"مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف

                                     كلية التربية

        كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

"مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف

 الثلاثة الأولى"

إعـــــــــــــداد

د/ شريف خالد الزيادنه

وزارة التربية والتعليم الاردنية

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد السادس-يونيه 2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على "مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف الثلاثة الأولى"، وتم اختيار عينة الدراسة بطريقة عشوائية تكونت من (200) معلمًا ومعلمة من معلمي الصفوف الثلاثة الأولى، في المدارس التابعة لمديرية البادية الشمالية الشرقية. وتم التحقق من الصدق والثبات من خلال طريقة الاختبار وإعادة الاختبار (Tast-Retast). تم استخدام معامل الثبات بطريقة الاتساق الداخلي حسب معادلة كرونباخ ألفا وثبات الإعادة للمعادلات والأداة ككل واعتبرت هذه القيم ملائمة لغايات الدراسة. وتم تطبيق أداة الدراسة في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2021\2022، وبعد جمع البيانات وتحليلها إحصائيًا تم التوصل إلى أن المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف الثلاثة الأولى وقد تراوحت ما بين            (3.24-2.89) حيث جاء مجال الأنظمة والقوانين في الدراسة في المرتبة الأولى بأعلى متوسط حسابي بلغ (3.24) بينما جاء مجال الطلبة الأردنيين في المرتبة الأخيري وبمتوسط حسابي بلغ (2.89). وكشفت نتائج الدراسة كذلك وجود فروق ذات دلالة إحصائية (0.05=α) وتعزى لأثر الجنس في مجالات المعلم، والمناهج، والأنظمة والقوانين وجاءت الفروق لصالح الإناث. وكذلك عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (0.05=α) وتعزى لأثر الخبرة في جميع المجالات.

الكلمات المفتاحية: الطلبة اللاجئين السوريين، مدارس البادية الشمالية الشرقية، معلمي الصفوف الثلاثة الأولى.

Abstract

This study aims to shed light on the “harmony extent between Syrian refugee students in the schools of the northeastern Badia from the point of view of teachers of the first three grades.” The study sample was randomly selected and consisted of (200) male and female teachers from the teachers of the first three grades, in the schools affiliated to the Directorate of Northeastern Badia. Validity and reliability were verified by the Test-Retast method. The stability coefficient was used by the internal consistency method according to Cronbach's Alpha Equation, the repetition stability of the equations and the tool as a whole, and these values ​​were considered appropriate for the purposes of the study. The study tool was applied in the first semester of the academic year 2021/2022, and after data collection and statistical analysis, it was concluded that the arithmetic averages and standard deviations of the degree of harmony of Syrian refugee students in the schools of the northeastern Badia from the point of view of teachers of the first three grades ranged between ( 3.24-2.89) Where the field of regulations and laws in the study ranked first with the highest arithmetic average of (2.24), while the field of Jordanian students ranked last with an average of (2.89( The results of the study also revealed that there were statistically significant differences (α = 0.05) due to the effect of gender in the areas of the teacher, curricula, regulations and laws, and the differences came in favor of females. As well as the absence of statistically significant differences (α = 0.05) due to the effect of experience in all areas.

Key words: Syrian refugee students, Northeastern Badia schools, teachers of the first three grades.

مقدمة:

ان ما يسمى بالربيع العربي إثر على جميع المجتمعات والدول ولم تكن الأردن بمنعزل عن هذا العالم المحيط، بل كان من الدول المضيفة والسباق على استقبال اللاجئين من جميع الدول العربية والإسلامية منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وتهجير ونزوح الشعب الفلسطيني عام 1948 الى الاردن وامتداداً الى ما حدث في 2011 من نزوح وتهجير الشعب السوري، لذلك أصبح هنالك تنوع في مصادر التهديد والتشابك الداخلي بالمجتمعات الخارجية بدون انذار او تخطيط مسبق للتكيف او الانسجام بين مجتمعين بنفس المكان، ومن هنا أصبحت منطقة الشرق الأوسط ليست فقط منطقة تفتقر للتطبيق الفعلي لموضوع الأمن الإنساني، وانما أصبح تأثير هذا الوضع ذو طابع عالمي. يمس آمن أفراد الدول المستضيفة، والتي تسعى بدورها لتطبيق مفاهيم الامن والأمان لهؤلاء الأشخاص الذين هجروا من مناطقهم الى مناطق أكثر امان. (جعفر،2017).

ولهذا تعتبر قضية اللاجئين السوريين من أكثر المشاكل المطروحة على المجتمع الدولي تعقيدا، حيث أن هناك أكثر من سبعة ملايين سوري لاجئ في العالم يحتاجون الى الأمن والاستقرار والغذاء، زيادة عن حاجتهم الى الرعاية الصحية والاجتماعية والخدمات التعليمية والإنسانية الأخرى (حكيم ودريس،2017).

أزمة اللاجئين السوريين التي أظهرت انقسامات وخلافات سياسية واقتصادية وعقائدية وقعت على حياة الشعب السوري والتي أدت إلى تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الأردن عبر الحدود الشمالية المجاورة لمناطق التهجير سواء بطرق مشروعة أو بطرق غير مشروعة باحثين عن الأمن والأمان وبأعداد كبيرة جداً. هذا مما دعى الحكومة الأردنية الى فتح مخيمي الزعتري والأزرق لمواجهة تلك الاعداد المتزايدة من اللاجئين السورين الى المملكة الأردنية الهاشمية. وتعتبر قضية اللاجئين السورين إحدى التحديات الكبرى التي تواجهها المملكة الأردنية الهاشمية بشكل عام والبادية الشمالية بشكل خاص. وذلك منذ اندلع الحرب عام 2012. ومن هنا كان لابد من توفير الامن والأمان للاجئين السورين، حيث يتمتع حق اللجوء باهتمام كبير في الأوساط الدولية، إذ يعد من حقوق الإنسان المعترف بها دوليا، كما اقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، والذي أصبح يشكل أحد أهم الوثائق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، إضافة إلى كونه أول صك قانوني دولي يعترف بالتعليم كحق من الحقوق. بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها المملكة الأردنية الهاشمية، إلا ان الأردن لم يتخلى عن دورة الإنساني والسخي في استضافة الإخوة السوريين (Scalettaris,2007).

فالتربية والتعليم هما الأساس في تحقيق ما تصبو له المجتمعات من مواكبة التطورات والتغيرات الدولية والإقليمية، وتثبيت مسؤوليتها تجاه ذلك، وترجمته من خلال التخطيط والتنظيم وإدارة الازمات للوصول للأداء الأمثل في الأنظمة التربوية من خلال رؤاها الحديثة وتطبيقها بشكل عملي في الميدان من خلال ادارتها المدرسية (فرح، 2010)

ومن هنا فقد قام الباحث في القاء الضوء على مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف الثلاثة الأولى، من حيث المجالات الخمسة، وهي: المعلم، الطلبة الأردنيين، المناهج، الأنظمة والقوانين المدرسية، وأخرى والابعاد الفرعية التي حددها الباحث باعتبارها فئات التحليل.

مشكلة الدراسة :

يعاني الميدان التربوي في مدارس البادية الشمالية الشرقية من اكتظاظ في اللاجئين السوريين، ومن الملاحظ للباحث أثناء عملهم كونهم معلمين في وزارة التربية والتعليم في منطقة البادية الشمالية الشرقية وجود مؤشرات تدل على انتشار ظاهرة دراسة الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية.  كما لا يوجد بحوث تربوية تتناول دراسة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية، من ملاحظة الباحث في الميدان التربوي في مدارس البادية الشمالية الشرقية وجود أعداد كثيرة من الطلبة اللاجئين السوريين وخاصة في الصفوف الثلاثة الأولى.  كما لا يوجد بحوث تربوية تتناول دراسة مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية، مما جعل من العسير معرفة مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين، وتحديدا تحاول الدراسة الحالية البحث عن إجابة للسؤالين الآتيين:

1-      ما مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف الثلاثة الأولى؟

2-      هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) في مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف الثلاثة الأولى تبعًا لمتغيري الجنس والخبرة؟

أهمية الدراسة :

تبرز أهمية هذه الدراسة من خلال ما يلي:

1-      بيان دور الأردن في تأمين الحقوق الأساسية اللاجئين السوريين.

2-      تعد هذه الدراسة من الدراسات الأولى - في حدود علم الباحث- التي عنيت بدراسة واقع انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية.

3-      ما يمكن أن تقدمه هذه الدراسة للتربويين من عون في وضع خطة لكيفية التعامل مع قضية انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية.

4-      تأتي أهمية هذه الدراسة في بيان مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين من حيث بيان هذا الانسجام لما لها من انعكاسات واضحة وملموسة على تحقيق الانسجام للاجئين والمجتمعات المضيفة.

أهداف الدراسة :

تسعى هذه الدراسة لما يلي:

1-      التعرف على مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف الثلاثة الأولى.

2-      التعرف اذا كان هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05=α) في مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف الثلاثة الأولى تبعًا لمتغيري الجنس والخبرة؟

التعريفات الإجرائية :

-       الطلبة اللاجئين السوريين: هم جميع الطلبة اللاجئين السوريين الذين يدرسون في مدارس البادية الشمالية الشرقية في الصفوف الأول والثاني والثالث الأساسي.

-       مدارس البادية الشمالية الشرقية: وهي جميع المدارس التابعة لمديرية البادية الشمالية الشرقية، والتي تتكون من 179 مدرسة حكومية وخاصة على نظام الصباحي فقط.

-       معلمي الصفوف الثلاثة الأولى: وهم جميع المعلمين الذين يدرسون الصفوف الأول والثاني والثالث والبالغ عددهم (466) معلم ومعلمة منهم (377) معلمة، و (89) معلم. ومن الملاحظ ان اغلبية معلمين الصفوف الاولى من الاناث، وهذا يعود الى تأنيث مرحلة الصفوف الثلاثة الاولى.

حدود الدراسة:

تتضمن الدراسة الحالية المحددات الآتية:

1-    الحدود المكانية: اقتصرت الدراسة على مدارس مديرية البادية الشمالية الشرقية.

2-    حدود زمانية: اقتصرت الدراسة على الفصل الدراسي الأول لعام 2021/2022.

3-    الحدود البشرية: اقتصرت هذه الدراسة على عينة من معلمي الصفوف الثلاثة الأولى في مدارس البادية الشمالية الشرقية المتواجد فيها عدد من الطلبة اللاجئين السوريين.

الدراسات السابقة:

اجرى أكارتوك وآخرون (acarturk, McGrath, Roberts, Ilkkursun, Cuijpers, Sijbrandij,  & Fuhr (2021) وهدفت هذه الدراسة الى مدى انتشار القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة بين اللاجئين السورين الذين يعيشون بتركيا، وتكونت عينة الدراسة من (1678) فردا وتم اختيارهم بالطريقة العشوائية، واظهرت النتائج ان نسبة اعراض القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة هي كالتي، 36.1%، 34.7%، 19.6، على التوالي وكان الاعتلال المشترك مرتفعًا.

قامت كل Senthanar, MacEachen, Premji, & Bigelow, 2020)) هدفت هذه الدراسة الى استكشاف الدوافع والعوامل التي تدفع ريادة الأعمال لدى اللاجئات السوريات في كندا والسياقات التفاضلية لذلك، وتم استخدام منهجية البحث النوعي وتصمم البحث، وتم مقابلة 29 لاجئة سوريه، حيث أظهرت النتائج كيفية عمل النساء بمشاريع صغيرة في الصناعات النسائية مثل اعداد الطعام والقيام بأعمال الخياطة كمشاريع اجتماعية صغيرة. 

سعى كل من Kiselev, Pfaltz, Schick, Bird, Pernille, Sijbrandij, & Morina,2020)) بدراسة هدفت الى معرفة المشاكل التي يواجها اللاجئون وطالبو اللجوء السوريون في سويسرا، وهدفت هذه الدراسة الى تحديد المشاكل التي تواجه اللاجئون وطالبوا اللجوء السوريون يوميًا اثناء إقامتهم في سويسرا من اجل الإبلاغ عن التكيف، وتم استخدام تصميمًا نوعيًا، حيث تم اجرى المقابلة مع (30) شخصا وتم تحليلهم باستخدام التحليل الموضوعي، وكان من ابرز النتائج ظهور المشاكل الصحية والجسدية ومشاكل نفسية عاطفية.

اجرت ومهيدات (2018) دراسة هدفت الى معرفة دور الإدارة المدرسية في تحقيق التكيف النفسي لدى طلبة اللجوء السوري من وجهة نظر المعلمين في محافظة اربد، حيث تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمين ومعلمات مدارس اللجوء السوري للعام 2017/2018 ويبلغ عدهم 1528 معلماً ومعلمة. واظهرت أبرز النتائج الى وجود فروق دالة احصائياً عند مستوى الدلالة (0.05=α) بين المتوسطات الحسابية لدور الادارة المدرسية ككل تعزى لمتغير موقع مديرية التربية والتعليم ولصالح مديرية التربية والتعليم لواء الكورة بينما لا توجد فرق داله احصائياً لدورهم تعزى للجنس او التخصص.

وتناول أبو الغنم والخدام نعيمات (2016) دراسة هدفت فيها إلى التعرف على الآثار النفسية المترتبة على طلبة اللجوء السوري في محافظة مادبا في الأردن. حيث تكونت عينة الدراسة من 262 طالباً وطالبة، ولأغراض الدراسة استخدمت أداتان؛ الأولى لقياس مستويات أبعاد التوافق الاجتماعي، والثاني لقياس مستويات أبعاد الأمن النفسي، وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، واظهرت ابرز النتائج أن بعدي الدراسة التوافق الاجتماعي والأمن النفسي حققا المتوسط عند مستوى الدلالة (0.05 ≥ α) وأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 ≥ α)  في مستوى بعدي التوافق الاجتماعي ولأمن النفسي تبعاً لاختلاف الجنس ومدة اللجوء ووجود الوالدين، ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند نفس مستوى الدلالة في مستوى بعد التوافق الاجتماعي تبعا لاختلاف المرحلة الدراسية، وبعد الأمن النفسي تعزى لاختلاف المرحلة الدراسية ولصالح المرحلة الأساسية.

وقامت ابو طبنجة (2015) بدراسة هدفت فيها إلى التعرف على دور الإدارة المدرسية في تحسين الخدمات التعليمية لطلبة اللاجئين السوريين في مدارس محافظة إربد من وجهة نظر المعلمين. وشارك في الدراسة 175 معلماً ومعلمة في مدار محافظة اربد واستخدم المنهج الوصفي حيث أظهرت النتائج أن دور المدرسة في تحسين الخدمات التعليمية لطلبة اللجوء السوري في مدارس محافظة اربد من وجهة نظر المعلمين جاء مرتفعا، وأن أبرز الأدوار التي تقوم بها المدرسة في تحسين الخدمات التعليمية لطلبة اللجوء السوري جاءت في الدور الأول المعلم ثم للبنية التحتية ثم للمناح الدراسي. 

الطريقة والاجراءات:

استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي القائم على وصف الظاهرة كما هي في الواقع ومحاولة تفسيرها وتحليلها، واتبعت أسلوب الدراسة المسحية باستخدام الاستبانة.

مجتمع وعينة الدراسة:

تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي الصفوف الثلاثة الأولى في مديرية البادية الشمالية الشرقية في محافظة المفرق، حيث بلغ عدد أفراده (466) معلما ومعلمة للصفوف الثلاثة الأولى وفقا لإحصائيات مديرية البادية الشمالية الشرقية، أما عينة الدراسة فقد اختيرت بطريقة الطبقة العشوائية. وقد بلغ عدد أفرادها (200) معلما ومعلمة والجدول(1) يوضح ذلك:

الجدول (1)التكرارات والنسب المئويةحسب متغيرات الدراسة

أداة الدراسة:

استخدمت في الدراسة الحالية استبانة، حيث اشتملت على (31) سلوكًا من سلوكيات الطلبة اللاجئين السوريين وتوزعت على خمسة مجالات وهي: المعلم وتكون من ستة سلوكيات، والطلبة الأردنيين وتكون من ستة سلوكيات، والمناهج وتكون من ستة سلوكيات، والأنظمة والقوانين وتكون من ستة سلوكيات، والبيئة وتكون من سبعة سلوكيات. حيث تم توزيع أداة الدراسة على أفراد العينة.

ثبات الأداة:

للتأكد من ثبات أداة الدراسة، فقد تم حساب معامل الثبات بطريقة الاتساق الداخلي حسب معادلة كرونباخ ألفا، حيث بلغت الدرجة الكلية (0.81) وهذه القيمة ملائمة لغايات            هذه الدراسة.

المعالجات الإحصائية:

          عولجت البيانات باستخدام برنامج الحزم الإحصائية في العلوم الاجتماعية (SPSS). واستخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لتحديد درجة استجابة معلمي الصفوف الثلاثة الأولى على بنود الاستبانة.

نتائج الدراسة

السؤال الأول:ما مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الأساسية الدنيا؟

          للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الأساسية الدنيا، والجدول أدناه يوضح ذلك.

الجدول (2) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الأساسية الدنيا مرتبة تنازلياً حسب المتوسطات الحسابية

          يبين الجدول (2) أن المتوسطات الحسابية قد تراوحت ما بين (2.89-3.24)، كما أشارت النتائج إلى أن مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي الصفوف الثلاثة الأولى بدرجة متوسطة، حيث جاء مجال الأنظمة والقوانين في المرتبة الأولى وبدرجة متوسطة، ثم مجال البيئة في المرتبة الثانية وبدرجة متوسطة، تلاها بالمرتبة الثالثة مجال المناهج الأردنية وبدرجة متوسطة، بينما جاء مجال المعلمين في المرتبة الرابعة بدرجة متوسطة، بينما جاء مجال الطالب بالمرتبة الأخيرة وبدرجة متوسطة، ويعزى الباحث هذه النتيجة الى ان الإحساس بالانسجام مع الأنظمة والقوانين          والبيئة بمرتبة الأول والثانية لمقدرة طلبة اللاجئين السوريين بالتكيف بسبب التقارب ما بين الأنظمة والقوانين وطبيعة البيئة السورية المتشابه لحد كبير بالبيئة الأردنية، ويعزو الباحث هذه النتيجة ان التكيف والانسجام أحد اشكال الصعوبات التي تحتاج الى فترة زمنية حتى تزول ويتكيف معه.

السؤال الثاني: "هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α = 0.05) في مدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الأساسية الدنيا تبعاً لمتغيري الجنس والخبرة ؟"

          للإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابية والإانحرافات المعيارية لمدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الأساسية الدنيا تبعاً لمتغيري الجنس والخبرة، والجدول أدناه يوضح ذلك.

الجدول (3) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الأساسية الدنيا تبعاً لمتغيري الجنس والخبرة

          يبين الجدول (3) تبايناً ظاهرياً في المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الأساسية الدنيا بسبب اختلاف فئات متغيري الجنس والخبرة، ولبيان دلالة الفروق الإحصائية بين المتوسطات الحسابية تم استخدام تحليل التباين الثنائي المتعدد على المجالات جدول (3) وتحليل التباين الثنائي للأداة ككل جدول (4).

الجدول (4) تحليل التباين الثنائي المتعدد لأثرالجنس والخبرة على المجالات

يتضح من الجدول السابق وجود فروق ذات دلالة إحصائية (α = 0.05) تعزى لأثر الجنس في مجالات المعلم، والمناهج، والأنظمة والقوانين، وجاءت الفروق لصالح الإناث، بينما لم تظهر فروق دالة احصائيا في مجالي الطلبة الأردنيين والبيئة، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (α = 0.05) تعزى لأثر الخبرة في جميع المجالات.

الجدول (4) تحليل التباين الثنائي لأثرالجنس والخبرة على الدرجة الكلية

يتضح من الجدول وجود فروق ذات دلالة إحصائية (α = 0.05) تعزى لأثر الجنس، حيث بلغت قيمة ف 12.853 وبدلالة إحصائية بلغت 0.000 ، وجاءت الفروق لصالح الإناث، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (α = 0.05) تعزى لأثر الخبرة، حيث بلغت قيمة ف 0.238 وبدلالة إحصائية بلغت 0.626، ويبين الجدول (10) تبايناً ظاهرياً في المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمدى انسجام الطلبة اللاجئين السوريين في مدارس البادية الشمالية الشرقية من وجهة نظر معلمي المرحلة الأساسية الدنيا بسبب اختلاف فئات متغيري الجنس والخبرة، ولبيان دلالة الفروق الإحصائية بين المتوسطات الحسابية تم استخدام تحليل التباين الثنائي المتعدد على المجالات جدول (3) وتحليل التباين الثنائي للأداة ككل جدول (4)، كما يتبين من الجدول (4) وجود فروق ذات دلالة إحصائية (α = 0.05) تعزى لأثر الجنس، حيث بلغت قيمة ف 12.853 وبدلالة إحصائية بلغت 0.000 ، وجاءت الفروق لصالح الإناث. ويمكن تفسير ذلك أن معلمات الصفوف الثلاثة الأولى في البادية الشمالية الشرقية وجهه نظرهن ان الطلبة الاناث أكثر انسجاما من الطلبة الذكور. وتتفق هذه الدراسة مع دراسة Turner (2020) التي أشارت إلى تأثر الإناث باللجوء السوري أكثر من الذكور .

التوصيات والمقترحات

في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج فإن الباحث يوصي بما يلي:

-     الاهتمام بالمدرس الحكومية التي يلتحق بها طلبة اللاجئين السوريين وتخصيص دعم لتلك المدارس ذات الفترتين الصباحية والمسائية.

-     إجراء المزيد من الدراسات حول انسجام طلبة اللاجئين السوريين وانسجامهم ببعض المجالات كمجال المعلم والطالب لكي يتم التعلم والتعاون فيما بينهم. 

-     عقد دورات ارشادية وتثقيفية لانسجام طلبة اللاجئين السوريين مع طلبة الأردنيين الدولة المستضيفة.

-     تفعيل عمل مؤسسات المجتمع المحلي المدني وتطوير أدائها، لمنطقة البادية الشمالية الشرقية بموضوع الدعم من المنظمات والمجتمعات الداعمة .

-     التركيز على مدارس الذكور لتحقيق الانسجام أكثر من مدارس الاناث.

المصادر والمراجع

المراجع العربية

أبو الغنم، غدير والخدام، حمزه ونعيمات، محمد(2016). الآثار النفسية المترتبة على طلبة اللاجئين السوريين في المدارس الأردنية تبعاً لبعض المتغيرات، مجلة المنارة للبحوث والدراسات، 22(2). 271- 204.

ابو طبنجة، هديل(2015). دور المدرسة في تحسين الخدمات التعليمية لطلبة اللاجئين السورين في مدارس محافظة إربد من وجهة نظر المعلمين. رسالة ماجستير غير منشوره، جامعة اليرموك.

أبو طربوش، ربى (2014). الآثار الاجتماعية والنفسية للأزمة السورية على الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن. رسالة ماجستير منشوره الجامعة الاردنية.

الأسرج، حسين (2016). مأساة اللاجئين السوريين: عام جديد وآمال بالية. القاهرة: الامانة العامة لجامعة الدول العربية، مجلد 165 ص 160-171.

الغرايبة، محمود (2017). اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة استراتيجيات التعامل لدى عينه من المراهقين في مخيم الزعتري. رسالة ماجستير. جامعة اليرموك، الاردن.

الضمور، خليل (2018). أثر اللجوء السوري على الهوية الوطنية للاجئين السوريين في الاردن. رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة اليرموك، الاردن.

حكيم، غريب، ودريس، نبيل (2017). ترقية واقع اللاجئين السوريين في الجزائر (من أجل مقاربة إنسانية). المؤتمر الدولي الثاني: اللاجئون في الشرق الأوسط "الأمن الانساني: التزامات المجتمع الدولي ودور المجتمعات المضيفة".

جاسم، اسحار (2017). ضمان حقوق اللاجئين ضمانه لمفهوم الأمن الإنساني. المؤتمر الدولي الثاني: اللاجئون في الشرق الأوسط "الأمن الانساني: التزامات المجتمع الدولي ودور المجتمعات المضيفة".

جعفر، حنان (2017). التحديات الأمنية التي تواجه الشرق الاوسط في ظل تدهور الامن الانساني والمتغيرات الجيو-سياسية في المنطقة العربية. المؤتمر الدولي الثاني: اللاجئون في الشرق الأوسط "الأمن الانساني: التزامات المجتمع الدولي ودور المجتمعات المضيفة".

طشطوش، رامي، والأسمر، صالح (2017). مستوى الأعراض النفسية المرضية لدى الطلبة اللاجئين السوريين في المدارس الأردنية. المؤتمر الدولي الثاني: اللاجئون في الشرق الأوسط "الأمن الانساني: التزامات المجتمع الدولي ودور المجتمعات المضيفة"، 3-4 أيار 2017، جامعة اليرموك-اربد.

فرج، شحاته (2012) صنع سياسات الرعاية الاجتماعية لتحسين معيشة اللاجئين في مصر. المؤتمر الدولي الخامس والعشرين: مستقبل الخدمة الاجتماعية في ظل الدولة المدنية الحديثة. ص3229-3272.

فرح، وجيه (2010). قضايا في الإدارة التربوية المدرسية والصفية. عمان: مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.

مهيدات، لارا (2018). دور الإدارة المدرسية في تحقيق التكيف النفسي لدى طلبة اللجوء السوري من وجهة نظر المعلمين في محافظة اربد، رسالة ماجستير، اليرموك، اربد.

العساف، شذى. (2018). إلزامية التعليم بني التشريع الأردني والمعايير الدولية. مجلة المنارة،25(14)، 225- 260.

المراجع الاجنبية

Acarturk, C., McGrath, M., Roberts, B., Ilkkursun, Z., Cuijpers, P., Sijbrandij, M. & Fuhr, D. C. (2021). Prevalence and predictors of common mental disorders among Syrian refugees in Istanbul, Turkey: a cross-sectional study. Social psychiatry and psychiatric epidemiology, 56(3), 475-484.‏

ALharbi, B. H. (2017). Psychological Security and Self-Efficacy among Syrian Refugee Students inside and outside the Camps. Journal of International Education Research, 13(2), 59-68.‏

Kiselev, N., Pfaltz, M., Schick, M., Bird, M., Pernille, H., Sijbrandij, M., ... & Morina, N. (2020). Problems faced by Syrian refugees and asylum seekers in Switzerland. Swiss medical weekly, 150, w20381.‏

Scalettaris, G. (2007) ‘Refugee Studies and the International Refugee Regime: a Reflection on a Desirable Separation’, Refugee Survey Quarterly, 26(3): 36-50

Senthanar, S., MacEachen, E., Premji, S., & Bigelow, P. (2020). Entrepreneurial experiences of Syrian refugee women in Canada: a feminist grounded qualitative study. Small Business Economics, 1-13.‏

Turner, L. (2020). Refugees can be entrepreneurs too!’Humanitarianism, race, and the marketing of Syrian refugees. Review of International Studies, 46(1), 137-155.‏