مدى قيام التعليم العام في تربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية من وجهة نظر طلاب السنة التحضيرية بجامعة حائل

                                     کلية التربية

        کلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

مدى قيام التعليم العام في تربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية من وجهة نظر طلاب السنة التحضيرية بجامعة حائل

إعـــــــــــــداد

د/ عياده بن عبد الله بن خالد العياده

أستاذ أصول التربية المشارک

جامعة حائل

}     المجلد الثامن والثلاثون – العدد الثاني -فبراير2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص الدراسة

هدفت الدراسة إلى تحديد مدى قيام التعليم العام في تربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية، وقد تم تطبيق أداة الدراسة على عينة من طلاب السنة التحضيرية             بجامعة حائل بلغ عددهم(200) طالباً، وتم التوصل إلى أن التعليم العام يسهم في تربية          الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية من وجهة نظرهم بدرجة (قوية) کما إن         التربية الإسلامية تقدم عدد من الآليات لتربية هذا الجانب.

الکلمات المفتاحية : الجانب الاخلاقي - جوانب الشخصية - السنة التحضيرية .

Abstract

Study title: The extent of public education in raising aspects of human personality from the perspective of the preparatory year students at the University of Hail

The study aimed to determine the extent of public education in the Kingdom of Saudi Arabia in raising aspects of moral human personality. The study instrument has been applied over 200 preparatory year students at University of Hail. It has been reached that the public education contributes generally in raising the aspects of human personality from their point of view with a (strong degree) to develop the moral aspect.

Keywords: the moral aspect - aspects of personality - the preparatory year.

مقدمة

     إن مستقبل الأمم مرتبط بمستقبل أبنائها، فهم نواة المجتمع الحالي وعماده في المستقبل القريب، ولأجل ذلک تتسابق مختلف نظم التربية والتعليم في العالم من أجل تحقيق أفضل الممارسات التعليمية لتحقيق الأهداف المرسومة لها.

      وتختلف الأهداف المرسومة للنظم التعليمية من مجتمع لآخر، وذلک وفقا لفلسفة وثقافة ذلک المجتمع وتطلعاته وإمکاناته، وعلى ضوء ذلک تتحدد النظريات التعليمية، والممارسات التربوية، ففي المجتمع الإسلامي جاء الإسلام بنظرية تربوية متکاملة ونهج ممتد متکامل شامل، حيث اشتمل على النظرية والمنهج والممارسة والتطبيق، حينما مارست المدرسة المحمدية التربية بمجمل نظرياتها الإيمانية وخصائصها وأساليبها ووسائلها، مارستها بصورة ربانية متکاملة، فنشأ عنها جيل فريد في آرائه ومعتقداته وقناعاته.(النحوي، 2000م، 259)

وتأتي المملکة العربية السعودية في مقدمة الدول الرامية إلى الأخذ بکل السبل التي من شأنها الرقي بنظام التربية والتعليم في ضوء تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومن ذلک ما ورد في الرؤية الوطنية (2030)، التي جاء من بين أهدافها بناء مجتمع قوي ومنتج، والتعلم للعمل، واکساب الطالب المعارف والمهارات والسلوکيات الحميدة ليکون ذا شخصية مستقلة، تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديها القدر الکافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي، وتوفير التعليم القادر على بناء الشخصية، الأمر الذي يؤکد على أهمية العناية بالشخصية الإنسانية من مختلف جوانبها.

مشکلة الدراسة

تتعالى نداءات رجال التربية والتعليم وأصحاب الاهتمام، وهم يقدمون الدراسات، والأبحاث، وأوراق العمل، والمقالات، التي تصف حال التعليم، وتکشف عن جوانب القصور فيه، وتحاول أن تقدم وصفة علها تبرئ ما يرونه من تردي، فالتعليم  العام يعاني في الوطن العربي على وجه العموم من ضعف مخرجاته، فقد أشار(غبان، 1415هـ، 49) إلى أن جميع الدول العربية والإسلامية تعاني بدرجة واضحة من مشکلات الکفاية الداخلية والخارجية للنظام التعليمي، وتتمثل أهم مشکلات الکفاية الداخلية للنظام التعليمي في هذه الدول في ضعف التحصيل العلمي والدراسي لتلاميذه وطلابه، فيما تتمثل أهم مشکلات الکفاية الخارجية في عجزه الواضح عن إعداد وتخريج قوى بشرية بالکم والکيف المناسب لاحتياجات التنمية. کما يؤکد (الغوث، 1431هـ) على أن التعليم العربي قد أخفق في تحقيق أهدافه، فهو عاجز عن تربية المرء تربية إنسانية فاضلة، ويتجلى ذلک في سلوک الأفراد والمجتمعات وعلاقاتها، إذ قنعت المجتمعات العربية بالجهل بالأشياء الضرورية للإنسان، وتعلقت بالأمور الثانوية، فزهدت في العلوم التي تکسب الأخلاق، وتقوي الإيمان بالله، وکيف يتعامل الإنسان مع ما حوله، وأهتمت بالعلوم المادية، فعجز عن خدمة التنمية وتخريج الکفاءات، وهو بدلا من أن يخرج المواطن الصالح يخرج غالباً مواطناً کلٌّ على الوطن.

ويشير (الرومي، 1424هـ، 97) إلى أن التعليم لا يهيئ الطلاب لسوق العمل، وإنه لا يزود الطلاب بأي شيء ما عدا مهارات القراءة والکتابة والتي هي متواضعة نوعاً ما          حسب قولهم.

ويرى بيرکنسون(Perkinson. 2001) إن التربية ليست عملية استقبال للمعرفة من خارجنا، بل هي عملية نمو. مما يؤکد على أهمية ترکيز التربية على النمو أکثر من ترکيزها على التحصيل والمهارة، وهذا التفسير للتربية يتفق مع ما تقدمه التربية الإسلامية للإنسان من عناية، فالتربية الإسلامية تهتم بتنمية مختلف جوانب الشخصية الإنسانية، وتعمل على نمو کل جانب من جوانبها بشکل شامل متکامل متوازن، وحيث إن نظام التربية والتعليم في المملکة يستند إلى وثيقة سياسة التعليم، التي تشتق أهدافها من الإسلام، فإن ذلک يستدعي طرح التساؤل عن مدى قيام التعليم في المملکة في تنمية الجانب الاخلاقي بوصفه واحداً من أهم جوانب الشخصية الإنسانية.

أسئلة الدراسة

تسعى الدراسة إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية:

1. ما مدى مساهمة التعليم العام في تربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية من وجهة نظر طلاب السنة التحضيرية بجامعة حائل؟
2. ما أبرز الآليات التي تتبعها التربية الإسلامية لتربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية ؟

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى :

1-  تحديد مدى مساهمة التعليم العام في تربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية.

2-  تحديد الآليات التي تتبعها التربية الإسلامية لتربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية.

أهمية الدراسة:

تکتسب هذه الدراسة اهميتها العلمية من طبيعة موضوعها الذي تتناوله بالبحث، فمعرفة مدى قيام التعليم العام في تربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية يعد من الموضوعات البکر التي –حسب علم الباحث – لم يتم الکشف عنها. کما تکتسب أهميتها التطبيقية في إفادة القائمين على نظام التعليم في المملکة العربية السعودية في التعرف على الجوانب التي شملتها العناية التربوية والتعليمية کي يتم تدعيمها، والتعرف على الجوانب التي حظيت بمستوى أقل من العناية التربوية والتعليمية ومحاولة تعزيزها، وتحديد الجوانب التي لم يتم العناية بها والعمل على تطوير نظام التعليم لقيامه بتربية مختلف جوانب الشخصية الإنسانية.

مصطلحات الدراسة:

• التعليم العام: يقصد به في هذه الدراسة المراحل (الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية) من التعليم في المملکة العربية السعودية.
• الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية: يقصد به في هذه الدراسة : الطبع والسجيّة، وهو حرية ومسؤولية.

حدود الدراسة:

حدود زمنية: طبقت الدراسة الميدانية خلال الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي2018/2019م.

حدود مکانية: اقتصر التطبيق الميداني لأداة الدراسة على طلاب السنة التحضيرية الذکور بجامعة حائل، کونهم أکملوا سلم التعليم العام حديثا، ولم يمضوا في الجامعة إلا مدة قليلة يسهل معها التذکر، ويتميزون بقدرتهم على التعبير عن تجربتهم في التعليم العام والحکم عليها.

حدود موضوعية: اقتصر البحث على الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية.

منهج الدراسة:

تم تطبيق المنهج الوصفي المسحي، الذي تم من خلاله استجواب عينة من أفراد مجتمع الدراسة للحصول على المعلومات اللازمة للإجابة عن أسئلة البحث.

مجتمع الدراسة:

     يتکون مجتمع الدراسة من جميع طلاب السنة التحضيرية الذکور بجامعة حائل في الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2018/2019م والبالغ عددهم(2960)طالباً. (مرکز الإحصاء والمعلومات،2019م)

عينة الدراسة:

تم سحب عينة عشوائية بطريقة العينة العشوائية البسيطة، وذلک بالاختيار العشوائي لطالب واحد من بين کل 15 طالب(15:1)، وبذلک بلغ حجم العينة(200) طالب، فتم تطبيق أداة الدراسية على کافة أفراد العينة.

أداة الدراسة: تم تصميم استبانة مکونة من جزئيين، الجزء الأول يتضمن إرشادات وبيانات عامة للمستجيب، والجزء الثاني يتکون من الجانب الاخلاقي يندرج تحته عدد من العبارات التي تحدد عناصر الجانب، ويستجيب عليها عينة الدراسة بتحديد مدى تحقق تلک العبارات في واقعهم بحسب خبرتهم.

صدق الأداة:

الصدق الظاهري: تم عرض الأداة على مجموعة من المحکمين لفحص الصدق الظاهري للأداة والتأکد من مناسبتها حتى خرجت بشکلها النهائي.

صدق الاتساق الداخلي:

بعد التأکد من الصدق الظاهري لأداة الدراسة، تم حساب معامل ارتباط بيرسون لمعرفة الصدق الداخلي للأداة حيث تم حساب معامل الارتباط بين درجة کل عبارة من العبارات مع الدرجة الکلية کما في الجدول الآتي:

الجدول رقم (1) نتائج معاملات ارتباط بيرسون بين درجة کل عبارة من العبارات

 مع الدرجة الکلية

      من الجدول (1) نلاحظ ان جميع معاملات الارتباط دالة احصائياً، هذا يعني أن جميع العبارات مرتبطة بالمحور التي تنتمي اليه، ولا يمکن حذف أي منها.

      ثبات الأداة: تم تطبيق معامل ثبات الفا کرونباخ، وتم الوصول إلى النتائج الموضحة في الجدول الآتي:

الجدول رقم (2) نتائج معامل الثبات الإحصائي للاستبيان وفق طريقة ألفا کرو نباخ:

يتضح من نتائج الجدول (2) أعلاه أن معامل الثبات (0.984)، مما يدل على أن أداة الدراسة (الاستبيان) تتصف بالثبات الکبير بما يحقق أغراض الدراسة، ويجعل التحليل الإحصائي سليماً ومقبولاً.

الأساليب الإحصائية:

      لتحقيق أهداف الدراسة وتحليل البيانات التي تم تجميعها، فقد تم استخدام العديد من الأساليب الإحصائية المناسبة باستخدام الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)، وذلک بعد أن تم ترميز وإدخال البيانات إلى الحاسب الآلي، ولتحديد طول خلايا المقياس الرباعي (الحدود الدنيا والعليا) المستخدم في الدراسة، تم حساب المدى (4-1=3)، ثم تقسيمه على عدد خلايا المقياس للحصول على طول الخلية الصحيح أي (4/3= 0.75) بعد ذلک تم إضافة هذه القيمة إلى أقل رمز في المقياس وهو (الصفر) وذلک لتحديد الحد الأعلى لهذه الخلية، وهکذا أصبح طول الخلايا کالآتي:

الجدول (3) طول الخلايا لتفسير متوسطات العبارات

الأساليب الإحصائية المستخدمة:

1. الإحصاء الوصفي (التکرارات، النسب، المتوسط الحسابي، الانحراف المعياري).
2. معامل الفا کرو نباخ لقياس الثبات الاحصائي للاستبيان.
3. معامل ارتباط بيرسون لصدق الاتساق الداخلي للاستبيان.

الاطار النظري:

تعريف الجانب الاخلاقي: يقصد به الطبع والسجية.

أهميته:

يعد الجانب الأخلاقي من أهم الدعامات لصلاح الشخصية وصلاح المجتمع، وأساس کل رقي وتطور، وبضياع الأخلاق تفسد الشخصية، کما تنهار الأمم، وعن طريق تنمية هذا الجانب تتحقق السعادة على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة، في الحياة الدنيا والآخرة، وتتمثل أرقى صورة أخلاقية للإنسان في امتثال ما أمره الله به، واجتناب ما نهاه الله عنه، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذکري فإن له معيشة ضنکا ونحشره يوم القيامة أعمى} طه:124، وعلى التربية رعاية هذا الجانب من خلال قيام التربية بغرس مبدأين: مبدأ الرقابة الذاتية وتحمل المسئولية، قال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد 16 إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد 17 ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ق:16-18، أي أن يستشعر الإنسان المراقبة الدائمة من الله، ويکون التوقف عن فعل الشر عائد للخوف من الله فقط لا الخوف من القانون أو البشر، وکذلک فعل الخير يفعله حين يفعله؛ تعبدًا وقيامًا بدوره کخليفة لله وطلبًا للثواب، والمبدأ الثاني هو: الضمير (الوازع الديني)، وهو القوة الدافعة باتجاه الخير والابتعاد عن الشر، فيحجم عن الشر، ويقدم على الخير.

محددات الأخلاق هي:

• محددات معرفية: أي المعرفة والوعي والدراية بمضمون العمل الأخلاقي من حيث الخير والشر، والمعرفة شرط مسبق لاختيار الموقف الأخلاقي.
• محددات سيکولوجية: أي ما يميز العمل الأخلاقي عن بقية أعمال الإنسان الأخرى، وهي الحرية والمسؤولية.
• محددات معيارية: أي ما يميز به بين الخير والشر، وما يتم التمييز به بين ما هو خلق إلزامي أو خلق اختياري، أو أمر باجتنابه، وقد  قال تعالى: {والله يحکم لا معقب لحکمه} الرعد:41.

مظاهر اهتمام سياسة التعليم في المملکة العربية السعودية في جوانب الشخصية الإنسانية:

    اتخذت المملکة العربية السعودية الدين الإسلامي دستورا ونظام حياة، وتحددت في ضوئها الفلسفة التربوية، والأهداف التربوية الکبرى، وعلى ذلک تم وضع السياسة التعليمية التي حددت الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم، کما حددت غاية التعليم وأهدافه العامة، وأهداف مراحل التعليم، جاء ذلک في أبوابها الأول، والثاني، والثالث، من أبوابها التسعة(حکيم، 2012م، 233ـ). وقد تجلى من خلالها اهتمام التعليم بالمملکة في جوانب الشخصية الإنسانية.

    وقد أوردت ما يعبر عن الاهتمام بتلک الجوانب، وذلک من خلال (61) فقرة وردت في الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم، وکذلک غاية التعليم وأهدافه العامة، ويمکن تلخيص بعضاً من تلک المظاهر على النحو الآتي:

1. اهتمامها بالجانب الروحي والجانب الإيماني،  فالتعليم ينطلق من التصور الإسلامي الکامل للکون والانسان والحياة، والنظرة الإسلامية للإنسان نظرة شاملة لکافة جوانبه، حيث يقر الإسلام الروح کأحد جوانب الإنسان، ويقدم التربية المناسبة لها، کما إن رعاية الجانب الإيماني مستمد من صحة التصور الإسلامي ووضوحه عند الناشئة.
2. الاهتمام بجانب الوازع أو الضمير من خلال تحقيق الغاية من التعليم، التي تتمثل في فهم الاسلام فهما صحيحا، وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الاسلامية، واکسابه المعارف والمهارات المختلفة، وتنمية الاتجاهات السلوکية البناءة، وتهيئة الفرد ليکون نافعا في بناء مجتمعه، ومن ذلک يتضح الترکيز على کافة جوانب شخصية الطالب.
3. الاهتمام بالجانب المهني، حيث ورد في الفقرة (4) ما ينص على الاهتمام بالعمل والانتاج، وفي المادة (59) غرس حب العمل في نفوس الطلاب، وإتقانه والابداع فيه مع بيان أهميته وأثره في بناء کيان الأمة.
4. الاهتمام بالجانب الاخلاقي والوجداني النفسي، حيث ورد في الفقرة (5) بأن الرسالة المحمدية هي المنهج الأقوم للحياة الفاضلة التي تحقق السعادة لبني الإنسان، وتنقذ البشرية مما تردت فيه من فساد وشقاء.
5. الاهتمام بکرامة الانسان ومکانته بين المخلوقات، وتمييز دوره عن سائر المخلوقات الأخرى، حيث ورد في الفقرة(7) الإيمان بالکرامة الإنسانية التي قررها القرآن الکريم وأناط بها قيامه بالأمانة في الأرض.
6. الاهتمام بالجانب العقلي، والاهتمام بالجانب الابداعي، حيث ورد في الفقرة(16) ما يؤکد على التفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في ميادين العلوم والثقافة والآداب والمشارکة فيها وتوجيهها، وفي الفقرة(41) تشجيع وتنمية روح البحث والتفکير العلمي.
7. احترام الحقوق العامة للإنسان التي کفلها الإسلام وشرع حمايتها، حيث ورد في الفقرة(20) حماية حقوق الإنسان وهي: الدين، والنفس، والنسل، والعرض، والعقل، والمال، وفي ذلک اهتمام بجوانب الشخصية الإنسانية.
8. الاهتمام بالجانب الاجتماعي، حيث ورد في الفقرة (21) التکافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع بالمحبة والإخاء، وإيثار المصلحة العامة على الخاصة.
9. الاهتمام بالجانب الإرادي من خلال الالتزام بأحکام الشريعة، وقد نصت الفقرة(30) على النصيحة لکتاب الله وسنة رسوله، بصيانتهما، ورعاية حفظهما، وتعهد علومهما، والعمل بما جاء فيهما.
10. الاهتمام بالجانب الوجداني النفسي والصحة النفسية والجسمية، حيث ورد في المادة(40) رفع مستوى الصحة النفسية بإحلال السکينة في نفس الطالب، وتهيئة الجو المدرسي المناسب، وفي المادة(51) تعويد الطلاب العادات الصحية السليمة، ونشر الوعي الصحي.
11. الاهتمام بالجانب الجسمي، ففي الفقرة(52) إکساب الطلاب المهارات الحرکية، التي تستند إلى قواعد صحية رياضية لبناء جسم سليم، ليؤدي الفرد واجباته بقوة وثبات.

ومن هذه الاشارات يتضح أن سياسة التعليم في المملکة العربية السعودية تستهدف رعاية مختلف جوانب الشخصية الإنسانية، وتسعى إلى تربية کافة الجوانب دون أن يطغى جانب             على جانب.

الدراسات السابقة:

دراسة (القاضي، 1995م) هدفت الدراسة إلى تحديد جوانب شخصية الفرد المسلم، وتوضيح مدى اهتمام التربية الاسلامية في تربية هذه الجوانب ودورها في تنميتها، توصلت الدراسة إلى أن جوانب شخصية الفرد المسلم عشرة جوانب هي: الجانب الجسمي، والجانب العقلي، والجانب، الجانب الاعتقادي، الجانب الروحي، الجانب الاخلاقي، الجانب الاجتماعي، الجانب النفسي، الجانب الارادي، الجانب الجنسي، الجانب الجمالي، کما أوضحت مدى اهتمام التربية الاسلامية في تربية هذه الجوانب وتنميتها، واختتمت بعدد من التوصيات.

دراسة(الغامدي، 1416هـ) هدفت إلى إبراز أهم الجوانب المکونة لشخصية الإنسان المسلم، وإظهار بعض التوجيهات الصائبة في تنمية تلک الجوانب المکونة للشخصية، وحدد جوانب الشخصية بالجوانب السبعة الآتية: الجانب الإيماني، الجانب الروحي، الجانب العقلي، الجانب الأخلاقي، الجانب الاجتماعي، الجانب النفسي(الوجداني)، والجانب الصحي(الجسمي)، وتوصلت الدراسة إلى أن نمو أي جانب من هذه الجوانب لا يتم بشکل منفصل عن الجوانب الأخرى، بل هو متداخل معها ومرتبط ارتباطا وثيقا، وأن کل جانب من هذه الجوانب مفطور عليه الإنسان فيولد ولديه نزعة تدفعه إلى تحقيق هذا الجانب، وإن هذا الاستعداد ينمو شيئا فشيئا بحسب ما يتلقاه الفرد من تربية وتوجيه، ثم خلصت الدراسة إلى أن تنمية الجوانب المکونة لشخصية الإنسان المسلم تکسب أفراد الأمة الإسلامية سمة مميزة عن بقية الأمم الأخرى، ألا وهي سمة الإيمان والفضيلة کما أراده الله عز وجل.

      دراسة(القاضي،2005م) هدفت إلى التعرف على واقع التربية الإنسانية بالمدرسة الابتدائية، طبق الاستبيان على عينة بلغت(226)معلما، يتوزعون على 23مدرسة ابتدائية، بقرى ومدن محافظة أسوان، وأظهرت النتائج أن من أکثر جوانب التربية الإنسانية اهتماما هو جانب التربية العقائدية بنسبة(91.32%)، فيما جاء الاهتمام بالجانب الجنسي في المرتبة الأخيرة بنسبة(56.76%)، فيما توافرت متطلبات التربية الإنسانية لکافة الجوانب العشرة ککل بنسبة(70.87)، وأوصت الدراسة بتوفير کافة متطلبات التربية الإنسانية بمختلف المدارس الابتدائية، بحيث لا تقل إي منها عن المستوى المطلوب (80%) لکل جانب على أقل تقدير.

التعليق على الدراسات السابقة:

     تختلف هذه الدراسة عن دراسة (القاضي، 1995م) التي تقصى عن جوانب شخصية الفرد المسلم، ثم تتوقف عند إبراز اهتمام التربية الإسلامية بکل جانب من جوانب الشخصية، ولم تبحث عن مدى قيام التعليم في الاهتمام بتلک الجوانب، أما دراسة(الغامدي، 1416هـ) فهي عملت على ابراز بعض جوانب الشخصية الانسانية مع تقديم بعض التوجيهات الصائبة لتنمية تلک الجوانب، وتختلف عن الدراسة الحالية في أنها توقفت عند تقديم توجيهات لتربية بعض الجوانب، فيما تحاول الدراسة الحالية التحقق من مدى قيام التعليم فعليا في تنمية جانب من جوانب الشخصية من خلال استفتاء المتخرجين حديثا من التعليم العام، کما تختلف هذه الدراسة عن دراسة(القاضي،2005م) في عينة البحث الذين يستجيبون على أداة الدراسة، فهي تستفتي المعلمين بينما الدراسة الحالية تستفتي الطلاب، کما تختلف عنها في البيئة والزمان، وتتفقان في دراسة بعض جوانب الشخصية.

نتائج الدراسة

الإجابة عن السؤال الأول:

ما مدى مساهمة التعليم العام بالمملکة العربية السعودية في تربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية من وجهة نظر طلاب السنة التحضيرية بجامعة حائل؟

وجاءت النتائج على النحو الآتي:

1. مدى قيام التعليم العام بالمملکة العربية السعودية في تربية الجانب الاخلاقي:

الجدول (4) نتائج الاحصاء الوصفي لکل عبارة من عبارات محور (الجانب الاخلاقي)

من الجدول (4) يتضح الآتي:

     بلغ المتوسط الحسابي العام لجميع عبارات محور (مدى قيام التعليم العام بتربية الجانب الاخلاقي) (2.50) بانحراف معياري (0.73)، وهذا المتوسط يعني أن درجة موافقة عينة الدراسة على هذا المحور قوية، مما يدل على إن مساهمة التعليم العام في تربية الجانب الاخلاقي (قوية). وتم ترتيب العبارات حسب المتوسط الحسابي حيث:

• جاءت عبارة (علمني محاسن الأخلاق) بالمرتبة الأولى بمتوسط حسابي (2.81) وانحراف معياري (0.51)، وهذا يعني أن درجة موافقة عينة الدراسة على هذه العبارة (قوية)، ثم جاء بعدها (12) عبارة جميعها بدرجة(قوية).
• جاءت عبارة (ولّد لدي رقابة ذاتية) بالمرتبة الأخيرة بمتوسط حسابي (2.23) وانحراف معياري (0.85)، وهذا يعني أن درجة موافقة عينة الدراسة على هذه العبارة (متوسطة).

الإجابة عن السؤال الثاني:

1. ما أبرز الآليات التي تتبعها التربية الإسلامية لتربية الجانب الاخلاقي من جوانب الشخصية الإنسانية ؟

    لتحقيق النمو الأخلاقي تعمل التربية الإسلامية على الأخذ بالمولود الذي ولد على الفطرة لتسلک به مسلک التقوى وتبتعد به عن مسلک الفجور في النمو الأخلاقي الذي يتحقق من خلال قيام التربية الإسلامية بغرس مبدأين:

• مبدأ الرقابة الذاتية، وتحمل المسئولية: قال تعالى:{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد 16 إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد 17 ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ق: 16-18، أي أن يستشعر الإنسان المراقبة الدائمة من الله، ويکون التوقف عن فعل الشر عائد للخوف من الله فقط، لا الخوف من القانون أو البشر، وکذلک فعل الخير يفعله حين يفعله؛ تعبدًا وقياما بدوره کخليفة لله وطلبًا للثواب.
• المبدأ الثاني هو: الضمير (الوازع الديني): وهو القوة الدافعة باتجاه الخير والابتعاد عن الشر، فيحجم عن الشر، ويقدم على الخير، فإذا کان العقل أداة للتمييز بين الخير والشر في ضوء ما حدده الإسلام، فإن الضمير أو الوازع الديني هو قوة الدفع أو الردع للسلوک، فإذا کان الضمير سويًّا صالحًا دفع صاحبه نحو الخير، وإذا اختل دفع صاحبه نحو الشر، حتى ولو حدد العقل أن ذلک شر، فهو يغلب العقل في سيطرته على أخلاق الإنسان وسلوکه، وجاء الإسلام بدوائر التشريع الخمسة؛ ليضبط ميزان الحکم على کل ما يصدر عن الإنسان؛ حيث إن أي نشاط للإنسان لا يخرج عن واحدٍ منها، وهي: (الفرض، المندوب، المباح، المکروه، الحرام) وبذلک تتکامل معاً ثلاثة عناصر هي العقل والضمير والرقابة، فالعقل مع الضمير يعملان مع الرقابة لنمو الأخلاق الخيرة لدى الإنسان.

أهم نتائج الدراسة والتوصيات:

1. إن التعليم العاميسهم بدرجة (قوية) في تنمية الجانب الاخلاقي.
2. إن التربية الإسلامية تقدم عدد من الآليات لتربية الجانب الاخلاقي.

التوصيات:

1. ضرورة الاهتمام بالجانب الاخلاقي، وإعطاءه أولوية کون الشاب السعودي قدوة بين شعوب العالم حيث يفترض بأنه يمثل اخلاق الانسان المسلم.
2. إيلاء مختلف جوانب الشخصية الإنسانية اهتماماً متکافئاً، کونها لا تنفصل عن بعضها في تشکيل شخصية الإنسان، وإن أي تقصير في تنمية أحد الجوانب سيؤثر على الشخصية.
3. تطبيق مثل هذه الدراسة في مختلف مناطق المملکة للحصول على نتائج اشمل.

المراجع

1. بيرکنسون، هنري ج(2001م). نحو نظرية تربوية بديلة تعليم بغير أهداف: معلمون لا تقيدهم أهداف، وطلاب لا تحدهم غايات. ترجمة: عبد الراضي ابراهيم محمد عبد الرحمن، مصر، مکتبة الأنجلو المصرية.
2. حکيم، عبد الحميد بن عبد المجيد (2012مـ). نظام التعليم وسياسته. القاهرة، إيتراک للطباعة والنشر والتوزيع.
3. الرومي، نايف بن هشال(1425هـ). إنهم لا ينتجون. الرياض، مکتبة العبيکان.
4. رؤية المملکة العربية السعودية (2030).
5. الغامدي، عبد الرحمن عبد الخالق حجر(1416هـ). الجوانب المکونة لشخصية الإنسان المسلم. رسالة التربية وعلم النفس، عدد5، جماد الأولى 1995م، الرياض، جامعة الملک سعود، ص ص 1-42.
6. غبان، محروس أحمد(1415هـ). التنمية الشاملة للمجتمعات الإسلامية ودور التربية الإسلامية في تحقيقها. المدينة المنورة، مکتبة دار الإيمان.
7. الغوث، مختار(1431هـ). في العالم العربي والإسلامي: لماذا تردى التعليم. مجلة المعرفة، العدد188، ذو الحجة 1431هـ، الرياض، وزارة التربية والتعليم.
8. القاضي، سعيد اسماعيل عثمان(1995م).جوانب شخصية الفرد ودور التربية الإسلامية في تنميتها. مجلة کلية التربية بأسوان، عدد10، مارس1995م،مصر، ص ص 112-144.
9. القاضي، سعيد اسماعيل عثمان(2005م).التربية الإنسانية بالمدرسة الابتدائية بين الواقع والمأمول: دراسة ميدانية بمحافظة أسوان. جامعة المنيا، مصر، مجلة البحث في التربية وعلم النفس، مج 18، عدد3، ص ص 65-121.
10. مرکز الاحصاء والمعلومات(2019م). الإحصائيات. بوابة السنة التحضيرية، جامعة حائل.
11. الميمان، بدرية صالح(2003م). أسس التربية الإسلامية بين التنظير والتطبيق في سياسة التعليم في المملکة العربية السعودية. بحث مقدم للقاء السنوي الحادي عشر للجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن)، في الفترة 28-29صفر الموافق30أبريل- 1مايو2003م.ص ص 105-141.
12. النحوي، عدنان علي رضا(2000م). التربية في الاسلام: النظرية والمنهج. الرياض، دار النحوي للنشر والتوزيع.