استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لري المسطحات الخضراء في مدينة جدة غرب المملکة العربية السعودية "دراسة في الجغرافية البيئية"

استخدام میاه الصرف الصحی المعالجة لری المسطحات الخضراء فی مدینة جدة غرب المملکة العربیة السعودیة "دراسة فی الجغرافیة البیئیة"

إعداد

أ.علیة بنت عامر الراشدی

قسم الجغرافیة/کلیة الأداب والعلوم الإنسانیة/ جامعة الملک عبدالعزیز

البرید الإلکترونی:Alleahamer@hotmail.com

إشراف

 د. ابتسام بنت حسن عواری

أستاذ مشارک

الملخص:

    اهتمت حکومة المملکة العربیة السعودیة بإعادة استخدام میاه الصرف للاستفادة منها فی ری المسطحات الخضراء، حیث سعت لتقلیل الضغط على مصادر المیاه غیر المتجددة، والاستفادة من مصادر المیاه المتجددة، شریطة المحافظة على البیئة، ومن هنا سترکز هذا الدراسة على معرفه الخواص الطبیعیة والکیمیائیة والحیویة للمیاه المعالجة المستخدمة فی ری المسطحات الخضراء.

    تهدف الدراسة إلى تقییم نوعیة المیاه المستخدمة فی الری، ومقارنتها بالمعاییر المعتمدة من قبل وزارة البیئة والمیاه والزراعة عام 2006م ومنظمة الفاو. لتحدید نمط العلاقة بین الموقع الجغرافی للمسطحات الخضراء. وإظهار مدى ملائمة هذا المیاه للمعاییر. تم اختیار أحد عشر مسطحاً أخضراً وفق معاییر محدد وضعتها الباحثة. وتم أُخذت العینات من خزانات میاه المسطحات الخضراء لتحلیلها.

    وأظهرت الدراسة عدم ملائمة هذه المیاه لری الحدائق فی کثیر من المواقع، إضافة إلى تباین الخواص الکیمیائیة والطبیعیة والحیویة من حدیقة لأخرى، ویرجع ذلک لاختلاف مصدر المیاه المستخدمة فی الری،  کما خرجت الدراسة بعدم وجود تأثیر للتباین المکانی للحدائق حیث ظهرت النتائج أنها دالة إحصائیاً.

    أظهرت النتائج تباین الخواص الطبیعیة فوجد أن العکارة والتوصیل الکهربائی تجاوزت المعاییر فی معظم الحدائق بمتوسط (2009.09) (21.27) ملجم/لتر على التوالی، بینما المواد الصلبة الذائبة کانت ضمن الحدود المسموح بها فی معظم الحدائق. بالنسبة للخواص الحیویة فقد ظهرت البکتریا القولونیة فی جمیع الحدائق، أما الدیدان والفطریات فوجدت فی معظم الحدائق، وظهرت البکتریا الزرقاء فی حدیقة المیرال. أما نتائج الخواص الکیمیائیة فتجاوزت المعاییر کل من الأکسجین الکیمیائی والفوسفات فی جمیع الحدائق بمتوسط (202.45) (6.50) ملجم/لتر على التوالی، أما للأکسجین الکیموحیوی فتجاوز المعاییر فی معظم الحدائق (12.27ملجم/لتر). وبالنسبة للحدید والأس الهیدروجینی والزنک والمغنسیوم والکالسیوم والصودیوم والکلورید والفلورید (0.036) (7.29) (19.15) (57.94) (303.89) (343.97) (0.268) ملجم/لتر على التوالی فأظهرت النتائج أنها لم تتجاوز المعاییر فی جمیع الحدائق. وأما نتائج النحاس والنترات والکبریتات والمنجنیز فکانت ضمن الحدود المسموح بها فی معظم الحدائق، وخلت تمام منطقة الدراسة من اللیثوم والکروم والکوبلت، أما ایونات الامونیا وجدت فی حدیقتین فقط.    

    وخلصت التوصیات إلى الحرص والتأکد من جودة المیاه الخارجة من المحطات قبل استخدامها فی ری. وضرورة تطبیق المعاییر والاشتراطات البیئیة المحددة من قبل الوزارة من خلال أخذ عینة من میاه المحطة بشکل دوری.

Abstract:

    Kingdom of Saudi Arabia Government has concerned in reusing the wastewater to benefit from it in irrigating the landscaping, as the state's new orientations and the strategic planning of the Ministry of Environment, Water & Agriculture have sought to reduce the pressure on the un-renewable water sources and to benefit from the water renewable sources, provided that maintaining the environment, hence, this study will focus on identifying the natural, chemical and biological features of the treated water that used in irrigating the landscaping.

    This study aims to evaluate the quality of water that used in irrigating the green area for some selected locations in Jeddah City and compare it with the standards that the Ministry of Environment, Water and Agriculture in 2006 and FAO have adopted, and to identify the relationship pattern between the geographical location of landscaping and the features of treated water that used in irrigation, and showing the adequacy of this water to the technical standards and requirements. There are twelve landscaping areas selected according to determined standards set by the researcher, and the samples have taken from the tanks of landscaping water to analyze it.

    The study indicated the lake of adequacy for this water to irrigate the gardens in many locations, besides, the variation of the natural, chemical and biological features from one garden to another, and that due to the difference of water source that used in irrigation, and the study also indicates that there is no impact to the spatial variation of the gardens as the results reveal that it is statistically significant.

    The study indicate the variation of natural features, as the turbidity and electrical conductive have exceeded the standards in most of the gardens by a digital average of (2009.09), (21.27) mg/liter in a row, but the melted solid material was within the allowed borders in most of the gardens. For the biological features, the Escherichia coli has appeared in all gardens, while the vermin and fungi are found in most of the gardens that studied. The Cyanobacteria is found in the Mayril Garden only. The results of chemical features indicated that the chemical oxygen and phosphate are exceeded the standards in all the gardens by the average of (202.45), (6.50) mg/liter in a row, and for the bio-chemical oxygen has exceeded the standards in most of the gardens by a digital average of (12.27 mg/liter). For iron, potential of hydrogen (PH), zinc, magnesium, calcium, sodium, chloride and fluoride have not exceeded the standards in all gardens by the following averages (0.036), (7.29) (19.15), (57.94), (303.89), (343.97), (0.268) mg/liter in a row. But the results of copper, nitrate, sulphate, and manganese were within the allowed domains in most of the gardens, the study field was completely free from lithium, chrome, and cobalt, but the ammonium ions were found in two gardens.

    The recommendations are to make sure from the quality of external water from the stations before using it in irrigation, and the necessity of applying the environmental standards and requirements that set by the ministry during taking a sample from the station water periodically.               

المقدمة:

     أخذت عملیة انتشار المناطق الخضراء داخل المدن وخارجها فی المملکة العربیة السعودیة نصیباً کبیراً من اهتمام و أولویات الحکومة الرشیدة،  حیث یساعد انتشار المسطحات الخضراء على تنقیة الهواء، ومنع انجراف التربة, إضافة لکونه متنفساً للعائلات، ومنظراً جمالیاً للمدینة.

    یعترض تحقیق هذا الهدف مشاکل عدیدة من أهمها قلة الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، وشح المیاه السطحیة، واستنزاف المیاه الجوفیة التی تعتبر المصدر الرئیس لری المزروعات والنباتات، إضافة إلى ارتفاع معدلات استهلاک المیاه، حیث یعد الفرد فی المملکة العربیة السعودیة ثالث أکبر مستخدم للمیاه على مستوى العالم (Kajenthira, et al., 2012)؛ مما دعا الحکومة إلى الاستفادة من المیاه المعالجة، فی ری المسطحات الخضراء وفق اشتراطات بیئیة محددة, تعمل على سلامة البیئة وصحة الإنسان.

     حیث یتم معالجة المیاه فی محطات متخصصة تحت إدارة الأمانة, ووضعت معاییر بشروط صارمة لیتم استخدم هذا المیاه بطرق أمنة حتى لا تشکل ضرر على الأنسان والبیئة, ولکی یتم التخلص من میاه الصرف بطرق حدیثة والاستفادة منها استخدمت بشکل رئیسی فی ری المسطحات الخضراء العامة( ومنها الحدائق) والباقی یتم التخلص منها عن طریق قنوات ومصبات تنتشر على ساحل البحر الأحمر فی مدینة جدة.

مشکله وتساؤلات الدراسة:

     التوجهات الحدیثة للدولة والتخطیط الاستراتیجی لوزارة البیئة والمیاه والزراعة؛ الخاص بتقلیل الضغط على مصادر المیاه غیر المتجددة، وتعظیم الاستفادة من مصادر المیاه المتجددة، وذلک من خلال الالتزام بالمواصفات والمعاییر التی اعتمدتها وزارة البیئة والمیاه والزراعة عام 2006م، لخواص المیاه المعالجة لری المسطحات الخضراء، ومن هنا رکزت هذه الدراسة على معرفه الخواص الطبیعیة والکیمیائیة والحیویة للمیاه المعالجة المستخدمة فی ری المسطحات الخضراء ومقارنتها مع معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة لعام 2006م، ومعاییر منظمة الفاو 1992م.

  حاولت هذه الدراسة الإجابة على التساؤلات التالیة:

-      هل تتوافق الخواص الطبیعیة، والکیمیائیة، والحیویة للمیاه المعالجة المستخدمة فی ری المسطحات الخضراء مع الاشتراطات الفنیة المعتمدة من قبل وزارة البیئة والمیاه والزراعة ومنظمة الفاو؟

-      هل هناک اختلاف فی نوعیة المیاه المعالجة المستخدمة لری المسطحات الخضراء حسب موقعها فی مدینة جدة؟

أهداف الدراسة:

      هدفت هذه الدراسة بشکل عام إلى تقیم نوعیة المیاه المستخدمة فی ری المسطحات الخضراء فی مواقع مختارة من مدینة جدة وذألک على النحو التالی:

1- معرفة الخواص الطبیعیة، والکیمیائیة، والحیویة العامة للمیاه المعالجة المستخدمة لری المسطحات الخضراء فی مدینة جدة، ومقارنتها بالمعاییر والاشتراطات المعتمدة من قبل وزارة البیئة والمیاه والزراعة عام (2006م)، ومنظمة الفاو لعام (1992م).

2- تحدید نمط العلاقة بین الموقع الجغرافی للمسطحات الخضراء وخصائص المیاه المعالجة المستخدمة لری المسطحات الخضراء فی مدینة جدة.

3- إظهار مدى ملائمة هذا المیاه للمعاییر والاشتراطات الفنیة المعتمدة من قبل الوزارة ومنظمة الفاو.

أهمیة الدراسة:

     رکزت هذه الدراسة على إظهار مدى توافق خواص المیاه المستخدمة لری المسطحات الخضراء مع اشتراطات السلامة والمعاییر البیئیة المفروضة من قبل وزارة البیئة والمیاه والزراعة عام (2006م)، ومنظمة الفاو (1992م)، إضافة إلى رصد العلاقة المکانی للتوزیع الجغرافی للمسطحات الخضراء المختارة، ونوعیة المیاه المستخدمة فی الری؛ وذلک حرصا على سلامة وصحة مرتادیها خاصة من الأطفال فی مواقع مختلفة من مدینة جدة.

منطقة الدراسة:

      تقع مدینة جدة على الساحل الغربی من المملکة العربیة السعودیة عند التقاء خط عرض 29 َ 24 ً 21° و13 َ 49 ً 21° شمالاً، وخط الطول 20 َ 4 ً 39° و00 َ 20 ً 39° شرقاً (الشهری، 2013م، 97) عند منتصف الشاطئ الشرقی للبحر الأحمر جنوب مدار السرطان، وتصل مساحة مدینة جدة الحضریة إلى ما یقارب (1765کم²)، وتصل المساحة الإجمالیة فیها إلى ما یقارب (5460 کم²)، وعدد سکان محافظة جدة بحوالی (3.4 ملیون نسمة)، أی ما یمثل نسبة 14% من إجمالی عدد سکان المملکة العربیة السعودیة (أمانة محافظة جده، 2016م، 1).

الدراسات السابقة:

    تناولت دراسات عدیدة استخدم فیها المیاه المعالجة للری الزراعی، وری مزروعات البلدیة، ومن أهم هذه الدراسات.

دراسة باعشن (2008م)، وعنوانها تأثیر میاه الصرف على تشکیل الغطاء النباتی شرق محافظة جده؛ والتی أشارت نتائجها إلى ارتفاع کمیة عنصر الکلورید فی میاه البحیرة، یلیه عنصر الصودیوم، أما العناصر الثقیلة فقد أظهر تحلیل میاه الصرف أن ترکیزها عالٍ فی میاه البحیرة الرئیسیة، وفی میاه الحفر المائیة المجاورة، کما أظهرت النتائج تراکم عنصری الصودیوم، والبوتاسیوم بترکیزات عالیة فی أنسجة النبات المختلفة، مما یقلل من الجهد المائی لهذه الخلایا، ویساعد هذا النباتات على امتصاص أکبر قدر من الماء من التربة.

دراسة أبوعشی (2011م)، وعنوانها تأثیر التصریف الأرضی لمیاه الصرف على تلوث التربة ومیاه الأبار؛ والنباتات بوادی العرج بالطائف، ولقد أظهرت أن ترکیز العناصر فی المیاه المعالجة أقل من الحد الأعلى الذی تم وضعة من قبل منظمة الأغذیة والزراعة العالمیة (الفاو) ووزارة البیئة والمیاه والزراعة، ووجد أن  کفاءة المحطة ممتازة فی تقلیل وإزالة البکتیریا القولونیة الکلیة، وبکتیریا القولون البرازیة، کما وجد أن الخواص الطبیعیة والکیمیائیة والحیویة لمیاه المجرى، ومیاه الآبار أقل من المعاییر الموضوعة من قبل منظمة الأغذیة والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" ووزارة البیئة والمیاه والزراعة بالنسبة للاستخدام الزراعی.

تقریر ألبرتا إنفیرونمنت (Alberta environment, 2000)، بعنوان المبادئ الإرشادیة للری بمیاه الصرف البلدیة؛ ورکزت الدراسة على الاهتمام باستخدام المیاه المعالجة فی الری، کوسیلة للتخلص من میاه الصرف، شرط إتباع الطرق الصحیحة.

 دراسة الفرواتی وآخرون et al, 2008) Al Farawati)، بعنوان المیاه المعالجة المستخدمة فی ری المناطق الخضراء فی جدة لدراسة الخواص الکیمیائیة؛ ورکزت الدراسة على المسطحات الخضراء فی مدینة جدة؛ لمعرفة الخطر الصحی المحتمل الذی یمکن إن یحدث بسبب استخدام المیاه المعالجة، کما رکزت أیضاً على الخواص الکیمیائیة والحیویة لمیاه المعالجة المستخدمة فی الری، وقسم استخدام المیاه المعالجة إلى نوعین، نوع میاه عالیة الجودة للاستخدام المباشر للإنسان، والنوع الثانی أقل جوده وهو صالح للاستخدام غیر المباشر للإنسان، وأکدت النتائج على أهمیة الاستفادة من هذه المیاه المهدرة، ووضع قیود على استخدامها.

دراسة کیشار (Khichar, 2014)، بعنوان تقییم معاییر المخلفات الصناعیة؛ التیاهتمت بدراسة ترکیز الخواص الکیمیائیة والطبیعیة، وأهمیة تحدید الاختلافات فی نوعیة المیاه، والتحقق من جودة میاه الری ومقارنتها مع معاییر منظمة الصحة العالمیة، وأشارت النتائج إلى أن میاه الری تحتاج إلى العلاج المناسب قبل الاستخدام.

جدول (1) یوضح بیانات الحدائق التی انطبق علیها المعاییر

منهجیة الدراسة:

اعتمدت على الدراسة الحقلیة المتوافقة مع المعاییر التی تم وضعها من قبل الباحثة لتحدید عینة الدراسة وهی أن تکون المسطحات الخضراء أکبر من 8000 متر²، ویجب أن تکون المسطحات الخضراء المختارة یکثر ارتیادها من قبل السکان، ویجب أن تحتوی المسطحات الخضراء على ملاعب أو مناطق ترفیهیة للأطفال. بعد حصر المسطحات الخضراء التی تنطبق علیها المعاییر السابقة شکل (1)، حیث تم اختیار أحد عشر حدیقة، ونظراً لعدم وجود مسطحات خضراء فی جنوب جدة تنطبق علیها المعاییر السابقة، وتم استثناء حدیقة العدل فی جنوب جدة عن المعیار السابق حیث أنها صغیرة فی مساحتها، وتم جمع العینات من الخزانات الموجودة فی الحدائق 27/1/2017، وأرسلت العینات لمختبر مرکز التمیز البحثی فی الدراسات البیئیة، ومختبر کلیة الأرصاد والبیئة وزراعة المناطق الجافة. ورسم الخرائط عن طریق .GIS

نتائج الدراسة:

یوضح جدول (2) وشکل (2) ما یلی:

جدول (2) الفروق الإحصائیة للخواص الطبیعیة للمیاه المعالجة المستخدمة فی ری الحدائق.

یتضح من النتائج الخواص الطبیعیة للمیاه المعالجة، والتی تستخدم لأغراض ری الحدائق، جدول (2) وشکل (2) ، نتائج ما یلی:

-        ظهر الاختلاف واضح فی ترکیز العکارة، والتوصیل الکهربائی، والمواد الصلبة الذائبة من منطقة إلى أخرى، وهذا یعنی عدم ملائمة هذه المیاه لری الحدائق فی مدینة جدة.

-        ویلاحظ من هذه النتائج أن قیم التوصیل الکهربائی للحدائق التالیة  (حدیقة تهامة، حدیقة الأغصان، حدیقة التحلیة، حدیقة العدل، حدیقة الضحى، حدیقة البیئة والتنمیة المستدامة) قد تجاوزت معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث لمیاه الری (2300 میکروسیمنز/ سم)، کذلک تجاوزت معاییر منظمة الفاو (1920 میکروسیمنز/ سم). وهذا بسبب ارتفاع معدل الملوحة، فی معظم الحدائق.

-        أوضحت نتائج المواد الصلبة الذائبة أنها ضمن الحدود المسموح بها فی وزارة البیئة والمیاه والزراعة. باستثناء حدیقة تهامة  حیث سجل فیها أعلى قیمة حیث أنها تجاوزه المعاییر المنصوص علیها فی وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث لمیاه الری (1500 ملجم/لتر)، ولکنها لم تتجاوز معاییر منظمة الفاو اذ نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث لمیاه الری ( 2000 مجم /لتر).

-        أما بالنسبة للعکارة، فأظهرت نتائجها، أن ترکیز المیاه فی معظم الحدائق قد تجاوز معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة. حیث سجلت أعلى قیمة فی حدیقة التحلیة یلیها حدیقة مسجد المیرابی ثم حدیقة الضحى ثم حدیقة الأغصان ویلیه حدیقة طیبة 1 ثم حدیقة السرور. حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة (5 وحدة عکارة)، ویستدل من ذلک أن میاه المعالجة المستخدمة فی ری المسطحات الخضراء غیر صالحة للری.

-    أظهرت النتائج الحیویة شکل (3)، أن العینات لم تخلو من الکائنات التی تهدد صحة الإنسان. حیث یلاحظ من النتائج، وجود البکتیریا القولونیة فی میاه الری فی جمیع الحدائق. حیث اتضح من تحلیل العینات أن عدد البکتریا القولونیة زاد عن 1000خلیة /100مللتر. وأن میاه الری فی جمیع الحدائق قد تجاوزت المعاییر المنصوص علیها من قبل وزارة البیئة والمیاه والزراعة. وهذا یدل على عدم کفاءة المحطات فی التخلص من البکتیریا ولا یحفز على استخدام هذا المیاه لری الحدائق، وخاصة أنه یتم الری أثناء وجود مرتادی هذا الحدائق. لا سیما أن بعض أنواع البکتریا القولونیة تسبب خطراً على صحة الإنسان وتهدد حیاته. ومن أشهرها الإیکولای   (Escherichia coli).

-     تبین النتائج وجود الدیدان فی میاه ری معظم الحدائق، حیث وجدت فی حدیقة تهامة وحدیقة الأغصان وحدیقة مسجد المیرابی وحدیقة السرور وحدیقة التحلیة وحدیقة الضحى وحدیقة المیرال وحدیقة طیبة1. وربما یرجع السبب إلى أن بعض الدیدان مقاومة للطرق التقلیدیة فی تعقیم المیاه المعالجة مثل الکلور أو الأوزون، أو ربما کان السبب فی وجودها إلى قلة ترکیز الکلورید فی المیاه المعالجة، حیث ظهرت الدیدان فی بعض الحدائق، التی وجد فیها الکلورید بترکیز أقل من (500 ملجم/لتر) وهی حدیقة مسجد المیرابی وحدیقة الأغصان وحدیقة السرور وحدیقة المیرال وحدیقة طیبة1. مع العلم أن المعیار الذی وضعتها وزارة البیئة والمیاه والزراعة هی (600 ملجم/لتر).

-    وجود الفطریات فی المیاه المعالجة دلالة على عدم کفاءة المحطات التی تقوم بمعالجة المیاه الخارجة من المصانع (محطات الخمرة) مثل مصانع الخمیرة والنشا. ولقد وجدت الفطریات فی حدیقة العدل وحدیقة البیئة والتنمیة المستدامة وحدیقة الأغصان وحدیقة السرور وحدیقة القصر العائلی وحدیقة طیبة1. وهذا یُؤکد ما ذکره أحد سائقین الوایت أنه ینقل المیاه المعالجة من أی محطة إلى أی حدیقة دون تنظیم معین وبهذا یصعب على الباحث تحدید مصدر هذه المیاه.

-    تبین النتائج وجود البکتیریا الزرقاء فی حدیقة المیرال فقط، ویظهر هذا النوع عند زیادة فی ترکیز الفوسفات والنیتروجین وبسبب ارتفاع المغذیات.

-    وجدت بکتیریا التربة فی 6 حدائق، وهی بکتیریا مفیدة ولها ممیزات عدیدة، ولکن یوجد بعض من أنواعها یسبب أمراض للمحاصیل. ووجدت بکتیریا التربة فی حدیقة البیئة والتنمیة المستدامة وحدیقة مسجد المیرابی وحدیقة الأغصان وحدیقة الضحى وحدیقة المیرال وحدیقة طیبة1.

جدول (3) القیم الإحصائیة التی توضح الفروق بین الخصائص الکیمیائیة العضویة للمیاه المعالجة التی تستخدم فی ری الحدائق المختلفة.

أظهر تحلیل الخواص الکیمیائیة العضویة للحدائق، والتی تم ریها بالمیاه المعالجة فی مدینة جدة جدول (3) وشکل (4) التالی:

-        تباین نتائج متطلب الأکسجین الحیوی، وعدم تجاوزه المعاییر فی میاه ری معظم الحدائق، باستثناء حدیقة المیرال التی سجلت أعلى قیمة، یلیه حدیقة مسجد المیرابی ثم حدیقة الأغصان ثم حدیقة طیبة1.

-         وأتضح بصفة عامة ارتفاع ترکیز متطلب الأکسجین الکیمیائی، لمیاه ری جمیع الحدائق، طبقاً لمعاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة.

یبین جدول (4) الشکل (5) نتائج تحلیل الخواص الکیمیائی الغیر عضویة، لنوعیة المیاه المعالجة من المحطات المختلفة، التی تم جمعها من الحدائق.

یلاحظ أن جمیع الحدائق، خالیة تماماً من اللیثیوم والکروم والکوبلت.

یلاحظ من النتائج أن جمیع قیم الأس الهیدروجینی التی تم رصدها فی المیاه والمستخدمة فی ری حدائق مدینة جدة، عدم تجاوزها معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن یتراوح الأس الهیدروجینی ما بین ( 6-8.4 ملجم/لتر)، کما أنها لم تتجاوز معاییر منظمة الفاو التی تراوحت بین (6-9 ملجم/لتر)، وعلیه تعتبر هذه القیم مقبولة وصالحة للری، حیث أن معظم میاه ری الحدائق تتصف بالقلویة، باستثناء حدیقة التحلیة (6.92 ملجم/لتر) وحدیقة طیبة1 (6.23 ملجم/لتر) تعتبر المیاه حمضیه.

-        والملاحظ من النتائج أن نسبة النحاس التی تم رصدها فی المیاه المعالجة والمستخدمة فی ری حدائق مدینة جدة، لم تتجاوز المعاییر المنصوص علیها فی وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (0.04 ملجم/لتر)، وبالتالی فإنه لیس هناک أی ضرر على مرتادی الحدائق. أما فی حدیقة طیبة 1 فان النحاس تجاوز المعاییر حیث بلغ (0.238 ملجم/لتر)، وبالتالی فإن میاه الری بها غیر صالحة لاستخدامها فی الری. ولم تتجاوز معاییر منظمة الفاو (0.01ملجم/لتر)، عدا حدیقة السرور (0.0212ملجم/لتر) وحدیقة التحلیة (0.0325 ملجم/لتر) وحدیقة طیبة1 (0.2385 ملجم/لتر). وربما یرجع السبب إلى وجود النحاس فی الأنابیب المستخدمة فی محطات المعالجة والآلات أو فی خزانات الحدائق، وقد یرجع السبب لانخفاض الاس الهیدروجینی بالنسبة قلیله فی حدیقة التحلیة وحدیقة طیبة1، وهذا ما یساعد على  تفکک النحاس واختلاطه بالمیاه المعالجة.

-        ویلاحظ أن قیمة الحدید التی تم رصدها فی المیاه المعالجة والمستخدمة لری أحد عشر حدیقة بمدینة جدة، لم تتجاوز معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (5 ملجم/لتر). ولم تتجاوز معاییر منظمة الفاو، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (5 ملجم/لتر).  وبالتالی فإنها لا تسبب ضرر على مرتادی الحدائق. 

-        ویلاحظ من النتائج أن قیمة المنجنیز التی تم رصدها فی المیاه المعالجة، لم تتجاوز المعاییر المنصوص علیها فی وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (0.02 ملجم/لتر)، ما عدا حدیقة التحلیة (0.0318 ملجم/لتر) وحدیقة الضحى (0.0726 ملجم/لتر). بینما تتطابق جمیعها مع معاییر منظمة الفاو، التی تنص على أن أقصى مستویات التلوث فی المیاه المعالجة لا تتجاوز (0.2 ملجم/لتر)، وبالتالی فإنها لن تسبب ضرر على مرتادی الحدائق.

-        والملاحظ من النتائج أن قیمة الزنک، التی تم رصدها فی المیاه المعالجة والمستخدمة لری الحدائق بمدینة جدة، لم تتجاوز معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (4 ملجم/لتر). ومعاییر منظمة الفاو (2 ملجم/لتر)، وبالتالی فإنها لن تسبب ضرر على مرتادی الحدائق.

-        أما نتائج  قیمة المغنسیوم، التی تم رصدها فی المیاه المعالجة والمستخدمة لری الحدائق بمدینة جدة، لم تتجاوز معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (150 ملجم/لتر). وهذه النتائج تتفق مع معاییر منظمة الفاو (60 ملجم/لتر)، وبالتالی فإنها لن تسبب ضرر على مرتادی الحدائق.

-        أظهرت نتائج قیمة الکالسیوم التی تم رصدها فی المیاه المعالجة، أنها لم تتجاوز معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (200 ملجم/لتر). وتتوافق مع معاییر منظمة الفاو (400 ملجم/لتر).

-        والملاحظ من نتائج قیمة الفوسفات التی تم رصدها فی میاه المعالجة،  قد تجاوزت معاییر منظمة الفاو حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (1 ملجم/لتر)، وهذا یدل على عدم نجاح عملیة المعالجة البیولوجیة، ماعدا حدیقة القصر العائلی أذ بلغ (0 ملجم/لتر)، ویرجع ذلک لکونها تروى بمیاه محطات التحلیة.  

-          أما نتائج البوتاسیوم، التی تم رصدها فی المیاه المعالجة، لم تتجاوز معاییر منظمة الفاو(15 ملجم/لتر)، فی کل من حدیقة القصر العائلی (1.733 ملجم/لتر)، حدیقة السرور (10.07 ملجم/لتر)، حدیقة طیبة1 (10.571 ملجم/لتر)، حدیقة مسجد المیرابی ( 11.68 ملجم/لتر)، حدیقة المیرال (12،21 ملجم/لتر). لکنها تجاوزت المعاییر فی باقی الحدائق الأخرى.

-        والملاحظ من النتائج أن قیم الصودیوم التی تم رصدها فی المیاه المعالجة، أنها لم تتجاوز المعاییر المنصوص علیها فی منظمة الفاو حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (900 ملجم/لتر)، وبالتالی فإنها لا تضر مرتادی الحدائق. وهذا یدل على قدرة المحطة فی معالجة المیاه من الصودیوم.

جدول (5) القیم الإحصائیة التی توضح الفروق بین خواص الکیمیائیة فی المیاه المستخدمة فی ری حدائق مدینة جدة.

-        أوضح الجدول (5) والشکل (6) ما یلی:

-        وأوضحت نتائج أیونات الأمونیا التی تم رصدها فی المیاه المعالجة والمستخدمة لری حدیقة الأغصان (640 ملجم/لتر) وحدیقة المیرال (8ملجم/لتر)، قد تجاوزت معاییر وزارة البیئة والمیاه  والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (5 ملجم/لتر)، وبالتالی فإنها تسبب ضرر على الحدائق ومرتادیها، أما باقی الحدائق فلم تتجاوز المعاییر، وبالتالی لن تسبب ضرر على الإنسان والنبات. 

-        والملاحظ من النتائج السابقة أن نسبة عنصر النترات، التی تم رصدها فی المیاه المعالجة لم تتجاوز معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (45 ملجم/لتر)، وبالتالی لن تسبب ضرر بالإنسان أو بالنبات، ما عدا حدیقة طیبة1 فترتفع فیها النترات (48.68 ملجم/لتر)، وبالإضافة إلى الفوسفات (7.99 ملجم/لتر) ورغم انخفاض الأمونیا فیها (0 ملجم/لتر)، إلا أن النترات والفوسفات من أسباب ظهور مستعمرات الطحالب. ولم تتجاوز جمیع الحدائق معاییر منظمة الفاو، أذ نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (1100 ملجم/لتر).

-        والملاحظ من نتائج الکبریتات، التی تم رصدها فی المیاه المعالجة والمستخدمة لری حدیقة تهامة  (708.66 ملجم/لتر)،أنها قد تجاوزت معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (600 ملجم/لتر)، ولکنها لم تتجاوز معاییر منظمة الفاو، التی نصت بان أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة (1000 ملجم/لتر)، أما باقی الحدائق لم تتجاوز المعاییر وبالتالی لن تضرر الحدائق.

-        والملاحظ من النتائج أن قیم الکلورید، التی تم رصدها فی المیاه المعالجة، أنها لم تتجاوز معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن لا تتجاوز المیاه المعالجة عن (600 ملجم/لتر)، ولم تتجاوز معاییر منظمة الفاو حیث نصت المعاییر بأن لا تتجاوز (1100 ملجم/لتر) وبالتالی تعتبر هذه القیم أقل بکثیر من الحد الأعلى التی تم وضعها.

-        والملاحظ من النتائج أن قیم الفلورید التی تم رصدها فی المیاه المعالجة، لم تتجاوز المعاییر المنصوص علیها فی وزارة البیئة والمیاه والزراعة، حیث نصت المعاییر بأن أقصى مستویات التلوث للمیاه المعالجة هی (1 ملجم/لتر)، وبالتالی تعتبر هذه القیم مقبولة.

-        یتضح من نتائج خواص المیاه المعالجة، والتی یعاد استخدامها لأغراض ری الحدائق، أن معظمها لا تتفق مع معاییر وزارة البیئة والمیاه والزراعة، یوجد اختلافات فی نوعیة المیاه المعالجة المستخدمة فی ری الحدائق. وبناء على هذا النتائج نستنتج أن غیر صالحة للری أو الاستخدام المباشر للإنسان. وأوضحت نتائج مربع کای بأنها غیر دالة إحصائیة، مما یدل على عدم وجود تأثیر للمکان على العناصر.

التوصیات:

-        ضرورة تطبیق المعاییر والاشتراطات البیئیة المحددة من قبل الوزارة بشدة من خلال أخذ عینة من میاه المحطة بشکل دوری، وتحلیلها لتأکد من جودتها وسلامتها وملائمتها لری.

-        أن محطات المعالجة بمدینة جدة، حالیاً غیر مؤهلة للتخلص من المواد العضویة القابلة للتحلل بیولوجیا ومن الکائنات الدقیقة، لذلک فإنه من المهم تطویر طرق المعالجة.

-        التأکد من خلو المیاه المعالجة من الکائنات الدقیقة، والمواد السامة والثقیلة قبل استخدامها فی الری، کما یجب أخذ عینات تربة من الحدائق بشکل دوری، والتأکد من سلامها وعدم تلوث المیاه الجوفیة بالملوثات.

الخلاصة:

  رکزت هذه الدراسة على استخدام میاه المعالجة لری المسطحات الخضراء فی مدینة جدة. من خلال دراسة الخواص الطبیعیة والحیویة والکیمیائیة للمیاه المعالجة المستخدمة فی ری الحدائق, حیث تم اختیار الحدائق وفق معاییر محدد. وتم أخذ العینات من خزانات الحدائق. لیتم رصد مدى ملائمة هذه المیاه للمعاییر التی وضعتها وزارة البیئة والمیاه والزراعة ومنظمة الفاو.

بعد دراسة مجمل الخواص الطبیعیة والحیویة والکیمیائیة للمیاه المستخدمة لری الحدائق بمدینة جدة، یتضح وجود تباین واضح ما بین خواص المیاه من موقع معاینة لأخر، وقد یرجع ذلک لتباین مصادر المیاه المستخدمة فی الری، إضافة لتباین نوعیة المعالجة ما بین المعالجة الثلاثیة والثانویة، ونوع وطریقة نقل وخزن المیاه قبل استخدامها فی ری الحدائق، والتی قد تتسبب فی ارتفاع قیم بعض الخواص الطبیعیة للمیاه. أذ ظهرت نتائج تضرر الحدائق .