الخصائص السيکومترية لمقياس مهارات اللغة الاستقبالية (ABLLS-R) للأطفال ضعاف السمع

                            کلية التربية

       کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

مجلة دراسات في مجال الارشاد النفسي والتربوي– کلية التربية– جامعة أسيوط

                    =======

الخصائص السيکوماترية لمقياس مهارات اللغة الاستقبالية

(ABLLS-R) للأطفال ضعاف السمع

  إشراف

إعداد

مصطفى فتحى عبدالمحسن إسماعيل

معلم أول بمدرسة النور للمکفوفين بأسيوط

(1442 هـ / 2021 م)

                             }     االمجلد الرابع  – العدد الثاني –  أبريل 2021م {

https://dapt.journals.ekb.eg

Your username is: ali_salah790@yahoo.com

Your password is: ztu6y8qupw

ملخص البحث

استهدفت الدراسة الحالية  إعداد مقياس لتقدير مهارات اللغة الاستقبالية  قائم على مقياس (ABLLS-R) لدى عينة من الأطفال ضعاف السمع، وتکونت عينة الدراسة من: مجموعة استطلاعية، بلغت (50) تلميذة من ضعيفات السمع بمدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع بمحافظة أسيوط؛ للتحقق من کفاءة أدوات الدراسة السيکومترية، ومجموعة أساسية، شملت (20) تلميذة من التلميذات ضعيفات السمع، ممن تراوحت أعمارهن بين(9 - 12) عامًا بمتوسط عمري (8,11) عامًا، وانحراف معياري (90,1)، وتم تقسيم مجموعة الدراسة بالتساوى إلى مجموعتين (تجريبية وضابطة)، واعتمدت الدراسة على المنهج شبه التجريبي ولتحقيق أهداف الدراسة أعد الباحث مقياسًا لتقدير مهارات اللغة الاستقبالية لدى الأطفال ضعاف السمع؛ وتحقق الباحث من الخصائص السيکومترية لاختبار الصدق والثبات من خلال المحکمين، والاتساق الداخلي، وحسب الثبات بطريقة ألفا کرونباک والصدق التلازمي، وبطريقة إعادة الاختبار وذلک عن طريق تَطْبِيق مقياس مهارات اللغة الاستقبالية على المجموعتين الضابطة و المجموعة التجريبية ، وأظهرت نتائج الدراسة إلى أن المقياس يتمتع بمؤشرات صدق وثبات مرتفعة، وهذا ما يؤکد مناسبة المقياس وتحقيقه للهدف المعد لأجله.

الکلمات المفتاحية : الخصائص السيکوماترية - مهارات اللغة الاستقبالية- ضعاف السمع

Research Summary

The current study aimed to prepare a scale for assessing receptive language skills based on the (ABLLS-R) scale for a sample of hearing-impaired children. The study sample consisted of: an exploratory group, amounting to (50) hearing-impaired students at Al-Amal School for Deaf and Hard of Hearing Girls in Assiut Governorate; To verify the efficiency of the psychometric study tools, and a basic group, which included (20) hard of hearing students, whose ages ranged between (9-12) years, with an average age of (8.11) years, and a standard deviation of (90,1). The study was divided equally into two groups (experimental and control), and the study relied on the quasi-experimental approach. To achieve the objectives of the study, the researcher prepared a scale for estimating the receptive language skills of hearing-impaired children. The researcher verified the psychometric properties of the test of honesty and stability through the arbitrators, and internal consistency, and according to stability by the Alpha Cronback method and correlative honesty, and by the re-test method, by applying the receptive language skills scale to the control and experimental groups, and the results of the study showed that the scale has indicators of validity And high stability, and this confirms the appropriateness of the scale and its achievement of the goal prepared for it.

Keywords: psychometric characteristics - receptive language skills - hearing impaired

مقدمة البحث:

إن الاهتمام برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة حق أصيل مستمر کفلته الشرائع السماوية ومبادئ حقوق الإنسان فى المساواة وتکافؤ الفرص بين أفراد المجتمع تمکينًا لهم من تنمية ما لديهم من استعدادات بما يجعلهم قادرين علي المشارکة الفعَّالة في الحياة الإجتماعية  وتطوير مجتمعاتهم.

والدليل القاطع على أهمية هذه الحاسة وعلو شأنها أنها جاءت في المرتبة الأولي من النعم التي منّ الله تعالي بها علي الإنسان، ويظهر ذلک منذ الخليقة الأولي في قوله تعالى(إِنَّاخَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً) فجاء السمع مقدمًا علي البصر إذ أنه حاسة هامة في حياة الإنسان0(الإنسان، 2)

وتعد اللغة من أهم ما يميز الإنسان عن غيره من الکائنات الحية، وتکمن             أهميتها في کونها الوسيلة التي يستطيع الإنسان من خلالها إيصال المعلومات لمن          حوله والحصول على المعلومات من المحيطين به (إسماعيل عبد الکافي ،2002،12)"؛           حيث يرتبط أفراد المجتمع من خلال تبادل المعلومات،ويسمى هذا التبادل بالتواصل، ولأن الإنسان کائن اجتماعي فهو بحاجة ماسة للتواصل مع أفراد المجتمع، والتواصل هو أحد الجوانب الأساسية في حياتنا، وتُعتبر اللغة المنطوقة أهم وسيلة تعلمها البشر للتواصل فيما بينهم (Unterstein, 2010, 9) ⁽*⁾.

وتنقسم اللغة بشکل رئيسي إلى قسمين:

1- اللغة الاستقبالية Receptive Language: تشير إلى سلوک المستمع والذي يضم المعلومات وفهمها، وباستثناء الذين يتواصلون مع غيرهم باستخدام لغة الإشارة.                (آمال مليجي،2003).

وتتبلور المشکلات المتعلقة باضطراب اللغة الاستقبالية في ضعف القدرة على فهم الإتجاهات وتمييزها، وفهم المفاهيم والمعاني المتعددة للکلمات وما ترمز أو تشير إليه، والربط ما بين الکلمات، وفهم الجمل المعقدة. کما يبدو الطفل الذي يعاني هذا النوع من المشکلات وکأنه غير منتبه ولم يسمع، ويظهر الطفل صعوبة في فهم الکلمات المجردة، ويستخدم الظروف استخداما غير صحيح. (جمال الخطيب، 1997، 13)

2- اللغة التعبيريةexpressive language : تشير إلى إصدار اللغة والتعبير عن الأفکار، مما يتطلب العديد من القدرات اللغوية، فعندما يعبر الأفراد عن أنفسهم فإنهم؛ لا يستخدمون قدرتهم على إصدار الأصوات فحسب، ولکنهم يقومون بإصدار أصوات معينة بترتيب معين يعمل على تکوين الکلمات معا بطريقة معينة تجعلها ذات معنى(ابراهيم الزريقات،2005،22)

کما يؤکد Gears et al,. (2003) أن فقدان حاسة السمع يؤثر سلبًا علي اللغة والتواصل عند الأطفال ضعاف السمع.

لذا يظهر التأثير الکبير للإعاقة السمعية على الکلام؛ بحيث تزداد اضطرابات اللغة والنطق والکلام کمًّا وکيفًّا بزيادة درجة الإعاقة السمعية، کما تزداد نسبة اضطرابات اللغة والنطق والکلام بصورة کبيرة بين ذوى الإعاقة السمعية مقارنة بأقرانهم ذوى الإعاقة الفکرية أو العاديين. (عبد العزيز الشخص ،1997، 169(.

کما يشير عبد الرحمن سليمان(2001،11) أن الأطفال ضعاف السمع لا يستطيعون سماع بعض الأصوات بدقة مما يترتب عليه وجود کثير من اضطرابات اللغة والنطق والکلام لديهم، فنجد بعضهم يتحدث بصوت مرتفع للغاية نظرًا؛ لأنهم لا يسمعون أصواتهم.

لذلک يرتبط التعليم واکتساب اللغة بشکل أساسي بحاسة السمع فالإنسان يتلقى معظم المهارات والمعارف من خلال السمع؛ بل أن تقليد الأصوات وتعلم الکلام لا يتم إلا عن طريق السمع فالطفل الأصم لا يستطيع الکلام لعدم قدرته على سماع الأصوات لذا؛ فإن لحاسة السمع الأهمية الأولى في التعلم وقد ورد تقديم حاسة السمع في القرآن الکريم على بقية الحواس في کثير من آيات الذکر الحکيم.قال تعالى:- (وَجَعَلَ لَکُمُ الْسَّمْـعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ) (النحل، 78) وقال تعالـى:(إِنَّ السَّمْــعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ کُلُّ أُولـئِـکَ کَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)                (الإسراء، 36) وقال تعالـى:(وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْکُـرُونَ) (المؤمنون، 78). ومما يدل على أهمية السمع هو أن حاسة السمع تتکون لدى الإنسان ويستجيب للأصوات منذ الولادة ؛ بل أن هناک دراسات تشير إلى وجود هـذه الحاسة أثناء وجود الجنين في رحم أمـه (جمال الخطيب، 13،1997).

ويعد برنامج تقييم المهارات اللغوية والتعليمية الأساسيةAssessment of Basic Language and Learning Skills – Revised (The ABLLS- R): برنامج تقيمي  محکي المرجع، ومنهاج تدريس، ونظام متابعة لمهارات الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، والتأخر النمائي في الفئة العمرية من(3- 9) سنوات. وقد قام بارتنجتون بإصدار مراجعة النسخة السابقة عام (2010)، وفي هذه النسخة تم التعديل على بعض المهارات، وقد طرأ التعديل على تسلسل بعض المهارات، وحذف أو إضافة عدد من المهارات، والتعديل على معايير بعض المهارات الأخرى، وتم ترتيب المهارات الجديدة بشکل متسلسل بناءً على مستوى صعوبة المهارات (Rispoli, 2013 ؛ Partington, 2010).

ويسعى الباحث فى هذه الدراسة إلى إعداد مقياس يسهم في تقدير مهارت اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع قائم على مقياس ((ABLLS-.

- مشکلـة البحث:

انبثقت مشکلة الدراسة من متابعة الباحث للتلميذات ضعيفات السمع بمدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع بأسيوط؛ حيث تبين من خلال المتابعة والملاحظة ندرة وقلة المقاييس العربية التي تعتمد عليها مدارس التربية الخاصة (الاعاقة السمعية)، لذلک رأى الباحث وجود حاجة ملحة إلى اقتراح وتصميم مقياس لتقدير مهارات اللغة الاستقبالية لدى            ضعاف السمع.   

وتتحدد مشکلة الدراسة الحالية في محاولة الإجابة على السؤال التالي:

هل يمکن إعداد مقياس يسهم في تقدير مهارت اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع قائم على مقياس ((ABLLS-R بدرجة مقبولة من الصدق والثبات؟

أهداف البحث:

يهدف البحث الحالي إلي:

1-    إعداد أداة قياس لتقدير مهارت اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع في المرحلة العمرية المستهدفة والتحقق من الخصائص السيکومترية لها.

2-    تقييم مستوى مهارت اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع في المرحلة العمرية المستهدفة.

-  أهمية البحث:

تتمثل الأهمية النظرية والتطبيقية  في البحث الحالي کالتالي .

1-الأهمية النظرية:

‌أ-      سد الفجوة الکبيرة التي نشأت عن قلة المقاييس المصممة لهذه الفئة.

‌ب-   تزويد المکتبة العربية وبخاصة الأدبيات النفسية بأداة قياس متخصصة عملية وسهلة تراعي خصائص ضعاف السمع.

2-الأهمية التطبيقية: 

‌أ-      تقديم رؤية علمية وتطبيقية في مجال قياس وتقييم ذوى الاعاقة السمعية.

‌ب-   توفير أنشطة عملية جاذبة لضعاف السمع لا تشعرهم بالملل أو رهبه المقياس.

‌ج-     قد يفيد التدخل المبکر من خلال تطبيق المقياس في تصحيح أوجه القصور لدى المعاقين سمعيًا.

‌د-     يفيد المعلمين وأولياء الأمور في قياس مستوى مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع.

 محددات  البحث:

 تحددت نتائج الدراسة الحالية بالتلميذات ضعيفات السمع المشارکات بالدراسة من تلميذات مدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع بمدينة أسيوط وعددهم(50)تلميذة؛ لتقنين أدوات الدراسة، والمشارکين بالدراسة الأساسية وعددهم (20) تلميذة،والتي تتراوح أعمارهم الزمنية ما بين (9: 12)سنة، وبالمنهج شبه التجريبي،وبأدوات الدراسة المتمثلة في:مقياس تقدير مهارات اللغة الاستقبالية،برنامج تدريبي لتحسين مهارات اللغة الاستقبالية(إعداد الباحث)،وبالأساليب الإحصائية التي استخدمت للتحقق من کفاءة المقاييس،ولاختبار صحة الفروض،واستخلاص النتائج.

- المفاهيم الإجرائية للدراس

1-  مقياس (ABLLS- R)

يُعرّف مقياس ABLLS-R) (إجرائيًا بأنه: برنامج تقيمي  محکي المرجع، ومنهاج تدريس، ونظام متابعة لمهارات الأطفال الذين يعانون من اضطرابات اللغة الاستقبالية في الفئة العمرية من( 9- 12) سنة.

2-  مهارات اللغة الاستقبالية:

      تعرف مهارات اللغة الاستقبالية إجرائيًا بأنها: المهارات السمعية اللغوية التي يعمل على تنميتها البرنامج التدريبي المقترح في تنمية مهارات اللغة الاستقبالية، وهي محددة في أربعة أبعاد أساسية وهي الأول: الانتباه للأصوات والاستجابة لها، والثاني: التمييز الصوتي، والثالث: التعرف اللغوي، والرابع: استخدام اللغة الاستقبالية، ويعبر عنها بالدرجة التي تحصل عليها الطفلة على المقياس الذي أعده الباحث.

3-  ضعاف السمع Hard of Hearing:

     يُعرّف ضعاف السمع إجرائيًا: تلميذات مدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع لديهن إعاقة سمعية تتراوح ما بين(35 –70)ديسيبل، وتتراوح أعمارهن بين (9: 12) سنة.

اجراءات البحث:

أولًا: المشارکون بالدراسة:

ينقسم المشارکون بالدراسة الحالية إلى: الأفراد المشارکين بالدراسة الاستطلاعية، والأفراد المشارکين بالدراسة الأساسية.

      الأفراد المشارکون بالدراسة الاستطلاعية:تم الاختيار بطريقة عشوائية لـ(50) تلميذة من تلميذات مدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع بمدينة أسيوط للعام الدراسي 2020/2021، والتي تتراوح أعمارهم ما بين (9: 12) سنة وبمتوسط عمري (12.11) عام وانحراف معياري (1.89)، والهدف من العينة الاستطلاعية هو تحديد نوعية العينة وانتقاء وضبط الاختبارات والمقاييس وتقنينها والوقوف على کفاءة الأدوات (الصدق والثبات) وتحليل المفردات للاختبارات والمقاييس المستخدمة في الدراسة الحالية.

شارکين بالدراسة الأساسية.

1-  الأفراد المشارکون بالدراسة الأساسية:

بعد التحقق من کفاءة أدوات الدراسة السيکومترية وهي مقياس تقدير مهارات اللغة الاستقبالية، قام الباحث بالتطبيق على عددًا من تلميذات مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بنات بأسيوط، وقد اشتملت هذه العينة على (20) تلميذة، ممن تراوحت أعمارهم بين(9 - 12) عاماً بمتوسط عمري(11.8)عاماً، وانحراف معياري (1.90)، مقسمين بالتساوي إلى مجموعتين: المجموعة التجريبية، المجموعة الضابطة، کل منها تتضمن(10) تلميذات، وتم التجانس بين أفراد العينة من حيث درجة الذکاء – درجة الاعاقة السمعية – مستوى مهارات اللغة الاستقبالية.

ثانيًا: أداة  الدراسة:

    مقياس تقدير مهارات اللغة الاستقبالية لدى التلميذات ضعيفات السمع:  (إعداد الباحث)

    خطوات إعداد المقياس: قام الباحث بإعداد مقياس تقدير مهارات اللغة الاستقبالية لدى التلميذات ضعيفات السمع؛ بهدف الحصول على أداة سيکومترية تتناسب مع أهداف الدراسة الحالية وطبيعتها، وقد مر بناء المقياس بالخطوات التالية:

أ- خطوات إعداد المقياس: قام الباحث بإعداد مقياس مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع؛ بهدف الحصول على أداة سيکو مترية تتناسب مع أهداف الدراسة الحالية وطبيعتها، وقد مر بناء المقياس بالخطوات التالية:

-        الاطلاع على الدراسات السابقة المتعلقة بمهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع وذلک من خلال الاطلاع على الإطار النظري المتاح في هذا مجال وذلک لتحديد أکثر المهارات الضرورية لضعاف السمع في المرحلة العمرية (9: 12) سنة .

-        الاطلاع على بعض الکتابات النظرية والدراسات العربية والإنجليزية–کما جاء بالإطار النظري والمفاهيم الأساسية للدراسة-التي اهتمت بتحسين مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع.

-        الاطلاع على المقاييس السابقة والمتشابهة للمقياس الحالي ؛ حيث قام الباحث بتحليل المقاييس التي استخدمت في الدراسات السابقة وغيرها؛ وذلک للتعرف على النواحي الفنية في بناء المقياس، مع محاولة استخلاص الفقرات والمکونات التي أجمعت عليها تلک الدراسات، وربط هذه الفقرات والمکونات بأبعادها، وکذلک طرق وإجراءات إعداد هذه المقاييس، والخصائص السيکومترية للمقاييس وطرق حسابها،

-      في ضوء الإطار النظري للدراسة الحالية تم صياغة فقرات المقياس في صورتها الأولية بما يتناسب مع طبيعة وخصائص الأفراد المشارکين بالدراسة من التلميذات ضعيفات السمع؛ لتعبر عن مهارات اللغة الاستقبالية في (38) عبارة لها ثلاثة بدائل: (غالبًا – أحيانًا – نادرًا) علـى أن تکـون درجـات کل فقـرة علـى الترتيب (3–2–1) للعبارات الإيجابية،               و(1– 2–3) للعبارات السلبية، بحد اقصى لمجموع الدرجات (114) درجة، وبحد أدنى لمجموع الدرجات (38) درجة.

- تمت ترجمة ما أسفر عنه الاستقراء للإطار النظري للدراسة الحالية والمقاييس إلى أبعاد وعبارات إجرائية قابلة للقياس، ويتضمن المقياس أربعة أبعاد تشمل (38) فقرة.

أ- تصميم وإعداد المقياس في صورته المبدئية .

تم إعداد أبعاد المقياس وصياغة عباراته من خلال الاطلاع على الأطر النظرية والمقاييس السابقة وقد بلغ عدد عبارات المقياس في صورته الأولية (38) عبارة کما هو وارد في جدول رقم (1) يوضح أبعاد المقياس وعدد العبارات لکل مهارة وکيفية توزيع هذه العبارات:

جدول (1)

يوضح أبعاد المقياس وأرقام مفرداته کما هي واردة في الصورة المبدئية

مهارات اللغة الاستقبالية

ب-کفاءة المقياس:

أولاً- الصدق Validity

اعتمد الباحث في حساب صدق المقياس على ما يلي:

1- الصدق المنطقي (صدق المحکمين) Logical Validity

 تم عرض الصورة الأولية لمقياس مهارات اللغة الاستقبالية للتلميذات ضعيفات السمع على مجموعة من السادة المحکمين المتخصصين في مجال علم النفس والصحة النفسية، والذين کانت لهم دراسات أو أبحاث في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة، وضعاف السمع بصفة خاصة، أو أحد المتغيرات ذات الصلة بمهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع، وقد اشتملت تلک الصورة على (38) عبارة بهدف: التأکد من مناسبة العبارات للمفهوم المراد قياسه، ومدى مناسبة العبارة للبعد الذي تندرج تحته، وتحديد غموض بعض العبارات لتعديلها، وحذف بعض العبارات غير المرتبطة بمفهوم مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع، أو غير مناسبة لطبيعة وخصائص ضعاف السمع،

- وفي ضوء آراء المحکمين تم تعديل (4) عبارات (عبارة بالبعد الأول: مستوى الانتباه للأصوات والاستجابة لها، عبارة بالبعد الثاني: مستوى التمييز بين الصوتين، عبارة بالبعد الثالث: التعرف اللغوي، عبارة بالبعد الرابع استخدام اللغة الاستقبالية، وأن جميع عبارات القائمة قد حظيت على نسبة اتفاق تتراوح بين (84,6 % - 100 %).

- أصبح  مقياس مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع بمدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع بعد تعديل عباراته طبقا لآراء السادة المحکمين إلى (38) عبارة، وقد تم تطبيقه على التلميذات المشارکات بالدراسة الاستطلاعية وهي الصورة النهائية للمقياس. 

2- الاتساق الداخلي :وللتأکد من اتساق المقياس داخليًا قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات المقياس ودرجة البعد التي تندرج تحته والدرجة الکلية للمقياس،إضافة إلى حساب معامل الارتباط بين درجة البعد والدرجة الکلية للقائمة بعد تطبيقها على التلميذات المشارکات بالدراسة الاستطلاعية، ويوضح جدول(2)معاملات الارتباط.

جدول (2)

معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات مقياس مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع ودرجة البعد التي تندرج تحته والدرجة الکلية للمقياس(ن = 50)

** دال عند مستوى دلالة 0,01

يتضح من جدول 2) أن جميع معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة ودرجة البعد الذي تندرج تحته والدرجة الکلية للمقياس لدى التلميذات ضعيفات السمع بمدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع دالة عند مستوى 0,01.

3- الصدق التکويني:

قام الباحث بحساب معامل صدق المقياس، وذلک عن طريق حساب معامل الارتباط بين درجات التلميذات المشارکات بالدراسة الاستطلاعية على أبعاد مقياس مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع بمدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع الأربعة، وذلک باعتبار أن کل بعد من أبعاد المقياس يمکن أن يکون محکًا خارجيًا للأبعاد الأخرى، ويوضح جدول (3) قيم معامل الارتباط بين أبعاد المقياس الأربعة.

جدول (3)

قيم معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع

(ن =50)

** دال عند مستوى 0,01

       يتضح من جدول (8) أن جميع معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع بمدرسة  بنات للصم وضعاف السمع الأربعة دالة عند مستوى 0,01؛ مما يدل على أن المقياس يقيس جانبًا واحدًا، وهو مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع بمدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع.

ثانيًا- الثبات Reliability:

1-  طريقة ألفا کرونباک Alpha Cronbach Method:

     استخدم الباحث معادلة(ألفا کرونباک) وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات درجات أنواع الاختبارات والمقاييس المختلفة التى يستجيب فيه الفرد لعبارات المقياس وتؤدى هذه المعادلة إلى معامل الاتساق الداخلي لبيئة المقياس أو ما يعرف بمعامل التجانس، حيث تمثل قيمة معامل(ألفا کرونباک) الحد الادنى للقيمة التقديرية لمعامل ثبات الدرجات، أي أن قيمة معامل ثبات الدرجات عامة لا تقل عن قيمة کرونباک فإذا کانت قيمة معامل کرونباک مرتفعة فإن هذا يدل على ثبات درجات وبنود المقياس.(أمطانيوس نايف مخائيل، 2007،231).

وللتأکد من ثبات الاختبار قام الباحث بتطبيق الأداة على التلميذات المشارکات بالدراسة الاستطلاعية (ن =50)، وتم حساب نتائج قيم معامل ثبات ألفا کرونباک لمقياس مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع بمدرسة الأمل بنات للصم فکانت النتيجة کما هو موضح  بالجدول (4). 

2-  طريقة إعادة تطبيق الاختبار Test- Retest:

استخدم الباحث طريقة إعادة الاختبار؛ لحساب ثبات المقياس بعد تطبيقه على التلميذات المشارکات بالدراسة الاستطلاعية (ن =50)، بفاصل زمني أسبوعين بين التطبيق الأول والتطبيق الثاني، وتم حساب معامل الارتباط بين درجات العينة الاستطلاعية في التطبيق الأول، ودرجاتهن في التطبيق الثاني على المقياس ککل، ويوضح جدول (4) قيم معامل الثبات لمقياس مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع بمدرسة الأمل بنات للصم.

جدول (4)

قيم معامل ثبات مقياس مهارات اللغة الاستقبالية لدى ضعاف السمع بمدرسة الأمل بنات للصم بطريقتي ألفا کرونباک وإعادة تطبيق الاختبار(ن = 50)

يتضح من جدول (4) ارتفاع قيم معامل ثبات المقياس لدى التلميذات ضعيفات السمع بطريقتي ألفا کرونباک وإعادة تطبيق الاختبار؛ مما يشير إلى تمتع المقياس ککل وأبعاده الفرعية بدلالات ثبات مناسبة.

الزمن الذي يستغرقه تطبيق المقياس.

لقد تم إجراء دراسة استطلاعية لمعرفة متوسط الزمن الذي يستغرقه المقياس؛               حيث تم تطبيقه على عينة قوامها (50) تلميذة من تلميذات مدرسة الأمل بنات للصم وضعاف السمع بإدارة التربية الخاصة بمحافظة أسيوط، وتم حساب متوسط الزمن المستغرق لتطبيق المقياس فکان المتوسط الزمني (30) دقيقة، وذلک عن طريق جمع الأزمنة المستغرقة مقسومة على عدد التلميذات.