الخصائص السيكومترية لمقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

                    كلية التربية

         مجلة دراسات في مجال الارشاد النفسي والتربوي

                    ======

الخصائص السيكومترية لمقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال                   ذوي اضطراب  طيف التوحد

إعداد

  أ.د /  أمنية محمد إبراهيم عبد القادر     د / إيمان صلاح الدين حسين الشريف

          أستاذ المناهج وطرق التدريس                                      مدرس علم النفس التربوي

          كلية التربية - جامعة اسيوط                                        كلية التربية - جامعة اسيوط

دعاء عبد المجيد سيد محمد

باحثة ماجستير

}     المجلد السادس   – العدد الرابع–  اكتوبر  2023م {

هدفت دراسة أمنية محمد إبراهيم وآخرون (2023) إلي التحقق من الخصائص السيكومترية " الصدق والثبات " لمقياس تقدير التواصل اللفظي لدي عينة من أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وتمثلت أداة الدراسة في مقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد .

( إعداد : الباحثين)، وتم تطبيق أداة الدراسة علي عينة قوامها (15) طفل من الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج: أن مقياس التواصل الفظي قد حقق درجة مقبولة من الاتساق الداخلي حيث تراوحت معاملات الارتباط بين الفقرات والأبعاد الفرعية  بين (0.688 و 0.706) ، كما تراوحت قيم معاملات الارتباط بين الأبعاد الفرعية والدرجة الكلية للمقياس بين( 0.691 و 0.710)، كما تم التحقق من الصدق التمييزي للمقياس حيث أظهر المقياس قدرة تمييزية بين فئة المرتفعين والمنخفضين في التواصل اللفظي ، كما تراوحت قيم معاملات الثبات بين ( 0.754 و  0.811)، وذلك باستخدام معامل الف كرونباخ، وتراوحت بين ( 0.829 و 0.767)، وذلك باستخدام معادلة سبيرمان-براون للتجزئة النصفية لحساب الثبات. 

مقدمة:

إننا ننظر لعملية التواصل والكلام نظرة عادية، حيث الطبيعي أننا نتواصل بالفطرة. بينما عملية التواصل والكلام عملية معقدة ليست يتلك السهولة، وإن اللغة والكلام يظهران عند الطفل الطبيعي بشكل تدريجي منذ الميلاد بدون أي تدخلات، ولكن بعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تظهر لديهم مشاكل في الكلام واللغة، ومن ضمن هذه المشاكل تأخر الكلام، كما عند بعض أطفال طيف التوحد، ومشاكل في النطق مما يجعل الأهل في معاناة مع الطفل، ومحاولة لتفهم احتياجاته وطلباته. فبعض هؤلاء الأطفال يحتاجون لتدريبات خاصة لإخراج الأصوات، وتُعد مشكلات التواصل إحدي أهم محكات التشخيص الرئيسة لاضطراب طيف التوحد (Shukla-Mehta, Mill,& Callahan,2010,p.23)، بالإضافة إلى أنها أهم العلامات المميزة له (Powell & Jordan,2012,p.119)، فيعاني معظم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبات في التواصل اللفظي

يظهر أطفال طيف التوحد صعوبات في كل من التواصل الاستقبالي والتعبيري، ويمثل هذا القصور الكيفي في كل من التواصل اللفظي وغير اللفظي عرضاً جوهرياً في تشخيص اضطراب طيف التوحد ويظهر هذا القصور في عديد من الطرق ابتداء من طفل ليس لديه تواصل علي الأطلاق إلي آخر لديه ألفاظ كثيرة لكنه غير قادر علي استخدامها أو تفسير لغة الجسد أو الأدراك  التام للمظاهر الفعالة الأخرى للتواصل كما يمتد هذا القصور ليشمل مهارات التواصل غير اللفظي ، والتي تتضمن الإنتباه المشترك والتواصل البصري والوضع الجسدي والإيماءات فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد قد يكونون غير لفظيين كلياً ، قد يكون لديهم خطاب مفيد محدود ، أو قد يكونون ثرثارين جدا في الوقع . بغض النظر عن قدراتهم اللفظية، على الرغم من كل الأشخاص تقريباً في اضطراب طيف التوحد لديهم صعوبة في استخدام الكلام في التفاعلات الاجتماعية. ذلك لأنهم يواجهون تحدياً مزدوجًا وهو صعوباتهم الخاصة في التعبير عن الأفكار بشكل مناسب، وصعوبات الآخرين في فهمهم وقبولهم (Lisa,2018).

وتعتبر اللغة من أهم وسائل التواصل وعادة ما يعبر عن الصورة الذهنية للغة بأشكال متعددة منها ما هو لفظي ومنها ما هو كتابي ومنها ما يظهر على شكل إيماءات ولذا فإن أي اضطراب في اللغة يعني اضطراب في التواصل مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية واجتماعية وغيرها. بينما هدفت دراسة (Nevill et a,2019). الي تحديد ما إذا كان الإدراك غير اللفظي والسلوكيات التواصلية المبكرة تتنبأ بمستوي اللغة التعبيرية للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد وتكونت عينة البحث من (104) أطفال تتراوح أعمارهم بين (1 – 3) سنوات يعانون من اضطراب طيف التوحد وتم تقييم اللغة لديهم وأكدت النتائج على تداني مستوي اللغة الاستقبالية والتعبيرية لدي الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.

قام كل من (Krostovska – Guerrero & Jones (2016 بوضع برنامج إرشادي علاجي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وقياس أثره في تحسين مهارات التواصل عن طريق نظرات العين في سياق الطلب والانتباه المشترك، بهدف التعرف على مستوي التفاعل الاجتماعي، والمظاهر السلوكية لاضطراب طيف التوحد على سلوكيات التفاعل الاجتماعي لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، تكونت عينة الدراسة من 4 أطفال، وتم التدخل لمدة تراوحت بين 3 :9 أسابيع. واستخدمت الملاحظة من قبل الوالدين في عملية جمع البيانات. وأشارت نتائج الدراسة إلي تحسين ملحوظ في مهارات التواصل الاجتماعي كالمبادأة، وزيادة الابتسامة، كذلك لوحظ تحسين في الأداء العام لهؤلاء الأطفال، وانخفاض في أعراض اضطراب طيف التوحد.

  والتوحد من الإعاقات التي تندرج تحت اضطرابات التواصل فمن السمات الرئيسية عند الأطفال المصابين بالتوحد عدم القدرة علي التواصل مع الآخرين والطفل التوحدي يعاني من صعوبة في الجهاز التواصلي التعبيري فمعظم هؤلاء الأطفال بحاجة إلي المساعدة في بداية حياتهم لتحفيز المهارات اللغوية التعبيرية لديهم ومن الواضح أن هناك نسية كبيرة من الأطفال التوحديين يبقون دون اتصال مع الآخرين ما لم يتم تدريبهم علي وسائل الاتصال البديلة ، ومن الملاحظ أن عدد مجالات الاتصال المتوفرة لديهم عادة ما تكون محدودة مقارنة مع الأطفال الطبيعيين .( الشرقاوي ،  2018  ، 310 – 311  ).

وأشار العديد من الباحثين Baker- Ericzen et al,2018, Bradshaw et al,2019   السريع، 2014) أن كل طفل يحتاج إلى تنمية مهاراته في مختلف المجالات لتحقيق أكبر قدر ممكن من التكيف مع بيئته المادية والاجتماعية. وأن لطرق تعليم الأطفال التوحديين أهمية بالغة وذلك لكونها تختلف عن طرق تعليم الأطفال الأسوياء فهي تختلف في كيفية التعامل معهم وطريقة إيصال المعلومة الأمر الذي يتطلب تنظيماً لخبرات هؤلاء الأطفال بما يتفق مع المرحلة العمرية والعقلية التي يواكبها، بخصائصها ومعدلاتها النمائية ومشكلاتها السلوكية والانفعالية.

ويعد التواصل اللفظي من أهم المهارات التي يتم إكتسابها في مرحلة الطفولة المبكرة، فالقدرة على فهم اللغة وتكوين حصيلة لغوية والتعبير والتواصل اللغوي الاجتماعي بشكل واضح وسليم من المعايير الأساسية والمهمة في بداية عملية التعلم وإكتساب الخبرات الحياتية والنمو المعرفي والانفعالي والاجتماعي والتكيف السليم للطفل مع متطلبات الحياة الاجتماعية                          (كرم الدين، 2014، 7).

لذلك اهتمت العديد من الدراسات إلى التعرف على مستوي مهارات التواصل لدي الأطفال التوحديين وقد توصلت إلى أن (50 %) منهم لا يملكون القدرة على الكلام ولا يطورون مهاراتهم اللغوية، كما أنهم يعجزون عن استخدام التواصل البصري حيث أشارت دراسة (McDuffie, Kover, & Lewis,2012). إلي ضعف القدرات اللغوية الاستقبالية والتعبيرية لدي الأطفال اضطراب طيف التوحد، بينما أشارت دراسة كل من (yoder, Watson & Lambert,2015) إلى أهم مؤشرات اضطراب طيف التوحد وجود قصور في مهارات اللغة التعبيرية والاستقبالية لدي التوحديين. وتوصلت دراسة (Kwok, Brown, Smyth & Orom,2015) إلى أن التوحديين يعانون قصورا واضحا في فهم اللغة الاستقبالية وكذلك في التعبيرية مقارنة بأقرانهم من خلال تحليل اللغة التعبيرية والاستقبالية لديهم

كما أشارت دراسة درادكة وآخرين (2017)، إلى المظاهر السلوكية لأطفال اضطراب طيف التوحد، وأكدت أن أكثر الأعراض التي يعاني منها الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد: عدم تطور مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي لديهم، وصعوبة التعبير عن أنفسهم.، ويري (Samson et al,2016) أن الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد يعاني من عجز كبير في مهارات التواصل، وصعوبات تنظيم العواطف فالتواصل لديهم يتصف بوجود عجز واضح وملموس ، وتختلف أنماط التواصل لديهم باختلاف المرحلة العمرية ( طفولة ، مراهقة ، رشد )، وكذلك باختلاف النوع (ذكور، إناث) فالفرد ذوي اضطراب طيف التوحد لديه ضعف في التواصل اللفظي وغير اللفظي.

ويتسق ذلك مع العديد من الدراسات التي تناولت التواصل اللفظي  و منها ( عفاف عبد الفادي دانيال (2018 )، أمل محمد الأطروني( 2017 )، محمود أحمد عبد الوهاب (2020 )، مشيرة فتحي محمد ،(2016 ) ، عبد الرحمن سيد سليمان (2015 )، نجار خليدة (2018 )، أسامة فاروق مصطفي ( 2015 )، عزيزة سليم( 2018 ) عادل عبدالله محمد وأخرون (2015 )، سميرة عبد السلام  (2015 )، روان عيدروس عبد الله البار( 2016 ) مريم عبسي السند (2017 )، أسامة عبد المنعم عيد ( 2021 )، Bacon et al,2019 ، Hartley et al,2019 ، Nevill et al,2019 ، Marume et al,2016, Anagnostou et al. (2015) ، كما أن الجانب الإنساني في البيئة يبقي مخيفاً ومُشوشاً لهم، فهم يعجزون عن رؤية الأنماط المختلفة في البيئة، لذلك فهم لا يستطيعون التنبؤ بما سيحدث. (مصطفي، 2015، 206). ويمكن تحديد مشكلة البحث بصورة إجرائية في إعداد مقياس للتواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وحساب الخصائص السيكو مترية للمقياس من صدقه من خلال صدق المحكمين وصدق الاتساق الداخلي للوقوف على العوامل المكونة للتواصل اللفظي، كذلك ثباته. وذلك لندرة المقاييس لهذه الفئة من الأطفال.

مشكلة البحث:

يعد التواصل اللفظي من أهم الخصائص التي تميز الأنسان عن سائر الكائنات الحية، وعن طريقه يستطيع طفل اضطراب طيف التوحد التعرف على الأشياء ومسمياتها، وإكتساب معلومات جديدة من خلال تفاعله مع الآخرين ويتعامل من خلال التواصل اللفظي مع مواقف الحياة اليومية عن طريق الكلام واستخدام اللغة. زاد اهتمام الهيئات المعنية بالطفولة مؤخرا بهذه الفئة وبدمجهم في المجتمع، مما يتطلب إكسابهم بعض المهارات اللغوية والاجتماعية اللازمة لتواصلهم مع المجتمع ولإشباع حاجاتهم الاجتماعية في تكوين علاقات اجتماعية مع المحيطين بهم، ولذا فإن الباحثة تري أن التدريب علي تحسين التواصل لدي هذه الفئة يعد ضرورة لهؤلاء الأطفال للتغلب على مشكلة تواصلهم مع الأخرين ومع المجتمع.

   ويذكر (James,2015). في كتابه نشاطات فعالة لأطفال التوحد على أن السلوكيات المحورية أو المركزية pivotal behaviours   بمثابة القاعدة أو الأساس لتطوير المهارات الاجتماعية واللغوية وأي خلل فيها يؤثر تأثيراً على هذا المهارات.

قام (Jason Bourret, 2013,) بعمل دراسة لمعرفة أثر استخدام مهارة الطلب لزيادة الحصيلة اللغوية لثلاثة أطفال من ذوي الإعاقات النمائية، وأظهرت النتائج بأن أحد أوجه القصور الشائعة في الحصيلة اللفظية للأفراد المصابين بالإعاقة العقلية في غياب الكلام المناسب اجتماعيًا. قد تكون الحصيلة اللغوية لهؤلاء الأفراد تفتقر إلى عدة جوانب: (أ) قد لا يشارك الفرد في أي مجال على الإطلاق (ب) (قد يختلف الطلب عن الاستجابة المناسبة، (ج) قد يكون الطلب جزئيًا فقط على غرار الاستجابة المناسبة (د) قد يحدث الطلب فقط بعد المطالبة. اعتمادًا على أوجه القصور المحددة في ذخيرة الفرد، قد تكون هناك حاجة إلى إجراءات مختلفة لإنشاء مجالات مناسبة. كان الغرض من الدراسة هو تقييم قبل تدريس الميول الصوتية لثلاثة أفراد يعانون من إعاقات في النمو. أظهر التقييم أن فردًا واحدًا أظهر عبارات جزئية من الطلب، وقول طلب صوتي بعد تقوية مهارة الطلب، وطرح طلب صوتي عند الطلب.

علي الرغم من وجود العديد من الدراسات التي تناولت التواصل اللفظي بضرورة التدخل المبكر، حيث أن البدء في تدريب الأطفال الصغار له تأثير واضح على تعلم التواصل مع الأخرين، حيث أجري (Karadeniz &Husnu,2013). دراسة بهدف تحليل اللغة الاستقبالية لدي الأطفال التوحديين الملتحقين بالمدرسة وغير الملتحقين وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود قصور في مهارات اللغة الاستقبالية واتباع تعليمات الأخرين. كما في دراسة                   (سارة حيزير، 2018) هدفت إلي تحسين التواصل اللفظي لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد من خلال برنامج تدريبي قائم على الانتباه المشترك مما قدد يساهم في تحسين مستوي التفاعل الاجتماعي وزيادة دمجهم في المجتمع، وقد تكونت عينة الدراسة من (10) أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد العمر 8 سنوات مع مراعاة التجانس بينهم في السن ودرجة الذكاء، وجميع أفراد العينة ليس لديهم أي نوع من أنواع الإعاقات الأخرى المصاحبة لاضطراب طيف التوحد. استخدام في الدراسة الأدوات التالية: اختبار الفهم: التركيبي والدلالي pierre LECOCQ. S. SEESE,1996 ومقياس تقدير الانتباه المشترك لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد للباحث مراد علي عيسي2013 ، بالإضافة إلى برنامج التدريب على الانتباه المشترك لدى طفل التوحد من عامين إلى عشرة سنوات وقد توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي للمجموعة.

كما أوضحت نتائج دراسة Bacon et al ,2019 إلى أن (%3,7) فقط من الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد لم يستخدموا أي كلمات، و (%34) كانوا لفظيين، وكان الفرق الأكبر بين اضطراب طيف التوحد ومجموعات التأخير اللغوي هو مقدار اللغة الاجتماعية، بشكل عام.

وفي حدود ما تم إطلاع الباحثين عليه يوجد في البيئة العربية مقاييس للتواصل اللفظي ، وجميع الدراسات التي تناولت التواصل اللفظي تناولته في ضوء كونه من المشكلات التي يعانيها أطفال اضطراب طيف التوحد (دراسة عادل محمد ، ( 2021) أسامة عبد المنعم عيد ،(2021) أحمد عبد الفتاح (2020 ) ، ودراسة محمد عبد العزيز (2020 )، سعيد رمضان (2020 )  محمود أحمد عبد الوهاب ( 2020 ) دراسة شيماء مبارك (2019 ) ، محمد سعيد (2019 ) ، مريم عبسي السند ( 2017 )  مشيرة فتحي محمد ، (2016 ) ، و دراسة روان عيدروس عبدالله البار ( 2016 ) ، ، أسامة فاروق مصطفي( 2015 )  عادل عبدالله محمد وأخرون  ( 2015 ) سميرة عبد السلام ( 2015 ) الي توفير أداة لرصد وتتبع مدي نمو وتطور التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ، عند تطبيق برنامج تخاطبي مبكر عليهم لتنمية مهارات التواصل اللفظي لديهم ، واستخراج الخصائص السيكو مترية لهذه الأداة والتحقيق من مدي كفاءة هذه الأداة .

ولذلك يمكن بلورة مشكلة الدراسة في التساؤل: ما الخصائص السيكو مترية (الصدق، الثبات) للمقياس لدي عينة الدراسة من أطفال اضطراب طيف التوحد؟

رابعاً: الإطار النظري ومفاهيم الدراسة:

وتعد مهارة التواصل هي الوسيلة الأساسية لتطوير وتحسين حياة الأفراد والمجتمعات وتحقيق التغيير بأنواعه الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. حيث تؤدي مهارات التواصل اللفظي دوراً أساسا في حياة الإنسان وتشكل بشكل إيجابي على حياته الخاصة وعلى علاقته مع الآخرين، فالإنسان لا يعيش منفرداً وحيداً بل يتواصل مع الآخرين من خلال عملية التواصل ونقل الأفكار والآراء، حيث تساعد مهارات التواصل اللفظي على إيصال المعلومات بأسلوب صحيح ولتحقيق النجاح يجب أن يمتلك الإنسان مهارات التواصل. وتعد اكتساب مهارة التواصل اللفظي من أهم المهارات التي يحتاج إليها الشخص فهو يعتمد اعتماداً على أساليب التواصل اللفظي في مشاركة الآخرين أفكارهم ومشاعرهم، وفي اكتساب معلومات جديدة من خلال تفاعله معهم، وللتواصل اللفظي دوراً هاماً في الحياة، فهو آداه هامة لإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية، والاتصال بالأخرين، كما أنه وسيلة حيوية وفعالة في إعانة الطفل للتعبير عن احتياجاته ومشاعره، وبالتالي فهم رغباته ومطالبته وتلبيتها (فاروق محمد، 2010 ،117).

وتعد اضطرابات التواصل لدي الطفل التوحدي من الاضطرابات المركزية والأساسية التي تؤثر سلبا علي مظاهر نموه الطبيعي والتفاعل الاجتماعي وهذا ما أكدته العديد من الدراسات مثل (Bono, A; Daley, T& Sigman, M., 2013)،  Cascnhiscr, D; Binns, A; McGill, F& Shanker,S., 2015)) حيث ركزت تلك الدراسات علي انعكاسها علي التفاعل الاجتماعي و أن هؤلاء الأطفال يتسمون بقصور واضح في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين بسبب القصور اللغوي ، فهم يجدون صعوبة في استعمال اللغة للتعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم ، كما أن هذه المشكلة تقف عائقا في طريق كل من يتعامل معهم سواء داخل  الأسرة أو في المراكز أو في الجمعيات المتخصصة لذوي اضطراب طيف التوحد .

وتعرف سهام عبد الغفار وآخرون (2020، 253). التواصل اللفظي على أنه " التواصل من خلال اللغة سواء أكانت اللغة المكتوبة أو المنطوقة شفهياً وذلك للتعبير عن احتياجات الطفل ورغباته وللتواصل مع الآخرين ".   وتعتبر عيوب اللغة المصاحبة لاضطراب طيف التوحد مشكلة أساسية وإن وجدت الألفاظ فهي غير مناسبة للمواقف ويقاطعون الآخرين ولا يستطيعون تبادل الحديث، يتسمون بالتأخر اللغوي وعدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم وشذوذ ملحوظ في طريقة الكلام بالإضافة إلى ذلك ارتفاع أصواتهم أكثر من اللازم والضغط على المقاطع. (أسماعيل، 2018، 540).

ويعرفه السرطاوي بأنه " استخدام الكلام كرموز لغوية للتعبير عن الحاجات والأفكار والمشاعر بين الناس، من هنا يعتبر التواصل اللفظي سلوكا إنسانيا من درجة راقية ذلك لأنه يميز الإنسان باستخدام الكلام واللغة " (السرطاوي، 2012، 419).   وقد عرفت الجمعية الأمريكية للتوحد Autism Society of America بأنه نوع من الاضطرابات النمائية التطويرية التي لها دلالاتها ومؤشراتها في السنوات الثلاث الأولي من حياة الطفل، حيث تظهر نتيجة خلل ما في كيميائية الدم أو إصابة الدماغ، والتي تؤثر على مختلف نواحي النمو، ويضطراب فيه السلوك، والتواصل، والتفكير (ASA,2016:15).

وعلي الرغم من أن هذه الكتابات قد أكدت أن البصيرة الاجتماعية لدي هؤلاء الأطفال تظل كما هي إلا أنها تحتاج إلى العمل عليها باستمرار حيث يستطيع الأفراد ذوي التوحد من الاندماج ولو بقدر بسيط مع الحياة الاجتماعية والآخرين من حولهم. وليس هناك أشهر من كتاب التفكير من خلال الصور Thinking in Pictures والذي ألفته Temple Grandin وهي أستاذة في كلية الطب البيطري ومن أشهر الأفراد ذوي التوحد في العالم. وقد حكت Temple في كتابها هذا عن كيفية اكتسابها للخبرات في الحياة وكيف أن الصور البصرية هي الطريقة التي كونت بها هذه الخبرات وفي هذا الصدد تقول Temple:

" إن عقلي يعمل مثل محرك البحث في الأنترنت غير أن المحرك تم ضبطه لكي يصل فقط إلي ويقرأ فقط الصور البصرية. فكلما زاد عدد الصور البصرية التي أخزنها في عقلي كلما زاد مخزوني السلوكي عن كيفية التصرف في مواقف جديدة في الحياة ". Grandin, (2012).

إن المستقرئ لما سبق يتضح له تعدد الآراء ووجهات النظر حول مفهوم التواصل اللفظي، حيث إختلف الباحثون في تعريفهم له وفقاً لاتجاه وجهات نظر كل منهم، ولهذا التعدد، ولذلك الاختلاف أسبابه العديدة، منها: الحداثة النسبية للمصطلح في الدراسات النفسية، وتختلف أنماط التواصل باختلاف المرحلة العمرية (طفولة – مراهقة – رشد)، واستخدام الدراسات عينات ذات خصائص وصفات متباينة وكذلك باختلاف النوع (ذكور – إناث)، والمتغيرات النفسية والاجتماعية الأمر الذي يستوجب تحديد المقصود بالتواصل اللفظي بالدراسة الحالية.

الدراسات ذات الصلة:

دراسات تناولت التواصل اللفظي:

قد تناولت العديد من الدراسات التواصل اللفظي وعلاقته بالعديد من المتغيرات الأخرى ، ففي دراسة عادل محمد ( 2021)، بعنوان ‘‘ دراسة العلاقة بين مهارات التواصل اللفظي والاضطرابات الحسية لدي الأطفال التوحديين ‘‘ ، وهدف البحث الحالي إلي التواصل للعلاقة بين مهارات التواصل وعلاقتها بالاضطرابات الحسية لدي أطفال التوحد ، وقد تكونت عينة البحث من (30 ) طفلا من ذوي اضطراب التوحد (17 ) من الذكور ، (13 ) من الإناث ، وقد تراوح المدي العمري للعينة بين (4 – 8 ) سنوات ، واستخدام الباحث المنهج الوصفي الارتباطي ، واعتمدت الدراسة علي أعداد مقياس لتقدير مهارات التواصل اللفظي التي يتكون من ( مهارة الاستماع ، مهاراه التحدث )، والقائمة الحسية لتقدير شدة الاضطرابات الحسية ، وقد أشارت النتائج إلي وجود علاقة ارتباطية بين مهارات التواصل اللفظي والاضطرابات الحسية لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

واستخدمت دراسة أسامة عبد المنعم عيد (2021). مقياس التواصل اللفظي للكشف عن مدي فعالية برنامج قائم علي التدخل المبكر لتنمية التواصل اللفظي لدي الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد واعتمد البحث علي المنهج شبه التجريبي الذي يعتمد علي تصميم المجموعتين التجريبية والضابطة وتكونت عينة البحث من (10 ) أطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد بمركز شعاع أمل بالقليوبية ، تراوحت أعمارهم بين (5-3 ) أعوام ودرجة بسيطة من التوحد ومعامل ذكائهم بين البرنامج التدريبي عليها ، و الأخرى مجموعة ضابطة ، لم تتلقي أي تدريب وقد تم تطبيق مقياس جيليام لتشخيص مستوي التوحدية ، مقياس ستانفورد بينيه الصورة الخامسة، برنامج تنمية التواصل اللفظي القائم علي التدخل المبكرة ، وأسفرت نتائج البحث علي وجود فروق دالة إحصائيا بين القياسين القبلي والبعدي لدي المجموعة التجريبية في تنمية التواصل اللفظي لصالح القياس البعدي ، ووجود فروق دالة إحصائيا بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في التواصل اللفظي ، بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية ، عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين القياسين البعدي والتتبعي للمجموعة التجريبية مما يدل علي استمرارية أثر البرنامج في تحسين التواصل اللفظي .

و كما استهدفت دراسة أحمد عبد الفتاح،( 2020 ) ‘‘الخصائص السيكو مترية لاختبار تتبع نمو وتطور التواصل اللفظي للطفل التوحدي، وقد هدفت إلى توفير آداه لرصد وتتبع مدي نمو وتطور التواصل اللفظي للطفل التوحدي، وتكونت عينة البحث من (30) أب وأم لأطفال مصابين باضطراب توحد بمستوي شده بسيط، وتتراوح أعمارهم ما بين (3 – 6) سنوات، واستخدم البحث المنهج الوصفي، ويتكون مقياس تقدير مهارات التواصل اللفظي من ( التواصل البصري – التواصل غير اللفظي – التواصل اللفظي – مدي الانتباه التفاعلي – المرونة )، وتوصلت نتائج البحث إلي أن اختبار تتبع تطور ونمو التواصل اللفظي للطفل التوحدي بما يجعله أداء صالحه للاستخدام لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها.

ودراسة سعيد رمضان ،( 2020 ) " دور العلاج المعرفي السلوكي في تحسين عادات العقل لأمهات الذاتويين وتنمية التواصل اللفظي لأبنائهن " هدفت الدراسة إلي معرفة دور العلاج السلوكي في تحسين عادات العقل لأمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأثره في تنمية التواصل اللفظي لأبنائهن ، وتكونت عينة الدراسة من (8 ) أماً من أمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ، وتتراوح أعمار الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ( 6 – 8 ) سنوات ، واعتمد الباحث علي مقياس ستانفورد – بينيه ( الصورة الخامسة )                         إعداد محمود السيد أبو النيل 2011 ، مقياس التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وأبعاده ( التعبير ، التسمية ، الانتباه ، التقليد ، التعرف و الفهم )، وقد أسفرت نتائج الدراسة إلي فاعلية برنامج العلاج المعرفي السلوكي في تحسين عادات العقل لأمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وتنمية التواصل اللفظي لأبنائهن.

 ودراسة محمد عبد العزيز (2020)، بعنوان “التعاطف كمتغير منبئ بمهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي لدى عينة من أطفال طيف التوحد، هدفت الدراسة إلى تحديد الإسهام النسبي للتعاطف فى التنبؤ بمهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي لدى الأطفال، وتكونت العينة من (50) طفلا تراوحت أعمارهم من (5 – 12) سنة، واستخدمت الدراسة مقياس تشخيص التوحد مقياس المهارات التواصلية للطفل التوحدي، ومقياس التعاطف، مقياس التواصل اللغوي وأبعاده (العدوى العاطفية، الأفعال الاجتماعية الإيجابية)، (، كما توصلت النتائج إلى أن الأفعال الاجتماعية الإيجابية لدية القدرة على التنبؤ بالتواصل اللغوي..

و استخدمت دراسة محمد سعيد ،( 2019 ) " الخصائص السيكو مترية لمقياس التواصل اللفظي لقياس التواصل للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد "  هدف البحث الحالي إلي بناء مقياس لقياس التواصل اللفظي لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والتحقيق من الخصائص السيكو مترية له ، وتكونت عينة البحث من (40)طفلاً من اضطراب التوحد وتراوحت أعمارهم الزمنية (4 – 10 ) سنوات ، واشتمل المقياس علي أربعة أبعاد ( اللغة الاستقبالية – اللغة التعبيرية – التسمية والتوظيف – التقليد الصوتي )، كما تبين للباحث من خلال المعاملات الإحصائية توافر الخصائص السيكو مترية للمقياس .

إن المستقرئ للدراسات ذات الصلة يتضح له ندرة الدارسات التي تناولت مقياس التواصل اللفظي لدي الأطفال اضطراب طيف التوحد بالبحث والدراسة، وتتفق الدراسة الحالية مع الدراسات التي قام فيها الباحثين بأعداد آداه الدراسة بأنفسهم لقياس السمة المراد قياسها، وتنفرد عنها في حداثة موضوعها وقياسها بدراسة جديدة في مجال أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وقد قام الباحثين بتعريب هذا المقياس والتحقق من خصائصه السيكو مترية بغرض قياس التواصل اللفظي لدي أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة.

منهج وإجراءات الدراسة:

1. منهج الدراسة:

 تستخدم الباحثة في هذا الدراسة المنهج شبه التجريبي، لملاءمته لطبيعة وأهداف الدراسة في حساب مؤشرات الاتساق الداخلي للمقياس، إضافة إلى تحديد بعض مؤشرات الصدق والثبات لمقياس التواصل اللفظي لدي أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

1. عينة الدراسة:

تم اختيار العينة بهدف التحقيق من الكفاءة السيكو مترية لأدوات الدراسة، وقد بلغ عددها (15) ذكور وإناث من أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، يتروح عمرهم الزمني (4 – 7) سنوات تم اختيارهم بطريقة عشوائية من مجتمع الدراسة.

بنية المقياس:

 يعد مقياس التواصل اللفظي إعداد الباحثين أداة سيكومترية تهدف إلي تشخيص التواصل اللفظي ،ويتكون من 62 عبارة ، توزع علي أربع أبعاد رئيسة ، هي: اللغة الاستقبالية :  Receptive Language ويضم 15 مفردة هي : (1، 3 ،4، 5 ،9 10 ،14 ،16 ،17 ،18 ،19 20 ،21 ،22 ،32)، اللغة التعبيرية: Expressive Language ويضم 21 مفردة هي:(6 ،8 ،13 ،15 ،23 ،24 ،25 ،28 ،33 ،34 ،35، 38 ،39 ،40 ،41 ،42 ،43 ،45، 48، 53، 59)، التقليد اللفظي Verbal imitation ويضم 8  مفردات هي: (2 ،12 ،27 ،29 ،30 ،51 ،52 ،54)، سياق الكلام : context ويضم  17 مفردة هي: (7، 11، 26، 31، 36، 37 ،44 ،46 ،47، 49، 50 ،55 ،56 ،57 ،58 ،60 ،61) . وتأخذ كل مفردة ثلاث استجابات هي: (دايما – أحياناً – نادراً) وتأخذ دراجات التالية بالترتيب (3 – 2 – 1) وتدل الدرجة المرتفعة على ارتفاع التواصل اللفظي وتدل الدرجة المنخفض على انخفاض                التواصل اللفظي.

نتائج الدراسة وتفسيرها:

1. نتائج الفرض الأول علي أنه: "ما دلالات الاتساق الداخلي لمقياس التواصل اللفظي على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد "؟

أ‌-        الاتساق الداخلي للمقياس Internal Consistency

للتحقق من مدى ارتباط درجة كل فقرة مع الدرجة الكلية للبعد الذي تقيسه، والدرجة الكلية على المقياس، تم حساب معامل ارتباط بيرسون Pearson correlation coefficient، بين درجة كل فقرة مع الدرجة الكلية على البعد الذي تنتمي اليه، كما تم حساب معامل الارتباط بين درجات الأبعاد والدرجة الكلية للمقياس، وجاءت النتائج على النحو الموضح في                 الجدول التالي:

جدول (1)

الاتساق الداخلي لمقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

*دالة عند مستوى (0.05)، **دالة عند مستوى (0.01)

جدول (2)

معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد والدرجة الكلية عليه

**دالة عند مستوى (0.01)

ويتضح من الجداول السابقة أن جميع قيم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.01) والذي يؤكد صدق الاتساق الداخلي للفقرات مع المقياس، وهذا يعني أن المقياس بوجه عام صادق ويمكن الاعتماد عليه.

1. نتائج الفرض الثاني علي أنه: ما دلالات صدق مقياس التواصل اللفظي على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

وللتحقيق من صحة هذا الفرض، اعتمد الباحثين في حساب صدق المقياس على نوعين من أنواع الصدق، وهما: الصدق المنطقي (صدق المحكمين) Logical Validity، والصدق التمييزي Discriminant reliability، كما يلي:

ب - الصدق المنطقي (صدق المحكمين) Logical Validity

تم عرض الصورة المبدئية على مجموعة من السادة المحكمين المتخصصين في مجال علم النفس والصحة النفسية بلغ عدهم (7)، وقد اشتملت الصورة الأولية على (63) عبارة بهدف: التأكد من دقة عبارات المقياس، وتحديد مدي ملائمة العبارات لطبيعة خصائص أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وفي ضوء آراء المحكمين ثم حذف (1) عبارة واحدة، وتم تطبيقه على المشاركين بالدراسة الاستطلاعية، للاستقرار على الصورة النهائية له.

ت - والصدق التمييزي Discriminant reliability

بعد تطبيق المقياس على العينة الاستطلاعية (15 طفل) أخذت الدرجة الكلية لمقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد محكا للحكم على صدق أبعاده، كما أخذ أعلى وأدنى 30% من الدرجات لتمثل مجموعة أعلى 30% لمجموعة المرتفعين، وتمثل مجموعة أدنى 30% من الدرجات لمجموعة المنخفضين، وباستخدام اختبار “مان-ويتني” للعينات المستقلة في المقارنة بين رتب المتوسطات للمجموعتين (المرتفعين والمنخفضين) جاءت النتائج على النحو التالي:

جدول (3)

الصدق التمييزي لمقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

يتضح من الجدول السابق أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين رتب المتوسطات لمجموعة المرتفعين (اعلى 30%) ومتوسطات مجموعة المنخفضين           (اقل 30%) في جميع المكونات الفرعية والدرجة الكلية لمقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، مما يدل على الصدق التمييزي للمقياس.

1. ينص الفرض الثالث علي أنه: " ما دلالات ثبات مقياس تقدير التواصل اللفظي لدي أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد "؟

وللتحقيق من صحة هذا الفرض، اعتمد الباحثين في حساب ثبات المقياس Scale Reliability على طريقتي: معامل الفا كرونباخ، حيث تم تطبيق مقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على عينة استطلاعية قدرها (15) طفل وتم حساب ثبات المقياس باستخدام معادلة الفا كرونباخ كما هو موضح بالجدول التالي:

جدول (4)

معاملات الثبات لمقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد                 بمعادلة الفا كرونباخ

ويتضح من الجدول السابق أن قيم معاملات الثبات باستخدام معادلة الفا كرونباخ كانت جميعها أكبر (0.7)، مما يدل على أن المقياس يتمتع بثبات مقبول.

تفسير نتائج الدراسة:

 فيما يتعلق بالفرض الأول: ما دلالات الاتساق الداخلي لمقياس التواصل اللفظي على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، للتحقق من مدى ارتباط درجة كل فقرة مع الدرجة الكلية للبعد الذي تقيسه، والدرجة الكلية على المقياس، تم حساب معامل ارتباط بيرسون Pearson correlation coefficient، بين درجة كل فقرة مع الدرجة الكلية لحساب الاتساق الداخلي، على البعد الذي تنتمي اليه، كما تم حساب معامل الارتباط بين درجات الأبعاد والدرجة الكلية للمقياس.

أما فيما يتعلق بالفرض الثاني: ما دلالات صدق مقياس التواصل اللفظي على عينة من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. تم التحقيق من توافر مؤشرات الصدق بعدة أساليب، أولاً عرض المقياس على المحكمين، ثانياً باستخدام اختبار “مان-ويتني” للعينات المستقلة في المقارنة بين رتب المتوسطات للمجموعتين (المرتفعين والمنخفضين).

أما فيما يتعلق بالفرض الثالث: ما دلالات ثبات مقياس تقدير التواصل اللفظي لدي أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. وللتحقيق من صحة هذا الفرض، اعتمد الباحثين في حساب ثبات المقياس Scale Reliability على طريقتي: معامل الفا كرونباخ، حيث تم تطبيق مقياس تقدير التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد على عينة استطلاعية قدرها (15) طفل وقد بلغ معامل ثبات المقياس ككل لأبعاده الأربعة (0.754،0.811،0.829،0.767، 0.829).

علي التوالي، وتؤكد النتائج السابقة تمتع المقياس بمعدلات ثابت عالية وذات دلالة إحصائية وأن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات والصدق، مما يوكد أن المقياس يصلح استخدامه مع أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد ويمكن استخدامه في البحوث والدراسات العربية الخاصة بأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.

ولندرة الدراسات ذات الصلة للتواصل لدي أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، قامت الباحثة بتفسير ما أسفرت عنه نتائج معامل ارتباط بيرسون Pearson correlation coefficient، أربعة أبعاد لمقياس التواصل اللفظي استناداً إلى الأدبيات البحثية والأطر النظرية حول خصائص السيكومترية لمقياس تقدير التواصل اللفظي، حيث أشار (عبد العزيز، 2020 ) إلي أن العديد من الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم صعوبة في عملية التواصل وقصور في النمو اللغوي والتي تعد من الاضطرابات المركزية والأساسية التى تؤثر سلباً على مظاهر نموه الطبيعي مما يجدون صعوبة فى انسجامهم بصورة عملية واضحة مع الأقران  ، وقد اختلفت أيضا نتائج دراسة محمد سعيد (2019 ) هدف البحث إلى بناء مقياس لقياس التواصل اللفظي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد . واتفقت نتائج الفرض الحالي أيضًا مع دراسة سعيد رمضان (2020) وأظهرت النتائج تحسين عادات العقل لأمهات الأطفال ذوي إضطراب طيف التوحد وأثره في تنمية التواصل اللفظي لأبنائهن. بينما لا تتفق نتائج البحث الحالي مع ما جاء في دراسة عادل محمد (2021).  والتي كشفت عن وجود علاقة ارتباطية بين مهارات التواصل اللفظي والاضطرابات الحسية لدى الأطفال ذوي إضطراب طيف التوحد. واستخدمت دراسة أسامة عبد المنعم عيد (2021). مقياس التواصل اللفظي للكشف عن مدي فعالية برنامج قائم علي التدخل المبكر لتنمية التواصل اللفظي لدي الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد ، وأسفرت نتائج البحث علي وجود فروق دالة إحصائيا بين القياسين القبلي والبعدي لدي المجموعة التجريبية في تنمية التواصل اللفظي لصالح القياس البعدي ، ووجود فروق دالة إحصائيا بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في التواصل اللفظي ، بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية ، عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين القياسين البعدي والتتبعي للمجموعة التجريبية مما يدل علي استمرارية أثر البرنامج في تحسين التواصل اللفظي.

وبناءاً على ذلك وما أسفرت عنه النتيجة الحالية، وما أتفق من نتائج البحوث والدراسات السابقة واختلفت معها، أن مقياس التواصل اللفظي لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد يتمتع بدرجة عالية من الصدق والثبات في البيئة المصرية، وهذا يعني إمكانية استخدامه في تحديد درجة امتلاك التواصل اللفظي لدي أطفال اضطراب طيف التوحد في                           (اللغة الاستقبالية، اللغة التعبيرية، التقليد اللفظي، سياق الكلام) وتشخيصهم.

قائمة المراجع:

-                                                      أحمد، عادل محمد (2021). دراسة العلاقة بين مهارات التواصل اللفظي والاضطرابات الحسية لدي الأطفال التوحديين، كلية التربية والطفولة جامعة المنيا، مجلة التربية وثقافة الطفل، المجلد 17 (1)، 4590 – 2682.

-                     إسماعيل، محمد صادق. (2014). دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام. القاهرة: المجموعة العربية للتدريب والنشر.

-                                                      البار، روان عبدروس. (2016). فاعلية برنامج تدريبي في التدخل المبكر القائم على السلوك الفظي في تنمية مهارات التواصل لدي أطفال من ذوي التوحد، الجامعة العربية السعودية المتحدة.

-                                                      درادكة، إكرام مصطفي، خزاعلة، أحمد خالد (2017)، المظاهر السلوكية لأطفال طيف التوحد وعلاقتها بالتواصل الاجتماعي في محافظة عجلون من وجهة نظر معلميهم، رسالة ماجستير، مجلة الزرقاء، عدد 3 (جامعة الزرقاء: عمادة البحث العلمي).

-           الرواد، غيداء عبد الله يحيي. (2018). فاعلية أنشطة فنية في تعديل سلوك الأطفال ذوي النشاط الزائد، رسالة ماجستير، كلية العلوم التربوية، جامعة الإسراء الخاصة – الأردن.

-                                                      السريع، إحسان غديفان. (2014). تقييم البرامج والخدمات المقدمة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب التوحد في ضوء معايير الجودة الأردنية. مجلة المنارة للبحوث والدراسات: جامعة آل البيت – عمادة البحث العلمي، مج 20، ع 2، 9 – 33.

-                                                      الشرقاوي، محمود عبد الرحمن عيسى، ط1 (2018) التوحد ووسائل علاجه، دار العلم والإيمان، دسوق.

-                                                      صادق، فاروق محمد (2010). اللغة والتواصل لدي ذوي الاحتياجات الخاصة، القاهرة: دار رواء للنشر والتوزيع.

-                                                      طه، هبه حسين إسماعيل، المزين، رمضان أحمد السيد، والبصير، نشوة عبد المنعم عبد الله. (2018). فعالية برنامج قائم على نظام التواصل بتبادل الصور (PECS) لتنمية الكلام التلقائي وأثره في تحسين التواصل الاجتماعي لدي الأطفال الذاتويين. مجلة البحث العلمي في التربية، غ 19 ج 15، 574 – 537 مسترجع من http://search.mandumah.com/Record/1022693

-                                                      عبد السلام، سميرة أبو الحسن (2015). فعالية برنامج تدريبي في تنمية مهارات التواصل اللفظي لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، مجلة التربية الخاصة، كلية البنات، 21 (11). 311 – 331.

-                                                      عبد العظيم، آدام بلقاسم فرج، المظاهر السلوكية الأكثر شيوعاً عند أطفال التوحد من وجهة نظر المعلمين والمعلمات الذين يدرسون هؤلاء الأطفال، مجلة العلوم والدراسات الإنسانية، العدد 7، (جامعة بنغازي: كلية الآداب والعلوم بالمرج، 2015).

-                                                      عبد الفتاح، أحمد (2020). الخصائص السيكو مترية لاختبار تتبع نمو وتطور التواصل اللفظي للطفل التوحدي، هدف البحث الحالي إلى توفير أداه لرصد وتتبع مدي نمو وتطور التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، مجلة علوم وذوي الاحتياجات الخاصة،

-                                                      عجوة، محمد سعيد سيد (2019). الخصائص السيكو مترية لمقياس التواصل اللفظي للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، كليه علوم ذوي الاحتياجات الخاصة، مجلة علوم ذوي الاحتياجات الخاصة، مج 1 ع372 – 2,347.

-                                                      عليوة، سهام علي عبد الغفار، الماوي، أميرة أحمد علي، وحسن، مروة نشأت معوض. (2020.) فعالية برنامج إرشادي معرفي لتنظيم الانفعالات لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية. مجلة كلية التربية، مج20 ,ع3. 334 - 309، مسترجع من http//: search.mandumah.com/Record/1

-                                                      عياط، سعيد رمضان سنوسي. (2020). دور العلاج المعرفي السلوكي في تحسين عادات العقل لأمهات الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد وتنمية التواصل اللفظي لأبنائهن، كلية البنات للأدب والعلوم والتربية، مجلة البحث العلمي فى التربية، ع 21 ،221 – 239.

-                                                      عيد، أسامة عبد المنعم (2021). فعالية برنامج قائم على التدخل المبكر في تنمية التواصل اللفظي لدي الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، مجلة التربية الخاصة، كلية علوم الإعاقة والتأهيل، جامعة الزقازيق.

-                                                      كرم الدين، ليلي أحمد (2014). اللغة عند الطفل – تطورها – العوامل المرتبطة بها ومشكلاتها، القاهرة، دار الفكر العربي.

-                                    Anagnostou, E., Jones, N., Huerta, M., Halladay, A.K., Wang, P., Scahill, L., Horrigan, J.P., Kasari, C, Lord, C., Choi, D., Sullivan, K., & Dawson, G. (2015). Measuring social communication behaviors as a treatment endpoint in individuals with autism spectrum disorder. Autism. 19(5).622 – 36.

-                                    Autism Society of America, (2016). Department of Consumer and Regulatory Affairs. Government of the Columbia. Retrieved from http: //WWW.autism – society.org/ 

-                                    Bacon, C., Osuna, S., Courchesne, E., & Pierce, K. (2019 Naturalistic Language Sampling to Characterize the Language Abilies of 3-YearOlds with Autism Spectrum Disorder Autism. The lnternational Journal of Research and Practice, 23(3),699-712.

-                                    Baker – Ericzen, M. J., Fitch, M. A., Kinnear, M., Jenkins, M. M., Twamley, E. W., smith, L., … & Leon, J. (2018). Development of the Supported Employment, Comprehensive Cognitive Enhancement, and Social Skills program for adults on the autism spectrum Results of initial study. Autism, 22(1),6 – 19.

-                                    Bono, A; Daley, T& Sigman, M. (2013). Relations among joint attention, amount of intervention and language gain in autism Dev Disord,34(5): 495 – 505.

-                                    Bradshaw, J., Gillespie, S., Kaiman, C., Klin, A., & Saulnier, C. (2019). Early emergence of discrepancy in adaptive behavior and cognitive skills in toddlers with autism spectrum disorder. Autism, 23(6), 1485 – 1496.

-                                    Casenhiser, D; Binns, A; McGill, F & Shanker, S. (2015). Measuring and supporting language function for children with autism; Evidence from a randomized control trial of a social interaction- based therapy. J Autism Dev Disord, 45(3): 846 – 57.

-                                    Grandin, T. (2012). Temple Grandin. Thinking in Pictures: My Life with Autism.‏

-                                    James, R., Sigafoos, J., Green, V, A., Lancioni, G.E., O, Reilly. M.F., Lang, R., Davis, T., Camett, A., Achmadi, D., Gevarter, C., &Marschik, P.A. (2015) M         usic therapy for individuals with autism spectrurn disorder: A systematic review. Journal of Autism and Developmental Disorders. 2(1) 39 – 54.

-                                     

-                                    Krostovska – Guerrero, l., & Jones, E.A. (2016). Social – Communication intervention for toddlers with autism spectrum disorder: Eye gaze in the context of requesting and joint attention. Journal of Development and Physical Disabilities. 28(2). 289 – 316.

-                                    Kwok, E., Brown, H., Smyth, R E., & Oram Cardy, J. (2015). Mataanalysis of receptive and expressive language skills in autism spectrum disorder. Research in Autism Spectrum Disorders,.9,202 – 222. 

-                                    Lisa, J. (2018), In Autism, Speech and Communication Are Not the Same thing Communication is Much More Than Speech. very well health. 

-                                    McDuffie. A., Kover, S., Abbeduto, L & Lewis, P. (2012). Profiles of Receptive and Expressive Language Abilities in Boys with Comorbid Fragile X Syndrome and Autism American Journal on Intellectual and Developmental Disabilities 117. (1), 18 – 32. 10.1352\1944 – 7558 – 117.1.18.

-                                    Nevill, R., Hedley, D., Uljarevic, M., Sahin, E., Zadek, J., Butter, E., & Mulick, J. (2019) Language Profiles in Young Children with Autism Spectrum Disorder: A Community Sample Using Multiple with Autism Spectrum Disorder: A Community Sample Using Multiple with Autism Spectrum Disorder: A Community Sample Using Multiple Assessment lnstruments Autism The lnternational Journal of Research and Practice 23(1),141 – 153.

-                                    Powell, S., & Jordan, R., (2012). Autism and learning:  A guide to good practice London: Routledge. 

-                                    Shukla – Mehta, S., Miller, T., & Callahan, K.J. (2010). Evaluating the effectiveness of video instruction on social and communication skills training for children with autism spectrum disorders:  A Review of the literature. Focus on Autism and other Developmental Disabilities. (25) 1. 23 – 36.

-                                    Yoder, P., Watson, L & Lambert, W. (2015). Value – Added Predictors of Expressive and Receptive Language Growth in lntially Nonverbal Preschoolers with Autism Spectrum Disorders. Journal of Autism and Developmental Disorders.54 (5), p1254 – 1270.