الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام علي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلي الٱل والصحب والسائرين علي الدرب وعنا معهم يا رب العالمين
وبعد..
فابن المعتز من الشعراء المجيدين في الوصف, وقد وصف في هذه القصيدة رحلة صيد له, فوصف فرسه الذي يرتحل عليه بالجودة, ووصف وقت خروجه لرحلته في الصباح الباكر الذي يعتدل هواؤه ويرق نسيمه, ووصف الوحوش فهي مازالت في أوكارها, كما وصف(وجه الثري) وما يعتريه من الجمال, فالورود المتفتحة المتنوعة الألوان, كما وصف الحدائق والبساتين ومناظرها الأخاذة وروائحها العطرة الندية, كما وصف الخمر العتيقة الأصيلة وجمال ساقيها, ثم وصف (الصقر) وجماله وقوته وأطنب في صفاته, فهو ٱلة الصيد, كل ذلك في أسلوب شائق رائق عزب كالسلسبيل مزجه بتشبيهاته التي برع فيها, ومجازاته وكناياته التي وظفها لمعناه, وبقية عناصر الأسلوب التي أحكم صنعتها فكثرت إيحاءاتها ودقت معانيها فوقفت علي بعضها وعند بعضها, ولعل متأملا ٱخر يري فوق ما رأيته ويكشف مالم أتوصل إليه فتلك منحة وعطية بها يتفاضل البشر, وكما قال صلي الله عليه وسلم (... إنما أنا قاسم والله يعطي...) صحيح البخاري-
كتاب الخمس- باب: قول الله تعالى: {فإن لله خمسه وللرسول}، الأنفال: 41.
|
