الأمل والمرونة النفسية وعلاقتهما بالضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية لأمهات أطفال طيف التوحد المدمجين في مدارس التعليم العام بأسيوط

الأمل والمرونة النفسية وعلاقتهما بالضغوط المدرکة

لأحداث الحياة اليومية لأمهات أطفال طيف التوحد المدمجين

في مدارس التعليم العام بأسيوط

إعداد

يثرب محمد عبد المعتمد عبد المولي

إخصائي اجتماعي  بمدرسة دار الأرقم بأسيوط

}     المجلد الثامن – العدد التاسع –  أبريل 2020م {

https://dapt.journals.ekb.eg

Your username is: ali_salah790@yahoo.com

Your password is: ztu6y8qupw

مستخلص الدراسة :

هدفت الدراسة للتعرف علي الأمل والمرونة النفسية وعلاقتهما بالضغوط المدرکة لأمهات أطفال طيف التوحد المدمجين في مدارس التعليم العام ،أجريت الدراسة علي عينة مکونة من (60) أم ،(30) أم لأطفال ذوي اضطراب طيف توحد ، (30) أم لأطفال عاديين ، تتراوح أعمارهم بين 25-45 عام ، وتم تطبيق أدوات الدراسة التي تشمل علي (مقياس الأمل ، مقياس المرونة النفسية ، مقياس الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية) وتوصلت النتائج الي: وجود فروق ذات دلاله إحصائية بين أمهات الأطفال العاديين وأمهات الأطفال لطيف التوحد لصالح أمهات أطفال العاديين علي مقياس الأمل ، کما أشارت النتائج إلي وجود فروق ذات دلاله إحصائية بين أمهات الأطفال العاديين وأمهات الأطفال لطيف التوحد لصالح أمهات أطفال العاديين علي مقياس المرونة النفسية ، ووجود فروق ذات دلالاه إحصائية بين أمهات الأطفال العاديين وأمهات الأطفال لطيف التوحد علي مقياس الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية لصالح أمهات أطفال طيف التوحد ، وجود علاقة ارتباطيه موجبة بين الضغوط المدرکة وابعدها والأمل وأبعاده لدي عينة أمهات أطفال العاديين، ووجود علاقة ارتباطيه موجبة بين الضغوط المدرکة وابعدها والمرونة النفسية  وأبعادها لدي عينة أمهات أطفال العاديين.

الکلمات المفتاحية : الأمل - المرونة النفسية - الضغوط المدرکة - طيف التوحد .

Abstract:

The present study aimed to identify  the relationship between hope, psychological resilience and stressful daily life events for mothers of autistic Children included at general education schools in Assiut, The study was conducted on a sample of ( 60 ) mothers , (30) mothers of children with autism spectrum disorder , (30) mothers of normal children , Their ages were from 25 to 45 years. The Hope Scale,  the Psychological Resilience Scale , and the Perceived Stress Scale were applied to them. The results have showed that there are differences between normal children mothers and mothers of autistic children in hope scale favor of normal children mothers, Also, the study results indicated that there are differences between normal children mothers and mothers of autistic children in the Psychological Resilience scale favor of normal children mothers, Also, the study result indicated that there are differences between normal children mothers and mothers of autistic children in the Perceived Stress Scale in favor of mothers of autistic children .In addition, results indicated the existence of a positive correlation  between the Perceived Stress and its dimensions and hope  and its dimensions in favor of normal children mothers,  and the existence of a positive correlation relationship between the Perceived Stress and its dimensions and Psychological Resilience  in favor of normal children mother.

Key words: hope - psychological resilience - perceived stress - autism spectrum.

أولاً :المقدمة

رغم تعدد مصادر الضغوط وتنوعها تبقي إصابة أحد افراد الأسرة بأحد الاضطرابات من العوامل النفسية والاجتماعية المسببة للضغط وقد حظيت الضغوط النفسية الناجمة عن الإعاقة باهتمام العديد من الباحثين لأنه غالبا ما تمتد الإعاقة إلي أبعد من الفرد لتشمل الأسرة، وتکون الأم بوجه خاص هي المتکفل الأول برعاية الطفل وتحديدا إذا کان مصابا بطيف التوحد لأنها من اعقد الاضطرابات وأصعبها لما تتسم به من الانغلاق والنمطية ، ولما تطلبه من رعاية خاصة وتکفل مستمر هذا ما يجعل الأم في حيرة دائمة بين المسئوليات الملقاة علي عاتقها وبين الاهتمام الزائد بأبنها واضطرارها في الکثير من الاحيان الي التنازل عن أشياء والتضحية بأشياء أخري من أجل تحصيل نوع من التوافق الأسري (خديجة مسعود محمد ،2015، 39).

يعاني الوالدان من بعض الضغوط المتعلقة بوجود طفل ذي اضطراب طيف التوحد ومنها ضغوط متعلقة بالمشکلات المعرفية للطفل المعوق ، وتتضمن توتر الوالدين بسبب صعوبة الفهم والانتباه ، ونقصان الدافعية لدي طفلهم ذوي اضطراب طيف التوحد، وعجز في قدرته علي التکيف مع المحطين، ضغوط متعلقة بمشکلات الأداء السلوکي للطفل، وهي السلوکيات النمطية واضطرابات النمو واضطرابات الأکل لدي الاطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، ضغوط متعلقة بتحمل اعباء الطفل المادية ، حيث يؤثر الطفل المعاق علي الاوضاع الاقتصادية للأسرة لأنه يحتاج الي الرعاية الطبية ،والي ادوية ،عمليات ،ومراکز طبية متخصصة بالإضافة الي مراکز رعاية اجتماعية ونفسية , ضغوط متعلقة بالمشکلات الأسرية والاجتماعية، حيث تسوء العلاقات بين الوالدين وبعضهما البعض بسبب الأعباء الملقاة علي عاتقهما، وتزداد حالات التوتر والمنازعات والخلافات داخل الاسرة وقصور قدرة أعضاء الأسرة علي إدارة الانفعالات ، ضغوط نفسية متعلقة بالأسرة : حيث تعاني الأم التي لديها طفل توحدي من الاکتئاب نتيجة القصور في التفاعل مع الطفل ، بالإضافة الي سيطرة الأفکار السلبية بانها غير قادرة علي تلبية احتياجات طفلها ومحاولة تجنب التغير أو إنهاء الافکار أو المشاعر او الذکريات غير المرغوبة المرتبطة بوجود طفل توحدي داخل الاسرة (أسامة فاروق، السيد کامل الشربيني،2011 ).

اتجه علماء النفس في الآونة الأخيرة إلي البحث عن المتغيرات الواقعية التي يمکن أن تخفف أو تقي أو تعدل من الاَثار السلبية للضغوط النفسية ، وهناک تزايد في الوقت الحالي للترکيز علي المتغيرات النفسية والاجتماعية التي تتوسط العلاقة بين الضغوط النفسية وبين المرض الجسمي والنفسي ، بهدف تحقيق الصحة النفسية للأفراد والمجتمع الذي يعيشون فيه ، وهذه المتغيرات الواقية قد تکون متغيرات نفسية أو اجتماعية (Rutter,1990,187) .

وسوف تهتم الدراسة الحالية بمتغيرين من هذه المتغيرات الواقية وهما الأمل والمرونة النفسية في علاقتهما بالضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية لأمهات أطفال طيف التوحد ، حيث تشير البحوث في مجال علم النفس والصحة النفسية والتي أکدت بمحملها علي أن الضغوط النفسية لأحداث الحياة اليومية لأمهات أطفال طيف التوحد من المشاکل المهمة التي تعبر عن حاجة الأسرة بوجه عام والأم بوجه خاص بأن يکون لديها قدر کبير من الأمل ، الذي يعتبر جسر تعبر من خلاله الي تقبل الاشياء التي لا يمکن تغيرها ، والقدرة علي استعادة التوازن بعد فقدها القدرة علي تحمل التحديات والضغوط دون الاستسلام لها، والقدرة علي التوغل في المصادر الداخلية للقوة، القدرة علي إيجاد استراتيجيات فعالة لحل المشکلات ، وزيادة التوقع الإيجابي للأحداث اليومية.

حيث يتکون الأمل من وجه نظر  Snyder, (2002,p235)ثلاث مکونات وهي: (1) التفکير المرتبط بالأهداف goals thinking : إن نظرية الأمل تقوم علي أهمية وضرورية الأهداف في حياتنا اليومية ، لذا فان خطوة تحديد الاهداف هي خطوة هامة حيث لابد أن تکون واضحة ومحددة وليست غامضة، بالإضافة إلي أنه يمکن تحقيقها ،فالأفضل عند التفکير في الأهداف أن يتم تجزئتها للوصول إلي الهدف النهائي المنشود ، وفي سيرنا لتحقيق الهدف المنشود نمر بما نسميه "رحلة الامل Hope Trip " الهدف من وراء ذلک هو أن يکون في استطاعة الفرد تحقيق أکر قدر من النجاح والرضا في تلک الرحلة مما يشعره بإحراز التقدم في حياته ، (2) التفکير المرتبط بالطرق والسبل thinkingPathways: وهو يعکس إدراک الفرد لقدراته علي تحديد الاسس المعرفية للأهداف الفرعية المرغوبة ، حيث تتجسد تلک الاسس في خطط واستراتيجيات للوصول إلي الاهداف المنشودة، (3) التفکير المرتبط بالقدرة علي أداء الفعل Agency  أو الارادة will : وهو إدراک الفرد لقدراته ودافعيته لاستخدام تلک الخطط  والاستراتيجيات في تحقيق الاهداف. في حالة الافتقار إلي أي من تلک المکونات المعرفية السابقة فإن الافراد سوف يتعثرون في الوصول لأهدافهم .

کما تمثل المرونة النفسية psychological Resilience السبيل لتجنب المخاطر، وما يحتويه من مقومات يأتي في صدارتها القدرة علي التعافي من المحن والشدائد ، ويستدل علي وجود المرونة في توافر شرطين أساسيين، فلکي نعرف الشخص بأنه مرن ، علينا أولاً أن نحکم عليه بأنه "يعمل جيداً أو أفضل من الجيد " ثانياً أن يکون هناک ظروفا معيقة تمثل للنتائج الجيدة ، وتستمد المرونة النفسية من ثلاثة مصـادر تتمثل في: الدعم الخارجي الذي حافظ على استمرارية المرونة، القوة الداخلية / الذاتية التي تتکون مع مرور الوقت، وامتلاک مهارة حـل المشکلات التي تساعـد الفـردة  علي مواجه المحن والشدائد (عفاف محمد  جعيص،2015).

وعليه فأن الباحثة تسعي للکشف عن دور کل من الأمل والمرونة النفسية لدي عينة من أمهات أطفال طيف التوحد المدمجين وتأثيرها علي الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية التي يتعرضون لها في ظل إعاقة أطفالهم.

ثانياً: مشکلة الدراسة

تبلورت مشکلة الدراسة في إطارها العام من خلال ملاحظة الباحثة أثناء عملها کإخصائيةاجتماعية من معاناة کثير من أمهات أطفال ذوي طيف التوحد المدمجين مع أقرانهم في مدارس التعليم العام نتيجة لخوفهم من المستقبل المجهول لأبناهم ، وعدم قبول أو سخرية بعض الأطفال الأسوياء لأبنهم طيف التوحد ، وبعض المعلمين غير المؤهلين للتعامل مع طفلهم ، مما أدي الي الشعور بحالة من اليأس والضيق والتوتر وتوجهات سلبية نحو مستقبل أبنائهم.

تري الباحثة أنه يمکن القول بأن مشکلة الدراسة الحالية تتحدد في الإجابة علي التساؤلات التالية :

1-    ما الفروق بين أمهات أطفال طيف التوحد والعاديين في  الأمل والمرونة النفسية  ؟

2-    ما الفروق بين أمهات أطفال طيف التوحد والعاديين في الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية ؟

3-    ما العلاقة الارتباطية بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية والأمل لدي عينة أمهات أطفال طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين  ؟

4-    ما العلاقة الارتباطية بين ما العلاقة الارتباطية بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية والمرونة النفسية لدي عينة أمهات أطفال طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين ؟

ثالثاً: أهداف الدراسة

تسعي الدراسة الحالية إلي تحقيق الأهداف التالية :

1-    الکشف عن الفروق بين أمهات الأطفال ذوي طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين في الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية .

2-    الکشف عن الفروق بين أمهات الأطفال ذوي طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين في الأمل والمرونة النفسية .

3-    التعرف علي العلاقة بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية لدي أمهات أطفال طيف التوحد والأمل مقارنة بأمهات الأطفال العاديين .

4-    التعرف علي العلاقة بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية لدي أمهات أطفال طيف التوحد والمرونة النفسية مقارنة بأمهات الأطفال العاديين.

رابعاً : أهمية الدراسة

ترجع أهمية الدراسة الحالية إلي :

1-    التعرف علي طبيعة العلاقة بين الضغوط النفسية والأمل والمرونة النفسية في تصميم برامج تربوية ونفسية يمکن أن تسهم في توجيه وإرشاد أولياء أمور الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بصلة خاصة نحو أساليب التصدي التي تتوافق مع قدراتهم الشخصية .

2-    التعرف علي أهم الأساليب التي تواجه بها أمهات أطفال طيف التوحد ضغوطهم، ومحاولة تقديم الخدمات من خلال المحاضرات ومن خلال برامج الإرشاد الأسري وبرامج التوعية التي من شأنها أن تساعدهن علي التکيف وتقبل الوضع و اکسابهن مهارات جديدة لتحسين وزيادة المرونة النفسية والأمل لديهن.

3-    الخروج بتوصيات يمکن الاستفادة منها واستخدمها کأساليب ناجحة لمواجهة الضغوط النفسية التي تتعرض لها أمهات أطفال طيف التوحد.

4-    تعتبر الدراسة إضافة للتراث النظري والعملي الذي يثير لدي کثير من الباحثين الرغبة في مواصلة البحث في هذا المجال .

خامساً : الإطار النظري وأدبيات الدراسة

1-  الأمل :

اختلف العلماء فيما بينهم في تعريف الأمل ، حيث بعضهم نظر للأمل علي أنه اتجاه انفعالي أو عاطفي ، البعض الأخر عرفه علي أنه بناء معرفي ، ومن بين هؤلاء العلماء الذين نظروا للأمل علي أنه اتجاه انفعالي أو عاطفي هم کالاتي:

فيعرف بتروفيسکي ويارشفيسکي (،128،1996) الأمل علي أنه " خبرة انفعالية تنشأ عندما يتوقع الشخص حدثا معينا ، ويعکس الأمل احتمالا مفهوما لتحقيقه ، ويفسر تکوينه بمعرفة الاسباب الموضوعية التي تعتمد عليها الاحداث التي تراکمت في مواقف مماثلة في الماضي .

ويري جابر عبد الحميد ، علاء الدين کفافي (1992، 1566) أن الأمل " عاطفة تتکون من اتجاهات يغلب عليها الرغبة في الحصول علي شيء أو الوصول إلي هدف معين ، مع اعتقاد الفرد في قدرته علي تحقيق الهدف مستمر رغم وجود العوائق والمشکلات التي تحول دون تحقيق الهدف"

وعرفه کمال الدسوقي (1988 ،648) بأنه " اتجاه انفعالي خاصيته السائدة تمني بلوغ هدف ما  مع فکرة أن التمني أو الترجي سوف يتحقق معطياً بذلک طابع المتعة         للخبرة المعايشة"

وبخلاف ما سبق نجد بعض العلماء الذين نظروا للأمل علي انه عملية معرفية :

يعرف (Dufault& Martocchio(,1985الأمل بأنه " عملية تتميز بتوقع يجمع بين الثقة وعدم التأکد ، بما يحقق مصلحة في المستقبل ، الأمر الذي يمثل لصاحب الأمل ميزة واقعية ممکنه وشخصية.

يري کل من عبد الحميد وکفافي(631,1989 ) في معجم علم النفس والطب النفسي بأنه " عاطفة معرفية مشتقة أساسا من اتجاهات يغلب عليها الرغبة في الحصول علي شيء أو الوصول إلي هدف معين ، مع فکرة أن هذا الهدف سوف يتحقق مما يجعل الفرد يشعر بالرضا والارتياح ، وتظل فکرة تحقيق الهدف رغم وجود العوائق والمشکلات التي يمکن أن تحول دون تحقيقه.

حيث يري (Snyder,2000) أن الأمل " حالة من الحافز الإيجابي القائم علي عملية تفاعلية مبنية علي الإحساس بالنجاح ، ويشمل علي مکونين هما القدرة          (الطاقة الموجه للهدف) والسبل (يعني التخطيط لتحقيق الاهداف) أي أن الامل نظام دينامي تحفيزي .

علي عکس التعريفات الأخرى القائمة علي عاطفة الأمل ، فأن تعريفات Snyder  تعطي عامل السببية للأفکار، فالمشاعر تنتج عن التحليلات السببية لعملية تحقيق الأهداف، وتستند الدراسات الحديثة

في تعريفها علي نظرية Snyder التي وضعها 1990 حيث رأي سنايدر الأمل علي أنه " عملية فکرية تسمح للأفراد بالتخطيط والالتزام بمواصلة أهدافهم ، وقد لخص سنايدر نظريته في ورقة علمية نشرها 1991 فقال أنها " مجموعة معرفية قائمة علي إحساس مستمد تبادلياَ بين القوة الناجحة (التحديد المباشر للهدف) والسبل ( التخطيط لتحقيق الأهداف) ، من الضروري للأمل أن يشعر الإنسان بامتلاک القوة (القدرة علي تحقيق التغيير) والطرق لتحقيق التغيير ، وسيقود الدافع المرء إلي تحقيق الأهداف المحددة إذا توفر الشرطين ، حتي مع کل تلک التعاريف ، يمکن للأمل أن يکون مفهوم غامضاً بعض الشيء ، لذلک قام Snyder بتطوير ما يعرف ب"مقياس الأمل " لقياسه داخل کل فرد مما يسهل من إجراء الأبحاث في هذا الموضوع (Snyder& Lopez,2002,820).

2-  المرونة النفسية :

اختلف العلماء في وضع  تعريفات للمرونة النفسية ، حيث يري البعض بأنها القدرة علي التحمل  والبعض الأخر يري أنها القدرة علي التکيف ، البعض يري أنها نوع من الاستجابة الايجابية ، والبعض يري أنها عملية ديناميکية تنطوي علي التفاعل بين الفرد وتجاربه السابقة وظروف الحياة الحالية.

فبالنسبة للتعريفات التي عرفتها علي أنها عملية توافق ، نجد تعريف الجمعية الأمريکية لعلم النفس (APA,2014,1) التي عرفتها "بانها عملية التکيف بشکل إيجابي في مواجهة الشدائد والصدمات والماُسي والتهديدات أو حتي مصادر التوتر الهامة ، حيث تشمل محددات المرونة مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية التي تتفاعل مع بعضها البعض لتحديد کيفية استجابة الفرد للتجارب المجهدة والضغوط        الحياتية اليومية .

أما التعريفات التي اعتبرتها عملية دينامية ، فنجد تعريف Luther, Cicchetti, Becker,(2000,543)  حيث عرفوها بأنها عملية دينامية تمکن الأفراد من إظهار تکيف سلوکي عندما يواجهون مواقف عصيبة أو صادمة أو مأساوية أو تهديدا ، أو حتي مواقف ضاغطة ، کما عرفها محمد السعيد أبو حلاوة (2013 ,33 ) علي أنها عملية دينامية تتضمن التوافق الإيجابي مع محن ومصاعب الحياة وهي تتضمن عاملين اساسيين هما 1- تعرض المرء لتهديد حقيقي أو محن شديدة أو مصاعب وأحداث ضاغطة 2- تحقيق المرء التکيف أو مواجهة إيجابية علي الرغم من التأثيرات السلبية لهذه المحن علي عملية النمو النفسي .

         أما التعريفات التي رأت أنها قدرة ، فنجد تعريف( Dowrick et al,( 2008 بأنها القدرة علي التکيف بنجاح وإحداث التغيرات الازمة لمواجهة التحديات ، کما أن مواجهة التحديات تعتبر أحد مؤشرات المرونة النفسية ، وکذلک عرفها( Cicchett(,2010 بأنها القدرة علي التعافي من التأثيرات السلبية لهذه الشدائد أو النکبات أو الاحداث الضاغطة ، والقدرة علي تخطيها أو تجاوزها بشکل إيجابي ، ومواصلة الحياة بفاعلية واقتدار .

وتفيد الدراسات التتبعية الطولية بأن الافراد الذين تسيطر عليهم الانفعالات الايجابية معظم الوقت أکثر نموا في کثير من الأبعاد النفسية الايجابية مثل المرونة النفسية  Resilienceوالازدهار النفسي العام ، ويري (Seligman) ان الدماغ البشري مبرمج تکوينيا بصورة تدفع باتجاه التفکير السلبي ،بمعني أخر من السهل جداُ علي الدماغ البشري الترکيز علي مصادر القلق والخوف مما يجعل التفکير سوداوي أو الکئيب هو المسيطر ، لذلک فإن الانفعالات السلبية قادرة دائما علي الانتصار علي الانفعالات الإيجابية ، لذلک يدعو سليجمان (Seligman) إلي صد او منع الانفعالات السلبية وتقوية المشاعر والانفعالات الايجابية لأنها قادرة علي منع أو تخفيض تأثيرات الضغوط النفسية وتشجع علي المرونة النفسية العامة بما تتضمنه من القدرة علي التأقلم او التوافق الإيجابي والمواجهة الفعالة لعثرات أو نکبات أو مصاعب الحياة (محمد السعيد أبو حلاوة،2013).

وتشير Davis Laack,2012 الي العديد من طرق بناء قدرة الأسرة علي المرونة وهي

• إيقاف التفکير غير المنطقي : يثير هذا التفکير القلق والذعر ، ويوقف القدرة علي اتخاذ إجراءات هادفة .
• بناء أسرة قوية : تستخدم نقاط القوة في الأسرة کأداة عظيمة للتوعية الذاتية وفرصة رائعة للتحدث إلي الابناء للاستفادة مما يفعلونه بشکل جيد
• الاستيلاء علي الاشياء الجيدة : الترکيز علي الاشياء الجيدة الإيجابية من أجل زيادة مستويات السعادة والتفاؤل
• المواجهة الفعالة لأفراد الأسرة : يواجه الأفراد تحديات حياتية عديدة ، ونتيجة لهذه التجارب لابد من إعداد مخطط وبناء الثقة لمعرفة کيفية مواجهة تحديات حياتية اکبر.
• الدعم من الأخرين : بناء علاقات اجتماعية قوية يعمل علي بناء المرونة والسعادة ، فالاستجابة بطريقة نشطة وبناءة تساعد علي بناء أفضل للعلاقات.

3-  الضغوط المدرکة :

فقد تعددت تعريفات الضغوط النفسية ، وضغوط أحداث الحياة اليومية ، حيث تعرف الضغوط النفسية بأنها الحالة التي تنشأ من إدراک الفرد لعدم قدرته علي إحداث توازن بين المتطلبات والإمکانات (David (2000, 3، بينما يعرف Apple (2008,90)ر1984,90)عرف p3فرد لعدم قدرته علي إحداث توازن بين المطلبات والإحداث الحياة اليومية ، حيث تعرف الضغوط النفسية بأنها الحالة التي ت  Cofer& أن الضغط النفسي عبارة عن إدراک الفرد لموقف بيئي أو مواقف تهدد احتياجاته وکيانه الشخصي وتعوق توافقه النفسي ومن ثم فإن أحداث الحياة الضاغطة تعتبر نموذجا لما يدرکه لإنسان باعتباره شيئاً غير مرغوب فيه أو أنها مهدداً يهدده حيث تعترض رفاهية الفرد وتکامله للخطر ، لذلک فإنه يجب أن يبذل الجهد من أجل حماية ذاته ، ويعرفها صبحي عبد الفتاح (2000، 100) بأنها عملية تقييم الأحداث التي تواجهه کمواقف مهددة والاستجابة لها عبر تغيرات فسيولوجية وانفعالية ومعرفية تکشف عن عدم قدرة الفرد علي الموائمة بين ما لديه من إمکانيات وبين ما تطلبه البيئة المحيطة من أفعال .

وتعرف ( نشوة کرم عمار أبو بکر الدردير، 2010،9)  أحداث الحياة            اليومية الضاغطة " بأنها المواقف التي يتعرض لها الفرد خلال حياته وتسبب له صراعاُ    أو توتراً أو تمثل له تهديداً ، وهو شعور نسبي يختلف من فرد لأخر ، فالموقف الذي           يمثل ضغطاً لدي الفرد قد لا يکون کذلک بالنسبة لفرد اَخر ، وقد تکون هذه المواقف             ( اجتماعية ، او اسرية ، أو شخصية ) سواء أکانت واقعية أو متوقعة ،في حين عرفتها وجيدة محمد ( 2011 ، 379)  بأنها المواقف والضغوط التي يتعرض لها الفرد خلال حياته وتسبب له صراعاً أو توتراً ومن هذه الضغوط (ضغوط أسرية ، ضغوط اجتماعية ، ضغوط اقتصادية )، عادة تمثل ضغوط الأحداث الحياة اليومية أزمة واقعية بالنسبة للوالدين الذين لديهم طفل ذوي اضطراب طيف توحد فأن مهمة تربية طفل ذوي طيف توحد أکثر المهام الملقاة علي عاتق الاسرة صعوبة وتعقيدا ، وتبدا هذه الصعوبات منذ لحظة ميلاد الطفل ، فکل يوم فيه تحديات وعقبات جديدة يواجه فيه الوالدان صعوبة تحقيق التوازن بين تلبية حاجات الطفل ذوي طيف التوحد الدائمة والمستمرة وبين القيام بالمسئوليات الاخرى الملقاة علي عاتق الوالدين ، وهذا الخلل بين المطالب المفروضة وبين قدرة الوالدين علي تنفيذها هو مصدر هام من مصادر الضغط النفسي.

      ومن أهم الضغوط التي يعاني منها اُباء وأسر الأطفال ذوي اضطراب طيف         التوحد ما يلي :

• قلة المعلومات بشأن طبيعة الإعاقة وأسبابها وکيفية التعامل والتفکير المستمر في ماَلها ، والبحث عن الحلول لها .
• المشکلات الانفعالية والسلوکية لدي الطفل ذوي اضطراب التوحد ، کالنقص الانتباه ، العدوانية ، الاعتمادية ، نقص الدافعية ، وغيرها مما يستلزم اليقظة والانتباه المستمرين من الوالدين والاخوة
• ضغوط مادية تتمثل في زيادة الاعباء المالية نتيجة ما تستلزمه رعاية الطفل من نفقات رعاية صحية وعلاج وما قد يترتب علي ذلک من استنزاف معظم موارد الاسرة .
• الشعور المرير بالحرج والحساسية وعدم الارتياح في المواقف والمناسبات الاجتماعية أو عند الخروج للتنزه أو التسوق نتيجة التباعد الملحوظ بين مستوي أداء الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد وأداء

أقرانه العاديين، وعدم تفاعل الطفل مع اقرانه وبعده عن المشارکة في اللعب ومحاولة الانعزال يدفع بالوالدين الي تجنب هذه المواقف وحضور هذه المناسبات               ( Seligman & Darling, 2000).

سادساً: الدراسات ذات الصلة

هدفت دراسة Ilias  et al ., 2018) (الي معرفة مستوي الضغوط ومستوي المرونة لدي أباء وامهات الاطفال ذوي اضطراب التوحد في جنوب شرق اسيا ، حيث تعرض هذه الدراسة العوامل المرتبطة بالإجهاد والضغوط لدي أباء وأمهات الاطفال ذوي اضطراب التوحد وأيضا العوامل المرتبطة بالمرونة ، حيث توصلت هذه الدراسة الي ان العوامل الرئيسية المرتبطة بالضغوط لدي الآباء والأمهات هي ضعف الدعم الاجتماعي من الاخرين ، شدة أعراض التوحد ، الصعوبات المالية ، القلق والمخاوف من المستقبل ، وتشير نتائج الدراسة الي ان عوامل المرونة المتمثلة في التحکم والضبط الذاتي ، الشعور بالقوة الذاتية ، والدعم الذاتي بمثابة عوامل مواجهه لتقلبات الظروف والضغوط التي يمر بها الوالدين، وکلما زادت المرونة لدي الوالدين کلما استطاعوا مواجهة الضغوط والصعوبات.

هدفت دراسةet al,2017)  Jessica) إلي أهمية الأمل والمواجهة في تحسين مستويات الأداء لدي أمهات أطفال ذوي متلازمة داون ، حيث رکزت هذه الدراسة علي وقاية الأفراد وعلاقة الأباء بالأبناء في أثناء المواجهة او التعامل وقد وجدت هذه الدراسة أن الأمل من العوامل الهامة في حياة هؤلاء الاباء ، حيث تکونت عينة الدراسة من (351) أم لأطفال ذوي متلازمة داون، لاختبار ما إذا کان الأمل قد توسط في الارتباط بين سلوکيات الأمهات المتنوعة تم تعريف الأمل على أنه حالة إيجابية عامة تأتي من الإحساس الشخصي بتحمل المسؤولية. أشارت النتائج إلى درجة أکبر من التأقلم الديني والتکيف الداخلي کانا مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بمزيد من الأمل ، في حين أن طلب الدعم لم يکن مرتبطًا ارتباط وثيقا ًبالأمل. کان الأمل الأکبر مرتبطًا بشکل کبير بجودة العلاقة والقدرة علي المواجهة ،وأشارت النتائج الي أن المواجهة الدينية والمواجهة الداخلية ترتبط کل منهما بالأمل.

کشفت دراسة (أزهار عبد المعطي غيث ، 2017) الي ان بناء نموذج           نظري مقترح للعلاقة السببية بين متغيرات الدراسة الأمل والصمود والضغوط النفسية          لدي أمهات الأطفال المعاقين بعد العدوان علي غزة 2014، وبعد ذلک تم التحقق           من صحه هذا النموذج ، من خلال التأثير المباشر وغير المباشر للأمل علي کل من الصمود النفسي والضغوط النفسية ، وتکونت عينه الدراسة من (100) أم من امهات الاطفال المعاقين بعد العدوان علي غزه 2014، واستخدمت الباحثة ثلاث ادوات هي              ( مقياس الامل لسنايدر ، ومقياس الصمود النفسي ، ومقياس الضغوط النفسية) ، ووضحت النتائج  وجود علاقة ارتباطية موجبة ذات دلالة إحصائية بين الصمود النفسي وأبعاده وسمة الامل وأبعادها لدي أمهات الاطفال المعاقين بعد عدوان غزة 2014، ولا يوجد علاقة ارتباطية ذات دلالة احصائية بين الضغوط النفسية وأبعادها مع سمة الامل وأبعادها لدي أمهات الاطفال المعاقين بعد العدوان علي غزه 2014، وجود علاقة ارتباطية سالبة ذات دلالة احصائية بين الدرجة الکلية للصمود النفسي والدرجة الکلية للضغوط النفسية لدي أمهات الاطفال المعاقين بعد عدوان غزة 2014.

وضحت دراسة (Ogston, Mackintosh & Myers (2011 إلي التعرف علي العلاقة بين الرجاء (الامل) وکل من القلق والضغوط لدي أمهات الاطفال ذوي اضطراب التوحد وذوي متلازمة دون ، تکونت العينة من (19) اما لأطفال ذوي اضطراب التوحد و(60) ابا لأطفال من ذوي متلازمة داون ، وکشفت نتائج الدراسة ان الامهات اللاتي لديهن مستوي أمل مرتفع أقل في مستوي الضغوط النفسية والقلق ، کما کانت الامهات الاقل في مستوي الضغوط والقلق اعلي في مستوي التعليم واطفالهن اکبر عمرا ، وبالنسبة لذوي متلازمة داون فقد اشارت النتائج الي ان الامهات اقل في مستوي القلق عن المستقبل واعلي في مستوي الامل من امهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد حيث لديهم نسبة اقل في مستوي الامل  .

سابعاً: فروض الدراسة

1. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أمهات أطفال طيف التوحد والعاديين في الأمل والمرونة النفسية .
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أمهات أطفال طيف التوحد والعاديين في الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية لصالح أمهات أطفال           طيف التوحد .
3. توجد علاقة ارتباطية بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية والأمل لدي عينة أمهات أطفال طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين .
4. توجد علاقة ارتباطية بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية والمرونة النفسية لدي عينة أمهات أطفال طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين .

ثامناً: منهج الدراسة وجراءتها

أولاً: منهج  الدراسة

تستخدم الدراسة الحالية المنهج الوصفي الارتباطي ، حيث يعتبر المنهج الوصفي ضرورة أولية لدراسة المواقف الاجتماعية ومظاهر السلوک الإنساني بالإضافة إلي جمع المعلومات والملاحظات عنها.

ثانياً: عينة الدراسة :

تکونت عينة الدراسة من (60) أم ، (30) أم لأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ، (30) أم لأطفال عاديين ، تتراوح أعمارهم ما بين (25-45)عاماً.

ثالثاً: أدوات الدراسة:

1-  مقياس الأمل :

قامت الباحثة بإعداد مقياس الأمل بهدف الحصول على أداة سيکومترية للتعرف علي مدي إدراک و قدرة ألام علي تحديد أهدافها والقدرة علي التخطيط الجيد لتحقيق هذه الأهداف مع وجود الدافعية الموجبة التي تدفع الأم إلي المثابرة وخلق القدرة علي التحمل والقدرة علي إعطاء بدائل لمواجهة التحديات والعوائق؛ حيث قامت الباحثة بالاطلاع على بعض المقاييس العربية والأجنبية کمقياس الأمل في دراسة ، ( Snyder,2002) ،          ( Snyder, 2004 )، (Ogston,2011  )، Jessica ,2015 ) )،                         (أزهار عبد المعطي غيث2017)، ( هيام صابر شاهين ، 2010) .

وفي ضوء الإطار النظري للدراسة الحالية وطبيعة وخصائص أفراد العينة تم صياغة فقرات المقياس في صورته الأولية بما يتناسب مع الأمهات المشارکات بالدراسة،  حيث تمثل عدد عبارات مقياس الأمل من (40) عبارة تندرج تحت أبعاد أساسية وهي (السبل ، قوة الارادة ، النظرة الإيجابية للمستقبل ، الأهداف الحياتية )، تتراوح درجات بين(1-3)  درجة للإجابة علي کل مفردة من مفردات الاختبار ، وقامت الباحثة بوضع بدائل للإجابة وهي (تنطبق – تنطبق بشدة – لا تنطبق) ، وفي حالة العبارات الموجبة تنطبق بشدة =3 ، تنطبق = 2، لا تنطبق=1 .

1-  الصدق

• صدق الاتساق الداخليInternal Consistency :وللتأکيد من أتساق المقياس داخلياً قامت الباحثة بحساب معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات المقياس ودرجة البعد التي تندرج تحته ،إضافة إلي حساب معامل الارتباط بين درجة البعد والدرجة الکلية للمقياس بعد تطبيقها علي أمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ، وأمهات الأطفال العاديين يوضح جدول (1) معاملات الارتباط.                                   

جدول (1)

معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات مقياس الأمل لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين  ودرجة البعد التي تندرج تحته

يتضح من جدول (1) أن جميع معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة ودرجة البعد الذي تندرج تحته لمقياس الأمل لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين دالة عند مستوي 0,01.

• الصدق التکويني Construct Validity: قامت الباحثة بحساب معامل صدق المقياس ، وذلک عن طريق حساب معامل الارتباط بين درجات أفراد العينة علي أبعاد مقياس الأمل ويوضح جدول(2) قيم معامل الارتباط بين أبعاد المقياس الأربعة. 

جدول(2)

قيم معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس الأمل لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين

يتضح من جدول (2) أن جميع معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس الأمل لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين الجامعة دالة عند مستوي 0,01 ، مما يدل علي أن المقياس يقيس جانباً واحداً، وهو الأمل لدي أمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين.

2-  الثبات Reliability:

طريقة ألفا کرونباک Alpha Cronbach Method : استخدمت الباحثة معادلة ألفا کرونباک وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات الاختبار ، ويوضح جدول (3) قيم معامل ثبات ألفا کرونباک لمقياس الأمل وأبعاده الفرعية الأربعة.

جدول (3)

قيم معامل ثبات مقياس الأمل لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

وأمهات الأطفال العاديين

يتضح من جدول(3) ارتفاع قيم ثبات مقياس الأمل وأبعاده الفرعية بطريقة کورنباک ، مما يشير إلي تمتع المقياس ککل وأبعاده الأربعة الفرعية بدلالات ثبات مناسبة .

2-  مقياس المرونة النفسية:

قامت الباحثة بأعداد مقياس المرونة النفسية وذلک  للحصول علي أداة سيکومترية للتعرف علي مستوي المرونة النفسية لدي أمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ، وأمهات الأطفال العاديين ، من حيث مدي قدرة الأم علي المواجهة الفعالة عند التعرض للعوائق والشدائد ، ومدي القدرة علي الشفاء والتعافي من الصدمات ، واستمرار الکفاءة رغم الخبرات الحياتية الضاغطة ، وإظهار السلوک التکيفي عندما يواجهن مواقف عصيبة أو صادمة أو ضاغطة، حيث قامت الباحثة بالاطلاع علي :

بعض المقاييس العربية والاجنبية التي تتناول المرونة عند العاديين وأمهات أطفال التوحد ومنها دراسة (يحيي عمر شعبان شقورة ، 2012)،( 2010 Cicchett ,) ،   ( هنادي حسين ال قحطان ، 2018) ، Dowrick, 2008)) .

في ضوء الإطار النظري للدراسة الحالية وطبيعة وخصائص المشارکات في الدراسة تم صياغة فقرات المقياس في صورته الأولية بما يتناسب مع الامهات المشارکات في الدراسة ، حيث يتکون مقياس المرونة النفسية من (33) عبارة تندرج تحت أبعاد أساسية وهي (البعد الشخصي، البعد الاسري، البعد الاجتماعي)، تتراوح درجات بين(1-3)  درجة للإجابة علي کل مفردة من مفردات الاختبار ، وقامت الباحثة بوضع بدائل للإجابة وهي (تنطبق – تنطبق بشدة – لا تنطبق) ، وفي حالة العبارات الموجبة تنطبق بشدة              =3 ، تنطبق = 2، لا تنطبق = 1 . 

کفاءة مقياس المرونة النفسية لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين .

1-  الصدق

• صدق الأتساق الداخليInternal Consistency : وللتأکيد من أتساق المقياس داخلياً قامت الباحثة بحساب معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات المقياس ودرجة البعد التي تندرج تحته إضافة إلي حساب معامل الارتباط بين درجة البعد والدرجة الکلية للمقياس بعد تطبيقها علي أمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات أطفال العاديين، يوضح جدول (4) معاملات الارتباط.           

جدول  (4)

معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات مقياس المرونة النفسية لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين

• ·         الصدق التکويني Construct Validity: قامت الباحثة بحساب معامل صدق المقياس ، وذلک عن طريق حساب معامل الارتباط بين درجات أفراد العينة علي أبعاد مقياس المرونة النفسية  لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين ويوضح جدول(5) قيم معامل الارتباط بين أبعاد المقياس الثلاثة.

جدول (5)

قيم معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس المرونة النفسية لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين

يتضح من جدول (5) أن جميع معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس المرونة النفسية دالة عند مستوي 0,01 ، مما يدل علي أن المقياس يقيس جانباً واحداً وهو المرونة النفسية لدي أمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين .

2-  الثبات

      طريقة ألفا کرونباک Alpha Cronbach Method : استخدمت الباحثة معادلة ألفا کرونباک وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات الاختبار ، ويوضح جدول (6) قيم معامل ثبات ألفا کرونباک لمقياس المرونة النفسية وأبعاده الفرعية الثلاثة .

جدول (6)

قيم معامل ثبات مقياس المرونة النفسية لأمهات أطفال اضطراب طيف التوحد وامهات الأطفال العاديين

يتضح من جدول(6) ارتفاع قيم ثبات مقياس المرونة النفسية وأبعاده الفرعية بطريقة کورنباک ، مما يشير إلي تمتع المقياس ککل وأبعاده الثلاث الفرعية بدلالات          ثبات مناسبة .

3-  مقياس الضغوط المدرکة :

قامت الباحثة بأعداد مقياس الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية وذلک  للحصول علي أداة سيکومترية للتعرف علي مستوي الضغوط المدرکة  لدي أمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ، وأمهات الأطفال العاديين من حيث مدي شعور الأم  بحالة من الانهاک والاضطراب ، ومدي إدراک الأم لصعوبة هذه الاحداث اليومية الضاغطة وتهديدها لها ، عدم القدرة علي الموازنة بين المسئوليات المختلفة والمتعددة التي يجب علي الام القيام بها قامت الباحثة بالاطلاع :

الاطلاع على بعض المقاييس العربية والأجنبية التي تناولت مقياس الضغوط لدي أمهات اطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين ومنها             )نشوة کرم عمار أبوبکر دردير، 2010 )  دراسة (صبحي عبد الفتاح الکفوري ،2000)، (وائل ماهر محمد ،2015) ، Ilias  et al ., 2018))

وفي ضوء الإطار النظري للدراسة الحالية وطبيعة وخصائص الأمهات المشارکات تم صياغة فقرات المقياس في صورته الأولية بما يتناسب مع الأمهات المشارکات بالدراسة ، حيث يتکون مقياس الضغوط المدرکة من (40) عبارة تندرج تحت أبعاد أساسية وهي (الضغوط الذاتية ، الضغوط الأسرية ،الضغوط الاجتماعية ،الضغوط المادية ، تتراوح درجات بين(1-3)  درجة للإجابة علي کل مفردة من مفردات الاختبار ، وقامت الباحثة بوضع بدائل للإجابة وهي (تنطبق – تنطبق بشدة – لا تنطبق) ، وفي  حالة العبارات الموجبة تنطبق بشدة =3 ، تنطبق = 2، لا تنطبق= 1، ووزعت             العبارات علي أربع أبعاد.

1-  الصدق

• صدق الأتساق الداخليInternal Consistency : وللتأکيد من أتساق المقياس داخلياً قامت الباحثة بحساب معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات المقياس ودرجة البعد التي تندرج تحته إضافة إلي حساب معامل الارتباط بين درجة البعد والدرجة الکلية للمقياس يوضح جدول (7) معاملات الارتباط.                          

جدول(7)

معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات مقياس الضغوط المدرکة لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين ودرجة البعد التي تندرج تحته

يتضح من جدول (7)  أن جميع معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة ودرجة البعد الذي تندرج تحته لمقياس الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين دالة عند مستوي 0,01.

• ·         الصدق التکويني Construct Validity: قامت الباحثة بحساب معامل صدق المقياس ، وذلک عن طريق حساب معامل الارتباط بين درجات أفراد العينة علي أبعاد مقياس الضغوط المدرکة لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين ويوضح جدول(8) قيم معامل الارتباط بين أبعاد المقياس الأربعة.                    

جدول(8)

قيم معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس الضغوط المدرکة لأمهات أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين

يتضح من جدول (5) أن جميع معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس الضغوط المدرکة دالة عند مستوي 0,01 ، مما يدل علي أن المقياس يقيس جانباً واحداً وهو الضغوط المدرکة لدي أمهات أطفال ذوي طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين .

تاسعاً: نتائج الدراسة وتفسيراتها

1-    نتائج الفرض الأول وتفسيرها : ينص الفرض الأول علي  " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أمهات أطفال طيف التوحد والعاديين في الأمل والمرونة النفسية ويوضح جدول (9) ، جدول (10) نتائج اختبار ذلک الفرض.

جدول (9)

الفرق بين متوسطات درجات أمهات أطفال طيف التوحد ومتوسطات درجات أمهات الأطفال العاديين علي مقياس الأمل

يتضح من نتائج هذا الجدول وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي0,01 بين متوسطي درجات أمهات الأطفال العاديين وأمهات الأطفال طيف التوحد في أبعاد قوة الإرادة ، الأهداف الحياتية ، السبل ، النظرة الإيجابية للمستقبل علي مقياس الأمل تأتي لصالح أمهات الأطفال العاديين .

جدول (10)

الفرق بين متوسطات درجات أمهات أطفال طيف التوحد ومتوسطات درجات أمهات الأطفال العاديين علي مقياس المرونة النفسية

يتضح من نتائج هذا الجدول وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي0,01 بين متوسطي درجات أمهات الأطفال العاديين وأمهات الأطفال طيف التوحد علي مقياس المرونة النفسية تأتي لصالح أمهات الأطفال العاديين ، واستناداً لهذه النتائج لا يمکن قبول الفرض الإحصائي القائل " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أمهات أطفال طيف التوحد والعاديين في الأمل والمرونة النفسية "، وبالتالي يمکن قبول الفرض النظري البديل لهذا الصدد.

2-    نتائج الفرض الثاني وتفسيرها: ينص الفرض الثاني علي :" توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أمهات أطفال طيف التوحد والعاديين في الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية" ويوضح جدول (11) نتائج اختبار ذلک الفرض.  

جدول (11)

الفرق بين متوسطات درجات أمهات أطفال طيف التوحد ومتوسطات درجات أمهات الأطفال العاديين علي مقياس الضغوط المدرکة

يتضح من نتائج هذا الجدول وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوي0,01 بين متوسطي درجات أمهات الأطفال العاديين وأمهات الأطفال طيف التوحد علي مقياس الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية تأتي لصالح أمهات الأطفال طيف التوحد.

3-    نتائج الفرض الثالث وتفسيرها: ينص الفرض الثالث علي:" توجد علاقة ارتباطية بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية والأمل لدي عينة أمهات أطفال طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين"، ويوضح الجدول (11) نتائج اختبار ذلک الفرض.           

(جدول 11)

نتائج العلاقة الارتباطية بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية والأمل لدي عينة أمهات أطفال طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين

ويتضح من نتائج  الجدول السابق وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة          إحصائياً عند مستوي 0.01 بين الضغوط المدرکة وأبعدها والأمل وأبعاده لدي عينة   أمهات الأطفال العاديين ، في حين لم توجد تلک العلاقة الارتباطية لدي عينة أمهات  أطفال طيف التوحد.

4- نتائج الفرض الرابع وتفسيرها: ينص الفرض الرابع علي:" توجد علاقة ارتباطية بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية والمرونة النفسية  لدي عينة أمهات أطفال طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين، ويوضح الجدول (12) نتائج اختبار ذلک الفرض.

جدول (12)

نتائج العلاقة الارتباطية بين الضغوط المدرکة لأحداث الحياة اليومية والمرونة النفسية لدي عينة أمهات أطفال طيف التوحد وأمهات الأطفال العاديين

ويتضح من نتائج  الجدول السابق وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً عند مستوي 0.01 بين الضغوط المدرکة وأبعدها والمرونة النفسية وأبعدها لدي عينة أمهات الأطفال العاديين ، في حين لم توجد تلک العلاقة الارتباطية لدي عينة أمهات أطفال طيف التوحد.