استراتيجيات مواجهة الضغوط لدى طلاب المرحلة الإعدادية الموهوبين منخفضي التحصيل الدراسي بمحافظة أسيوط

                            کلية التربية

       کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

مجلة دراسات في مجال الارشاد النفسي والتربوي– کلية التربية– جامعة أسيوط

                    =======

    استراتيجيات مواجهة الضغوط  لدى طلاب المرحلة الإعدادية الموهوبين منخفضي التحصيل الدراسي بمحافظة أسيوط

إعداد

هالة إبراهيم على محمد

    أ.د/ منتصر صلاح عمر                      د/ نهلة عبدالرزاق

              أستاذ علم النفس التربوى                         مدرس علم النفس التربوى

- قسم علم النفس–کلية التربية -جامعة أسيوط      قسم علم النفس-کلية التربية جامعة أسيوط

                             }     االمجلد الرابع  – العدد الثالث –  يوليو  2021م {

https://dapt.journals.ekb.eg

Your username is: ali_salah790@yahoo.com

Your password is: ztu6y8qupw

المستخلص:

     يهدف هذا البحث إلى التعرف على الاستراتيجيات التى يستخدمها الطلبة الموهوبين منخفضى التحصيل لمواجهة الضغوط النفسية، ومدى إختلاف هذه الاستراتيجيات تبعاً للنوع والصف الدراسى ، ولتحقيق تلک الأهداف تم استخدام مقياس أساليب التعامل مع الضغوط النفسية (Carver; Seheier& Weintraub,1989) تعريب/ عليان والکحلوت (2016) ، وتم تطبيقه على عينة من الطلبة الموهوبين منخفضى التحصيل من المرحلة الإعدادية بأسيوط ، بلغ عددها (43) طالب/ طالبة ، وبعد تطبيق أداة الدراسة تم التوصل إلى النتائج التالية: جاءت استراتيجية طلب الدعم العاطفى فى مقدمة الاستراتيجيات التى يستخدمها الطلاب الموهوبين منخفضى التحصيل لمواجهة الضغوط النفسية ، تلتها استراتيجية الانسحاب السلوکى فى المرکز الثانى، وحصلت إستراتيجيات الإنکار والشرود العقلى والسخرية على المراکز الثالث والرابع والخامس على التوالى ، فى حين تساوت إستراتيجيات التقبل والتحکم فى الانفعالات فى المرکز العاشر ، استراتيجيتى التدعيم الاجتماعى والتخطيط فى الترتيب الثانى عشر ، وکانت إستراتيجية إعادة التقييم الإيجابى أقل الإستراتيجيات إستخداماً لديهم، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى لمتغير الجنس فى معظم إستراتيجيات المواجهة ، بإستثناء إستراتيجيتى التکيف الروحانى الدينى الذى کانت الفروق فيه دالة عند مستوى(0,01) لصالح الذکور ، التحکم فى الإنفعالات عند مستوى(0,05) لصالح الذکور، لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الموهوبين منخفضى التحصيل فى استخدام إستراتيجيات مواجهة الضغوط تبعاً لمتغير الصف الدراسى بإستثناء ثلاث استراتيجيات هى (إعادة التقييم الإيجابى، الشرود العقلى ، الانسحاب السلوکى ) .

الکلمات المفتاحية : الضغوط النفسية – استراتيجيات مواجهة الضغوط – الموهوبين منخفضى التحصيل

Abstract:

     This research aims to identify the strategies used by gifted students with low achievement to cope with psychological stress, and the extent to which these strategies differ according to type and grade. 2016), and it was applied to a sample of gifted students with low achievement from the preparatory stage in Assiut, which numbered (43) male/female students. After applying the study tool, the following results were reached:

- The emotional support strategy came at the forefront of the strategies used by gifted students with low achievement to face psychological stress, followed by the behavioral withdrawal strategy in the second place, and the strategies of denial, mental wandering and sarcasm got the third, fourth and fifth places, respectively, while the strategies of acceptance and control of emotions were equal in terms of Tenth place, the strategies of social support and planning in the twelfth rank, and the positive re-evaluation strategy was the least used strategy by them.

- There are no statistically significant differences due to the gender variable in most of the coping strategies, with the exception of the two strategies of spiritual and religious adjustment, in which the differences were significant at the level (0.01) in favor of males, and the control of emotions at the level (0.05) in favor of males.

- There are no statistically significant differences between the gifted with low achievement in the use of strategies for coping with stress according to the variable of the grade, with the exception of three strategies (positive re-evaluation, mental wandering, behavioral withdrawal).

Keywords: psychological stress - strategies for coping with stress - gifted students with low achievement

مقدمه:

   الموهوبون هم الثروة الحقيقية لأى مجتمع وهم عمادها وذخيرتها ، وهم الاستثمار الحقيقى الذى يجب أن يستثمر لبناء المجتمعات ، کما أن الاهتمام بهم هو اهتمام موجه أساساً نحو المستقبل ، لذا فإن رعايتهم مبکراً أصبح لزاماًعلى المجتمع عامة والقائمين بالتربية والتعليم خاصة حتى يمکن التعرف على حاجاتهم ومشکلاتهم وصقلهم بالمهارات والاستراتيجيات التى تُساعدهم على التوافق مع التطورات السريعة والمتلاحقة بکفاءة واقتدار .

    وحتى وقت قريب کنا نعيش تحت مظلة أسطورة مفادها أن الموهوبين هم الأفضل توافقاً وأقل إضطراباً من العاديين، کما يُتَوقع أن تحصيلهم الدراسى مرتفع دائماً، وهذا القطع أمر يُجانبه الصواب.

    فبالرغم من تمتع الموهوبين بخصائص وسمات إيجابية ، إلا أن دراسات                         ( Barber-Marsh, 2007; Chan, 2009 ;  المللى، 2010؛ الحوامدة وبنات، 2012 ؛ Rinju& Baby,2012 ؛ خالد البلاح ،2015) أشارت إلى معاناتهم من العديد من الضغوط والمشکلات النفسية والإنفعالية ، وقد صنف Ringu& Baby(2014) الضغوط النفسية التى يُعانى منها الطلبة الموهوبين فى إثنى عشر بُعداً تترکز حول أربعة مجالات رئيسية هى (الضغوط الشخصية، الضغوط الأکاديمية، الضغوط الاجتماعية، الضغوط المستقبلية)، کما أکدت دراسات (Russell,1993; Herbert, 2000) أن التحصيل الدراسى يُعد من أهم مصادر الضغط لديهم . 

   وأيدت ذلک نتائج دراسة(Abu Bakar& Ishak, 2014) والتى توصلت إلى أن الطلبة الموهوبين يُعانون من الاکتئاب والقلق والضغوط النفسية  ، وأضاف  (Prabu,2015)أن الضغوط ذات طبيعة تراکمية عبر الوقت لترتبط بظهور العديد من الأعراض النفسية کضعف الثقة بالنفس والقابلية للاستثارة والعدوان ، والأعراض النفس جسمية کالشعور بالإنهاک الجسدى ، التوتر العضلى والصداع ، وقد تکون سبباً فى ظهور بعض السلوکيات غير التوافقية کسوء استخدام العقاقير والتورط فى بعض المشکلات والسلوکيات غير القانونية .

    واتفق معهم کل من (حسين وحسين، 2006 ؛ مدا الله الرويلى، 2015 ؛              محمد عمر، 2018)

      فى أن ضغوط الموهوبين قد تسبب لهم سوء التکيف النفسى والاجتماعى ، مما يؤثر فى ضعف ، مستوى الآداء ، العجز عن ممارسة الحياة ، انخفاض الدافعية للعمل ، والشعور بالإنهاک النفسى.

    ونَبَّه جروان (2002) أن بعض الضغوط والأزمات التى يتعرض لها الموهوبون قد تتفاقم فى مرحلة عمرية أو دراسية معينة ، وقد يرتبط بعضها بالذکور أو الإناث، وأنه کلما زادت درجة الموهبة والتفوق إزدادت الاحتمالات بأن تشتد الأزمات والمشکلات لديهم .

    الأمر الذى يؤدى إلى ظهور الکثير من الاضطرابات الانفعالية والتى تؤثر سلباً على عملية التعلم ، وتنعکس نتائج ذلک على التحصيل الدراسى للموهوب ، فتظهر لدينا فئة           مزدوجة الخصوصية (Twice Exceptional) هى فئة الموهوبين منخفضى التحصيل  Gifted Underachievers. 

    والذين عرفتهم سلفيا ريم (2003) بأنهم" أولئک الذين يظهر لديهم التناقض بين الآداء الاکاديمى کما يُقاس بالاختبارات التحصيلية والقدرات العقلية والابتکارية کما تعکسها اختبارات الذکاء والتفکير الابتکارى" (ريم الشامى، 2020، 162)

    وتتسم هذه الفئة بأنها تُعانى من مجموعة أخرى من الضغوط تُضاف إلى                ما سبق ذکره ، ألا وهى الضغوط المرتبطة بالإنخفاض التحصيلى، والتى وضحتها دراسة (Cheraghian, Heidari, 2016) فى أنهم يتعرضون إلى ضغوط أکاديمية تؤدى إلى عدم الحماس فيما يتعلق بالمواد الدراسية ، وضعف الحضور فى الصفوف، عدم المشارکة فى الأنشطة الصفية، الشعور بالإعاقة فى تعلم المواد ، وما يترتب على ذلک من انفعالات سلبية تجاه العملية التعليمية .

    ويترتب على هذه الضغوط اضطراب فى سلوک الطالب ، وفى النواحى التربوية والتعليمية ، وتنشأ لديه مشکلات أخرى مثل الخوف من الوسط المدرسى ، الهروب من المدرسة ، قلق الامتحان ، وقد أشارت دراسات (Rimm,2002; Heskett,2001) إلى أسباب انخفاض التحصيل لدى الموهوبين منخفضى التحصيل منها ( نقص الدافعية ، إنخفاض تقدير الذات ، عدم التحکم فى الإنفعالات وخاصة عند الغضب ، قلق الامتحان ).

    وتُشير دراسة مريم سعداوى (2016) أن المشکلة لاتکمن فى الضغط أو فى الموقف الضاغط فى حد ذاته إنما فى إستراتيجية تعامله مع هذا الموقف ، أى إستراتيجة المواجهة (Coping) ، والتى يُعبر عنها (Lazarus) بأنها " تلک الجهود السلوکية والمعرفية التى يتّبعها الفرد لمواجهة المواقف الضاغطة التى يتم بذلها کرد فعل للضغوط النفسية ".

    وتختلف إستراتيجيات المواجهة من فرد لآخرومن موقف لآخر ، وهذا يعتمد على الطاقة الشخصية للفرد والمهارات التى يتمتع بها والتى تُمکنه من إصدار الاستجابة الملائمة للموقف الذى يُشکل له ضغطاً . (مريم سعداوى، 2016، 66)

    حيث أوضح کلاً من Wethington, Kessler, 1991)) أن الأفراد يختلفون فى الاستجابة للمواقف الضاغطة من حيث الاستراتيجيات المستخدمة ، فهى تتضمن عوامل تتعلق بخصائص شخصية الفرد مثل نمط الشخصية ، مرکز الضبط ، فاعلية الذات ، والصلابة النفسية .(حسين، حسين ، 2006 ، 122)، وهذه العوامل يختلف فيها الموهوبون منخفضى التحصيل عن أقرانهم من مرتفعى التحصيل ، حيث تتميز الفئة الأولى ببعض السمات المميزة ، والتى ذکرتها دراسة (Terman& Oden,1974) فى انهم يتميزون بأن ثقتهم في             قدراتهم قليلة أو معدومة ، وکذلک يشعرون بعدم الثقة ، الرفض من الآخرين ، والعدوانية.                          ( فايزة بليح، 2021، 505)

    والموهوبون فى سبيل المحافظة على مکانتهم يستخدمون استراتيجيات مواجهة خاصة حتى يحققون التوازن بينهم کأشخاص يصيبون ويخطئون ويمارسون أنشطتهم وهواياتهم ، وبين ضغوط وصمة الموهوبين التى تحيط بهم وتبنى حولهم جداراً من الکمالية العصابية يجعلهم لايشعرون بالرضا عن الحياة ، وکذلک وصمة الإنخفاض التحصيلى ، والذى قد يؤدى بهم إلى إخفاء مواهبهم أو إنکارها تحقيقاً للمسايرة الاجتماعية . ( خالد البلاح، 2015، 28)

    ومن هنا تأتى أهمية إستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية ، والتى قد تکون إستراتيجيات إيجابية بناءة تتعامل مع المشکلة بشکل مباشر أو استراتيجيات سلبية تتمثل فى تجنب المشکلة والهروب منها والالتفاف حول المشکلة . ( خالد القحطانى وعبدالله القحطانى، 2021 ، 76) 

ومن خلال مراجعة الأطر النظرية المتعلقة بموضوع البحث تبين الآتى :

- أن هناک علاقة بين الضغوط النفسية والصحة النفسية والجسمية وقدرة الفرد المعرفية والإدراکية ، وأنه عندما تُترک هذه الضغوط دون مواجهة ، ودون ممارسات من شأنها أن تقلل من آثارها ، فإنها تترک آثاراً سلبية قد تکون مهددة ومدمرة أحياناً لحياة الفرد ، وکذلک المحيطين به . (النوايسة، 2007؛ الضفيرى والشمرى والمرابحة، 2015)

- أن أساليب واستراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية تلعب دوراً بارزاً فى الحد من معاناة الفرد        من الضغوط أو إضطرابات عدم التوافق، وأن الفرد الذى لايملک المهارات المناسبة لمواجهة المشکلات هو الاکثر قابلية للتعرض للضغوط النفسية ، وعلى العکس من ذلک فالفرد القادر على التوافق والتعامل مع المشکلات التى تواجهه يکون أقل عرضة للضغوط النفسية ، وتقل  معها معاناته من المواقف الضاغطة ، أى أن علاج الضغوط النفسية لا يتم بالتخلص منها ، وإنما بالمواجهة والتعايش الإيجابى معها ومعالجة نتائجها السلبية .

- ندرة الأبحاث التى تناولت موضوع المواجهة لدى الطلاب الموهوبين منخفضى التحصيل-

  على حد علم الباحثة .

    وتلک المبررات دفعت الباحثة لدراسة هذا الموضوع والذى يتناول استراتيجيات مواجهة الضغوط النفسية لدى الموهوبين منخفضى التحصيل وعلاقته ببعض المتغيرات الديموجرافية لدى طلاب المرحلة الإعدادية ، لما لهذا الموضوع من أهمية ، ولما لهذه الفئة من قيمة تُسهم فى بناء وتطوير المجتمع ، وخاصة إذا تم توجيهها التوجية السليم ، وتنمية مالديها من قدرات وإبداعات ، فإنها تحقق لهم المزيد من التوافق والصحة النفسية ، ولندرة الأبحاث العربية التى تناولت الضغوط النفسية لدى الموهوبين منخفضى التحصيل واستراتيجيات مواجهتها ، وکذلک إغفال المسئولين عن العملية التعليمية رعايتهم وتقديم الدعم لهم ، مما يسبب العجز والقصور فى رعايتهم رعاية شاملة ، ويحرم المجتمع من طاقات وقدرات هو فى أمس الحاجة إليها .

مشکلة البحث:

    ظهرت مشکلة البحث من خلال عمل الباحثة کأخصائية إجتماعية ومسئولة بإدارة الموهوبين والتعلم الذکى بمديرية التربية والتعليم بأسيوط ، حيث لاحظت أن بعض الطلاب الذين أظهروا موهبة متميزة فى مجالات متنوعة أبرزها المجال الفنى والموسيقى والرياضى کانت لديهم مجموعة من المشکلات ، وبتقصى الأمر من السادة مسئولى الموهوبين بمدارسهم تبين أن هؤلاء الطلاب يعانون من أکثر من مشکلة فى الوقت ذاته فمن جانب يتمتع هؤلاء الطلاب بموهبة متميزة ولکنهم من الجانب الآخر تحصيلهم الدراسى لا يرقى إلى المستوى المتوقع منهم بل إنه قد يصل بالبعض منهم إلى الرسوب فى صفه ، ومن خلال عقد مقابلات مع هؤلاء الطلاب ومناقشتهم حول ذلک تبين أنهم يعانون من مجموعة من الضغوط والتى يتعلق بعضها بالمدرسة أو الأسرة أو المجتمع الخارجى .

    کما لاحظت الباحثة أن موهبة هؤلاء الطلاب قد تکون عرضة للإهمال ، وذلک لأنه من المعتاد أن يرکز الأهل والقائمون بالعملية التعليمية على جوانب الضعف والقصور من ناحية التعلم ولکنهم لا يعيرون إنتباهاً لجوانب القوة أو التميز ، بل إنهم قد لايشعرون بمواهب هؤلاء الطلاب أصلاً مما يجعل هذه المواهب عرضة للإهمال .

    وقد أشارت دراسات (الملاحة وأبو شقة ، 2011 ؛ سيد سلمان، 2017) أن من 15-50% من الموهوبين يعانون من مشکلة الانخفاض التحصيلى ، وبالتالى فإن إهمالهم يُمثل إهداراً للثروة البشرية . 

    الأمر الذى يُحتم علي العاملين فى مجال تربية الموهوبين ضرورة الاهتمام بهذه الفئة والکشف عن احتياجاتهم ومشکلاتهم ، والتعرف على الاستراتيجيات التى يستخدمونها لمواجهة تلک المشکلات ، حتى يمکن تدعيم الاستراتيجيات الإيجابية التى تؤدى بهم إلى تحقيق التکيف النفسى والاجتماعى ، وهو ما ينعکس على إمکانية توظيف إمکاناتهم وقدراتهم واستثمارها فى خدمة أنفسهم ومجتمعهم . 

 ومن خلال ماسبق تتبلور مشکلة البحث الحالى فى التعرف على أکثر الإستراتيجيات استخداماً من قِبَل الطلاب الموهوبين منخفضى التحصيل فى مواجهة الضغوط النفسية ، وهل تختلف هذة الاساليب باختلاف الجنس والصف الدراسي .

أهداف البحث : يهدف البحث الحالى إلى :

1- التعرف علي استراتيجيات مواجهة الضغوط الأکثر استخداماً لدي الطلبة الموهوبين منخفضي التحصيل من المرحلة الإعدادية .

2- التعرف علي الفروق بين الذکور والاناث في استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط.

3- التعرف علي الفروق بين الصفوف الدراسيه في  استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط.

أهمية البحث  :

تتضح الأهمية النظرية للبحث من خلال :

- محاولة التأصيل التربوى لمفهوم استراتيجيات مواجهة الضغوط کأحد المتغيرات الحديثة فى   مجال علم النفس  الإيجابى ، ويعتبر البحث من البحوث الجديدة التى سوف تُسهم فى فتح  المجال أمام الباحثين لدراسة مثل هذه المتغيرات فى ميدان التربية الخاصة بصفة عامة ، ولدى الموهوبين منخفضى التحصيل بصفة خاصة .

- يتناول البحث فئة مهمة ينبغى رعايتها والاستثمار فيها وهى فئة الموهوبين منخفضى التحصيل ، حيث أشار الفيل(2020) إلى أن هذه الفئة تعانى من تجنب وتجاهل المعلمين لهم فى البيئة العربية .

- ندرة البحوث العربية المتعلقة بدراسة استراتيجيات مواجهة الضغوط لدى الموهوبين منخفضى

  التحصيل. 

وتتضح الأهمية التطبيقية للبحث فى أنه :

 - يساعد فى توجيه نظر القائمين على برامج تربية الموهوبين على إدراج موضوع إستراتيجيات

  مواجهة الضغوط  کموضوع أساسى فى برامج التوجيه والإرشاد النفسى والتربوى لهم نظراً

  لأهميته فى تشکيل شخصيتهم ونموهم بصورة إيجابية. 

- يساعد البحث الحالى فى تقديم مجموعة من التوصيات تعمل على توجيه القائمين على رعاية

   هذه الفئة وصناع القرار إلى تبنى إستراتيجيات وآليات من شأنها النهوض بمستواهم والحفاظ

   على مواهبهم ، الأمر الذى ينعکس فى النهاية على رُقى وتقدم المجتمع .

مصطلحات البحث :

- الضغوط النفسية Psychological Stress :

    تتبنى الباحثة تعريف زينب شقير (2002،166) : بأنها " هى مجموعة من المصادر الخارجية والداخلية الضاغطة التى يتعرض لها الفرد فى حياته ، وينتج عنها ضعف قدراته عن إحداث الإستجابة المناسبة للموقف ، وما يُصاحب ذلک من إضطرابات إنفعالية وفسيولوجية تؤثر على الجوانب الشخصية الأخرى لدى الفرد "

- استراتيجيات مواجهة الضغوط Coping stratiges :

    يُعرفها ( Carver; Seheier& Weintraub,1989 ) بأنها " مايبذله الفرد من مجهود فى مواجهته للمواقف والأحداث والتى هى مجموعة من الأنشطة أو الخطط التى يسعى الفرد من خلالها للتعامل مع المواقف الضاغطة لحلها أو التقليل من آثارها "   

    وتُعرّف إجرائياً بأنها جهود الطالب الموهوب منخفض التحصيل للتغلب والسيطرة على أحداث ومواقف الحياة الضاغطة ، سواء کانت هذه الجهود معرفية أو سلوکية أو إنفعالية ، إيجابية أو سلبية ، من أجل تحقيق التوافق النفسى والاجتماعى للطالب .

- الموهوبين منخفضى التحصيل Gifted Underachievers :

     هم" أولئک الذين يظهر لديهم تناقض بين الآداء الأکاديمى کما يُقاس بالاختبارات التحصيلية ، والقدرات العقلية والابتکارية کماتعکسها اختبارات الذکاء والتفکير الابتکارى" (Rimm,2003)

     ويُعرّف إجرائياً بأنهم " الطلاب الذين لديهم إستعدادات وقدرات عقلية غير عادية وآداء متميز فى مجال أو أکثر من مجالات الموهبة ، يُستدل عليها من خلال حصولهم على درجة مرتفعة على اختبار المصفوفات المتتابعة لرافن ، اختبار إبراهام للتفکير الابتکارى ، بالإضافة إلى ترشيحهم من قِبَل معلميهم ، قوائم تقييم الموهبة ، ولکنهم يُعانون من ضعف التحصيل الدراسى سواء فى مادة أو أکثر مقارنة بأقرانهم ، ويُستدل علي ذلک من خلال درجاتهم التحصيلية المدرسية . 

محددات البحث :

تتحدد تعميم نتائج البحث الحالى بالمحددات الآتية :

1- محددات بشرية: يتحدد البحث الحالى بعينة من الطلاب الموهوبين منخفضى التحصيل ممن تراوحت أعمارهم ما بين ( 12 -  15) سنة .

2- محددات موضوعية: اقتصرت هذه الدراسة على استراتيجيات مواجهة الضغوط لدى الطلاب
    الموهوبين منخفضى التحصيل بالمرحلة الإعدادية بأسيوط .

3- محددات مکانية: حُددت الدراسة مکانياً بثمانية مدارس من المرحلة الاعدادية بمدينة أسيوط وهى مدارس (الحمراء الرياضية للبنات - سميح السعيد الرياضية للبنين – الخياط الإعدادية  بنات – الزهراء الإعدادية بنات – الحمراء الإعدادية العامة – أسماء بنت أبى بکر الاعدادية بنات – نزلة عبداللاه الاعدادية المشترکة ) .

4- محددات زمانية : تم تطبيق أدوات البحث الحالى خلال العام الدراسى 2018/ 2019 م 

فروض البحث :

1- ما أکثر استراتيجيات مواجهة الضغوط استخداماً لدي الموهوبين منخفضي التحصيل؟

2- لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات رتب درجات الطلاب الموهوبين منخفضى التحصيل في استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط تُعزي للجنس.

3- لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات رتب درجات الطلاب الموهوبين منخفضى التحصيل في استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط تُعزي للصف الدراسي.

منهج البحث وإجراءاته :

أولاً : منهج البحث Methodology:

   اتبعت الباحثة المنهج الوصفى التحليلى ، الذى يستخدم فى توصيف المشاکل العلمية بدقة، ثم إخضاع البيانات للتحليل والتفسير وصولاً لاستنتاجات إيجابية تخص المشکلة               موضوع البحث .

ثانياً : مجتمع البحث :

   يتکون مجتمع البحث الأصلى من جميع الطلاب الموهوبين  منخفضى التحصيل من المرحلة الإعدادية بصفوفها الثلاثة المقيدين ببعض مدارس أسيوط خلال العام الدراسى 2018/2019م

ثالثاً : عينة البحث :

أ- عينة تقنين الادوات :

     تم اختيار عينة إستطلاعية بالطريقة العشوائية قوامها (147) طالب وطالبة من مدارس المرحلة الإعدادية ، يتراوح العمر الزمنى لهم مابين (12-15) سنة بمتوسط عمرى قدره (44,13) وانحراف معيارى قدره (994,0)، واستخدمت الباحثة بيانات هذه العينة بهدف التحقق من صدق وثبات أدوات البحث.

ب- العينة الميدانية : 

     تکونت عينة البحث من (43) طالب وطالبة من الطلاب الموهوبين منخفضى التحصيل بالمرحلة الإعدادية بصفوفها الثلاثة ممن تتراوح اعمارهم بين (12-15) سنة ، والجدول التالى يوضح توزيع افراد العينة .                         

جدول رقم ( )

يوضح توزيع عينة البحث حسب متغيرات النوع والصف الدراسى

رابعاً: أدوات البحث :

   استخدمت الباحثة عدد من الأدوات لتحقيق اهداف البحث وهى تتمثل فى :-

- ترشيحات الموهوبين :

    قام مسئولى الموهوبين بالمدارس المشارکة فى البحث - بناءً على طلب الباحثة-            بإعداد قائمة باسماء التلاميذ الموهوبين فى المجالات المختلفة بکل مدرسة .^([1])

- قوائم تقييم الموهبة :

     اعتمدت الباحثة على قوائم تقييم الموهبة المعتمدة من الإدارة العامة للموهوبين         والتعلم الذکى بوزارة التربية والتعليم المصرية ⁽¹⁾ والواردة فى النشرة التوجيهية للموهوبين          للعام الدراسى2018/ 2019 والتى تم نشرها واعتمادها لاکتشاف الطلاب الموهوبين بمدارس مصر ، وهى تشتمل على سبعة مجالات ( المجال اللغوى – المنطقي الرياضي–          الحرکي والجسماني – مجال المواهب المکانية -  المواهب الموسيقية – المواهب الاجتماعية – المواهب الشخصية)

- اختبار المصفوفات المتتابعة المعيارى لــ Raven: (SPM)                                     (Standard Progressive  Matrices )(تعريب وتقنين فؤاد ابو حطب 1977)

- اختبار ابراهام للتفکير الابتکارى :     (تعريب وتقنين / مجدى حبيب 2001)

- درجات التحصيل الدراسى : تم الاستعانة بالسجلات المدرسية الخاصة بدرجات التلاميذ فى نهاية العام الدراسى المنقضى 2017 ، 2018 م .

- مقياس استراتيجيات مواجهة الضغوط  لدى الموهوبين منخفضى التحصيل :

       تم الاعتماد على قائمة أساليب مواجهة الضغوط لـ Carver, Scheier, Weintruab (1989) : (تعريب/ عليان والکحلوت، 2016)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- أنشئت الإدارة العامة للموهوبين والتعلم الذکى بوزارة التربية والتعليم المصرية  وبدأت العمل فعلياً في          أغسطس 2015 .

1- الهدف من المقياس ووصفه:

     أُعدت هذه القائمة فى الأصل للتعرف على الطرق والأساليب التى يتبعها الافراد فى مواجهة الضغوط ، وتکونت القائمة فى صيغتها الأصلية من 15 أسلوب / إستراتيجية               مواجهة ، بحيث يشتمل کل منها على (4) عبارات ، وتتدرج الدرجات من (1-4) على   التوالى للخيارات (أبداً- نادراً- احياناً- غالباً) ولاتوجد عبارات عکسية ، وتتراوح درجة          کل فرد على کل أسلوب / بين (4-16 درجة): والدرجة المنخفضة على کل أسلوب          تعنى استخدام منخفض لأسلوب مواجهة الضغط ، والمرتفعة تعنى استخدام مرتفع لأسلوب مواجهة الضغط ، وقام مُعرّب المقياس بحذف البُعد الخاص باستخدام الکحول والمنبهات کونه لايتفق مع الدين الإسلامى والعادات والتقاليد فى المجتمع ، وبذلک أصبح المقياس يتکون من (14) استراتيجبة .

2- صدق الاختبار Test Validity:

1- صدق المحکمين :

   تم عرض المقياس على عدد من الاساتذة المتخصصين فى علم النفس التربوى والصحة النفسية وعددهم (8) بهدف التأکد من سلامة اللغة وصلاحية استخدامها مع أفراد العينة ، وقد اعتمدت الباحثة على "معادلة کاندل" لحساب نسبة اتفاق المحکمين ، والتى بلغ مقدارها (80%) على عبارات المقياس .

2- الصدق العاملى الاستکشافى Factorial Validity:                                      

     والذى تم حسابه من خلال برنامج SPSS باستخدام طريقة المکونات الأساسية Principle Component  وبعد التدوير المتعامد بطريقة الـ Varimax و حذف التشبعات أقل من 30, 0، تم استخلاص أربعة عشر عامل تشبعت بهم تشبعاً جوهرياً لتصبح بنوداً للمقياس ، وهى تُفسر(481,54 %) من التباين

جدول ()

يوضح نتائج التحليل العاملى لمقياس استراتيجيات مواجهة الضغوط

      ومن الجدول السابقة يتبين أن معامل صدق التحليل العاملى للمقياس               (مجموع الجذور الکامنة *)  وهى تدل على أن المقياس يتمتع بمعامل صدق جيد .                   (30,51)

(2) ثبات الاختبار  :

استخدمت الباحثة لقياس الثبات ما يلى :

(أ) معامل ألفا کرونباخ Cronbach's Alpha: وبلغت قيمة معامل الثبات للمقياس ککل(834,0) (ب) طريقة التجزئة النصفية : حيث استخدمت معادلةGuttman Split-Half Coefficient  للتجزئة النصفية بين البنود الفردية والبنود الزوجية، وبلغت نسبة الثبات بهذه الطريقة (804,0).

 ومن خلال الطريقتين السابقتين يتبين أن المقياس يتمتع بمعامل ثبات مرتفع .

سادساً : المعالجة الإحصائية :

   لمعالجة البيانات استخدمت الباحثة البرنامج الإحصائى (SPSS) والاعتماد على الأساليب الإحصائية التالية :

-      معامل ارتباط بيرسون للتحقق من ثبات مقياس استراتيجيات مواجهة الضغوط . 

-      اختبار"ت" للکشف عن دلالة الفروق فى استخدام الاستراتيجيات تبعاً لمتغير الجنس .

-      المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمعرفة أکثر الاستراتيجيات استخداماً           لدى الطلبة.

-      تحليل التباين الأحادى (ANOVA) للکشف عن دلالة الفروق فى الاستراتيجيات تبعاً لمتغير الصف الدراسى.

-      إختبارL.S.D. للمقارنات البعدية للکشف عن مواقع الفروق بين مجموعات البحث.

خامساً : نتائج البحث ومناقشتها :

     وللإجابة عن هذا السؤال تم حساب المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية  لدرجات استجابة الطلبة الموهوبين منخفضى التحصيل على المقياس المستخدم لقياس استراتيجيات مواجهة الضغوط  ، وتم ترتيب درجة الاستجابة وفقاً للمتوسط الحسابى ، والجدول رقم ( ) نتائج التحليل .

جدول (  )

يوضح المتوسطات والانحرافات المعيارية لدرجات أفراد العينة على مقياس استراتيجيات مواجهة الضغوط

يتضح من الجدول أن :

- استراتيجية" طلب الدعم العاطفى" هى الاستراتيجية الأکثراستخداماً من قبل الموهوبين منخفضى التحصيل حيث احتلت الترتيب الأول ، ويمکن تفسير ذلک فى ضوء السمات المميزة لهذه الفئة من إنخفاض فى مفهوم الذات و ضعف الثقة بالنفس ممايجعلهم يبحثون عن الدعم والمساندة العاطفية من الآخرين، کما يمکن تفسيره فى ضوء المرحلة النمائية التى يمرون بها ، ففى هذه المرحلة يميل المراهق إلى کسب التأييد والتعاطف ممن حوله للحصول على تأييد قيمى أو أخلاقى .

- جاء الانسحاب السلوکى فى الترتيب الثانى ويُعبر ذلک عن ضعف الجهود التى يبذلها الموهوب منخفض التحصيل من أجل مواجهة الحدث الضاغط  للدرجة التى قد يتخلى فيها عن أهدافه المرتبطة بهذ الحدث ، ويمکن تفسير ذلک فى ضوء خصائصهم الشخصية حيث نجد أنهم يميلون إلى الانسحاب من المواقف نظراً لعدم ثقتهم فى قدراتهم ورغبتهم فى المسايرة الاجتماعية والتى قد تؤدى بهم إلى إخفاء مواهبهم فى سبيل الحصول على           دعم الأقران .

- حصلت استراتيجيات الإنکار والشرود العقلى والسخرية على المراکز الثالث والرابع والخامس على التوالى ، وکانت المتوسطات الحسابية لهم متقاربة (42,10- 33,10- 12,10) ، وهو مايمکن تفسيره بسيطرة بعض الأفکار الخاطئة "اللاعقلانية" عليهم حيث يعتقد الموهوب منخفض التحصيل أنه بإنکار وقوع الحدث الضاغط قد يتمکن من تفادى تأثير المشکلة فيقوم بتصغير حجم هذا الحدث أو إنکاره أو التفکير بأن الأمر غير حقيقى، ويستعين فى ذلک بإحدى الطريقتين إما بالشرود العقلى والاستغراق فى أحلام اليقظة أوالهروب العقلى بالنوم أو مشاهدة التلفاز، وإما أن يسخر من الموقف فيتعامل معه بشکل هزلى فيلجأ للضحک والمزاح وقول النکات .

- کما جاءت إستراتيجيات (إشغال الذهن بالتفکير،الترکيز والتفريغ الإنفعالى، التکيف الروحانى الدينى، التعامل الفعال النشط) فى المراکز من السادس إلى التاسع على التوالى ، أى أنه يتم استخدامها بصورة متوسطة تبعاً لطبيعة الموقف الضاغط ، الوسط الذى حدث فيه ، ومدى إستعداد الفرد له ، مقدار الوقت المتاح أمامه للتعامل مع مصدر الضغط .  

- تساوت استراتيجيتى التقبل والتحکم فى الانفعالات فى المرکز العاشر بمتوسط حسابى (23,9) وانحراف معيارى (70,1) ، وترى الباحثة أن الاستراتيجيتين ترتبطان کلاهما ببعض ، وتفسر ذلک بأن الفرد عندما يصل إلى مرحلة قبول الأمر الواقع والتسليم به فإنه يحاول التعامل مع الموقف ومواجهته بصوة تکيفية کأن يسعى لتذکر خبرة سابقة تتعلق بهذا الموقف ، أو يحاول التروى وعدم إصدار استجابة مندفعة فينتظر اللحظة المناسبة التى يقوم فيها بعمل ما يتناسب وطبيعة الموقف الضاغط .

- کذلک تساوت إستراتيجيتى التدعيم الاجتماعى القائم على جمع المعلومات والتخطيط فى المرکز الثانى عشر وهو مايمکن تفسيره فى ضوء مايتميز به الطلاب الموهوبين منخفضى التحصيل من خصائص مثل الاندفاعية ، تشتت الانتباه ، وتعدد الاهتمامات ، والنزعة إلى الکمالية الأمر الذى ينعکس على صعوبة الترکيز فى موضوع بعينه وجمع المعلومات عنه من خلال الشبکة الداعمة له والتخطيط السليم لمواجهة هذه المشکلة ، وجاءت استراتيجية إعادة التقييم الإيجابى فى المرکز الأخير بمتوسط حسابى قدره (16,9) وانحراف معيارى (85,1) وهى استراتيجية تساعد على التکيف الانفعالى من خلال إصدار التحکم فى المشاعر واستخدامها لتوليد طاقة إيجابية داخلية تساعد فى استعادة الموهوب منخفض التحصيل لفاعليته وقدرته على حل المشکلات ، وهو الأمر الذى قد لايتمکن من الوصول إليه الکثيرين منهم فيظلوا أسرى لمشکلاتهم التى تحول دون إستثمار قدراتهم ومواهبهم على الشکل الأمثل الذى يفيدهم ويخدم مجتمعهم . 

      وما سبق يُبرز مدى استخدام الموهوبين منخفضى التحصيل لإستراتيجيات مواجهة سلبية والتى جاءت فى المراکز الأولى بحيث حصلت على أعلى متوسطات حسابية ، فى حين نجد أن إستراتيجيات المواجهة الإيجابية لم تحصل على الأولوية فى ذلک حيث حصلت على الترتيبات الأخيرة على المقياس المستخدم بالبحث ، وقد إتفقت بعض الدراسات السابقة مع هذه النتيجة مثل دراسة درويش(1993) والتى أظهرت أن هناک فروقاً فى استخدام إستراتيجية تجنب الموقف والحرکات الجسمية وممارسة عادات معينة والعدوان اللفظى والجسدى لصالح الطلبة منخفضى التحصيل مقارنة بأقرانهم مرتفعى التحصيل ،وکذلک دراسة  Mullis, R& Chapman, 2000 والتى توصلت إلى أن المراهقين ذوى النتائج المرتفعة فى تقدير الذات يستخدمون أسلوب الترکيز على المشکلة فى التعامل مع الضغوط ، کما أنهم أقل استخداماً لأسلوب التعامل الإنفعالى الذى يستخدمه المراهقون ذوى الدرجات المنخفضة فى تقدير الذات (منهم الموهوبين منخفضى التحصيل) ، کما اتفقت مع دراسة نورة السليمان ( 2011) والتى اسفرت نتائجها عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطالبات المتفوقات وغير المتفوقات فى أسلوب المواجهة بالتخطيط لصالح الطالبات المتفوقات ، بينما ظهرت الفروق فى استخدام أساليب المواجهة السلبية کالإستسلام والإنکار وعدم المبالاة وصرف الإنتباه لصالح الطالبات غير المتفوقات ، واتفقت أيضاً مع دراسة نبيل شرف الدين (2012) فى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الموهوبات المنجزات تحصيلياً والموهوبات المفرطات تحصيلياً فى نمط تجنب المواجهة لصالح الموهوبات المفرطات تحصيلياً ،واتفقت معها جزئيا دراسة أحمد عرافى (2013) التى توصلت إلى أن متوسطات درجات أساليب مواجهة الضغوط الإيجابية تحتل الدرجات الأولى على مقياس أساليب مواجهة الضغوط باستثاء إعادة التفسير الإيجابى للمشکلة لدى طلبة المرحلة الثانوية – وهى تتفق فى ذلک مع البحث الحالى-   واختلفت معها دراسة أحمد الحواس (2016) والتى هدفت إلى دراسة أساليب مواجهة الضغوط عبر مراحل عمرية مختلفة ، وطبقت الدراسة على طلبة عاديين ، وتوصلت نتائجها إلى أن الطلبة يستخدمون أساليب مواجهة الضغوط الإيجابية بنفس الدرجة التى يستخدمون بها أساليب المواجهة السلبية .  

2- نتائج التحقق من صحة الفرض الثانى والذى ينص على أنه " لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات رتب درجات الطلاب الموهوبين منخفضي التحصيل في استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط تُعزي لمتغير الجنس.

   وللتحقق من ذلک تم حساب المتوسطات الحسابية والإنحرافات المعيارية  لدرجات استجابة کل من الذکور والإناث الموهوبين منخفضى التحصيل، ثم تم استخدام اختبار (T Test) لعينتين مستقلتين لمعرفة دلالة الفروق ، والجدول رقم ( ) يوضح نتائج التحليل .

جدول (  )

يوضح المتوسطات والانحرافات المعيارية واختبار "ت" لمعرفة دلالة الفروق بين

درجات الذکور والإناث فى استراتيجيات مواجهة الضغوط

     يتبين من الجدول السابق عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين الجنسين فى معظم إستراتيجيات المواجهة (12 إستراتيجية) ، باستثناء إستراتيجيتى التکيف الروحانى الدينى الذى کانت الفروق فيه دالة عند مستوى(0,01) لصالح الذکور ، التحکم فى الإنفعالات الذى کانت الفروق فيه دالة عند مستوى(0,05) لصالح الذکور .

   وقد تباينت نتائج الأبحاث حول الفروق بين الذکور والإناث فى استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط ففى حين إتفقت نتائج البحث الحالى مع دراسة Mullis, R& Chapman(2000) والتى أظهرت عدم وجود فروق بين المراهقين يُعزى لمتغير الجنس ، توصلت دراسة غيث وبنات وطقش (2009) إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لدى الموهوبين تبعاً لنفس المتغير باستثناء إستراتيجية (ممارسة عادات معينة) لصالح الذکور ، وقد اختلفت هذه النتائج مع دراسة على الشکعة(2009) التى أسفرت نتائجها عن وجود فروق دالة إحصائياً بين الذکوروالإناث فى التفاعل الإيجابى لصالح الذکور ، وفى التفاعل السلبى والتصرفات السلبية لصالح الإناث ، وکذلک دراسة نبيلة أبو حبيب (2010) التى توصلت إلى وجود فروق دالة إحصائياً فى استراتيجيات (إعادة التقييم الإيجابى ، التکيف الروحانى ، التقبل) لصالح الإناث ، کماأوضحت أنه لاتوجد فروق فى بقية الاستراتيجيات تبعا لاختلاف الجنس ، وجاءت نتائج دراسة شيماء توفيق (2017) لتؤکد على وجود فروق بين الجنسين فى استخدام إستراتيجيات مواجهة الضغوط لصالح الذکور .

     وترى الباحثة أن کلا الجنسين من أفراد العينة تجمعهم بيئة واحدة تُقيدهم بعادات وتقاليد معينة ، ويمرون بفترة نمائية تفرض سيطرتها ومتطلباتها على انفعالاتهم وسلوکياتهم ، کذلک يتعرضون لبيئة مدرسية مشترکة (غير مشجعة) من وجهة نظرهم حيث يغلب عليها الملل وتفتقر إلى التحدى والتنوع والابتکارية ، کما أن لديهم خصائص وسمات شخصية متشابهة تُلقى بظلالها على استجاباتهم وردود أفعالهم ، لذلک ليس غريباً ألا توجد فروق بين الجنسين فى استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط . 

3- نتائج التحقق من صحة الفرض الثالث والذى ينص على أنه " لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات الطلاب الموهوبين منخفضي التحصيل في استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط  تُعزي للصف الدراسي.

للتحقق من صحة الفرض تم استخدام تحليل التباين الأحادى لمعرفة ما إذا کانت هناک فروق جوهرية فى استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط تُعزى إلى الصف الدراسى (الأول- الثانى- الثالث) الإعدادى ، وقد اتضحت النتائج فى الجدول رقم ( )

جدول رقم ()

تحليل التباين الأحادى للکشف عن دلالة الفروق فى استخدام استراتيجيات مواجهة الضغوط تُعزى لمتغير الصف الدراسى

     يتضح من الجدول رقم ( ) أنه لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعات          فى استخدام إستراتيجيات مواجهة الضغوط تعزى لمتغير الصف الدراسى باستثناء ثلاث استراتيجيات هى :    

- استراتيجية "إعادة التقييم الإيجابى" حيث بلغت قيمة "ف" (3,185) وهى دالة إحصائياً         عند مستوى (05,0) وباستخدام اختبارL.S.D للمقارنات البعدية تم تحديد اتجاه الفروق   بين المجموعات، حيث تبين أن هناک فرقاً بين طلبة الصف الأول وطلبة الصف الثانى لصالح طلبة الصف الأول  .     

- استراتيجية "الشرود العقلى" حيث بلغت قيمة "ف" (4,038) وهى دالة إحصائياًعند مستوى (05,0)  وباستخدام اختبار L.S.D للمقارنات البعدية تم تحديد اتجاه الفروق بين المجموعات ، حيث تبين أن هناک فرقاً بين طلبة الصف الأول وطلبة الصف الثانى لصالح طلبة الصف الثانى.                                                 

 - استراتيجية "الانسحاب السلوکى" حيث بلغت قيمة "ف" (3,529) وهى دالة إحصائياًعند مستوى (05,0) وباستخدام اختبار L.S.D للمقارنات البعدية تم تحديد اتجاه الفروق بين المجموعات ، حيث تبين أن هناک فرقاً بين طلبة الصف الثانى وطلبة الصف الثالث لصالح طلبة الصف الثالث.        

      أما الاستراتيجيات التى لاتختلف باختلاف الصف الدراسى فهى ( الترکيز والتفريغ الانفعالى - التدعيم الاجتماعى-   التعامل الفعال النشط -  الإنکار- التکيف الروحانى الديني – السخرية - التحکم فى الإنفعالات - طلب الدعم العاطفى – التقبل -  إنشغال الذهن           بالتفکير – التخطيط ) .

      وقد اتفقت هذه النتائج مع دراستى عربيات والخرابشة (2007) ، الهلالى (2009) ، واللذان أشارا إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير المرحلة الدراسية والعمر فى استخدام أساليب مواجهة الضغوط لدى الطلبة . کما اختلفت نتائج البحث الحالى مع دراسة Swiatek, Marry Ann(2002) التى توصلت إلى وجود فروق دالة إحصائياً ترجع إلى الصف الدراسى لصالح تلاميذ الصفوف الأعلى فى بُعد الترکيز على الشعبية أکثر من تلاميذ الصفوف الدنيا ، وکذلک دراسة Regan, Clark Foust (2006) التى توصلت نتائجها إلى وجود فروق ترجع إلى الصف الدراسى فى إستراتيجيات (مساعدة الآخرين وإنکار وإخفاء الموهبة والشعبية) لصالح الصف السابع ، (مساعدة الآخرين) لصالح الصف العاشر والحادى عشر، (إنکار الموهبة) لدى الصف السادس والتاسع ، کما لم تظهر فروق تُعزى لاختلاف الصفوف فى إستراتيجيات إنکار الموهبة وتأثيرها على تقبل الأقران والمسايرة لإخفاء الموهبة ، وأشارت دراسة Mofield, Emily (2008) إلى أن الموهوبين الأکبر سناً من الذکور فى الصفوف السابع والثامن تزداد لديهم الکمالية السوية وإستراتيجيات المواجهة الإيجابية . 

     ومما سبق يتضح وجود الکثير من التباين والإختلاف فى نتائج الدراسات، فالبعض         يؤيد وجود فروق ترجع لاختلاف الصف الدراسى والآخر يعارض، والبعض يُشير لاستخدام الصفوف العليا لاستراتيجيات المواجهة الإيجابية والبعض رکز على استخدامهم للاستراتيجيات السلبية فى المواجهة

     وتُفسر الباحثة نتائج البحث الحالى الذى توصل إلى عدم وجود فروق دالة إحصائياً فى استخدام استراتيجيات المواجهة تُعزى للصف الدراسى ، وکذلک التباين فى نتائج الدراسات السابقة ، بأن مواجهة الموقف الضاغط تتوقف أساساً على الطريقة التى يُدرک بها الفرد هذا الموقف ويُفسره –بغض النظر عن عمره أو صفه الدراسى - کما أنها ترتبط بعدة عوامل منها طبيعة المشکلة ، السمات الشخصية التى يتمتع بها ، خبراته السابقة المرتبطة بالموقف ، أساليب التنشئة الاجتماعية ، وهذه العوامل تُعد أکثر تأثيراً فى إستخدام استراتيجيات مواجهة إيجابية مناسبة لطبيعة الحدث الضاغط .

توصيات البحث :

-      تضمين المفاهيم العلمية لإستراتيجيات المواجهة الفعالة فى المناهج التعليمية للمراحل الدراسية المختلفة ، وإدراج أنشطة لذلک لمساعدة الطلاب بصفة عامة والموهوبين خاصة على التغلب على ما يواجههم من صعوبات ومواقف ضاغطة .

-      تکثيف البرامج التدريبية الوقائية والإنمائية والعلاجية لفئة الموهوبين لنشر الوعى باستراتيجيات المواجهة الإيجابية وأثرها فى مواجهة الضغوط والأزمات الحياتية .

-      إجراء المزيد من الأبحاث التى تتناول إستراتيجيات المواجهة لدى الطلاب الموهوبين منخفضى التحصيل حيث إتضح من خلال هذا البحث استخدامهم لأساليب سلبية غير ملائمة لمواجهة الضغوط ، وربما يکون ذلک له أثر فى إنخفاض التحصيل الدراسى لديهم.

-      إجراء بحوث تجريبية ترکز على تنمية إستراتيجيات المواجهة الإيجابية لدى  الموهوبين منخفضى التحصيل ، ودراسة أثر ذلک فى تدعيم خصائصهم الإيجابية  أو تخفيف بعض الجوانب السلبية لديهم .