درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين

                                     كلية التربية

        كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين

إعـــــــــــــداد

رانيا حسن الغويري

مديرة مدرسة في وزارة التربية والتعليم الاردنية

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد السادس-جزء ثاني - يونيه 2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

الملخص

هدفت الدراسة التعرف  إلى  درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين ،وذلك للارتقاء بالمستوى الأداري لكل من المدراء والإداريين والمعلمين في مؤسسات التعليم من خلال تطوير التعليم بما يتلاءم ومستجدات العصر الحديث. ولتحقيق أهداف هذه الدراسة اتُبع المنهج الوصفي التحليلي وأعدت استبانه لهذا الغرض. وبلغ عدد أفراد الدراسة(60) معلم ومعلمة. وقد توصلت الدراسة إلى أن درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان كانت متوسطة، وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية عند درجة الدلالة  (a ≤ 0,05 )في درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملةفي المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين تعزى لمتغير الجنس ولصالح الأناث . ولا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند درجة الدلالة ( (a ≤ 0,05 )في درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة من وجهة نظرهم تعزى لمتغير المؤهل العلمي.

الكلماتالمفتاحية : إدارةالجودةالشاملة،المدارس الأساسية.

Abstract

The study aimed to identify the degree of application of the elements of total quality management in basic schools in the capital, Amman, from the point of view of teachers, in order to raise the administrative level of directors, administrators and teachers in educational institutions through the development of education in line with the developments of the modern era. To achieve the objectives of this study, the descriptive analytical method was followed, and a questionnaire was prepared for this purpose. The number of study members was (60) male and female teachers. The study found that the degree of application of the elements of total quality management in basic schools in the capital Amman was medium, and there are statistically significant differences at the degree of significance            (a ≤ 0.05) in the degree of application of elements of total quality management in basic schools in the capital Amman from the point of view of The teachers' view is due to the variable of gender and in favor of females. There are no statistically significant differences at the degree of significance (a ≤ 0.05) in the degree of application of the elements of total quality management from their point of view due to the educational qualification variable.

Keywords: Total Quality Management, Basic Schools.

المقدمة

تُعَّدُ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لتطوير التعليم، ورؤيته بجعل الأردن محوراً ومركزاً لتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط ومنارةً للعلم والمعرفة وقائداً لمسيرة تحديث التعليم في العالم العربي ورائداً في التحول إلى مجتمع المعرفة؛ الموجه الأول في عملية تطوير وتحديث التعليم في الأردن؛ إذ أشار جلالته إلى الدور الكبير الذي تلعبه مؤسسات التعليم العالي في المملكة في بناء القدرات البشرية وتمكين الشباب من امتلاك الأدوات المعرفية واللغات العالمية الأساسية التي تمكنهم من البحث عن المعلومة وترفع من مهاراتهم في الوصول إلى المعرفة والاطلاع على ثقافة الآخر، مما ينعكس على قدرة الفرد على امتلاك مهارات التواصل وقدرته على قبول الآخر والإفادة مما توصلت إليه شعوب العالم في كافة المجالات، وبناء القدرات البشرية بما ينسجم مع متطلبات العصر الحديث الأمر الذي سينعكس حتماً على العملية التنموية الشاملة في المملكة والتي لن تتم إلا من خلال الإهتمام بالتعليم الاساسي وتنميته بما يحقق فرص الحياة الكريمة للأجيال المقبلة ولنظم الحياة المختلفة.

ولأن العالم يشهد منذ بداية القرن الحادي والعشرين العديد من التغيرات التي فرضتها العولمة والمعلوماتية، والمتمثلة في بناء مجتمعات المعرفة، والتنافسية، وحماية الملكية الفكرية، وتنامي الفرص وزيادة المنافسة العالمية، كان لابد من إيجاد ثقافة تنظيمية لدى الجامعات تجعل الإدارة والأساتذة العاملين والطلاب متحمسين لكل ما هو جديد من خلال تحريك مواهبهم وقدراتهم، وتشجيعهم كفرق عمل، ومشاركتهم في اتخاذ القرارات وتحسين العمليات، بما يضفي تغيراً واضحاً نحو الأفضل لدى خريجي هذه الجامعات، فالتنمية المستدامة تهدف الى تعظيم المكاسب الصافية من التعليم الاساسي مع ضمان المحافظة على نوعية الموارد وتطوير الخدمات التعليمية عبر الزمن، وتأخذ على عاتقها تحقيق الموائمة بين ثلاثة أركان رئيسية هي : الموارد البشرية، الموارد الطبيعية، والبيئة )الحداد، 2014).

ومن الجدير بالذكر أن النجاح الباهر لبعض الدول النامية خاصة تلك التي حققت مستويات متقدمة من التنمية رغم افتقارها في الموارد، برز من اتخاذها من التعليم منطلقاً لها في تحقيق التنمية وساهم فيما بعد في تحقيق استنهاض مجتمعي حقيقي، وهنا تبرز تجربة كوريا الجنوبية كونها من التجارب الرائدة في مجال التنمية التي انطلقت من الاهتمام الكبير بجودة التعليم وفي مختلف المراحل مما ساهم فيما بعد في انضمامها إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 1996 ، وهي إشارة إلى مغادرتها الاقتصاد النامي إلى الصناعي المتقدم )العادلي،2013) .

يتعرض العالم لثورة ضخمة متسارعة في التعليم الأساسي تنوعت أشكالها وتعددت مجالاتها وذلك حيث يدرك كل من له علاقة في العملية التعليمية أن التأسيس أو التعليم في الصغر أساس متين لإنتاج علوم مفيدة أو الارتقاء بها وبالتالي انعكاسها على العموم ، ومن هنا وجب على كل مختص أو صاحب علم أن يوجه المؤسسات التعليمية على مختلف مستوياتها انطلاقاً من اختصاصيي التشريع وتصميم الخطط التعليمية الاستراتيجية مروراً بمعدي المناهج الد راسية لمنتجي ومصممي الوسائل التعليمية وصولا لجوهر العملية التعليمية المعلم إلى بذل الوسع في الارتقاء بالعملية التعليم في مختلف مجالاتها ، وسيراً نحو تحقيق هذا الارتقاء كان لازماً على الجميع الالتفات لعلم قائم بذاته يبنى عليه تطوير المؤسسات وبرامجها حيث العلم المتخصص بالجودة الشاملة والذي يسعى للارتقاء بمخرجات العمل والمؤسسات وصولا لإنتاج أمثل وأكمل(الراعوش،2017) .

والجودة في التعليم مرتبطة بعمليتي التعلم والتعليم والإدارة وذلك من أجل ربط التعليم بحاجات المجتمع وبناء وتنمية ملكة الإبداع عند المتعلمين ويحدث التعلم عندما يحدث تفاعل بين المتعلم وبيئته ويمكن معرفة أن التعلم قد حدث عند ملاحظة التعديل والتغيير على سلوك المتعلم ودور التربويين هنا إتاحة الفرصة لحدوث التفاعل كي يحدث التعلم وبالتالي إحداث تغيير تربوي هادف وهذا يعني توفير كل الشروط والبيئة الصالحة للتعلم مما يستوجب وضع معايير للعمليات بما يشمل نظام محدد للتأكد من جودة التعليم(ابراهيم،2011).

وأصبح تطبيق الجودة الشاملة في التعليم مطلباً ملحاً من أجل التفاعل والتعامل بكفاءة مع متغيرات عصر يتسم بالتسارع المعرفي والتكنولوجي، وتتزايد فيه المنافسة بين الأفراد والجماعات والمؤسسات.وإن الأخذ بالجودة الشاملة في التعليم يمكننا من تحقيق جودة التعليم الذي هو أداة التنمية والتقدم وتكامله معرفياًومهارياً ووجدانياً، ومن ثم الوفاء باحتياجات المجتمع من الكوادر المتخصصة القادرة على المنافسة )طعيمة ، 2015).

مشكلةالدراسةوأسئلتها

إن بناء القدرات البشرية بما ينسجم مع متطلبات العصر الحديث ينعكس على العملية التنموية الشاملة ويحقق التشغيل الكامل للخريجين، وقد كشفت بعض الدراسات عن الدور الكبير الى تبني مبادئ وأساليب إدارة الجودة الشاملة في التعليم وذلك للعمل على تحسين المخرجات ورفع مستوى الأداء(الذيبان،2013)و(العزام وعليمات،2016). وبما أن إدارة الجودة الشاملة من أكفأ الأدوات التنافسية؛ فإنه بات من الضرورة بمكان الإهتمام بمستويات أعلى بإدارة الجودة الشاملة على مستوى المنظمة ككل والتي تُعدُ سبيلاً رئيسياً للتأهيل التنافسي، وبالتالي فإن هذه الدراسة هدفت إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية:

1. ما درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين؟
2. هل هناك فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة(a ≤ 0,05 )  في درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين تعزى لمتغير الجنس والمؤهل العلمي؟

أهميةالدراسة

لهذه الدراسة أهمية نظرية لإثرائها المكتبة الأردنية والمكتبة العربية بأدب نظري جديد يتعلق بالتعرف على الدور الذي تلعبه إدارة الجودة الشاملة في قطاع التعليم الاساسي لتحقيق التنمية ، وأنها تعد إضافة علمية إلى ما هو موجود من دراسات حول هذا الموضوع.وللدراسة أيضاً أهمية تطبيقية تتأتى من الكشف عن عناصر إدارة الجودة الشاملة ، ويمكن أن تساهم النتائج في تحسين أداء التعليم الإلكتروني، وتطوير الكوادر البشرية والإمكانات المادية والاتجاهات في انتقاء أنماط التعليم المتبعة ووضع الخطط المستقبلية للتوجه للتعلم عن بعد كبديل للتعلم وجهاً لوجه. فضلاً عن أن هذه الدراسة يمكن أن تكون بداية لنوع جديد من الدراسات التي تتعلق بالاهتمام بعناصر إدارة الجودة الشاملة.

أهدفالدراسة

هدفتالدراسةالحاليةإلىالتعرف:

1. درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين.
2. اذا كان هناك فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة(a ≤ 0,05 )  في درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين تعزى لمتغير الجنس والمؤهل العلمي.

التعريفاتالاجرائية

إدارة الجودة الشاملة: هي مجموعة من المعايير والإجراءات التي يهدف تنفيذها إلى التحسين المستمر في مخرجات العملية التعليمية، وتقاس بالدرجة المتحققة على استجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات الاستبانة المتعلقة بعناصر إدارة الجودة الشاملة فيالمدارس الأساسية والمعدة لأغراض هذه الدراسة.

حدود الدراسة:

اقتصرت هذه الدراسة على معلمي المدارس في مديرية تربية لواء وادي السير في الفصل الدراسي الأول من العام 2021-2022 في محافظة عمان. وتتحدد نتائج هذه الدراسة بمدى صدق أداة الدراسة وثباتها وموضوعية المحكمين. وإن تعميم هذه النتائج يقتصر على المجتمع الذي سحبت منه العينة والمجتمعات المماثلة له.

الدراساتالسابقة

هدفت دراسة مسلم(2018)التعرف إلى درجة تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية الحكومية في مدينة العقبة في الأردن من وجهة نظر المعلمين.وتم استخدام المنهج الوصفي وتم تطوير استبانة كأداة لجمع البيانات،وطبقت على عينة بلغت(298) معلما ومعلمة.وأشارت نتائج الدراسة: إن درجة تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية الحكومية في مدينة العقبة في الأردن من وجهة نظر المعلمين كانت متوسطة ، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى( 𝑎≤0.05 ) بين متوسطات استجابة المعلمين لدرجة تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية الحكومية في مدينة العقبة في الأردن تعزى للجنس والتخصص والمؤهل وسنوات الخبرة.

وهدفت دراسة البواليز(2016) إلى بناء تصور مقترح لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في المدارس الحكومية في الأردن في ضوء القيادة الفعالة،وتم استخدام المنهج المسحي التطويري لتطوير أداة الدراسة وتكونت عينة الدراسة(629) مديراً ومديرة ،وأظهرت نتائج الدراسة  أن درجة تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المدارس الحكومية من قبل مديري ومديرات المدارس مرتفعة .

وأجرى العزام وعليمات  (2016) دراسة هدفت إلى التعرف على مستوى جودة البرامج التربوية للدراسات العليا في كليات التربية في الجامعات الأردنية الحكومية، ومقترحات تطويرها من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس. حيث استخدم المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت العينة من( 184) من أساتذة الجامعات الأردنية الحكومية. وقد أظهرت النتائج أن جميع مستويات مجالات جودة البرامج التربوية للدراسات جاءت بدرجة متوسطة. وأن الخطط الدراسية ومساقاتها بحاجة ماسة إلى تطوير ورفع مستوى التنمية المهنية المستدامة لأعضاء هيئة التدريس، وتدريس بعض المساقات باللغة الانجليزية.

وهدفت دراسة المطيري (2015) الى معرفة درجة تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة لدى مديري المدارس المتوسطة في محافظة الأحمدي في دولة الكويت من وجهة نظر المعلمين ، تم توزيع استبانة لتحقيق أهداف الدراسة على عينة تكونت من (767) معلماً ومعلمة بطريقة عشوائية ، وقد توصلت الدراسة إلى أن درجة تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة لدى مديري المدارس المتوسطة في محافظة الأحمدي في دولة الكويت من وجهة نظر المعلمين مرتفعة .

أما دراسة الذبيان (2013) فهدفت إلى معرفة درجة تطبيق الجامعات الأردنية الخاصة لمعايير الجودة الشاملة من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية فيها، تم استخدام المنهج الوصفي المسحي من خلال تطوير استبانة، وتطبيقها على عينة مكونة من( 218 )من أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الأردنية الخاصة، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن درجة تطبيق الجامعات الأردنية الخاصة لمعايير الجودة الشاملة جاءت بدرجة كبيرة .

وقامت العمد 2013) ) بدراسة هدفت إلى التعرف على معايير الاعتماد الأكاديمي وواقع تطبيق هذه المعايير في الجامعات الأردنية كما يتصورها الخبراء، والأكاديميون والمعنيون، ومن ثم التعرف على مقترحات لتطوير نظام الاعتماد الأكاديمي. وتكونت عينة الدراسة من (109 ) من الأكاديميين والاداريين. وبنيت أداة الدراسة المؤلفة من أداة المقابلة والأسئلة المفتوحة لهذا الغرض. وتوصلت نتائج الدراسة إلى اتفاق المشاركين على إمكانية تطبيق نظام الاعتماد الأكاديمي العام، والخاص في الجامعات الأردنية، وأنه يجب الأخذ بالمقترحات المستقبلية لأفراد العينة، لجعلها أكثر واقعية، وملائمة لواقع الجامعات الأردنية في ظل الظروف المحيطة بالبيئة الأكاديمية .

وأجرى المطيري(  ( 2013 دراسة هدفت إلى الكشف عن درجة تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في أقسام التربية البدنية من وجهة نظر مديري المدارس والموجهيين الفنيين في دولة الكويت. وكانت عينة الدراسة تتألف من (55) موجه وموجهه و ((37مدير ومديرة، واستخدمت الاستبانة لجمع المعلومات. وتوصلت الدراسة الى أن مستوى تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة كانت بدرجة مرتفعة.

وهدفت دراسة الطويل والآغا ( 2010) إلى تحديد أثر عناصر إدارة الجودة الشاملة في التنمية المستدامة في التعليم العالي من وجهة نظر القيادات الإدارية في جامعة الموصل. واُستخدم المنهج الوصفي التحليلي في هذه الدراسة.وتوصل البحث إلى مجموعة من الاستنتاجات أبرزها: تحقق وجود علاقة ارتباط بين عناصر إدارة الجودة الشاملة في التعليم العالي والتنمية المستدامة في جامعة الموصل.

وأجرى الغيثي( ( 2007 دراسة هدفت إلى التعرف إلى مدى تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في الجامعات الخاصة من وجهة نظر الطلبة في سلطنة عمان. وتكونت عينة الدراسة من (287) طالب.واستخدمت الاستبانة كأداة في هذه الدراسة لجمع المعلومات. وتوصلت الدراسة إلى أن تقديرات الطلبة لمدى تطبيق معايير ادارة الجودة الشاملة في الجامعات الخاصة في سلطنة عمان كانت بدرجة متوسطة.

هدفت دراسة الملاح (2005 ) إلى التعرف على واقع نظام التعليم في الجامعات الفلسطينية في ضوء معايير إدارة الجودة الشاملة من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس، وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي. وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن درجة تحقيق معايير إدارة الجودة الشاملة في الجامعات الفلسطينية كانت بدرجة متوسطة، كما وأشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيًا في واقع نظام التعليم في الجامعات الفلسطينية في ضوء إدارة الجودة الشاملة تعزى لمتغيرات )النوع الاجتماعي، ونوع الكلية، والخبرة، والمؤهل العلمي، والجامعة).

التعقيب على الدراساتالسابقة:

واتفقت مع نتائج دراسة(الذيبان،2013)  و(الغيثي،2007) والتي تم تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المدارس بمستوى متوسط.وفيما يتعلق بالأدوات المستخدمة في جمع البيانات فقد استخدمت معظم الدراسات الاستبانة وسيلة لجمع البيانات، واستخدم في الدراسة الاستبانة وسيلة لجمع البيانات. واختلفت مع نتائج دراسة(المطيري،2015) والتي تم تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المدارس بمستوى مرتفع. وأما الدراسة الحالية فقد هدفت إلى تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان.

منهجية الدراسة:

منهج البحث المستخدم في هذه الدراسة، هو المنهج الوصفي التحليلي باستخدام الاستبانة كأداة لجمع البيانات.

مجتمعوعينة الدراسة:

تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي المدارس الأساسية في لواء وادي السير والبالغ عددهم(350) مدير ومديرة، تم اختيار عينة الدراسة بالاسلوب الطبقي العشوائي من مجتمع الدراسة وبنسبة(10%)، وبذلك بلغت عينة الدراسة (60) معلم ومعلمة.ويوضح  الجدول وصفاً لعينة الدراسة.

الجدول(1) وصف عينة الراسة وفقاً لمتغيري النوع الاجتماعي والخبرة

أداة الدراسة:

لتحقيق أهداف هذه الدراسة تكونت أداة الدراسة من (20) فقرة، واعتمدت الباحثة              مقياس خماسي متدرج لبيان مستوى ادارة الجودة الشاملة والقيادة والادارة والاداء اثناء التعليم      عن بعد وتم توجيهها لمعلمي المدارس الأساسية في مديرية تربية لواء وادي السير اللذين           مارسو التعليم الإلكتروني خلال أزمة جائحة كورونا، والرجوع الى الأدب النظري المتعلق           بإدارةالجودةالشاملةفيتطویرالتعلیم.

صدق أداة الدراسة:                                            

للتحقق من صدق أداة الدراسة، تم إيجاد الصدق الظاهري إذ تم عرض الاستبانة على (10) محكمين من ذوي الاختصاص والخبرة  وذلك للحكم على مدى انتماء الفقرات لمتغير الدراسة الذي هو إدارة الجودة الشاملة للحكم على مدى صلاحية الفقرات ودقة صياغتها.وجرى اختيار الفقرات التي حصلت على موافقة (80%) من المحكمين،ومن ثم إجراء التعديلات اللازمة في ضوء ملاحظات المحكمين.

ثبات أداة الدراسة:

جرى التحقق من ثبات الأداة بطريقة الاختبار وإعادة الاختبار، إذ طُبقت الأداة على عينة من خارج عينة الدراسة، بلغ عدد أفراها (20) معلماً ومعلمة جرت ملاحظتهم مرتين، بفاصل زمني بين التطبيقين امده اسبوعان. وقد تم حساب معامل إرتباط بيرسون بين التطبيقين ومعامل الاتساق الداخلي.

المعالجة الإحصائية:

للإجابة عن سؤالي الدراسة استخدمت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، واستخدم تحليل التباين الأحادي بالنسبة لمتغير النوع الاجتماعي والخبرة، واستخدم أيضاً اختبار المقارنات للفروق باستخدام شيفيه  للمقارنة البعدية.

نتائجالدراسةومناقشتها

النتائجالمتعلقةبالسؤالالأول: مادرجة تطبيق عناصرإدارةالجودةالشاملة فيالمدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين؟

وللإجابة عن هذا السؤالاستُخرجت المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لاستجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات الاستبانة لمحورعناصر إدارة الجودة الشاملة          في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين، وكانت النتائج كما في الجدول (2).

الجدول (2) المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والرتب لمستوى إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين في محافظة عمان

 مرتبة تنازلياً

يتضح من الجدول (2) أن المتوسطات الحسابية قد تراوحت مابين (3.75-3.40) لأبعاد الجودة الشاملة ، وقد كان المتوسط الحسابي لهذا المجال (3.53) وبانحراف معياري(1.05) وبدرجة متوسطة.وقد احتلت الفقرة (4) ، والتي تنص على :  تسعى إدارة المدرسة إلى التحسين المستمر في خططها وبرامجها وممارساتها، فقد جاءت بالمرتبة الأولى بمتوسط حسابي (3.75 ) وبانحراف معياري (1.10) وبدرجة تطبيق عالية، أي أن الأدارة تسعى الى تحمل مسؤولیتها أتجاه المجتمع من خلال التحسین والتطویر المستمر للخدمات المقدمة،ویتم الأعداد للخدمات الجدیدة بشكل دقیق وذلك للتأكد من مقابلتها لأحتیاجات وتوقعات الطلبة وسوق العمل المستقبلیة وتكشف أدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية على درجة التحسین المستمر في البرامج التدريبيةK أما الفقرة ( 10)، والتي تنص على: تركز الإدارة المدرسية على المواءمة بين الكم والكيف، فقد جاءت بالمرتبة الأخيرة ضمن هذا المجال بمتوسط حسابي (3.40) وانحراف معياري (0.98) وبدرجة متوسطة، وهي نتيجة منطقية لعدم وجود معايير لضبط جودة الخدمات، ولعدم وجود نظام محاسبة فعال وعدم وجود نظام حوافز يكافئ المحسن ويعزز من مكانته. وهي تبين انه لا يوجد تركيز على نوعية الخدمة المقدمة، وهذا يخالف مبادئ إدارة الجودة الشاملة. والتي تركز على نوعية الخدمة المقدمة بحيث تحقق الرضا، وأن الأدارة تتفاعل مع الطلبة وسوق العمل من خلال الأستماع الى آرائهم والخدمات المقدمة ألیهم، وتقیم مدى فاعلیة وكفاءة التغییر من خلال تطبیقها لمبادئ الجودة، وتحرص على إزالة العوائق التي تعترض سبل تنفيذ الجودة، وقد توافقت نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة الغيثي (( 2007 ونتائج دراسة العزام وعليمات2016) ) التي أظهرت أن مدى تطبيق معايير ادارة الجودة الشاملة في الجامعات كانت بدرجة متوسطة، واختلفت مع نتائج دراسة المطيري(2013) التي توصلت الى ان درجة تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة كانت بدرجة مرتفعة.

ثانياً: النتائجالمتعلقةبالسؤالالثاني هل هناك فروق دالة إحصائياً عند مستوى الدلالة(a ≤ 0,05 في درجة تطبيق عناصر إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين تعزى لمتغير المؤهل العلمي؟

ومن أجل الاجابة على هذا السؤال تم تطبيق تحليل التباين الأحادي (One way ANOVA)، وجاءت نتائج تحليل التباين على النحو الذي يوضحه الجدول (3):

الجدول (3) تحليل التباين الأحادي لإيجاد دلالة الفروق لدرجة تطبيق إدارة الجودة

 الشاملة فيالمدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين تبعاً

 لمتغير المؤهل العلمي

      تشير النتائج في الجدول (3) إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05 ≥ α) لدرجة تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية في العاصمة عمان من وجهة نظر المعلمين تبعاً لمتغير المؤهل العلمي، استناداً إلى قيمة ف المحسوبة إذ بلغت (0.137)، وبمستوى دلالة (0.872 (.توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى   (0.05£ a) في استجابات أفراد العينة تعزى لتغير المؤهل العلمي ويمكن أن يعزى ذلك إلى واقعية تقييم المعلمين لمديريهم في إدارة الجودة الشاملة، إذ لا يتأثر هذا التقييم بالمؤهل العلمي كما أنه يمكن أن يعزى إلى الارتداد الإحصائي حيث تكون استجابات أفراد العينة تعود إلى كونهم يميلون إلى الاستجابات الوسطية لكونهم لا يستطيعون تحديد إدارة الجودة الشاملة من قبل مديريهم.

وقد اتفقت هذه النتيجة مع نتائج دراسة محافظة وناصر(2009)، ويعود ذلك إلى أن درجة الممارسة تتأثر بالقيم والأفكار والثقافة أكثر من تأثرها بمستوى المؤهل العلمي.           كما إن تطبيق مبادئ الجودة الشاملة تطلب التزاما من جميع الموظفين ونتيجة لضعف الالتزام عند الجميع وبغض النظر عن المستوى العلمي فان النتائج الإحصائية ستكون متشابهه.

التوصیات

علىضوءالنتائجوالاستنتاجاتیمكنتحدیدالتوصیاتالتالیة:

1. ضرورة تبني الأدارة المدرسية فلسفة أدارة الجودة الشاملة وتطبیقاتها لمواجهة التحدیات الحادة في بیئة الأعمال التي تتسم بالتطور العلمي السریع بهدف البقاء والنمو وزیادة المنافع.
2. یتطلب من المدارس تطویر خطط واستراتیجیات طویلة الأجل للتعرف على احتیاجات السوق ورغبات الطلبة.
3. ضرورة قيام الادارة العامة للجودة الشاملة بعملية التقويم المستمرة للعاملين فيها لتعزيز الايجابيات وتقليص السلبيات.
4. تنظیم ووضع برامج ودورات تدريبية مستمرة للمسئولین لتطویر قدرات العاملین بحیث تتناول مفهوم واهداف وعناصر ادارة الجودة الشاملة وذلك لتنمیة معارفهم ومهارتهم الوظیفیة والتدریسیة.

المصادر والمراجع

ابراهيم، لينا (2011). الجودةالشاملةفيالتعليم. عمان: مكتبة المجتمع العربي.

البواليز، واصل (2016). تصورمقترحلتطبيقإدارةالجودةالشاملةفيالمدارسالحكوميةفي الأردنفيضوءالقيادةالفعالة.رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن.

الحداد، حسون محمد (2014). أثر إدارة الجودة الشاملة على التنمية المستدامة في التعليم العالي في العراق. مجلةكليةبغدادللعلومالاقتصاديةالجامعة، العدد الخاص بالمؤتمر العلمي المشترك.

الذبيان، اسراء (2013). درجةتطبيقالجامعاتالأردنيةالخاصةلمعاييرالجودةالشاملةمنوجهة نظرأعضاءهيئةالتدريسفيها. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة جرش الأهلية، جرش،الأردن.

الراعوش، وائل طه (2017).درجةتطبيقمعاييرإدارةالجودةالشاملةفيمعاهدالتدريبالمهنيفي الاردنمنوجهةنظرأعضاءالهيئةالتدريسية.رسالة ماجستير غير منشورة،جامعة الشرق الوسط،، عمان، الأردن.

طعيمة، رشدي أحمد (2013). الجودةالشاملةفيالتعليمبينمؤشراتالتميزومعاييرالاعتماد. عمان: دار المسيرة.

الطويل، أكرم و الآغا، احمد(2010).متطلباتإدارةالجودةالشاملةفيالتعليمالعاليوأثرهافيتحقيق التنميةالمستدامة:دراسةتحليليةلأراءالقياداتالإداريةفيجامعةالموصل . ورقةبحثيةمقدمةللمؤتمرالعلمي الرابعلجامعةعدنبعنوان: "جودةالتعليمالعالينحوتحقيقالتنميةالمستدامة " عدن، 11 –13 أكتوبر 2010 م.

العادلي، عادل مجيد (2013).مساهمة التعليم في عملية الإنماء الاقتصادي في البلدان العربية. مجلة كليةبغدادللعلومالاقتصادية الجامعة، 1(35) ،47 - 66 .

العزام، ميسم وعليمات، صالح (2016).مستوى جودة البرامج التربوية للدراسات العليا في كليات التربية في الجامعات الأردنية الحكومية ومقترحات تطويرها. مجلةدراساتالعلومالتربوية،(1)43،681 - 694.

العمد، تمارا(2013).واقعالاعتمادالأكاديميفيالجامعاتالأردنيةومقترحاتللتطوير. رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة اليرموك، اربد، الأردن.

الغيثي، هاني بن سعيد (2007). مدىتطبيقإدارةالجودةالشاملةفيالجامعاتالخاصةمنوجهة نظرالطلبةفيسلطنةعمان.رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة آل البيت، الأردن.

مسلم، رامي(2018). إلى درجة تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة في المدارس الأساسية الحكومية في مدينة العقبة في الأردن من وجهة نظر المعلمين،رسالة ماجستير غير منشورة،جامعة الشرق الأوسط، عمان، الأردن.

المطيري، عبد الرحمن(2015). درجةتطبيقمعاييرإدارةالجودةالشاملةلدىمديريالمدارس المتوسطةفيمحافظةالأحمديفيدولةالكويت. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة آل البيت، عمان، الأردن.

الملاح، منتهى( 2005 ).واقعنظامالتعليمفيالجامعاتالفلسطينيةفيضوءإدارةالجودةالشاملةمن وجهةنظرأعضاءهيئةالتدريس، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة النجاح، نابلس، فلسطين