص على بث روح التعاون والثقة والاحترام بين العاملين بالمدرسة ، ووضع مجموعة من المبادئ الأخلاقية أثناء ممارسة الأنشطة المدرسية مع العاملين ، کأهم ما تمارسة ادارة المدرسة من مبادئ الادارة بالقيم ، وفيما يخص واقع الإنضباط المدرسى فى مدارس التعليم الأساسى ، فإحترام التلاميذ شخصية المعلمين بالمدرسة ، وحرص المعلمين على متابعة السلوکيات غير المرغوب فيها لدى التلاميذ مع حرص التلاميذ على حضور طابور الصباح ، کما جاءت أهم أدوار الإدارة بالقيم فى تحقيق الإنضباط المدرسى فى إحترام شخصية الطالب ومشاعره ومعتقداته ، وتقديم الثواب کتعزيز للسلوک الإيجابى ، مع مراعاة الفروق الفردية والتنوع بين التلاميذ ، والإهتمام بالحاجات النفسية والفسيولوجية للتلاميذ ، وجاءت ضعف المخصصات المالية بإدارات المدرسة لتنظيم الندوات وورش العمل ، وغياب دعم الإدارة العليا على التقدم بأفکار جديدة لتطوير نظام العمل ووجود خطة استراتيجية لکيفية تطبيق الإدارة بالقيم ، کأبرز معوقات تطبيق الإدارة بالقيم  لتحقيق الإنضباط المدرسي .

الکلمات المفتاحية : ( الإدارة بالقيم – الانضباط المدرسى – التعليم الأساسى )

 

 

Study summary

The present study aimed at identifying management by values ​​as an approach to achieving school discipline in basic education in Assiut governorate, and to achieve the objectives of the study, the researcher used the descriptive approach to the nature of the study and its objectives, and to answer the study’s questions, the researcher prepared a questionnaire about the role of management with values. From four axes, with a total of (69) three phrases  The estimate (agree - neutral - disagree) was applied to the basic study sample among teachers and directors of the basic education stage in Assiut governorate in a number of Assiut governorate departments, which are (Assiut Educational Administration - Qusiya Educational Administration - Al Fath Educational Administration - Dairout Educational Administration - Coast Administration Salim Educational - Abnoub Educational Administration), where the number of the basic sample reached (800) teachers and managers. And, through the results of statistical analysis, the researcher reached to the school administration’s reliance on a set of basic values ​​as its starting point, with the keenness to spread the spirit of cooperation, trust and respect among the school’s staff, and to develop a set of ethical principles during the practice of school activities with the workers, as the most important What the school administration practices from the principles of management with values, and with regard to the reality of school discipline in basic education schools, the students ’respect for the personality of the school’s teachers, and the teachers’ keenness to follow up on the unwanted behaviors of the students with the pupils ’keenness to attend the morning queue, and the most important roles of management came with values. In achieving school discipline in respecting the student's personality, feelings and beliefs, and providing rewards as reinforcement for positive behavior, taking into account individual differences and diversity among students, and paying attention to the psychological and physiological needs of students, and the lack of financial allocations came in the school administrations to organize seminars and workshops, The absence of senior management support to advance new ideas to develop the work system and the existence of a strategic plan for how to implement management with values, as the most prominent obstacles to applying management by values ​​to achieve school discipline

Key words: (management by values ​​- school discipline - basic education)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدمة الدراسة:-

شهد العالم تغيرات هائلة سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي في مجالات التکنولوجيا والمعلومات والاتصالات وقد صاحب ذلک تعدد المتغيرات والتحديات التي أثرت على المؤسسات التعليمية بوجه عام وعلى کيفية إدارتها بوجه خاص کما اتسعت الأدوار التي يجب أن تؤديها منظمات الأعمال بصفة عامة والمؤسسات التعليمية بصفة خاصة، وقد أصبح تحسن الأداء في ظل هذه التغيرات مطلباً هاماً، کما أصبحت الإدارة هي وسيلة المؤسسات في الوصول إلى أهدافها والتکيف مع مقتضيات العصر الحديث ^([1]).

    إن أسلوب الإدارة بالقيم يعکس فلسفة إدارية تقوم على توجيه أهداف العمل وفق نظام قيمي يتفق عليه جميع العاملين في منظمة ما، ويحتکم إليها في کل قرار يتخذ لضمان استمرار المنظمة، ورفع مقدرتها على الاداء والانجاز المتميز، وبالرغم من حداثة هذا الأسلوب الإداري وبالرغم من أن تطبيقاته بدأت في المؤسسات الصناعية، إلا أننا نجد أن المجال التربوي أفضل البيئات مناسبة لتطبيق هذا الأسلوب خاصة ونحن نعانى من تهميش مقصود أو غير مقصود للجوانب الوجدانية والقيمية في عملية التعليم في مقابل التأکيد والتعزيز للجانب المعرفي، وتبرز الدراسة أدوار المعلم کحامل للقيم في مراحل عملية التدريس وهي التخطيط والتنفيذ والتقويم، کما أنها تمثل اسلوباً جديداً في تعليم القيم، حيث يتحول دور الطالب من مجرد متلقى للقيم إلى مشارک في تحديدها والالتزام بها وتقييمها، وتبرز أهمية تطبيق الإدارة بالقيم في المجال التربـوي فـي أن التطبيــق يستلـزم مبـادرة القيـاديين بتغييـر سلوکياتهـم الشخصيـة اولاً لکـى يکونـوا            قـدوة لـلآخـريـن⁽ [2] ⁾.

     أما فيما يتعلق بالانضباط المدرسي الذي يعد من الحاجات النفسية والاجتماعية التي تسعى العملية التربوية إلى تنميتها لدى الطلبة ، ومن الوسائل الفاعلة في تنفيذ الخطط والسياسات والقوانين داخل غرفة الصف، وتوجيه أنشطة الطلبة ، والتأکد من تعلمهم ، وإنجاز مهامهم على أکمل صورة لتحقيق الأهداف المنشودة ، فإن اسلوب المعلم الذي يتبعه في ضبط سلوک الطلبة له دور کبير في تحديد المناخ التعليمي التعلمي الصفي بصفة عامة ولذا، فإن الانضباط المدرسي  يهدف إلى تدعيم العملية التربوية وإزالة العقبات التي تعيق وصولها لأهدافها خاصة لدى بعض الطلبة الذين يواجهون صعوبات في التکيف مع البيئة المدرسية ، ولذا فإن الدور الرئيس في تحقيق الانضباط المدرسي يقع على عاتق المعلم ، إذ يجب عليه القيام بثلاثة أمور رئيسية لإيجاد انضباط فعال لدى الطلبة هي : معاملة الطلاب بکرامة واحترام ، ومنحهم نوعاً من السلطة في حياتهم ، واعطائهم الغرض لاتخاذ القرار وتحمل المسئولية . کما لابد له أن يبعث الإحساس بالأمن والأمان والحرية بين طلابه بالسلوک والتعبير، وأن يبتعد عن مظاهر العنف والإرهاب في علاقته مع الطلاب خلال مراحل عملية الضبط، وبالتالي يکون المعلم قد أدى دوره في إدارة الصف إدارة نفسية اجتماعية على أکمل وجه وأن مشارکة الطلبة في القرار المدرسي تسهم بشکل فاعل في تحقيق الانضباط لديهم ، إذ أنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً لا يتجزأ من المنظومة المدرسية، ولذلک فإن العلاقة الإيجابية بين مشارکتهـم فـي القـرارات المـدرسيـة ، وانضبـاطهـم المـدرسـي يشکـل قـواعـد لسلـوکهـم داخـل المدرسة ^{( [3] )}.

       وقد کانت لائحة للانضباط المدرسي الصادرة بقرار رقم 179 لسنة 2015م، کأحد المحاولات لتحقيق الانضباط، وقد وجهت إليها الکثير من الانتقادات ولذلک تم إلغاؤها، حتى صدر قرار وزاري بالرقم 287 لسنة 2016م ، بشأن الانضباط المدرسي حتى تساعد القائمين على الإدارة المدرسية ، وتعينهم على أداء عملهم في تحقيق النظام والانضباط بالقدر والمستوى اللذين يبرران معطيات العمل في اتساق يضمن سلامة العلاقة بين المدرسة والمتعلم وولى الأمر، ويضمـن صلاحيـات تـعزز أهمية دور المدرسة وتأثير دورها التربـوي وهيبتهـا التعليمية . 

   وتهدف لائحة الانضباط المدرسي إلى توفير بيئة مدرسية آمنة وداعمة تساعد الطلاب على تحقيق النمو الاجتماعي والأکاديمي الصحيح، وتساعدهم في اقامة علاقات إيجابية مع الآخرين قائمة على المودة والاحترام المتبادل. کما تهدف إلى تعزيز السلوکيات الإيجابية والحد من السلوکيات السلبية المتکررة التي تُعرض الطالب إلى الإجراءات التأديبية ، کما تطبق على کل الطلاب واولياء الأمور والمعلمين في کل المدارس والمجمعات التعليمية ، وکل اماکن تجمع الطلاب ضمن انشطة العملية التعليمية، کما تنطبق على کل موقف يمکن ان يشکل عائقاً او تهديداً للبيئة التعليمية ^([4]).

ولکى تتحقق هذه الاهداف التي تسعى إلى الالتزام بالانضباط السلوکي والصفي فلابد من تطبيق اسلوب الإدارة بالقيم الذي يعتبر منهجاً متميزاً ومنفرداً بکل الکمال والفضائل والإيجابيات التي يمکن التصرف من خلالها جميعا بما يحقق أعلى الأداءات، وأکفئ المهارات مما يؤدى إلى تطوير القدرات البشرية التي تنتج أکبر المنافع مما ينعکس على ترفيه الفرد والجماعة ويتسبب في تطوير الحياة وازدهارها.

مشکلة الدراسة وتساؤلاتها :-

    تُعد مسألة الانضباط المدرسي لا تزال تلقى القليل جداً من الاهتمام رغم الشکاوى التي ترد من المدارس واعتراف السلطة التعليمية بمشکلة ضعف الانضباط في المؤسسات التعليمية^([5]).

    فالانضباط يتمثل في الإجراءات التي تتخذ من قبل النظام لفرض مجموعة من القواعد الرسمية، أو الغير رسمية التي تحکم أي مؤسسة، ولذلک فالانضباط هو السلوک الشخصي للأفراد الذين يريدون أن يتفاقموا مع المعايير التي يقرها النظام والمنظمة للسلوک داخل المنظمة، سواء کانت هذه المعايير اجتماعية أو قانونية، فالانضباط يقابله في اللغة " الانضباط " الذي هو سلوک لا يتوافق مع المعايير وهو خرق للنصوص والقواعد المحددة من قبل النظام^([6]).

    ومما سبق يتضح أن هناک اعمال شغب في المدارس سواء على المستوى العالمي أو على المستوى المحلى وأن تحقيق الانضباط من خلال القهر أو السيطرة الخارجية مسألة لم تعد مقبولة وهذا يستدعى الاهتمام بدراسة العوامل المؤثرة على تحقيق الانضباط المدرسي واقتراح الحلول المناسبة لتحقيق ذلک ^([7]).

  ويمکن صياغة مشکلة الدراسة في سؤال رئيس هو:-

-       ما أهمية الإدارة بالقيم کمدخل لتحقيق الانضباط المدرسي في التعليم الأساسي؟

ويتفرع عن هذا السؤال الرئيسي بعض الأسئلة الفرعية التالية :

1-      ما واقع تطبيق الإدارة بالقيم فى مدارس التعليم الأساسى؟

2-      ما واقع الإنضباط المدرسى فى مدارس التعليم الأساسى؟

3-      ما دور الإدارة بالقيم فى تحقيق الإنضباط المدرسى بمدارس التعليم الأساسى.

4-      ما معوقات تطبيق الإدارة بالقيم بمدارس التعليم الأساسى؟

5-      هل هناک فروق ذات دلالة إحصائية فى آراء المعلمين بمرحلة التعليم الأساسى حول محاور الدراسة حسب متغيراتهم الشخصية والوظيفية ؟

أهداف الدراسة :-

1. التعرف على فلسفة الإدارة بالقيم ومدى فهم وإدراک واقع الإدارة بالقيم في المؤسسات التعليمة.

2. التعرف على معنى الانضباط واهميته في العملية التعليمية.

3. تحديد المتطلبات المتعلقة بالجوانب المختلفة للإدارة بالقيم لتحقيق الانضباط المدرسي.

4. تقديم تصور مقترح لتطبيق اسلوب الإدارة بالقيم کمدخل لتحقيق الانضباط المدرسي.

 أهمية الدراسة :-

للدراسة أهمية نظرية وتطبيقية تتمثل في: -

( أ ) أهمية نظرية :-

-       محاولة تسليط الضوء على کيفية تطبيق مدخل الإدارة بالقيم باعتباره فلسفة إدارية تسعى المؤسسات من خلالها إلى تطوير ادائها وارضاء المستفيدين انطلاقاً من دورها في تنمية العنصر البشرى. الامر الذي يدعونا إلى تفهم أنه أصبح مدخلاً هاماً في کافة المنظمات الخدمية.        

-       أن موضوع الدراسة يتسم بالحداثة ويمثل اتجاهاً رائداً في الإدارة المعاصرة کإحدى الوسائل الأساسية التي تمکن هذه المؤسسات من الحد من أسباب ضعف الانضباط المدرسي والوصول إلى مرحلة التمييز في تحقيق أهدافها.

( ب ) أهمية تطبيقية :-

-       أن موضوع الدراسة يسهم في اقامة علاقات تعاونية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل بين المعلم والطالب.

-       تشير الدراسات إلى أن معرفة القيادات بهذا المدخل يساعدهم في قيادة وعلاج الانضباط المدرسي، وذلک من أجل الحفاظ على سلامة المنظمة.

-       تکتسب هذه الدراسة أهميتها من خلال إمداد المسؤولين ببيانات وتوصيات ومقترحات مستمدة من نتائجها والتي من شأنها أن تؤدى إلى تطوير قيم المنظمة.

الدراسات السابقة:-

أولاً : الدراسات العربيـــة :-

1-      دراسة : بهاء عمار ومحمود بدر ، 2017م ^{( [8] )}.

    بعنوان " رؤية ناقدة حول لائحة الانضباط المدرسى المؤتمر العلمى لنقابة المعلمين " ، هدفت الدراسة إلى التعرف على لائحة الانضباط المدرسى 2016م وتحليل ما جاء بها من إيجابيات وسلبيات وکذلک التعرف على دورها فى تحقيق الانضباط داخل المدارس بجمهورية مصر العربية .

        استخدم الباحثان المنهج الوصفى التحليلى ، وتوصل الباحثان إلى وجود مجموعة من الايجابيات التى ارتبط ظهورها مع اللائحة مثل لجنة الحماية المدرسية وکذلک وجود قصور فى بعض بنود الائحة ، وأوصى الباحثان بضرورة تفعيل دور الإعلام والمؤسسات التربوية الأخرى لمساعدة المدرسة فى تحقيق الانضباط بها.  

2- دراسة: نعمة حسنى ناصر ضحيک ، 2016م ^{( [9] )}.

         بعنوان " درجة ممارسة مديري مدارس وکالة الغوث الدولية بمحافظات غزة للإدارة بالقيم وعلاقتها باتخاذ القرارات التشارکية "،هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على درجة ممارسة مديري مدارس وکالة الغوث الدولية بمحافظات غزة للإدارة بالقيم،وعلاقتها باتخاذ القرارات التشارکية من وجهة نظر معلميهم في ضوء متغيرات الدراسة:(الجنس، المؤهل العلمي، سنوات الخدمة ) .

واستخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وقد توصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: درجة ممارسة مديري مدارس وکالة الغوث بغزة للإدارة بالقيم جاءت بدرجة عالية بوزن نسبى (40_’75 %)، ودرجة مشارکة المعلمين في اتخاذ القرارات جاءت بدرجة عالية کذلک بوزن نسبى (80_’71 %)

        ومن أهم توصيات الدراسة: تعزيز مفهوم الإدارة بالقيم کاتجاه ادارى حديث لدى مديري المدارس من خلال عقد الدورات التدريبية اللازمة التي تشرف عليها الجهات المعنية. ايضاً توسيع قاعدة مشارکة المعلمين في صنع القرارات الإدارية وخاصة فيما يتعلق ببناء الخطة المدرسية والتنمية المهنية والعلاقة مع المجتمع المحلى.

3- دراسة: نايف مفضى الجبور، 2015م ^{( [10] )} .

بعنوان "دور معلمي التربية الرياضية في المدارس الحکومية بالانضباط المدرسي من وجهة نظر المديرين في محافظة العاصمة عمان "

      هدفت هذه الدراسة تعرف دور معلمي التربية الرياضية في المدراس الحکومية بالانضباط المدرسي من وجهة نظر المديرين في محافظة العاصمة عمان.

  وقد توصلت هذه الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: وجود فروق في مستوى الانضباط تعزى لمتغير الخبرة في الدرجة الکلية وکانت تعزى لصالح ( 5 سنوات فأقل ) ومن ( 6- 10 ) سنوات . وتعزى هذه النتيجة إلى أنهم لم يتعرضوا لخبرات مرتبطة بالانضباط المدرسي ولذلک جاء حکمهم مبنياً على خبراتهم القليلة مقارنة مع أصحاب الخبرات الأخرى.

4-          دراسة: محمد براق، 2014م ^{( [11] )}.

بعنوان " التغيير التنظيمي"، مدخل الادارة بالقيم " ، هدفت هذه الدراسة إلى التغيير التنظيمي من خلال الادارة بالقيم کمدخل، حيث تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على مفهوم إدارة التغيير ومدخل إدارة التغيير بالقيم وايضا للتعرف على التغيير بالقيم ونمط إدارة الجودة الشاملة.

    وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: أن تطبيق هذا النموذج لا يعتبر سهلا بسبب: أنه يتطلب قرارات حاسمة وصعبة جدا، تقوم على الاختيار الصحيح أو الصائب أخلاقيا على حساب جنى الارباح السريعة. کما أن مدخل الادارة بالقيم ليس مجرد برنامج للإدارة إنه موقف من الحياة. کما أنه يتوجب على الافراد في إطار الإدارة بالقيم أن يغيروا عاداتهم ونماذج سلوکهم. وان الادارة ليست هي التي تحول الإدارة بالقيم إلى واقع معاش وإنما هم الأفراد.

5- دراسة: هناء عبدالتواب ربيع، 2014م ^{( [12] )}.

بعنوان " متطلبات تطبيق الادارة بالقيم کتوجيه لإدارة الصراع التنظيمي: دراسة من منظور الخدمة الاجتماعية " ، هدفت هذه الدراسة إلى تحديد متطلبات تطبيق مدخل الإدارة بالقيم کتوجيه ادارى لإدارة الصراع.

وقد توصلت هذه الدراسة احصائياً في تحليلها إلى مجموعة من النتائج التالية وهي:

إن استجابات أفراد العينة لدرجة توافر المتطلبات المعرفية لمدخل الإدارة بالقيم جاءت مرتفعة، إن استجابات افراد العينة لدرجة توافر المتطلبات القيمية لمدخل الإدارة بالقيم جاءت مرتفعة حيث أن التعارض بين القيم التنظيمية والقيم الشخصية له تأثير مباشر على سلوک الافراد يؤدى إلى صراع قيمي وتنظيمي مما يقلل الإنتاجية، أن أولى نتائج هذه الدراسة أنّ جزءا هاما من الصراع يرجع إلى الطبيعة البيروقراطية للتنظيم وأول مظاهر هذه البيروقراطية هو مرکزية القرارات.

وکذلک أظهرت نتائج الدراسة أن هناک فروق ذات دلالة احصائية بين أفراد عينة الدراسة من حيث التنوع في متغيرات (الجنس، سنوات الخبرة).

     وقد أوصت هذه الدراسة في مقترحاتها بناء الثقة التنظيمية وتحديد الواجبات والمسؤوليات المناطة بکل مرکز وظيفي أو وحدة تنظيمية والقيم الخاصة بها من خلال التوصيف الوظيفي المحدد والترکيز على جانب العلاقات الإنسانيـة وضـرورة إدراک الإدارة العليـا بالإيجابيـات.

ثانياً : الدراسات الأجنبية:

1-          دراسة: (Nakpodia , 2012) . ^([13])

        بعنوان " Teachers ,disciplinary approaches to students , discipline problems in Nigerian secondary school ., " هدفت إلى تعرف الأساليب التأديبية للطلبة الذين لا ينضبطون في المدارس الثانوية النيجيرية. والتعامل مع مشکلات الانضباط في المدارس النيجيرية البدنية مثل التعليق والعقاب والطرد.

      أظهرت نتائج الدراسة أن مشاکل الانضباط لدى الطلاب قد نمت فى المدارس الثانوية النيجيرية وأنه مع الزيادة الأخيرة فى معدلات الالتحاق بالمدارس برزت مشاکل الانضباط لدى الطلاب وأن هذا يتسبب فى زيادة الأعباء على المعلمين ومديرى المدارس ويؤدى الى ظهور سلسلة من الاضطرابات حيث لوحظ أن الطلاب يلجأون الى الاجراءات غير القانونية فى توجيه شکواهم ، أو بطرق غير حضارية .

2-      دراسة: (Simatwa , 2012) .^([14])

      بعنوان " Management of student discipline in Secondary schools in Kenya , a case study of Bungoma Count " هدفت إلى التحقيق في المخالفات والاساليب المستخدمة من قبل مديري المدارس في إدارة الانضباط للطالب في المدارس الثانوية في مقاطعة بونغوما. واستخدمت الدراسة الاستبانات والمقابلة ووثيقة تحليل لجمع البيانات.

 أظهرت نتائج الدراسة وجود العديد من المخالفات فى المدارس الثانوية وأن مديرى المدارس يستخدمون مجموعة واسعة من أساليب إدارة انضباط الطالب فى المدارس مثل الطرد ، الضرب بالعصا ، العقاب البدنى ، التأنيب ، وغيره . تم التوصل الى أنه لا يمکن انشاء طرق للحفاظ على الانضباط عند الطلاب فى المدراس لأن ذلک يتوقف على البيئة وأدت نتائج الدراسة الى مساعدة واضعى السياسات والتعليم ومديرى المدراس والمعلمين فى تزويدهم مبادئ توجيهية .

3-     دراسة: (Osher , Bear ,Doyle ,Sprague ,2010 .^{( [15])}

    بعنوان " How Can We improve school Discipline ? Educational Researcher"

   هدفت إلى التعرف على ثلاثة أساليب لتحسين ممارسات الانضباط المدرسي وسلوک الطلاب؛ ومستوى المدرسي السلوکي والدعم الإيجابي، والتعلم الاجتماعي والعاطفي، ودراسة الجذور المعرفية والتجريبية والبحثية الداعمة، واقتراح سبل لدمج المناهج، واستخدمت الدراسة المنهج الاستقصائي المعتمد على ثلاثة مناهج لتحسين ممارسات الانضباط المدرسي وسلوک الطلاب.

     أظهرت نتائج الدراسة أن الاسر تلعب دوراً رئيسياً فى تحسين السلوک والمشارکة ، ولکن العائلات غالباً ما تنفر من المدارس وبخاصة آباء الاطفال الذين يعانون من مشاکل سلوکية .

 

4-      دراسة  Elena,2009 ) ) .^([16])

بعنوان " Management by Values as a care tool of HRD during Economic Transition: An Example of Russian Enterprises " هدفت هذه الدراسة إلى تحليل دور الإدارة بالقيم کشرط من شروط التحول الاقتصادي والاجتماعي في روسيا الحديثة. واجريت الدراسة على عدة شرکات روسية من خلال إجراء مقابلات مع مديريها.

   أظهرت نتائج الدراسة أن القيم التنظيمية والأخلاقية تؤثر إيجاباً على تشکيل شخصية الموظف على أولوياته في العمل وهي تشکل الخطوط العريضة الأساسية لتحميل الموظف والمدير مسؤلياتهم نحو المجتمع کل في مکان عمله.

5-  دراسة ( Nimwgan , Soeters , Luijk,2004 ). ^([17])  

       بعنوان "  “ Managing Values and Ethics in an International Banks  هدفت هذه الدراسة إلى فهم ديناميکيات الإدارة بالقيم في قطاع البنوک،.

       أظهرت نتائج الدراسة أن البنوک بشکل عام تمارس أربعة من ابعاد الإدارة بالقيم هي " الاستقامة في التعامل مع الموظفين والعملاء، واحترام العمل والمسؤولية، وتشجيع العمل بروح الفريق، وتشجيع مبدأ الاخلاقية في العمل .

التعليق على الدراسات السابقة :-

-   اتفقت الدراسة الحالية مع دراسة نعمة حسنى ضحيک 2016 فى استخدام المنهج الوصفى کما اتفقت مع دراسة سليمان المزين وسامية اسماعيل 2011 فى استخدام المنهج الوصفى واستخدام الاستبانة کأداة لجمع المعلومات .

-        واختلفت مع دراسة محمد نجيب 2012 فى تطبيقه للدراسة عى محافظة سيناء من حيث طبيعة السکان  حييث استخدم اسلوب دراسة الحالة .

-            اتفقت الدراسة الحالية مع أغلب الدراسات السابقة بضرورة التزام الادارة المدرسية بتعليمات الانضباط المدرسى الخاصة بالطلبة لجميع المراحل التعليمية .

-            يمکن استخلاص بعض النتائج من العرض السابق التي من الممکن الاستفادة منها في تحقيق أهداف الدراسة وذلک على النحو التالي:

-            ضرورة توفير بيئة تعليمية محفزة لتطبيق الإدارة بالقيم.

-            ضرورة مشارکة العمال في تسيير المؤسسة وتحديد أهدافها لظهور قيم تسهم في تدعيم الولاء والانضباط وتحمل المسؤلية والثقة المتبادلة بين ادارة المدرسة ومواردها البشرية من قيم الاعتراف والتقدير للعامل مما يزيد من الشعور بالانتماء والولاء للمدرسة، ويقوى من دافعية الأفراد للأداء.

-            ضرورة تطوير وتنمية مهارات المديرين من خلال التدريب والاطلاع على الاساليب الادارية الحديثة ليستفيدوا منها ما ينسجم مع مجتمعنا وقيمنا وبيئتنا.

-            اکدت بعض الدراسات السابقة على ضرورة تعزيز السلوکيات الايجابية وعلاج السلوکيات السلبية للحد منها .

-            اهتمت الدراسات السابقة وخاصة العربية منها بصياغة مقترحات لتطبيق اسلوب الإدارة بالقيم کمدخل لتحقيق الانضباط المدرسي.

حدود الدراسة :-

1-     الحد الموضوعي : اقتصـرت الدراسـة علـى مفهــوم تطبيـق اسلـوب الإدارة بالقيـم کمـدخـل لتحقيـق الانضـباط المـدرسـي .

2-     الحد البشرى: عينة الدراسة الأساسية من بين معلمى  ومديرى مرحلة التعليم الأساسى بمحافظة أسيوط حيث بلغ عدد العينة الاساسية (800) معلم ومدير.

3-     الحد المکاني: محافظة أسيوط بالإدارات التعليمية ( إدارة أسيوط التعليمية- إدارة القوصية التعليمية- إدارة الفتح التعليمية- إدارة ديروط التعليمية- إدارة ساحل سليم التعليمية – إدارة أبنوب التعليمية) .

منهج الدراسة :-

  تستخدم الدراسة الحالية المنهج الوصفي للإجابة على تساؤلات الدراسة، فالهدف الرئيسى من المنهج الوصفى هو وصف کل ما هو کائن وتحليلة، ووصف العلاقة بين متغيرات الدراسة.

      ويعتبر المنهج الوصفى الأنسب للدراسة الحالية من حيث أنه أدق أنواع المناهج وأکفأها فى التوصل الى حقائق ونتائج دقيقة يوثق بها، وذلک يرجع إلى أنه يعتمد على دراسة الظاهرة کما توجد فى الواقع ويهتم بوصفها وصفاً دقيقاً ويعبر عنها کيفياً بوصفها وبيان خصائصها، وکمياً بإعطائها وصفاً رقمياً من خلال أرقام وجداول توضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة إرتباطها مع الظواهر الأخرى، حيث تم تطبيق أدوات الدراسة، ثم تحليل البيانات إحصائياً وتفسيرها بهدف الوصول إلى وصف علمى ودقيق .

أدوات الدراسة:-

      تستخدم الباحثة الاستبانة کأداة للدراسة موجهة للمعلمين وأخرى موجهة للمديرين (القيادة).

مصطلحات الدراسة:-

1-   الإدارة بالقيم :

الإدارة بالقيم وتعرفها الباحثة بأنها " تلک الإدارة المجردة من الإنحياز وتتسم بالموضوعية والتوجيه السليم والنية الخالصة ، وإتقان العمل والمراقبة المزدوجة الذاتية والخارجية وهي أساس تنظيم السلوک البشرى الفعال الذي يؤدى إلى استثارة الهمم وتفجير الطاقات لإحداث التنمية البشرية المستدامة .

2-    التعليم الأساسي :

تعرفه الباحثة إجرائيًا على أنه " المرحلة التي يشترک فيها جميع التلاميذ وتوفر لهم حد أدني من المعارف والمهارات ، والخبرات التي تمکنهم من مواصلة تعليمهم ومواجهة الحياة وتشمل حلقتين وهما حلقة التعليم الإبتدائى وحلقة التعليم الإعدادى " .

3-   الإنضباط المدرسي :

تعرف الباحثة الانضباط المدرسي بأنه " التزام الطالب بتعليمات المدرسة والسير ذاتياً وفقاً لقوانينها وانظمتها بتوجيه رغباته وتنظيم ميوله ودوافعه للوصول إلى نمو في السلوک الاجتماعي المقبول الذي يتفق مع اهداف التربية والتعليم " .

 

خطوات السير فى الدراسة :-

-       للإجابة عن السؤال الأول:- قامت الباحثة بالاطلاع على الکتب والبحوث والدراسات السابقة والمؤتمرات وغيرها من الادبيات ( المصادر المتاحة ) المرتبطة بموضوع الدراسة لبيان : فلسفة الإدارة بالقيم ومعوقات تطبيقها فى المؤسسات التعليمية. 

-        للإجابة عن السؤال الثانى:- قامت الباحثة بالاطلاع على الکتب والبحوث والدراسات السابقة والمؤتمرات وغيرها من الادبيات ( المصادر المتاحة ) المرتبطة بموضوع الدراسة لبيان : مفهوم الانضباط المدرسي وأهميته فى العملية التعليمة  .

-       للإجابة عن السؤال الثالث:- قامت الباحثة بالاطلاع على الکتب والبحوث والدراسات السابقة والمؤتمرات وغيرها من الادبيات ( المصادر المتاحة ) المرتبطة بموضوع الدراسة لبيان : المتطلبات المتعلقة بالإدارة بالقيم لتحقيق الانضباط المدرسى .

-       للإجابة عن السؤال الرابع:- قامت الباحثة بتقديم تصور مقترح لتطبيق أسلوب الإدارة بالقيم کمدخل لتحقيق الانضباط المدرسي .

إجراءات الدراسة:-

تمثلت خطوات وإجراءات الدراسة الميدانية فيما يلى:

1-      تم جمع المادة التعليمية من کتب وبحوث ودراسات ودوريات محکمة حتى تم إعداد الإطار النظرى الخاص بالدراسة الحالية.

2-      إختارت الباحثة عدد (71) من معلمى ومديري مدارس التعليم الاساسى بالإدارات التعليمية السابق ذکرها بعينة الدراسة لتطبيق أدوات الدراسة الاستطلاعية.

3-      إجراء الدراسة الاستطلاعية للتأکد من ثبات وصدق أدوات الدراسة.

4-      التحقق من الخصائص السيکومترية لإستبانة "الإدارة بالقيم مدخل لتحقيق الإنضباط المدرسى فى مدارس التعليم الأساسى".

5-      بعد الحصول على الموافقة على الاستبانة بصيغتها النهائية قامت الباحثة بتوزيع الاستبانات ومتابعة عملية جمعها، واستکمال تعبئتها متابعة مستمرة، وذلک للحصول على أکبر نسبة من المستجيبين إلى أن حصلت على عدد (800) استبانة صالحة للتحليل واستغرق توزيع الاستبانات وجمعها (45) يومًا.

6-      رصد درجات عينة الدراسة مع وضع خطة لتشفير وتکويد البيانات على برنامج spss v.20، ومن ثم قامت الباحثة بتحليل البيانات واستخراج النتائج.

7-      معالجة البيانات إحصائياً وذلک من خلال الأساليب الإحصائية الملائمة.

8-       إستخلاص التوصيات ذات الصلة بموضوع البحث.

-       وقد ظهر مدخل الإدارة بالقيم ، کمدخل له خطوات ، يهدف إلى إدارة القيم التنظيمية داخل المؤسسة ؛ نتيجة لأهمية القيم والدور الذى تلعبه ، وهي التي عبر عنها بعض الباحثين بالإدارة المعتمدة على القيم أو الإدارة بضمير ، التي تقوم على توجيه أهداف العمل وفق نظام قيمي يتفق عليه جميع العاملين ، ويحتکم إليها في کل قرار يتخذ لضمان استمرار المؤسسة ، ورفع مقدرتها على الأداء والإنجاز المتميز ، ونجاح المؤسسات التعليمية وغير التعليمية, يرجع إلى النظام القيمي الذي تقوم عليه کإستراتيجية عملية تعيد تشکيل ثقافتها ، وتوجه التغيرات نحو رؤية إستراتيجية تتغلب على التعقيدات التنظيمية ، وتسهل احتواء المبادئ الأخلاقية في إستراتيجيات القيادة وأنشطة المؤسسة ، کما تتسـم الإدارة بالقيـم بخصائـص عـديـدة يمکـن إجمـالهـا بـأنهـا تسـاعـد کثيـراً فـي إيجـاد منـاخ مـلائـم لإستثمـار طاقـات العامليـن فـي بيئـة العمـل بعيـداً عـن الضغـوط المهنيـة ، وعوامـل الإحبـاط المتنوعـة ، کما أنهـا تـدفـع بالـرؤساء فـي المنظمة إلى إشـراک العامليـن في الرأي والمشورة واتخاذ القرارات ، بل تسهم بقـدر کبيـر في زيادة انتماء الموظـف ، وترغيبـه فـي أداء عملـه بجـودة عاليـه ، تجعلـه يحتـرم النظـام ويطبقته وفـق الأهـداف المنشـودة  ، وتعـد نظريـة الإدارة بالقيـم رؤيـة حديثـة تفعـل أثـر القيـم فـي الإدارة ، حيث تعتمد الإدارة بالقيم على القيم کأساس لتوجيه ورسم ملامح السلوک الإنساني في الإدارة کما يجب أن توظف القيم على مستوى کـآفـة العمليـات والممارسـات الإداريـة فـي المؤسسـة  ([18]) .  

     کما تعـد الإدارة بالقيم منهجاً مميزاً ومنفرداً بکـل الفضائـل والإيجابيـات التـي تحقـق أعلـى مستـوى مـن الأداء ، وأکفـأ المهـارات مما يـؤدي إلـى تطـور المجتمـع وتقـدمـه ([19])  وأن مفهوم الإدارة بالقيم يرکز على تحديد القيم الإيجابية ، والحـرص علـى ممارستهـا عمليـاً فـي الإدارة ، تلـک القيـم التي تتـرک أثـراً قويـاً فـي تنظيـم العمـل الإدارى وتحـد مـن الصـراع داخـل المـؤسسـة .

 ولکى تحقق الإدارة المدرسية القيم والمبادئ والأخلاق فقد قامت وزارة التربية والتعليم بوضع لائحة للانضباط المدرسى لتحقيـق الانضبـاط الـذاتـى للطـلاب وتقبـل التوجيـهـات والتعليمـات المدرسيـة وإنفاذهـا داخـل المدرسـة وفـى محيطهـا ، وتحديـد مستويـات المخالفـة والاستراتيجيـات الاستباقيـة والعلاجيـة والارشاديـة والتأديبيـة والعقابيـة التـى يجـب اتباعهـا للحـد مـن السلوکيـات السلبيـة داخـل المدرسـة أو خارجهـا ، والبحـث عـن أفضـل السبـل لتطويـر المنـاخ المـدرسـى الايجابـى ، والعمـل داخـل المدرسـة بـروح الفريـق وتدعيـم المسئوليـة الاجتماعيـة والمشـارکـة المجتمعيـة ، کمـا تسعـى وزارة التربيـة والتعليـم إلـى إعـادة الثقـة المتبادلـة بيـن جميـع أطـراف العمليـة التعليميـة بالمـدرسـة مـن خـلال بنـاء شبکـة قويـة مـن العـلاقـات الايجـابيـة تصـون الحقـوق وتضمـن الإلـتزام بالمسئوليات والاختصاصات .

      والانضباط أداة لتهيئة جو مستقر وملائم لانتظام سير العمل اليومى التربوى داخل المدرسة وأداة للتنشئة والتربية وهو يتضمن مجموعة من السياسات الواضحة التى تتضمن مجموعة من التوقعات الخاصة بجميع التلاميذ لتوفير بيئة تعلم آمنة ومنظمة ^{( [20] )}.

      والانضباط شرط أساسى للتدريس والتعليم حيث يحقق للمعلمين تحکماً فى عملية التدريس بفاعلية واکسابهم للعلوم والمعارف ، وهو يسهل الاتصال والتفاعل والعمليات الاجتماعية الجيدة بين الطلاب ومعلميهم وإدارة المدرسة  ^{( [21] )}.      

         ويؤدى الانضباط الى التعاون بين أفراد المجتمع المدرسى لتحقيق أهداف معينة ويؤکد على أهمية التنظيم والتخطيط لإنجاز أى عمل وبدونه تعم الفوضى والعشوائية فى العمل مما ينعکس على أداء التلميذ والمعلم بوجه خاص والمدرسة بوجه عام ^{( [22] )}.

 وقـد کانـت لائحـة للانضبـاط المـدرسـى الصـادرة بقـرار 179 لسنـة 2015م ، کـأحـد المحـاولات لتحقيـق الانضبـاط والتـى وجهـت إليهـا الکثيـر مـن الانتقـادات ولـذلـک تـم إلغائـها ، حتـى صـدر قـرار وزارى بالـرقم 287 لسنـة 2016 م ، بشـأن الانضبـاط المـدرسـى حتـى تساعـد القائميـن علـى الإدارة المـدرسيـة ، وتعينهـم علـى أداء عملهـم فـى تحقيـق النظـام والانضبـاط بـالقـدر والمستـوى الـذيـن يبـرران معطيـات العمـل فـى اتسـاق يضمـن سـلامـة العـلاقـة بيـن المـدرسـة والمتعلـم وولـى الأمـر ، ويضمـن صـلاحيـات تعـزز أهميـة دور المدرسـة وتأثيـر دورهـا التـربـوى وهيبتهـا التعليميـة . 

وتتمثـل أهـداف اللائحـة في ^{( [23] )}:-

1-   توفيـر بيئـة مدرسيـة آمنـة وداعمـة تساعـد الطـلاب علـى تحقيـق النمـو الاجتماعـى والأکاديمى الصحيح، وتساعدهـم فـى اقامـة علاقـات إيجابيـة قائمـة علـى التفاعـل القائـم علـى الاحتـرام المتبـادل مـع الآخـرين .

2-   تعـزيز السلوکيـات الايجابيـة والحـد مـن السلـوکيات السلبيـة التـى تعـرض الطالـب إلى الاجـراءات التأديبيـة تـدعيـم قيـم التسامـح والاحتـرام المتبادل بيـن الادارة المدرسيـة والمعلميـن والطـلاب .

3-   تحقيـق الانضبـاط المدرسـى الفعـال لجميـع المـراحـل التعليميـة .

- مـن خـلال لائحـة الانضبـاط المدرسـى انبعثـت لجنـة الحمايـة المدرسيـة والتـى تتکـون مـن عضويـة کـل مـن مديـر المدرسـة ورئيـس مجلـس الامنـاء ،وأميـن اتحـاد الطـلاب ، وأحـد المعلميـن بالانتخـاب ، والاخصائـى النفسـى بالمدرسـة ، وأمانـة سـر الإخصائـى الاجتماعـى ؛ بهـدف وضـع آليـات واجـراءات للتعامـل مـع المشکـلات السلوکيـة وتعديلهـا للحـد مـن أشکـال الإسـاءة داخـل المؤسسـات التعليميـة.

نتائج الدراسة:-

ومن خلال نتائج التحليل الإحصائى، توصلت الباحثة إلى:

1-  إعتماد إدارة المدرسة على مجموعة من القيم الأساسية کمنطلق لها.

2-  الحرص على بث روح التعاون والثقة والاحترام بين العاملين بالمدرسة.

3-  وضع مجموعة من المبادئ الأخلاقية أثناء ممارسة الأنشطة المدرسية مع العاملين، کأهم ما تمارسة ادارة المدرسة من مبادئ الادارة بالقيم.

4-   وفيما يخص واقع الإنضباط المدرسى فى مدارس التعليم الأساسى، فإحترام التلاميذ شخصية المعلمين بالمدرسة.

5-   حرص المعلمين على متابعة السلوکيات غير المرغوب فيها لدى التلاميذ.

6-  حرص التلاميذ على حضور طابور الصباح.

7-   أهم أدوار الإدارة بالقيم فى تحقيق الإنضباط المدرسى فى إحترام شخصية الطالب ومشاعره ومعتقداته، وتقديم الثواب کتعزيز للسلوک الإيجابى.

8-   مراعاة الفروق الفردية والتنوع بين التلاميذو الإهتمام بالحاجات النفسية والفسيولوجية للتلاميذ.

9-   ضعف المخصصات المالية بإدارات المدرسة لتنظيم الندوات وورش العمل کأبرز معوقات تطبيق الاارة بالقيم  لتحقيق الإنضباط المدرسي.

10-     غياب غياب دعم الإدارة العليا على التقدم بأفکار جديدة لتطوير نظام العمل.

11-     غياب وجود خطة استراتيجية لکيفية تطبيق الإدارة بالقيم،

توصيات الدراسة:-

بناء على ماتوصلت إليه الدراسة الحالية وفى ضوء نتائج التحليل الاحصائى والتى تناولت " دور الإدارة بالقيم کمدخل لتحقيق الإنضباط المدرسى فى مدارس التعليم الأساسى" توصى الدراسة بما يلى:

1-         توفير المخصصات المالية بإدارات المدرسة لتنظيم الندوات وورش العمل .

2-         إشراک أولياء الأمور في وضع البرامج والأنشطة المناسبة لقدرات أبنائهم.

3-         تعديل الاتجاهات السلبية لدى الطلاب والتي تؤثر على تفاعلهم مع المجتمع المدرسي.

4-         تقديم الثواب کتعزيز للسلوک الإيجابى.

5-         مراعاة الفروق الفردية والتنوع بين التلاميذ.

6-         الإلتزام بتفعيل لائحة الإنضباط المدرسى.

7-         تعزيز قنوات الإتصال بين أعضاء المجتمع المدرسي.

8-         الإهتمام من قبل إدارة المدرسة على تدريب المجتمع المدرسي على الإلتزام بلائحة الإنضباط المدرسى.

9-         وضع خطة إستراتيجية لکيفية تطبيق الإدارة بالقيم بمرحلة التعليم الأساسى.

10-     الاهتمام بتدريب القيادات التعليمية العليا على تطبيق محاور الإدارة بالقيم.

11-     إستمرار التوجيه والتدريب المهنى للمعلمين والمديرين داخل المدارس بما يدعم القدرات والمهارات اللازمة لهم لتطبيق الإدارة بالقيم.

12-     التوعيه بأهمية مشارکة التلاميذ وأولياء الأمور فى صنع القرار المدرسي.

13-     تشجيع وتحفيز المعلمين والمديرين على تطبيق الإدارة بالقيم مادياً ومعنوياً.

تصورات مقترحة :-

1-           دراسة ميدانية لبناء برنامج لمعلمى مرحلة التعليم الأساسى العام في ضوء الإدارة بالقيم.

2-           معوقات تطبيق الإدارة بالقيم في مدارس التعليم الأساسي من وجهة نظر مديري المدارس.

3-           تصور مقترح لتطبيق الإدارة بالقيم بمدارس المرحلة التعليم الثانوى.

4-           الإدارة بالقيم وعلاقتها بمستوى الأداء الإداري في ضوء بعض المتغيرات.

5-           متطلبات تفعيل الإدارة بالقيم بمرحلة التعليم الأساسي وآليات تحقيقها.

المراجــــع :-

( أ ) المراجع العربية :

1)        بهاء عمار، محمود بدر،"رؤية ناقدة حول لائحة الانضباط المدسى "،المؤتمر العلمى لنقابة المعلمين وکلية التربية بأسيوط ، مشکلات التعليم فى صعيد مصر ، الواقع والحلول ، جامعة أسيوط، (2017م) .

2)        حصة محمد صادق وآخرون،" تدريب المعلم على اسلوب الادارة بالقيم نموذج نظري مقترح "، کلية التربية – جامعه السلطان قابوس، مج4، 2004 م .

3)        سعد خليل البندارى، " الإدارة والإشراف التربوى "، ط2. الکويت: دار الفالح للنشر والتوزيع، 2010، ص 94.

4)        عصام توفيق قمر،" من لائحة الانضباط المدرسي "، مجلة عالم التربية، السنة17، العدد53، يناير2016م .

5)        علـى بـن صديـق الحکمـى : " سمـات البيئـة المشجعـة علـى الانضبـاط " ، مجلـة المعرفـة ، وزارة المعـارف السعوديـة ،  ع72   ، ربيـع أول ، 1422 ، ص 27 .

6)        فاروق الروسان : " تعديل وبناء السلوک الانسانى " ، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزيع ، عمان ، 2000 م ، ص 56 .

7)        الفريدوفيرلان، مشکلات الانضباط المدرسي في المکسيک، صمت العلوم التعليمية، مجلة مستقبليات، مرکز مطبوعات اليونسکو، القاهرة، ج28،ع4، ديسمبر، 1998 م .

8)        محاسن خلف ، " المنظومة القيمية لکل من المدير الفعال والمدير غير الفعال " ، رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الأردنية ، عمان ، 2011، ص41.

9)        محمد براق، " التغيير التنظيمي"، مدخل الادارة بالقيم " ؛ دراسات - الجزائر، بحوث ومقالات ، 2007م .

10) محمد على عزب، " العوامل المؤثرة في الانضباط المدرسي بين رؤى الواقع              وإمکانيات المواجهة "، مجلة دراسات تربوية واجتماعية، مج13، ع3، يوليو 2007 م .

11)    محمد نجيب عبدالرحمن سلمان، "تحسين إدارة المدرسة الثانوية العامة بمحافظة شمال سيناء بإستخدام مدخل الإدارة بالقيم"، مجلة القراءة والمعرفة – مصر، ع 134،  2012م  .

12)   نايف مفضى نهار الجبور، "دور معلمي التربية الرياضية في المدارس الحکومية بالانضباط المدرسي من وجهة نظر المديرين في محافظة العاصمة عمان، مجلة اسيوط لعلوم وفنون التربية الرياضية – مصر، بحوث ومقالات، ع (41)، ج (1)، 2015م .

13)    نعمة حسنى ناصر ضحيک، وآخرون،" درجة ممارسة مديري مدارس وکالة الغوث           الدولية بمحافظات غزة للإدارة بالقيم وعلاقتها باتخاذ القرارات التشارکية "، رسالة ماجيستير، کلية التربية، الجامعة الاسلامية ( غزة )، فلسطين2016 م  .

14)    هناء عبدالتواب ربيع، " متطلبات تطبيق الادارة بالقيم کتوجيه لإدارة الصراع التنظيمي: دراسة من منظور الخدمة الاجتماعية "، مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الانسانية – مصر، بحوث ومقالات، 2014م.

15)    وزارة التربية والتعليم، القرار الوزاري رقم 278، بتاريخ 19 / 9 / 2016 م، لائحة الانضباط المدرسي .

 ( ب ) المراجع الأجنبية :

1) Elena, Z: Management by Values as a care tool of HRD during Economic Transition: An Example of Russian Enterprises. Human

2) International Banks. International Journal for Cultural Management4(1),.        

3) American Guidance Services , 1996 , discipline strategies , Tough Time for Teacher , circle pioneers , P.12.  

  4) Nakpodia ED (2012) . Teachers ,disciplinary approaches to students , discipline problems in Nigerian secondary school . INGOJ ,5 (6):  .         

 5) Nimwegen, T; & Lujik, H. : Managing Values and Ethics in a

 6) Osher,D. & Bear , G. & Doyle , W. (2010) . How Can We improve school Discipline ? Educational Researcher , 39 (1) .

Resources Development,.

 7) Simatwa, E . (2012) . Management of student discipline in Secondary schools in

8) Kenya , a case study of Bungoma County . Educational Research in Masen University. 3 (2) . .

 

 

Article View: 9,971

PDF Download: 2,603