استخــدام أنشطــة منتيســوري فــي تنميــة مهــارات القــراءة لــدى أطفــال اضطــراب طيــف التوحــد ذوي الأداء الوظيفــي المرتفـــع

           مركزأ.د/ أحمد المنشاوى

         للنشر العلمى والتميز البحثى

            (مجلة كلية التربية)

          =======

استخــدام أنشطــة منتيســوري فــي تنميــة مهــارات القــراءة لــدى أطفــال اضطــراب طيــف التوحــد ذوي الأداء الوظيفــي المرتفـــع

إعـــداد

  أ.م.د/ أسامه محمود محمد محمد الحنان       د/ رجب أحمد علي

    أستاذ المناهج وطرق تدريس                       مدرس علم النفس التربوي المتفرغ  

    الرياضيات المساعد بكلية التربية                    بكلية التربية ـ جامعة أسيوط

drosamaalhannan@edu.aun.edu.eg        ragab.ali@edu.aun.edu.eg

أ/ أسماء عطية علي محمد

أخصائية تنمية مهارات بمدرسة المعالي الخاصة بديروط

(تخصص توحد)

samorasamer41@gmail.com

  } المجلد الأربعون– العدد الحادى عشر- جزء ثالث– نوفمبر 2024م {

عدد خاص بالمؤتمر العلمى الدولى التاسع (دور التعليم العربى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة)

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص البحث

استهدف البحث الحالي معرفة أثر برنامج قائم أنشطة منتيسوري لتنمية مهارات القراءة لدى أطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع، واستمرارية ذلك الأثر أثناء فترة المتابعة، وتكونت عينة البحث من ستة أطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، عددهم (6) أطفال، وقد تراوحت أعمارهم من (5-8 ) سنة، وتمثلت أدوات البحث في مقياس جيليام التقديري لتشخيص أعراض اضطراب طيف التوحد وشدته، الإصدار الثالث (كارز 3)، واختبار الذكاء ستانفورد بينيه الصورة الخامسة (إعداد محمود أبو النيل، 2013)، واختبار مهارات القراءة               (إعداد الباحثة)، وبرنامج لتنمية مهارات القراءة لأطفال اضطراب طيف التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع.

وأسفرت النتائج عن فاعلية البرنامج القائم على أنشطة منتيسوري في تنمية مهارات القراءة لدى أطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع، واستمرارية تلك الفاعلية أثناء فترة المتابعة.

الكلمات المفتاحية: أنشطة منتيسوري، القراءة،  اضطراب التوحد، أطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع.

Using Montessori activities to develop the reading skills of autistic children with high functioning

Prof. Dr. Osama Mahmoud Mohammed Mohammed Al-Hanan

Assistant Professor of Mathematics, Faculty of Education

Professor of Curricula and Teaching Methods

drosamaalhannan@edu.aun.edu.eg

Dr. Ragab Ahmed Ali

Full-time Lecturer of Educational Psychology, Faculty of Education, Assiut University

ragab.ali@edu.aun.edu.eg

Ms. Asmaa Attia Ali Muhammad

Skills Development Specialist at Al-Maali Private School in Dayrut

Special Program (Autism Specialization (

samorasamer41@gmail.com           

Abstract

This study aimed to investigate the effectiveness of a Montessori-based program in developing reading skills among high-functioning children with Autism Spectrum Disorder (ASD) and to examine the sustainability of these improvements over time. The study sample consisted of six children with ASD aged between five and eight years. Research instruments included the Gilliam Autism Rating Scale-Third Edition (GARS-3) ، the Stanford-Binet Intelligence Scales، Fifth Edition (standardized by Mahmoud Abu El-Niel، 2013)، a researcher-developed reading skills test، and a Montessori-based reading intervention program. The results demonstrated the effectiveness of the Montessori-based program in enhancing reading skills among high-functioning children with ASD، and this improvement was sustained during the follow-up period.

Keywords: Montessori activities ،Reading، autism، spectrum disorder

مقدمة: 

يعد اضطراب طيف التوحد نوعًا من الاضطرابات الارتقائية المعقدة، التي تظل متزامنة مع الطفل منذ ظهورها وعلى مدار حياته، ويؤثر هذا الاضطراب على التواصل سواء أكان تواصلًا لفظيًا، أم تواصلًا غير لفظي، وأيضًا على العلاقات الاجتماعية، وتظهر أعراض هذا الاضطراب خلال السنوات الثمانية الأولى من عمر الطفل، وقد يتحسن الطفل بالتدخل العلاجي والتدريب المبكر.

فاضطراب طيف التوحد من الاضطرابات النمائية، وقد زاد الاهتمام نسبيًا به في البلاد العربية خلال السنوات العشر الأخيرة، ويعد Leo –Kenner في عام (1943) أول من أشار إلى إعاقة التوحد كاضطراب يحدث في الطفولة، وقد استخدمت تسميات كثيرة لهذا الاضطراب، مثل: الذاتوية، والاجترارية، والتوحدية، والانغلاق الطفولي، وذهان الطفولة، ويرجع استخدام هذه التسميات إلى غموض التشخيص الفارق للتوحد وتعقديه (محمد أحمد، 2005، 9-10)⁽¹⁾.

وفي الآونة الأخيرة تم التركيز والاهتمام بفئة أطفال اضطراب طيف التوحد ؛ لما يعانيه هؤلاء الأطفال من إعاقة نمائية عامة تؤثر على مظاهر النمو المتعددة لديهم، فالطفل التوحدي غير قادر على إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين، ولديه صعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي، ومشكلات خاصة بالقراءة والكتابة وتعلم المفاهيم.

ويرجع عجز أطفال التوحد في تعلم القراءة للأسباب الآتية (حسام العقباوي، 2004، 19):

• الفشل أو الخوف: ففشل الطفل في تعلم قراءة أشياء لا يفهمها، وقد لا تعني له شيئًا تجعل من تعلم مهارة القراءة تجربة مؤلمة له.
• عدم وجود حافز للتعلم: حيث إن إتباع الطريقة التقليدية في تعلم مهارات القراءة، وعدم إدخال البهجة والإثارة- قد تجعل الطفل لا يحبذ العملية التعليمية.
• التشتت وعدم الانتباه: يفتقر الأطفال ذوو اضطراب التوحد إلى الهدوء والتركيز.
• المشاكل البصرية والسمعية: يعاني أطفال اضطراب التوحد من مشاكل بصرية، أو سمعية تعيقهم من تتبع العمليات التعليمية بشكل صحيح.

________________________________

^([1]) تم التوثيق في هذا البحث كالتالي: (اسم المؤلف، والسنة، والصفحات)، وتفاصيل كل مرجع مثبت في قائمة المراجع.

ويمثل ميدان تعليم القراءة أحد أهم ميادين التعليم؛ لأن القراءة وسيلة الإنسان في كسب المعرفة والمعلومات، وهي النافذة التي يطل منها على ميادين المعرفة المختلفة، وتزداد أهميتها بالنسبة لطلاب العلم لا لكونها مادة يدرسونها، وإنما لأن نجاحهم في المواد الدراسية الأخرى يعتمد أساسًا عليها (علي سعد، 2008، 3).

وتعد القراءة وسيلة من أهم وسائل اتصال الفرد بالعلوم المختلفة، فعن طريقها يشبع الفرد حاجاته، ويطور فكره، فالقدرة على القراءة الجيدة من أعظم إنجازات الفرد، فمعظم الأنشطة سواء في المدرسة، أو خارجها تتطلب مهارات القراءة، وعليه فمهارات القراءة من أهم المهارات التي يجب تعلمها في المدرسة (مراد علي، 2006، 16-21).

ولأهمية تعليم القراءة وتعلمها تناولتها دراسات متعددة بالبحث والتقصي، مثل: دراسة منار سعد الدين (2009) التي أشارت إلى تفوق معلمات المرحلة الأساسية الأولى من ذوات الخبرة (3-6) سنوات على المعلمات التي بلغت خبرتهن أقل من (3) سنوات من حيث درجة الاهتمام بمهارات القراءة الجهرية, و دراسة مها سلامة (2014) التي توصلت إلى استخدام التعليم المتمايز في تنمية المهارات القرائية والكتابية لدى طلاب الصف الثاني الابتدائي، ودور الأنشطة في التعليم وتفاعل التلاميذ مع الأنشطة المتنوعة، ومدى استعدادهم للتعلم باستخدام إستراتيجيات التدريس الحديثة، وأيضًا دراسة Katherine Brown (2016) التي أكدت أن التعليم بطريقة المنتسوري في المستوى الابتدائي الأدنى فعال -إلى حد ما- للطلاب الأمريكيين من أصل أفريقي وخاصة في القراءة، وتشير هذه الدراسة أيضًا إلى أن أنشطة منتيسوري يمكن أن تكون أداة قابلة للتطبيق لتحسين التعليم العام لهؤلاء الطلاب، ودراسة هند صابر (2019) التي بينت أهمية مهارات القراءة لتلاميذ الصفوف الأولى من التعليم الأساسي في ضوء معايير البرنامج الدولي لليونيسكو، وتوصلت إلى قائمة بمهارات القراءة لتلاميذ الصفوف الأولى من التعليم الأساسي وفق معايير البرنامج الدولي لليونيسكو.

والتعلم بطريقة منتيسورى لا يقتصر أثره على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، بل يمتد إلى ما بعد ذلك، فقد قام كل من Alexandra Hobbs (2008)، و(2011) Robin Mcdurham بعمل دراسة مقارنة بين من يدرسون في مدارس تستخدم منتيسوري، ومدارس لا تعتمد على منهج منتيسوري في المهارات والإنجازات الأكاديمية، وقد أوضحت النتائج تفوق الطلاب الذين ينتمون إلى مدارس تستخدم برامج منتيسوري عن غيرهم في القراءة، والحساب، والعلوم، والدراسات الاجتماعية.

وتمثل مواقف اللعب خبرات حسية عملية، وهي بُعدٌ مهمٌ في عملية التعليم وتنظيم البيئة المتحدية لإمكانيات الطفل وقدراته، فالطفل يتعلم بصورة أفضل عندما ترتبط المعلومات الجديدة بخبرات حسية وممارسات عملية، ويستطيع الطفل تخزين المعلومات واستدعائها من الذاكرة بشكل أفضل (محمود عبد الرؤوف، 2021، 1).

لذلك فإن أنشطة منتيسوري المتنوعة (أنشطة الحياة العملية والحسية وأنشطة القراءة) ذات أهمية واقعية في غرف التعلم خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، فهي تعتمد على تعلم الطفل من خلال الاكتشاف، وتعزيز الرغبة في التعلم (هدى عثمان، 2017، 14).

وقد اشتهر منهج منتيسوري بصورة كبيرة؛ لمساهمته في فهم أهمية التعلم من خلال الحواس، وتطوير المواد التعليمية التي يشار إليها اليوم باسم الألعاب التعليمية، وهي طريقة جديدة للتعليم، ونحن بحاجة إلى أن نفهم المواد أو الأجهزة كما أطلق عليها منتيسوري، التي هي أدوات للأطفال للكشف عن طبيعتهم الحقيقية (Isaacs Barbara, 2010, 3)، وتنمية مهارات القراءة والكتابة؛ حيث يتعلم الأطفال القراءة أولًا، ثم الكتابة، ففيه يقوم الأطفال بتحليل الكلمة في عقولهم، ثم يعيدون تكوينها في حروف الأبجدية بوضعها جنبًا إلى جنب، وكل حرف يرتبط بصوت في اللغة الموجودة في عقل الطفل (ماريا منتيسوري، 2002، 16).

مشكلة البحث، نبعت مشكلة البحث الحالي من خلال:

• ملاحظة الباحثة: من خلال عملها في مجال التربية الخاصة بأحد مراكز خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة لاحظت أن هناك مشكلة في تعليم أطفال طيف التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع القراءة بالطريقة التقليدية.
• الدراسات السابقة: من خلال ما أشارت إليه يواجه اطفال اضطراب التوحد في النظام التعليمى العديد من المشكلات والصعوبات في تعلم القراءة؛ حيث أشارت العديد من الأطر النظرية إلى أن الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد لديهم قصور في الترابط المركزي والأداء اللغوي والسلوك التكيفي، مثل: دراسة عبد الرحيم فتحي (2017) التي أوضحت المشكلات التي تواجه أطفال اضطراب طيف التوحد بالمرحلة الابتدائية في قراءة النص البصري، وضعف شديد في مهارات الاستماع والتحدث، ودراسة شيماء محمد (2015) التي أظهرت أن الأطفال في مرحلة الروضة لديهم مشكلة في تعلم الحروف بالطريقة التقليدية، وضعف في الذاكرة البصرية والمهارات الحركية الدقيقة التي تؤثر بشكل واضح على الكتابة، وبينت دراسة شريف عامر (2020) أن الطلاب القابلين للتعلم يحتاجون للاهتمام والرعاية أكثر من غيرهم العاديين؛ لما يعانون من ضعف في المهارات كالمهارات الأكاديمية، وتشتمل المهارات الأكاديمية على مهارات القراءة، والكتابة، والحساب؛ ولذلك استخدم شريف عامر أنشطة المنتيسوري لتنمية هذه المهارات، ودراسة عزيزة رزق (2020) التي أكدت القصور لدى أطفال الروضة الذين يعانون من صعوبات تعلم اللغة، وأن هؤلاء الأطفال لديهم ضعف في المهارات اللغوية الخاصة بتعلم اللغة.
• الدراسة الكشفية: حيث طبقت الباحثة اختبارًا مبدئيًا لمهارات القراءة لمجموعة من أطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع، وتوصلت النتائج إلى قصور في مهارات القراءة، وهي: التعرف، والفهم القرائي، والإدراك الصوتي، والطلاقة، وذلك بنسبة (30%).

     وبذلك تمثلت مشكلة البحث الحالي في ضعف مهارات القراءة لدى أطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع؛ ولتنمية هذه المهارات استخدمت الباحثة برنامج قائم على أنشطة منتيسوري، وفي ضوء مشكلة البحث الحالي، سعى البحث الحالي إلى الإجابة عن السؤال التالي:

ما أثر برنامج قائم على أنشطة منتيسوري في تنمية مهارات القراءة لدى أطفال اضطراب طيف التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع؟

 المفاهيم الإجرائية:

أ- أنشطة منتيسوري:تُعرف إجرائيًا بأنها: مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى تعليم طفل التوحد ذي الأداء الوظيفي المرتفع القراءة عن طريق الحواس، وتسير من البسيط إلى المركب، ومن المحسوس إلى المعقد، ويتعلم فيها الطفل بشكل حر في بيئة معدة لتنمية حواسه؛ من أجل مساعدته على تطوير قدراته الإبداعية، والقدرة على حل المشكلات.

ب-القراءة: تُعرف إجرائيًا بأنها: قدرة الطفل التوحدي ذي الأداء الوظيفي المرتفع على التمييز البصري السمعي باستخدام أنشطة وتمارين حسية، تهدف إلى تنمية المهارة اللغوية لديه.

ج- أطفال التوحد ذوو الأداء الوظيفي المرتفع في هذا البحث هم: مَنْ تم تشخيصهم على أن لديهم اضطراب طيف توحد، وقصورًا في المهارات الاجتماعية وسلوكيات نمطية، ويتمتعون بدرجة ذكاء متوسطة أو مرتفعة.

أهداف البحث، استهدف البحث الحالي:

• الكشف باستخدام أنشطة منتيسوري لتنمية مهارات القراءة لدى أطفالاضطراب طيف التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع.

أهمية البحث:

• الأهمية النظرية:
• قد يفيد البحث الحالي في تقديم إطار نظري عن استخدام أنشطة المنتيسوري لتنمية مهارات القراءة.
• الأهمية التطبيقية:

قد يفيد البحث الحالي كلًا من:

• تلاميذ اضطراب التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع: من خلال تقديم أنشطة يمكن من خلالها مساعدتهم في التوصل إلى معرفة قراءة الحروف والكلمات، وتطبيقيها في حياتهم اليومية.
• المعلمين: تقدم لهم دليلًا يمكن الاسترشاد به في تنمية مهارات القراءة.
• واضعي المنهج: تزودهم ببعض الاعتبارات الأساسية عند إعداد المنهج لتعليم أطفال التوحد القراءة باستخدام أنشطة المنتيسوري.
• الباحثين: تعد إطارًا مرجعيًا حول أنشطة منتسوري وفلسفتها في تعليم أطفال اضطراب طيف التوحد القراءة للاستفادة منها في عمل أبحاث مماثلة.

إجراءات البحث

أولًا- أدوات البحث:

1- مقياس ستانفورد بينيه للذكاء النسخة الخامسة (إعداد محمود أبو النيل، 2013).

2- اختبار مهارات القراءة (إعداد الباحثة).

وفيما يلي وصف موجز لكل أداة:

• مقياس ستانفورد بينيه للذكاء الصورة الخامسة (إعداد محمود أبو النيل، 2013).

تم تطبيق مقياس ستانفورد بينيه للذكاء في صورته الخامسة من قبل الباحثة لقياس الأداء الوظيفي المرتفع للقدرات العقلية لدى عينة البحث؛ بهدف التأكد من معاملات ذكاء الأطفال والأداء الوظيفي للقدرات العقلية.

• وصف المقياس:

طُبقَ مقياس ستانفورد بينيه الصورة الخامسة بصورة فردية؛ لقياس الذكاء والقدرات المعرفية، وهو ملائم للمفحوصين بدءًا من عمر عامين، حتى الخامسة والثمانين فأكثر.

ويتراوح متوسط تطبيق ستانفورد بينيه بين (30- 90) دقيقة، ويتكون من فنيتين، هما: الجوانب غير اللفظية، والجوانب اللفظية، وتقيس المجموعة نفسها (5) اختبارات، هم: الاستدلال السائل، والاستدلال الكمي، والمعالجة البصرية المكانية، والذاكرة العاملة، والمعرفة.

ويؤدي دمج الجانب اللفظي مع غير الفظي إلى تقدير نسبة الذكاء الكلية، وهي تعد الأكثر دقة في تقدير الذكاء (محمود أبو النيل، 2013).

ب- القواعد العامة للتطبيق:

- يتطلب تطبيق مقياس ستانفورد للذكاء أن يكون الفاحص على دراية وألفة بالمقياس.

- إقامة علاقة ألفة بين الفاحص والمفحوص.

- التصحيح الدقيق لاستجابات المفحوص على أساس المعرفة الكاملة بقواعد التصحيح.

2- اختبار مهارات القراءة (إعداد الباحثة):

لإعداد اختبار مهارات القراءة تم الاطلاع  على المصادر والدراسات العربية، مثل دراسة سمر رجب (2021)، ومقياس عبد العزيز السيد ومحمد عبده (2013)، ومقياس عسر القراءة للأطفال والمراهقين لعادل عبد الله محمد (2009)؛ لتصميم فقرات الاختبار، حيث يتطلب البحث بناء اختبار لقياس بعض مهارات القراءة لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع يتناسب مع طبيعتهم، وقد تم بناء الاختبار في عدة خطوات على النحو التالي:

• تحديد مهارات القراءة المناسبة لأطفال اضطراب طيف التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع من (8:5) سنوات.
• تكوين الصورة الأولية من قائمة مهارات القراءة من خمسة أبعاد، هي: التمييز بين الحروف، ونطق الحروف بحركاتها الثلاثة وسكونُها، وقراءة كلمات، والتمييز بين أشكال التنوين قراءًة، وقراءة الجمل.
• جمع الفقرات وصياغتها في استبانة وعرضها على المحكمين، ثم ضبطها في ضوء آراءهم.
• الاستقرار على أبعاد الاختبار في بناء مفرداته.
• تطبيق الاختبار على عينة استطلاعية بغرض التأكد من موثوقية الاختبار وصدقه.

وللتحقق من صلاحية الاختبار للتطبيق أجرت الباحثة الخطوات التالية:

• حساب الصدق Validity:

اعتمدت الباحثة في حساب صدق الاختبار على ما يلي:

أ- الصدق المنطقي (صدق المحكمين) :Logical Validity

تم عرض الصورة الأولية للاختبار على عشرة من السادة أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في مجال علم النفس والصحة النفسية والتربية الخاصة والمناهج، الذين كانت لهم دراسات أو أبحاث في هذا المجال أو أحد المتغيرات المرتبطة به (ملحق 1)، وقد اشتملت تلك الصورة على (69) عبارة بهدف: التأكد من مناسبة العبارات للمفهوم المراد قياسه، وتحديد غموض بعض العبارات لتعديلها، وحذف بعض العبارات غير المرتبطة بمهارات القراءة عند أطفال اضطراب طيف التوحد، أو غير مناسبتها لطبيعة العينة وخصائصها، وفي ضوء آراء السادة المحكمين تم حذف (4) فقرات، ويوضح جدول (1) بعض العبارات التي تم حذفها.

جدول (1)

العبارات التي تم حذفها للاختبار

فأصبح الاختبار بعد حذف الفقرات في صورته الأولية يشتمل على (65) فقرة، وتم تطبيقه على عينة البحث للاستقرار على الصورة النهائية.

ب- صدق المحكات:  

تم تطبيق الاختبار على عينة البحث الاستطلاعية مع تطبيق المحك أيضًا، وحساب معامل الارتباط بين الاختبار والمحك والذي بلغ (0.897) وهي قيمة كبيرة تؤكد صدق المحكات.

ج-الاتساق الداخلي لفقرات الاختبار Internal Consistency:

وللتأكد من اتساق الاختبار داخليًا قامت الباحثة بحساب معاملات الارتباط بين درجة كل فقرة من فقرات الاختبار ودرجة الاختبار الكلية بعد تطبيق الاختبار على العينة الاستطلاعية.

جدول (2)

معاملات الارتباط بين درجة كل بعد من أبعاد الاختبار ودرجة الاختبار الكلية

** دال عند مستوى 0.01

يتضح من جدول (2) أن أبعاد الاختبار كانت دالة عند مستوى دلالة (0.01) مما يدل على الاتساق الداخلي للاختبار.

2- الثبات Reliability:

أ- طريقة ماكدونالدز أوميجا McDonald's Omega Method:

تم استخدام معادلة McDonald's Omega وهي معادلة تستخدم لإيضاح المنطق العام لثبات المقاييس في حالة عدم توافر شروط معادلة ألفا كرونباك، وبلغت قيمة معامل ثبات الاختبار (0.832)، وهي قيمة مرتفعة تدل على ثبات الاختبار.

ب- طريقة إعادة التطبيق: 

استخدمت الباحثة طريقة إعادة التطبيق لحساب ثبات الاختبار بعد تطبيقه على العينة، وجدول (4) يوضح معاملات الثبات.

جدول (3)

معاملات McDonald's Omega Reliability ومعاملات إعادة التطبيق

 لثبات الاختبار

يتضح من جدول (3) أن أبعاد الاختبار كانت دالة عند مستوى دلالة (0.01) مما يدل على ثبات الاختبار، وأن المقياس صادق وثابت بدرجة مطمئنة في قياس مهارات القراءة، وهو يقيس ما وضع لقياسه.

إعداد البرنامج التدريبي:(إعداد الباحثة) (ملحق 2).

اعتمدت الباحثة في بناء جلسات البرنامج على مجموعة من المصادر النظرية والعمليةـ تمثلت في الإطار النظري للدراسة، وما أُتيح الاطلاع عليه من دراسات عربية في هذا الصدد، وخاصة التي تناولت برامج قائمة على أنشطة منتيسوري لتنمية مهارات القراءة لدى أطفال اضطراب طيف التوحد، ومن هذه الدراسات: دراسة شيماء السكري (2015)، ودراسة عبد الصبور منصور محمد وآخرون (2021)، ودراسة هدى محمد قناوي وآخرون (2021)، ودراسة فادية رزق (2021)، دراسة نهلة مسعود (2022).

أهداف البرنامج :

• هدف عام : تنمية مهارات القراءة لدى أطفال التوحد ذوي الاداء الوظيفي المرتفع بأنشطة منتيسورى

ب- أهداف فرعية :

- تمييز الكلمات التي بها لام شمسية عن الكلمات التي بها لام قمرية.

- تمييز الصوت الطويل من الصوت القصير

- قراءة كلمات ثلاثية

ج- أهداف إجرائية :

- أن يذكر الطالب كلمات بها صوت طويل وصوت قصير

- أن يصنف الطالب الكلمات التي بها لام قمرية والكلام التي بها لام شميسية

- أن يميز الطالب بين أنواع التنوين المختلفة .

- أن يستخدم الطالب كلمات بها أصوات قصيرة لتكوين جملة بسيطة

- أن يقفز الطالب علي الكلمات التى بها حرف مشدَّد

- أن ينتبه الطالب إلي أسئلة الأخصائية ويجيب عنها .

1- الأسس التي يستند إليها البرنامج التدريبي:

يقوم البرنامج التدريبي لأطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع على مجموعة من الأسس المهمة؛ لتحقيق أهداف البرنامج، وهذه الأسس هي:

• أسس عامة:
• استخدام الحواس في جميع أنشطة البرنامج.
• استخدام ألفاظ وعبارات بسيطة وسهلة في التعامل مع فئة أطفال اضطراب التوحد.
• مراعاة التدرج من البسيط إلى المعقد، ومن السهل إلى الصعب، ومن العام إلى الخاص.
• مراعاة مبدأ الفروق الفردية لأطفال العينة التجريبية ذوي اضطراب طيف التوحد، ومبادئ جلسات التدريب الفردي؛ حتى يصل يتقن الطفل المهارة.
• تناسب زمن كل جلسة مع أهدافها ومحتواها.
• التنوع في استخدام بعض الفنيات مع الأطفال كالتغذية الراجعة، والتعزيز الإيجابي بنوعيه المادي والمعنوي، والنمذجة، ولعب الأدوار.
• تنوع الأنشطة والتكامل فيما بينها.
• الاهتمام بكل من التقويم المستمر في كل جلسات البرنامج؛ لملاحظة مدى تقدم الطفل خلال التدريب، وكذلك الاهتمام بالتقويم النهائي؛ لمعرفة مدى تحقق أهداف البرنامج أم لا.

ب- أسس تربوية ونفسية:

• مراعاة البناء والتنظيم من خلال تقويم كل جلسة من جلسات البرنامج على أنشطة ومهارات التدريب وفق منهج منتيسوري.
• مراعاة خصائص نمو أطفال التوحد سواء النفسية، أو الاجتماعية، أو الأكاديمية.
• تهيئة الجو النفسي للأطفال المشاركين من خلال المشاركة الإيجابية والتفاعل مع البرنامج.

ج- أسس اجتماعية:

• توفير جو من المتعة والسعادة والمرح في جلسات البرنامج؛ مما يساعد في اكتساب المهارات بشكل أفضل.
• التأكيد على اتباع التعليمات والنظام، واحترام الدور.
• إتاحة الفرصة للجميع من الاستفادة من الجلسات الفردية؛ حتى يستطيع كل طفل من تحقيق ذاته.

2- الفنيات والإستراتيجيات المستخدمة في تطبيق البرنامج:

تم تحديد العديد من الأساليب والفنيات والأنشطة التي يمكن تطبيقها داخل الجلسات، مثل: الحوار والمناقشة، ولعب الأدوار، والنموذجة، والتعزيز الإيجابي، والحوار والمناقشة، والتقليد.

3- مراحل تنفيذ البرنامج وخطواته: 

تم تنفيذ البرنامج التدريبي على ثلاث مراحل، هي: المرحلة التمهيدية، والمرحلة التنفيذية، ومرحلة التقييم، وذلك على النحو التالي:

• المرحلة التمهيدية، فيها تم:
• اتخاذ الإجراءات للحصول على الموافقات الرسمية الخاصة بموافقة المركز على التطبيق بداخله على العينة المنتقاة، وتكوين علاقة ألفة بين الفاحص وأفراد العينة، والاجتماع مع أولياء أمور أفراد العينة للتعريف بأهداف البرنامج.
• تطبيق اختبار ذكاء؛ للتأكد من أن هؤلاء الأطفال يتمتعون بأداء وظيفي مرتفع.
• تطبيق اختبار مهارات القراءة على أفراد العينة.
• التعرف على المعززات المفضلة لدى أفراد العينة.
• مرحلة التنفيذية:

تم تنفيذ هذا البرنامج التدريبي على مدى ثلاثة أشهر بواقع ثلاث جلسات أسبوعيًا، وبذلك يتكون البرنامج من (42) جلسة، وزمن الجلسة يتراوح بين (45- 60) دقيقة، بحيث تكون أول (5) دقائق تمهيدًا للعمل مع الطفل، وإعداد الأدوات، ومراجعة سريعة على ما تم أخذه في الجلسة السابقة، وآخر (5) دقائق من الجلسة يتم مقابلة ولي الأمر لتوضيح هدف الجلسة، وتحديد على مستوى الطفل في تعلم المهارة.

ج- مرحلة التقييم:

تم التقييم على النحو التالي:

- التقييم القبلي: تم تقييم الأداء السابق لأطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع (5-8) سنوات على اختبار مهارات القراءة قبل البدء في تطبيق أنشطة منتيسوري القائم عليها البرنامج؛ لمعرفة مستوى مهارات القراءة لدى أفراد المجموعة التجريبية.

- التقييم المرحلي: تم بصورة مستمرة من خلال الجلسة بواسطة الأسئلة الشفهية المباشرة أو تمارين أو تدريبات، كذلك في نهاية كل جلسة من الجلسات، ومناقشتهم فيما أنجزوه في الجلسة التي تليها.

- التقييم البعدي: تم هذا النوع من التقويم بعد الانتهاء من تطبيق البرنامج كُليًا؛ لمعرفة مدى فاعليته في تنمية مهارات القراءة لدى أطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع، وذلك بإعادة تطبيق مقاييس البحث عقب انتهاء البرنامج التدريبي مباشرة، ومقارنة ذلك بنتائج تطبيقها على المجموعة التجريبية قبل بدء تطبيق البرنامج، للوقوف على مدى التقدم الذي أحرزه أطفال اضطراب التوحد ذوو الأداء الوظيفي المرتفع في تنمية مهارات القراءة لديهم.

- التقويم التتبعي: تم أثناء إعادة تطبيق اختبار مهارات القراءة على أفراد المجموعة التجريبي مرة أخرى بعد مرور أسبوعين من نهاية التدريب على البرنامج؛ لمعرفة مدى استمرارية فاعلية البرنامج، وما طرأ على الطفل من تغيرات، ومقارنة نتائج المجموعة التجريبية في القياسين: القبلي، والبعدي.

ثالثًا- الأساليب الإحصائية المستخدمة في البحث:

للتحقق من كفاءة أدوات البحث السيكومترية، ومعالجة الفروض استخدمت الباحثة عددًا من الأساليب الإحصائية من خلال برنامجيSPSS ، هي: النسب والتكرارات المئوية لصدق المحكمين، ومعامل بيرسون لإعادة التطبيق، ومعادلة ماكدونالدز أوميجا للتحقق من ثبات الأدوات، والمتوسط الحسابي، والانحراف المعياري، واختبار ويلكوكسون للفروق بين الأزواج المرتبطة، ومعادلة فيلد لحجم التأثير.

رصد النتائج البحث وتفسيرها

تعرض الصفحات التالية ما أسفرت عنه المعالجات الإحصائية للبحث، وما تم التوصل إليه من نتائج وتفسيرها.

نتائج الفرض الأول ومناقشتها:

للتحقق من صحة الفرض الذي ينص على أنه "لا يوجد فرق دال إحصائيًا بين متوسطي رتب أداء المجموعة التجريبية في القياسين: القبلي، والبعدي في اختبار مهارات القراءة المستخدم في البحث" تم استخدام اختبار ويلكوكسون للعينات اللابارامترية للأزواج المرتبطة من خلال البرنامج الإحصائي Spss V23، وجدول (4) يوضح ذلك.

جدول (4)

نتائج اختبار "ويلكوكسون" لدلالة الفرق بين متوسطي رتب درجات المجموعة             التجريبية في القياسين: القبلي، والبعدي في اختبار مهارات القراءة (ن= 6)

يتضح من جدول (4) ما يلي: 

- يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين: القبلي، والبعدي للاختبار ككل وفي جميع مهاراته ، وذلك عند مستوى دلالة (0.05)، لصالح الأطفال في القياس البعدي.

وترجع هذه الفروق الدالة على تحسن مستوى الأطفال في اختبار مهارات القراءة إلى عدد من الأسباب المحتملة، منها استخدام البحث إستراتيجيات أنشطة منتيسوري وفنياته، القائمة على الملاحظة والتقليد، وتحفيزه الحواس المختلفة واستخدامها في التعليم.

وتفسر الباحثة أيضًا بأنَّ البرنامج التدريبي القائم على أنشطة منتيسوري لتنمية مهارات القراءة لدى أطفال اضطراب طيف التوحد- قد أدى لتحسن المجموعة التجريبية في القياسي البعدي، وذلك في أبعاد الاختبار: بُعد التمييز بين الحروف، وبُعد نطق الحروف بحركاتها الثلاثة، وبُعد قراءة الكلمات، وبُعد التمييز بين أشكال التنوين، وبُعد قراءة الجمل وفهمها، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة لبست وآخرون (lepist et.al. 2003) حيث قدموا دراسة للتوحديين الذين لديهم قصور عام في اللغة، وتبين من خلال النتائج سبب عجز الأطفال عن تمييز النغمات المختلفة للأصوات، وقد أرجع الباحثون سبب ذلك إلى القصور في مهارات الانتباه والاستماع ، ودراسة مسعودة منتصر وآخرون (2014) التي أسفرت نتائجها عن ارتباط عسر القراءة بمستوى الوعي الفونولوجي، ودراسة سالي حسن (2016) التي خلصت إلى فعالية استخدام الوعي الفونولوجي لتنمية مهارات القراءة لدى أطفال اضطراب التوحد ، ودراسة كل آمنة صالح وعبد الرحمن علي (2020) التي تناولت قياس مدى فاعلية برنامج قائم على أنشطة منتيسوري في تحسين مهارات القراءة لدى تلاميذ صعوبات التعلم بمرحلة الطفولة المبكرة، التي خلصت إلى إعداد حقيبة تعليمية لكل مرحلة دراسية تحتوي على أدوات منتيسوري وأنشطته، وتخدم المهارات الأساسية للقراءة، واعتماد طريقة منتيسوري في تدريس التلاميذ في مرحلة الطفولة، ودراسة وائل عبد السميع (2023) التي أسفرت نتائجها عن البرنامج التدريبي القائم على أنشطة منتيسوري وأنشطته المتنوعة من أساليب وفنيات- له أثره الفعال في تنمية الوعي الفونولوجي؛ مما أدى إلى تحسن المهارات النفس لغوية.

نتائج الفرض الثاني ومناقشتها:

للتحقق من صحة الفرض الذي ينص على أنه "لا يوجد فرق دالة إحصائيًا بين متوسطي رتب أداء المجموعة التجريبية في القياسين: البعدي، والتتبعي في اختبار مهارات القراءة المستخدم في البحث" تم استخدام اختبار ويلكوكسون للعينات اللابارامترية للأزواج المرتبطة من خلال البرنامج الإحصائي Spss V23، وجدول (5) يوضح ذلك.

جدول (5)

نتائج اختبار "ويلكوكسون" لدلالة الفرق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية

في القياسين: البعدي، والتتبعي في اختبار مهارات القراءة (ن= 6)

يتبين من جدول (5) ما يلي: 

لا توجد فروق ذات دلالة إحصائيًا بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين: البعدي، والتتبعي للاختبار ومهاراته الرئيسة، وذلك عند مستوى دلالة (0.05)، مما يدل على عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين متوسط رتب درجات أطفال المجموعة التجريبية في القياسين: البعدي، والتتبعي على اختبار مهارات القراءة؛ مما يدل على ثبات فاعلية البرنامج حتى بعد الانتهاء من التطبيق، ومن ثم فعالية البرنامج المستخدم الذي تعرضت له المجموعة التجريبية، وما يحتوي عليه من أنشطة قائمة على منهج منتيسوري لتنمية مهارات القراءة لأطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع.

جدول (6)

المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لدرجات المجموعة التجريبية

في القياسين: البعدي، والتتبعي لاختبار مهارات القراءة (ن= 6)

ويمكن تفسير نتائج البحث الحالي على أن البرنامج القائم على أنشطة منتيسوري له أثر واضح في تنمية مهارات القراءة لدى أطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع، وكان ذلك واضحًا من خلال نتائج الفرضين: الأول، والثاني؛ حيث كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0، 05) بين القياسين: القبلي، والبعدي لصالح القياس البعدي.

وإجمالًا قد يرجع هذا التحسن وتأثير البرنامج في التطبيق البعدي لدى عينة البحث إلى ما يلي:

- البرنامج المقترح يحتوي على الكثير من الأنشطة الجذابة، وممارسات تتماشي مع طبيعة هؤلاء الأطفال؛ مما يثير حماسهم ويزيد دافعيتهم للتعلم.

- التنوع في الإستراتيجيات والفنيات المستخدمة من قبل الباحثة، مثل: لعب الأدوار، والنمذجة، والتقليد، والواجبات المنزلية التي كان لها دور كبير في جذب هؤلاء الأطفال في متابعة البرنامج

- تنوع مصادر التعُّلم بالبرنامج؛ حيث جمع بين مختلف الوسائل السمعية، والبصرية، واللمسية.

منهج البحث:

استخدمت الباحثة المنهج التجريبي، ذا التصميم شبه التجريبي، ذا المجموعة الواحدة؛ لمعرفة أثر المتغير المستقل وهو أنشطة المنتيسوري، على المتغير التابع وهو مهارات القراءة.

 محددات البحث، اقتصر البحث الحالي على المحددات التالية:

• استخدام أنشطة المنتيسوري في تنمية مهارات القراءة لأطفال اضطراب طيف التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع.
• تمثلت في مجموعة من أطفال طيف التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع عددهم (6)، وتراوحت أعمارهم من (5) إلى (8) سنوات، قامت الباحثة باختيارهم من المراكز والهيئات المتخصصة بتعليم أطفال اضطراب طيف التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع وتأهيلهم بمركز ديروط- محافظة أسيوط.
• تم تطبيق البحث الحالي في مراكز تعليم أطفال التوحد تأهيلهم بمركز ديروط- محافظة أسيوط.

توصيات البحث:

في ضوء نتائج البحث فإنه يًوصي بعدة توصيات، منها:

• ضرورة توظيف أنشطة مونتيسوري في تدريس القراءة لأطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع؛ لأهميتها في تنمية مهارات القراءة.
• ضرورة التركيز في الدراسات التربوية الخاصة بفئة أطفال التوحد، لا سيما أطفال التوحد ذوي الأداء الوظيفي المرتفع.
• اقتراح مزيد من البرامج التدريبية الجماعية والفردية لفئة اضطراب التوحد، خاصًة ذوي الأداء الوظيفي المرتفع.

مقترحات البحث:

في ضوء نتائج البحث وتوصياته فإنه يقترح عدة مقترحات، منها:

• برنامج تدريبي لتنمية الوعي الفونولوجي وفعاليته في تحسين مهارات القراءة لدى أطفال اضطراب طيف التوحد.
• برنامج قائم على أنشطة منتيسوري في تنمية التفكير الاستنباطي وتحسن الذاكرة العاملة لدى أطفال اضطراب طيف التوحدي ذوي الأداء الوظيفي المرتفع.

المراجع

أولًا- المراجع العربية:

• آمنة صالح محمد ؛ وعبدالرحمن على بديوي . (2020) . فاعلية برنامج تدريبي قائم علي طريقة منتسورى في تحسين مهارات القراءة لدى التلاميذ ذوى صعوبات التعلم بمرحلة الطفولة المبكرة . مجلة جامعة فلسطين للابحاث والدراسات , 10(2) , 297- 439.
• حسام العقباوي . (2004)0 برنامج القراءة ودمج المهارات للاطفال ذوي الإحتياجات الخاصة . مؤسسة نيوهورايزون للنشر والتوزيع , مصر 0
• سالي حسن حسن. (2016) . فعالية برنامج تدريبي لتنمية مهارات الوعى الفونولوجى لأطفال ذوى اضطراب طيف التوحد وأثره في تحسين مهاراتهم القرائية . مجلة التربية الخاصة والتأهيل ,جامعة قناة السويس . 10 (3) , 81-124.
• سمر رجب حافظ. (2021) . مقياس تشخيص تعلم القراءة والكتابة لاطفال المرحلة الابتدائية . مجلة كلية التربية , جامعة عين شمس, ( 3 ) ( 45) , 15- 64 .
• شريف عامر .(2020) .فعالية برنامج قائم علي أنشطة منتيسوري لتنمية المهارات الأكاديمية لدى عينة من الطلاب القابلين للتعلم .رسالة ماجستير منشورة , جامعة المنوفية . المجلة العلمية للتربية الخاصة مج (2) ع (4) ص97-144.
• شيماء محمد السكري . (2015) . برنامج لتنمية مهارة القراءة والكتابة باستخدام طريقة منتسوري لدى طفل الروضة . رسالة دكتوراه غير منشورة , كلية رياض الأطفال , جامعة القاهرة.
• عادل عبد الله محمد . (2009 ) . مقياس عسر القراءة للأطفال والمراهقين .جمهورية مصر العربية ,القاهرة .مكتبة الأنجلو المصرية المصرية .
• عبد الرحيم فتحي محمد .(2017) 0 برنامج باستخدام المصاحبات البصرية والمهام اللغوية لتحسين التفاعل اللغوي المنطوق ومهارات قراءة النص البصري لدي الاطفال التوحديين بالمرحلة الإبتدائية . مجلة كلية التربية –عين شمس , 4(41) ,281-348 0
• عبد الصبور منصور محمد ؛ وإيمان عبد أبو المجد الغزل ؛ و هبة إبراهيم محمد . (2021) . فعالية برنامج قائم علي طريقة منتيسوري لتنمية الحركات الدقيقة لدي أطفال اضطراب طيف التوحد . مجلة كلية التربية , جامعة بورسعيد , (36)783-807 .
• عزيزة رزق عبد الجليل . (2020 ) برنامج تخاطبي قائم على انشطة منتسورى لخفض اضطرابات اللغة وأثره على الطلاقة اللفظية لأطفال ذوى صعوبات القراءة .رسالة دكتوراه ,جامعة القاهرة , كلية الدراسات العليا للتربية , تربية خاصة .
• عبدالعزيز السيد الشخص , محمد عبده حسينى السيد .(2013) . مقياس تشخيص صعوبات الفهم القرائى والتعبير الكتابى فى اللغة الإنجليزية لدى الاطفال . مجلة كلية التربية , (6) ,( 3) , 706 - 751 .
• علي سعد سالم. (2008)0فعالية برنامج مقترح لتنمية مهارات القراءة الجهرية لدي التلاميذ ذوي التخلف العقلي البسيط[ رسالة ماجستير ,كلية التربية بجامعة الملك سعود ] قاعدة معلومات دار المنظومة.
• فادية رزق عبدالجليل .(2021) . فعالية برنامج تدريبي لغوي قائم على منهج منتسورى لتنمية المهارات اللغوية للأطفال ذوي صعوبات تعلم اللغة . المجلة اللغوية للعلوم الإنسانية والاجتماعية  , (27), 159-181 .

14-  ماريا منتيسورى . (2002) . التربية من أجل عالم جديد, ترجمة ملك مرسى حماد .دار الكلمة للنشر والتوزيع, القاهرة . 

15- محمد أحمد خطاب . (2005) . سيكولوجية الطفل التوحدي تعريفها – تصنيفها – أعراضها – تشخيصها - أسبابها – التدخل العلاجي .دار الثقافة للنشر والتوزيع . 1- 133  .

16- محمود السيد أحمد أبو النيل .(2013) .مقياس ستانفورد بينيه (الصورة الخامسة ) , مقدمة الإصدار العربي ودليل الفاحص ( 2) , المؤسسة العربية لإعداد وتقنين ونشر الاختبارات النفسية . القاهرة .

17- محمود عبد الرؤف عبد العال .( 2021 ) 0 تنمية مهارات التواصل لدي طفل وعلاقته بتحسن مهارات السلوك التوافقي لدي الطفل الذاتوي  المدمج ]رسالة ماجستير منشورة , كلية الطفولة المبكرة , جامعة القاهرة ]. قاعدة معلومات دار المنظومة 0

18- مراد على عيسي سعد .( 2006 ) . الضعف فى القراءة وأساليب التعلم . دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر , الإسكندرية , جمهورية مصر العربية .

 19- مسعودة منتصر , ومحمد الساسي الشايب , واسماعيل العيس .(2014) . الوعى الفونولوجي لدي الأطفال عسيري القراءة :معطيات ميدانية من بعض تلاميذ المرحلة الإبتدائية (4-5 ) . مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية , العدد (15) , الجزائر .

20- منال عصام برهم .(2014) . أساليب تعليم القراءة والكتابة للصفوف الأولي . عمان : مكتبة المجتمع العربى للنشر والتوزيع .

21- مها سلامة نصر. (2014)0 فاعلية استخدام إستراتيجية التعليم المتمايز في تنمية مهاراتي القراءة والكتابة لدى تلاميذ الصف الثاني الابتدائي في مقرر اللغة العربية [رسالة ماجستير غير منشورة, الجامعة الاسلامية , كلية التربية ] قاعدة معلومات دار المنظومة .

22- نهلة مسعود عبد الفتاح .(2022) . برنامج قائم علي أنشطة منتسوري في تنمية مهارات الذاكرة السمعية لدى أطفال الروضة ذوى صعوبات التعلم .مجلة بحوث ودراسات الطفولة . كلية التربية للطفولة المبكرة , جامعة بنى سويف , 4(8), 995-1038

23- هدى عثمان أبو صالح (2017). أثر طريقة منتسورى في تحسين مهارتى الاستماع والمحادثة لدى طفل الروضة . عمان : دار مجد للنشر والتوزيع .

24- هند صابر على .(2019 ) . مهارات القراءة اللازمة لتلاميذ الصفوف الأولى من التعليم الاساسى فى ضوء معايير البرنامج  الدولى لليونسكو LAMP .             مجلة دراسات تربوية واجتماعية , كلية التربية , جامعة حلوان .  (ج 2) (م25 ) 297-323 .

25- وائل عبد السميع فهمى . (2023) . فاعلية برنامج تدريبي قائم على استخدام أنشطة منتسورى لتنمية الوعى الفونولوجى وأثره في تحسين المهارات النفس لغوية لدى عينة من أطفال الروضة ذوى صعوبات تعلم القراءة (الديسليكسيا ) بمدينة الرياض . مجلة كلية التربية جامعة المنصورة . 123 , 1221- 1281.

ثانيًا المراجع الأجنبية

1- Brown, Katherine.(2016). Evaluating the effectiveness of Montissori reading and math instructions for third grade African American students in urban elementary schools (Unpublished Doctor's Thesis).University of Norh Carolina at charlotte.161

2-Hobbs , A (2016 ) . Academic achievement : Montessori and non -Montessori Private school setting . Unpublished P H. D ., faculty of the college of education Houston University .

3-Isaacs,B.,2010,Bringing the Montessori approach to your early years .practice . 2nd edn, Route ledge,  London and New York.

4- Lepist ,T. shesta Kova ,A. Vanhala ,R.Alku,P. and NKtnen, R. Yaguchi ,K.(2003) :Speech-sound – selection auditory impairment in children with autism : they can perceive but do not attend . Proceeding of The United States of America, 100(9) , 5567-5573 .