تنمية معلمي اللغة العربية لمهارات التعلم الذاتي في مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي بمحافظة مسقط من وجهة نظرهم

تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی بمحافظة مسقط من وجهة نظرهم

إعداد/

فاطمة بنت یوسف البوسعیدی

(أستاذ مساعد بقسم المناهج والتدریس - کلیة التربیة- جامعة السلطان قابوس- سلطنة عمان)

و سامی المقیمی

(معلم أول لغة عربیة - سلطنة عمان)

و ثریا الشبیبی

(مشرفة صعوبات تعلم لغة عربیة - سلطنة عمان)

 

الملخص: هدفت الدراسة إلى معرفة مستوى تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی بمحافظة مسقط، والکشف عن تأثیر عامل الجنس والخبرة التدریسیة فی تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی بمحافظة مسقط. ولتحقیق هدف الدراسة استخدم الباحثون استبانة وجهت إلى معلمی اللغة العربیة، حوت على (38) عبارة تقیس مستوى تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی، وبعد التأکد من صدق المقیاس وثباته، وزع على (118) من معلمی اللغة العربیة فی محافظة مسقط بسلطنة عمان. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن متوسط تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی محافظة مسقط بسلطنة عمان ککل بلغ (3.98)، وهو معدل مرتفع، کما أثبتت نتائج الدراسة صحة الفرض الأول؛ حیث أنه لا توجد فروق جوهریة دالة إحصائیاً بین استجابات معلمی اللغة العربیة الذکور والإناث فیما یتعلق بتحدیدهم لدرجة تنمیة مهارات التعلم الذاتی، کما أثبتت نتائج الدراسة وجود فروق جوهریة دالة إحصائیاً عند مستوى معنویة (0.05) بین فئات الخبرة لمعلمی اللغة العربیة فیما یتعلق بتحدیدهم لدرجة تنمیة مهارات التعلم الذاتی، وهذه الفروق لصالح الفئة الأولى التی تقع فی فئة (10 -15 سنة).

الکلمات المفتاحیة: مهارات التعلم الذاتی – التعلم الإبداعی– التفاعل الذاتی – التقییم.

 

 

 

 

 

 

Development of Cycle Two basic education Arabic language teachers in self-learning skills, in Muscat Governorate, as Perceived by Teachers

 

Abstract: The study aimed at identifying Cycle Two basic education Arabic language teachers’ degree of development in self-learning in Muscat Governorate. It also aims at examining the effect of gender and experience in the development of these skills. To achieve the study objectives, the data was collected by a questionnaire comprising of (38) items. After being checked for validity and reliability, the questionnaire was distributed to (118) Arabic language teachers.

 

 The results of the study showed very high degree of development in the part of teacher with the means (3.98). It also revealed the validity of the first hypothesis in revealing no statistically significant differences between the responses of male and female teachers with regard to their level of development of self-learning skills. However, the results showed the validity of the second hypothesis in revealing statistically significant differences at (0.05) concerning teacher development of self-learning skills due to teachers’ experience in favor of teachers with (10 -15) years of experience.

 

Keywords: Self-learning skills - Creative learning - Group Interaction - Evaluation.

تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی بمحافظة مسقط من وجهة نظرهم

إعداد/

فاطمة بنت یوسف البوسعیدی

(أستاذ مساعد بقسم المناهج والتدریس - کلیة التربیة- جامعة السلطان قابوس- سلطنة عمان)

و سامی المقیمی

(معلم أول لغة عربیة - سلطنة عمان)

و ثریا الشبیبی

(مشرفة صعوبات تعلم لغة عربیة - سلطنة عمان)

أولاً: مدخل لتحدید مشکلة الدراسة:

إنّ ما یمیز العصر الذی نعیش فیه هو التغیر والتطور المتسارع فی مختلف مجالات الحیاة، ولمواکبة هذا التغیر أصبحت الحاجة ملحة للبحث عن طرائق جدیدة لإعداد الإنسان بصورة متکاملة تعینه لمواکبة متطلبات العصر والتفاعل معها، وتمکنه من اللحاق بهذا الرکب الحضاری المتسارع. (سجیتوفا ، (2014 Sagitova.

وإذا کانت سمة عصرنا الحالی التغیر والتجدد فأنّ التربیة المستدامة هی المفهوم الأمثل للتوجهات التعلیمیة الحدیثة، ومن هنا تأتی الدعوة الدائمة إلى تبنی صیغة التعلم المستمر، والتعلم مدى الحیاة التی بدورها تفرض مسؤولیات جدیدة على المؤسسات التربویة من أجل إعداد فرد قادر على الاعتماد على نفسه فی بناء ذاته واستقلالیته فی التفکیر، وبناء مهارة التعلم الإبداعی وتحقیق الإبداع فی جمیع أوجه الحیاة (عبد الرؤوف، 2009).

ویؤکد ستریجوناStriguna ( (2015 بأنّ التعلم فی جوهره عملیة مستمرة وعملیة بناء لذات المتعلم ، وهذا یستلزم امتلاک المتعلم مجموعة متنوعة من استراتیجیات التعلم ومهاراته التی تعینه على التعلم المستمر مدى الحیاة. ومن بین الاستراتیجیات الفاعلة التی تتصدر أسالیب التعلیم والتعلم إستراتیجیة التعلم الذاتی (self learning)؛ حیث تعدّ وسیلة للتعلم المستمر الذی ینبغی أن یلازم الإنسان طیلة حیاته لمواجهة التغیرات المستقبلیة (مغراوی والربیعی، 2006).

ثانیا: الدراسات السابقة :

من الدراسات التی بحثت فاعلیة إستراتیجیة التعلم الذاتی ، دراسة عبابنة (2002) التی استهدفت التعرف على فاعلیة برنامج تدریبی قائم على التعلم الذاتی فی تنمیة مهارات استعمال الخریطة لدى معلمی الجغرافیا، ودلّت النتائج أن للبرنامج دور فعّال فی تحسین معرفة المعلمین وممارستهم لمهارات استعمال الخریطة. کما أجرى هزایمة (2005) دراسة استهدفت اختبار فاعلیة برنامج تدریسی قائم على التعلم الذاتی فی تنمیة مهارات تدریس القراءة الناقدة لدى معلمی اللغة العربیة للمرحلة الأساسیة العلیا فی الأردن وتوصلت الدراسة إلى فاعلیة هذا البرنامج فی تنمیة مهارات التعلم الذاتی .

کما هدفت دراسة العجمی (2011) معرفة فاعلیة استراتیجیات التعلم الذاتی فی تنمیة المهارات العقلیة العلیا فی النصوص الأدبیة ، وفی بقاء أثر التعلم لدى طلبة الصف الحادی عشر بسلطنة عمان والتی توصل من خلالها إلى فاعلیة هذه الاستراتیجیات فی رفع مستویات أداء الطلبة فی النصوص الأدبیة . وتوصلت دراسة الفقیه (2012) إلى فاعلیة هذه الإستراتیجیة فی تنمیة مهارات التفکیر العلیا واکتساب الطلبة لمفاهیم التربیة الإسلامیة. کما أکدت نتائج دراسة عبد القادر (2011) فاعلیة هذه الإستراتیجیة فی تنمیة بعض مهارات التدریس والاتجاه نحو مهنة التدریس لدى الطلاب المعلمین شعبة اللغة العربیة. وأثبتت دراسة الشهاری وعبید (2014) هذه الفاعلیة من خلال استخدام برمجیة تعلیمیة قائمة على التعلم الذاتی فی تنمیة مهارات الحاسوب فی التعلیم لدى أعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة جامعة نجران.کما کشفت نتائج دراسة علی(2016) أیضاً فاعلیة استخدام إستراتیجیة التعلم الذاتی فی تنمیة بعض المهارات الحرکیة الأساسیة لدى طفل ما قبل المدرسة.

فی حین هدفت الدراسة التی قام بها کل من الموجی ومختار (2011) إلى تصمیم برنامج تعلیمی مقترح للتنمیة المهنیة قائم على التعلم الذاتی لمعلمی العلوم بالمرحلة الابتدائیة لاختبار فاعلیته فی تنمیة أدائهما التدریسی، ولمعرفة أثره فی تنمیة مهارات التفکیر لدى تلامیذهم، وأثبت النتائج فاعلیة البرنامج مما یؤکد أهمیة التدریب والمراس فی تنمیة هذه المهارات. واستهدفت دراسة کل من شاذلی وعمر وإبراهیم وعطیفی (2015) الکشف عن فعالیة برنامج قائم على استخدام الحقائب التعلیمیة لتنمیة القابلیة للتعلم الذاتی لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة وإکسابهم بعض المهارات فی العلوم. وتوصل الباحثون إلى فاعلیة استخدام الحقائب التعلیمیة فی تنمیة مهارات التعلم الذاتی لدى هؤلاء الطلبة، وجاءت التوصیة بأهمیة التدریب على هذه المهارات الأساسیة.

کما تعددت الدراسات التی استهدفت معرفة واقع تنمیة المعلمین لها لدى طلابهم. فقد أجرى خریشة (2005) دراسة هدفت إلى معرفة واقع ممارسة معلمی الدراسات الاجتماعیة بالمرحلة الثانویة لکفایات التعلم الذاتی، وتکونت عینة الدراسة من (40) معلما ومعلمة، وتم تطبیق بطاقة ملاحظة تضمنت (33) مظهرا سلوکیا له صلة بکفایات التعلم الذاتی، وقد أشارت النتائج إلى أن درجة ممارسة معلمی الدراسات الاجتماعیة لکفایات التعلم الذاتی کانت متوسطة، وتوصلت إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیا فی ممارسة معلمی الدراسات الاجتماعیة لکفایات التعلم الذاتی تعزى لمتغیر الجنس.

وتوصلت دراسة الجردانی (1995) التی استهدفت معرفة مدى مراعاة کتب الدراسات الاجتماعیة فی المرحلة الإعدادیة بسلطنة عمان لمعاییر التعلم الذاتی، ومدى تطبیق المعلمین لها فی أثناء الموقف الصفی، إلى أن المعلمین یطبقون أسلوب التعلم الذاتی بدرجة متوسطة.

کما أکدت دراسة الحجایا والسعودی (2013) التی استهدفت معرفة درجة ممارسة معلمی التربیة الإسلامیة مهارات التعلم الذاتی أثناء التدریس الصفی، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن درجة ممارسة المعلمین لهذه المهارات جاءت متوسطة، وأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیرات الجنس والخبرة والمؤهل الدراسی فی ممارستهم لمهارة التعلم الذاتی.

کما قام الزید والدغیم (2015 ) بدراسة لمعرفة مدى تفعیل معلمات الأحیاء لمهارات التعلم الذاتی المضمنة فی کتاب الأحیاء للصف الأول الثانوی بمنطقة القصیم، وتحقیقاً لأهداف الدراسة استخدم الباحثان المنهج الوصفی التحلیلی لتحدید مهارات التعلم الذاتی المضمنة فی کتاب الأحیاء للصف الأول الثانوی، والمنهج الوصفی المسحی لتحدید مدى تفعیل معلمات الأحیاء لتلک المهارات بالاستعانة ببطاقة الملاحظة المعدة لذلک، وتحدید الفروق بین درجة تفعیلهن لتلک المهارات وفقا لمتغیر عدد سنوات الخبرة، وعدد الدورات التدریبیة. وقد توصلت النتائج إلى تضمن کتاب الأحیاء للصف الأول الثانوی لجمیع مهارات التعلم الذاتی المحددة. کما توصلت النتائج إلى ضعف تفعیل معلمات الأحیاء للصف الأول الثانوی لمهارات التعلم الذاتی المضمنة فی کتاب الأحیاء، وعدم وجود فروق ذو دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات تفعیل معلمات الأحیاء لمهارات التعلم الذاتی المضمنة فی کتاب الأحیاء وفقا لمتغیر سنوات الخبرة فی التدریس وعدد الدورات التدریبیة.

وبناء على توصیات الدراسات السابقة المذکورة آنفا بإجراء المزید من الدراسات فی مجال التعلم الذاتی والکشف عن مدى ممارسته وتطبیقه من قبل المعلم، تأتی هذه الدراسة لتحاول معرفة درجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة فی محافظة مسقط بسلطنة عمان.

ثالثا: مشکلة الدراسة وأسئلتها:

نظراً  لوجود ضعف فی اکتساب طلبة الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی لمهارات اللغة العربیة بشکل عام، ونظراً لتزاحم المهارات الکثیرة التی ینبغی إکسابها للمتعلم فی منهاج اللغة والمتمثلة فی الاستماع والتحدث والقراءة والکتابة، وانطلاقاً من التوجهات الحدیثة فی تعلیم اللغة العربیة الداعیة لترسیخ مهارات التعلم الذاتی فی حیاة المتعلم وجعله فاعلاً فی الموقف التعلیمی، وإیمانا بأدوار المعلم فی تنمیة مهارات التعلم الذاتی لدى المتعلم، فقد جاءت هذه الدراسة للوقوف على مستوىتنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة فی محافظة مسقط بسلطنة عمان، وذلک من خلال الإجابة على الأسئلة التالیة:

1. ما درجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی محافظة مسقط بسلطنة عمان؟
2. ما درجة اختلاف تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی باختلاف النوع ( ذکر- أنثى)؟
3. ما درجة اختلاف تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی باختلاف الخبرة فی التدریس (أقل من 5 سنوات، 5 – 10 سنة، 10 – 15 سنة)؟

رابعا: فرضا الدراسة:

تسعى الدراسة إلى اختبار صحة الفرضیین التالیین:

1. لا توجد فروق جوهریة دالة إحصائیاً بین متوسطات استجابات معلمی اللغة العربیة الذکور والإناث فیما یتعلق بدرجة تنمیتهم لمهارات التعلم الذاتی.
2. لا توجد فروق جوهریة دالة إحصائیاً بین متوسطات استجابات معلمی اللغة العربیة طبقاً لفئات الخبرة فیما یتعلق بتحدیدهم لدرجة تنمیتهم لمهارات التعلم الذاتی.

خامسا: أهداف الدراسة:

تسعى الدراسة إلى تحقیق الأهداف الآتیة:

1. معرفة مدى تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی بمحافظة مسقط بسلطنة عمان.
2. الکشف عن تأثیر عامل الجنس والخبرة التدریسیة فی تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی بمحافظة مسقط بسلطنة عمان.

سادسا: أهمیة الدراسة:

یُؤمل أن تساهم الدراسة فی الجوانب الآتیة:

1. تقدیم قائمة بمهارات التعلم الذاتی التی یجب أن ینمیها المعلم لدى طلابه أثناء ممارساته المهنیة.
2. تزوید القائمین على مناهج اللغة العربیة بمهارات التعلم الذاتی اللازم تنمیتها عند الطلاب؛ لوضعها فی الاعتبار عند إعداد برامج تدریب معلمی اللغة العربیة قبل وأثناء الخدمة وتدریب المعلمین علیها.
3. مساعدة القائمین على تدریب معلمی اللغة العربیة على التخطیط لبرامج التنمیة المهنیة من خلال تعریفهم بجوانب الضعف فی ممارسات المعلمین الخاصة بمهارات التعلیم الذاتی التی ینبغی تنمیتها لدى المعلمین.
4. تبصیر المشرفین التربویین بمهارات التعلم الذاتی؛ لمتابعتهم لها أثناء الزیارات الصفیة، وتعرف مدى تطبیق المعلمین لها.

سابعاً: مصطلحات الدراسة:

ظهرت فی الأدبیات العربیة والأجنبیة تعریفات عدة للتعلم الذاتی، تعددت بتعدد اتجاهات الباحثین، فمنهم من تناول التعریف من حیث الترکیز على المتعلم، ومنهم من تناوله من حیث برامج التعلم الذاتی والوسائل التکنولوجیة الحدیثة، ومنهم من تناوله من حیث أسالیب تحقیق التعلم الذاتی (عبد الرؤوف، 2005).  

وقد عرف کل من لوجهرنون ورثفیلدLoughran & Northfield  (1998) التعلم الذاتی على أنه العملیة التی یقوم فیها المتعلمون بتعلیم أنفسهم بأنفسهم من خلال الانهماک فی أنشطة تتلائم مع مستواهم الدراسی ومیولهم ورغباتهم أو من خلال استخدام التعلیم المبرمج أو أی مواد أخرى أو مصادر تعلیم ذاتیة؛ لتحقیق أهداف واضحة دون مساعدة مباشرة من المعلم. کما عرّفه هورن  Horne(2015) بأنه الأسلوب الذی یختار فیه الطالب الأنشطة والمهام التعلیمیة التی تساعده فی تحقیق الأهداف.

 وعرّفه منصور ( 1997 ) بأنه: النشاط الواعی للفرد والذی یستمد حرکته ووجهته من الانبعاث الداخلی والإقناع الذاتی؛ بهدف تغییر شخصیته نحو مستویات أفضل. ویعرفه زیتون (1995) بأنه: نمط من التعلیم المخطط والمنظم والموجه فردیا أو ذاتیا، والذی یمارس فیه المتعلم النشاطات التعلیمیة فردیا، وینتقل من نشاط إلى آخر متجها نحو الأهداف التعلیمیة المقررة بحریة، وبالمقدار والسرعة التی تناسبه، مستعینا فی ذلک بالتقویم الذاتی وتوجیهات المعلم حینما یلزم الأمر.  

وتعرفه الدراسة الحالیة بأنه النشاط الوعی المخطط والمنظم ذاتیا من المتعلم لتحقیق أهداف واضحة دون مساعدة مباشرة من المعلم ولکن تحت إشرافه وعنایته.

ثامنا: الإطار النظری للدراسة:

أورد عابدین، (1993) بعض الأدوار التی یجب أن یقوم بها المعلم لدعم مبادئ التعلم الذاتی: منها حرصه على إقناع الطلبة للتعلم الذاتی، ومساعدتهم على اکتساب المهارات اللازمة لحل المشکلات، ومواجهة المواقف الجدیدة، وتوظیف مرکز مصادر التعلم، مع تحمّس المعلم ذاته للتعلم الذاتی واستمراریته فی مسیرة التعلم والتدرب، وربط التعلم الذاتی بما یتفق وتحقیق الأهداف المنشودة والإمکانات المتاحة، وتخطیطه للمواقف التعلیمیة بما یتناسب مع إمکانات الطلبة، وإنتاجه للوسائل التعلیمیة المعینة على تحقیق ذاتیة المتعلم وتعلمه ذاتیا، وتشخیصه لظروف تعلّم طلبته، وغیرها من الأدوار التی یجب على المعلم تنفیذها عند ممارسته التدریسیة الداعمة للتعلم الذاتی بالإمکانات المتوافرة وبالأسلوب المناسب.

ویتسم التعلم الذاتی کما أورد المقدم وناجح والعید، (2003) بعدة خصائص؛ أبرزها : أنه یتم بدافع ذاتی من المتعلم ویراعی سرعته الذاتیة وقدراته، أنه یوفر للمتعلم التغذیة الراجعة التی من خلالها یعرف مدى تقدمه وما أحرزه من نتائج، وأنه یمکن أن یتم داخل المؤسسات التعلیمیة وخارجها على حد سواء مما یوفر فرصا أکبر للمتعلم للتعلم، وأنه یؤدی إلى استقلالیة المتعلم فی اکتساب المعلومات والمهارات.

ولما للتعلم الذاتی من أهمیة بالغة فی تنمیة قدرات الفرد، وتوسیع مدارکه، وإکسابه المعارف والمعلومات فقد حظی باهتمام الدارسین والباحثین، ونال نصیباً وافراً من الرعایة فی العدید من الدراسات والتی تنوعت فی غرضها وأدائها وأسلوب تناولها لموضوع التعلم الذاتی؛ فمنهم من تناوله من حیث فاعلیته فی رفع مستوى أداء الطالب، والبعض من حیث مستوى تنمیة معلمی المواد الدراسیة المختلفة لمهارات التعلم الذاتی لدى طلابهم.

ویرى بدیر وعبد الرحیم، (2014) أن من أهم إیجابیات التعلم الذاتی أن عملیة التعلم عملیة متمرکزة حول المتعلم نفسه ولیس حول المادة التعلیمیة وذلک من خلال الفرص التی تتاح للمتعلم لیتعلم کیف یختار، وکیف یجدد، وکیف یتحمل مسؤولیة ما یود تعلمه.

ویعزز نسیموف (Nasimov) (2015) ذلک بقناعته أن التعلم الذاتی من أهم أسالیب التعلم التی تتیح للمتعلم فرصة البحث عن المعلومة والحصول علیها بنفسه، وتدریبه على البحث والاکتشاف، واستخدام مصادر المعرفة، والنقد والتقویم مما یسهم فی تطویره سلوکیا ومعرفیا ووجدانیا، وإکسابه مهارات تعلیم نفسه بنفسه مما یؤهله على مواجهة متطلبات العصر القادم (عبد الرؤوف، 2005).

وقد أکد مؤتمر جنیف الدولی للتربیة والتعلیم المنعقد خلال الفترة من 8-11 سبتمبر( 2004) أنه لا وسیلة للتغلب على تدنی المستویات الطلابیة فی الوقت الراهن إلا من خلال تحدیث أسالیب التعلیم والتوجه نحو طرائق التدریس المتمحورة حول المتعلم والتی تؤکد على فاعلیة ونشاطه الذاتی.

 وإذا کان للتعلم الذاتی أهمیته فی إعداد المتعلم للحیاة والتربیة المستمرة، فإن أهمیته تستوجب على القائمین على التعلیم إعداد المعلم الکفء القادر على إکساب المتعلم مهارات التعلم الذاتی؛ فإنّ المتعلم لن یمتلک مهارات التعلم الذاتی إلا إذا تواجد المعلم الذی یمتلک هذه المهارات ویسعى دائما إلى غرسها وتنمیتها لدى طلابه (هورن،Horne، 2015 ).

تاسعاً: منهج الدراسة وإجراءاتها :

اتبعت الدراسة الحالیة المنهج الوصفی التحلیلی القائم على وصف الظاهرة کما هی فی الواقع ومحاولة تفسیرها وتحلیلها. وجاءت إجراءات الدراسة کما یلی:

(9-1)    مجتمع الدراسة وعینتها:

شملت الدراسة الحالیة جمیع معلمی ومعلمات اللغة العربیة فی الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی بمحافظة مسقط بسلطنة عمان للعام الدراسی (2015/2016) والبالغ عددهم (608). أما عینة الدراسة فتکونت من (118) معلماً ومعلمة بنسبة (20%) من مجتمع الدراسة، والجدول التالی یوضح توزیع مجتمع الدراسة وعینتها وفق النوع ومستوى الخبرة التدریسیة:

جدول (1) توزیع مجتمع الدراسة وعینتها

ویتضح من الجدول السابق تساوی نسب معلمی اللغة العربیة الذکور والإناث بنسبة (50%).

کما یوضح جدول (2) توزیع معلمی اللغة العربیة حسب عدد سنوات الخبرة التدریسیة

جدول (2) توزیع معلمی اللغة العربیة حسب عدد سنوات الخبرة التدریسیة

(ن=118)

ویتضح من الجدول السابق، أن نسبة معلمی اللغة العربیة اللذین عدد سنوات خبرتهم فی مجال العمل (5 – 10) سنوات هی الأعلى بنسبة (60.2%)، یلیها        (10 – 15) سنة بنسبة (28%)، وأخیراً الفئة الثالثة (أقل من 5 سنوات) بنسبة (11.9%). وقد بلغ متوسط عدد سنوات الخبرة فی مجال العمل لمعلمی اللغة العربیة (8) سنوات، وبانحراف معیاری (3) سنوات تقریباً.

(9-2)    أدوات الدراسة:

تمثلت أدوات جمع البیانات فی:

• §               استبانة وجهت لمعلمی اللغة العربیة حول درجة تنمیة معلمی ومعلمات اللغة العربیة فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی محافظة مسقط بسلطنة عمان لمهارات التعلم الذاتی:
• ·               وتم تصمیم الأداة وفقاً للخطوات التالیة:

1. بناء الأداة اعتماداً على الإطار النظری للدراسة، ومراجعة الدراسات السابقة لتحدید العبارات التی ترتبط بکل متغیر من المتغیرات الخاصة بالدراسة.
2. تم تحدید الجوانب التی تشتمل علیها استبانة معلمی اللغة العربیة، والتی تمثلت فی ثلاثة أبعاد وهى: بعد مهارة التعلم الإبداعی، وبعد مهارة التفاعل الذاتی، وبعد مهارة التقییم. ثم تم تحدید العبارات الخاصة بکل بعد، والبالغ عددها (38) عبارة، وتوزیعها کما یتضح من جدول (3).

جدول (3) توزیع عبارات استبانة معلمی اللغة العربیة

1. اعتمدت استبانة معلمی اللغة العربیة على التدرج الخماسی لمقیاس لیکرت، بحیث تکون الاستجابة لکل عبارة (دائماً، غالباً، أحیاناً، نادراً، أبداً) وأعطیت لکل استجابة من هذه الاستجابات وزناً (درجة)، فالاستجابات تأخذ الأوزان التالیة: دائماً (خمسة درجات) ، غالباً (أربعة درجات)، أحیاناً (ثلاثة درجات)، نادراً (درجتان)، أبداً (درجة واحدة).
2. طریقة تصحیح استبانة معلمی اللغة العربیة:

تم بناء استبانة معلمی اللغة العربیة وتقسیمها إلى فئات؛ حتى یمکن التوصل إلى نتائج الدراسة باستخدام المتوسط الحسابی؛ حیث تم ترمیز وإدخال البیانات إلى الحاسب الآلی. ولتحدید طول خلایا المقیاس الخماسی (الحدود الدنیا والعلیا)، تم حساب المدى = أکبر قیمة – أقل قیمة (5– 1 =4)، ثم تقسیمه على عدد خلایا المقیاس للحصول على طول الخلیة المصحح (4 / 5 = 0.8) وبعد ذلک تم إضافة هذه القیمة إلى أقل قیمة فی المقیاس أو بدایة المقیاس وهى الواحد الصحیح؛ وذلک لتحدید الحد الأعلى لهذه الخلیة. وهکذا أصبح طول الخلایا کما یتضح من جدول(4) کما یلی:

جدول (4) مستویات أبعاد استبانة معلمی اللغة العربیة

1. صدق الأداة:

(أ‌)     الصدق الظاهری للأداة:

عُرضت الأداة على (13) من أعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة - جامعة السلطان قابوس، وقد تم الاعتماد على نسبة اتفاق بحیث لا تقل عن (80%)، وعلیه، تم صیاغة الأداة فی صورتها النهائیة.

(ب‌)  صدق المحتوی " الصدق المنطقی ":

وللتحقق من هذا النوع من الصدق تم اتباع الإجراءات التالیة:

-                الإطلاع علی التراث النظری، والدراسات والبحوث السابقة التی تناولت أبعاد الدراسة.

-                تحلیل هذه الأدبیات والبحوث والدراسات؛ وذلک للوصول إلی الأبعاد المختلفة والعبارات المرتبطة بهذه الأبعاد ذات الارتباط بمشکلة الدراسة، من حیث تحدید مهارات التعلم الذاتی.

(ج‌)  الصدق الإحصائی (الصدق الذاتی):

یُعرف معامل الصدق الإحصائی بأنه الجذر التربیعی لمعامل الثبات؛ وبالإشارة إلى نتائج جدول (6) یمکن تحدید قیمة معاملات الصدق الإحصائی لاستبانة معلمی اللغة العربیة، وذلک کما یتضح من جدول (5).

 

جدول (5) معاملات الصدق الإحصائی لاستبانة معلمی اللغة العربیة

(ن=10)

یتضح من الجدول السابق أن قیمة معامل الصدق الإحصائی لاستبانة معلمی اللغة العربیة ککل مرتفعة ومقبولة وتفی بأغراض الدراسة.

 

1. ثبات الأداة:

تم حساب ثبات استبانة معلمی اللغة العربیة باستخدام طریقة الاختبار وإعادة الاختبار(Test . R . Test)، وذلک لعینة قوامها (10) مفردات من معلمی اللغة العربیة. وقد جاءت النتائج کما هی موضحة فی الجدول (6) کما یلی:

جدول (6) نتائج ثبات استبانة معلمی اللغة العربیة

(ن=10)

** معنوی عند (0.01)                                                                   * معنوی عند (0.05)

یوضح الجدول السابق أن معاملات الثبات تتمتع بدرجة عالیة من الثبات ویمکن الاعتماد على نتائجها؛ وبذلک أصبحت الأداة فی صورتها النهائیة.

(9-3)    أسالیب التحلیل الإحصائی:

تم معالجة البیانات من خلال الحاسب الآلی باستخدام برنامج              (SPSS.V. 17.0) الحزم الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة، وقد طبقت الأسالیب الإحصائیة التالیة: التکرارات والنسب المئویة، والمتوسط الحسابی، والانحراف المعیاری، والمدى، ومعامل ارتباط بیرسون، والصدق الإحصائی، واختبار (ت) لعینتین مستقلتین، وتحلیل التباین أحادی الاتجاه، واختبار الفرق المعنوی الأصغر LSD.

عاشراً: نتائج الدراسة ومناقشتها:

(10-1) الإجابة على أسئلة الدراسة:

(1)         الإجابة عن السؤال الأول للدراسة: " ما درجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی محافظة مسقط بسلطنة عمان؟ ":

تحددت درجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی محافظة مسقط بسلطنة عمان، باستخدام المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة وفیما یلی بیان ذلک تفصیلا:

(‌أ)                مهارة التعلم الإبداعی:

جدول (7) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارة التعلم الإبداعی

(ن=118) 

یوضح الجدول السابق أن:

مستوى تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارة التعلم الذاتی الإبداعی مرتفع؛ حیث بلغ المتوسط الحسابی (4.04)، وقد جاء فی الترتیب الأول: "أعمل على إثارة الدافعیة للإبداع فی تعلم اللغة العربیة" بمتوسط حسابی (4.27)، وجاء بالترتیب الثانی: " أطلب من المتعلمین النقد وإبداء وجهات النظر"  بمتوسط حسابی (4.26) بینما جاء فی الترتیب الأخیر "أصمم الموقف التعلیمی تصمیما مثیرا للتفکیر " بمتوسط حسابی (3.61). وتختلف نتائج هذه الدراسة عن الدراسات السابقة مثل دراسة الحجایا والسعودی (2013) ، ودراسة خریشة (2005)، و دراسة الجردانی (1995) التی خلصت على أن المعلمین یمارسون هذه المهارات بدرجة متوسطة . کما تختلف هذه الدراسة عن دراسة الزید والدغیم (2015 ) التی أکدت ضعف المعلمات فی ممارسة مهارات التعلم الذاتی . وقد یرجع ارتفاع متوسط تنمیة المعلمین لهذه المهارات فی محافطة مسقط بسلطنة عمان إلی اهتمام دور إعداد المعلمین فی السلطنة بهذه المهارات، وتدریبهم على ممارستها قبل الخدمة، وتنمیتها لدى المعلمین أثناء الخدمة من خلال الدورات التدریبیة المستمرة ، کما قد یکون لمعتقدات معلمی اللغة العربیة الإیجابیة نحو التعلم الذاتی وأهمیته فی تنمیة المهارات اللغویة وإثراء التفکیر الإبداعی عند طلبتهم أثر کبیر فی تنمیة معلمی اللغة العربیة لهذه المهارات. وقد أکدت نتائج دراسة العجمی (2011) أهمیة استراتیجیات التعلم الذاتی فی تنمیة المهارات العقلیة العلیا کالتفکیر الإبداعی فی دراسة النصوص الأدبیة ، وفی بقاء أثر التعلم لدى طلبة الصف الحادی عشر بسلطنة عمان ورفع مستویات أداء الطلبة فی النصوص الأدبیة .

(‌ب)              مهارة التفاعل الذاتی:

جدول (8) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارة التفاعل الذاتی

(ن=118) 

یوضح الجدول السابق أن:

مستوى تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارة التفاعل الذاتی مرتفع؛ حیث بلغ المتوسط الحسابی (4.01)، وقد جاء فی الترتیب الأول: وفقاً لمؤشرات ترتیب المتوسط الحسابی: " أشجع المتعلمین على التفاعل الصفی لتعزیز مهاراتهم اللغویة" بمتوسط حسابی (4.33)، وجاء بالترتیب الثانی: " أوجه المتعلمین للقراءة الخارجیة بما یعزز مهارات اللغة العربیة" بمتوسط حسابی (4.18)، وجاء بالترتیب الأخیر: " أتیح للمتعلمین ممارسة مهارات اللغة العربیة بما یتناسب مع موضوع الدرس " بمتوسط حسابی (3.77).

وتختلف نتائج هذه الدراسة عن الدراسات السابقة مثل دراسة الحجایا والسعودی (2013) التی خلصت على أن المعلمین یمارسون هذه المهارات بدرجة متوسطة . کما تختلف هذه الدراسة عن دراسة الزید والدغیم (2015 ) التی أکدت أن المعلمات یمارسن مهارات التعلم الذاتی بدرجة ضعیفة . وقد یرجع ارتفاع "محور التفاعل الذاتی" فی تنمیة المعلمین لهذه المهارات فی محافطة مسقط بسلطنة عمان إلی إیمان المعلمین فی السلطنة بأهمیة تفاعل الطلبة فی عملیات التعلم ، والتدریب على توظیف إستراتیجیات التعلم النشط القائمة على ذاتیة المتعلم، واهتمام دور إعداد المعلم فی السلطنة بهذه المهارات وتدریبهم على ممارستها. واهتمام المعلمین بتدریب طلبتهم على تفعیلها، وهذا یؤکد ما توصلت إلیه دراسة کل من شاذلی وعمر وإبراهیم وعطیفی (2015) التی أکدت فاعلیة استخدام الحقائب التعلیمیة لتنمیة القابلیة للتعلم الذاتی وتنمیة مهارات التعلم الذاتی لدى الطلبة وجاءت التوصیة بأهمیة التدریب على هذه المهارات الأساسیة. کما أکدت نتائج دراسة هزایمة (2005) فاعلیة تدریب معلمی اللغة العربیة على مهارات التعلم الذاتی وأثر ذلک فی تنمیة مهارات تدریس القراءة الناقدة لدى معلمی اللغة العربیة للمرحلة الأساسیة العلیا فی الأردن.

(‌ج)              مهارة التقییم:

جدول (9) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارة التقییم

(ن=118) 

یوضح الجدول السابق أن:

مستوى تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارة التقییم جاء مرتفعاً؛ حیث بلغ المتوسط الحسابی (3.88)، ومؤشرات ذلک وفقاً لترتیب المتوسط الحسابی ما یلی: جاء فی الترتیب الأول: "أهتم بمناقشة أخطاء الطلبة وتقدیم التغذیة الراجعة الفوریة والمؤجلة" بمتوسط حسابی (4.22)، وجاء بالترتیب الثانی: " أهتم بمناقشة أخطاء الطلبة وتقدیم التغذیة الراجعة الفوریة والمؤجلة " بمتوسط حسابی (4.17)، بینما جاء فی الترتیب الأخیر "أشجع المتعلم على وضع الفرضیات واختبارها" بمتوسط حسابی (3.29). وتختلف هذه النتیجة عن نتیجة دراسة الزید والدغیم (2015 ) التی أکدت أن المعلمات یمارسن مهارات التعلم الذاتی بدرجة ضعیفة. وقد یرجع ارتفاع "محور التقییم" فی تنمیة المعلمین لهذه المهارات فی سلطنة عمان إلی إیمان المعلمین فی السلطنة بأهمیة التقییم کعنصر أساسی عند تفعیل التعلم الذاتی، واهتمام دور إعداد المعلم فی السلطنة بمهارات التقییم، وتدریبهم على تفعیل إستراتیجیات التقییم الذاتی. وهذا یؤکد ما أشارت إلیه دراسة نسیموف (Nasimov) (2015) التی أکدت أن التقییم الذاتی جزء من مهارات التعلم الذاتی ؛ حیث یتیح للمتعلم فرصة البحث عن المعلومة وتحلیلها وتقییمها وإبداء وجهة نظره فیها والإضافة علیها، مما یسهم فی تطویره سلوکیا ومعرفیا ووجدانیا.

 

• مستوى تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی محافظة مسقط بسلطنة عمان ککل کما یوضحه جدول (10).

 

جدول (10) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی محافظة مسقط بسلطنة عمان ککل

(ن=118) 

یوضح الجدول السابق مستوى تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی محافظة مسقط بسلطنة عمان ککل وتفصیل ذلک کما یلی:

-                الترتیب الأول مهارة التعلم الإبداعی بمتوسط حسابی (4.04).

-                الترتیب الثانی مهارة التفاعل الذاتی بمتوسط حسابی (4.01).

-                الترتیب الثالث مهارة التقییم بمتوسط حسابی (3.88).

-                وبالنظر للجدول (10) نجد أن المتوسط العام لدرجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی فی مدارس الحلقة الثانیة من التعلیم الأساسی فی محافظة مسقط بسلطنة عمان ککل بلغ (3.98) وهو معدل مرتفع. هذه النتیجة تختلف عن معظم الدراسات السابقة کدراسة الحجایا والسعودی (2013) ، ودراسة خریشة (2005)، و دراسة الجردانی (1995) التی جاءت تنمیة المعلمین لهذه المهارات بدرجة متوسطة، ودراسة الزید والدغیم (2015 ) التی أکدت ضعف المعلمات فی تنمیة هذه المهارات.   

(2)         الإجابة عن السؤال الثانی للدراسة: " ما درجة اختلاف تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی باختلاف النوع ( ذکر- أنثى)؟": ویوضح جدول (11) الإجابة عن هذا السؤال کما یلی:

جدول (11) الفروق المعنویة بین متوسطات استجابات معلمی اللغة العربیة الذکور والإناث فیما یتعلق بتحدیدهم لدرجة تنمیة مهارات التعلم الذاتی        (ن=118)

** معنوی عند (0.01)                                                   * معنوی عند (0.05)

یوضح الجدول السابق:

لا توجد فروق جوهریة دالة إحصائیاً بین استجابات معلمی اللغة العربیة الذکور والإناث فیما یتعلق بتحدیدهم لدرجة تنمیة مهارات التعلم الذاتی، وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسة الحجایا والسعودی (2013) التی توصلت إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیرات الجنس.

(3)         الإجابة عن السؤال الثالث للدراسة: "ما درجة اختلاف تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی باختلاف الخبرة فی التدریس (أقل من 5 سنوات، 5 – 10 سنة، 10 – 15 سنة)؟":

تم الإجابة عن هذا التساؤل من خلال الدراسة المیدانی، وذلک کما یلی:

جدول (12) تحلیل التباین لدرجة تنمیة معلمی اللغة العربیة لمهارات التعلم الذاتی ککل طبقاً لفئات الخبرة باستخدام اختبار One Way ANOVA

            (ن=118) 

** معنوی عند (0.01)                                                   * معنوی عند (0.05)

یوضح الجدول السابق: وجود فروق جوهریة دالة إحصائیاً عند مستوى معنویة (0.05) بین فئات الخبرة لمعلمی اللغة العربیة (أقل من 5 سنوات، 5 – 10 سنة، 10 – 15 سنة) فیما یتعلق بدرجة تنمیتهم لمهارات التعلم الذاتی، وهذه الفروق لصالح الفئة الأولى التی تقع فی فئة (10 -15 سنة) لتصبح أکثر فئات الخبرة التدریسیة لمعلمی اللغة العربیة تنمیة لتلک المهارات. وتختلف هذه النتیجة عن نتائج دراسة الحجایا والسعودی (2013)التی أکدت عدم وجود فروق بین المعلمین فی تفعیل هذه المهارات تعزى لعامل الخبرة. کما تختلف هذه النتیجة مع نتیجة دراسة الزید والدغیم (2015 ) التی توصلت إلى عدم وجود فروق ذو دلالة إحصائیة بین متوسطی درجات تفعیل معلمات الأحیاء لمهارات التعلم الذاتی المضمنة فی کتاب الأحیاء وفقا لمتغیر سنوات الخبرة فی التدریس وعدد الدورات التدریبیة.

(10-2)                       اختبار صحة فروض الدراسة:

(1)         اختبار صحة الفرض الأول للدراسة والذی نص على: " لا توجد فروق جوهریة دالة إحصائیاً بین متوسطات استجابات معلمی اللغة العربیة الذکور والإناث فیما یتعلق بدرجة تنمیتهم لمهارات التعلم الذاتی ":

أثبتت نتائج الدراسة صحة الفرض الأول حیث أنه لا توجد فروق جوهریة دالة إحصائیاً بین استجابات معلمی اللغة العربیة الذکور والإناث لدرجة تنمیتهم لمهارات التعلم الذاتی.

(2)         اختبار صحة الفرض الثانی للدراسة والذی نص على : " لا توجد فروق جوهریة دالة إحصائیاً بین متوسطات استجابات معلمی اللغة العربیة طبقاً لفئات الخبرة فیما یتعلق لدرجة تنمیتهم لمهارات التعلم الذاتی ":

أثبتت نتائج الدراسة عدم صحة الفرض الثانی؛ حیث أنه توجد فروق جوهریة دالة إحصائیاً عند مستوى معنویة (0.05) بین فئات الخبرة لمعلمی اللغة العربیة فیما یتعلق بتحدیدهم لدرجة تنمیة مهارات التعلم الذاتی، وهذه الفروق لصالح الفئة الأولى التی تقع فی فئة (10 -15 سنة).

حادی عشر: توصیات الدراسة

فی ضوء نتائج الدراسة یوصی الباحثون بالآتی:

1. تعزیز الاهتمام بمهارات التعلم الذاتی، والتخطیط الجید لها، وتوظیفها فی العملیة التعلیمیة.
2. الاهتمام بتنمیة مهارات التعلم الذاتی الإبداعی من خلال تشجیع المتعلمین على الإبداع فی أنشطة التعلم الذاتی، والحرص على إیجاد بیئة تعلم تأملیة داخل الفصل الدراسی.
3. الاهتمام بتنمیة مهارات التفاعل الذاتی من خلال تشجیع المتعلمین على التفاعل مع الأنشطة اللغویة المعززة لمهاراتهم المختلفة.
4. الاهتمام بتنمیة مهارات التقییم لجمیع أنشطة التعلم الذاتی.
5. تشجیع المتعلمین على النقد والتحلیل، وإعادة بناء الأفکار
6.  تشجیع المتعلمین على تقییم ذواتهم وتقییم أعمال الأخرین بطریقة موضوعیة.
7. إعداد برنامج تدریبی قائم على التعلم الذاتی واختبار أثره فی تنمیة مهارات التعلم الذاتی لمعلمی اللغة العربیة.
8. مساعدة المتعلمین على إتقان مهارات التعلم الأساسیة التی تمکّنهم من تعلیم أنفسهم بالاعتماد على ذواتهم.
9. تحسین قدرة المتعلمین على إیجاد حلول للمشکلات، وتنمیة قدراتهم على التفکیر الإبداعی.
10. وضع خطة مدروسة بأهداف واقعیة لتنمیة مهارات التعلم الذاتی لمعلمی اللغة العربیة.

 

 

مراجع الدراسة

بدیر، کریمان؛ عبدالرحیم، هناء (2014). التعلم الذاتی رؤیة تطبیقیة تکنولوجیة متقدمة. القاهرة: عالم الکتب.

الحجایا ، نایل والسعودی ، خالد (2013) درجة ممارسة معلمی التربیة الإسلامیة تنمیة مهارات التعلم الذاتی لدى طلبتهم أثناء التدریس الصفی فی لواء بصیرا، مجلة جامعة النجاح للأبحاث ( العلوم الإنسایة ، 27(9) ص ص 1873-1894 .

خریشة، علی (2005) مستوى ممارسة معلمی الدراسات الاجتماعیة للمرحلة الثانویة فی الأردن لبعض کفایات التعلم الذاتی، مؤتة للبحوث والدراسات ،20(2).

زیتون،  عایش ( 1995) . أسالیب التدریس الجامعی، عمان : دار الشروق .  

الزید ، نوال بنت محمد صالح والدغیم ، خالد بن إبراهیم بن صالح (2015 ) مدى تفعیل معلمات الأحیاء لمهارات التعلم الذاتی المضمنة فی کتاب الأحیاء للصف الأول الثانوی بمنطقة القصیم، العدد الخامس والستون، دراساتعربیةفیالتربیةوعلم النفس  ص ص 159- 188.

شاذلی، عبد الکریم محمد ،عمر، عنایات شاکر، إبراهیم، عواطف احمد، عطیفى، أسماء حمدان محمد (2015) فعالیة برنامج قائم على استخدام الحقائب التعلیمیة لتنمیة القابلیة للتعلم الذاتی لدى تلامیذ المرحلة الإعدادیة، وإکسابهم بعض المهارات فی العلوم، مجلةکلیةالتربیةبأسیوط -مصر المجلد 31 ،ع 2ص ص 153-180.

الشهاری، محضار أحمد حسن و عبید، محمد محمد أحمد: فاعلیة برمجیة تعلیمیة قائمة على التعلم الذاتی فی تنمیة مهارات استخدام الحاسوب فی التعلیم لدى أعضاء هیئة التدریس بکلیة التربیة جامعة نجران (2014) مجلةکلیةالتربیةبأسیوط –مصر ، المجلد/العدد: مج 30 , ع 1، ص ص380-409.

عبابنة، نواف (2002) فعالیة برنامج تدریسی مبنی على أساس التعلم الذاتی لتنمیة مهارات استخدام الخریطة لمعلمی الجغرافیة فی مرحلة التعلیم الأساسی فی الأردن وأثره فی أداء طلبتهم ، رسالة دکتوراة غیر منشورة ، معهد الدراسات والبحوث التربویة ، جامعة القاهرة.

 عابدین، محمود عباس (1993). التعلم الذاتی بین الفکر والتطبیق دراسة تحلیلیة لآراء معلمی المرحلتین الإعدادیة والثانویة بسلطنة عمان. مسقط: لجنة التوثیق والنشر بوزارة التربیة والتعلیم.

عبدالرؤوف، طارق (2005). التعلم الذاتی مفاهیمه أسسه أسالیبه. القاهرة: الدار العالمیة للنشر والتوزیع.

عبدالرؤوف، طارق (2009) التعلم والتعلم الذاتی. القاهرة: المؤسسة العربیة للعلوم والثقافة.

عبدالقادر، محمود هلال عبدالباسط: برنامج مقترح قائم على التعلم الذاتی لتنمیة بعض مهارات التدریس و الإتجاه نحو مهنة التدریس لدى الطلاب المعلمین شعبة اللغة العربیة (2011) المجلةالتربویة –مصر ، المجلد/العدد: ج 29، ص ص 330-363.   

العجمی، محمد بن صالح: (2011) فاعلیة استراتیجیات التعلم الذاتی فی تنمیة المهارات العقلیة العلیا فی النصوص الأدبیة ، وفی بقاء أثر التعلم لدى طلبة الصف الحادی عشر بسلطنة عمان ، رسالة ماجستیر غیر منشورة ، جامعة السلطان قابوس، سلطنة عمان.

علی، تامر جمال عرفة (2016) فاعلیة استخدام استراتیجیة التعلم الذاتی فی تنمیة بعض المهارات الحرکیة الأساسیة لدى طفل ما قبل المدرسة،: المجلةالعلمیةللتربیةالبدنیةوالریاضة – مصر ،المجلد/العدد: ع 76م ، الصفحات. 113 – 99

الفقیه، زیاد محمد سلیمان: بناءبرنامجتعلیمیقائمعلىالتعلمالذاتیلتنمیةمهاراتالتفکیرالعلیاواکتساب الطلبةلمفاهیمالتربیةالاسلامیة (2012) رسالة دکتوراة غیر منشورة ، جامعة عمان العربیة ،کلیة العلوم التربویة والنفسیة ،الأردن.

مغراوی، عبد المؤمن؛ الربیعی، سعید (2006). التعلم الذاتی مفهومه أهمیته أسالیبه تطبیقاته. الکویت: مکتبة الفلاح للنشر والتوزیع.

المقدم، محمد؛ ومحمد، ناجح؛ وجمال، العید (2003). مستوى القابلیة للتعلم الذاتی لدى الطلاب المعلمین بکلیات التربیة بمصر فی ضوء متطلبات التعامل مع المستحدثات التکنولوجیة، مجلة کلیة التربیة، جامعة الأزهر.

منصور، طلعت (1997). التعلم الذاتی ارتقاء الشخصیة. القاهرة: دار الأنجلو.

 المؤتمر الدولی للتربیة ، منظمة الأمم المتحدة للتربیة والعلم والثقافة ، الدورة  السابعة والأربعون للمؤتمرات،  جنیف 2004 سبتمبر/أیلول 11-8 "تعلیم جید لجمیع الشباب: تحدیات ومیول وأولویات"   

الموجی، أمانی محمد سعدالدین ومختار، هبه الله عدلی (2011)  فاعلیة برنامج مقترح للتنمیة المهنیة قائم على التعلم الذاتی لمعلمی العلوم بالمرحلة الابتدائیة فی تنمیة أدائهم التدریسی و أثره فی مهارات التفکیر تفکیر تلامیذهم ،مجلة کلیة التربیة بالاسکندریة -مصر ، ص ص 123 – 27.

هزایمة، سامی محمد عبدالله  (2005) بناء برنامج تدریبى قائم على التعلم الذاتى واخنبار أثره فى تنمیة مهارات تدریس القراءة الناقدة لدى معلمى اللغة العربیة للمرحلة الأساسیة العلیا فى الأردن، سالة دکتوراة غیر منشورة ، کلیة الدراسات التربویة العلیا، جامعة عمان العربیة .

 

المراجع الأجنبیة

Horne, R. E. (2015). The Complete Student Guide to Learning the Journey of Self-Education: Brief Survival lessons For Ambitious Scholars Paperback. United States: Authorhouse.

Sagitova, R. R. (2014). Students’ self-education: learning to learn across the lifespan. Procedia - Social and Behavioral Sciences, 152, 272-277. http://dx.doi.org/10.1016/j.sbspro.2014.09.194.

Striguna, S. (2015). Essence of self-education competence in pedagogy. Society. Integration. Education. volume I, 405-415. http://dx.doi.org/10.17770/sie2015vol1.308.

Loughran, J., & Northfield, J. (1998). A framework for the development of self-study practice. In M. L. Hamilton, S. Pinnegar, T. Russell, J. Loughran, & V. LaBoskey (Eds.), Reconceptualizingteaching practice: Self-study in teacher education (pp. 7–18). London: Falmer Press.

Nasimov, A.  (2015). Shaping self-educational competence beside pupils of the institutions of the average vocational training. The advanced science journal, 6, 122-123. 

 

 

 

Article View: 724

PDF Download: 591