تقييم الممارسات التدريسية الإبداعية لدى المعلمين في الأردن في ضوء بعض المتغيرات

                                     كلية التربية

        كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

        إدارة: البحوث والنشر العلمي ( المجلة العلمية)

                       =======

تقييم الممارسات التدريسية الإبداعية لدى المعلمين في الأردن في ضوء بعض المتغيرات

إعـــــــــــــداد

عدنان خالد عبد الرحمن أبو دوله

باحث دكتوراه الجامعة الاردنية

د/ حيدر ابراهيم أحمد ظاظا

عضو هيئة تدريس الجامعة الأردنية

}     المجلد الثامن والثلاثون– العدد السابع– جزء ثاني- يوليو2022م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص

هدفت الدراسة التعرّف إلى واقع الممارسات التدريسية الابداعية لدى المعلمين في الأردن. ولتحقيق اهداف الدراسة تم اختيار عينة عشوائية طبقية تكونت من (544) معلماً ومعلمة من وزارة التربية والتعليم بواقع (192) معلمًا و(352) معلمة. اتبعت الدراسة المنهج الوصفي المسحي، إذ تم بناء أداة لتحديد مؤشرات لقياس ممارسات التدريس الابداعي من خلال عرضها على المحكمين والتأكد من دلالات صدقها وثباتها. أظهرت نتائج الدراسة أن ممارسات التدريس الابداعي لدى معلمي وزارة التربية والتعليم جاءت بدرجة متوسطة، كما كشفت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات معلمي وزارة التربية والتعليم لممارسات التدريس الابداعي تُعزى لمتغير الجنس ولصالح المعلمات، وكشفت النتائج أيضا عدم وجود فروق تعزى للمتغيرات (الخبرة والمؤهل العلمي). وقد أوصت الدراسة بالعمل على تنمية الممارسات التدريسية الابداعية لدى معلمي وزارة التربية والتعليم من خلال تدريبهم عليها، والعمل على توظيف مهارات التدريس الابداعي في التخصصات المختلفة. 

الكلمات المفتاحية: تقييم، الممارسات التدريسية الإبداعية، المعلمون.  

Abstract

The study aimed to identify the reality of creative teaching practices among Jordanian teachers. To achieve the objectives of the study, a stratified random sample was selected that consisted of (544) male and female teachers working in the Ministry of Education, (192) male and (352) female teachers. Descriptive survey approach was employed. A study instrument was built to determine the indicators necessary to measure the practices of creative teaching. To ensure the validity and reliability of the instrument, it was judged by a number of referees. The results showed that teachers' creative teaching practices came to a medium degree. The results revealed that there were statistically significant differences between the average teachers' degrees of creative teaching practices due to gender. It also indicated that there were no differences due to experience, specialization, educational qualification and training workshops. The study recommended developing creative teaching practices among Jordanian teachers through training them, and employing creative teaching skills in various disciplines.

keywords: Assessment ,Creative teaching practice Teachers.

المقدمة

     سادت طرائق التدريس الاعتيادية لفترة زمنية طويلة على عناصر منظومة عملية التعلم كافة ، والتي يمكن ملاحظة آثارها من خلال مخرجاتها، والتي يصعب م خلالها مجاراة التقدم الكبير والمتسارع لدى الدول المتقدمة وفي المجالات كافة ، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في السياسات التعليمية، وفي نماذج تقييم المعلم وعملية التعلم، من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة، التي أولت قطاع التعليم جل اهتمامها لإدراكها أن التغيير والتطوير يبدأ من المدرسة.  

    وبالتالي، انتقل الحديث والعمل من التدريس بالطرائق الاعتيادية كطريقة الإلقاء والتلقين، أو أن المعلم هو المصدر الوحيد للمعلومة، إلى طرائق واستراتيجيات تدريسية تدعم إنشاء تعليم إبداعي ومبتكر .(Mehta, 2020) ومن ثم أصبح هذا المنحى توجه عالمي، بدءا من مؤسسات التعليم الرسمية، كوزارات التعليم، والمعاهد والكليات التي تُعنى بتأهيل المعلمين، عن طريق عقد الدورات، والبرامج التدريبية، والتغيير والتحديث في المناهج، كي تساير عملية التحول هذه، يرافقها كذلك تغيير في الطرائق والنماذج المستخدمة لتقييم تأثير الاستراتيجيات التدريسية الحديثة والمعلم على الطالب على حد سواء، ومن خلال تقييم نتاجات التعلم المتوقعة. (Coe, Cesare, Steve, Lee, 2014)

    ولتحقيق هذا التوجه، تم صياغة سياسات تربوية مختلفة، رافقتها عمليات استثمار هائلة لتحديث البنية التحتية لعمليات التعلم والتعليم والتسريع في هذه العمليات (Palaniappan, 2009). وبالتالي أصبح من الأهمية بمكان تقييم درجة وجود مفاهيم تحقق هذه الرغبة والتوجهات من خلال معايير ومؤشرات يمكن ملاحظتها وقياسها، وتلمس أثرها على أرض الواقع، والتي منها التدريس الإبداعي Creative Teaching  ، والذي يمكن ملاحظة نتائجه وتأثيراته من خلال المنتج الإبداعي Creative Product في العملية التعليمية التعلمية، بما يحمله من مواصفات تتحقق فيه الاصالة والجدة والابتكار (Cremin & Barnes, 2018)  فمعيار قياس التدريس الإبداعي هو مقدار جودة مخرجات التعلم التي تحدث عند الطالب، فتقييم طرائق التدريس مقابل نتائج عملية التعلم (Al-Rawi, 2013) .

       فالتدريس الإبداعي نموذج يسعى إلى تغيير الرؤية والرسالة والأهداف التربوية، من  خلال الانتقال من النظرة التقليدية للكتاب المدرسي والمعلم والطالب، بحيث يصبح المعلم         مراقبًا ومسهلاً لعملية التدريس، والطالب هدفًا لعملية التدريس. هذا النموذج يستند إلى أطر مرجعية في التفكير والتعلم والنمو، ويساعد على تنمية جميع جوانب المتعلم المعرفية والانفعالية والاجتماعية، ويهدف إلى مساعدة المتعلم على اكتساب مهارة التعلم الذاتي، ويجمع بين الوسيلة والهدف آخذًا بعين الاعتبار السياقات والخلفيات الثقافية والاجتماعية، وميول وقدرات وإمكانيات المتعلم. بحيث يتم تكييف عمليات التدريس المختلفة وفق قدرات الطلاب المتباينة، وأنماط تعلمهم وسماتهم، واحتياجاتهم الشخصية، وذلك من خلال توظيف استراتيجيات تدريسية أكثر تمايزًا، واستخدام أكثر تنوعًا لموارد التدريس، كإشراك الأقران والأقارب والخبراء في عملية التدريس، وتوظيف التكنولوجيا المتطورة، والتواصل مع أناس من ثقافات مختلفة، ومهن       مختلفة، ومناطق جغرافية مختلفة، وأنماط حياة مختلفة، مما يقود إلى آفاق تعلم متنوعة ومختلفة (Bar-Yam, Bar-Yam, Kaput, Rhoades & Sweeney, 2002).

         في التدريس الإبداعي، يفهم المعلمون المبدعون احتياجات الطلبة، ويمكنهم توفير بيئات مناسبة لدمج الطلبة في مهمات التعلم وتمكينهم من التعبير عن افكارهم واراءهم بحرية وبطرق غير مألوفة  لضمان حصولهم على أفضل خبرات التعلم Cremin & Barnas, 2018)). وفي التدريس الإبداعي، تعتبر المعرفة وسيلة وليست غاية، أي ان الهدف من المعرفة يتمثل في تنمية العمليات العقلية العليا المعرفية وفوق المعرفية لدى الطلبة.

مشكلة الدراسة وأسئلتها

      إن عمليات التدريس والتعلم على المستوى الرسمي بشكل عام، نادرا ما تأخذ بالحسبان على أرض الواقع مفاهيم الابتكار والإبداع لعناصر العملية التعليمية التعلمية، سواء في المنهاج، أو في الأنشطة التعليمية المصاحبة له، أو الأساليب والاستراتيجيات (Jeffrey & Craft, 2004; Palaniappan, 2009) .والتي تجعل من عمليتي التعليم والتعلم عملية تثير الانتباه والاهتمام للمعلم والطالب على حد سواء. حيث يتم في هذه السياسات تأطير العملية التربوية بدء من المدخلات ثم العمليات وانتهاء بالمخرجات، وفق محتوى معرفي، وممارسات، وطرق تقييم وتقويم تم تحديدها مسبقا، وما على المعلم والطالب إلا تنفيذها والسير وفق خطواتها، إنّ مواكبة ومسايرة التطور والحداثة والابتكار يتطلب من الجهات الرسمية والمختصة، إعطاء المعلمين حرية اختيار الاستراتيجيات، (Coe et al., 2014).

      تأسيساً على ما سبق حول الممارسات التدريسية الإبداعيّة، وطرائق تقييمها محلياً وعالمياً، وفي ضوء توجه النظام التربوي في الأردن نحو تبني أفضل التجارب والممارسات العالمية في الممارسات التدريسية والتوجه نحو تطوير نظام الرتب في وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى القصور في أدوات التقييم المستخدمة في تقييم الممارسات التدريسية الإبداعية في داخل الغرفة الصفية وعدم شمولها لجوانب عديدة وعمل الباحثان في الميدان كمرشد تربوي ، فإن هذه الدراسة جاءت استكمالاً لجهود الباحثين في بناء أداة لتقييم الممارسات التدريسية الإبداعية لدى المعلمين في المدارس الأردنية، والتي يمكن استخدامها ضمن نظام ترخيص المعلم لمزاولة مهنة التعليم، والحكم على أداء المعلم المهني ضمن نظام الرتب وتقييم حاجاته التدريبية في مجال التدريس الإبداعي – في ضوء تقييم الممارسات التدريسية- والحكم على مخرجات برامج إعداد المعلمين في الجامعات الأردنية من خلال تقييم الممارسات التدريسية لدى المعلمين في أثناء الخدمة. وبشكل أكثر تحديداً، حاولت الدراسة الإجابة عن الأسئلة الآتية:

1. ما درجة تطبيق المعلمين في الأردن للممارسات التدريسية الإبداعية ؟

2. هل تختلف درجة تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الإبداعية باختلاف الجنس؟

2. هل تختلف درجة تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الإبداعية باختلاف والخبرة؟

2. هل تختلف درجة تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الإبداعية باختلاف المؤهل العلمي؟

أهداف الدراسة

    هدفت هذه الدراسة إلى التعرف إلى درجة تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الإبداعية، إضافةً إلى التعرف إلى اختلاف درجة تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الإبداعية وفقا لمتغيرات التخصص والجنس والخبرة والمؤهل والدورات التدريبية.

أهمية الدراسة

تكمن أهمية الدراسة في:

1. توفير أداة لتقييم الممارسات التدريسية الإبداعية للمعلمين في الأردن؛ بحيث تتماشى مع التطور والتقدم الذي يشهده العالم في مجال تقييم المعلمين بشكلٍ عام
2. توفير أداة يمكن أن تستخدم في نظام الرتب المتبع في وزارة التربية والتعليم في الأردن.
3. استكمال جهود الباحثين السابقين في مجال تقييم المعلمين وممارساتهم التدريسية وتطويرها.
4. لفت نظر المعلمين وأصحاب المصلحة حول التدريس الإبداعي ، من حيث: مفهومها، أدواتها، استراتيجياتها، اثارها المتوقعة على المدى القريب والبعيد.
5. بناء أداة يستخدمها مقيمي الممارسات التدريسية الإبداعية في وزارة التربية والتعليم، كما ويمكن أيضا للباحثين، والمرشدين التربويين، والمدرسين، والمشرفين، والطلبة، استخدام الأداة.

التعريفات المفاهيمية والإجرائية

 تناولت الدراسةُ الحاليةُ المصطلحات والمفاهيم الآتية:

التقييم: العملية التي يتم فيها اصدار حكم حول أداء المعلم من الناحية المهنية (الآغا ، 2004: 985).

الممارسات التدريسية الإبداعية: وهي الطرائق والأساليب الصفية المباشرة وغير المباشرة التي يقوم بها المعلمون في تقديم المادة الدراسية بابتكار، وتطوير يتناسب مع الموقف الصفي، (National Advisory Committee on Creative and Cultural Education [NACCCE], 1999; Jeffrey and Craft, 2004: 77-87).

حدود الدراسة:

     اقتصرت هذه الدراسة على المعلمين في الأردن ومن كافة المراحل والتخصصات خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2021/2022 وقد تم جمع البيانات في الفترة ما بين شهري كانون الثاني وشباط من العام 2022.

الدراسات السابقة   

أجريت العديد من الدراسات المحلية، والإقليمية، والأجنبيّة في مجال الممارسات التدريسية الإبداعية ، وأدوات قياسها واختبارها، مرتبة من الأحدث إلى الأقدم وهي كالآتي:

     دراسة العنزي( 2020) التي هدفت إلى  تفسير واقع الممارسات التدريسية لمعلمات الفيزياء، وتحديد سبل تطوير الممارسات التدريسية لمعلمات الفيزياء للمرحلة الثانوية، في ضوء مهارات القرن الواحد والعشرين، واستخدمت المنهج النوعي التفسيري من خلال دراسة الحالة، حيث استخدمت الباحثة الملاحظة كأداة لجمع البيانات، والمقابلة، حيث قسمت البيانات في ضوء أسئلة  الدراسة إلى خمسة محاور هي: بيانات متعلقة بطبيعة الممارسات التدريسية لمعلمات الفيزياء. بيانات متعلقة بمهارات  الاتصال. بيانات متعلقة بمهارات التعاون. بيانات متعلقة بمهارات حل المشكلات. بيانات متعلقة بالاحتياجات التطويرية المتعلقة بمعلمات الفيزياء. وأشارت النتائج الى أن أعلى نسبة كانت على التعاون، والتواصل بينما التفكير الناقد، وحل المشكلات، بدرجة متوسطة.

     دراسة (Davies, 2013 ) فقد هدفت الى التعرف لما يحدث لممارسة المعلمين وهويتهم المهنية عندما يتبنون طريقة التعلم التعاوني في التدريس ويشاركوا شركاء مبدعين خارجيين وموجهًا جامعيًا. تم اعتماد منهجية طرق مختلطة. تم تحديد المكاسب في ثقة المعلم وقدرته بالإضافة إلى التحولات في القيم التي أثرت بشكل مباشر على مفهومهم الذاتي لما يعنيه أن يكون المعلم مبدعاً يتبنى التدريس الإبداعي. تضمن تطوير وتحسين اليات اتخاذ قرارات حول التعلم تستند إلى الإمكانات التعليمية للمتعلمين . اثبتت النتائج وجود اداء مرتفع لدى عينة الدراسة من المتعلمين ، كما بينت النتائج وجود الاداء الطبيعي المطابق للمعايير الخارجية والمهنية المعززة التي يتم تجربتها في العمل من خلال المشروع حيث كانوا قادرين على دمج النظرية والممارسة.

    دراسة (تشيونغ ، 2012) والتي هدفت الى فحص العلاقة بين معتقدات معلمي الطفولة المبكرة والممارسات التدريسية الإبداعية و خصائصهم وأثر البيئية الداعمة للإبداع ، واستراتيجيات التدريس المستخدمة في تنمية الإبداع ، ومعايير الحكم على الإبداع عند الأطفال. بلغ حجم عينة الدراسة (15) معلمًا في مرحلة الطفولة المبكرة في هونغ كونغ. تم استخدام منهجية المقابلات الفردية المنظمة وبطاقة الملاحظة لجمع البيانات داخل الغرفة الصفية. أظهرت النتائج أن معظم المعلمين كانت معتقداتهم متشابهةً حول الممارسات التدريسية الإبداعية. كما كشفت نتائج بطاقة الملاحظة أيضاً عدم الاتساق في بعض المواقف بين معتقدات المعلمين المعلنة وممارساتهم التدريسية نتيجة للعديد من التأثيرات وليس تأثير المعتقدات فقط.

    كما هدفت دراسة كومار(2009) للتعرف إلى مكونات ومعايير التدريس الإبداعي، وبحث العوامل المؤثرة على التدريس الإبداعي، ومدى تحقق هذا المفهوم على أرض الواقع، وتم تطبيق الدراسة على عينة مكونة من (78) معلما ومعلمة،اختيرت بالطريقة العشوائية، وتم استخدام المنهج الوصفي المسحي، ولتحقيق هدف الدراسة تم بناء استبانة مكون من (25) فقرة وفق تدريج ليكرت الخماسي، أشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطية قوية بين التدريس الإبداعي وسمات الشخصية الإبداعية كالمغامرة، والفضول، والوعي الذاتي.

التعقيب على الدراسات السابقة

في ضوء عرض الدراسات السابقة، اتفقت هذه الدراسة مع بعض الدراسات السابقة من حيث استخدام المنهج الوصفي كدراسة (كومار،2009). في المقابل، اختلفت الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة كونها الاولى من نوعها- في حدود علم الباحثان – والتي عملت على تحديد الممارسات التدريسية الإبداعية (المكون الأدائي فقط). التي تناولتها أفضل التجارب والممارسات عالمياً واقليمياً، من خلال بنائها نموذج لتقييم الممارسات التدريسية الإبداعية لدى المعلمين متضمنًاً أدوات تغطي الجوانب الأدائية للممارسة، بشكل يسهّل تفعيل الإجراءات العملية الموجهة للممارسات الإبداعية في ضوء نتائج الدراسة. وبالتالي عملت على تزويد المعلمين والمقيّمين بمؤشرات دالة على مستوى القدرة على ممارسة التدريس الإبداعي في ميدان التعليم والتعلم.

منهجية الدراسة

    للتعرف إلى درجة تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الإبداعية، داخل الغرفة الصفية، تم اتباع المنهج الوصفي المسحي لملاءمته طبيعة الدراسة، وذلك باستخدام أداة جمع البيانات بعد التحقق من صدقها وثباتها.

مجتمع الدراسة وعينتها

    تكون مجتمع الدراسة من جميع المعلمين العاملين في القطاعين العام والخاص في         كل مدارس الأردن، والبالغ عددهم حسب إحصاءات وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي (2020-2021) (135104) معلماً ومعلمة، موزعين على متغير الجنس، والخبرة والمؤهل العلمي، حيث تم اختيار منهم عينه عشوائية بحجم (472) والجدول الاتي يوضح ذلك:

الجدول1: توزيع أفراد العينة حسب والجنس والخبرة والمؤهل

أداة الدراسة

   لتحقيق أهداف الدراسة قام الباحثان ببناء مقياس لتقييم الممارسات التدريسية الإبداعية لدى المعلمين، حيث تم مراجعة الأدب النظري والدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة مثل دراسة كل من: الأسود(2013)، وزمار(2018)، والعنزي(2020)، والإفادة منها في صياغة فقرات المقياس، والذي تكون بصورته النهائية من جزأين: الجزء الأول: وتضمن البيانات الديموغرافية. والجزء الثاني: وتضمن الممارسات التدريسية الإبداعية وتكون من (50) فقرة موزعة على أربعة معايير بحيث أعطي الاستجابة الإبداعية (4) درجات، والفعالة(3) درجات، والتقليدية(2) درجتين، وغير المقبولة (1) درجة.

صدق الأداة

تم عرض الأداة على عدد من المحكمين من ذوي الخبرة والاختصاص، لإبداء آرائهم وملاحظاتهم حولها وعددهم (10) محكمين من الجامعات الأردنية ومشرفي ومعلمي وزارة التربية والتعليم الأردنية، حيث طلب منهم إبداء رأيهم في: سلامة اللغة، ودقة الصياغة، ووضوح الفقرات، ومناسبتها وارتباطها بموضوع الدراسة، وإضافة وحذف ما يرونه مناسباً. وقد تم العمل بآرائهم وملاحظاتهم، وتم إجراء التعديلات اللازمة، علماً بأنها اقتصرت على تعديلات في الصياغة اللغوية، وبقي عدد الفقرات للمقياس(50) فقرة، وقد عُدّت الإجراءات المتبعة في بناء فقرات المقياس مؤشراً على صدق المقياس.

ثبات الأداة

 تم التحقق من ثبات المقياس من خلال: حساب الاتساق الداخلي (كرونباخ الفا) بتطبيقها، وقد بلغ الثبات الكلي للمقياس (0.85).تراوحت معامل الثبات (0.67-0.85) ، وهو مقبول لأغراض الدراسة الحالية، وجميع هذه القيم مناسبة وتفي بأغراض الدراسة

المعالجة الإحصائية

   تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية، اختبار (ت) واختبار التباين الاحادي (One-way ANOVA)

نتائج الدراسة ومناقشتها

     تم تحديد درجة تطبيق المعلمين في الأردن للممارسات التدريسية الإبداعية في ثلاثة مستويات (1-2) منخفضة، (2.01- 3) متوسطة، (3.01-4) مرتفعة. وفيما يلي عرض لنتائج الاجابة عن اسئلة الدراسة ومناقشتها:

المتعلقة بالسؤال الأول: ما درجة تطبيق المعلمين في الأردن للممارسات التدريسية الإبداعية؟

     للإجابة عن السؤال الأول تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والتقدير والرتب للمعايير الفرعية للممارسات التدريسية الابداعية في الأردن . وكانت النتائج كما هو مبين في الجدول (6).

جدول2: المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية للمعايير الفرعية لدرجة الممارسات التدريسية الابداعية في الاردن مرتبة تنازليا

           يظهر الجدول (2) ان المتوسطات الحسابية للمعايير الفرعية لدرجة الممارسات التدريسية الابداعية في الاردن قد تراوحت بين (2.41 – 3.38)، ومستوى درجة تقييم ما بين مرتفعة الى متوسطة، اما المقياس ككل فقد حصل على متوسط حسابي (2.63) وبانحراف معياري (0.413( وبدرجة تقييم متوسطة. وقد جاء بالمرتبة الاولى المعيار الفرعي (التنوع في الوسائل التعليمية والمصادر التعليمية) بمتوسط حسابي (3.38)، وبمستوى درجة تقييم مرتفعة، ويمكن عزو ذلك إلى توظيف المعلم، وسائل ومصادر تعلم، تراعي الفروق الفردية بين الطلبة، وتناسب مواقف التعلم وأنماطه المختلفة.  وقد تلاه المعيار الفرعي(إدارة الصف متعددة الأطراف) بمتوسط حسابي (2.92)، وبانحراف معياري (0.523 ، 0.859) وبمستوى درحة تقييم متوسطة، ويمكن عزو ذلك إلى تقيد المعلم في إدارة الصف بأبعاده المختلفة، بطرق تقليدية لا تراعي احتياجات الطلبة الفعلية المختلفة، فالمعلم هنا لا يخرج عن الإطار التقليدي لمفهوم الإدارة الصفية.  وبنفس المستوى معيار(تصميم برامج التعلم وفق خطة التدريس) بمتوسط حسابي (2.92)، وبانحراف معياري (0.523 ، 0.859) وبمستوى درحة تقييم متوسطة،  ويمكن عزو ذلك إلى تصميم المعلم أنشطة تعلم، لا تربط بين المفاهيم والمبادئ والنظريات التي تضمنها الإطار العام للمناهج والتطبيقات الحياتية. أو يصمم أنشطة تعلم، بمستويات غير مناسبة لمستويات الطلبة المختلفة في الصف، ولا يشرك الطلبة فيها، أو يتابع أثرها على تعلمهم.  وبالمرتبة الاخيرة جاء المعيار الفرعي (بناء توقعات أداء عالية للمتعلم) بمتوسط حسابي (2.41) وبمستوى درجة تقييم متوسطة. وقد يكون السبب في ذلك أن المعلم لا يوفر للمتعلم مناخا صفيا يدعم ثقافة التعلم الذاتي، وحب الاستطلاع، والمتعة في التعلم. أو يطبق أنشطة لا تقود إلى تحفيز توقعات أداء عالية  لدى المتعلم.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني:

     هناك فروق ذات دلالة احصائية لمتغير الجنس ( ذكر ، انثى ) على درجة تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الابداعية؟

       للتحقق فيما اذا كان هناك فروق، تم استخدام اختبار (ت) للعينات المستقلة ، وكانت النتائج كما هو مبين في الجدول (3).

جدول3: اختبار (ت) للمتغيرات المستقلة لقياس اثر متغير الجنس على درجة تطبيق المعلمين في الاردن للممارسات التدريسية الابداعية

يتبين من الجدول(3) وجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى الدلالة              (α = 0.05) تعزى لمتغير الجنس على درجة تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الابداعية ولصالح المعلمات الاناث، حيث ان المتوسط الحسابي للاناث (2.78).  وقد يعزى ذلك إلى أن دافعية المعلمات للعمل في مجال التدريس أعلى، ذلك لأن التدريس هو الخيار الاجتماعي المناسب لهن، والذي فرضته التحديات المختلفة التي تواجهها المعلمة، مما أوجد أمامها تحد أكبر لهذه الظروف استجابة لذلك التحدي، والذي تمثل في بذل المزيد من الجهد لاثبات كفاءتها التدريسية. بعكس المعلمين الذكور الذين يتطلعون للعمل في وظائف أخرى، مدفوعين بدوافع مختلفة،    الأمر الذي ينعكس على ممارستهم الصفية التي قد تقلل من جودة هذه الممارسات.             (حسين، حموده،2016) 

السؤال الثالث:

هل هناك فروق ذات دلالة احصائية لمتغير الخبرة (1-5 سنوات ، 5-10 سنوات ، اكثر من 10 سنوات) على تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الابداعية؟

للتحقق فيما اذا كان هناك، تم استخدام اختبار تحليل التباين الاحادي                    (One-way ANOVA) ، وكانت النتائج كما هو مبين في الجدول (4).

جدول4: اختبار تحليل التباين الاحادي (One-Way ANOVA) لقياس الفروق بين المتوسطات الحسابية لمتغير الخبرة على درجة تطبيق المعلمين في الاردن للممارسات التدريسية الابداعية

      يتبين من الجدول (4) عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى الدلالة              (α = 0.05) تعزى لمتغير الخبرة في تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الابداعية. يمكن عزو ذلك إلى أن ظروف العمل، وبيئات التعلم، وخبرات الميدان التربوي، تكاد تكون متشابهة. أو أن الاحتكاك المباشر والمستمر بين المعلمين، ساهم في نقل الخبرات المتشابهة والمشتركة فيما بينهم، مما أدى إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متغير الخبرة (عماوي،2018) 

السؤال الرابع:

     هل هناك فروق ذات دلالة احصائية لمتغير المؤهل العلمي (بكالوريوس، دبلوم عالي فما فوق) على تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الابداعية؟

      للتحقق فيما اذا كان هناك فروق، تم استخدام اختبار(ت) للعينات المستقلة، وكانت النتائج كما هو مبين في الجدول (5).

جدول5: اختبار (ت) للمتغيرات المستقلة لقياس اثر متغير المؤهل العلمي على درجة تطبيق المعلمين في الاردن للممارسات التدريسية الابداعية

     يتبين من الجدول (5) عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى الدلالة           (α = 0.05) تعزى لمتغير المؤهل العلمي على تطبيق المعلمين للممارسات التدريسية الابداعية. وقد يعزى ذلك إلى أن برامج إعداد وتأهيل المعلمين قبل وبعد الخدمة نظريا وعمليا متشابهة إلى درجة كبيرة في شكلها ومضمونها(خوالده ، 2018)

التوصيات

وفي ضوء نتائج الدراسة الحالية يوصي الباحثان بمايلي:

1. توجيه انتباه المسؤولين إلى ضرورة العمل على رفع كفايات المعلمين التدريسية من خلال برامج التنمية المهنية للمعلمين، لرفع مستوى ممارساتهم التدريسية إلى المستوى المقبول.
2. التركيز على ممارسة الأنشطة العلمية التطبيقية عند عقد  الدورات التدريبية للمعلمين.
3. توفير برامج تدريبية تتناول معايير تقييم الممارسات التدريسية الإبداعية
4. ضرورة بحث العلاقة بين ممارسات المعلمين ومعتقداتهم.
5. إجراء المزيد من الدورات التدريبية النوعية التي ترفع كفاءة وأداء الممارسات التدريسية الإبداعية للمعلمين.
6. اجراء المزيد من الدراسات التي تتناول واقع التدريس الفعلي عند المعلمين والصعوبات التي تواجههم في ذلك.

المصادر والمراجع

المراجع العربية

الأسود، زهرة (2013). الممارسات التدريسية الإبداعية لدى الأستاذ الجامعي من وجهة نظرطلبته، دراسة استكشافية، من وجهة نظر طلبة جامعة ورقلة، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية المجلد/العدد (12)، 131-141 الجزائر، الجزائر.

الآغا ، عبد المعطي رمضان(2004). الاتجاهات المعاصرة في تقييم أداء المعلم . المؤتمر السادس عشر ، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس-المجلد الاول ، دار الضيافة جامعة عين شمس.

حسين، جبرين، حمودة، مثلى (2016). الممارسات التدريسية الصفية لدى معلمي العلوم في المرحلة الأساسية من وجهة نظرهم وعلاقتها بمتغيري الجنس والخبرة لديهم. مؤتة للبحوث والدراسات، سلسلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد الحادي والثلاثون، العدد(3)، 273-300.

زمار، فاطمة. (2018). الممارسات التدريسية الإبداعية لدى الأستاذ الجامعي - دراسة ميدانية، بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في التربية، جامعة العربي بن مهيدي، الجزائر.

عماوي، فارس حمود (2018). مدى ممارسة معلمي الدراسات االاجتماعية في الأردن لمهارات التدريس الفعّال في ضوء معايير الدراسات الاجتماعية، دراسات، العلوم التربوية، 45(5)،46-58.

العنزي، وفاء(2020). الممارسات التدريسية لمعلمات الفيزياء في ضوء مهارات القرن الحادي والعشرين، المجلة العلمية، كلية التربية، جامعة أسيوط، المجلد، (36)، العدد(4)، 434-464.

المعايير والمسارات المهنية للمعلمين في المملكة العربية السعودية. هيئة تقويم التعليم والتدريب، 1439هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، المملكة العربية السعودية.

المراجع الاجنبية

Cheung, R. H. P. (2012). Teaching for creativity: Examining the beliefs of early childhood teachers and their influence on teaching practices. Australasian journal of early childhood, 37(3), 43-52.‏

Claiborne, L., Morrell, J., Bandy, J., & Bruff, D. (2014). Teaching outside the classroom. Center for Teaching at Vanderbilt University.‏

Cremin, T., & Barnes, J. (2018). Creativity and creative teaching and learning. In: Cremin, T. and Burnett, C. eds. Learning to Teach in the Primary School (4th edition). Routledge.

Davies, T, (2013). Incorporating creativity into teachers practice and self-concept of professional identity. Journal of Educational Change volume 14, pages51–71(2013

Jeffrey, B., & Craft, A. (2004). Teaching creatively and teaching for creativity: distinctions and relationships. Educational studies, 30(1), 77-87.‏

Palaniappan, A. K. (2009). Creative teaching and its assessment.‏ Paper presented at the 12th UNESCO-APEID International Conference with the theme “Quality Innovations for Teaching and Learning” on 24 – 26 March 2009 held at Impact Exhibition and Convention Center, Bangkok, Thailand.

Peter-Szarka, S. (2012). Creative climate as a means to promote creativity in the classroom. Electronic Journal of Research in Educational Psychology, 10(3), 1011–1034.

Rajagopalan, I. (2019). Concept of Teaching. Shanlax International Journal of Education, 7(2), 5-8.‏

Rinkevich, J. L. (2011). Creative teaching: Why it matters and where to begin. The Clearing House: A Journal of Educational Strategies, Issues and Ideas, 84(5), 219-223.