استخدام الأنشطة الرياضية الحركية في تنمية التوافق البصري الحركي وأثرها في تحسين الضبط الحركي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم الكتابية بالمرحلة الابتدائية

                            كلية التربية

       كلية معتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم

مجلة دراسات في مجال الارشاد النفسي والتربوي– كلية التربية– جامعة أسيوط

                    =======

استخدام الأنشطة الرياضية الحركية في تنمية التوافق البصري الحركي وأثرها في تحسين الضبط الحركي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم الكتابية بالمرحلة الابتدائية

إعداد

أ.د. محمد رياض أحمد أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة أسيوط

أ.د. بهاء سيد محمود أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط

أ. نيللي صلاح النحاس  باحث  في التربية الخاصة ومعلم أول بالتربية والتعليم

}     المجلد الخامس  - العدد الثاني -  أبريل  2022م  {

https://dapt.journals.ekb.eg

Your username is: ali_salah790@yahoo.com

Your password is: ztu6y8qupw

الملخص

هدفت الدراسة إلي تصميم برنامج رياضي لتنمية التوافق البصري لتلاميذ المرحلة الابتدائية ذوي صعوبات التعلم الكتابية  ومعرفة تأثيره علي الضبط الحركي لديهم عند الكتابة وأيضا العلاقة بين تنمية التوافق البصري الحركي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم الكتابية  والضبط الحركي لديهم، وقد استخدم المنهج شبه التجريبي ذي المجموعة التجريبية الواحدة وتم اختيار عينة الدراسة بالطريقة العمدية حيث بلغت عينة الدراسة الأساسية (3) تلاميذ من ذوي صعوبات تعلم الكتابة بالصف الثالث الابتدائي بمحافظة أسيوط و الذين يتوافر لديهم قدر مقبول من القراءة والكتابة وتوافرت فيهم شروط العينة وتراوحت أعمارهم من (9-10) سنوات وتم تطبيق اختبار التوافق البصري الحركي واختبار الكتابة واختبار الضبط الحركي وأظهرت نتائج الدراسة أن البرنامج الرياضي كان له تأثير إيجابي في تنمية التوافق البصري الحركي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم الكتابية والذي أدى إلى تحسن ملحوظ في قدرة التلاميذ الثلاث في الضبط الحركي لديهم عند الكتابة وتم في ضوء النتائج تقديم بعض التوصيات والتطبيقات التربوية المناسبة والبحوث المستقبلية.

الكلمات المفتاحية: الأنشطة الرياضية، التوافق البصري الحركي، الضبط الحركي، صعوبات التعلم الكتابية، المرحلة الابتدائية.

Summary

The study aimed to design a mathematical program for the development of visual compatibility for primary school students with written learning difficulties and to know its effect on their motor control when writing, as well as the relationship between the development of visual coordination among students with written learning difficulties and their motor control. The quasi-experimental approach with one experimental group was used. The sample of the study was chosen by the intentional method, where the basic study sample was (3) students with difficulties learning to write in the third grade of primary school in Assiut Governorate, who have an acceptable amount of reading and writing, and they meet the conditions of the sample, and their ages ranged from (9-10) years, and a test was applied The results of the study showed that the mathematical program had a positive effect in developing the visual-motor compatibility among students with written learning difficulties, which led to a significant improvement in the ability of the three students in their motor control when writing. In light of the results, some were presented Recommendations and appropriate educational applications and future research.

Keywords: sports activities, visual-motor coordination, motor control, written learning difficulties, the primary stage

.
المقدمة‎ :‏

‎‎تُعد‎ ‎مرحلة‎ ‎التعليم‎ ‎الابتدائي‎ ‎من‎ ‎أهم‎ ‎المراحل‎ ‎التأسيسية‎ ‎للتلاميذ،‎ ‎من‎ ‎حيث‎ ‎التجهيزات‎ ‎المعرفية‎ ‎والقرائية‎ ‎والكتابية‎ ‎والمهارية،‎ ‎اللازمة‎ ‎لباقي‎ ‎مراحل‎ ‎التعليم‎ ‎المختلفة،‎ ‎ولكن‎ ‎توجد‎ ‎بعض‎ ‎الصعوبات‎ ‎التي‎ ‎تواجه‎ ‎فئة‎ ‎معينة‎ ‎من‎ ‎التلاميذ‎ ‎من‎ ‎الناحية‎ ‎الأكاديمية،‎ ‎سواء‎ ‎في‎ ‎الفهم‎ ‎القرائي‎ ‎أو‎ ‎التعبير‎ ‎الكتابي‎ ‎أو‎ ‎بعض‎ ‎القصور‎ ‎في‎ ‎المهارات‎ ‎الاجتماعية‎.‎ ‎ ‎وتتمثل‎ ‎هذه‎ ‎الصعوبات‎ ‎في‎ ‎الفهم‎ ‎القرائي‎ ‎الذى‎ ‎يحتوى‎ ‎على‎ ‎دلالات‎ ‎غير‎ ‎لفظية،‎ ‎وصعوبات‎ ‎في‎ ‎إجراء‎ ‎العمليات‎ ‎الحسابية‎ ‎المرتبطة‎ ‎بالمكان،‎ ‎وصعوبات‎ ‎في‎ ‎الكتابة،‎ ‎ونوعية‎ ‎الخط،‎ ‎التي‎ ‎تتجلى‎ ‎في‎ ‎عدم‎ ‎تنظيم‎ ‎المسافات‎ ‎الرأسية‎ ‎والأفقي،‎ ‎والبطء‎ ‎الشديد‎ ‎في‎ ‎الكتابة،‎ ‎وصعوبات‎ ‎في‎ ‎تنظيم‎ ‎المجال‎ ‎البصرى‎ ‎المكاني‎، ‎ ‎وهذا ما أكده ‎ ‎الزيات2007)‎)،‎ ‎وغنايم‎(2016)‎.

‎     كما ‎أوضح‎  ‎معلول(2018)‎،‎ ‎وعويض‎2018)) ‎أن‎ ‎مشكلة‎ ‎ضبط‎ ‎الكتابة‎ ‎من‎ ‎أبرز‎ ‎المشكلات‎ ‎التي‎ ‎تواجه‎ ‎التلاميذ‎ ‎ذوى‎ ‎صعوبات‎ ‎التعلم‎ ‎الكتابية،‎ ‎حيث‎ ‎يتميز‎ ‎التلميذ‎ ‎الذى‎ ‎يعانى‎ ‎من‎ ‎صعوبات‎ ‎في‎ ‎الضبط‎ ‎الحركي‎ ‎عند‎ ‎الكتابة،‎ ‎بعدم‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎التوافق‎ ‎البصرى‎ ‎الحركي،‎ ‎مما‎ ‎يؤدى‎ ‎إلى‎ ‎الوقوع‎ ‎في‎ ‎عديد‎ ‎من‎ ‎الأخطاء‎ ‎عند‎ ‎الكتابة،‎ ‎منها‎ ‎عدم‎ ‎الكتابة‎ ‎للكلمات‎ ‎بشكل‎ ‎منضبط‎ ‎على‎ ‎السطر‎ ‎و‎‎التسلسل‎ ‎الحركي‎ ‎للكتابة،‎ ‎وعدم‎ ‎القدرة‎ ‎على‎ ‎النسخ،‎ ‎كما‎ ‎تعد‎ ‎صعوبات‎ ‎التوافق‎ ‎النفس‎ ‎حركي‎ ‎والإدراك‎ ‎اللمسي‎ ‎والبصرى‎ ‎وتنظيم‎ ‎المجال‎ ‎البصرى‎ ‎المكاني‎ ‎من‎ ‎أبرز‎ ‎الخصائص‎ ‎لذوى‎ ‎صعوبات‎ ‎التعلم‎ ‎الكتابية‎.‎

‎     ‎وقد‎ ‎أشار‎  ‎الزيات‎1998) ، ص516) إلى‎ ‎أن‎ ‎عملية‎ ‎الكتابة‎ ‎عملية‎ ‎معقدة،‎ ‎وتعتمد‎ ‎على‎ ‎عديد‎ ‎من‎ ‎المهارات‎ ‎والقدرات‎ ‎المختلفة؛‎ ‎فالكتابة‎ ‎تتطلب‎ ‎دقة‎ ‎الإدراك‎ ‎للأنماط‎ ‎المختلفة‎ ‎للرموز‎ ‎المرسومة،‎ ‎التي‎ ‎ترتبط‎ ‎بكل‎ ‎المهارات‎ ‎البصرية‎ ‎والحركية‎  .‎وهذه‎ ‎بدورها‎ ‎تعتمد‎ ‎على‎ ‎الوظيفة‎ ‎البصرية‎ ‎للعين،‎ ‎والتناسق‎ ‎بين‎ ‎حركة‎ ‎العين‎ ‎واليد،‎ ‎وضبط‎ ‎إيقاع‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎حركات‎ ‎الأصابع‎ ‎والعضلات‎ ‎الدقيقة‎ ‎لها‎،  ‎كما‎ ‎تتطلب‎ ‎الكتابة‎ ‎دقة‎ ‎الذاكرة‎ ‎البصرية،‎ ‎والذاكرة‎ ‎الحس‎ ‎حركية‎ ‎للحروف‎ ‎والكلمات.‎ ‎‎ ‎وأكد‎ ‎الطنطاوى (2015‎، ص26)  ‎على‎ ‎أن‎ ‎هؤلاء‎ ‎الأفراد ‎يعانون  ‎من‎ ‎ضعف‎ ‎فى‎ ‎التوافق‎ ‎الحركى،‎ ‎ومشكلات‎ ‎فى‎ ‎المهارات‎ ‎الحركية‎ ‎الدقيقة،‎ ‎التى‎ ‎تعتمد‎ ‎على‎ ‎العضلات‎ ‎الدقيقة‎ ‎مثل‎ ‎الكتابة‎ ‎والتلوين‎.. ‎إلخ،‎ ‎والمهارات‎ ‎الحركية‎ ‎الكبرى‎ ‎مثل‎ ‎المشى‎ ‎والركل‎ ‎والقفز‎.. ‎وإلى‎ ‎ما‎ ‎ذلك‎ ‎      من‎ ‎مهارات.‎

 ويشير‎ ‎الزيات‎(2002، ص 509 ) إلى‎"‎ان‎ ‎صعوبة‎ ‎الكتابة‎ ‎هى‎ ‎صعوبة‎ ‎فى‎ ‎ألية‎ ‎تذكر‎ ‎تعاقب‎ ‎الحروف‎ ‎وتتابعها، ومن‎ ‎ثم‎ ‎تناغم‎ ‎العضلات‎ ‎والحركة‎ ‎الدقيقة‎ ‎المطلوبة‎ ‎تعاقبيا‎ ‎وتتابعيا،‎ ‎لكتابة‎ ‎الحروف‎ ‎والأرقام. ‎‎ووفقا‎ ‎لنظريتى جتمان ‎‎(‎ ‎1965‎)،و كيفارت(1971) فى التوافق البصرى الحركى‎ فإن ‎أى‎ ‎مهارة‎ ‎سواء‎ ‎كانت‎ ‎مهارات‎ ‎كتابية‎ ‎أو‎ ‎غيرها‎ ‎قائمة‎ ‎على‎ ‎التوافق‎ ‎البصرى‎ ‎الحركى،‎ ‎ومدى‎ ‎نجاح‎ ‎العلاقة‎ ‎بين‎ ‎اليد والعين‎ ‎وعلاقة‎ ‎اليد‎ ‎بالقدم،‎ ‎وأن‎ ‎العوامل‎ ‎المهمة‎ ‎لنجاح‎ ‎التعلم‎ ‎الصفى‎ ‎هي‎ ‎حركة‎ ‎العين(غنايم 2016، سليمان 2013).

والتوافق‎ ‎البصرى‎ ‎الحركى ‎هو‎ ‎عبارة‎ ‎عن‎ ‎مهارة‎ ‎تسمح‎ ‎بالتنسيق‎ ‎بين‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎حركة‎ ‎العين‎ ‎وحركية‎ ‎اليد‎ ‎أثناء‎ ‎التعامل‎ ‎مع‎ ‎الأشياء‎ ‎وخاصة‎ ‎فى‎ ‎مجالات‎ ‎النسخ‎ ‎والكتابة‎ ‎والثبات‎ ‎على‎ ‎السطر‎ ‎ومسك‎ ‎الأشياء‎ ‎ورميها( صلاح‎ ‎الدين‎ ‎،‎ ‎لبدانى2018‎، ص 103).‎‎‎‎ ‎ويعرف إجرائيًا فى الدراسة الحالية بأنه ‎تناسق‎ ‎حركة‎ ‎اليد‎ ‎مع‎ ‎حركة‎ ‎العين‎ ‎فى‎ ‎حركة‎ ‎واحدة‎  ‎أثناء‎ ‎القيام‎ ‎بالأنشطة‎  ‎التى‎ ‎تتطلب‎ ‎ذلك،‎ ‎وخاصة‎ ‎عند‎ ‎متابعة‎ ‎سطر‎ ‎من‎ ‎الكتابة‎ ‎بثبات‎ ‎وفى‎ ‎اتجاه‎ ‎واحد‎ ‎أو‎ ‎عند‎ ‎التسلسل‎ ‎الكتابى . ومن ‎الاطلاع‎ ‎على‎ ‎بعض‎ ‎أدبيات‎ ‎البحث‎ ‎فى‎ ‎المجال‎‎‎(‎على،‎2015 ‎،‎ ‎عمر،‎2018) ‎ ‎يتبين‎ ‎أن‎ ‎القدرة‎ ‎التوافقية‎ ‎البصرية‎ ‎الحركية‎ لها ‎دور‎ ‎مهم‎ ‎وحيوى‎ ‎فى‎ ‎نجاح‎ ‎الأداء في  ‎المهارة الكتابية او الحركية‎ ‎.‎ ‎‎        ‎

وتعد‎ ‎الرياضة‎ ‎من‎ ‎الوسائل‎ ‎الفعالة‎ ‎فى‎ ‎تنشيط‎ ‎حركة‎ ‎الجسم‎ ‎بصورة‎ ‎منتظمة‎ ‎وإيجابية‎ ‎حيث‎ ‎أنها‎ ‎تؤدي‎ ‎دورًا‎ ‎مهمًا‎ ‎فى‎ ‎التحفيز‎ ‎وإنجاز‎ ‎المهام‎ ‎اليومية‎ ‎بصورة‎ ‎صحية‎. ‎ويرجع‎ ‎ذلك‎ ‎إلى‎ ‎التوافق‎ ‎العضلى‎ ‎العصبى‎ ‎القائم‎ ‎على‎ ‎الانشطة‎ ‎الرياضية، و يشير الخولى و الشافعى (2005،ص29) اللي أن البرنامج الرياضى يعتمد على التفاعل الحركى للتلاميذ من خلال مناسبة الانشطة لهم.‎ ‎وهذا‎ ‎ما‎ ‎أكدت‎ ‎عليه‎ ‎بعض‎ ‎النظريات‎ ‎الإدراكية‎ -‎الحركية‎  ‎مثل‎النظرية‎ ‎النيروسيكولوجية‎ ‎أو‎ ‎النفس‎ ‎عصبية    Neruo-Psychological Theoryحيث يرى‎ ‎أصحاب‎ ‎هذه‎ ‎النظرية‎ ‎أنه‎ ‎يمكن‎ ‎عمل‎ ‎استبصارات‎ ‎جيدة‎ ‎حول‎ ‎خصوصية‎ ‎العلاقة‎ ‎بين‎ ‎المخ‎ ‎والسلوك‎ ‎الإنسانى،‎ ‎أو‎ ‎عمل‎ ‎ارتباط‎ ‎بين‎ ‎أنماط‎ ‎معينة‎ ‎من‎ ‎الصعوبات‎ ‎أو‎ ‎المشكلات،‎ ‎وبين‎ ‎تأثير‎ ‎هذه‎ ‎الصعوبات‎ ‎أو‎ ‎المشكلات‎ ‎على‎ ‎الوظائف‎ ‎المخية (غنايم2016‎، ص ‎94). كما قدم كيفارت  Kephertنظرية فى‎ ‎المجال‎ ‎الإدراكى‎ ‎الحركى‎ Motor-Perceptual Theory تقوم‎‎ ‎على‎ ‎مجموعة‎ ‎من‎ ‎الافتراضات‎ ‎التى‎ ‎تعد‎ ‎أسسا‎ ‎ومبادئ‎ ‎للتعلم،‎ ‎منها‎ ‎اعتقاد‎ ‎كيفارت‎ ‎أن‎ ‎نمو‎ ‎الطفل‎ ‎يتم‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎سلسة‎ ‎من‎ ‎المراحل،‎ ‎وأن‎ ‎كل‎ ‎مرحلة‎ ‎تمثل‎ ‎بزوغ‎ ‎طريقة‎ ‎مركبة‎ ‎فى‎ ‎معالجة‎ ‎البيانات‎ ‎والمعلومات،‎ ‎بالإضافة‎ ‎إلى‎ ‎ذلك‎ ‎فإنه‎ ‎من‎ ‎المنطقى‎ ‎أن‎ ‎يتم‎ ‎افتراض‎ ‎أن‎ ‎كل‎ ‎أنواع‎ ‎السلوك‎ ‎هى‎ ‎ذات‎ ‎أساس‎ ‎حركى،‎ ‎والتى‎ ‎تمثل‎ ‎مرحلة‎ ‎ما‎ ‎قبل‎ ‎المهارات‎ ‎لكل‎ ‎أنواع‎ ‎السلوك‎ ‎والتى‎ ‎تتحدد‎ ‎حصريا‎ ‎فى‎ ‎الاستجابات‎ ‎العضلية‎ ‎والحركية ‎)‎سليمان2013‎، ص‎118).‎ وكذلك في إطار الربط بين الحركة وتعلم المهارات ‎اهتمت‎ ‎ نظرية‎ "‎جتمان‎ Guttman"‎البصرية‎ ‎الحركية ‎ ‎‎بمظاهر‎ ‎النمو‎ ‎البصرى‎- ‎الحركى‎ ‎وعلاقته‎ ‎بالتعلم،‎ ‎وأوضح‎ "‎جتمان‎"‎قدرة‎ ‎الطفل‎ ‎على‎ ‎اكتساب‎ ‎المهارات‎ ‎الحركية‎ ‎الادراكية‎ ‎فى‎ ‎مراحل‎ ‎متتابعة‎ ‎متطورة،‎ ‎      وكل‎ ‎مرحلة‎ ‎من‎ ‎هذه‎ ‎المراحل‎ ‎تعتمد‎ ‎على‎ ‎سابقتها ‎)‎غنايم‎2016‎، ‎ص98). ‎ ‎وبالتالي فإنه يمكن القول إن هناك علاقة بين مهارة الكتابة كمهارة تتطلب الحركة ومفهوم الضبط‎ ‎الحركى  Motion control ويعرف‎ ‎حسن1993)، ص"‎ (38حسن‎ ‎الأداء‎ ‎الحركى‎ ‎خلال‎ ‎البيئة‎ ‎الميكانيكية‎ " ‎سواء‎ ‎من‎ ‎حركة‎ ‎لسكون‎ ‎أو‎ ‎العكس‎.‎ويعرف إجرائيًا‎ ‎قياس‎ ‎الاداء‎ ‎الحركى‎ ‎لأجزاء‎ ‎الجسم‎ ‎فى‎ ‎صورة‎ ‎توافقية‎  ‎وقياس‎ ‎أثرها‎ ‎على‎ ‎التسلسل‎ ‎الحركى‎ ‎المستخدم‎ ‎فى‎ ‎مهارات‎ ‎الكتابة.

هذا وقد أجريت العديد من الدراسات التي تؤكد على العلاقة بين التوافق البصري الحركي والضبط الحركي وكذلك دراسة فاعلية برامج التدخل في هذا المجال على تلاميذ المرحلة الابتدائية. فقد قام معلول (2018) بدراسة هدفت إلى‎ ‎التحقق‎ ‎من‎ ‎وجود‎ ‎العلاقة‎ ‎بين‎ ‎اضطراب‎ ‎الادراك‎ ‎البصرى‎ ‎وصعوبات‎ ‎الكتابة‎ ‎لدى‎ ‎تلاميذ الصف الرابع الابتدائي‎وتوصلت‎ نتائج ‎الدراسة ‎‎ ‎إلى وجود‎ ‎علاقة‎ ‎ارتباطية‎‎‎ ‎‎بين‎ ‎مستوى‎ ‎الإدراك‎ ‎البصرى‎ ‎ومستوى‎ ‎صعوبة‎ ‎الكتابة‎ ‎لدى‎ ‎تلاميذ‎ ‎السنة‎ ‎الرابعة‎ ‎ابتدائى‎.‎ كما هدفت ‎دراسة‎ ‎عمر‎(2018) ‎،‎ ‎الى‎ ‎التعرف‎ ‎على‎ ‎أثر‎ ‎برنامج‎ ‎تدريبى‎ ‎لتنمية‎ ‎مهارات‎ ‎الإدراك‎ ‎الحس‎ ‎حركى‎ ‎واستمرارية‎ ‎هذا‎ ‎الأثر‎ ‎فى‎ ‎تحسين‎ ‎مفهوم‎ ‎الذات‎ ‎وخفض‎ ‎السلوك‎ ‎الانسحابى‎ ‎لدى‎ ‎التلاميذ‎ ‎ذوى‎ ‎صعوبات‎ ‎التعلم‎ ‎غير‎ ‎اللفظية. وتوصلت ‎نتائج‎ ‎الدراسة‎ ‎إلى‎ ‎وجود‎ ‎فروق‎ ‎ذات‎ ‎دلالة‎ ‎إحصائية‎ ‎على‎ ‎مقاييس‎ ‎الإدراك‎ ‎الحس‎ ‎حركى،‎ و‎الانسحاب‎ ‎الاجتماعى،‎ و‎مفهوم‎ ‎الذات‎ ‎بعد‎ ‎تطبيق‎ ‎برنامج‎ ‎الدراسة‎ ‎لصالح‎ ‎المجموعة‎ ‎التجريبية،‎ ‎‎واستمرار‎ ‎أثر‎ ‎البرنامج‎ ‎فى‎ ‎فترة‎ ‎المتابعة‎.‎ ‎‎وهدفت دراسة‎ ‎حسن‎(2007)‎،‎ ‎‎إلي‎ ‎تصميم‎ ‎برنامج‎ ‎تدريبي‎ ‎لتنمية‎ ‎التوافق‎ ‎العصبي‎ ‎العضلي،‎ ‎ومعرفة‎ ‎تأثيره‎ ‎علي‎ ‎مستوى‎ ‎التوافق‎ ‎العصبي‎ ‎العضلي‎ ‎قبل‎ ‎وبعد‎ ‎تطبيق‎ ‎البرنامج‎ ‎لأفراد‎ ‎عينه‎ ‎البحث‎ ‎ومستوى‎ ‎أداء‎ ‎المهارات‎ ‎الأساسي وتوصلت‎ ‎نتائج‎ ‎البحث‎ ‎إلي‎ ‎أن‎ ‎البرنامج‎ ‎المقترح‎ ‎ذو‎ ‎تأثير‎ ‎إيجابي‎ ‎وفعال‎ ‎في‎ ‎تنمية‎ ‎التوافق‎ ‎العصبي‎ ‎العضلي‎ ‎لأفراد‎ ‎عينة‎ ‎البحث‎ ‎التجريبية‎,‎وفاعلية‎ ‎البرنامج‎ ‎المقترح‎ ‎لتنمية‎ ‎التوافق‎ ‎العصبي‎ ‎العضلي‎ ‎في‎ ‎تطوير‎ ‎مستوى‎ ‎المهارات‎ ‎الأساسية‎ ‎لناشئي‎ ‎تنس‎ ‎الطاولة‎ ‎تحت‎ 15  ‎سنة‎.‎ ‎‎ ‎‎وأجرى   Quinnard-etalدراسة (2011)‎،‎ ‎هدفت‎ ‎إلى‎ ‎التحقق‎ ‎من‎ ‎تأثير‎ ‎العلاج‎ ‎بركوب‎ ‎الخيل‎ ‎على‎ ‎السلوكيات‎ ‎ذات‎ ‎الصلة‎ ‎بالصحة‎ ‎ونوعية‎ ‎الحياة،‎ ‎والأداء‎ ‎الحركى‎ ‎لدى‎ ‎الأطفال‎ ‎ذوى‎ ‎اضطراب‎ ‎نقص‎ ‎الانتباه‎ ‎وفرط‎ ‎النشاط‎ . ‎استخدمت‎ ‎الدراسة‎ ‎سلسة‎ ‎زمنية‎ ‎للمنهج‎ ‎شبه‎ ‎التجريبى‎ ‎مع‎ ‎إجراء‎ ‎اثنين‎ ‎من‎ ‎الاختبارات‎ ‎التمهيدية،‎ ‎واثنين‎ ‎بعد‎ ‎لمدة‎ ‎ثمانية‎ ‎أسابيع‎. ‎أجريت‎ ‎الدراسة‎ ‎فى‎ ‎دولة‎ ‎النرويج‎ ‎وتكونت‎ ‎العينة‎ ‎من‎ ‎خمسة‎ ‎أطفال‎ ‎تتراوح‎ ‎أعمارهم‎ ‎بين‎ 10-11 ‎سنة‎ ‎من‎ ‎ذوى‎ ‎فرط‎ ‎النشاط‎ ‎ونقص‎ ‎الانتباه‎.‎اشارت ‎النتائج‎ ‎إلى‎ ‎التأثير‎ ‎الإيجابى‎ ‎لركوب‎ ‎الخيل‎ ‎على‎ ‎عديد‎ ‎المجالات‎ ‎السلوكية‎ ‎والأدوار‎ ‎الاجتماعية،‎ ‎وعلى‎ ‎نوعية‎ ‎الحياة‎ ‎والأداء‎ ‎الحركى‎ ‎لأطفال‎ ‎ذوى‎ ‎فرط‎ ‎النشاط‎ ‎ونقص‎ ‎الانتباه‎. ‎

ومما سبق يتضح فاعلية برامج التدخل الحركي الرياضي في عملية التعلم وتنمية القدرات العقلية للتلاميذ والدراسة الحالية تهدف إلى اختبار اثر برنامج قائم على الأنشطة التدريبية الرياضية لتنمية التوافق البصري الحركي  في الضبط الحركي لدى التلاميذ ذوي صعوبات الكتابة بالمرحلة الابتدائية.

مشكلة‎ ‎الدراسة‎:‎

‎‎تبلورت مشكلة الدراسة الحالية من‎ ‎خلال‎ ‎الزيارة‎  ‎الميدانية ‎ ‎لبعض‎ ‎المدارس‎ ‎الابتدائية‎، وإجراء‎ ‎مقابلات ‎شخصية‎ ‎مع بعض معلمي اللغة العربية‎ ‎بتلك‎ ‎المدارس‎- ‎خصوصا‎ ‎ممن‎ ‎يقومون‎ ‎بالتدريس‎ ‎للصف‎ ‎الثالث‎ ‎الابتدائى‎ ‎وأيضا‎ ‎الإخصائيين‎ ‎النفسيين‎ ‎وأولياء‎ ‎الأمور،‎ ‎أثناء‎ ‎اجتماعات‎ ‎مجلس‎ ‎الآباء‎ ‎المنعقدة‎ ‎بالمدرسة،‎ ‎ومعلمى‎ ‎التربية‎ ‎الرياضية‎. ‎فقد‎ ‎تبين‎ ‎عن‎ ‎طريق‎ ‎المقابلة،‎ ‎أن‎‎كثيرآ‎ ‎من‎ ‎التلاميذ‎ ‎يعانون ‎من‎ ‎مشكلة‎ ‎عند‎ ‎الكتابة‎ ‎خصوصا‎ ‎عند‎ ‎كتابة‎ ‎الكلمات‎ ‎والأحرف‎ ‎على‎ ‎السطر‎ ‎والتسلسل‎ ‎الحركى‎ ‎لها وأداء بعض المهارات الحركية أثناء درس التربية الرياضية‎.‎

و‎‎كذلك برزت مشكلة الدراسة من خلال مراجعة الأدبيات والدراسات‎ ‎فى هذا المجال والتى          ‎أكدت‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎صعوبات‎ ‎التوافق‎ ‎الحركى،‎ ‎وصعوبات‎ ‎التوافق‎ ‎البصرى،‎ ‎وصعوبات‎ ‎تحليل‎ ‎المعلومات‎ ‎البصرية‎ ‎،تعد‎ ‎من‎ ‎إحدى‎ ‎سمات‎  ‎ذوى‎ ‎صعوبات‎ ‎التعلم‎ ‎الكتابية،‎ ‎حيث‎ ‎تظهر‎ ‎على‎ ‎التلميذ ‎سمات‎ ‎صعوبات‎ ‎التناسق‎ ‎الحركى‎ ‎البصرى‎ ‎عندما‎ ‎يمسك‎ ‎بالقلم‎ ‎فنجد‎ ‎أنه‎ ‎من‎ ‎الصعب‎ ‎عليه‎ ‎أن‎ ‎يكتب‎ ‎على‎ ‎السطر‎ ‎أو‎ ‎أن‎ ‎يلتزم‎ ‎بالكتابة‎ ‎بين‎ ‎السطور وكذلك أداء بعض المهارات الحركية. ‎وأيضا‎ ‎تظهر‎ ‎على‎ ‎الطفل‎ ‎صعوبة‎ ‎فى‎ ‎ضبط‎ ‎حركة‎ ‎الكتابة‎  ‎عندما‎ ‎يحاول‎ ‎أن‎ ‎يكتب‎ ‎بعض‎ ‎الكلمات‎ ‎على‎ ‎السبورة.

          ‎ومن خلال مراجعة الدراسات فى حدود ما تم الاطلاع عليه توجد ندرة فى ‎ استخدام‎ ‎البرامج‎ ‎الرياضية‎ ‎التى‎ ‎تعتمد‎ ‎على‎  ‎تنمية‎ ‎التوافق‎ ‎البصرى‎ ‎الحركى‎ ‎واختبار أثره‎ ‎فى تحسين  ‎الضبط‎ ‎الحركى‎ ‎لدى‎ ‎تلاميذ‎ ‎الصف‎ ‎الثالث‎ ‎الابتدائى‎ ‎ذوى‎ ‎صعوبات‎ ‎التعلم‎ ‎الكتابية‎ . ‎لذلك تظهر الحاجة إلى ‎ضرورة‎ ‎تفعيل‎ ‎برنامج‎ ‎رياضى‎ ‎لتنمية‎  ‎التوافق‎ ‎البصرى‎ ‎الحركى‎ ‎والتعرف على أثره‎ ‎على‎  ‎الضبط‎ ‎الحركى‎ ‎لتلاميذ‎ ‎الصف‎ ‎الثالث‎ ‎الابتدائى‎ ‎ذوى‎ ‎صعوبات‎ ‎التعلم‎ ‎الكتابية ‎.‎         وبذلك تتحدد مشكلة الدراسة فى السؤال التالى: ما أثر برنامج قائم على الأنشطة الرياضية    لتنمية التوافق البصري الحركي في تحسين مهارة الضبط الحركى لدى التلاميذ ذوى صعوبات التعلم الكتابية؟.

‎ أهداف‎ ‎الدراسة: ‎

‎‎تهدف الدراسة الحالية إلى:

- اختبار فاعلية برنامج‎ ‎رياضى‎‎ فى تنمية ‎ ‎التوافق‎  ‎البصرى‎ ‎الحركى ومعرفة اثره فى تحسين الضبط الحركى لدى تلاميذ‎ ‎‎‎ذوى‎ ‎صعوبات‎ ‎التعلم‎ ‎الكتابية.‎ ‎‎‎

أهمية‎ ‎الدراسة‎ : ‎

‏‏    تظهر أهمية الدراسة الحالية في تبنيها لتطبيقات الرياضة في مجال التعلم وعلاج مشكلات التلاميذ ذوي صعوبات تعلم الكتابة وذلك من خلال تقديم برنامج رياضى يهدف إلى تنمية التوافق البصرى الحركى لدى هؤلاء التلاميذ خاصة وأن الرياضة والأنشطة والألعاب الرياضية من الأمور المحببة والمحفزة للتلاميذ ودراسة تاثير هذه الأنشطة في الضبط الحركى لديهم وذلك لمساعدة التلميذ فى ضبط الكتابة باستخدام اساليب مختلفة عن طريق الانشطة الرياضية وايضا استخدام الأساليب الجديدة فى ضبط الكتابة بخلاف المتعارف عليها تربويا مما يزيد من استثارة التلميذ نحو التحسن والضبط الحركى للكتابة. كما أن نتائج هذه الدراسة يمكن أن تفيد التربويين والأخصائيين في استخدام فنيات علاجية لصعوبات التعلم تعتمد على الرياضة والحركة.

‏إجراءات الدراسة:

تم استخدام المنهج التجريبي ذي التصميم شبه التجريبي لمناسبته لطبيعة الدراسة ذي المجموعة التجريبية الواحدة وذلك لصعوبة وندرة عدد  التلاميذ من ذوي صعوبات التعلم الكتابية.

   وقد تمثل مجتمع الدراسة في جميع تلاميذ الصف الثالث من المرحلة الابتدائية بمدرسة السلام المتطورة الخاصة بمحافظة أسيوط, والبالغ عددهم (240) تلميذا وتلميذة, وتتراوح أعمارهم ما بين 9 - 10 سنوات بواقع (125) تلميذا و (115) تلميذة.  وقد تكونت عينة الدراسة الأساسية من (5) تلاميذ بالصف الثالث الابتدائي, وقد تم سحب هذه العينة من أصل (120) تلميذا وتلميذة ثم تصفيته العينة الى أن وصلت العينة في النهاية الى (3) تلاميذ حيث تم استبعاد تلميذ وتلميذة من إلى (5) تلاميذ وذلك وفق اختبار بندر جشطلت للإدراك البصري كما تم اختيار عينة الـ (3) تلاميذ وفق متوسط الأداء لاختبار الذكاء لمصفوفات المتابعة الملون لرافن وتقنين عماد أحمد حسن (2014) ولديهم انخفاض في التوافق البصري الحركي والكتابة والضبط الحركي بناء على أدائهم على الاختبارات الثلاثة لهذه المتغيرات ولا يعانون من إعاقات حسية أو حركية أو اضطراب نفسي ويحضرون إلى المدرسة بانتظام بناء على السجلات المدرسية.

وتمثلت أدوات الدراسة في:‎

1_ البرنامج الرياضي لتنمية التوافق البصرى الحركي : ويتكون من مجموعة من الالعاب الرياضية تجمع بين ألعاب توافق يد وعين والاتزان عن طريق العاب ( الممشى على الحبل على الأرض – رمى الكرة – الوقوف على قدم واحدة – البولينج – تخطى السواقي – ملئ السلات – العقدة – رمى القوس ) وقد تم اختيار مجموعة من الألعاب الرياضية وتطبيقها على طلاب الصف الثالث الابتدائي لمدة شهر وأسبوع بمعدل ثلاث جلسات أسبوعيا بواقع حصة دراسية. وقد تم التأكد من صلاحية المهام المقترحة ومناسبتها من خلال عرضه على مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط.

2 – اختبار الكتابة. يهدف هذا المقياس الى التعرف على قدرة التلميذ على الكتابة بطريقة صحيحة وسليمة دون الانحراف عند السطر وفي تناسق, ويطبق على كل تلميذ بصورة فردية ودون تدخل من جانب الباحثة, ويشمل هذا المقياس (3) أجزاء كل جزء يحتوي على عدة جمل ما بين جمل قصيرة ومتصلة وجمل طويلة في صورة قطعة, وينبغي على الطفل نقلها كما هي على السطر في تناسق وهي كالتالي:-

الجزء الأول ويتكون من أربع جمل قصيرة غير متصلة في هيئة أربع جمل متتالية الغرض منها قياس قدرة التلميذ على نقل الجمل القصيرة بنفس شكلها دون الانحراف عن السطر, درجة المقياس (4) درجات معدل بدرجة واحدة لكل سطر ينقل بشكل صحيح وصفر عند الخطأ. ومحك الإتقان هو حصول التلميذ على (3) درجات من أصل (4) درجات. والجزء الثاني وهو عبارة عن قطعة قصيرة مكونة من جملتين متصلتين الهدف منهما قياس قدرة التلميذ على النقل السليم دون الانحراف عن السطر عند إطالة الجملة أو وصلها بجملة أخرى والدرجة على المقياس (4) درجات مقسمة الى (2) درجة لكل جملة ومحك الاتقان هو حصول التلميذ على (3) درجات من أصل (4) درجات. والجزء الثالث وهوعبارة عن قطعة كبيرة مكونة من 6 جمل متصلة ببعضها الهدف منها قياس قدرة الطفل عن نقل الجمل بطريقة سليمة على السطر دون الانحراف عنه وبشكل متناسق عند إطالة الجمل. درجة المقياس (4) درجات بمعدل (1,5) درجة لكل جملة, ومحك الإتقان هو حصول التلميذ على (3) درجات من أًل (4) درجات.

وقد تم إيجاد الصدق لهذا الاختبار من خلال حساب الصدق المنطقي للمحتوى حيث تم عرضه في الصورة الأولية للاختبار على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين في مجال علم النفس والتربية، وفي ضوء آراء السادة المحكمين تم تعديل جملة واحدة لعدم مناسبتها لطبيعة وخصائص العينة، والتي لم تحظ بنسبة اتفاق مناسبة. كما حساب الصدق التمييزي للاختبار عن طريق حساب دلالة الفروق بين الإرباعي الأعلى والإرباعي الأدنى لدرجات العينة الاستطلاعية والبالغ عددها 120 تلميذاً وتلميذة بالصف الثالث الابتدائي لمجتمع الدراسة ، حيث تم إيجاد قيمة "z" لاختبار مان ويتني لدلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات الإرباعين الأدنى والأعلى وقد بلغت قيمة "z" 4.81 وبدلالة عند مستوى .01 وقد تم حساب ثبات الاختبار من خلال إعادة الاختبار حيث تم تطبيقه على العينة الاستطلاعية ثم إعادة التطبيق بفاصل زمني قدره ثلاثة أسابيع، وبلغ معامل الارتباط 0.91

3 – مقياس التوافق البصري الحركي ويهدف الاختبار الى قياس التوافق بين العين واليد عند إستخدامهم في نفس التوقيت. وتتمثل الأدوات المستخدمة في كرة مطاطية, حائط. وفي هذا المقياس يرسم خط على بعد (2) متر من الحائط على الأرض ثم يقف التلميذ عند بداية الحط الذي يبعد عن الحائط (2) متر ويمسك الكرة باليد اليمنى وعند الاشارة يقوم برمي الكرة (5) مرات متتالية باليد اليمنى ويستقبلها عند إرتدادها بنفس اليد ثم يعكس الحركة باليد اليسرى بمعدل 4 محاولات وتحسب درجة واحدة, لكل محاولة صحيحة و 20 درجة للنهائي.

وقد تم إيجاد صدق المقياس من خلال الصدق المنطقي للمحتوى وذلك بعرض المقياس على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين في المجال الرياضي من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط، وقد بلغت نسبة الاتفاق بينهم ما بين90% - 100% تقريباً.كما تم حساب الصدق التمييزي للمقياس عن طريق حساب دلالة الفروق           بين الإرباعي الأعلى والإرباعي الأدنى لدرجات العينة الاستطلاعية والبالغ عددها120تلميذاً وتلميذة بالصف الثالث الابتدائي لمجتمع الدراسة،حيث تم إيجاد قيمة "z" لاختبار مان ويتني لدلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات الإرباعين الأدنى والأعلى وقد بلغت قيمة "z" 4.61 وبدلالة عند مستوى.01 وقد تم حساب ثبات الاختبار من خلال إعادة الاختبار حيث تم          تطبيقه على العينة الاستطلاعية ثم إعادة التطبيق بفاصل زمني قدره ثلاثة أسابيع،وبلغ              معامل الارتباط 0.90

4 – مقياس الضبط الحركي: ويهدف هذا المقياس الى قياس قدرة التلميذ على الضبط الحركي عند القيام بالمهام التي تتطلب الضبط والدقة مع الحركة وهو عبارة عن منضدة مرتفعة عن الأرض بمسافة 50سم وأسفلها أرض من النجيلة مرسوم عليها خط على بعد 80 سم من المنضدة ويتم تسلق التلميذ المنضدة ثم القفز على الخط المرسوم على الأرض بثبات في مكانة وعدم الترنح ثم يرسم خط أبعد بمسافة 100سم ثم (120سم) على أن يتم تسجل (3) محاولات ونكتب القيمة بالسنتيمتر ثم يحسب المتوسط للثلاث محاولات.

وقد تم إيجاد صدق المقياس من خلال الصدق المنطقي للمحتوى وذلك بعرض المقياس على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين في المجال الرياضي من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط ، وقد بلغت نسبة الاتفاق بينهم ما بين 90 %- 100 % تقريباً. كما تم حساب الصدق التمييزي للمقياس عن طريق حساب دلالة الفروق بين الإرباعي الأعلى والإرباعي الأدنى لدرجات العينة الاستطلاعية والبالغ عددها 120 تلميذاً وتلميذة بالصف الثالث الابتدائي لمجتمع الدراسة ، حيث تم إيجاد قيمة "z"  لاختبار مان ويتني لدلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات الإرباعين الأدنى والأعلى وقد بلغت قيمة "z" 4.61 وبدلالة عند مستوى .01 وقد تم حساب ثبات الاختبار من خلال إعادة الاختبار حيث تم تطبيقه على العينة الاستطلاعية ثم إعادة التطبيق بفاصل زمني قدره ثلاثة أسابيع، وبلغ معامل الارتباط0.893

5 – اختبار بندر جنطلت إعداد/ لوريتا بندر (1938م), تعريب/ مصطفى فهمي, سيد محمد غنيم (1968). الهدف منه: استبعاد التلاميذ الذين لديهم قصور في العوامل الموضوعية في عملية الإدراك وأيضاً الذاتية كالعوامل الانفعالية كالقلق والضغوط وعدم الطمأنينة والحالات الفسيولوجية وهو غير مرتبط بزمن محدد يتكون الاختبار من (9) أشكال بسيطة يقوم التلميذ بنقلها على ورقة A4 كما بالبطاقة.

نتائج الدراسة وتفسيرها:

     هدفت الدراسة الحالية إلى اختبار فاعلية برنامج مبني على الأنشطة الرياضية لتنمية التوافق البصري الحركي في الضبط الحركي لدى التلاميذ ذوي صعوبات الكتابة. وللإجابة عن سؤال الدراسة الرئيس الذي ينص على:

      ما أثر برنامج قائم على الأنشطة الرياضية لتنمية التوافق البصري الحركي في تحسين مهارة الضبط الحركى لدى التلاميذ ذوى صعوبات التعلم الكتابية؟

      تم رصد الدرجات لكل تلميذ من التلاميذ الثلاث على حدة واستخدام الإحصاء الوصفي لملاحظة مقدار التحسن لكل منهم. وجداول رقم (1)(2)(3) توضح مقدار التحسن في متغيرات الدراسة الثلاث بالدرجات الخام ونسبة التحسن  في كل متغير.

جدول(1)

نسبة التحسن للحالات الثلاث على مقياس  التوافق البصرى الحركي

ويتضح من جدول(1) أن أكبر درجة هي الدرجة 17 من 20 وحصل عليها الحالتان الثانية بنسبة تحسن 15% والثالثة بنسبة تحسن 30% وأقل درجة حصل عليها الحالة الأولى وبلغت 16 ولكن بنسبة تحسن 35% . وهذا النسب تشير إلى أن الثلاث حالات قد حدث لديها تحسن فى التوافق البصرى الحركي ولكن بنسب تحسن مختلفة. وهذه الفروق بين الحالات وبعضها ترجع الى وجود بعض المعوقات بالحالة الأولى ذاتها وهى انه يعانى منذ البداية وقبل بدء البرنامج من بطئ في الحركة مما اثر على اختلاف أدائه أثناء قيامة بالنشاط الرياضي اثناء تطبيق البرنامج عن باقي الحالات الأخرى ولكنه رغم ذلك فقد حدث له تحسن أعلى من الأخرين بما يفيد أن هناك فروقاً في الاستعدادات بين التلاميذ. وربما يرجع إلى وجود متغيرات أخرى ممكن أن تكون قد اثرت في هذا التفاوت في الأداء. وتتفق تلك النتائج مع دراسة كل من Sharma(1992) ،(Stanislaw,Henruk (2005،والبسيونى(2013)،وصيام وعمر(2018) ، وخصاونة والخوالدة (2015).

جدول(2)

نسبة التحسن للحالات الثلاث على مقياس الضبط الحركى

     يتضح من جدول(2) أن أكبر درجة هى الدرجة 8 من 9 وحصل عليها الحالتان الأولى بنسبة تحسن 33% والثالثة بنسبة تحسن 44% وأقل درجة حصل عليها الحالة الثانية             وهي 7 درجات بنسبة تحسن 44%. يرجع اختلاف درجات الحالة الثانية عن الحالات             الأخرى إلى وجود بعض المعوقات بالحالة ذاتها حيث انه يعانى من عدم ضبط اليد اليمنى بنفس دقة وسرعة اليد اليسرى وذلك لاعتماده على اليد اليسرى بشكل مستمر لفترات              طولية وذلك يفسر اختلاف درجاتة عن باقى الحالات. وتتفق تلك النتائج مع دراسة كل من Rebecca  &2001) Paul) ، (Chown etal (2007، وبخيت( 2020).

جدول(3)

نسبة التحسن للحالات الثلاث على اختبار الكتابة

يتضح من جدول(3) أن أكبر درجة هى الدرجة 10.5 من 12 وحصل عليها الحالتان الأولى بنسبة تحسن 29.2% والثالثة بنسبة تحسن 29.2% وأقل درجة حصل عليها الحالة الثانية وهي 9 درجات بنسبة تحسن 50%. مما يدل على التحسن الذي طرأ على التلاميذ في كل من التوافق البصري والضبط الحركي قد امتد تأثيره إلى تحسن في مهارات الكتابة لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم في الكتابة على السطر والتسلسل والتناسق للكلمات والجمل. وتتفق هذه النتائج مع نتائج دراسة كل من(2020)Bakhash ، (Yilmaz,etal,(2004، وعاشور وطه( 2013)

ومن خلال النتائج التى تم التوصل اليها بعد تطبيق البرنامج الرياضى يتضح ان هناك اثراً للبرنامج في تنمية التوافق البصري الحركي لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم الكتابية وتحسين الضبط الحركي عند الكتابة وامتدت آثار التحسن إلى مهارات الكتابة لديهم.

ويعزى تاثير البرنامج الرياضى المبنى على تنمية التوافق البصرى الحركى لذوي صعوبات التعلم الكتابية واثرة على الضبط الحركى لديهم الى ما يلى:

1-  ان البرنامج الرياضى المبنى على تنمية التوافق البصرى الحركى كان له دور فى تحسين توافق حركة اليد مع حركة العين فى ان واحد و اتجاه واحد بنفس السرعة و المسافة و هذا ما تطلبة اى عملية كتابية تحتاج التسلسل على السطر و مراعاة المسافات بين الكلمات.

2-  ان احتواء البرنامج على انشطة رياضية للضبط الحركى ، قد ساهم بشكل كبير فى تحسن التلاميذ وضبط الأداء الحركى سواء داخل النشاط الرياضى اثناء التطبيق او أثناء الكتابة على السطر خاصتا مع المسافات الطويلة فبمجرد ان تم تنمية التوافق بين العين واليد ادى الى ضبط حركة الكتابة بصورة منتظمة دون الأنحراف اعلى او اسفل السطر كما ساعد فى التناسق بين الكلمات.

      وذلك يؤكد على ان عملية الكتابة السليمة على السطر تطلب في الأساس الى ضبط الحركة وتنظيمها وهذا الضبط الحركى لايحدث الا بوجود الحركات التوافقية بين العين و اليد والذى يطلق عليه التوافق البصرى الحركى وهذا ما أكدت علية النظريات المفسرة للعلاقة بين الحركة والتعلم.

• ·     الاستنتاجات:

      في ضوء أهداف الدراسة، وفي حدود العينة ومن واقع البيانات والنتائج التي توصلت إليها الباحثة تم استنتاج الآتي:

1-      البرنامج الرياضي باستخدام التدريبات التوافقية البصرية الحركية لدى التلاميذ بالمرحلة الابتدائية ذوى صعوبات التعلم الكتابية بمحافظة أسيوط قد أثر إيجابيا على تنمية التوافق البصري الحركى في كل من (التوافق بين العين واليد- التوافق بين العين واليد والقدم- التتبع البصري مع حركة اليد).

2-      البرنامج الرياضي باستخدام تدريبات الضبط الحركي والاتزان أظهر نتائج إيجابية على تحسن ودقة الحركة لدى التلاميذ بما يشير أن التدريبات لها دور فعال في ضبط الحركة مع تكرار الممارسة.

3-      هناك علاقة قوية بين التوافق البصري والكتابة الضبط الحركى فكلما ارتفعت نسبة التوافق البصري الحركى أدت إلى ضبط حركة الكتابة على السطر لدى التلاميذ بالمرحلة الابتدائية ذوي صعوبات التعلم الكتابية.

• ·     توصيات الدراسة:

من خلال النتائج التي امكن التوصل اليها توصي الباحثة بما يلى:

1-      استخدام البرامج الرياضية بتنمية التوافق البصري الحركى بالأنشطة المدرسية لماله من تأثير إيجابي على الضبط الحركى عند الكتابة لدى التلاميذ في المرحلة الابتدائية ذوي الصعوبات التعلم الكتابية .

2-      إجراء دراسات مشابها لاستخدام البرامج الرياضية لتنمية البرامج البصرية الحركية وربطه بالخطط العلاجية في ضبط الأداء الحركى للكتابة لتلاميذ المرحلة الابتدائية ذوى صعوبات التعلم الكتابية.

المراجع

 الزيات، فتحى. (1998). صعوبات التعلم الاسس النظرية والتشخيصية والعلاجية اضطراب العمليات المعرفية والقدرات الاكاديمية. مكة المكرمة.

الزيات، فتحى. (2002). المتفوقون عقليا ذو صعوبات التعلم(ط.1). دار النشر للجامعات.

الزيات، فتحي. (2007 ). قضايا معاصرة في صعوبات التعلم، القاهرة. دار النشر للجامعات.

السيد، عبدالعاطى، على، أسامة، زيادة، خالد. (2007). تخطيط برامج التدريب الرياضى. دار المغربى.

الطنطاوي، محمود. (2015). صعوبات التعلم غير اللفظيه :  توجهات و قضايا حديثة. مجله الطفوله العربية، العدد الثاني و الستون

.http://search>shamaa>org/FullRecord?ID=110264

حسن، صلاح. (1993). الاسس العلمية الحديثة للتقويم فى الأداء الحركى. مكتبة النهضة المصرية.

حسن ،مصطفى. (2007). تأثير برنامج لتنمية التوافق العصبى العضلى على بعض المهارات الأساسية لناشئ تنس الطاولة. [رسالة دكتوراه غيرمنشورة]. جامعة بنها.

سليمان، السيد. ( 2013 ) .صعوبات التعلم النمائية. عالم الكتب.

صلاح الدين، تيغليت، لبدانى،ياسمينه. (2018). برنامج مقترح لتنمية مهارات العضلات الدقيقة لليد لدى أطفال الطور الابتدائى ذوى اكتساب التأزر البصرى الحركى .المجلة العربية نفسانيات، العدد (58)101 http://www.arabpsynet.com/apn.journal/apnJHYPERLINK "http://www.arabpsynet.com/apn.journal/apnJ5/apnJ58"5HYPERLINK "http://www.arabpsynet.com/apn.journal/apnJ5/apnJ58"/apnJHYPERLINK "http://www.arabpsynet.com/apn.journal/apnJ5/apnJ58"58

عويض، صبحي، العتيبى، فهد. (2018). فعالية اللعب الحركي في تحسين الإدراك البصري لدي التلاميذ ذوي صعوبات التعلم. المجلة العربية لعلوم الإعاقة والموهبة، العدد (5)أكتوبر. 91http://search.mandumah.com

على، عصام. (2015 ). التدريب فى الانشطة الرياضية. مركز الكتاب الحديث للنشر.

عمر، محمود.   (2018)). اثر برنامج تدريبي لتنمية مهارات الإدراك الحس حركي في تحسين مفهوم الذات و خفض السلوك الانسحابي لدي التلاميذ ذوي صعوبات التعلم غير اللفظيه. [رساله ماجستيرغير منشورة]. جامعة أسيوط.

غنايم، عادل. ( (2016)). البرامج العلاجية لصعوبات التعلم. دار الميسر.

محمد، النوبي). ( 2011)). صعوبات التعلم بين المهارات والاضطرابات. دار صفاء.

معلول، خيرة. ( (2018)). اضطراب الادراك البصري و علاقته بصعوبه الكتابه لدي تلاميذ  السنة الرابعة ابتدائي. [رسالة ماجستير غير منشورة ]. جامعة الوادي

           .http://dspace.univ-eloued.dz/handle/123456789/1742 

Refrences:

Integra Staff.(2009) . A hand book on learning disabilities. Ontario.

cuypersetal,K. (2011). the effect of the rapeutic horseback riding on 5 children with attention beficit hyperactivity disorder : a pilot study. J Altern complement med.2011 Oct, 17 (10).

Mahar,P,Chalmers,L.(2007).teacher's preceptions of students diagnosed with ADHD, National forum of applied education Nal research journal volum 20, number 3, 2007

Griffith,R. (2003). learning diffrentLv : hand book for students with learning