نمذجة العلاقات بين المعتقدات حول عمليتي الإرشاد والعلاج النفسي والاتجاهات نحو السعي لطلب المساعدة النفسية وبعض المتغيرات الديموجرافية في ضوء نظرية السلوک المخطط

کلیة التربیة
کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم
إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)
========

نمذجة العلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة فی
ضوء نظریة السلوک المخطط

إعــــــــــداد
د/مصطفى عبد المحسن الحدیبی
أستاذ الصحة النفسیة المساعد بقسم علم النفس
کلیة التربیة – جامعة أسـیوط
Mostafaelhudaybi@aun.edu.eg

 المجلد السادس والثلاثون – العدد الثانى - فبرایر 2020م 
http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

ملخص الدراسة :
تزاید الوعی بأهمیة الخدمات النفسیة، وباتت الاتجاهات نحوها من أهم موضوعات علم النفس وأوسعها استخداماً، وهدفت الدراسة الحالیة التعرف على شکل الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة (المرض والمریض النفسی، والخدمة النفسیة، المرشد النفسی)، والکشف عن الفروق فی الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة طبقاً لبعض المتغیرات الدیموجرافیة (النوع، ومنطقة السکن، والتخصص، والمستوى التعلیمی)، والتحقق من مطابقة النموذج البنائی للعلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط، وبلغ قوام المشارکین الأساسیة 2243 فرداً للتحقق من فروض الدراسة، طبق علیهم مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی ، ومقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط ، وأسفرت نتائج الدراسة عن تمایز الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة لدى المشارکین بالدراسة الأساسیة، حیث اتصفت الاتجاهات نحو المرض والمریض النفسی بالسلبیة، وجاءت الاتجاهات نحو الخدمة النفسیة، والمرشد النفسی بالإیجابیة، ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى0.01 فی الاتجاه نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة وأبعاده طبقاً للتخصص العلمی لصالح تخصص العلوم النفسیة، وعند مستوى دلالة 0.05 طبقاً للمستوى التعلیمی فی بعدی الاتجاه نحو المریض النفسی فی اتجاه مستوى مرحلة الدراسات العلیا، والاتجاه نحو المرشد النفسی فی اتجاه مستوى المرحلة الثانویة، وعدم وجود فروق دالة إحصائیاً فی أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة طبقاً للنوع، ومنطقة السکن، کما أظهرت نتائج تحلیل المسار مؤشرات حسن مطابقة للنموذج المقترح، حیث بلغت قیم مؤشرکا2 13.465، وعدد من المؤشرات، هی: حسن المطابقة (GFI)0.946، وحسن المطابقة المصحح ((AGFI 0.985، والمطابقة المعیاری ((NFI0.912، والمطابقة المقارن (CFI)0.987، والمطابقة النسبی (RFI) 0.993، و المطابقة التزایدی ((IFI 0.931، وجذر متوسط مربع خطأ الاقتراب (RMSEA) 0.074، وتم تفسیر النتائج فی ضوء الأطُر التنظیریة والأدبیات البحثیة للدراسة الحالیة، وفی ضوء تلک النتائج تم صیاغة عدد من التوصیات.
الکلمات المفتاحیة: المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی، والاتجاهات نحو طلب المساعدة النفسیة، والمتغیرات الدیموجرافیة، ونظریة السلوک المخطط .

Modeling the relationship between Beliefs about counselling and psychotherapy, and attitudes towards Seeking Psychological help and some demographic
variables in light of the planned behaviour theory
Abstract
Awareness of the importance of psychological services has increased, and attitudes towards such services have become a current topic in psychology. The current study investigated the attitudes towards seeking psychological help (psychological disorders and patient, psychological service, and the psychological therapist). Additionally the study aimed to examine differences and psychological help seeking according to a number of variables (gender, geographical location, study major, educational level), and to test a model of the relationship between beliefs about counseling and psychotherapy, attitudes towards seeking psychological help , and such variable in light of the planned behaviour theory. The study participants included 2243 for the main study. The instruments that were administered included the Attitudes towards Psychological Therapy and Counselling Services Scale (ATPTCSS). The study results indicated negative attitudes towards psychological patient and psychological disorder, whereas the attitudes towards psychological services and psychological counsellor/ therapist were positive. There were statistically significant differences in attitudes towards seeking psychological help (p=0.01) as a result of study major in favour of those who study psychology majors, and as a result of educational level (p=0.05) in attitudes towards psychological patient in favour of postgraduate level, and towards psychological counsellor/ therapist in favour of secondary education level, whereas there were no statistically significant differences in attitudes towards psychological services as a result of gender (males vs. females, geogrpahrical location (rural areas vs urban areas). The path analysis results showed good model fit statistics (Goodness of fit index: GFI ( 0.946) , AGFI ( 0.985) , NFI ( 0.912) , CFI ( 0.987) , RFI ( 0.993) , IFI ( 0.931) , RMSEA (0.074) . The results were discussed in light of the related literature and a number of recommendations were propsed.
Key Words : Beliefs about counselling and psychotherapy , Attitudes towards Seeking Psychological help, Demographic Variables, Planned Behaviour Theory

مقدمة :
تعددت التعریفات التی وضعها المتخصصون للإرشاد والعلاج النفسی Counselling & Psychotherapy ؛ لإعطائه الهویة المناسبة له ، فبعض هذه التعریفات تعطی دلالة نظریة مختصرة ؛ کونها ترکز على المفهوم، وبعضها الأخر یعطی انطباعاً إجرائیاً یحدد ملامح عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی ، فی ترکیزها على العلاقة الإرشادیة والعلاجیة وبعضها على عملیة الإرشاد والعلاج ذاتها ، وأبرز النتائج التی یصل إلیها الفرد من عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی، وقد تعددت أسالیبه تبعاً للإطار النظری الذی یستند إلیه والأدوات والأسالیب التی یستخدمها ، فأصبح یستند إلى قاعدة عریضة من النظریات یعدها البعض بالمئات ، وتظهر الاتجاهات السلبیة والمفاهیم الخاطئة عن عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی من خلال المعتقدات الخاطئة للأفراد عن طبیعة کل منهما، والتی تقلل من فاعلیة التدخل الإرشادی والعلاجی، ویجعله قاصراً عن تحقیق أهدافه .
وتحتل اتجاهات الأفراد مکاناً مرکزیاً فی أفعالهم وممارساتهم وتعمل على توجیههم وضبط تفاعلهم وتعاملهم مع الآخرین أفراداً وجماعات (صلاح الدین محمود علام، 2002)(*)، وهذا ما تؤکد علیة نظریة السلوک المخطط The Theory of Planned Behavior (TPB) لـــ Agzin بأن هناک علاقة بین الاتجاه والسلوک، وأن اتجاه شخص نحو السلوک یرتبط بمجموعة من المعتقدات الذاتیة للشخص (Fishbein & Agzin, 2010)، وتسعى نظریة السلوک المخطط توضیح العوامل المؤثرة فی السلوک ، والتی أحدها النیة intentions، وتتکون النیة الإیجابیة والسلبیة Positive or negative intentions من انطباعات الشخص بالطریقة التی قد ینظر بها الأخرون إلى سلوک مماثل (Alas et al ., 2016)، وتُعد من النظریات المعروفة فی قیاس معتقدات الأفراد وسلوکهم الناجم عنها (عبد الله بن خمیس أمبوسعیدی ، محمد أحمد سلیم ، 2012).
ویعد الاتجاه کما أوضح Ajzen (1991) حکم شخصی إقدامی أو إحجامی للشروع فی الفعل، ویرجعه إلى الدرجة التی من خلالها یقیم الشخص قبول أو رفض السلوک الذی هو محل المبادرة ، ویتسق ذلک مع ما أوضحه Armitage & Conner (2001) بأن الاتجاه تقییم إیجابی أو سلبی ، یترجم القیمة التی ینسبها الشخص للسلوک .
وعن العلاقة بین الاتجاهات والمعتدات ، یرى Oliver & Koballa (1992) أن المعتقدات تتضمن معلومات واتجاهات تعبر عن مدى قبول الفرد أو رفضه لموضوع ما ، ویتسق ذلک مع ما أوضحه Pajares (1992) بأن المعتقدات توفر القاعدة الأساسیة لتشکیل الاتجاهات التی تحدد أفعال الفرد .
وتعد الاضطرابات النفسیة وما یرتبط بها من معتقدات واتجاهات مجالاً خصباً لدراسة انعکاسات وتأثیر الثقافة ؛ وذلک من خلال رصد ما یدور حول تفسیر الأسباب والمظاهر العامة للاضطرابات النفسیة ، والوسائل والأسالیب التی یلجأ إلیها الناس للعلاج من هذه الاضطرابات اتساقاً مع اتجاهاتهم (حسن الموسری، 2010)، وتشیع فی الثقافة العربیة مثلها مثل معظم ثقافات بلدان العالم الثالث کثیر من المعتقدات حول الأمراض النفسیة وارتباطها بالقوى الخفیة کالأرواح والسحر والحسد ، وتدفع هذه المعتقدات إلى الاتجاه إلى تبنی أفکار غیر صحیحة حول الأمراض النفسیة واللجوء إلى أسالیب خاصة للعلاج بعیداً عن الوسائل الطبیة (أحمد عکاشة، 1998) .
ویُعد البحث فی مجال العوامل المؤثرة فی اتجاهات السعی إلى طلب المساعدة النفسیة Attitudes Toward Seeking Psychological Help من الموضوعات التی حازت على اهتمام المختصین والممارسین والباحثین فی مهن الصحة النفسیة لمدة طویلة (جهاد محمود علاء الدین، 2011)، فقد نشر منذ 1991 حتى 1995 ما یزید على أربعمائة وسبع وثلاثین دراسة تناولت العوامل المرتبطة بتلک الاتجاهات (Leong & Zachar, 1999) ، ویُعزى الاهتمام المستمر بدراسة الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة إلى أن المرشدین والمعالجین النفسیین أدرکوا أن اتجاهات وآراء المسترشدین نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی تؤثر فی نجاح تلک الخدمات (Grencavage & Norcross, 1990) .
وقد کرّس عدد من الباحثین جهودهم لفحص عملیة السعی للمساعدة النفسیة Psychological Help-Seeking Process؛ بهدف التعرف على وتحدید العوامل المرتبطة والمنبئة بسعی الأفراد للحصول على المساعدة النفسیة، ویقسم العلماء البحث فی هذا المجال إلى ثلاث فئات تبعاً للبعد الذی تمت دراسته: الاتجاهات Attitudes ، والنوایا Intentions ، والسلوکیات Behaviors، وقد سعت الدراسات فی مجال الاتجاهات إلى تحدید الخصائص الشخصیة التی تتصل بالاتجاهات الإیجابیة تجاه السعی إلى المساعدة النفسیة، وسعى البحث عن النوایا لتحدید الأوضاع التی أشار الأفراد إلى أنهم فی ظلها کانوا على استعداد أو لدیهم نوایا فعلیة لطلب المساعدة لحل المشکلات النفسیة ، کما تعرضت دراسات السلوک إلى وصف الخبرات الاسترجاعیة السابقة لسلوک السعی للمساعدة (Oliver et al., 1999)، ومحاولة التمییز بین الذین یسعون والذین لا یسعون لطلب المساعدة النفسیة (Simoni et al., 1991) .
وفی هذا الصدد تشیر نتائج بعض الدراسات التی أُجریت لبحث الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة فی المجتمعات العربیة والأجنبیة إلى أن طلاب الجامعة ینزعون إلى رفض العلاج والإفادة من الخدمات الإرشادیة بالرغم من إصابتهم بالاضطرابات النفسیة ، وأنهم بالرغم من ذلک لا یسعون للإفادة من أیة مساعدة نفسیة متخصصة ، بدافع الاتجاهات السلبیة التی یحملونها نحو المرض والعلاج النفسی (Sayed , 2002 ؛ Eisenberg et al ., 2007؛ جهاد محمود علاء الدین، 2011)؛ ولتفسیر عزوف طلاب الجامعة أو طلبهم المحدود لخدمات الإرشاد والعلاج النفسی ، أشارت عدد من الدراسات أنهم غالباً ما یمتنعون عن اللجوء لمراکز الإرشاد الجامعی بسبب عوامل الوصمة الذاتیة والاجتماعیة المرتبطة بالإرشاد والعلاج النفسی (Knipscheer & Kleber , 2001 ؛ Vogel et al ., 2007)، والعوامل الثقافیة التی تؤکد على استخدام إستراتیجیات المواجهة المألوفة کالتحدث لأفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربین للتصدی للمشکلات (Sue & Sue , 2003) .
وقد تناولت عدد من الدراسات المبکرة والحدیثة أسباب الاتجاهات والمواقف السلبیة من الخدمات النفسیة من خلال التعرف على العوامل الشخصیة الدافعة والعوامل البیئیة المؤثرة على الاتجاهات نحوها، فقد استهل Fischer & Turner (1970) برنامجاً موسعاً من البحث لتمییز الخصائص والسلوکیات ذات الصلة بالاتجاهات نحو السعی للمساعدة النفسیة، وتوصلا إلى أن الاتجاهات الإیجابیة نحو السعی للمساعدة النفسیة ارتبطت بموقع الضبط الداخلی المرتفع، فالأشخاص الذین یتمتعون بمستوى من الفاعلیة الذاتیة یملکون رغبة أکثر للسعی للمساعدة النفسیة، کما فحصت العدید من الدراسات العوامل الموقفیة، ومتغیرات الشخصیة التی تؤثر على سلوک السعی للحصول على المساعدة النفسیة کالخوف والتوتر والمحن (Deane & Chamberlain , 1994)، والوصمة التی یلصقها المجتمع بالمرض النفسی (Farina et al ., 1996 )، وحدة الاضطراب النفسی (Komiya et al., 2000)، والخبرة السابقة فی المساعدة والنوایا المستقبلیة للجوء للمساعدة المتخصصة (Uffelman,2005) .
کما أظهرت نتائج عدد من الدراسات أن متغیر النوع عامل أخر مؤثر على سلوک السعی للحصول على المساعدة النفسیة، فقد أشار الباحثون بصورة ثابتة نسبیاً إلى وجود فروق طبقاً للنوع فی الاتجاهات نحو المساعدة النفسیة، حیث أوضحت نتائج دراسة Rickwood & Braithwaite (1994) أن الذکور مقارنة بالإناث یقاومون اللجوء للإرشاد النفسی بدرجة أکبر، کما أن معدلات اللجوء لطلب المساعدة والاستشارة لدیهم تکون على الدوام أقل مما لدى الإناث، وخاصة فی حالة المشاکل الشخصیة والعاطفیة وأعراض الاکتئاب ، حیث أوضحت نتائج دراسة Turkum (2005)، ودراسة Barwick et al ., (2009)أن الذکور ینزعون لإظهار اتجاهات سلبیة أکثر نحو السعی للمساعدة، وعلى الجانب الآخر ، أشارت نتائج بعض الدراسات ذات الصلة إلى عدم وجود فروق طبقاً للنوع فی الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة (Al-Darmaki , 2003 ؛ Ting & Hwang , 2009)، بالإضافة إلى ذلک فقد أظهرت نتائج دراسة أجراها Wood (2004) التی هدفت لمعرفة أثر متغیرات التخصص والنوع ومستوى التعلیم والعمر فی اتجاهات الطلاب الجامعیین نحو المرض النفسی والعلاج العقلی والعصبی، أن هناک علاقة ارتباطیة بین الاتجاهات نحو المرض النفسی والعلاج النفسی وبین مستوى التعلیم فی اتجاه المستوى العالی، بینما لم تظهر الدراسة تأثیراً جوهریاً لمتغیرات النوع والتخصص والعمر فی هذه الاتجاهات، کما أشارت نتائج دراسة Levenson (2004) التی هدفت إلى مقارنة اتجاهات الطلاب من الکلیات النظریة والعملیة نحو المرض النفسی وکیفیة علاجه، إلى أن هناک اتجاهات سلبیة نحو المرضى النفسیین ونحو المستشفیات النفسیة وطرق العلاج المستخدمة لعلاج هؤلاء المرضى لدى الطلاب من الکلیات المختلفة، وأن لا أثر جوهری لمتغیر النوع والتحصیل الدراسی فی هذه الاتجاهات .
ومن جانب أخر، على الرغم من تأکید البعض أنه بافتراض وجود التصورات السلبیة لدى أولئک الذین یعانون من المشکلات النفسیة، فلیس من المستغرب أن ینکر أو یخفی هؤلاء الأفراد تعاستهم النفسیة لکی یتفادوا العلاج النفسی بغیة الحد أو التقلیل من النتائج الضارة المتوقعة التی قد تتعلق بالوصمة والاتجاهات السلبیة المرتبطة بالاضطراب النفسی وباللجوء إلى المساعدة النفسیة (Vogel et al ., 2007)، إلا أنه أوضحت نتائج عدد من الدراسات کدراسة Cooper et al ., (2003)، وCorrigan & Matthews (2003)، وShaffer et al ., (2006) أن العلاقة بین اتجاهات السعی للمساعدة النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة کالنوع وشدة المحن النفسیة تستحق مزیداً من الدراسة .
ویتسق ذلک مع ما أشارت إلیه نتائج عدد من الدراسات ذات الصلة بأن حدة المشکلات النفسیة تؤثر على اتجاهات وسلوک اللجوء للمساعدة ، إلا أنه توجد أدلة متضاربة بشأن اتجاه التأثیر(سلبی أو إیجابی أو غیر موجود) بین المحن النفسیة والسعی لطلب المساعدة، حیث توصلت نتائج دراسة Carlton & Deane (2000) إلى وجود علاقة إیجابیة بین المحن واتجاهات اللجوء إلى المساعدة النفسیة ، وأن المراهقین الذین یعانون من مستویات أعلى من المحن النفسیة یکونون أکثر میلاً واستعداداً للسعی لطلب المساعدة النفسیة مقارنة بذوی المستویات الأدنى فی المحن النفسیة، وفی المقابل، توصلت دراسة Deane et al ., (1999) إلى أن المحن النفسیة لا ترتبط بصلة قویة بنوایا البحث عن المساعدة ، ومن جانب أخر أوضحت جهاد محمود علاء الدین (2011) أنه توصلت دراسات مبکرة إلى أن الأشخاص الذین یدرکون مشکلاتهم النفسیة بأنها أقل حدة ینزعون إلى تبنی مستویات أعلى من الاتجاهات الإیجابیة نحو اللجوء للمساعدة ، وأن أقل الناس تعرضاً للمحن النفسیة یخبرون اتجاهات أکثر إیجابیة، وقد تکررت هذه النتائج فی دراسات حدیثة .
وبالرغم من الاهتمام البحثی المکثف فی الأدبیات البحثیة والدراسات ذات الصلة بالسواء النفسی والإرشاد والعلاج النفسی لفحص أثار متغیرات الشخصیة فی سلوک السعی للحصول على المساعدة النفسیة، إلا أن أغلب هذه الدراسات قد رکزت بشکل رئیسی على الاتجاهات نحو المرض النفسی أو المریض، وهناک ندرة فی الدراسات التی تناولت الاتجاهات نحو الخدمة النفسیة، والإخصائی أو المعالج النفسی، بالإضافة إلى أن أغلب الدراسات التی تناولت الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة رکزت على البیئة الغربیة، ولا یخفى على أحد أن التعمیم المستمد من نتائج الدراسات الغربیة على اتجاهات الأفراد فی البیئة العربیة قد یکون مضللاً بسبب الموروثات الثقافیة الخاصة بالمجتمعات العربیة فی الاهتمام بالمرضى النفسیین، هذا بالإضافة إلى أن واحدة من أهم الاعتبارات المرتبطة بالاتجاهات نحو الخدمات النفسیة أنه قد یُصبح غیر قابل للتحکم أو متزاید الاستخدام، حیث یؤثر على الحیاة الیومیة، ولکن ما زال الأفراد یترددون فی طلب المساعدة، ویتسق ذلک مع ما أوضحه Hui et al ., (2014) بأنه على الرغم من تردد الأفراد فی طلب المساعدة المهنیة، إلا أنه لیس هناک نظریة عامة لشرح تأثیر العوامل الاجتماعیة والثقافیة والشخصیة فی نیة طلب المساعدة للفرد لتوجیه تصمیم برامج وقائیة لهذه النیة وقت الحاجة .
وهذا ما حدا بالباحث فی الدراسة الحالیة إلى اختبار مصداقیة نموذج بنائی للعلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط، والذی تم اقتراحه فی ضوء التغیرات الطارئة على مجال الخدمات النفسیة، حیث تغیرت النظرة فی دراسة المرضى النفسیین من النموذج الطبی التقلیدی Traditional Medical Model إلى نموذج الصحة العامة فی الطب النفسی Public Health in Psychiatry، فأضحى ینظر إلى المریض النفسی لا على أنه منفصل عن الآخرین، ولکنه یعیش فی مناخ یستوجب الاهتمام به، ودراسة المعتقدات والاتجاهات نحوه من المحیطین به کأحد جوانبه الرئیسة (King,1998 ؛ Rabkin ,2003؛ حسین مد الله الطراونة،2017)، هذا بجانب أنه علی الرغم من التناقض بین نتائج بعض الدراسات ذات الصلة الأجنبیة فی الکشف عن دور المتغیرات الدیموجرافیة فی التنبؤ بالاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة، وبعضها التی أکدت نتائجها عن وجود علاقة ارتباطیة بین هذه المتغیرات، وتأثیر دور المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی فی الاتجاه للسعی لطلب المساعدة النفسیة، إلا أن هذه الدراسات لم تتناول هذه المتغیرات بصورة إجمالیة فی نموذج واحد کما فی الدراسة الحالیة، وهذا ما قد یتضح ویتبلور فی مشکلة الدراسة.
مشکلة الدراسة :
ظهرت مشکلة الدراسة مما لاحظه الباحث خلال تدریسه لمقرری الصحة النفسیة والإرشاد النفسی لطلاب مرحلتی اللیسانس والدراسات العلیا، ومشارکته فی الإشراف على عدد من المراکز والوحدات النفسیة والاجتماعیة داخل الجامعة وخارجها(*) من شیوع عدد من المفاهیم الخاطئة عن عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی، والتی تظهر فی التردد الواضح لدى الأغلبیة فی اللجوء إلى تلقی الخدمة النفسیة عند مواجهة مشکلة ، ولصق المضطربین والمرضى النفسیین ببعض الأوصاف غیر الصحیحة کالمجنون والمخبول 0000الخ، وعند سؤالهم عن الأسباب الحقیقیة لذلک کانت الإجابة تشیر إلى أن المعتقدات والأفکار والاتجاهات الخاطئة نحو المرض النفسی والمرضى النفسیین سببٌ وراء ذلک، خاصة فی ظل افتقارهم للمعارف الصحیحة عن طبیعة الخدمات النفسیة التی تقدم للمرضى النفسیین والمضطربین نفسیاً، مما أثار لدى الباحث عدداً من التساؤلات حول طبیعة هذه الاتجاهات، وهذا ما حدا به إلى دراسة الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة لدى فئات مختلفة .
ومن المسوِّغات التی دفعت بالباحث لإجراء الدراسة الحالیة، ما أشارت إلیه نتائج الدراسات والبحوث العربیة والعالمیة ذات الصلة والأطر التنظیریة عن ارتفاع نسب الأمراض النفسیة والعقلیة ، ففی دراسة مسحیة على خمس آلاف فرد أمریکی وجد أن نسبة 4 % منهم کانوا یعانون من الاضطرابات النفسیة المزمنة ، وأن نسبة 11 % یشعرون بالاکتئاب والتعاسة ، و19 % تمتلکهم المخاوف المرضیة وبعض الأزمات العصبیة، بینما 13 % منهم صادفتهم مشکلات استوجبت تدخل إخصائی علاجی نفسی أو اجتماعی (میشیل أرجایل، ترجمة: عبد الستار إبراهیم، 2006)، هذا بالإضافة إلى أن جوانب السلوک المضطرب متسعة غایة الاتساع، وتشمل طائفة کبیرة من الاضطرابات النفسیة والعقلیة، مما یجعلها موضوعاً جدیراً بالاهتمام والمتابعة ، وتتطلب عادة اللجوء إلى عیادات الطب النفسی أو مصحات العلاج النفسی (زیاد برکات وکفاح حسن ، 2006)
ومن ناحیة أخرى فقد أوضحت نتائج عدد من الدراسات زیادة نسب انتشار الأمراض النفسیة فی القرن العشرین والشعور بالوصمة للأمراض النفسیة، حیث أظهرت نتائج دراسة Fred et al ., (2009) بأن سبعة من کل عشرة أمریکیین یؤمنون بوجود الأمراض النفسیة، وأن 65 % یعتقدون أن نسبة وصمة العار من الأمراض النفسیة مرتفعة جداً، ویتسق ذلک مع ما أوضحه شنودة حسب الله بشای ومیخائیل رزق حکیم (1990) بأن الاتجاه نحو المرض النفسی له تاریخ طویل، وقد تأثر هذا الاتجاه عبر حقب متتابعة من الزمن ، بنظرة الأفراد للمرض النفسی، وما یشاع عن مرضاه من سلوک غریب شاذ، أو ما یعتقد أنه سبب له کالجن والأرواح والشیاطین وغیرها، وتأثر هذا الاتجاه کذلک بالطرق المتبعة لعلاجه عبر التاریخ ، حتى أدعى السحرة والعرافون وغیرهم القیام بعلاج الحالات النفسیة بالسحر، وانتشرت الشعوذة والدجل.
وتتزاید هذه الاتجاهات السلبیة لدى المرضى بتزاید مدة الإقامة فی المستشفى ، وأن هناک تماثلاً بین معتقدات من لهم علاقة مباشرة بالمرضى النفسیین من أسرهم وأقاربهم ومن لیس لهم علاقة بهؤلاء المرضى من الجمهور العام، فهناک افتقاد لبعض المعلومات عن المرض النفسی، کما أن هناک بعض المعتقدات الخاطئة حول طبیعة المرض وأسبابه وطرق علاجه، وتبین أن الاتجاهات نحو المرض النفسی تنتظم حول ثلاثة عوامل، هی: الاحساس بخطورة المرض النفسی، والابتعاد عن المرضى النفسیین ، والتسامح نحو المرضى – مقابل تجنب التفاعل معهم (Darke & Wallach , 2008) .
والمستقرئ لما سبق یتضح له أنه على الرغم من تنامی الاهتمام بالاتجاهات نحو الخدمات النفسیة بحثاً ودراسة من خلال تحدید طبیعة تلک الاتجاهات والکشف عن الأسباب التی تقف وراء الاختلاف فی الاتجاهات من السعی لطلب المساعدة النفسیة، إلا أن الکشف عن طبیعة العلاقة بین الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة والمعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی وبعض المتغیرات الدیموجرافیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط لـ Agzin لم تحظ بالاهتمام الکافی بین الباحثین، وأن ما تم تناوله بالبیئة العربیة لا یتعدى الدراسات الوصفیة لبیان طبیعة العلاقات بین الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة بصفة عامة والمرضى النفسیین بصفة خاصة، والفروق فی تلک الاتجاهات طبقاً لبعض المتغیرات الدیموجرافیة، ولذا جاءت الدراسة الحالیة للتحقق من مصداقیة النموذج البنائی المفترض الذی یتضمن التأثیرات التی یحتوی علیها الشکل (1) للعلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط لـــ Ajzen وفقاً لما تعکسه بیانات الدراسة، وقد اقترح الباحث هذا النموذج فی ضوء افتراضات نظریة السلوک المخطط، ونتائج البحوث والدراسات ذات الصلة الأجنبیة والعربیة والتی أکدت على وجود علاقة بین المعتقدات والاتجاهات بصفة عامة، إضافة إلى الکشف عن الاختلاف فی الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة وفقاً لبعض المتغیرات الدیموجرافیة کالنوع والتخصص ومنطقة السکن والمستوى التعلیمی للفرد،، إلا أن هذه البحوث وتلک الدراسات لم تتناول هذه المتغیرات بصورة إجمالیة فی نموذج واحد کما سیتم تناوله فی الدراسة الحالیة .
شکل (1)
النموذج البنائی المفترض للعلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی
والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة
فی ضوء نظریة السلوک المخطط لـــ Ajzen
وتتحدد مشکلة الدراسة بالتساؤلات التالیة :
1- ما شکل الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة (المرض والمریض النفسی، والخدمة النفسیة، والمعالج/المرشد النفسی) لدى المشارکین بالدراسة الأساسیة ؟
2- ما الفروق بین متوسطات درجات المشارکین بالدراسة على مقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة طبقاً للنوع (ذکور، إناث)، والتخصص(علوم نفسیة، علوم أخرى)، والمستوى التعلیمی (منخفض، متوسط، مرتفع)، ومنطقة السکن (الریف ، الحضر) ؟
3- ما مسارات العلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة والمتغیرات الدیموجرافیة (النوع، والتخصص، والمستوى التعلیمی، ومنطقة السکن) فی ضوء نظریة السلوک المخطط لــ Ajzen لدى المشارکین بالدراسة الأساسیة ؟
أهداف الدراسة :
هدفت الدراسة الحالیة إلى:
1- الکشف عن شکل الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة (المرض والمریض النفسی، والخدمة النفسیة، والمعالج/ المرشد النفسی) لدى المشارکین بالدراسة الأساسیة .
2- الکشف عن الفروق بین متوسطات درجات مقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة طبقاً للنوع (ذکور، إناث)، والتخصص (علوم نفسیة، علوم أخرى)، والمستوى التعلیمی (منخفض، متوسط، مرتفع )، ومنطقة السکن (الریف، الحضر).
3- التحقق من مدى مصداقیة النموذج النظری المقترح للعلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة والمتغیرات الدیموجرافیة (النوع، والتخصص، والمستوى التعلیمی، ومنطقة السکن) فی ضوء نظریة السلوک المخطط لــ Ajzen فی ضوء ما تعکسه بیانات المشارکین بالدراسة الأساسیة.
أهمیة الدراسة:
ترجع أهمیة الدراسة إلى ما یلی :
1- یسهم بیان العلاقة بین متغیر المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب الخدمات النفسیة فی إعطاء تصور واضح عن الاتجاه نحو عناصر ومکونات العملیة الإرشادیة والعلاجیة "المرض والمریض والمعالج/المرشد النفسی والخدمة النفسیة" فی علاقته بمعتقداتهم حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی لدى المشارکین بالدراسة الحالیة، ولا یخفى ما لهذا من أهمیة من لفت أنظار المرشدین والمعالجین النفسیین إلى أهمیة زیادة الوعی الإیجابی حول الخدمات النفسیة للتغلب على الاتجاهات السلبیة نحوها، والتخلص من المفاهیم الخاطئة عن عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی .
2- ما تسفر عنه نتائج الدراسة الحالیة من علاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة والمتغیرات الدیموجرافیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط، یمکن الإفادة منه فی إجراء الدراسات والبحوث الإرشادیة والعلاجیة لزیادة الاتجاهات الإیجابیة نحو الخدمات النفسیة، بل قد یمتد ذلک إلى تصمیم برامج إرشادیة وعلاجیة فی تعدیل الاتجاهات السلبیة نحو الخدمات النفسیة ة، فلیس من الممکن أن یتم تشخیص وعلاج المرض النفسی دون الاهتمام بالمحیط الاجتماعی الذی یعیش فیه المریض النفسی، والذی یؤثر فیه ویتأثر به، ودون الاهتمام بمعتقداته نحو عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی واتجاهاته نحو المرض النفسی والمرضى النفسیین .
3- تسعى الدراسة الحالیة لبیان شکل الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة، ومدى الفروق بین المشارکین بالدراسة الحالیة فی الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة طبقاً للمتغیرات الدیموجرافیة " النوع، التخصص، المستوى التعلیمی، منطقة السکن" یمکن الإفادة منه فی إثراء میدان البحث العلمی فی هذا الجانب المهم من جوانب الدراسات النفسیة، وقد تفتح أفاقاً لدراسات أخرى فی هذا المجال مما یساعد فی دعم الأطُر النظریة للبحوث التی تتعلق بالاتجاهات نحو الخدمات النفسیة .
أدبیات الدراسة والمفاهیم الأساسیة لها :
1- الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة:
یتردد الأفراد فی طلب المساعدة النفسیة المهنیة المتخصصة للاضطرابات النفسیة ؛ وقد یکون هذا بسبب تأثیر وصمة العار التی یمکن أن تنطوی على استجابات الناس للاضطرابات النفسیة، وطلب المساعدة وصمة العار الذاتیة، وکذلک تصوراتهم عن ردود الفعل السلبیة للآخرین " وصمة العار العامة أو المدرکة"(Lisa et al ., 2006)، ویعرف طلب المساعدة Help-Seeking بأنه مصطلح یستخدم عادة للإشارة إلى سلوک طلب مساعدة من الآخرین،فهو التواصل مع الآخرین للحصول على المساعدة من حیث الفهم، وتقدیم المشورة، والمعلومات، والعلاج ،والدعم العام فی رد الفعل تجاه مشکلة أو تجربة مؤلمة (Rickword et al ., 2005)
وتعرف الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة إجرائیاً على أنها: " حالة من الاستعداد الذهنی الإیجابی أو السلبی تنظمها الخبرة والتجربة التی تُحدث تأثیراً فی استجابة الأفراد نحو المرض والمریض والمعالج أو المرشد النفسی والخدمة النفسیة ذاتها "، وتقاس من خلال الدرجة التی یحصل علیها الفرد على مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی المستخدم بالدراسة الحالیة.
2- نظریة السلوک المخطط والسعی لطلب المساعدة النفسیة :
تعد نظریة السلوک المخطط Theory of Planned Behaviour (TPB) لـــ Ajzen النسخة المعدلة من نظریة الأداء السببی Theory Reasoned Action (TRA)، والتی تم إضافة متغیر السیطرة السلوکیة المدرکة Perceived Behavioural Control (PBC) علیها، والذی یسمح للفرد بتوقع السلوک الذی لا یستطیع الفرد السیطرة على جمیع العوامل التی تؤثر فی حدوث أو أداء السلوک، ویتألف متغیر السیطرة السلوکیة المدرکة من عنصرین ، هما : (1) کفاءة الفرد الذاتیة Personal Efficacy فی أداء السلوک، (2) مدى سیطرته الذاتیة على هذا السلوک Personal Control، ولهذا یتضمن نموذج نظریة السلوک المخطط ثلاثة متغیرات أساسیة تؤدی إلى تشکیل النیة السلوکیة، وهی: (1) الموقف تجاه السلوک، (2) المعیار الذاتی أو الشخصی، (3) السیطرة السلوکیة المدرکة ( Timothy & Terence , 2013)، ویوضح شکل (2) نموذج نظریة السلوک المخطط لــ Ajzen .

وتساعد نظریة السلوک المخطط منفذی البرامج فی تصمیم تدخلات سلوکیة بصورةٍ فاعلة، وعند استخدام هذه النظریة یتناول منفذو البرامج ثلاثة أنواع من المعتقدات التی یبدو أنها توجه السلوک الإنسانیّ، وهی: السلوکیّ والمعیاریّ والضبط (Ajzen , 1991) .
3- المتغیرات الدیموجرافیة والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة:
تتمحور نتائج عدد من الدراسات ذات الصلة والأطُر التنظیریة والأوعیة المعلوماتیة حول أن للمتغیرات الدیموجرافیة Demographic Variables دور بارز فی تکوین ونماء الاتجاهات النفسیة، ومتغیر مهم فی التأثیر به وعلیه، ولهذا فحصت عدد من الدراسات الاتجاهات للسعی لطلب المساعدة النفسیة لدى فئات مختلفة.
فقد وجدت الدراسات أن الإناث لدیهن مواقف أکثر إیجابیة تجاه طلب المساعدة النفسیة، وسرعة المزید من الرغبة فی التماس المساعدة مقارنة بالذکور (Leong & Zachar , 1999؛ Wallace & Contantine, 2005)، وقد أظهرت الإناث باستمرار مواقف أکثر إیجابیة تجاه طلب المساعدة النفسیة المهنیة ( Snowden , 1999؛ Narrow et al ., 2000)، وهناک عدد من الأدلة على أن الذکور أکثر سلبیة تجاه طلب المشورة النفسیة منها : الاعتماد على الذات (Blazina & Marks , 2001) .
وحول طبیعة تأثیر بعض المتغیرات الدیموجرافیة على السعی لطلب المساعدة النفسیة، فإنه على الرغم من أن بعض أنماط منسقات المساعدة تظهر فی الدراسات التی عن الشباب ، فهناک الکثیر من الاختلافات بین الدراسات وإستراتیجیات قیاس الفروق ، ومن الصعب معرفة هذه الفروق المتنوعة، حیث أوضحت دراسة Boldero & Fallon (1995) أن معظم تفضیل مساعدة الأصدقاء کمصدر لمشاکل الشخصیة والعاطفیة.
ویتسق ذلک مع ما ذهبت إلیه نتائج عدد من الدراسات ذات الصلة إلى تفضیل الشباب بشکل عام السعی لطلب المساعدة النفسیة غیر الرسمیة للأصدقاء والأسرة مقارنة بالمساعدة الرسمیة عندما یکونون مضغوطین نفسیاً (Offer et al .,1991؛ Boldero & Fallon, 1995؛ Coralie et al .,2005)، حیث یشیر الکثیر من الشباب إلى عدم تفضیل المساعدة من أی أحد فی المشکلات الشخصیة ، والعاطفیة ، والمیول الانتحاریة(Wilson et al ., 2004) .
وتعرف المتغیرات الدیموجرافیة إجرائیاً على أنها:" خصائص المشارکین بالدراسة ذات الصلة بالنوع(ذکو، إناث)، ومنطقة السکن (الریف، الحضر)، والتخصص (علوم نفسیة، علوم أخرى)، والمستوى التعلیمی (إعدادی، ثانوی، جامعی، دراسات علیا)"، وتحدد من خلال استجابة المشارکین بالدراسة الحالیة على البیانات الأولیة بمقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی المستخدم بالدراسة الحالیة.
الدراسات ذات الصلة :
بمراجعة الدراسات ذات الصلة – فی ضوء ما تم اطلاع الباحث علیه - التی تناولت المعتقدات نحو عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط، اتضح وجود مجموعة من الدراسات تناولت الاتجاهات نحو المرض والمریض والعلاج النفسی کل على حدة على المستوى العالمی والعربی، فی مقابل ندرة الدراسات التی تناولت الاتجاهات نحو الخدمة النفسیة على المستوى الأجنبی والعربی، وأن ما توفر فی البیئة العربیة من دراسات تناولت الاتجاهات نحو المرض والمریض والعلاج النفسی فی علاقتها ببعض المتغیرات النفسیة والاجتماعیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة، ونظراً لافتقار البیئة العربیة للدراسات ذات الصلة بنمذجة العلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب الخدمات النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط ، فإنه تم الاقتصار على الدراسات التی تناولت أی من متغیرات الدراسة الحالیة فی علاقته ببعض أو أحد المتغیرات النفسیة والدیمجرافیة ذات العلاقة الارتباطیة به.
هدفت دراسة خالد بن الحمیدی العنزی (2015) الکشف عن الاتجاه نحو المرض النفسی لدى عینة من طلاب وطالبات جامعة الحدود الشمالیة ، والتعرف على الفروق فی الاتجاه نحو المرض النفسی فی ضوء بعض المتغیرات : النوع ، والتخصص العلمی ، والمستوى الدراسی ، واستخدمت الدراسة أداة لقیاس الاتجاه نحو المرض النفسی من إعداد الباحث ، وتکونت عینة الدراسة من 425 طالباً وطالبة ، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن اتجاه الطلاب والطالبات نحو المرض النفسی کانت محایدة ، کما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى للنوع (الذکور والإناث)، والتخصص (العلمیة والأدبیة) فی الاتجاه نحو المرض النفسی لصالح الإناث، وذوی التخصصات الأدبیة ، فی حین لم تکن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة فی الاتجاه نحو المرض النفسی تعزى لمتغیر السنة الدراسیة .
فی حین هدفت دراسة Gureje et al ., (2005) إلى الکشف عن الاتجاه نحو المرض النفسی ومعرفة الأفراد بالمرض النفسی فی نیجریا ، وکشفت النتائج أن الاتجاه نحو المرض النفسی فی معظمه کان سلبیاً ، حیث کانت الاتجاهات السلبیة بنسبة (96.5 %) لدى أفراد العینة ، ویعتقدون أن ذوی المرض النفسی خطیرون بسبب سلوکهم العنیف ، وأن معظم الناس لا یتقبلون حتى فکرة الاتصال الاجتماعی الأولی مع المرضى النفسیین ، وأن ما نسبته (82.7 %) من أفراد العینة یخافون من إجراء محادثة مع المرضى النفسیین، وفقط (16.9 %) یأخذون بالاعتبار ویقبلون الزواج من المرضى النفسیین .
فی حین هدفت دراسة جهاد محمد علاء الدین (2011) إلى فحص العلاقة بین المحن النفسیة والأمل والنوع والاتجاهات نحو السعی إلى المساعدة النفسیة لدى عینة من الطلاب الجامعیین، وتکونت العینة من 286 طالباً ، طبق علیهم مقاییس الدراسة المتمثلة فی: مقیاس الاتجاهات نحو المساعدة النفسیة، ومقیاس المحن النفسیة، ومقیاس الأمل ترجمة الباحثة، وقد أشارت نتائج التحلیل الخطی المتعدد إلى أن کلاً من العوامل التالیة قد أسهم بشکل کبیر وفرید فی التنبؤ بالاتجاهات السلبیة نحو السعی إلى المساعدة : (أ) النوع / ذکور، (ب) انخفاض حدة الأعراض النفسیة، (ج) ارتفاع معدل المشکلات ما بین الشخصیة، (د) انخفاض مستوى الأمل (المسارات/ الإستراتیجیات الفعالة الموجهة لتحقیق الهدف)، وأنها أسهمت فی تفسیر 17 % من الفروق فی اتجاهات المشارکین نحو السعی إلى المساعدة النفسیة، کما تبین أن المسارات توسطت بدرجة دالة العلاقة ما بین مشکلات العلاقات ما بین الأشخاص والاتجاهات نحو الانفتاح فی المساعدة ، وأخیراً ، أظهرت نتائج الدراسة أن الإناث مقارنة بالذکور فی المستویات المختلفة من المحن النفسیة یتبنین مواقف أکثر إیجابیة لطلب المساعدة من مهنتی الإرشاد والصحة النفسیة، وأن ذلک قد یتعلق بمواقفهن الإیجابیة نحو الثقة بالمرشدین والانفتاح والاعتراف بالحاجة إلى المساعدة، وعلى وجه التحدید تشیر هذه النتائج إلى أن المواقف السلبیة المتصلة بالاعتراف بالحاجة والانفتاح النفسی یمکن أن تکون مسؤولة عن جعل الذکور یتجنبون السعی إلى خدمات الإرشاد والصحة النفسیة .
وهدفت دراسة صفاء مبارک سلیمان الحاج (2017) دراسة اتجاهات أسرة المریض نفسیاً نحو المرض النفسی وفقاً لمتغیرات ( نوع المریض، عمر المریض، المستوى التعلیمی للمریض ، الحالة الاجتماعیة ، السکن ، نوع المرافق ، عمر المرافق ، والمستوى التعلیمی للمرافق )، وتم تطبیق مقیاس اتجاهات أسرة المریض نفسیاً نحو المرض النفسی على عینة من 80 مرافق لمریض نفسی ، وأسفرت نتائج الدراسة عن أن اتجاهات أسرة المریض نفسیاً نحو المرض النفسی إیجابیاً بنسبة 45 % وسلبیة بنسبة 55 %، ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی اتجاهات أسرة المریض نحو المرض النفسی تبعاً للنوع لصالح الإناث ، وطبقاً لعمر المرافق لصالح الفئات العمریة 26 – 36 سنة ، وطبقاً للمستوى التعلیمی للمریض لصالح الثانوی .
وتناولت دراسة Ben et al ., (2015) السعی لطلب الخدمات النفسیة لمهاجری أمریکا اللاتینیة إلى کندا باختبار نموذج عبر ثقافی لنظریة السلوک المخطط باستخدام تحلیل المسار؛ للکشف عن العوامل النفسیة والثقافیة کمنبئات للسعی لطلب الخدمات النفسیة استناداً إلى نظریة السلوک المخطط TRA لــــ Ajzen & Fishbein 1980، وتکونت عینة الدراسة من 223 بالغاً من مهاجری أمریکیا اللاتینیة یعیشون بکندا، وباستخدام تحلیل المسار أسفرت نتائج الدراسة عن دعمًا تجریبیًا لنظریة الحدث المسبب، حیث وجد أن کل من الاتجاهات للسعی لطلب المساعدة النفسیة، والمعاییر الذاتیة تؤثر على نوایا المشارکین فی السعی لطلب المساعدة النفسیة، وقد أظهر النموذج الذی تم إعادة صیاغته مطابقة جیدة للبیانات ، وکشف عن التأثیرات المباشرة وغیر المباشرة لثنائیة الثقافة " التوجهات الثقافیة اللاتینیة والکندیة "، والأسرة، والمواجهة الجماعیة على نیة السعی لطلب المساعدة النفسیة، کما أشارت نتائج الدراسة إلى دور الأسرة والمعاییر الذاتیة، فللوالدین والأشقاء دور فی اتخاذ القرار للسعی إلى طلب المساعدة النفسیة .
وهدفت دراسة سامیة عرعار وأخرون (2015) معرفة اتجاه المریض النفسی وغیر المریض النفسی نحو العلاج النفسی غیر الدوائی فی ضوء بعض المتغیرات الدیموجرافیة والتربویة کالنوع ، والإصابة بالمرض النفسی من عدمه، والعمر، والمستوى التعلیمی، والحالة المزاجیة، وتکونت عینة الدراسة من 190 فرداً (77 غیر مصابین بالمرض النفسی، 113 مصابون بالمرض النفسی من المترددین على قسم الطب النفسی بمؤسسة حمد الطبیة) طبق علیهم مقیاس الاتجاه نحو العلاج النفسی، وأظهرت نتائج الدراسة أن لأغلبیة أفراد العینة اتجاهاً محایداً نحو العلاج النفسی غیر الدوائی یقدر بــ 56.3 % ، بینما أظهر الآخرون اتجاهاً إیجابیاً نحو العلاج النفسی غیر الدوائی یقدر بــ 36.3 %، واتجاهاً سلبیاً نحو العلاج النفسی یقدر بــ 7.4 %، ووجود فروق دالة إحصائیاً بین المرضى وغیر المرضى النفسیین فی الاتجاه نحو العلاج النفسی غیر الدوائی لصالح غیر المرضى النفسیین، وبین الذکور والإناث لصالح الإناث، فی عدم وجود فی الاتجاه نحو العلاج النفسی غیر الدوائی تبعاً لمتغیر المستوى التعلیمی والحالة المزاجیة .
وهدفت دراسة Turan & Erdur-Baker (2014) تقصی العلاقة بین الاتجاهات نحو طلب الدعم النفسی والنماذج العامة الداخلیة للتعلق (الذاتی والخارجی) والمیول الاجتراریة ، وتکونت عینة الدراسة من 589 من طلاب الجامعة الأتراک (278 ذکور ، 308 إناث، 3 لم یحددوا النوع)، طبق علیهم النسخة المختصرة لمقیاس الاتجاهات نحو طلب المساعدة النفسیة ، ومقیاس العلاقات الاجتماعیة، ومقیاس الاجترار، وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة بین النموذج الخارجی للتعلق والاجترار والاتجاهات نحو طلب الدعم النفسی لدى الإناث، بینما وجدت علاقة بین الاتجاهات نحو طلب المساندة النفسیة والنموذج الذاتی للتعلق لدى الذکور .
فی حین هدفت دراسة Tang et al ., (2012) الکشف عن الفروق بین الطلاب الوافدین من الصین والمحلیین الإنجلیز فی اتجاهاتهم نحو السعی للحصول على خدمات الدعم النفسی، وتکونت عینة الدراسة من 323 من الطلاب فی جامعة المملکة المتحدة ، طبق علیهم مقیاس الاتجاهات نحو طلب المساعدة النفسیة (الاعتراف بالحاجة إلى المساعدة النفسیة، وتحمل الوصمة الاجتماعیة، والانفتاح الاجتماعی، والثقة فی مقدمی خدمات الصحة النفسیة)، وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین الطلاب الصینیین الوافدین، والإنجلیز المحلیین على مقیاس الانفتاح الاجتماعی، حیث أظهر الطلاب الصینیین مستویات منخفضة من الانفتاح الاجتماعی، ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین الأفراد داخل کل مجموعة، حیث انخفضت درجات الطلاب الصینیین على مقیاس الانفتاح الاجتماعی مقارنة بمقیاسی تحمل الوصمة الاجتماعیة والثقة فی مقدمی خدمات الصحة النفسیة، وعلى العکس أظهر الطلاب الإنجلیز مستویات منخفضة من الثقة فی مقدمی الخدمات النفسیة والاعتراف بالحاجة إلى خدمات الدعم النفسی، ومع ذلک حصل هؤلاء الطلاب على درجات مرتفعة على مقیاسی الانفتاح الاجتماعی وتحمل الوصمة الاجتماعیة .
وهدفت دراسة Eisenberg et al ., (2009) التحقق تجریبیاً من وصمة المرض النفسی من أهم العوائق للسعی فی طلب المساعدة النفسیة من خلال الکشف عن العلاقة بین سلوک السعی لطلب المساعدة النفسیة ووصمة العار العامة والشخصیة ، وبلغ قوام المشارکین بالدراسة 5555 طالباً جامعیاً من 13 جامعة تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة ، وتوصلت الدراسة إلى ثلاث نتائج، هی: (1) أن الوصمة العامة المدرکة أکبر من الوصمة الشخصیة، (2) الوصمة الشخصیة أعلى بین الطلاب الذکور، والشباب، الأکثر تدریباً، وذوی الأسر الفقیرة، (3) ارتبطت الوصمة الشخصیة بشکل سلبی دال بتدابیر السعی للمساعدة کالحاجة المدرکة لاستخدام الأدویة للأمراض العقلیة، والعلاج النفسی، ومصادر الدعم غیر السریریة، فی حین إنه کان فی السابق لا ینظر إلى وصمة العار على أنها مؤثرة وذات ارتباط بطلب السعی للمساعدة النفسیة، ویمکن أن تساعد تلک النتائج فی بذل الجهود فی خفض دور الوصمة کأحد العقبات فی السعی للمساعدة .
هدفت دراسة Egan (2014) الکشف عن الفروق فی الاتجاهات نحو الاضطرابات النفسیة والاستعداد لطلب الدعم النفسی من المتخصصین فی ضوء متغیری العمر والنوع، وتکونت عینة الدراسة من 142 من المشارکین (62 ذکور، 80 إناث) الذین یتلقون الخدمات التربویة طوال الوقت، طبق على المشارکین مقیاس الاتجاهات نحو الاضطراب النفسی، ومقیاس الاتجاه نحو السعی للحصول على خدمات الدعم النفسی، ومقیاس التعاطف الانفعالی متعدد الأبعاد، وأشارت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی الاتجاهات نحو الاضطرابات النفسیة تُعزى لمتغیر العمر لصالح الأکبر سناً .
وهدفت دراسة Rickword et al ., (2005) الکشف عن العوامل المؤثرة على طلب المساعدة النفسیة بین الشباب ذوی المشکلات النفسیة ولاسیما الشباب الذکور الذین لا یقدمون على طلب المساعدة النفسیة عندما یعانوا ضغوطاً نفسیة، وکیف تصبح الخدمات النفسیة المهنیة أکثر سهولة وجاذبیة للشباب؟، وبیان العوامل التی تحول دون تسهیل طلب المساعدة، وکیفیة دعم الشباب للحصول على خدمات المساعدة النفسیة للمشکلات الشخصیة والانفعالیة، وأجریت الدراسة فی New South Wales باستخدام المدخل الکمی والکیفی Qualitative and Quantitative Approaches، وقد جمعت البیانات من 2721 من الشباب الذین تتراوح أعمارهم بین 14 – 24 عاماً، وتم قیاس طلب المساعدة باستخدام الاستبیان العام لطلب المساعدة Wilson et al ., (2005)، والذی یقیس نوایا طلب المساعدة فی المستقبل Future Help-Seeking Intentions، وعبر الأسئلة التکمیلیة ، واستبیان البحث عن المساعدة الفعلیة الذی تم استخدامه فی عدد من الدراسات حول أعراض الاکتئاب، والمشاکل الشخصیة والعاطفیة والأفکار الانتحاریة ، وقد أسفرت نتائج الدراسة عن ارتباط أنماط طلب المساعدة النفسیة عبر مرحلة المراهقة والرشد بالنیة للسعی لطلب المساعدة، ومن العوائق التی تحول للسعی لطلب المساعدة النفسیة الافتقار للکفاءة الانفعالیة، والتأثیر السلبی للمساعدة Help- Negation Effect المرتبط بالأفکار الانتحاریة، والمواقف والمعتقدات السلبیة حول طلب المساعدة النفسیة، والخوف من وصمة العار، ومن میسرات السعی لطلب المساعدة النفسیة : الکفاءة الانفعالیة ، وتجربة الماضی الإیجابیة ، ومحو الأمیة النفسیة Mental Health Literacy ، والتأثیرات الاجتماعیة الداعمة.
وهدفت دراسة Suka et al ., (2016) الکشف عن الأعراض النفسیة التی تجعل البالغین الیابانیین یمیلون للسعی لطلب المساعدة النفسیة، وأی مصادر المساعدة یفضلون، والعوامل المرتبطة بنوایاهم لطلب المساعدة، وأجریت الدراسة مسح على 3308 من البالغین الیابانیین ممن تراوحت أعمارهم بین20– 59 سنة عبر شبکة الانترنت؛ لقیاس نوایاهم فی السعی لطلب المساعدة النفسیة من خلال ذکر مصادر السعی لطلب المساعدة النفسیة، بما فی ذلک لن تتلقى مساعدة، والسؤال عن المصادر التی سیتم اختیار أحد المصادر الأربعة منها، وهی سرعة الاستثارة " الهیاج " Irritability، والدوار أو الدوخة Dizziness، والأرق Insomnia، والمزاج الاکتئابی Depressed Mood على التوالی، وأسفرت نتائج الدراسة عن أنه فی حالات الدوار أو الدوخة 85.9 % من المشارکین بالدراسة أقروا وجود نیة إیجابیة لطلب المساعدة ، وأعطی 24.7 % الأولویة للحصول على المساعدة الرسمیة ، وکانت هذه النسبة أصغر فی حالات الأرق 25 حتى 75.4 % ، والمزاج الاکتئابی 18.7 حتى 74.9 % ، وسرعة الاستثارة أو الهیاج 0.9 حتى 72.9 % ، کما کشفت نتائج تحلیل الانحدار المتعدد أن العوامل المرتبطة بنوایا طلب المساعدة متطابقة فی المصادر الأربعة لطلب المساعدة ، فعلى وجه الخصوص : إدراکات الأسرة والأقران لطلب المساعدة، والتاریخ النفسی، والاتصال بالأشخاص ذوی الأمراض النفسیة، ومحو الأمیة النفسیة ، والاتصال بالجیران یرتبط بشکل دال بنیة السعی لطلب للمساعدة، وبنیة السعی لطلب المساعدة من مصادر رسمیة لجمیع المشکلات الأربع .
وهدفت دراسة Salim (2010) اختبار الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة لدى الطلاب المالیزیین من أجل فهم استعداداتهم للسعی لطلب الخدمات النفسیة ، شارک فی الدراسة 2508 طالباً من سبع مؤسسات تعلیمیة ، طبق علیهم مقیاس الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة المهنیة ATSPPHS لــ Fischer & Turner ، وأشارت النتائج إلى أن الطلاب بشکل عام لا یسعون لطلب مساعدة المرشدین النفسیین، وأن متوسط الدرجات 49.6% فی الفئة المنخفضة ، وبشکل عام فإن 49.1 % من الطلاب فی فئة الدرجات المنخفضة ، وأن 41 % فی المدى المتوسط ، وأن 9.3 % فقط فی الفئة المرتفعة ، وأن متوسط الدرجات على الأبعاد الأربعة للمقیاس کانت منخفضة أیضاً .
وهدفت دراسة Lisa et al ., (2006) الکشف عن نوایا طلب المساعدة العامة، ومعتقدات وصمة العار المرتبطة بالاکتئاب؛ للتوصل إلى السبب الحقیقی الکامن وراء التردد فی طلب المساعدة النفسیة عند الإصابة بالاکتئاب أو بعض الأمراض النفسیة، وبلغ المشارکین بالدراسة 1312 شخصاً من البالغین تم اختیارهم عشوائیاً من المجتمع الاسترالی ممن تراوحت أعمارهم بین 18 إلى 89 عام بمتوسط عمری 50.9 عام ( 496 رجال، 796 نساء) ، طبق علیهم استبیاناً للاکتئاب، ومقاییس للاستجابات الذاتیة المدرکة للوصمة، ونوایا البحث عن المساعدة من مصادر علمیة، وأعراض الاکتئاب الحالیة وخبرات الاکتئاب، والعوامل الدیموجرافیة، وأفاد العدید من المشارکین أنهم یشعرون بالحرج من طلب المساعدة من المهنین المختصین، ویعتقدون بأنه سیکون هناک ردود أفعال سلبیة علیهم إذا ما طلبوا هذه المساعدة، إضافة إلى توقع البعض بأن یستجیب المهنیون تجاههم سلبیاً، وتنوعت الاستجابات طبقاً لمصدر المساعدة النفسیة، وتوقع الإحراج الذاتی إضافة إلى توقع الاستجابة السلبیة من الأخرین لاحتمالیة طلب المساعدة من مصادر مهنیة أو متخصصة.
وسعت دراسة Hui et al ., (2014) إلى بناء نموذج لتشجیع السعی لطلب المساعدة للاکتئاب بالمجتمع الصینی کدراسة کیفیة؛ بهدف التعرف على العوامل الشخصیة والاجتماعیة والثقافیة المؤثرة فی اتجاهات الأفراد نحو طلب المساعدة لمواجهة اضطراب الاکتئاب استناداً لنظریة السلوک المخطط Theory of Planned Behavior من خلال مقابلة18 مشارکاً بــ Hong Kong، وعلى الرغم من تنوع النتائج التی أسفرت عنها المقابلات، إلا أنه تم بناء نموذج سلوکی لوضع تصور للعوامل المختلفة المؤثرة فی تشکیل نیة السعی لطلب المساعدة لعلاج الاکتئاب، وأظهر المشارکون نظرة محدودة لخیارات أو بدائل العلاج ووجهات نظر متنوعة عن أعراض الاکتئاب، ولکلاهما أثر عمیق فی دوافعهم لطلب المساعدة، کما خلصت الدراسة إلى أن للأسرة والأصدقاء والمدخل الشمولی فی تعلم الصحة النفسیة دوراً ذات أهمیة خاصة فی تشجیع سلوک طلب المساعدة لعلاج الاکتئاب .
وهدفت دراسة Pfohl (2010) فحص مواقف وسلوکیات مجموعة من طلاب الدراسات العلیا عند طلبهم المساعدة النفسیة لأمور خاصة بهم ، وبلغ قوام المشارکین بالدراسة 1000 طالب من طلاب الدراسات العلیا برابطة المستشارین الأمریکیة ، طبق علیهم مقیاس الوصمة الذاتیة ، ومقیاس الوصمة الاجتماعیة ، وتوصلت الدراسة إلى أن مفاهیم الأفراد السلبیة فی طلب المساعدة النفسیة هی التی تسهم فی تکوین العوائق والعقبات لطلب المساعدة النفسیة ، وهناک نوعین من العوامل التی تسهم فی تکوین المفاهیم السلبیة لدى الأفراد عند السعی لطلب المساعدة ، هی : العوائق المادیة ، والتی تتعلق بالتکلفة ، والوقت ، ووسائل المواصلات ، وکل العوامل اللازم توافرها للحصول على المساعدة النفسیة ، والعوامل الانفعالیة النفسیة ، والتی تتمثل فی : وصمة العار التی تلحق بالأفراد عند طلبهم المساعدة النفسیة .
تعقیب على الدراسات ذات الصلة :
إن المستقرئ للدراسات ذات الصلة یتضح له أن جمیعها تناولت الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة فی ضوء المتغیرات الدیموجرافیة، والتعرف على شکل الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة، مع الأخذ فی الاعتبار أن تلک الدراسات لم تتناول عناصر الخدمات النفسیة الأربعة " المرض، والمریض النفسی، والمعالج / المرشد النفسی، الخدمة النفسیة " ککل ، حیث اقتصرت تلک الدراسات على تناول المرض أو المریض النفسی فقط، ولم توجد دراسة عربیة – فی ضوء ما تم اطلاع الباحث علیه – تناولت نمذجة العلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط، وقد أفادت الدراسات ذات الصلة فی صیاغة أهداف الدراسة الحالیة، وبناء أدواتها، وصیاغة فروضها، وتفسیر نتائجها.
إجراءات الدراسة:
أ-منهج الدراسة:
استخدم الباحث فی الدراسة الحالیة المنهج الوصفی الارتباطی؛ لملاءمته لطبیعة الدراسة وأهدافها فی التحقق من مطابقة النموذج البنائی للعلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب الخدمات النفسیة والمتغیرات الدیموجرافیة (النوع، ومنطقة السکن، والتخصص، والمستوى التعلیمی) فی ضوء نظریة السلوک المخطط لدى المشارکین بالدراسة، وأیضاً التحقق من الفروق فی الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة بین تلک المتغیرات الدیموجرافیة، وتحدید شکل الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة لدى عینة الدراسة .
2-المشارکون بالدراسة:
أ‌- المشارکون بالدراسة الاستطلاعیة:
بلغ عدد الأفراد المشارکین بالدراسة الاستطلاعیة؛ بهدف التحقق من کفاءة أداتی الدراسة من 472 مشارکاً، بمتوسط للعمر الزمنی 19.03عاماً، وانحراف معیاری 3.82، ویوضح جدول (1) خصائص أفراد الدراسة الاستطلاعیة الدیموجرافیة.
جدول (1)
الخصائص الدیموجرافیة لأفراد الدراسة الاستطلاعیة (ن = 472)
م المرحلة التعلیمیة العلوم النفسیة العلوم الأخرى إجمالی المشارکین
ذکور إناث ذکور إناث
ریف حضر ریف حضر ریف حضر ریف حضر
1 المرحلة الإعدادیة
(13-15 عاماً) --- --- --- --- 19 30 28 25 102
2 المرحلة الثانویة
(16-19 عاماً) --- --- --- --- 33 19 31 35 118
3 المرحلة الجامعیة
(20-22 عاماً) 29 18 32 15 21 9 15 21 151
4 الدراسات العلیا
( 23 – 25 عاماً) 25 9 23 17 9 3 6 --- 101
إجمالی المشارکین 54 27 55 32 82 61 80 81 472
ب‌- المشارکون بالدراسة الأساسیة:
بعد التحقق من کفاءة أداتی الدراسة السیکومتریة : مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی، ومقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط " إعداد الباحث "، تم تطبیقها على الأفراد المشارکین بالدراسة الأساسیة،والتی قوامها 2243 مشارکاً(*)، بمتوسط للعمر الزمنی 19.18عاماً، وانحراف معیاری 3.96، ویوضح جدول (2) خصائص أفراد الدراسة الأساسیة.
جدول (2)
الخصائص الدیموجرافیة لأفراد الدراسة الأساسیة ( ن = 2243 )
م المرحلة التعلیمیة العلوم النفسیة العلوم الأخرى إجمالی المشارکین
ذکور إناث ذکور إناث
ریف حضر ریف حضر ریف حضر ریف حضر
1 المرحلة الإعدادیة (13- 15 عاماً) --- --- --- --- 38 51 79 64 232
2 المرحلة الثانویة (16- 19 عاماً) --- --- --- --- 49 33 175 118 375
3 المرحلة الجامعیة (20- 22 عاماً) 18 7 78 56 161 193 215 367 1095
4 الدراسات العلیا
( 23 – 25 عاماً) 27 15 45 38 79 55 119 163 541
إجمالی المشارکین 45 22 123 94 327 332 588 712 2243
أداتا الدراسة:
1- مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی :
قام الباحث بإعداد مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی ؛ بهدف الحصول على أداة سیکومتریة تتناسب مع أهداف الدراسة وطبیعتها؛ للأسباب التالیة، أولها : ندرة المقاییس للاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی کمنظومة (المعالج / المرشد، المسترشد/ المریض، الخدمة النفسیة، المرض النفسی) بالبیئة العربیة بصفة عامة ، والمصریة بصفة خاصة، وثانیها: أن ما یتوافر من مقاییس قد اقتصر على بعد واحد، مما یستوجب بناء مقیاس تتضمن عباراته کل أبعاد منظومة الإرشاد والعلاج بشکل مباشر، وثالثهما: أن یتم صیاغة عبارات المقیاس لتُظهر الاتجاهات السلبیة والإیجابیة نحو أبعاد منظومة العلاج والإرشاد النفسی، وقد مر بناء المقیاس بالخطوات التالیة :
الخطوة الأولى : تحدید بنیة الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی :
- بالاعتماد على أدبیات القیاس الحدیث فی تطویر المقاییس النفسیة بشکل عام ، وتطویر مقاییس الاتجاهات بشکل خاص، تم تحدید مفهوم الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی تحدیداً إجرائیاً بشکل واضح یمکن قیاسه، بالإفادة من بعض الکتابات النظریة والدراسات العربیة والإنجلیزیة – کما جاء بالإطار النظری والمفاهیم الأساسیة للدراسة - التی اهتمت بمفهوم الاتجاه، وما تناوله کثیر من المهتمین فی قیاس الاتجاهات وتطویر أدواته (نضال الشریفین ، 2006 ؛ زاید بنی عطا ، 2008 ؛ أحمد عوده ، 1992 ؛ Shrigley & Koballa , 2013 ) .
- تم الإفادة من الإطار النظری لبعض الدراسات ذات الصلة عن الاتجاهات نحو المرض النفسی (شنوده حسب الله بشای ومیخائیل رزق حکیم ،1990 ؛ Walker , 1993 ؛ علاء الدین کفافی ، 1994 ؛ لطفی عبد الرحمن ومحمد عبد الجواد ، 1998 ؛ Elshatoury et al ., 1999 ؛ حسین مد الله الطراونة ، 2017 ؛ سمیر محمد زقوت ، 2001 ؛ Lauber et al ., 2004 ؛ Wood , 2004 ؛ Gureje et al ., 2005 ؛ إسماعیل أحمد محمد، 2009؛ جنار عبد القادر الجباری، 2010؛ خالد بن حمیدی العنزی ، 2015)، والاتجاهات نحو المرض والعلاج النفسی (عبد اللطیف خلیفة ، 1989 ؛ زینب شقیر ، 1994 ؛ سمیر قوته ونداء تمراز ، 2000 ؛ Zuzousky , 2003 ؛ Levenson , 2004 ؛ Kabir et al ., 2004 ؛ زیاد برکات وکفاح حسن، 2006)، والاتجاهات نحو المرضى النفسیین (Song et al ., 2005) ، والاتجاهات نحو المرضى النفسیین (Kluegel & Heider , 2002) .
الخطوة الثانیة: صیاغة الفقرات وإعداد الصورة الأولیة للمقیاس
- فی ضوء ما جاء بالخطوة الأولى تم الاطلاع على بعض المقاییس العربیة والأجنبیة کمقیاس الاتجاه نحو المرض النفسی (شنودة حسب الله بشای ومیخائیل رزق حکیم ، 1990 ؛ یوسف عبد الفتاح محمد ، 1994 ؛ إسماعیل أحمد محمد ، 2009 ؛ خالد بن حمیدی العنزی ، 2015) ، ومقیاس المعتقدات والاتجاهات نحو المرض النفسی (عبد اللطیف خلیفة ، 1987) ، ومقیاس اتجاهات الأطباء نحو العلاج النفسی حسب التخصص والممارسة (أحلام عبد اباقی عبد المالک ، 2005) ، ومقیاس الاتجاه نحو المرض النفسی وعلاجه (زیاد برکات ، وکفاح حسن، 2006) ، مقیاس اتجاهات طلاب الإرشاد النفسی نحو اختصاصهم (نظمی عودة أبو مصطفى، 2008) .
- تم ترجمة ما أسفر عنه الاستقراء للإطار النظری للدراسة الحالیة والمقاییس العربیة الأجنبیة إلى أهداف وعبارات إجرائیة قابلة للقیاس ، تتفق والتعریف الإجرائی للاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی، وتمثلت فی (51) فقرة تمثل الصورة الأولیة للمقیاس، ورُوعی فی صیاغة الفقرات بأن تحمل کل فقرة شحنة انفعالیة تعبر عن ردود فعل الفرد إما إیجابیاً أو سلبیاً، والمحکات التی أشار إلیها Edwards (2011) فی أدبیات تطویر مقیاس الاتجاهات، إضافة إلى ذلک رُوعی بأن یکون محتوى الفقرة ملائم للمختصین وغیر المختصین؛ مما یُظهر سهولة الصیاغة والوضوح لتلک الفقرات ؛ فیحقق سهولة التطبیق على المشارکین بالدراسة باختلاف مستویاتهم التعلیمیة .
- درج المقیاس وفق تدرج Likert الخماسی الأکثر شیوعاً واستخداماً ، حیث کانت الاستجابة لکل عبارة موزعة على خمس مستویات، هی( موافق بشدة، موافق، محاید، غیر موافق، غیر موافق بشدة) ، وتم تحدید الأوزان وإعطاء الدرجات لفقرات المقیاس حسب طریقة ثرستون (5، 4،3 ،2، 1) فى حالة العبارات الإیجابیة (27عبارة) والتی تُعبر الموافقة علیها عن اتجاه إیجابی، والعکس فی حالة العبارات السالبة (23 عبارة) والتی تُعبر عن اتجاه سلبی، وتعبر الدرجة المرتفعة على المقیاس عن الاتجاه الإیجابی نحو الخدمات النفسیة، ویوضح جدول(3) توزیع عبارات مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی الإیجابیة والسلبیة لکل عامل من عوامل المقیاس، وعلى ذلک تعبر الدرجة المرتفعة على المقیاس عن الاتجاه الإیجابی نحو الخدمات النفسیة .
جدول (3)
توزیع عبارات مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی
الإیجابیة والسلبیة لعوامل المقیاس
م العوامل العبارات
الإیجابیة السلبیة
1 الاتجاه نحو المرض النفسی 40 45 49 26 38 46
2 الاتجاه نحو المریض النفسی 32 39 24 50
3 الاتجاه نحو الخدمة النفسیة 2 6 7 10 13 1 3 8 9 15
14 17 19 23 34 18 20 22
35 41 43 48
4 الاتجاه نحو المعالج / المرشد النفسی 5 12 16 21 33 4 11 25 27 28
37 42 47 29 30 31 36
(2) کفاءة مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی:
• الصدق Validity :
أ-الصدق المنطقی ( صدق المحکمین ) Logical Validity :
تم عرض الصورة الأولیة للمقیاس على مجموعة من السادة المحکمین المتخصصین فی مجال علم النفس الاجتماعی والصحة النفسیة والقیاس النفسی بلغ عددهم (7) ()؛ بهدف: التأکد من مناسبة الفقرات للمفهوم المراد قیاسه، وتحدید نوعیة الفقرات الموجبة والسالبة، وتحدید غموض بعض العبارات لتعدیلها، وحذف بعض العبارات غیر المرتبطة بمفهوم خدمات الإرشاد والعلاج النفسی، أو غیر مناسبتها لطبیعة وأهداف الدراسة وفى ضوء آراء المحکمین ثم تعدیل ثلاث (3) عبارات، وحذف (1) عبارة واحدة لتکرارها، والتی لم تحظ بنسبة اتفاق تتراوح بین(90% - 100 %)، حیث أصبح المقیاس فى صورته الأولیة یشتمل على (50) عبارة، وتم تطبیقه على المشارکین بالدراسة الاستطلاعیة؛ للاستقرار على الصورة النهائیة له .
ب- صدق البناء Construct Validity :
تم التحقق منه باستخدام التحلیل العاملیFactorial Analysis وذلک بعد تطبیق المقیاس فی صورته الأولیة على الأفراد المشارکین بالدراسة الاستطلاعیة ، تم حساب التحلیل العاملی الاستکشافی Exploratory Factor Analysis للتحقق من الصدق البنائی لمقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی عن طریق إخضاع مصفوفة الارتباطات بین فقرات المقیاس (50 فقرة) لدى العینة الاستطلاعیة (472 مشارک) بواسطة برنامج SPSS 16 .0 For Windows بطریقة المکونات الأساسیة Principle Component لـ Hotelling ، وقد أسفر التحلیل العاملی بعد تدویر المحاور تدویراً متعامداً بطریقة الفاریماکس Varimax لـ Kaiser عن وجود أربعة عوامل قابلة للتفسیر ()، وهذه العوامل الأربعة جذورها الکامنة Eigenvalues أکبر من الواحد الصحیح، ومحک التشبع الجوهرى للفقرة بالعامل ≥ 30,0، ومحک جوهریة العامل هو أن یحتوى على ثلاثة بنود جوهریة على الأقل (فؤاد أبو حطب، وأمال صادق، 2010) ، وفسرت مجتمعة 23.1 % من التباین الکلی لعبارات المقیاس ، ویوضح جدول(4) مصفوفة العوامل بعد التدویر المتعامد بطریقة الفاریماکس Varimax وحذف التشبعات الأقل من 0.3 لعبارات مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی .
جدول (4)
مصفوفة العوامل بعد التدویر المتعامد بطریقة الفاریماکس Varimax وحذف التشبعات الأقل من 0.3 لعبارات مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی (ن = 473)
م العبارات العوامل بعدالتدویر قیم الشیوع
الأول الثانی الثالث الرابع
26 أشعر بالخجل عند الحدیث عن المشکلات التی تواجهنی وتستلزم زیارة الطبیب النفسی 0.62 0.39
38 أعتقد أن ما یخیف الفرد من مراجعة الإخصائی / الطبیب النفسی هو نظرة الناس عندما یعرفون ذلک. 0.49 0.31
44 أشعر بالخوف عند مقابلة المرضى النفسیین . 0.48 0.27
49 نظرتی للمرض النفسی هی نفسها نظرتی لأی مرض أخر. 0.45 0.28
40 أعتقد أن المرض النفسی مثل أی مرض لا یستدعی اخفاءه أو الخجل منه . 0.44 0.33
46 اعتقد أن من یصاب بالمرض النفسی لا یمکن أن یعود إلى حالته الطبیعیة . 0.39 0.22
45 لا أشعر بالضیق لو کان جاری فی السکن مریضاً نفسیاً . 0.37 0.23
50 أشعر بالحرج عند التعامل مع المرضى النفسیین . 0.47 0.29
32 أنصح أی من یعانی من مشکلة نفسیة مراجعة الإخصائی / الطبیب النفسی . 0.46 0.27
39 أرى أن المریض النفسی کغیره من المرضى له الحق فی الرعایة والعلاج . 0.43 0.28
24 أجد صعوبات فی اقناع بعض المضطربین أو ذوی المشکلات لزیارة العیادات النفسیة . 0.33 0.25
43 لا أتردد لحظة لطلب الخدمات النفسیة إذا واجهتنی مشکلة أو أزمة نفسیة . 0.57 0.43
18 أشعر بأن الخدمات النفسیة بالعیادات والمراکز النفسیة بلا جدوى . 0.56 0.34
20 أعتقد أن خدمات الإرشاد النفسی لا تقدم إلا فی العیادات الطبیة فقط . 0.54 0.37
9 أشعر بالحرج عند رؤیة أحد المقربین لی بالقرب من المراکز والعیادات النفسیة. 0.52 0.30
34 تمنیت أن أکمل دراساتی فی تخصص الإرشاد / العلاج النفسی . 0.48 .30
13 لا تقل العیادات والمراکز النفسیة أهمیة عن العیادات والمراکز الطبیة . 0.46 0.26
23 أشعر بالارتیاح لتنوع خدمات الإرشاد والعلاج النفسی فی کافة مجالات الحیاة 0.44 0.29
48 اعتقد أن العلاج النفسی طریقة ناجحة فی علاج المرضى النفسیین. 0.43 0.30
22 یقلقنی زیادة المراکز والعیادات النفسیة بالمجتمع . 0.42 0.23
15 توجد أشیاء متعددة بالمجتمع تدفع الأفراد للابتعاد عن المراکز والعیادات النفسیة. 0.41 0.25
7 تساعد خدمات الإرشاد والعلاج النفسی فی شعور الأفراد بالسعادة النفسیة . 0.38 0.20
35 أجد متعة فی قراءة الموضوعات النفسیة التی تساعد الأفراد فی التغلب على مشکلاتهم. 0.36 0.23
10 تسهم آلیات الإرشاد النفسی فی فهم الفرد لذاته . 0.36 0.17
8 یستطیع أی فرد تقدیم خدمات الإرشـاد / العلاج النفسی . 0.36 0.17
14 أشعر بالتوتر لامتناع بعض الأفراد المضطربین عن زیارة العیادات والمراکز النفسیة . 0.35 0.17
2 أشعر بأن أهمیة مهنة الإرشاد والعلاج النفسی تزداد یوماً بعد یوم . 0.35 0.14
6 تسهم خدمات الإرشاد والعلاج النفسی فی حل المشکلات والمواقف الضاغطة. 0.34 0.17
17 تعد مهنة العلاج والإرشاد النفسی من المهن التی لا غنى عنها فی المجتمع . 0.33 0.22
41 یضایقنی أن أرى بعض الأفراد یخجلون من طلب المعالجة النفسیة . 0.32 0.25
3 أرى أن خدمات الإرشاد النفسی تقتصر على المشکلات النفسیة . 0.31 0.78
19 من السهل علىَّ اتخاذ قرار زیارة العیادات أو المراکز النفسیة . 0.30 0.30
25 أعتقد أن الذهاب للإخصائی أو الطبیب النفسی غیر ذی جدوى . 0.54 0.33
28 أنزعج من معرفة الإخصائی / الطبیب النفسی تفاصیل حیاتی عبر زیارة العیادة / المرکز النفسی 0.53 0.32
37 أرى أن العمل کإخصائی / طبیب نفسی یبعث فی النفس السعادة والسرور النفسی . 0.52 0.29
21 اتمنى کثیراً بأن أکون أحد أعضاء فریق الإرشاد والعلاج النفسی . 0.51 0.30
33 أشعر بأن مراجعة الإخصائی / الطبیب النفسی تسهم فی إقامة علاقات طیبة للفرد بالأخرین . 0.47 0.22
47 أغضب من عرض صورة للطبیب / الإخصائی النفسی غیر لائقة بوسائل الإعلام 0.46 0.23
11 یقل شعوری بالراحة عندما ینصحنی أحد بزیارة الطبیب أو الإخصائی النفسی . 0.42 0.17
12 أشعر بالسعادة عندما أجد حلاً للمشکلة التی أعانی منها بعد معاودة الطبیب أو الإخصائی النفسی . 0.41 0.23
16 أشعر بالرضا عن صورة الإخصائی والمعالج النفسی بالمجتمع . 0.40 0.28
27 أعتقد أن ذهاب الفرد للإخصائی / الطبیب النفسی یعنی عدم قدرته على التعامل مع مشکلاته . 0.37 0.19
4 یُعد الذهاب للطبیب النفسی أو الإخصائی النفسی مضیعة للوقت . 0.35 0.17
36 أشعر بأن الإخصائی / الطبیب النفسی هم أنفسهم یحتاجون إلى إرشاد / علاج نفسی. 0.34 0.23
31 أتجنب أن یکون أحد أصدقائی إخصائیاً / طبیباً نفسیاً . 0.33 0.19
42 أرى أهمیة عدم التردد من مراجعة الفرد للإخصائی / الطبیب النفسی حتى ولو کانت المشکلة التی یواجهها بسیطة. 0.33 0.28
29 أفضل أن أحل مشکلاتی بنفسی بدلاً من الذهاب للإخصائی / الطبیب النفسی . 0.32 0.20
30 أفضل اللجوء للأشخاص المهمین فی حیاتی لحل مشکلاتی بدلاً من اللجوء إلى الإخصائی / الطبیب النفسی 0.31 0.14
5 یحتاج الفرد فی بعض الأحیان لمعاودة الطبیب النفسی أو الإخصائی النفسی . 0.30 0.12
الجذر الکامن 3.62 3.07 2.55 2.32 11.56
النسبة المئویة للتباین 7.23 6.14 5.09 4.64 23.1
التباین العاملی 31.31 26.56 22.06 20.07 100 %
یتضح من جدول (4) أن جمیع عبارات مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی قد تشبعت بقیم ≥ 30,0، الأمر الذی یؤکد أن المقیاس فی صورته النهائیة مشتملاً على (50) عبارة، وقد فُسر العامل الأول 7.23 % من حجم التباین فی سبع فقرات، والمستقرئ لها یتضح له أنها تتمحور أعلى تشبعاتها حول الشعور بالخجل عند الحدیث عن المشکلات التی تستلزم زیارة المعالج أو الطبیب النفسی والخوف من نظرة الناس عند مراجعة الطبیب النفسی بسبب تلک المشکلات أو الخوف من التواجد مع المرضی النفسیین ، وهل المرض النفسی کغیره من الأمراض، وهل من الممکن أن یعود من یصاب بالأمراض النفسیة إلى حالته الطبیعیة ، ولهذا یمکن تسمیة هذا العامل بـ " الاتجاه نحو المرض النفسی"، فی حین فُسر العامل الثانی 6.14% من حجم التباین فی أربع فقرات، تتمرکز أعلى تشبعاتها فی الشعور بالحرج عند التعامل مع المرضى، وإرشاده بمراجعة الإخصائی أو المعالج النفسی، للحفاظ على حقه فی الرعایة والعلاج کغیره من المرضى، بل ومحاولة إقناع المُشکلین أو المضطربین بمعاودة العیادات والمراکز النفسیة، ولذلک یمکن تسمیة هذا العامل بـ " الاتجاه نحو المریض النفسی" .
وقد فُسر العامل الثالث 5.09 % من حجم التباین فی إحدى وعشرون فقرة، ومن خلال فحص تلک العبارات یلاحظ أن جمیعها تتمرکز حول معتقدات الفرد لمدى جدوى الخدمة النفسیة، واتخاذ قرار لطب الخدمة النفسیة ، وشعور الفرد عند رؤیة أحد المقربین فی مرکز أو عیادة نفسیة لطلب الخدمة النفسیة، وأمنیات الفرد حول ممارسته لمهنة الإرشاد أو العلاج النفسی، ومدى تنوع خدمات الإرشاد والعلاج النفسی، وإدراکه لمهنة العلاج والإرشاد النفسی، ومشاعره نحو زیاده المراکز والعیادات النفسیة، وإستراتیجیات التدخل ومد ید العون والمساعدة للمُشکلین، ورأیه حول طلب المضطربین للمعالجة النفسیة، ولذلک یمکن تسمیة هذا العامل بـ " الاتجاه نحو الخدمة النفسیة "، فی حین فُسر العامل الرابع 4.64 % من حجم التباین فی سبع عشرة فقرة ، وباستقراء هذه العبارات یلاحظ أن أعلى تشبعاتها تتمحور فی المعتقدات حول جدوى الذهاب للإخصائی أو المعالج النفسی أو زیارة أی منهم، والمشاعر نحو طبیعة عمل الإخصائی أو المعالج النفسی، وصورة الإخصائی النفسی أو المعالج النفسی فی وسائل الإعلام أو لدى المحیطین، بل سلوکیات الإخصائی أو المعالج النفسی نفسه، ومدى الرغبة فی اتخاذ الإخصائی أو المعالج النفسی صدیقاً من عدمه، ولذلک یمکن تسمیة هذا العامل بـ : " الاتجاه نحو المعالج/ المرشد النفسی " .
والمستقرئ لعوامل مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی الأربع، یتضح له أنها تتسق مع طبیعة الاتجاه نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی وأبعاد التعریف الإجرائی المحدد له بالدراسة .
• الثباتReliability :
أ‌- طریقة ألفا کرونباک Alpha Cronbach Method :
استخدم الباحث معادلة ألفا کرونباک (صفوت فرج، 2007) وهی معادلة تستخدم لإیضاح المنطق العام لثبات الاختبار، ویوضح جدول (5) قیم معامل ثبات ألفا کرونباخ لمقیاس الاتجاه نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی وأبعاده الأربع .
ب‌- طریقة إعادة تطبیق الاختبار Test- Retest :
استخدم الباحث طریقة إعادة الاختبار لحساب ثبات المقیاس بعد تطبیقه على أفراد الدراسة الاستطلاعیة (ن = 473) ، بفاصل زمنی أسبوعین بین التطبیق الأول والتطبیق الثانی، وتم حساب معامل الارتباط بین درجات أفراد العینة الاستطلاعیة فی التطبیق الأول، ودرجاتهم فی التطبیق الثانی على المقیاس ککل وأبعاده، ویوضح جدول (5) قیم معامل الثبات لمقیاس الاتجاه نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی وأبعاده الأربع.
جدول (5)
قیم معامل ثبات مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی وأبعاده
بطریقتی ألفا کرونباخ وإعادة تطبیق الاختبار (ن = 473)
أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی قیم معامل الثبات
إعادة تطبیق الاختبار ألفا کرونباک
العامل الأول: الاتجاه نحو المرض النفسی 0.81 0.85
العامل الثانی : الاتجاه نحو المریض النفسی 0.76 0.81
العامل الثالث : الاتجاه نحو الخدمة النفسیة 0.78 0.83
العامل الرابع : الاتجاه نحو المعالج / المرشد النفسی 0.81 0.86
مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی 0.83 0.89
یتضح من جدول (5) ارتفاع قیم معامل ثبات مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی وأبعاده الفرعیة بطریقتی ألفا کرونباخ وإعادة تطبیق الاختبار ؛ مما یشیر إلى تمتع المقیاس ککل وأبعاده بدلالات ثبات مناسبة ، تفی بأغراض الدراسة الحالیة .
2- مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط
قام الباحث بإعداد مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط ؛ بهدف الحصول على أداة سیکومتریة تتناسب مع أهداف الدراسة وطبیعتها ؛ للأسباب التالیة ، أولها : ندرة المقاییس للمعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط بالبیئة العربیة بصفة عامة ، وبجمهوریة مصر العربیة بصفة خاصة، وثانیها : أن ما یتوافر من مقاییس قد اقتصر على الجوانب التعلیمیة ، والإداریة، والاقتصادیة ، مما یستوجب بناء مقیاس تتضمن عباراته تجاه عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی بشکل مباشر، وثالثهما : أن یتم صیاغة عبارات المقیاس لتُظهر النیة الشخصیة ، والسیطرة السلوکیة المُدرکة تجاه عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی ، وقد مر بناء المقیاس بالخطوات التالیة :
• الاطلاع على بعض الکتابات النظریة والدراسات العربیة والإنجلیزیة– کما جاء بالإطار النظری والمفاهیم الأساسیة للدراسة - التی اهتمت بنظریة السلوک المخطط ، وبخاصة الدراسات التی تناولت نظریة السلوک المخطط مع بعض متغیرات الدراسة الحالیة ومنها الاتجاهات نحو الخدمات الإرشادیة والعلاجیة .
• الاطلاع على عدد من المقاییس التی تم استخدامها فی الدراسات الأجنبیة والعربیة کاستبانة السلوک المخطط لقیاس نوایا تنظیم المشاریع Planned Behavior Questionnaire to Measure Entrepreneurial Intentions (Rueda et al ., 2015)، استبیان الأبعاد المشکلة لنیة طالب اللیسانس للالتحاق بالماستر الأکادیمی وفقاً لنظریة السلوک المخطط (عز الدین بشقه ، 2015)، ومقیاس معتقدات الطلبة المعلمین نحو استخدام إستراتیجیة التعلم التعاونی فی التدریس بناءً على نظریة السلوک المخطط ( عبد الله بن خمیس أمبو سعیدی ، محمد أحمد سلیم ، 2012) ، واستبانة نظریة السلوک المخطط لتقدیر نیة الفرد للقیام بعمل ما (سلیمان بن محمد البلوشی، ناصر بن یاسر الرواحی ، 2011) .
• وقد تمثل عدد عبارات مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط فی (20) عبارة لها خمسة بدائل:(تنطبق دائماً ، تطبق أحیاناً ، غیر متأکد ، لا تنطبق ، لا تنطبق مطلقاً) على أن تکون درجات کل فقرة على الترتیب (5- 4- 3 -2 -1) للعبارات الإیجابیة، و(1-2-3-4-5) .
(2) کفاءة مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط:
• الصدق Validity :
اعتمد الباحث فی حساب صدق المقیاس على ما یلی :
- صدق البناء Construct Validity :
تم التحقق منه باستخدام التحلیل العاملیFactorial Analysis وذلک بعد تطبیق المقیاس فی صورته الأولیة على الأفراد المشارکین بالدراسة الاستطلاعیة ، تم حساب التحلیل العاملی الاستکشافی Exploratory Factor Analysis للتحقق من الصدق البنائی لمقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی عن طریق إخضاع مصفوفة الارتباطات بین فقرات المقیاس ( 20 فقرة ) لدى العینة الاستطلاعیة (472 مشارک ) بواسطة برنامج SPSS 16 .0 For Windows بطریقة المکونات الأساسیة Principle Component لـ Hotelling ، وقد أسفر التحلیل العاملی بعد تدویر المحاور تدویراً متعامداً بطریقة الفاریماکس Varimax لـ Kaiser عن وجود عاملین قابلین للتفسیر()، وهذان العاملان جذورهما الکامنة Eigenvalues أکبر من الواحد الصحیح ، ومحک التشبع الجوهری للفقرة بالعامل ≥ 30,0، ومحک جوهریة العامل هو أن یحتوى على ثلاثة بنود جوهریة على الأقل (فؤاد أبو حطب، وأمال صادق، 2010) ،وفسرت مجتمعة 31.5 % من التباین الکلی لعبارات المقیاس بعد حذف التشبعات الأقل من 0.3 ، ویوضح جدول (6) مصفوفة العوامل بعد التدویر المتعامد بطریقة الفاریماکس Varimax وحذف التشبعات الأقل من 0.3 لعبارات مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط.

جدول (6)
مصفوفة العوامل بعد التدویر المتعامد بطریقة الفاریماکس Varimax وحذف التشبعات الأقل من 0.3 لعبارات مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة
السلوک المخطط (ن = 472)
م العبارة العوامل بعد التدویر قیم الشیوع
الأول الثانی
6 أتردد فی الذهاب للإخصائی النفسی 0.73 0.58
2 أتصور بأن زیارة للإخصائی النفسی غیر مجدیه 0.59 0.35
17 أنصح کل من یعانی من أی مشکلة حیاتیة الذهاب إلى العیادات والمراکز النفسیة. 0.49 0.33
7 أُدرک الدور المتعاظم للإخصائی النفسی فی التخفیف عن الأفراد المُشکلین. 0.44 0.30
11 اهتم بمتابعة أخبار الأفراد المُشکلین وما طرأ علیهم من تحسن . 0.37 0.32
18 أعتقد بأهمیة التدخلات العلاجیة فی التغلب على العقبات التی تواجه الأفراد المُشکلین . 0.35 0.39
10 أمتلک الاستعداد للذهاب للإخصائی النفسی فی أی وقت أشعر فیه بالضیق . 0.33 0.35
14 اعتقد فی أهمیة الخدمة النفسیة فی العیادات ومراکز الإرشاد النفسی لذوی المشکلات والأحداث الضاغطة. 0.32 0.68
19 أمتلک الرغبة فی مساعدة من یسعى لطلب الخدمة النفسیة بالإعلان المستمر عن أماکن العیادات ومراکز الإرشاد النفسی . 0.31 0.29
15 أسعى للتعرف على الخدمات التی یقدمها المراکز والعیادات النفسیة للأفراد الُمشکلین . 0.30 0.49
20 أعرف کیف أتصرف مع الأحداث المُشکلة . 0.82 0.67
9 أمتلک بدائل متنوعة حول کیفیة التعامل مع المشکلات التی تواجهنی 0.78 0.61
4 أتعامل مع المواقف الضاغطة بهدوء اعتماداً على ثقة فی قدرة الإخصائی النفسی على مساعدتی فی التصدی لها 0.65 0.42
16 أجد حلا لکل مشکلة تواجهنی لدى الإخصائی النفسی . 0.60 0.37
13 أستطیع التعایش مع الأحداث الحیاتیة الیومیة الضاغطة دون الذهاب للإخصائی النفسی 0.52 0.33
12 لدی القدرة على التخفیف عن ما یعانون من مشکلات أو اضطرابات نفسیة. 0.47 0.32
8 أذهب للإخصائی النفسی عندما أواجه مشکلة تؤرقنی . 0.45 0.30
3 أتعامل مع المشکلات التی تواجهنی بمرونة . 0.39 0.55
1 ستطیع تنفیذ " أو أساعد من یواجه مشکلة " ما ینصح به أو یقدمه الإخصائی النفسی فی الجلسات الإرشادیة. 0.32 0.43
5 أواجه ما یواجهنی من مشکلات بکفاءة واقتدار . 0.30 0.32
الجذر الکامن 3.23 3.07 6.3
النسبة المئویة للتباین 16.17 15.33 31.5
التباین العاملی 51.27 48.73 100 %
یتضح من جدول (6) أن معظم عبارات مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط قد تشبعت بقیم أکبر من أو تساوی 0.3 ، الأمر الذی یؤکد أن المقیاس فی صورته النهائیة مشتملاً على (20) عبارة، وقد استوعب العامل الأول 16.17 % من حجم التباین فی عشر عبارات، والمستقرئ لها یتضح له أنها تتمحور أعلى تشبعاتها حول رغبة الأفراد والعوامل الدافعیة لهم للذهاب للإخصائی النفسی وتلقی الخدمة النفسیة ، وإدراک أهمیة الخدمات النفسیة فی التغلب على المشکلات ، بل ونصح کل من یعانی أو یواجه مشکلة بالذهاب إلى العیادات والمراکز النفسیة ، وبیان أهمیة بأهمیة التدخلات العلاجیة فی التغلب على العقبات التی تواجه الأفراد المُشکلین لهم ، ولذا یمکن تسمیة هذا العامل بـ " نیة طلب المساعدة النفسیة "، فی حین استوعب العامل الثانی 15.33 % من حجم التباین فی عشر عبارات، تتمرکز أعلى تشبعاتها فی اعتقادات الأفراد حول قدرتهم على التصرف فی الموقف المُشکلة والحدث الضاغط ، وامتلاک البدائل المتنوعة حول کیفیة التعامل مع المشکلات التی تواجههم ، والثقة فی قدرة الإخصائی النفسی فی مساعدتهم لاکتساب أسالیب مختلفة للتعامل مع الأحداث الحیاتیة الیومیة الضاغطة ، ولذلک یمکن تسمیة هذا العامل بـ " السیطرة السلوکیة المدرکة: الذاتیة – الاجتماعیة " .
والمستقرئ لعاملی مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط التی تم التوصل إلیهما من التحلیل العاملی بواسطة برنامج SPSS بطریقة المکونات الأساسیة Principle Component، وبعد التدویر المتعامد بطریقة الفاریماکس Varimax ، وحذف التشبعات الأقل من 0.3، یتضح له أنها تتسق مع طبیعة المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط وأبعاد التعریف الإجرائی المحدد له بالدراسة الحالیة.
• الثباتReliability :
أ‌- طریقة ألفا کرونباک Alpha Cronbach Method :
استخدم الباحث معادلة ألفا کرونباک (صفوت فرج، 2007) وهی معادلة تستخدم لإیضاح المنطق العام لثبات الاختبار، ویوضح جدول (7) قیم معامل ثبات ألفا کرونباخ لمقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط وعاملیه.
ب‌- طریقة إعادة تطبیق الاختبار Test- Retest :
استخدم الباحث طریقة إعادة الاختبار لحساب ثبات المقیاس بعد تطبیقه على الأفراد المشارکین بالدراسة الاستطلاعیة (ن=472)،بفاصل زمنی أسبوعین بین التطبیق الأول والتطبیق الثانی، وتم حساب معامل الارتباط بین درجات الأفراد المشارکین بالدراسة الاستطلاعیة فی التطبیق الأول، ودرجاتهم فی التطبیق الثانی على المقیاس ککل وعاملیه، ویوضح جدول(7) قیم معامل الثبات لمقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط وعاملیه.
جدول (7)
قیم معامل ثبات مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط وعاملیه بطریقتی ألفا کرونباخ وإعادة تطبیق الاختبار (ن = 472)
م أبعاد مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط قیم معامل الثبات
إعادة تطبیق الاختبار ألفا کرونباک
1 نیة طلب المساعدة النفسیة 0.76 0.83
2 السیطرة السلوکیة المدرکة " الذاتیة – الاجتماعیة " 0.72 0.79
مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط 0.81 0.87
یتضح من جدول (7) ارتفاع قیم معامل ثبات مقیاس المعتقدات الإرشادیة والعلاجیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط وعاملیه بطریقتی ألفا کرونباخ وإعادة تطبیق الاختبار؛ مما یشیر إلى درجة عالیة من الثبات للمقیاس ککل وعاملیه.
نتائج الدراسة ومناقشتها :
1-نتائج الفرض الأول وتفسیرها :
ینص الفرض الأول على أنه:"تتصف الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة (المرض والمریض النفسی، والخدمة النفسیة، والمعالج/ المرشد النفسی) لدى المشارکین بالدراسة الأساسیة ببعض الخصائص کما فی التراث النفسی" .
للتحقق من صحة هـذا الفرض قام الباحث بتطبیق مقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة على المشارکین بالدراسة الأساسیة 2243 فرداً بمحافظة أسیوط فی صعید مصر ؛ لحساب الإرباعیات Quartiles، لتقسیم درجات أفراد العینة الأساسیة إلى ثلاثة مستویات للاتجاهات نحو الخدمات النفسیة ، ویوضح جدول (8) الخصائص الإحصائیة طبقاً للإرباعیات لمقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة .
جدول (8)
الخصائص الإحصائیة طبقاً للإرباعیات لمقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة (2243)
البعد م الخصائص الإحصائیة الدرجة مدى مستوى الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة ن عدد المشارکین
المدى مستوى الاتجاهات ن %
الاتجاهات نحو المرض النفسی 1 الإرباعی الأول 25 14 أقل من 14 اتجاهات سلبیة 561 27.5 %
2 الإرباعی الثانی 50 16 من أکبر من 14 حتى أقل من 18 اتجاهات حیادیة 1120 54.8 %
3 الإرباعی الثالث 75 18 أکبر من 18 اتجاهات إیجابیة 362 17.7 %
الاتجاهات نحو المریض النفسی 1 الإرباعی الأول 25 7 أقل من 7 اتجاهات سلبیة 925 45.3 %
2 الإرباعی الثانی 50 8 من أکبر من 7 حتى أقل من 9 اتجاهات حیادیة 862 42.2 %
3 الإرباعی الثالث 75 9 أکبر من 9 اتجاهات إیجابیة 256 12.5 %
الاتجاهات نحو الخدمة النفسیة 1 الإرباعی الأول 25 40 أقل من 40 اتجاهات سلبیة 697 34.1 %
2 الإرباعی الثانی 50 43 من أکبر من 40 حتى أقل من 46 اتجاهات حیادیة 488 23.9 %
3 الإرباعی الثالث 75 46 أکبر من 46 اتجاهات إیجابیة 858 42 %
الاتجاهات نحو المرشد / المعالج النفسی 1 الإرباعی الأول 25 37 أقل من 37 اتجاهات سلبیة 676 33.1 %
2 الإرباعی الثانی 50 39 من أکبر من 37 حتى أقل من 42 اتجاهات حیادیة 931 45.6 %
3 الإرباعی الثالث 75 42 أکبر من 42 اتجاهات إیجابیة 436 21.3 %
وبناءً على درجة الإرباعیات Quartiles الأدنى والأعلى لکل عامل من عوامل مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی – کما فی جدول (8) - تم تحدید ذوی الاتجاهات السلبیة والإیجابیة، ثم قام الباحث بحساب المتوسطات الموزونة لدرجات أفراد ذوی الاتجاهات السلبیة والإیجابیة نحو الخدمات النفسیة، وحساب النسبة المئویة لعوامل المقیاس لدى المشارکین بالدراسة الأساسیة ؛ تمهیداً للتعرف على طبیعة الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة ، ویوضح جدول (9) الوصف الإحصائی ونسبة انتشار الاتجاهات السلبیة والإیجابیة نحو الخدمات النفسیة بین أفراد العینة الأساسیة.

جدول (9)
الوصف الإحصائی ونسبة انتشار الاتجاهات السلبیة والإیجابیة نحو الخدمات النفسیة
بین أفراد العینة الأساسیة ( ن = 2243 ) (*)
م الأبعاد الفرعیة الاتجاهات السلبیة الاتجاهات الإیجابیة
الارباعی الأدنى 25 % ن
عدد الأفراد ن
عدد الفقرات المتوسط الحسابی (م) المتوسط الوزنی النسبة المئویة للمتوسط الموزون % الارباعی الأعلى 75 % ن
عدد الأفراد ن
عدد الفقرات المتوسط الحسابی (م) المتوسط الوزنی النسبة المئویة للمتوسط الموزون %
1 الاتجاه نحو المرض النفسی 14 362 7 20.16 2.88 57.6 % 18 561 7 13.03 1.86 37.2 %
2 الاتجاه نحو المریض النفسی 7 256 4 10.63 2.66 53.15 % 9 925 4 6.41 1.60 32.05 %
3 الاتجاه نحو الخدمة النفسیة 40 697 22 37.81 1.72 34.37 % 46 858 22 47.22 2.15 42.93 %
4 الاتجاه نحو المعالج / المرشد النفسی 37 676 17 34.64 2.04 40.75 % 42 436 17 45.06 2.65 53.01 %
یتضح من جدول (9) تمایز الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة لدى المشارکین بالدراسة الأساسیة، حیث تمیزت الاتجاهات نحو المرض والمریض النفسی بالسلبیة، حیث ارتفعت النسبة المئویة للمتوسط الموزون% لهما فی الاتجاهات السلبیة فبلغت 57.6 % للاتجاه نحو المرض النفسی، و53.15 % للاتجاه نحو المریض النفسی، وانخفاض النسبة المئویة للمتوسط الموزون% لهما فی الاتجاهات الإیجابیة فبلغت 37.2 % للاتجاه نحو المرض النفسی ، و32.5 % للاتجاه نحو المریض النفسی، واتسمت الاتجاهات نحو الخدمة النفسیة، والمعالج/ المرشد النفسی بالإیجابیة حیث ارتفعت النسبة المئویة للمتوسط الموزون% لهما فی الاتجاهات الإیجابیة فبلغت 53.01 % للاتجاه نحو المعالج/ المرشد النفسی، و42.93% للاتجاه نحو الخدمة النفسیة، وانخفضت النسبة المئویة للمتوسط الموزون% لهما فی الاتجاهات السلبیة، فبلغت 34.37 % للاتجاه نحو الخدمة النفسیة ، و40.75 % للاتجاه نحو المعالج/ المرشد النفسی؛ مما یعنی افتقار المشارکین بالدراسة على کافة التخصصات والمستویات التعلیمیة لتقبل المریض والمرض النفسی ، فی حین تفهم طبیعة الخدمة النفسیة والوعی بأدوار المعالج أو الإخصائی النفسی فی عملیة العلاج / الإرشاد النفسی ، ویوضح شکل (3) النسبة المئویة للمتوسط الموزون % للاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی الإیجابیة والسلبیة .

شکل (3)
النسبة المئویة للمتوسط الموزون % للاتجاهات نحو خدمات
الإرشاد والعلاج النفسی الإیجابیة والسلبیة
وقد جاءت نتائج الدراسة فی سیاق ما أسفرت عنه نتائج دراسة سمیر محمد زقوت (2001) بأن الاتجاه نحو المرض النفسی لدى المترددین على المعالجین النفسیین والتقلیدیین سلبیة ، وما أوضحته نتائج دراسة صفاء مبارک سلیمان الحاج (2017) بأن اتجاهات أسرة المریض نفسیاً نحو المرض النفسی إیجابیة بنسبة 45 % وسلبیة بنسبة 55 % من أفراد الدراسة، ما أسفرت عنه نتائج دراسة سامیة عرعار وأخرون (2015) بأنه أظهر ما یقدر بــ 36.3 % من المشارکین بالدراسة اتجاهاً إیجابیاً نحو العلاج النفسی غیر الدوائی ، فی حین ما یقدر بــ 7.4 % من المشارکین بالدراسة اتجاهاً سلبیاً نحو العلاج النفسی غیر الدوائی، وما توصلت إلیه نتائج دراسة Suka et al ., (2016) اختلاف مصادر السعی لطلب المساعدة النفسیة ، حیث کانت فی حالات الدوار أو الدوخة 85.9 % نیة إیجابیة لطلب المساعدة، وأعطی 24.7 % الأولویة للحصول على المساعدة الرسمیة ، وکانت هذه النسبة أصغر فی حالات الأرق 25 حتى 75.4 %، والمزاج الاکتئابی 18.7 حتى 74.9 % ، وسرعة الاستثارة أو الهیاج 0.9 حتى 72.9 %، وما أوضحته نتائج دراسة Salim (2010) بأن الطلاب بشکل عام لا یسعون لطلب مساعدة المرشدین النفسیین، وأن متوسط الدرجات 49.6% فی الفئة المنخفضة، وبشکل عام فإن 49.1 % من الطلاب فی فئة الدرجات المنخفضة ، وأن 41 % فی المدى المتوسط، وأن 9.3 % فقط فی الفئة المرتفعة .
ویتسق ما أسفرت عنه نتائج الدراسة الحالیة من سلبیة الاتجاهات نحو المریض والمرض النفسی مع ما أوضحه علاء الدین عیسى أحمد أبو جربوع (2005) بأنه یوجد مُناخ اجتماعی عام یحیط بالمرض النفسی، ویعد هذا المناخ مسئولاً عن تصور الجمهور للمرضى النفسیین أنهم یمثلون تهدید وخطورة بالنسبة للمجتمع، لذلک أرجع Bentz et al ., (1997) الإحساس بخطورة المرض النفسی إلى العمومیات الثقافیة فی تصور الناس للمرض النفسی من حیث أعراضه وأسبابه وطرق علاجه، وما أوضحه سمیر محمد زقوت (2001) بأنه على الرغم من اختلاف الأفراد فی نظرتهم للمرض النفسی من ناحیة أسبابه أو قبول ورفض العلاج ، إلا أنهم جمیعاً یفضلون أن شکوا من أعراض جسمیة على أن یشکوا من أعراض نفسیة .
ویتسق ذلک مع ما أوضحته الأدبیات البحثیة والأطُر التنظیریة بأن أحد الأسباب الأکثر شیوعاً لدى الأفراد والتی تحدو بهم إلى تجنب السعی لطلب المساعدة النفسیة بالإضافة إلى الخوف من الوصمة من الآخرین Fear of Being Stigmatized by Others هو رفض المجتمع للفرد المضطرب نفسیاً بسبب السلوکیات أو الأعراض المخیفة أو التی لا تحظى بالمرغوبیة التی تبدو علیه وتحتاج إلى مساعدة نفسیة کمحاولة للحد من آثارها السلبیة ، والتغلب على الأعراض المرتبطة بتلک السلوکیات(Deane & Chamberlain , 1994) .
ویُعزی الباحث إیجابیة الاتجاهات نحو الخدمة النفسیة، والمعالج/ المرشد النفسی، إلى توافر ثقافة عن خدمات عملیتی الإرشاد/ والعلاج النفسی، واقتناع المحیطین بذوی الاضطراب والمرض النفسی بأن تلک الخدمات تقوم على أسس علمیة ونظریات تسهم فی تعدیل السلوک غیر المرغوب، وتحسین الحالة النفسیة لذوی خبرات المعاناة عبر تدخلات علاجیة یقدمها مهنیین فی عملیتی الإرشاد والعلاج، فی حین ترجع سلبیة الاتجاهات نحو المریض والمرض النفسی إلى النظرة السلبیة تجاه المرض والعلاج النفسی ، وهناک بعض الأسر التی تنکر وجود مرض نفسی فی أبنائهم باعتباره وصمة عار Stigma فی الأسرة ؛ التی تتکون من أعراض الاضطرابات والأمراض النفسیة التی تبدو على المریض أو المضطرب نفسیاً لا تحظى بالمرغوبیة الاجتماعیة من المحیطین به، وما یرتبط بتلک الأعراض من وصمة اجتماعیة، تجعل المریض النفسی فی حالة عزلة وانسحاب اجتماعی من المواقف الحیاتیة المختلفة؛ مما یعکس سلبیة الاتجاه نحو المرض والمریض النفسی .
وللوقوف على وجهة نظر المشارکین بالدراسة الأساسیة تجاه المرض والمریض والإخصائی / الطبیب النفسی قام الباحث بتحلیل استجاباتهم على السؤال مفتوح النهایة : ما وجهة نظرک تجاه المرض والمریض والإخصائی / الطبیب النفسی ؟ ، من مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی باستخدام برنامج Atlas TI version 3.4 ، ویوضح شکل (4) تحلیل استجابات المشارکین بالدراسة على وجهة نظرهم تجاه المرض والمریض والإخصائی / الطبیب النفسی .

شکل (4)
تحلیل استجابات المشارکین بالدراسة على
وجهة نظرهم تجاه المرض والمریض والإخصائی / الطبیب النفسی
والمستقرئ لنتائج تحلیل استجابات الطلاب یتضح له مدى الاتساق بین الوصف الإحصائی ونسبة انتشار الاتجاهات السلبیة والإیجابیة نحو الخدمات النفسیة ، حیث یظهر الخوف من الإصابة بالمرض النفسی أو ظهور أعراضه واعتباره وصمة العار Stigma ، وینعکس ذلک على الفرد المصاب بتلک الأعراض فیظهر کونه مصدر المعاناة ، فی حین زیادة وعی المشارکین بالدراسة حول التدخلات الإرشادیة والعلاجیة ودور المعالج أو المرشد النفسی ، مما یعنی افتقار المشارکین بالدراسة على کافة التخصصات والمستویات التعلیمیة لتقبل المریض والمرض النفسی ، فی حین تفهم طبیعة الخدمة النفسیة والوعی بأدوار المعالج أو الإخصائی النفسی فی عملیة العلاج / الإرشاد النفسی .
ویتسق ذلک مع ما أوضحته سامیة عرعار وأخرون (2015) بأنه یساء فهم المریض والأعراض التی تبدو علیه من قبل أفراد المجتمع مقارنة بالمرض العضوی الذی یفهم معناه وأعراضه، وهذا ما یُظهر ما یسمى بالوصمة، حیث ما تزال هناک نظرة سلبیة للعلاج النفسی على اعتبار أن العلاج النفسی هو للمجانین، وأن من یعالج نفسیاً لابد أن یکون مجنوناً، ویتسق ذلک مع ما أوضحه Ow & Lee (2012) أن أولى المراحل التی تمر بها الوصمة إطلاق التسمیات السلبیةً على الآخرین نتیجة اتصافهم بسمةٍ لا یرغب المجتمع بها ، ویرى أنها قد انحرفت عن معاییره المثلى.
ویتماشى ذلک مع ما جاء بالأطُر التنظیریة والأدبیات بأن الخوف من الوصم من قبل الآخرین غالباً ما یؤدی بالأفراد إلى تجنب المساعدة النفسیة، ویمکن أن یکون هذا الوصم داخلیاً ویحد من احتمال سعی الأفراد لطلب المساعدة النفسیة، وهذا ما یستوجب على المهنیین بعلم النفس بفهم هذه الأشکال؛ لتحدید التدخلات على مختلف المستویات لمساعدة الأفراد للتغلب على العوائق التی تحول دون السعی لطلب المساعدة المهنیة(Deane & Chamberlain , 1994).
2-نتائج الفرض الثانی وتفسیرها :
ینص الفرض الثانی على أنه : " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات درجات مقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة تُعزى للنوع (ذکور، إناث)، ومنطقة السکن (الریف، الحضر)، والتخصص (علوم نفسیة، علوم أخرى)، والمستوى التعلیمی (إعدادی، ثانوی، جامعی، دراسات علیا) " .
وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحـث بحساب تحلیل التباین المتعدد بین المتغیرات الدیموجرافیة للمشارکین بالدراسة الأساسیة (النوع، ومنطقة السکن، والتخصص الدراسی، والمستوى لتعلیمی) على مقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة؛ لمعرفة مدى الفروق بینهم فی الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة طبقاً لهذه المتغیرات، ویوضح جدول (10) نتائج تحلیل التباین .
جدول (10)
تحلیل التباین بین المتغیرات الدیموجرافیة للدراسة على مقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة للمشارکین بالدراسة الأساسیة (ن = 2243)
المتغیر المستقل المتغیر التابع مجموع المربعات درجة الحریة متوسط مجموع المربعات قیمة ف
النوع
(ذکور ، إناث) الاتجاه نحو المرض النفسی 20.20 1 20.20 2.98 NS
الاتجاه نحو المریض النفسی 0.29 1 0.29 0.12 NS
الاتجاه نحو الخدمة النفسیة 14.68 1 14.68 0.64 NS
الاتجاه نحو المعالج / المرشد النفسی 15.79 1 15.79 0.78 NS
منطقة السکن
( ریف ، حضر ) الاتجاه نحو المرض النفسی 18.31 1 18.31 2.70 NS
الاتجاه نحو المریض النفسی 5.81 1 5.81 2.73 NS
الاتجاه نحو الخدمة النفسیة 0.15 1 0.15 0.006 NS
الاتجاه نحو المعالج / المرشد النفسی 59.31 1 59.31 2.63 NS
التخصص العلمی
(علوم نفسیة ، علوم أخرى) الاتجاه نحو المرض النفسی 119.38 1 119.38 5.92 **
الاتجاه نحو المریض النفسی 28.73 1 28.73 3.19 **
الاتجاه نحو الخدمة النفسیة 22.85 1 22.85 2.93 **
الاتجاه نحو المعالج / المرشد النفسی 33.94 1 33.94 3.71 **
المستوى التعلیمی
(إعدادی ، ثانوی ، جامعة ، دراسات علیا ) الاتجاه نحو المرض النفسی 6.56 3 2.19 0.32 NS
الاتجاه نحو المریض النفسی 21.85 3 7.28 2.97 *
الاتجاه نحو الخدمة النفسیة 29.56 3 9.85 0.43 NS
الاتجاه نحو المعالج / المرشد النفسی 105.42 3 35.14 3.94 *
** دال عند مستوى 0.01 * دال عند مستوى 0.05
NS غیر دال إحصائیاً .
یتضح من جدول (10) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى 0.01 فی الاتجاه نحو الخدمات النفسیة (المرض النفسی، والمریض النفسی، والخدمة النفسیة، والمعالج/ المرشد النفسی) طبقاً للتخصص العلمی، وعند مستوى دلالة 0.05 فی الاتجاه نحو المریض النفسی، والاتجاه نحو الخدمة النفسیة، والاتجاه نحو المعالج/ المرشد النفسی طبقاً للتخصص العلمی، وعدم وجود فروق دالة إحصائیاً فی أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة طبقاً للنوع (ذکور، إناث)، والحالة الاجتماعیة (أعزب، متزوج)، ومنطقة السکن (الریف، الحضر)، وفی الاتجاه نحو المرض النفسی والخدمة النفسیة طبقاً للمستوى التعلیمی (إعدادی، ثانوی، جامعة، دراسات علیا) .
ویتسق ذلک مع ما أسفرت عنه نتائج بعض الدراسات ذات الصلة، حیث أوضحت نتائج دراسة جنار عبد القادر الجباری (2010) عدم جود أثر لمتغیر النوع، کما أشارت النتائج لوجود أثر لمتغیری التخصص والمرحلة الدراسیة لصالح التخصصات العلمیة والفرقة الرابعة، وما أوضحته نتائج دراسة نظمی عودة أبو مصطفى(2008) بأنه لا توجد فروق دالة إحصائیاً بین اتجاهات طلاب الإرشاد النفسی نحو اختصاصهم تبعاً لمتغیر النوع الاجتماعی (ذکور، إناث).
کما تتسق نتائج هذه الدراسة مع ما أسفرت عنه نتائج دراسة إبراهیم محمد الخلیفی (2002) بأن الصورة الذهنیة الإیجابیة عن المرشد النفسی أکثر وضوحاً لدى الأکبر سناً وذوی التعلیم المرتفع مقارنة بالأصغر سناً وذوی التعلیم الأقل ، ولا یختلف المفحوصون من حیث الدرجة على مقیاس الصورة الذهنیة عن المرشد النفسی باختلاف الحالة الاجتماعیة ، وما أوضحته نتائج دراسة صفاء مبارک سلیمان الحاج (2017) بوجود فروق وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی اتجاهات أسرة المریض نحو المرض النفسی تبعاً لعمر المرافق لصالح الفئات العمریة 26 – 36 سنة ، وطبقاً للمستوى التعلیمی للمریض لصالح الثانوی .
ولتحدید اتجاه هذه الفروق ، قام الباحث بحساب قیمة " ت " بین متوسطی درجات المشارکین بالدراسة الأساسیة فی أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة طبقاً لمتغیر التخصص (علوم نفسیة ، علوم أخرى)، ویوضح جدول (11) قیمة " ت " ودلالتها الإحصائیة.
جدول (11)
دلالة الفرق بین متوسطی درجات أفراد العینة الأساسیة طبقاً للتخصص
(علوم نفسیة ، وعلوم أخرى) علی أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد
والعلاج النفسی ( ن = 2243 )
أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو خدمات
الإرشاد والعلاج النفسی العلوم النفسیة (ن=284) علوم أخرى ( ن= 1959) قیمة ت
م ع م ع
الاتجاه نحو المرض النفسی 17.16 2.41 15.85 2.67 3.17 **
الاتجاه نحو المریض النفسی 8.85 1.45 7.72 1.59 2.54 *
الاتجاه نحو الخدمة النفسیة 42.89 4.28 39.41 5.01 1.93 *
الاتجاه نحو المعالج / المرشد النفسی 39.88 4.23 37.23 5.39 3.09 **
** دال عند مستوى 0.01 * دال عند مستوى 0.05
یتضح من جداول (11) وجود فروق ذات دلالة إحصائیة على أبعاد مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی طبقاً للتخصص (علوم نفسیة وعلوم أخرى) فی اتجاه العلوم النفسیة؛ مما یعنی أن ذوی تخصص العلوم النفسیة اتجاهاتهم إیجابیة نحو منظومة الإرشاد والعلاج النفسی مقارنة بذوی التخصصات فی العلوم الأخرى .
کما یتضح من جدول(10) وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة 0.05 فی الاتجاه نحو المریض النفسی، والمعالج / المرشد النفسی طبقاً للمستوى التعلیمی (إعدادی، ثانوی، جامعة، دراسات علیا)، ولتحدید اتجاه هذه الفروق، قام الباحث بحساب طریقة المقارنات البعدیة Post Hoc Test باستخدام أسلوبی Scheffe ، وL.S.D طبقاً للتفاعل بین تلک المتغیرات فی هذین البعدین، ویوضـح جدول (12) متوسط الفروق بین تلک المتغیرات على هذین البعدین .
جدول (12)
متوسط الفروق بین المستوى التعلیمی (إعدادی، ثانوی، جامعة، دراسات علیا) على بعدی مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی باستخدام أسلوبی
Scheffe ، وL.S.D ( ن = 2243 )
بعدی مقیاس الاتجاهات نحو خدمات الإرشاد والعلاج النفسی الفروق بین المستوى التعلیمی (إعدادی ، ثانوی ، جامعة ، دراسات علیا ) ن
عدد الأفراد الفروق بین المستویات التعلیمیة
المرحلة الثانویة المرحلة الجامعیة مرحلة الدراسات العلیا
الاتجاه نحو المریض النفسی المرحلة الإعدادیة 232 0.36 0.31 - 0.78 *
المرحلة الثانویة 375 00000 0.06 - 0.67 *
المرحلة الجامعیة 1095 00000 - 0.59 *
مرحلة الدراسات العلیا 541 00000
الاتجاه نحو المعالج / المرشد النفسی المرحلة الإعدادیة 232 - 0.002 0.37 0.54
المرحلة الثانویة 375 00000 0.66 * 0.63 *
المرحلة الجامعیة 1095 00000 0.29
مرحلة الدراسات العلیا 541 00000
* وجود فروق دالة إحصائیاً .
یتضح من جدول (12) أن اتجاه الفروق بین المستویات التعلیمیة (إعدادی، ثانوی، جامعة، دراسات علیا) فی بعد الاتجاهات نحو المریض النفسی فی اتجاه مستوى مرحلة الدراسات العلیا، وفی بعد الاتجاه نحو المعالج/ المرشد النفسی فی اتجاه مستوى المرحلة الثانویة.
ویُعزی الباحث تمایز مستوى مرحلة الدراسات العلیا فی الاتجاه نحو المریض النفسی إلى نضجهم واتساع خبراتهم حول معاناة المریض النفسی اللاإرادیة ؛ والتی تظهر فی تزاید الاتجاهات الإیجابیة نحو المریض النفسی مع الارتقاء بالمستوى التعلیمی للفرد، وأن ذوی المستویات التعلیمیة الأقل یمتلکون اتجاهات سلبیة نحو المریض النفسی، تعبر عن رفضهم وعدم إدراکهم لطبیعة الأعراض التی یبدونها فی المواقف والأحداث الحیاتیة الیومیة، وهذا ما یعضد بدایة تفهم دور ومهام المعالج / المرشد النفسی من المرحلة الثانویة ، حیث تتوفر لدیهم معلومات صحیحة عن المرض والمریض النفسی سواء بالدراسة بالمرحلة الثانویة للموضوعات النفسیة کمقرر علم النفس أو القراءة عن بعض الموضوعات النفسیة وخاصة لذوی الاهتمام بالموضوعات التی تتعلق بما یواجهونها من مشکلات؛ مما یؤکد على أن ارتفاع المستوى التعلیمی ربما یعدل من اتجاهات الأفراد حول المریض النفسی بسبب زیادة وعیهم بالمرض وکیفیة علاجه والتعامل الصحیح معه وتقبلهم له .
3- نتائج الفرض الثالث وتفسیرها :
ینص الفرض الثالث على أنه:"توجد مسارات دالة إحصائیاً للعلاقة بین کل من الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة وبعض المتغیرات الدیموجرافیة لدى عینة الدراسة الأساسیة ".
وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث ببناء نموذج سببی Causal Model بناءً على أساس نظری من خلال مراجعة واستقراء النماذج والدراسات ذات الصلة، وتحدید أهـم المتغیرات المرتبطة بها ، واختبار وضـعها فی النموذج، وهی عادة توضح العلاقة بین المتغیرات خارجیة التأثیر فی النموذج (صلاح أحمد مراد، 2000، 465، Pedhazurr & Schmelkin, 1991)، وتم إجراء تحلیل نموذج المعادلة البنائیة ؛ بهدف التحقق من مدى مطابقة النموذج المقترح لبیانات الدراسة الحالیة باستخدام أسلوب تحلیل المسارPath Analysis ببرنامجIBM "Spss" Amos v20 ، وذلک اعتماداً على عدد من المؤشرات الإحصائیة .
وقد حظى النموذج المقترح على مؤشرات حسن مطابقة جیدة مع بیانات الدراسة الحالیة ، حیث إن قیمة کا2غیر دالة إحصائیاً ، وقیمة مؤشر الصدق التعمیمی المتوقع للنموذج الحالی أقل من نظیرتها للنموذج المشبع ، وأن قیم بقیة المؤشرات وقعت فی المدى المثالی لکل مؤشر ؛ مما یدل على مطابقة النموذج الجیدة للبیانات موضع الاختبار ، ویوضح جدول (13) مؤشرات حسن المطابقة للنموذج المقترح مع بیانات الدراسة الحالیة .
جدول (13)
مؤشرات حسن المطابقة للنموذج المقترح مع بیانات الدراسة الحالیة (ن = 2243)
م المؤشر قیمة المؤشر المدى المثالی للمؤشر
1 الاختبار الإحصائی کا2 Chi-Square
13.465 أن تکون قیمة کا2 غیر دالة إحصائیاً
درجات الحریة df(*) 41
مستوى دلالة Chi-Square
0.643
2 اختبار مربع کای النسبی df) / Chi-Square ( 0.328 صفر - 3
3 مؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI) 0.0.946 0.095- 1
4 مؤشر حسن المطابقة المصحح Adjusted Goodness of Fit Index (AGFI) 0.985 0.095- 1
5 جذر متوسط مربعات البواقی المعیاریة SRMR 0.0231 صفر – 0.06
6 مؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقتراب Root Mean Square Error of Approximation (RMSEA) 0.074 صفر – 0.08
7 مؤشر الصدق الزائف المتوقع للنموذج الحالی ( ECVI )
مؤشر الصدق الزائف المتوقع للنموذج المشبع 0.132
0.163 أن تکون قیمة المؤشر للنموذج الحالی أقل من نظیرتها للنموذج المشبع
8 مؤشر المطابقة المعیاری (NFI) Normed Fit Index 0.912 0.095- 1
9 مؤشر المطابقة المقُارن (CFI) Comparative Fit Index 0.987 0.095- 1
10 مؤشر المطابقة النسبی Relative Fit Index (RFI) 0.993 0.095- 1
11 مؤشر المطابقة التزایدی (Incremental Fit Index (IFI 0.931 0.095- 1
یتضح من جدول (13) أن قیم المؤشرات الإحصائیة تقع فی مدى القیم المقبولة ، حیث جاءت قیم مؤشر کا2 Chi- Square(13.465)، ومؤشر حسن المطابقة Goodness of Fit Index (GFI) (0.946) ومؤشر حسن المطابقة المصحح Adjusted Goodness of Fit Index ((AGFI(0.985) ، ومؤشر المطابقة المعیاری (Incremental Fit Indexes (NFI (0.912) ، ومؤشر المطابقة المقارن Comparative Fit Index (CFI) (0.987)، ومؤشر المطابقة النسبی Relative Fit Index (RFI) (0.993) ، ومؤشر المطابقة التزایدی (Incremental Fit Index (IFI (0.931) ، ومؤشر جذر متوسط مربع خطأ الاقترابRoot Mean Square Error of Approximation (RMSEA) (0.074) ؛ مما یشیر إلى تطابق النموذج المقترح مع بیانات الدراسة الحالیة ، ویظهر شکل (5) قیم معاملات المسار ودلالتها بالنموذج النهائی .

شکل (5)
قیم معاملات المسار ودلالتها بالنموذج النهائی لتأثیرات بعض المتغیرات الدیموجرافیة على الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط
یتضح من قیم معاملات المسار ودلالتها بالنموذج النهائی لتأثیرات بعض المتغیرات الدیموجرافیة على الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط کما فی الشکل (4) وجود تأثیر دال مباشر للمتغیرات الدیموجرافیة ( النوع ، منطقة السکن ، والتخصص الدراسی ، والمستوى التعلیمی ) على الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة فی ضوء نیة طلب المساعدة النفسیة والسیطرة السلوکیة المدرکة الذاتیة – الاجتماعیة ، ویتسق ما أشار إلیه النموذج مع ما أوضحته نتائج Ben et al ., (2015) عن مطابقة جیدة بین النموذج الثقافی فی ضوء نظریة الحدث المسبب TRA لـ Ajzen & Fishbein 1980 وبیانات الدراسة التی کشفت عن التأثیرات المباشرة وغیر المباشرة لثنائیة الثقافة " التوجهات الثقافیة اللاتینیة والکندیة " ، والأسرة ، والمواجهة الجماعیة على نیة السعی لطلب المساعدة النفسیة ، کما أشارت نتائج الدراسة إلى دور الأسرة والمعاییر الذاتیة ، فللوالدین والأشقاء دور فی اتخاذ القرار للسعی إلى طلب المساعدة النفسیة .
وقد جاءت نتائج الدراسة الحالیة فی سیاق ما أوضحته نتائج دراسة Eisenberg et al., (2009) بأن النماذج الأساسیة لطلب المساعدة للمشکلات النفسیة توفر إطاراً مفیداً لفهم العوامل المؤثرة على اتخاذ القرار بالسعی لطلب المساعدة النفسیة ، فعادة ما تصف هذه النماذج طلب المساعدة على أنها عملیة متعددة المراحل تضم عدة سلوکیات مترابطة، وهی بصفة عامة: (1) اختبار الشخص للمشکلة النفسیة ، وأن یعیش الفرد خبرة المشکلة النفسیة،(2) إدراک أنه بحاجة إلى مساعدة متخصصة مهنیة،(3) تقدیر التکالیف والأعباء المالیة والفوائد من الحصول على العلاج فی إطار المعاییر الاجتماعیة بشأن طلب المساعدة،(4) اتخاذ الإجراءات اللازمة للحصول على الرعایة النفسیة من خلال اختیار واحد من عدة أنواع من المساعدات التی تساعد فی التخلص من المشکلات النفسیة .
کذلک یتسق النموذج المقترح مع ما أشارت إلیه أدبیات البحث حول أن الوصمة Stigma حاجزاً یحول بین سعی الفرد لطلب المساعدة النفسیة ؛ لتفادی الوقوع فی الانتقاد من الآخرین، وقد تکون الوصمة الشخصیة أکبر عائقاً من الوصمة العامة الاجتماعیة(Phelan et al ., 2000)، وأن الخوف من العلاج النفسی Fear of Therapy ذاتی واجتماعی، وهذا ما یجعل نسبة قلیلة من الأفراد الذین یعانون من الضغوط النفسیةPsychological Distress یسعون إلى طلب المساعدة النفسیة،ولذلک فإن علاج الخوف من العلاج أحد العوامل ذات التأثیر الواضح فی میل الأفراد للسعی أو تجنب المساعدة النفسیة (Deane & Chamberlain , 1994) .
توصیات الدراسة ومقترحاتها :
بناء على ما أسفرت الدراسة عنه من نتائج ، تم صیاغة التوصیات التالیة:
1- فی ضوء ما أسفرت عنه نتائج الفرض الأول من تمایز الاتجاهات نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة لدى المشارکین بالدراسة الأساسیة، حیث اتصفت الاتجاهات نحو المرض والمریض النفسی بالسلبیة، وجاءت الاتجاهات نحو الخدمة النفسیة، والمرشد النفسی بالإیجابیة؛ یمکن التوصیة بضرورة إجراء البحوث والدراسات حول آلیات تعزیز قدرة مقدمی خدمات الصحة النفسیة والإرشاد والعلاج النفسی على إعداد وتهیئة المسترشدین للعلاج النفسی؛ نظراً لأن الحد من التصورات السلبیة للعلاج النفسی یؤدی لتحسین استخدام المسترشدین لخدمات الصحة النفسیة، والتثقیف ما قبل الإرشاد " التوجیه " قد یکون أکثر فعالیة إذا تناول مخاوف المسترشدین من قضایا الإفصاح عن ذواتهم، وتجنب کل الأفکار والمشاعر ذات الصلة بالوصمة بتلقی الخدمات النفسیة .
2- نظراً لما توصلت إلیه نتائج الفرض الثانی من وجود فروق فی الاتجاه نحو السعی لطلب المساعدة النفسیة طبقاً للتخصص لصالح العلوم النفسیة، وطبقاً للمستوى التعلیمی فی اتجاه مستوى الدراسات العلیا؛ لذلک یکمن التوصیة بإعادة النظر فی سجلات التربیة النفسیة بالمراحل التعلیمیة المبکرة بمدارس التعلیم العام للتوعیة بأهمیة التدخلات الإرشادیة والعلاجیة للفرد، وبناء وتنفیذ البرامج الإرشادیة والعلاجیة، بحیث تتضمن برامج لتخفیف وصمة العلاج والإرشاد النفسی؛ وما یرتبط به من مشکلات أکادیمیة ونفسیة واجتماعیة لدى التلامیذ والطلاب العادیین والمُشکلین .
3- بناء على ما توصلت إلیه نتائج الفرض الثالث بوجود مؤشرات حسن مطابقة للنموذج المقترح للعلاقات بین المعتقدات حول عملیتی الإرشاد والعلاج النفسی والاتجاهات نحو السعی لطلب الخدمات النفسیة والمتغیرات الدیموجرافیة فی ضوء نظریة السلوک المخطط؛ یمکن التوصیة بضرورة إجراء دراسات عبر الصدق Cross – Validation Studies للتحقق من إمکانیة تعمیم النموذج النهائی فی الدراسة الحالیة عبر ذوی المشکلات النفسیة المترددین على مراکز ومستشفیات الطب النفسی والعیادات ومراکز الإرشاد النفسی فی مقابل العادیین، مع الأخذ فی الاعتبار حدة وشدة المشکلة؛ لما له من أثر فی الاتجاهات نحو الخدمات النفسیة (المرض النفسی، والمریض النفسی، والمرشد / المعالج النفسی، والخدمة النفسیة ) .

قائمة المراجع :
إبراهیم محمد الخلیفی . (2002) . الصورة الذهنیة عن المرشد النفسی فی المجتمع الکویتی، مجلة العلوم التربویة ، (1) ، 71 – 267 .
أحلام عبدالباقی عبدالملک القباطی . (2005) . إتجاهات الأطباء نحو العلاج النفسی بحسب التخصص والممارسة، رسالة ماجستیر، کلیة الآداب ، جامعة صنعاء .
أحمد عکاشة .(1998). الطب النفسی المعاصر، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة
أحمد عوده . (1992) . مدى التوافق بین نموذج راش والمؤشرات التقلیدیة فی اختیار فقرات مقیاس اتجاه سباعی التدریج ، مجلة کلیة التربیة، جامعة الإمارات العربیة ، 8، 150 – 177 .
إسماعیل أحمد محمد . (2009 ) . الاتجاه نحو المرض النفسی فی البیئة الفلسطینیة وعلاقته ببعض المتغیرات الأخرى، رسالة ماجستیر ، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة بغزة .
جنار عبد القادر الجباری . (2010). اتجاهات طلبة جامعة کرکوک نحو المرض النفسی ، مجلة جامعة کرکوک للدراسات الإنسانیة ، 5 (2) ، السنة الخامسة ،220 – 239 .
جهاد محمود علاء الدین . (2011) . اتجاهات الطلبة الجامعیین نحو السعی للمساعدة النفسیة: دور عوامل الشخصیة ، دراسات العلوم التربویة، الجامعة الأردنیة ، 38 (4) ، 1485 – 1525 .
حسین مد الله الطراونة . (2017) . اتجاهات ذوی المرضى النفسیین (العصابین والذهانین) وغیر ذوی المرضى النفسیین نحو المرض النفسی وعلاقتها ببعض المتغیرات ، مجلة کلیة التربیة الأساسیة، الأردن ، 23 (97) ، 709 – 731 .
خالد بن الحمیدی العنزی (2015) .الاتجاه نحو المرض النفسی لدى عینة من طلاب وطالبات جامعة الحدود الشمالیة وعلاقته ببعض المتغیرات ، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس (ASEP) ،(57) ، ینایر، 251 – 267
زاید بنی عطا.(2008). بناء مقیاس الاتجاهات نحو تنظیم النسل باستخدام النموذج الکشفی التدریجی العام، المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة،4(2)، 89 – 108.
زیاد برکات ، کفاح حسن . (2006) . الاتجاه نحو المرض النفسی وعلاجه لدى عینة من الطلاب الجامعیین فی شمال فلسطین، شبکة العلوم النفسیة العربیة ، (9) ، 36 – 49 .
زینب شقیر . (1994) . المعتقدات والاتجاهات نحو المرض النفسی لدى طالبات المرحلة الثانویة وطالبات المرحلة الجامعیة، مجلة علم النفس، الهیئة المصریة العامة للکتاب ، القاهرة ، (30) ، 124 – 140.
سامیة عرعار، ونایلة المسند، وعادل التهامی .(2015). الاتجاه نحو العلاج النفسی غیر الدوائی لدى المرضى النفسیین وغیر المرضى النفسیین المراجعین للعیادة الخارجیة للطب النفسی بمؤسسة حمد الطبیة بدولة قطر، مجلة العلوم الاجتماعیة ، (14) ، سبتمبر ، 112 – 127 .
سلیمان بن محمد البلوشی ، ناصر بن یاسر الرواحی . (2011). معتقدات معلمی التربیة البدنیة والعلوم فی سلطنة عمان حول التعلم التعاونی باستخدام نظریة السلوک المخطط، المجلة التربویة، جامعة الکویت، (101) ج1 ، دیسمبر ، 285-322 .
سمیر قوته، ونداء تمراز. (2000). اتجاهات المجتمع الفلسطینی بقطاع غزة نحو المرض النفسی وبرنامج غزة للصحة النفسیة، برنامج غزة للصحة النفسیة، غزة، فلسطین .
سمیر محمد زقوت .(2001) . الاتجاه نحو المرض النفسی لدى المتردیین على المعالجین النفسیین والتقلیدیین وعلاقته ببعض المتغیرات، رسالة ماجستیر، الجامعة الإسلامیة، غزة، فلسطین.
شنوده حسب الله بشای ومیخائیل رزق حکیم (1990) . الاتجاه نحو المرض النفسی لدى عینة من طلبة وطالبات کلیة التربیة بسوهاج وعلاقته ببعض المتغیرات الدیموجرافیة " دراسة استطلاعیة " ، المجلة التربویة لکلیة التربیة بسوهاج ، 41 (5 جـ 2)، یولیو ، 573 – 613 .
صفاء مبارک سلیمان الحاج . (2017) . اتجاهات أسر المریض نفسیاً نحو المرض النفسی وعلاقتها ببعض المتغیرات " دراسة بمستشفى الأمراض النفسیة "، رسالة ماجستیر، کلیة الدراسات العلیا والبحث العلمی، جامعة الرباط الوطنی .
صفوت فرج . (2007) . القیاس النفسی ، ط13 ، القاهـرة : مکتبة الأنجـلو المصـریة.
صلاح أحمد مراد. ( 2000) . الأسالیب الإحصائیة فی العلوم النفسیة والتربویة والاجتماعیة، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة .
صلاح الدین محمود علام . (2002 ) . القیاس والتقویم التربوی والنفسی : أساسیاته وتطبیقاته وتوجهاته المعاصرة ، القاهرة : دار الفکر العربی .
عبد اللطیف خلیفة . (1989) . المعتقدات والاتجاهات نحو المریض النفسی لدى عینة من الطلبة والطالبات : دراسة وصفیة مقارنة، مجلة علم النفس، الهیئة المصریة العامة للکتاب، القاهرة، 3 (11) ، 103 – 117 .
عبد اللطیف خلیفة. (1987). المعتقدات والاتجاهات نحو المرض النفسی، مجلة علم النفس، 1(1)، 95 – 126 .
عبد الله بن خمیس أمبوسعیدی ، محمد أحمد سلیم . (2012). معتقدات الطلبة المعلمین (تخصص العلوم) بجامعة السلطان قابوس نحو استخدام التعلم التعاونی فی ضوء نظریة السلوک المخطط، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، جامعة البحرین، 13 (2) ، یونیو ، 425 – 449 .
عز الدین بشقه . (2015) . الفضولیة وعلاقتها بقرار طالب اللیسانس للالتحاق بالماستر أکادیمی وفقاً لنظریة السلوک المخطط ، رسالة دکتوراه ، کلیة العلوم الاجتماعیة والإنسانیة، جامعة العربی بن مهیدی –أم البواقی -، الجمهوریة الجزائریة الدیمقراطیة الشعبیة .
علاء الدین عیسى أحمد أبو جربوع (2005) . مدى فاعلیة برنامج مقترح فی الإرشاد النفسی لتخفیف وصمة المرض النفسی المرتبطة بالعلاج، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة ، الجامعة الإسلامیة بغزة .
علاء الدین کفافی . (1994) . الاتجاه نحو المرض النفسی عند الطلبة القطریین فی المرحلتین الثانویة والجامعیة، مجلة جامعة قطر، 7 (2) ، 30 – 54 .
فؤاد أبو حطب، أمال صادق .(2010). مناهج البحث وطرق التحلیل الإحصائى فى العلوم النفسیة والتربویة والاجتماعیة، ط 11، القاهرة : مکتبة الأنجلو المصریة.
لطفی عبد الرحمن ومحمد عبد الجواد. (1998). مدى معرفة أقارب المریض النفسی للأمراض النفسیة، المجلة العربیة للطب النفسی، (1)، 22 – 29 .
میشیل أرجایل ، ترجمة عبد الستار إبراهیم (2006) . علم النفس ومشکلات الحیاة الیومیة، ط4، الکویت : دار القلم
نضال الشریفین . (2006) . بناء مقیاس اتجاهات معلمی العوم نحو العمل المخبری ، المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة، 2، 169 – 187 .
نظمی عودة أبو مصطفى . (2008) . اتجاهات طلاب الإرشاد النفسی نحو اختصاصهم " دراسة میدانیة على عینة من طلاب اختصاص الإرشاد النفسی فی کلیة التربیة جامعة الأقصى، مجلة الجامعة الإسلامیة، سلسلة الدراسات الإنسانیة، 16 (2)، یونیه ، 411 – 444 .
یوسف عبد الفتاح محمد . (1994) . الاضطرابات الوجدانیة والسیکوسوماتیة وعلاقتها بالاتجاه نحو المرض النفسی لدى عینة من الجنسین فی دولة الإمارات العربیة المتحدة ، المجلة العربیة للعلوم الإنسانیة ، مجلس النشر العلمی، جامعة الکویت، ( 48 السنة 12) ،170 – 209 .
Ajzen, I. (1991). The theory of planned behavior , Organizational Behavior and Human Decision Processes , 50, 179-211.
Alas , Y ; Anshari , M ; Sabtu, N & Yunus , N .(2016) . Second-chance university admission, the theory of planned behaviour and student achievement , Int Rev Educ , 62 , 299–316.
Al-Darmaki , F . (2003) . Attitude Towards Seeking Professional Psychological Help : What Realy Counts For United Arab Emirates University Students ? , Social Behavior and Personality: An International Journal , 31 (5) , 497 – 450 .
Armitage , C & Conner , M . (2001) . Efficacy of the Theory of Planned behaviour : a Meta-analytic Review , British Journal of Social Psychology , 40 , 471-499 .
Barwick , M ; De Man , A & McKelvie , S . (2009) . Personality Factors and Attitude Toward Seeking Professional Help , North American Journal of Psychology , 11(2) , 333 – 342.
Ben , C ; Kuo , A & Lowinger , R . (2015) . Psychological Help-Seeking among Latin American Immigrants in Canada : Testing a Culturally- Expanded Model of the Theory of Reasoned Action Using Path Analysis , International Journal for the Advancement of Counseling , 37 , 179 – 197 .
Bentz , W ; Edgerton , J & Miller , F . (1997) . Attitudes of Teachers and Public Toward Mental illness , Mental Hygiene , 55 (3) , 324 – 330 .
Blazina , C & Marks , L . (2001) . College men's affective reactions to individual therapy , Psychoeducational Workshops , and men's Support group brochures : the influence of gender-role conflict and power dynamics upon help-seeking attitudes , Psychotherapy , 38 , 297 – 304 .
Boldero, J., & Fallon, B. (1995). Adolescent help seeking: What do they get help for and from whom? , Journal of Adolescence, 18, 193–209.
Carlton, P & Deane , F . (2000) . Impact of Attitudes and Suicidal Ideation on Adolescents' Intentions to Seek Professional Psychological Help , Journal off Adolescence , 23 , 35 – 45 .
Cooper , A ; Corrigan , P & Watson , A (2003) . Mental Illness Stigma and Care Seeking , Journal of Nervous and Mental Disease , 191 , 339 – 341 .
Coralie , J; Frank , P ; Ciarrochi , J & Rickwood , D . (2005) . Measuring Help-Seeking Intentions: Properties of the General Help-Seeking Questionnaire , Canadian Journal of Counselling / Revue canadienne de counseling , 39 (1) , 15 – 28 .
Corrigan , P & Matthews , A .(2003) . Stigma and Disclosure : Implications for Coming out of the Closet , Journal of Mental Health , 12 , 235 – 248 .
Darke , R & Wallach , M . (2008).Mental patients attitudes toward hospitalization : A neglected aspect of hospital tenure, American journal of psychiatry,145(1), 29-34 .
Deane , F & Chamberlain , K . (1994) . Treatment fearfulness and distress as predictors of professional psychological help-seeking , British Journal of Guidance and Counselling , 22 , 207 – 217 .
Deane , F ; Skogstad , P & Williams , M . (1999) . Impact of Attitudes , Ethnicity and Quality of Prior Therapy on New Zealand male Prisoners' Intentions to Seek Professional Psychological Help , International Journal for The Advancement of Counseling , 21 , 55 – 67 .
Edwards , A . (2011) . Techniques of attitude Scale construction , 4th ed , New York : Appleton –Century Crofts , Inc .
Egan , R . (2014) . Mental health stigma; attitudes, help-seeking, identity & empathy, how they relate to mental health problems , Bachelor of Arts degree , DBS School of Arts .
Eisenberg , D ., Golberstein , E & Gollust , S . (2007) . Help Seeking and access to Mental Health Care in a University Student Population , Mental Care ,54 (7), 594 – 601 .
Eisenberg , D ; Downs , M ; Golberstein , E & Zivin , K . (2009) . Stigma and help seeking for mental health among college students , Med Care Res Rev , Oct , 66(5) , 522-41
Elshatoury , M ; Eldin , G Abd-Elmonem, A ; Radwan , M ; Ellabban , M ; Ismail , M ; Ellabban , M Kebeer , N ; Abdalla , A & El-Defrawi , M . (1999( . Knowledge and Attitude of Bedouins 'of Saint Catterine Towards Mental Disorder , The Egyptian Journal of Psychiatry , 22 (2) , 287 – 294 .
Farina , A ; Holland , C & Ring , K . (1996) . Role of Stigma and set in Interpersonal Interaction , Journal of Abnormal Psychology , 71 , 421 – 428 .
Fischer , E & Turner , J . (1970) . Orientations to Seeking Professional Help: Development and Research Utility of an Attitude Scale, Journal of Counseling and Clinical Psychology,35, 79 – 90 .
Fishbein , M & Agzin , I . (2010) .Predicting and Changing Behavior : The Reasoned Action Approach , New York , NY : Psychology Press .
Fred , H . (2009) . Stigma of mental Illness , Journal of Hospital and Community Psychiatry , 7 (41) , 819 – 821 .
Grencavage , L & Norcross , J . (1990) . What are the Commonalities among the Therapeutic Factors ? , Professional Psychology : Research and Practice , 21 , 372 – 378 .
Gureje , O ; Lasebikan , V ; Ephraim-Oluwanuga , O ; Olley , B & Kola , L . (2005) . Community Study of Knowledge and attitude to mental illness in Nigeria , The British Journal of Psychiatry , 186 (5) , 436 – 441 .
Hui, A ; Wong , P & Fu , K . (2014 ) . Building a model for encouraging help-seeking for depression: a qualitative study in a Chinese society , BioMed Central , 2(9) , 1 – 12 .
Kabir , M ; Iliyasu , Z ; Abubakar I & Muktar , H . (2004) . perception and beliefs about mental illness among adults in Karfi village, northern Nigeria , Journal of BMC International Health and Human Rights , 4 (3) , 1- 5 .
King , J . (1998) . Health Beliefs in The Consultation , D , Pendleton & J , Jasler (Eds) . Doctor – Patient Communication , (109 – 125) , London : Academic Press .
Kluegel , T & Heider , F . (2002) . Attitudes of Teachers and the Public toward mental illness , Mental Hygiene , 155 (3) , 333 – 341 .
Knipscheer , J & Kleber , R . (2001) . Help-Seeking Attitudes and Utilization Patterns Regarding Mental Health Problems of Surinamese Migrants in the Netherlands , Journal of Counseling Psychology , 48 , 28 – 39 .
Komiya , N ; Good ,G & Sherrod , N (2000). Emotional Opennessas a predictor of College Student,s Attitudes toward Seeking Psychological Help , Journal of Counseling Psychology , 47 , 138 – 143
Lauber , C ; Nordt , C ; Falcato , L & Rössler , W . (2004) . Factors influencing Social distance toward people with mental illness ,  Community Mental Health Journal , 40(3) , 265- 274
Leong , F & Zachar , P . (1999) . Gender and Opinions about Mental Illness as Predictors of Attitudes toward Seeking Professional Psychological help , British Journal of Guidance & Counselling , 27 , 123 – 132 .
Levenson , H . (2004) . Opinions about mental illness in the Personal of to large mental hospital , Journal of Abnormal and Social Psychology , 162 (3) , 349 – 360 .
Lisa , J ; Kathleen , M ; Anthony , F & Christensen , H .(2006) . Stigma about Depression and its Impact on Help-Seeking Intentions , Australian & New Zealand Journal of Psychiatry , 40 (1) , January , 51 – 54 .
Narrow, W ; Regier, D; Norquist, G ; Rae, D ; Kennedy, C & Arons, B. (2000). Mental health service use by Americans with severe mental illnesses , Social Psychiatry and Psychiatric Epidemiology, 35, 147–155
Offer, D., Howard, K. I., Schonert, K. A., & Ostrov, E. J. D. (1991). To whom do adolescents turn for help? Differences between disturbed and nondisturbed adolescents ,Journal of the American Academy for Child and Adolescent Psychiatry, 30, 623–630.
Oliver , J & Koballa , T . (1992) . Science educators' use of the Concept of Belief , A Paper Presented at the 65th annual meeting of National Association of Research in Science Teaching , Boston .
Oliver , M ; Reed , C ; Katz , B & Haugh , J . (1999) . Students' Self-Reports of Help-Seeking : The Impact of Psychological Problems , Stress , and Demographic Variables on Utilization of Formal and Informal Support , Social Behavior and Personality , 27 , 109 – 128 .
Ow , C & Lee , B . (2012) . Relationships Between Perceived Stigma , Coping Orientations , Self-Esteem and Quality of Life in Patients with Schizophrenia , Asia-Pacific Journal of Public Health , Sage Publications .
Pajares , M . (1992). Teacher,s Believes and educational Research : Cleaning up a Massy Construct , Review of Educational Research , 62 , 307 – 332 .
Pedhazurr , E & Schmelkin , L . (1991) . Measurement design and analysis : An integrated approach . Hills Dale . N . J . Lawrence Erlbaum Associates .
Pfohl , A . (2010) . Factors Influencing Psychological Help Seeking Attitudes and Behavior in Counseling Trainees , Doctor Dissertation ,The Ohio State University .
Phelan, J ; Link, B ; Stueve, A & Pescosolido, B. (2000). Public conceptions of mental illness in 1950 and 1996: What is mental illness and is it to be feared? , Journal of Health and Social Behavior , 41 , 188 -207 .
Rabkin , J . (2003) . Opinions About Mentall Illness : A Review of The Literature , Psychological Bulletin , 77 (3) , 153 -171 .
Rickwood , D & Braithwaite , J .(1994) . Why Openness with Health Inspectors Pays , Australian Journal of Public Health , 18 , 165 – 170 .
Rickwood , D ; Frank , P ; Coralie , J & Ciarrochi , J . (2005) . Young people’s help-seeking for mental health problems , Australian e-Journal for the Advancement of Mental Health , 4 (3) , 218-251
Rueda , S ; Moriano , J & Liñán, F . (2015) .Validating a theory of planned behavior questionnaire to measure entrepreneurial intentions , In A . Fayolle ; P . Kyro & F. Liñán (Eds.), Developing, shaping and growing entrepreneurship (pp. 60–78). Cheltenham: Edward Elgar Publishing Lt.
Salim , S . (2010) . Psychological help seeking attitudes among Malaysian College and university students , Procedia Social and Behavioral Sciences , 5 , 426–430
Sayed , M . (2002) . Arabic Psychiatry and Psychology : The Physician who is Philosopher and Physician who is not Philosopher : Some Cultural Considerations , Social Behavior and Personality : An International Journal , 30 , 235 – 242 .
Shaffer , P ; Vogel , D & Wei , M . (2006) . The Mediating Roles of Anticipated Risks , Anticipated Benefits , and Attitudes on the Decision to Seek Professional Help : An Attachment Perspective , Journal of Counseling Psychology , 53(4) , 442 – 452 .
Shrigley , R & Koballa , T . (2013) . Attitude Measurement : Judging the Emotional Intensity of Likert-Type Science attitude Statements , Journal of Research in Science Teaching , 21 , 111 – 118 .
Simoni, J ; Adelman , H & Nelson , P . (1991) . Perceived Control , Causality , Expctations , and Help-Seeking Behavior , Counseling Psychology Quarterly , 4(1) , 37 – 44 .
Snowden, L. (1999). African American folk idiom and mental health services use , Cultural Diversity and Ethnic Minority Psychology, 5, 364–370.
Sue , D & Sue , D . (2003) . Counseling the Culturally Diverse : Theory and Practice , 4th ed , New York : John Wiley & Sons .
Suka , M ; Yamauchi , T & Sugimori , H . (2016) . Help-seeking intentions for early signs of mental illness and their associated factors: comparison across four kinds of health problems , Bio Med Central Public Health , 16 (301), 1- 13 .
Tang , T ; Reilly , J & Dickson , J . (2012) . Attitudes toward seeking professional psychological help among Chinese students at a UK university , Counselling and Psychotherapy Research , 12 (4) , 287 – 293 .
Timothy , R & Terence, J . (2013) . Psychological Help-Seeking Intention Among College Students Across Three Problem Areas , Journal of Counseling & Development , 91 , July , 321 – 330 .
Ting , J & Hwang , W . (2009) . Cultural influences on Help-Seeking Attitudes in Asian American Students , American Journal of Orthopsychiatry , 79 (1) , 125 – 132 .
Turan, N & Erdur-Baker,O.(2014). Attitudes towards seeking Psychological help among a sample of Turkish University students : the roles of rumination and internal working models , British Journal of Guidance & Counselling ,42 (1), 86–98 .
Turkum, A . (2005) . Who Seeks Help ? Examining The Differences in Attitude of Turkish University Students Toward Seeking Psychological Help by Gender , Gender Roles , and Help-Seeking Experiences , The Journal of Men's Studies , 13 (3) , 389 – 401 .
Uffelman, R .(2005) . Predicting intentions to seek help for Psychological problems : An application of Hope Theory , Doctoral Dissertation , the University of Akron , USA .
Vogel , N ; Wade , G &Hackler , A . (2007) . Perceived Public Stigma and the Willingness to Seek Counseling : The Mediating Roles of Self-Stigma and Attitudes the Mediating Roles of Self-Stigma and Attitudes Toward Counseling , Journal of Counseling Psychology , 54 (1) , 40 – 51 .
Walker , L . (1993) . Opinions about mental illness in related with some Variables , Psychology Reports , 11(1) , 75 – 83 .
Wallace , B & Contantine , M . (2005) . Africentric Cultural Values , Psychological help-seeking attitudes , and self-concealment in African American college students , Journal of Black Psychology , 31 (4) , 369-385 .
Wilson, C ; Deane , E & Fogarty , K . (2004) . GPs in Schools : Building Bridges to General Practice ,2nd ed . Participant Training Manual for "Youth Friendly" General Practitioners in Strategies for Classroom Presentation and Outreach, Wollongong , Australia : Illawarra Division of General Practice.
Wood , F . (2004) . Relation of age and Education to attitudes toward Mental illness , Psychological Reports , 178 (1) , 354 – 372 .
Zuzousky , R . (2003) . Peoples Reaction to aformer mental patient moving to their neighborhood , Journal of Community Psychology , 20 (1) , 128 -136 .