دراسة مقارنة للعادات الغذائية بين طلاب المرحلة الثانوية لمملکة البحرين و جمهورية مصر العربية

المقدمــة

     تعد القوى البشریة الثروة الأساسیة لأی مجتمع ، ولا سبیل إلى أی تنمیة اقتصادیة أو اجتماعیة ما لم یسبقها أو یصاحبها تنمیة بشریة قوامها الإنسان . ویمثل الغذاء حقا من حقوق الإنسان ، وهو من بین أهم العوامل البیئیة أثرا على حیاة الإنسان ، إذ یأتی فی مقدمة ما یجب على الأسرة أن توفره لأفرادها . والتغذیة الجیدة للفرد ضروریة للنمو والتطور وصیانة ما یتلف من أنسجته وخلایاه ومقاومة المرض والعدوى وارتفاع قدرته على العمل والإنتاج . ولهذا فان التربیة الصحیة والغذائیة والاهتمام بالسلوک الصحی السلیم للتلامیذ یعتبر هدف أساسی من أهداف التدریس فی جمیع المقررات بصفة عامة وتدریس العلوم والاقتصاد المنزلی بصفة خاصة ومحوراً أساسیاً عند إعدادههما، انطلاقاً من رکیزة رئیسیة تقوم علیها عملیات تطویر التعلیم والمتعلقة بالتنمیة البشریة والتی تعتبر دالة للتنمیة الشاملة فی کافة المجالات وأمرا حتمیاً لبناء واعداد جیل واع صحیاً وقادراً على اتخاذ القرارات الصحیة المناسبة للمحافظة على حیاته ووقایتها وخاصة المتعلقة بالتغذیة . وقد أثبتت الدراسات والبحوث العلمیة أن الصحة والتغذیة السلیمة لیست مسئولة فقط عن تکوین وبناء الجسم ولکنهما یلعبان دورا مهماً فی توجیه السلوک الاجتماعی والأخلاقی والفکری للفرد ودلیل مباشر على نوعیة الحیاة ، ودلیل غیر مباشر على مدى التطور الاجتماعی والاقتصادی وذلک لما للتغذیة السلیمة من أهمیة فی النمو الطبیعی والتطور العقلی الأمثل فی صحة المریض والسلیم والحفاظ على صحة جیدة خلال حیاة الإنسان . ( آیات الدسوقی ، 2002

     ویعتبر الجهل بالمبادئ الأساسیة فی التغذیة سبباً رئیسیاً فی حدوث الکثیر من أمراض سوء التغذیة حیث أن سوء التغذیة لا یرجع إلى النقص فی الموارد الاقتصادیة فقط ولکن إلى فقر المعارف والمعلومات اللازمة لحاجات الأفراد الغذائیة ، وأن المجتمع الذی ینتشر به أمراض سوء التغذیة المختلفة تکون کفاءة أفراده وقدرتهم على العمل والإنتاج منخفضة ولا یمکنه تحقیق تقدم من أی نوع ، لأن الحالة الغذائیة للأفراد تظهر آثارها مباشرة على المجتمع ککل . معنى ذلک أنه یمکن استنتاج حالة المجتمع التقدمیة من الحالة الصحیة والغذائیة لأفراده ،وعدم تناول الکمیات الملائمة من البروتینات والطاقة والمواد الغذائیة الأخرى ، ویمکن القول باختصار فی هذا الصدد : أن الحالة الغذائیة لأی شخص تکون نتاج التفاعل المعقد ما بین الطعام الذی نأکله وحالة الصحة العامة والبیئة التی نعیش فیها وبإیجاز فی ثلاث کلمات انعدام سوء التغذیة یعنی : طعام – صحة – عنایة وهم دعامات الصحة السلیمة (سیفالدینبشیرأحمد2011 (.

ویؤثر الوعی الغذائی والعادات الغذائیة فی رفع المستوى الصحی العام لأفراد المجتمع حیث یعمل على تطویر العادات الغذائیة التی تتدخل بطریقة عمیقة فی توجیه سیاسات الأمن الغذائی والتخطیط التغذوی القومی وتنمیتها ، وسیاسة الأمن الغذائی والعادات الغذائیة لهما تأثیر عکسی تبادلی حیث تؤثر سیاسات التنمیة الغذائیة والأمن الغذائی القومی بدورهما على العادات الغذائیة والمستوى الصحی للمجتمعات . وبما أن التغذیة الجیدة هی العامل الأساسی فی النمو وحفظ الحیاة ولها تأثیر مباشر على حیویة الفرد واستقراره النفسی وسلامة تفکیره وقدرته على العمل والإنتاج ، فمن الضروری عند تخطیط برامج التنمیة على المستوى القومی بالنسبة لمختلف المجالات الصحیة والتعلیمیة والإنتاجیة والاجتماعیة أن یعطى موضوع التغذیة الأهمیة اللازمة حتى تؤتی برامج التنمیة ثمارها .) حامدرباحتکروری2011.(

ولهذا فان التربیة الصحیة والغذائیة والاهتمام بالسلوک الصحی السلیم للطلاب یعتبر هدفًا أساسیًا من أهداف التدریس فی جمیع المراحل والمقررات بصفة عامة، وتدریس التربیة الأسریة والعلوم والاقتصاد المنزلی بصفة خاصة. وانطلاقاً من رکیزة رئیسة تقوم علیها عملیات تطویر التعلیم والمتعلقة بالتنمیة البشریة، والتی تعتبر دالة للتنمیة الشاملة فی کافة المجالات، وأمرًا حتمیًا لبناء وإعداد جیل واعٍ صحیًا وقادرٍ على اتخاذ القرارات الصحیة المناسبة للمحافظة على حیاته ووقایتها وخاصة المتعلقة بالتغذیة، یتوجب علینا الاهتمام بمسألة الثقافة والوعی الغذائی لدى الشباب، أنهم الشریحة المجتمعیة الأکثر تضررا من السوء التغذیة، حیث تظهر علیهم آثارها بسهولة، لذا تجرى العدید من الدراسات الغذائیة على هذه الفئة للتعرف على المشاکل الغذائیة فی المجتمع حیث یعکسون الوضع الغذائی للمجتمع بأکمله )عبد الرحمن المصیقر 2016( . وفی مصر الآن ما یقرب من 70% من الأفراد أقل من سن الأربعین مطلوب المحافظة على صحتهم لأنهم یمثلون القوى العاملة فی المجتمع، وإذا لم یتم المحافظة على صحتهم فسوف یخسر المجتمع المصری الکثیر . وعلى ذلک فالحاجة ماسة إلى تثقیف أفراد المجتمع المصری تثقیفا غذائیا ،ویعتبر التثقیف الغذائی متطلبا أساسیا من متطلبات التنمیة فی أی مجتمع من المجتمعات، وذلک لأن مشاکل الغذاء تعتبر من المعوقات الأساسیة لحدوث عملیة التنمیة فی المجتمعات (؛منظمة الأغذیة والزراعة للأمم المتحدة ،2017؛   (Mosleh A.Ismail, et al 2011

لقد وجد أن کفایة الغذاء ، رغم کفایة الدخل تتفاوت تبعا للمیول الشخصیة للأفراد ،هذه المیول قد لا تتأثر بالقیمة أو بالعناصر الغذائیة للأطعمة المختلفة بقدر تأثرها باستحسان الطعم والمنظر والعادات التی اکتسبها الأفراد فی طفولتهم من الأسرة والبیئة ، وهذا ما أثبتته دراسة(منى موافى 2014 ) ،ودراسة(Schroeter, C.,et al 2005) من أن العادات والتقالید التی تخص مجتمع معین تؤثر فی نوع الغذاء الذی یتناوله الفرد.

لذلک فمن الأهمیة بمکان دراسة "دراسة مقارنة للعوامل المؤثرة فى العادات الغذائیة بین طلاب المدارس فى المرحلة  الثانویة فى مملکة البحرین وجمهوریة مصر العربیة".

 مشکلة البحث:

تتحدد مشکلة البحث الحالیة فی التساؤلات الآتیة:

1- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین مستویات تعلیم الأم المختلفة ومتوسط ما یتناوله الطلاب  مقارنة بـ RDA؟

2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین تأثیر وسائل الإعلام المختلفة ومتوسط ما یأخذه الفرد من العناصر الغذائیة فی الیوم؟

3- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین حجم الأسرة ونسبة ما یأخذه الطالب من العناصر الغذائیة إلى RDA؟

 مصطلحات البحث:

1- علم تغذیة الإنسان:

یهتم علم تغذیة الإنسان human nutrition بتطبیق أسس علم التغذیة على الإنسان، وما یلزم ذلک من درایة بالمعارف والعلوم والأسالیب التی تجعل الخبیر أو أخصائی التغذیة قادرًا على غرس المفاهیم التغذویة الصحیحة، وتغییر العادات الغذائیة للفرد والمجتمع نحو الأفضل، ونبذ العادات والممارسات الغذائیة الخاطئة.

2- العادات الغذائیة :

عرفها الدکتور عبد الرحمن مصیقر بأنها: "السلوک أو الطرق المتبعة فی إعداد وتناول الطعام"، وهی تبدأ من فترة إنتاج أو حصاد الغذاء وحتى تناوله، وتعتمد على مزیج من العوامل النفسیة والاجتماعیة والاقتصادیة.( مصیقرواخرون 2005) وعرفها  (Brugress, A. and Dean1962)بأنها: "الطرق المتبعة فی اختیار وتناول واستعمال الأغذیة المتوفرة، وهی تشمل جمیع عملیات إنتاج الغذاء وتخزینه وتصنیعه وتوزیعه وتناوله.

ومما سبق نقول بأن السلوک أو الطرق المتبعة فی إعداد وتناول الطعام لا یمکن أن نطلق علیها عادة إلا إذا تکررت بالشکل نفسه أو بشکل قریب منه، کأن یتناول شخص ما وجبة معینة کل یوم فی وقت معین، أو مرة فی الأسبوع، أو أن یطهو الطعام بطریقة معینة دائما أو غالبا، أما إذا کان السلوک الغذائی أو الطرق المتبعة فی إعداد وتناول الطعام لا یتکرر بالشکل نفسه، أو لا یتکرر إلا مرات قلیلة، فلا یعتبر هذا السلوک وهذه الطریقة عادة غذائیة. کما أن العادات الغذائیة تعتبر جزءا من سلوک الإنسان، تتأثر بعوامل کثیرة، اجتماعیة، ونفسیة، واقتصادیة وغیرها، ومن تبرز جلیا أهمیة دراسات العادات الغذائیة، خاصة عند الشباب.

 حدود البحث

1- الحدود الموضوعیة:

یمکن تحدید الحدود الموضوعیة للبحث بحجم العینة المستخدمة وهى عینة من طلاب المرحة الثانویة فى جمهوریة مصر العربیة، ومملکة البحرین، والبالغ عددهم (200 طالب).

2- الحدود المکانیة:

تم إجراء البحث على عینة من الطلاب یقطنون بمحافظة المحرق بمملکة البحرین، ومحافظة المنوفیة بجمهوریة مصر العربیة.

3- الحدود الزمنیة:

طبقت الأدوات المستخدمة فى هذا البحث على عینة من الطلاب خلال العام الدراسى 2014/2015.

 الإجراءات المنهجیة

1- المنهج :

اتبعت فی إنجاز هذا البحث على منهجین هما:

المنهج الوصفى: وذلک من أجل وصف ظاهرة العادات الغذائیة وبیان طبیعتها کما هی فی الواقع، وتحدید خصائصها، مع تحویل کل هذه المعلومات إلى وصف رقمی من خلال أرقام وجداول توضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهر الأخرى، ونوعیة العلاقة بین متغیراتها وأسبابها.

المنهج التحلیلی: وذلک خلال تحلیل المعلومات التی تم تجمیعها من الاستمارات من أجل التوصل إلى النتائج التی تحتویها، وبعد ذلک لا بد من تفسیرها تفسیرا علیما، واستنباط ما یمکن استنباطه منها، من أجل الإجابة على تساؤلات البحث، واختبار الافتراضات.

2- الخطوات الإجرائیة:

مر البحث من مراحل عدیدة أهمها:

2-1- إجراء دراسة استطلاعیة باستخدام الاستمارات الخاصة بذلک وهی:

أ- تم إعداد استمارة استطلاع رأی لبعض الطلاب من العینة (العینة المصغرة).

ب- إعداد استمارة الحالة الاجتماعیة والاقتصادیة لتحدید المستوى الاجتماعی والاقتصادی لطلاب العینة .

ج- إعداد استبیان للتعرف على الوعی الغذائی لدى الطلاب تحت الدراسة .

2-2- تم إعداد رابط على النت یضم جمیع استمارات البحث للطلاب البحرینیین وذلک لتوافر الإمکانیات الإلکترونیة لدیهم. وقد روعی فی الرابط أن یتم الدخول إلیه عن طریق رقم سری یتحکم فیه الطالب الباحث، کما روعی فی إعداد الاستمارات أنه عندما یجیب الطالب على السؤال ینتقل البرنامج إلى عرض السؤال التالی مباشرة، ولا یستطیع الطالب الرجوع إلى السؤال مرة أخرى أو التعدیل علیه، ولضمان الحصول على نتائج صحیحة فقد تمت مراقبة أجهزة الطلاب عن طریق جهاز رئیسی (کمبیوتر) یتحکم من خلاله فی الشبکة المتواجدة فی الصف الإلکترونیhttps://goo.gl/forms/My5RVUApXA1IoEfk1 .اما فى مصر  فتم عمل استمارات ورقیة تم توزیعها على الطلاب لعدم توافر الامکانیات.

3- تطبیق أدوات البحث على عینة الدراسة .

4- تم تطبیق وتجمیع البیانات من الطلاب عینة الدراسة .

5- تم تفریغ البیانات الخاصة بالطلاب وتحلیل المأخوذ من الطعام على مدى 3 أیام، (ومقارنتها بالتوصیات الغذائیة المسموحة RDA(Recommended Dietary Allowances) لنفس الفئة العمریة وتحلیل البیانات إحصائیًا.

6- تم تفریغ بیانات استمارة الاسترجاع 24 ساعة لطلاب العینة لمدة 3 أیام باستخدام الحاسب الآلی، ثم مقارنتها بمتوسط المأخوذ من العناصر الغذائیة بالمیزان الغذائی للأسر المصریة والبحرینیة.

7- عمل التحالیل الإحصائیة المناسبة لإیجاد العلاقات بین متغیرات البحث والتحقق من صحة الفروض.

 الاستمارات الخاصة بالبحث:

1- الاستبیان وخطوات بنائه:

تعتبر الاستبیانات من أکثر الأدوات البحثیة التی یمکن للباحثین استخدامها فی جمع المعلومات والتعرف على الآراء وقد استخدمت الباحث فی الدراسة الحالیة الاستبیان باعتباره أداة شائعة یستخدمها  المشتغلون بالبحوث التربویة والغذائیة على نطاق واسع للحصول على حقائق عن الظروف والأسالیب القائمة بالفعل، وإجراء البحوث التی تتعلق بالآراء والاتجاهات.

2- الدراسة الاستطلاعیة pilot study:

تم إجراء دراسة استطلاعیة على عینة مصغرة قوامها 10 طلاب من العینة المصریة و البحرینیة. والهدف من هذه الدراسة الاستطلاعیة هو التحقق من صیاغة الأسئلة وفهمها، والتأکد من وضوح المفاهیم المستخدمة فی استمارة الاستبیان مع مستوی أفراد العینة، وإضافة ما قد یفید البحث من أسئلة  أو تعدیل بعضها لتسهیل المهمة، وعلی ضوء الإجابات التی توصل الیها الباحث من عینة الدراسة الاستطلاعیة تم تغییر بعض العبارات وصیاغة الأسئلة التی توصل الیها الباحث فی صورتها النهائیة.

3- صدق الاستبیانContent Validity:

حیث عرضت استمارة الاستبیان على لجنة المحکمین وقد أخذت الأسئلة التی بلغت نسبة الإتفاق بین المحکمین أزید من 90% فی قیاس المفهوم المراد قیاسه, ویعتبر الصدق من أهم الجوانب التی یجب التأکد منها فی أی مقیاس قبل استخدامه، وصدق الاختبار هو مقدرته على قیاس ما وضع من أجله أو السمه المراد قیاسها.  (محمد عاطف غیث -1985 )

4- استمارة خاصة بالتاریخ الغذائی :

وهی استمارة تقیس النمط الغذائی للطلاب وتتضمن هذه الاستمارة أنواع الأغذیة المستهلکة على مدار العام، والکمیة التی تشترى بها، وقیمتها المادیة، والمدة التی تکفی لها هذه الاطعمة، وعدد مرات شرائها أسبوعیًا، والکمیة المستخدمة فی المرة الواحدة، وهذه الاستمارة أعدت للکشف عن النمط الغذائی للأسرة والعادات الغذائیة السائدة، والأطعمة التی تستهلک أکبر قدر من المبلغ المنفق على الغذاء.

5- استمارة خاصة بالمقاییس الجسمیة للطلاب وتشمل الاتی:

الوزن Weight :وتم ذلک باستخدام المیزان (میزان الحمام ).

الطولHeight  :وذلک باستخدام مقیاس خاص بالطول ویکون لأقرب سنتیمتر.

6- استمارة استرجاع الغذاء المتناول فی 24 ساعة 24 Hour Recall:

وتهدف إلى معرفة الغذاء المتناول فی ثلاثة أیام سابقة، ومدى کفایته لتغطیة الاحتیاجات، وذلک بتحلیل الأطعمة عن طریق (Food Composition Table 1996)، ومقارنة متوسط المأخوذ من العناصر الغذائیة لأفراد الأسرة بالمیزان الغذائی، ومقارنة متوسط المأخوذ من العناصر الغذائیة للأطفال بالتوصیات الدولیةRDA

 أهم نتائج البحث

1- نتائج الفرض الأول:

أظهرت الدراسة انه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین المستوی التعلیمی لربة الأسرة ومتوسط ما یأخذه الطفل من العناصر الغذائیة.ومن أجل التعرف على دور ربة الأسرة وتأثیرها على متوسط ما یتناوله الطفل من العناصر الغذائیة تم حساب متوسط المأخوذ من العناصر الغذائیة للطلاب المصریین کنسبة مئویة من RDA ، کما تم تقسیم مستویات "تعلیم ربة الأسرة إلى 5 مستویات وهی: أمیة، وتقرأ وتکتب، ومؤهل متوسط، ومؤهل جامعی، وأعلى من جامعی" فی کل من أمهات عینتی البحث.

وتشیر نتائج البحث إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین مستویات تعلیم الأم المختلفة ومتوسط ما یتناوله الطلاب مقارنة بـ RDA بالنسبة لعینة الأسر المصریة، فی حین وجدت فی عینة الأسر البحرینیة دلالة إحصائیة بین مستوى تعلیم الأم البحرینیة، ونسبة ما یتناوله الطفل من إجمالی البروتین وفیتامین B2 .

هذا وتتفق نتائج هذا البحث جزئیًا مع دراسة (زینب عبد الصمد، 1991) والتی اتضح منها أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین مستوى تعلیم الأم ومتوسط ما یأخذه الطفل من العناصر الغذائیة، وکذلک اتضح من دراسة کل من (طه عبد الرحمن وآخرون، 1998) و(عبد العزیز وإیزیس نوار1986) وجود علاقة بین مستوى تعلیم الوالدین ومدى کفایة المأخوذ من العناصر الغذائیة للأطفال.

فی حین أثبت البحث وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة بین مستوى تعلیم الأم المصریة والأخذ فی الاعتبار القیمة الغذائیة للأطعمة عند الطهی واحتیاجات أفراد الأسرة منها، أما بالنسبة للأمهات البحرینیات فلا توجد دلالة إحصائیة للعلاقة نفسها، وتتفق نتائج هذه العلاقة بالنسبة لأمهات الأسر المصریة مع دراسة کل من (زینب عبد الصمد، 1991)ودراسة (سهام ثروت وهدى سلامة، 1990) حیث أثبتت دراسة زینب عبد الصمد وجود علاقة دالة إحصائیًا بین المستوى التعلیمی لربة الأسرة والعوامل التی تراعیها ربة الأسرة فی إعدادها للوجبات الغذائیة، وکذلک دراسة سهام ثروت وهدى سلامة التی تبین منها وجود دلالة إحصائیة بین مستوى تعلیم الوالدین ومدى کفایة المأخوذ من العناصر الغذائیة کالطاقة والبروتین والفیتامینات.

کذلک تتفق تلک النتائج مع نتائج دراسة (فکریة نصر، 1983)والتی أثبتت وجود ارتباط طردی بین مستوى تعلیم الأم والحالة الغذائیة للطفل.

وتختلف هذه النتائج مع نتائج دراسة (Santich, 1994) الخاصة بالغذاء وعلاقتها بعادات تناول الطعام، وأثبتت أنه لم تکن القیمة الغذائیة بالضرورة ذات أهمیة أکثر فی الاعتبار بالنسبة لأمهات العینة، وکانت المعتقدات الخاصة بالغذاء تؤثر على کل من درجة تفضیل طعام معین والنظام الغذائی المألوف، وقد أظهرت أیضًا مدى استمرار التقالید الراسخة منذ زمن بعید.

کما ظهر من نتائج البحث وجود دلالة إحصائیة بین مستوى تعلیم الوالدین فی الأسر المصریة ومدى اهتمامهم بالمعلومات الغذائیة والبیانات المدونة على أصناف البقالة، ولا توجد أیة دلالات إحصائیة فی هذه العلاقة بالنسبة لعینة الأسر البحرینیة.

وتختلف هذه النتائج مع دراسة (عزیزة عوض وسهیر عزمی، 1995) حیث تشیر إلى أنه لا توجد علاقة معنویة بین درجة تجدیدیة المرأة السعودیة فی مجال الغذاء والتغذیة ومستوى تعلیمها.

وتختلف نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة (بالخیور، 1989) حیث أثبتت وجود دلالة بین مستوى تعلیم آباء أسر العینة ومدى اهتمامهم بالمعلومات الغذائیة والبیانات المدونة على أصناف البقالة، وهذه تتفق مع نتائج العلاقة بالنسبة للأسر المصریة، ومما سبق یکون قد تحقق الفرض جزئیًا. کما هو مبین ملحق الجداول جدول رقم 1 وجدول 2

2- نتائج الفرض الثانى  : تبین من خلال الدراسة انه  لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین تأثیر وسائل الإعلام المختلفة ومتوسط المأخوذ من العناصر الغذائیة للفرد وتمت دراسة هذا الفرض من خلال تقسیم وسائل الإعلام إلى :

أ‌- مراحل التعلیم.

ب‌- الرادیو والتلیفزیون.

ت‌- الکتب والمجلات.

ث‌-التجارب الشخصیة والأصدقاء.

وأظهرت نتائج أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین تأثیر وسائل الإعلام المختلفة ومتوسط ما یأخذه الفرد من العناصر الغذائیة فی الیوم، فی کل من أسر عینتی البحث، کنا أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین وسائل الإعلام المختلفة ونسبة ما یحصل علیه الفرد من المیزان الغذائی لأسر کل من عینتی البحث، وتختلف نتائج هذه الدراسة مع دراسة (بالخیور، 1989) التی أشارت إلى أن هناک ارتباط معنوی موجب بین وسائل الإعلام المختلفة ومقدار ما یستهلکة الفرد من العناصر الغذائیة، وتختلف أیضًا مع دراسة (زینب عبد الصمد، 1982) التی أثبتت أن حرص أفراد العینات محل الدراسة یؤثر على زیادة معلوماتهن من الناحیة الغذائیة من مصادر الإعلام المختلفة، والإطلاع على کل ما هو جدید فی النواحی الغذائیة، ومن ثم أثبتت تأثیر ذلک على متوسط استهلاک الفرد فی الأسرة من العناصر الغذائیة، وتتفق نتائج هذا البحث مع نتائج دراسة (عزیزة عوض، وسهیر عزمی، 1995) واللتان أشارتا إلى أنه لم یتبین وجود علاقة معنویة بین درجة تجدیدیة المبحوثات فی مجال الغذاء والتغذیة وعدد المصادر التی تستقی منها الباحثة معلوماتها، وکذلک درجة تعرضها لوسائل الاتصال الجماهیری، کما تختلف مع دراسة (عبد العزیز، وایزیس نوار، 1986) التی أوضحت أن للمستوى المعرفی للمرأة أثر على اختیار وإعداد الغذاء.

ودراسة (Carcasi, et, al. 1995) والتی أوضحت أن هناک ارتباط معنوی موجب بین زیادة معرفة الأطفال عن طریقة برنامج لتعلیم التغذیة، وزیادة جاذبیة الأطفال لبعض الأطعمة، وزیادة استهلاکه فی المنزل، مما یشیر إلى أن وسائل الإعلام تؤثر فی متوسط المأخوذ من الطعام .

وتتفق نتائج البحث کذلک مع دراسة (Snatich, 1994) والتی أثبتت أن المعتقدات الخاصة بالغذاء تؤثر على کل من درجة تفضیل طعام معین، والنظام الغذائی المألوف، وقد أظهرت هذه المعتقدات استمرار التقالید الراسخة منذ زمن طویل، وبالتالی فإن وسائل الإعلام لا تؤثر على تلک المعتقدات، ومما سبق یکون قد تحقق الفرض الثانی بعدم وجود دلالات إحصائیة بین تأثیر وسائل الإعلام المختلفة ومتوسط المأخوذ من العناصر الغذائیة.کما هو موضح بالجدولین 3 و4

3- نتائج الفرض الثالث :أوضحت الدراسة أنه: "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین حجم الأسرة ونسبة ما یأخذه الطالب من العناصر الغذائیة إلى RDA".

و لمعرفة  وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة بین حجم الأسرة ومتوسط ما یأخذه الطالب من العناصر الغذائیة، تم تقسیم حجم الأسرة فی العینة المصریة إلى مستویین، الأول حجم أسرة یتراوح من 3 إلى 4 أفراد، والثانی من 5 إلى 7 أفراد والعینة البحرینیة إلى مستویین کذلک، الأول یتراوح من 3 إلى 6 أفراد والثانی من 7 إلى 14 فرد، وقد لوحظ من النتائج الإحصائیة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین حجم الأسرة، ونسبة ما یحصل علیه الطفل من RDA، وقد یرجع ذلک إلى أن عدد الأطفال یتناسب مع مستوى الدخل للأسرة، ففی الأسر المرتفعة الدخل مثل عینة الأسر البحرینیة لا یؤثر حجم الأسرة على ما یأخذه الطفل من العناصر الغذائیة، حیث أن دخل الأسرة یغطی احتیاجاتها الغذائیة، وبالمثل فی الأسر المتوسطة الدخل والمرتفعة الدخل فی عینة الأسر المصریة، ولکن فی الأسر المنخفضة الدخل حیث لا تفِ باحتیاجات الأسرة الغذائیة، وبالتالی یتأثر ما یتناوله الطفل من العناصر الغذائیة فی الأسرة. وتختلف نتائج هذا البحث مع دراسة (طه عبد الرحمن وآخرون، 1998) التی أوضحت أن هناک علاقة ذات دلالة إحصائیة بین حجم الأسرة والحالة الغذائیة للطالب.

ودراسة (فکریة نصر، 1983) التی أثبتت وجود علاقة عکسیة بین الحالة الغذائیة للطفل وحجم الأسرة. وأیضًا مع دراسة (زینب عبد الصمد، 1991) التی أشارت إلى وجود ارتباط بین حجم الأسرة ونوع الطعام الذی یعطى عند الذهاب للحضانة، وکذلک متوسط ما یحصل علیه الطفل من العناصر الغذائیة، حیث وجد أن نسبة (51.4%) من الأسر الصغیرة الحجم تعطی الطفل أطعمة البناء والوقایة، فی حین یحدث العکس فی الأسر الکبیرة الحجم حیث یتناول أطعمة تحتوی فقط على مواد الطاقة، والتی لا تمده بالاحتیاجات اللازمة .

وذکرت دراسة (فاطمة زیدان، 1986) أنه توجد علاقة ذات دلالة إحصائیة بین حجم الأسرة ومتوسط ما یأخذه الطفل من العناصر، وأن نصیب ما یحصل علیه الطفل من العناصر الغذائیة فی الأسر قلیلة العدد أعلى مما هو فی الأسر کبیرة العدد، وتتفق نتائج هذا البحث مع نتائج دراسة (سامیة عبد المطلب، 2000) والتی أثبتت عدم وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة بین حجم الأسرة والمأخوذ من العناصر الغذائیة لطلاب عینة الدراسة، ومما سبق یتضح أنه لم یتحقق الفرض الثالث. کما هو مبین بالجدولین  5 و6

 توصیات البحث:

ومن خلال النتائج السابقة یوصى الباحث بالآتی:

1- الاهتمام بالمناهج الدراسیة وتحدیثها بشکل مستمر، وتضمینها دروسا تهتم بدراسة العادات الغذائیة للطلاب وطرق معالجة السیئ منها، وترسیخ السلیم.

2- عمل ورش عمل ودورات تدریبیة للمدرسین واختصاصی الإرشاد الاجتماعی للتعریف بالعادات الغذائیة السلیمة من أجل العمل على ترسیخها لدى الطلاب، وتعریفهم کذلک بالعادات الغذائیة غیر السلیمة واقتراح طرق مبتکرة من أجل محاربتها والقضاء علیها.

3- العمل على توفیر وجبات صحیة ومتکاملة فی المؤسسات التعلیمیة، وتشدید الرقابة على نقط البیع الموجدة داخلها من أجل توفیر أغذیة مطابقة للمعاییر.

4- الاستفادة من وسائل الإعلام المختلفة من أجل نشر ثقافة غذائیة سلیمة للعائلات، ومعالجة العادات الغذائیة السیئة.

5- التأکید على ضرورة اهتمام الإدارات التعلیمیة بتوفیر شاشات عرض مصغرة داخل المدارس، تبث فیها برامج وصور وحوارات مبسطة للتوعیة بأهمیة الغذاء الصحی المتکامل، وخطورة العادات السیئة على صحة الشباب.

6- العمل على تثقیف أولیاء الأمور فی مجال التغذیة من خلال مجالس آباء وأمهات الطلبة، والیوم المفتوح، عن طریق توزیع کتیبات ومطویات تعرف بالعادات الغذائیة السلیمة، وتعالج العادات الغذائیة غیر السلیمة، وتبین أخطارها العاجلة والآجلة على صحة أبنائهم.

7- القیام ببرامج وأنشطة توعویة فی الطابور الصباحی والفسح مثل: (مسابقات، إفطارات جماعیة، مجلات حائط، إذاعة مدرسیة، والاحتفال بالمناسبات العلمیة ذات الصلة کیوم الصحة العالمی، و یوم الغذاء العالمی، وغیرها من المناسبات وذلک بإقامة المحاضرات والنشاطات والمسابقات و توزیع الکتیبات والملصقات المتعلقة بالتغذیة الصحیة..الخ).