الخصائص السيکومترية لمقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20) لطلاب کلية التربية بجامعة أسيوط

إعداد

}     المجلد الثامن – العدد التاسع –  أبريل 2020م {

https://dapt.journals.ekb.eg

Your username is: ali_salah790@yahoo.com

Your password is: ztu6y8qupw

المستخلص:

يهدف البحث الحالي إلى التحقق من الخصائص السيکومترية لمقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20) لطلاب کلية التربية بجامعة أسيوط, ولتحقيق هدف              البحث الحالي قامت الباحثة بترجمة وتعريب مقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20) (إعداد Taylor, Bagby & Parker 1994), ثم تطبيقه على عينة الدراسة الاستطلاعية التي بلغ حجمها (160) طالبًا و طالبة من طلاب کلية التربية بأسيوط ممن تراوحت أعمارهم بين (19-22) عامًا , بمتوسط عمري 254,17 شهرًا, وانحراف معياري            1,94, ويبلغ عدد عبارات المقياس (20) فقرة تتبع تدريج ليکرت الخماسي                 (أرفض بشدة , أرفض , محايد , أوافق ,أوافق بشدة) , و قد استخدمت الباحثة التحليل العاملي التوکيدي بعد تطبيق المقياس بواسطة برنامج IBM "Spss" Amos v20؛ للتحقق من صدق البناء الکامن أو التحتي لمقياس تورنتو للألکسيثيميا عن طريق اختيار نموذج العوامل الکامنة، وأظهرت النتائج أن نموذج العوامل الکامنة لمقياس تورنتو للألکسيثيميا  قد حظى على  مؤشرات حسن مطابقة جيدة, وقد بلغت قيمة معامل الثبات للمقياس ککل 0,82 , ولأبعاده الفرعية  0,76, 0,75 , 0,65 على التوالي ,  وهذا يدل على تمتع المقياس بصدق وثبات مرتفعين.

الکلمات المفتاحية: الخصائص السيکومترية, الألکسيثيميا, طلاب کلية التربية.

Abstract:

The current research aims to verify the psychometric properties Toronto Alexithymia Scale (TAS-20) (prepared by: Taylor, Bagby & Parker 1994) for student teachers at Faculty of Education - Assiut University. And, to achieve this aim, the researcher has translated the English version of  (TAS-20) into Arabic. The size of the pilot study sample was (160) student teachers between the age of (19-22) with average age (254.17) months, SD (1.94).The scale consists of (20) items with five point Likert scale responses (Strongly disagree, disagree, neither agree nor disagree, agree, strongly agree).The researcher used Confirmatory Factor Analysis after administering the scale to the pilot study sample by IBM "Spss" Amos v20 to validate the latent structure of (TAS-20). Results showed that the latent factors model of (TAS-20) was fit. Reliability coefficient for the total degree of alexithymia was 0.82. And, for its dimensions was 0.76, 0.75, 0.65 respectively. This proves that (TAS-20) has high levels of validity and reliability.

Keywords: Psychometric Properties, Alexithymia, Student Teachers.

مقدمة:

التعبير عن الانفعالات هو شکل من أشکال السلوک المميز للإنسان            الذي يمکن من خلاله الحکم على شخصيته وقدرته على التواصل مع من حوله,             والتأثير بهم والتعاطف معهم؛ وعلى مدار العِقدين الماضيين کان هناک اهتماماً            علمياً واسعاً بالتنظيم الانفعالي وکيفية الوعي بالانفعالات ووصفها وتمييزها              وضبطها وإلى أي مدى قد يؤثر عدم التنظيم الانفعالي على الصحة النفسية           والجسمية  ( ( Taylor, Bagby & Barker, 1997,30 , حيث أکد بعض              الباحثين على اختلاف أسلوب وصف وتحديد المشاعر والوعي بها من شخص          لآخر, فهناک من يمکنه التعبير عنها لفظياً, وهناک من يواجه صعوبة في            التعبير عنها لفظياً معبراً عنها بالمرض والخوف أو القلق أو الضيق, إذ                  أنهم غير قادرين على وصف ما يمرون به من خبرات انفعالية, وغير قادرين                   على إيجاد الکلمات الضرورية والمناسبة لوصف مشاعرهم ( إيمان عبد الله البنا,             2003, 20؛ 135 Bagby, 2000, &(Taylor, وهذه الحالة توضح                مصطلح الألکسيثيميا (Alexithymia).

وتشير الألکسيثيميا إلى وجود صعوبة في التنظيم الذاتي للانفعالات لدى الأفراد الألکسيثيميين  کما تُعد أحد أبرز عوامل الخطورة للعديد من الاضطرابات النفسية والانفعالية والجسمية. وقد استمد مفهوم الألکسيثيميا جذوره من مجال علم نفس الانفعالات  وعلاقته بالأمراض السيکوسوماتية حيث أن نسبة کبيرة من الأفراد الذين يعانون من أمراض سيکوسوماتية  قد أظهروا صعوبة في القدرة الذاتية على التنظيم الانفعالي.

کما ذکر کل من (Taylor, Ryan & Bagby (1985, 192  خمسة  خصائص ملحوظة للألکسيثيميا  وهي: عدم القدرة على الوعي بالانفعالات وتحديدها ,  عدم القدرة على وصف المشاعر و التعبير عنها لفظياً و کذلک عدم القدرة على إدراک مشاعر الآخرين مما يُفقد الفرد تعاطفهم معه و يزيد من الضغوط النفسية لديه بالإضافة إلى محدودية العلاقات الاجتماعية  , عمليات تخيل مُقيدة:  قصور في عمليات التخيل والتصور أو الافتقار إلى الحياة التخيلية الذي يؤدي بدوره إلى صعوبة فهم وتعديل الانفعالات, نمط تفکير متوجه للخارج: الانشغال بتفاصيل الأمور الخارجية والأحداث الموجودة في البيئة  والاعتماد على خبرات الآخرين بدلاً من التطلع إلى الذات والتفکير بشأن المشاعر والانفعالات والخبرات الداخلية , صعوبة في  التمييز بين  الانفعالات وما ينتج عنها من أحاسيس جسدية أي صعوبة التعبير عن الانفعالات باستخدام            لغة الجسد.

ويرکز البحث الحالي على فئة الشباب الجامعي – وخصوصا الطلاب المعلمين-  لما لها من أهمية کبيرة فهي أمل کل أمة وأداة تطورها وتقدمها , وإن ظهور الألکسيثيميا  لديهم يمثل عائق  يحول دون حرکة التقدم والإنتاج والتنمية للمجتمع ؛ لما يترتب عليها    من مشکلات نفسية وجسمية واجتماعية واقتصادية حيث أکدت دراسة نسيمة داود   (2016) على وجود علاقة ارتباطية قوية بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدني  للأفراد وبين المعدلات المرتفعة للألکسيثيميا  لديهم , وفيما يتعلق بمعدل انتشار الألکسيثيميا  بين طلاب الجامعة  فقد قام فقد قام حسين الخولي وآخرون(2020)  Hussein Elkholy et al.(2020) بدراسة هدفت إلى الکشف عن معدل انتشار الألکسيثيميا وعلاقتها بإدمان الهاتف الذکي لدى عينة من طلاب جامعة عين شمس, وبلغ حجم عينة الدراسة 200 طالب وطالبة من مختلف التخصصات, وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن معدل انتشار الألکسيثيميا قد بلغ 22% من حجم العينة, وأن حوالي ثلث العينة 32,5 % يعانون من إدمان الهاتف الذکي, ووجود علاقة ارتباطية قوية بين الألکسيثيميا وإدمان الهاتف الذکي.

 ولذلک تسعى الباحثة في البحث الحالي إلى التحقق من الخصائص         السيکومترية  لمقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20) لطلاب کلية التربية بجامعة أسيوط, لمعرفة مدى ملائمة هذا المقياس مع طبيعة وخصائص عينة الدراسة من الطلاب المعلمين, والتأکد من استخدامه کأداة لقياس و تشخيص الألکسيثيميا لديهم ؛ للمساهمة         في حصر هذه المشکلة بين مجتمع طلاب الجامعة عمومًا, وطلاب کلية التربية على وجه الخصوص, ومعرفة أسبابها, وکيفية التعامل معها, والحد من انتشارها.

مشکلة الدراسة:

يشير Sago & Babic (2019, 75-76) إلى أنه منذ تقديم مفهوم الألکسيثيميا على يد Sifinoes  کبناء مترابط و متعدد الأبعاد , اهتم العديد من الباحثين بتطوير أدوات لقياس و تشخيص الألکسيثيميا تتسم بثبات و صدق مرتفعين, وقد ظهرت العديد من تلک الأدوات التي تنوعت ما بين مقاييس التقرير الذاتيSelf-report Scales , واستبيانات التقدير الملاحظ من قبل الآخرين أو مقاييس الملاحظة الشخصية Observer-ratingScales , والاختبارات الإسقاطية Projective Techniques.

وتعتمد مقاييس التقرير الذاتي في قياس الألکسيثيميا على أنها سمة من سمات الشخصية حيث يستجيب المفحوص بنفسه عن ذاته, وتتضمن وجود قصور في تحديد ووصف المشاعر والانفعالات, ومحدودية التخيل, والتفکير الموجه توجه خارجي           أکثر  منه داخلي, ويُعتبر مقياس تورنتو للألکسيثيميا Toronto Alexithymia Scale (TAS-20) Taylor et al.,1994)) أشهر هذه المقاييس وأکثرها استخدامًا على  مستوى العالم حيث أشارت دراسة Taylor et al.(2003, 277) إلى أنه تمت ترجمة هذا المقياس إلى حوالي 18 لغة مختلفة حول العالم و تم استخدامه في أکثر من 19 دولة بعد أثبت صدقه وثباته في مختلف الثقافات واللغات؛ کما توجد مقاييس أخرى من هذا النوع            مثل: مقياس شالينج وسيفينوس للشخصية  (SSPS)(Sifinoes & Apfel,1979)   Shalling -Sifinoes Personality Scale, ومقياس الألکسيثيميا المنقح  الخاص بقائمة مينسوتا للشخصية متعددة الجوانب Minnesota Multiphasic Personality Inventory Alexithymia scale (MMPI-A) (Kleiger  &Kinsman, 1980), ومقياس بيرموند وفورست للألکسيثيميا Bermond-Vorst Alexithymia Scale (BVAQ) (Vorst & Bermond, 2001).

أما مقاييس الملاحظة الشخصية فتعتمد في قياس الألکسيثيميا على            سؤال بعض الأفراد القادرين على تحديد الکفاءات الانفعالية لدى المستهدفين للتقييم,   وکذلک من خلال تقديرات الفرد لنفسه من خلال التقرير الذاتي, فهي مقاييس              تعتمد على ردود أفعال المفحوصين مثل: مقياس ردود آثار الألکسيثيميا    Alexithymia Provoked Response Questionnaire (APRQ) (Krystal et al.,1986) , واستبيان المُلاحِظ للألکسيثيميا Observer Alexithymia Scale (OAS) (Havilland et al., 2000), حيث يتم استخدامها مع الفرد المصاب بالألکسيثيميا بتوجيه               الأسئلة له أو  لأقارب و معارف الأفراد الألکسيثيميين Timoney & Holder, 2013, 18-29)).

وبالنسبة للاختبارات والأساليب الإسقاطية في تشخيصها للألکسيثيميا فيشير
Sharon & Padmakumari ( 2014,108) أن من أهم تلک الاختبارات:  اختبار الرورشاخ لبقع الحبر Rorschach Ink Blot Test, واختبار التات أو تفهم الموضوع Thematic Apperception Test , حيث تم استخدامها للکشف عن مؤشرات ظهور الألکسيثيميا, ومن تلک المؤشرات : نقص القدرة على التخيل, والافتقار إلى الابتکارية, وضعف في عمليات الترميز, وقصور في التنظيم الانفعالي, وانخفاض في التفکير الحسي, واستخدام محدود للألوان نظرًا لانخفاض القدرة على التمييز بينها.

 کما يضيف ( Chahraoui et al. (2015, 201أن نتائج تشخيص الألکسيثيميا باستخدام اختبار الرورشاخ أوضحت الافتقار إلى الجدة والأصالة والمرونة, والجمود في التفکير والسلوک, والمنظور النمطي والرؤية الأحادية للأشخاص والأشياء, وانخفاض التمثيلات العقلية المعرفية , وفقر الخبرات الذاتية.

ومن خلال العرض السابق نرى أن قياس وتشخيص الألکسيثيميا قد تنوع ما بين طرق القياس الکمي کما في مقاييس التقرير الذاتي ومقاييس الملاحظة الشخصية,   والقياس الکيفي کما في الاختبارات والأساليب الإسقاطية , إلا أن طرق القياس الکمي  هي الأکثر استخدامًا وخصوصًا المقاييس التي تعتمد على التقرير الذاتي في القياس  والتشخيص , والتي من أشهرها وأکثرها استخدامًا مقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20), و ذلک لقلة عدد فقراته وتمتعه بمعدلات صدق و ثبات مرتفعة حيث بلغ معامل ثبات ألفا کرونباک في دراسة  Bagby et al., (1994, 30) للمقياس ککل 0,81 , ولأبعاده الفرعية 0,78, 0,75 , 0,66 على التوالي بينما بلغ معامل ثبات المقياس ککل بطريقة إعادة الاختبار 0,77.

ولذلک  يهدف البحث الحالي إلى التحقق من الخصائص السيکومترية لمقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20) لطلاب کلية التربية بجامعة أسيوط بعد أن قامت الباحثة بترجمته وتعريبه, لمعرفة مدى ملائمة هذا المقياس مع طبيعة وخصائص عينة الدراسة من الطلاب المعلمين, ولذلک تحددت مشکلة البحث في الإجابة عن السؤال التالي:

1- ما الخصائص السيکومترية (الصدق, و الثبات) لمقياس تورنتو للألکسيثيميا              (TAS-20) لدى عينة من طلاب کلية التربية بأسيوط؟

أهداف الدراسة: 

تهدف الدراسة الحالية إلى:

1- التعرف على الخصائص السيکومترية (الصدق, و الثبات) لمقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20) لدى عينة من طلاب کلية التربية بأسيوط.

أهمية الدراسة

          تکتسب هذه الدراسة أهميتها من تطوير أداة لقياس متغير الألکسيثيميا لتناسب ثقافة الطلاب المعلمين ومستواهم الفکري وخصائصهم النفسية, وبالتالي يمکن التعرف           من خلالها على حدة هذه المشکلة ومدى انتشارها بين الطلاب المعلمين بکلية        التربية بأسيوط.

مصطلحات الدراسة

الألکسيثيميا  Alexithymia  :

          تُعرف الألکسيثيميا إجرائيًا على أنها: "سمة شخصية ذات خصائص وجدانية ومعرفية تتميز بصعوبة تحديد ووصف المشاعر والانفعالات لدى الشخص نفسه وکذلک الآخرين ونمط معرفي يتميز بتوجه خارجي, وهذه الخصائص المعرفية والانفعالية          تعکس  القصور في المعالجة المعرفية للمعلومات الانفعالية و تنظيم الانفعالات ",  وتُقاس من خلال الدرجة التي يحصل عليها الطالب المعلم على مقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20)  المستخدم في الدراسة الحالية.

عينة الدراسة

تکونت عينة الدراسة الاستطلاعية من (160) طالبًا و طالبة من طلاب کلية التربية بأسيوط ممن تراوحت أعمارهم بين (19-22) عامًا , بمتوسط عمري 254,17 شهرًا, وانحراف معياري 1,94, ويوضح جدول (1) الخصائص الديموجرافية لأفراد              الدراسة الاستطلاعية.

جدول (1)

الخصائص الديموجرافية لأفراد الدراسة الاستطلاعية (ن = 160)

أداة الدراسة:

مقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20)

أ-بنية المقياس:

يعد مقياس تورنتو للألکسيثيميا   Toronto Alexithymia Scale (TAS-20) إعداد Taylor, Bagby & Parker (1994) )ترجمة  وتعريب الباحثة( أحد مقاييس التقرير الذاتي المستخدمة في قياس الألکسيثيميا, حيث يتکون من (20) عبارة موزعة        على ثلاثة أبعاد وهي : " صعوبة تحديد المشاعر"  ويشير إلىنقص قدرة الفرد على تحديد مشاعره والتمييز بينها وبين الإحساسات الجسدية المصاحبة للاستثارة الانفعالية, أما البعد الثاني وهو "صعوبة وصف المشاعر " يشير إلى نقص قدرة الفرد على التعبير عن مشاعره بشکل لفظي أو غير لفظي لنفسه وللآخرين, بينما يشير البعد الثالث وهو             " التفکير المتوجه خارجيًا"  إلى  نقص قدرة الفرد على تأمل أفکاره ومشاعره الذاتية     والاعتماد على خبراته دون الاعتماد على أفکار وخبرات الآخرين, ويوضح  جدول (2) توزيع عبارات المقياس على أبعاده الثلاثة مع بيان العبارات الإيجابية والسلبية                   في کل بعد.

جدول (2)

توزيع عبارات مقياس تورنتو للألکسيثيميا على الأبعاد و بيان العبارات الإيجابية والسلبية لکل بعد

 (*) العبارات السلبية بالمقياس طبقًا لکل بعد

ولکل عبارة خمسة بدائل  تصحح على متصل من خمس نقاط              لتدريج ليکرت الخماسي, وقد تمت صياغة البنود على شکل عبارات إيجابية وأخرى           سلبية , بواقع (15) عبارة ايجابية و (5) عبارات سلبية ( 4, 5, 10, 18, 19) ,          ويعبر الحد الأعلى (سقف المقياس) ودرجته (100) عن ارتفاع الألکسيثيميا  بينما          يعبر الحد الأدنى ( أرضية المقياس) ودرجته (20) عن انخفاض الألکسيثيميا  , ويتم تقدير درجة المفحوص على المقياس من خلال إجابته على المتصل خماسي            التدريج وهو ( أرفض بشدة, أرفض, محايد, أوافق, أوافق بشدة ) بحيث تعطى            الدرجات ( 1 ، 2، 3 ، 4، 5 ) في حالة العبارات الإيجابية والعکس في حالة          العبارات السلبية.

ب-کفاءة مقياس تورتنو للألکسيثيميا (TAS-20) في الدراسة الحالية(نتائج الدراسة):

(1)الصدق Validity

اعتمدت الباحثة في حساب صدق المقياس على ما يلي:

(أ‌)  الصدق المنطقي (صدق المحکمين) Logical Validity

بعد أن قامت الباحثة بترجمة المقياس إلى اللغة العربية, تم عرضه على السادة أعضاء هيئة التدريس المختصين باللغة الإنجليزية لترجمته إلى اللغة الانجليزية لمعرفة مدى ملائمة الترجمة  العربية للمقياس مع نسخته الإنجليزية , وبعد التحقق من ترجمة العبارات وصحتها ودقتها تم عرض المقياس بعد تعريبه على مجموعة من السادة المحکمين المتخصصين في مجال علم النفس والصحة النفسية  ؛ للحکم على عبارات المقياس من حيث: مناسبة العبارات للمفهوم المراد قياسه, ومدى انتماء کل عبارة للبُعد الذي تنتمي إليه من حيث صياغتها ومضمونها, وکذلک مدى مناسبة صياغة العبارات لخصائص المشارکين بالدراسة من طلاب کلية التربية بأسيوط, وإجراء التعديلات المناسبة حتى يصبح المقياس صالح لتطبيقه, و يوضح جدول (3) بعض العبارات التي تم          تعديل صياغتها.

جدول (3)

العبارات التي تم تعديل صياغتها لمقياس تورنتو للألکسيثيميا

      وفي ضوء آراء المحکمين تم تعديل صياغة (5) عبارات لتتناسب بعد تعديل صياغتها مع خصائص المشارکين بالدراسة من طلاب کلية التربية بأسيوط.

- ثم قامت الباحثة بتطبيق المقياس على عينة الدراسة الاستطلاعية (160) طالب   وطالبة من طلاب کلية التربية بأسيوط , وذلک لمعرفة وضوح العبارات وفهم           تعليمات المقياس, وأثناء التطبيق اتضح للباحثة وضوح العبارات والتعليمات,          وبذلک يتحقق صدق المحکمين أو الصدق المنطقي.

وللتأکد من اتساق المقياس داخليًا قامت الباحثة بحساب معاملات الارتباط             بين درجة کل عبارة من عبارات المقياس والبعد الذي تنتمي إليه وکذلک            معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات المقياس ودرجة المقياس           الکلية بعد تطبيق المقياس على العينة الاستطلاعية, ويوضح جدول (4)                        معاملات الارتباط.

جدول (4)

معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات مقياس تورنتو للألکسيثيميا
 والبعد الذي تنتمي إليه والارتباط بالدرجة الکلية

* * دال عند مستوى 0,01

    يتضح من جدول (4) أن جميع معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة ودرجة  البعد الذي تنتمي إليه والدرجة الکلية لمقياس تورنتو للألکسيثيميا دالة عند مستوى 0,01, وبهذا يصبح المقياس في صورته النهائية يتکون من (20) عبارة.

(ب) الصدق العاملي Factorial Validity:

قام مُعدوا ومُقننوا المقياس بحساب صدق مقياس تورنتو للألکسيثيميا بعدة طرق منها صدق المحتوى، والصدق التلازمي، واتضح أن المقياس يتمتع بقدر عالٍ من الصدق.

وفي الدراسة الحالية قامت الباحثة بحساب صدق المقياس باستخدام التحليل العاملي التوکيدي Confirmatory Factor Analysis  بعد تطبيق المقياس في صورته الأولية على الأفراد المشارکين بالدراسة الاستطلاعية والبالغ قوامها  (160 طالباً وطالبة ) بواسطة برنامج IBM "Spss" Amos v20؛ للتحقق من صدق البناء الکامن أو التحتي لمقياس تورنتو للألکسيثيميا عن طريق اختيار نموذج العوامل الکامنة، حيث تم افتراض أن العوامل المشاهدة Observed Factors للألکسيثيميا تنتظم حول ثلاثة عوامل              کامنة  Three Latent Factors وهي: صعوبة تحديد المشاعر, وصعوبة وصف المشاعر, والتفکير المتوجه خارجيًا, ويوضح شکل (1) نموذج العوامل الکامنة لمقياس تورنتو للألکسيثيميا.

شکل (1)

نموذج العوامل الکامنة لمقياس تورنتو للألکسيثيميا

وقد حظي نموذج العوامل الکامنة لمقياس تورنتو للألکسيثيميا على مؤشرات حسن مطابقة جيدة، حيث إن قيمة کا ²غير دالة إحصائياً، وقيمة مؤشر الصدق الزائف المتوقع للنموذج الحالي أقل من نظيرتها للنموذج المشبع، وأن قيم بقية المؤشرات وقعت في المدى المثالي لکل مؤشر (^*)؛ مما يدل على مطابقة النموذج الجيدة للبيانات موضع                 الاختبار، ويوضح جدول (5) مؤشرات حسن المطابقة لنموذج العوامل الکامنة لمقياس تورنتو للألکسيثيميا.

جدول (5)

مؤشرات حسن المطابقة لنموذج العوامل الکامنة لمقياس تورنتو للألکسيثيميا

( ن =160)

يتضح من جدول (5) أن النموذج المقترح قد جاء متطابقاً مع البيانات في ضوء العديد من المؤشرات ومنها مؤشر کا ²  Chi- Square (156.782 )،  ومؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI)  (0.849) ومؤشر حسن المطابقة المصحح Adjusted Goodness of Fit Index ((AGFI (0.921)، ومؤشر  المطابقة المعياري (Incremental  Fit  Indexes  (NFI (0.921)، ومؤشر          المطابقة  المقارن Comparative Fit Index (CFI) (0.841)، ومؤشر المطابقة النسبي Relative  Fit  Index  (RFI) (0.892)، ومؤشر المطابقة التزايدي (Incremental  Fit  Index  (IFI (0.857)، ومؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب Root Mean Square Error  of Approximation (RMSEA) (0.037).

(2) الثبات Reliabilty :

-  طريقة ألفا کرونباکAlpha Cronbach Method  :

          استخدمت الباحثة معادلة ألفا کرونباک (صفوت فرج, 2007, 327), وهي  معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات الاختبار, و بلغت قيمة معامل ثبات المقياس 0,82 , وهي دالة عند مستوى 0,01 , وهي قيمة مرتفعة تدل على ثبات المقياس, ويوضح جدول (6) قيم معامل ثبات المقياس وأبعاده.

جدول (6)

قيم معامل ثبات ألفا کرونباک لمقياس تورنتو للألکسيثيميا

وأبعاده (ن  = 160)

* * دال عند مستوى 0,01

          يتضح من جدول (6) أن معاملات ثبات المقياس وأبعاده مرتفعة, مما يشير إلى درجة عالية من الثبات للمقياس ککل وأبعاده.

تعليق على نتائج البحث:

استخدمت الباحثة التحليل العاملي التوکيدي بعد تطبيق المقياس بواسطة برنامج IBM "Spss" Amos v20؛ للتحقق من صدق البناء الکامن أو التحتي لمقياس تورنتو للألکسيثيميا عن طريق اختيار نموذج العوامل الکامنة، وأظهرت النتائج أن نموذج العوامل الکامنة لمقياس تورنتو للألکسيثيميا قد حظى على مؤشرات حسن مطابقة جيدة,  وللتحقق من الاتساق الداخلي للمقياس تم استخدام معاملات الارتباط , وأوضحت النتائج أن جميع معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة ودرجة  البعد الذي تنتمي إليه والدرجة الکلية لمقياس تورنتو للألکسيثيميا دالة عند مستوى 0,01, وللتحقق من ثبات المقياس تم استخدام معامل ثبات ألفا کرونباک , وقد بلغت قيمة معامل الثبات للمقياس ککل 0,82 , ولأبعاده الفرعية 0,76, 0,75 , 0,65 على التوالي, وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بمستويات مرتفعة من الصدق والثبات.

ومما سبق يتضح أن مقياس تورنتو للألکسيثيميا (TAS-20) والذي قامت الباحثة بترجمته واستخدامه  في الدراسة الحالية, يتمتع بخصائص سيکومترية مقبولة, مما يجعل هذا المقياس صالح للتطبيق في البيئة العربية, و يلائم طبيعة وخصائص الطلاب المعلمين عينة الدراسة بکلية التربية بأسيوط.