العوامل الخمسة الکبرى للشخصية وعلاقتها بالتوافق المهني لدى معلمي المرحلة الثانوية في محافظة المخــــواة

 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

 

 

العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بالتوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخــــواة

 

إعــــــــــداد

الطالب / عبد العزیز علی جابر عسـیری

إشــــــــــراف

 الدکتور/ یوســف بن احمد العجــلانی

استاذ أصول التربیة الإسلامیة المشارک

جامعة الباحة، کلیة التربیة، قسم التربیة وعلم النفس

 

 

}    المجلد الخامس والثلاثون–العدد الثانی عشر-جزء ثانى-دیسمبر2019م{

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

 

المستخلص

هدفت الدراسة الى الکشف عن العلاقة بین العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة و التوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة ، کما هدفت  الى الکشف عن          درجة توافر العوامل الخمسة الکبرى و التوافق المهنی لدى أفراد عینة الدراسة فی ضوء متغیر        ( الجنس )، وقد تکوَن مجتمع الدراسة من جمیع معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة والبالغ عددهم (904) معلماً ومعلمة وتکونت عینة الدراسة من ( 150) معلماً و معلمة تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة . وقد اتبعت الدراسة المنهج الوصفی الإرتباطی . و استخدم الباحث أداتین هما : مقیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة ، و مقیاس التوافق المهنی للمعلمین . وتوصلت الدراسة الى العدید من النتائج أهمها ما یلی : توافر العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى المعلمین بدرجة کبیرة باستثناء عامل العصابیة والذی جاء بدرجة قلیلة ، وکذلک توافر عوامل التوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة بدرجة کبیرة، و ایضاً عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة  فی العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة تعزى لمتغیر الجنس فی جمیع العوامل باستثناء عاملی (المقبولیة، ویقظة الضمیر) وجاءت الفروق لصالح الإناث. کما تبین وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی التوافق المهنی تعزى لمتغیر الجنس فی جمیع المجالات وفی الدرجة الکلیة باستثناء مجالی طبیعة وظروف العمل، والعلاقة مع الطلبة والمجتمع وجاءت الفروق لصالح الإناث. وجود علاقة إیجابیة دالة إحصائیا بین العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة  وبین مجالات التوافق المهنی والتوافق المهنی ککل  باستثناء عاملی (العصابیة و الإنفتاح على الخبرة ) . وفی ضوء النتائج السابقة أوصت الدراسة بعدة توصیات أهمها :  الإفادة من نتائج مقیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعقد دورات تدریبیة للمعلمین تسهم فی تعریفهم بخصائص السمات الإیجابیة  وطرق التخلص من السمات السلبیة ، والإفادة من نتائج مقیاس التوافق المهنی لتطویر الخدمات الضروریة التی تخلق الشعور بالاستقرار  والأمان للمعلمین والمعلمات ، و إستثمار السمات الشخصیة التی یتحلى بها معلمی المدارس الثانویة فی محافظة المخواة فی تحسین واقع العملیة التعلیمیة.

الکلمات المفتاحیة : العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة ، التوافق المهنی ، المرحلة الثانویة .

 

Abstract

The study aims to discover the relation between the five major's factors of personality and Professional compatibility for teachers in the secondary stage in Almakhwa city. It also aims to discover the extent of the five major factors of personality and its relation to the professional compatibility for the teachers in the secondary stage in Almakhwa city according to sex. The population of study has consisted of all 904 teachers who teach in the secondary stage in Almakhwa city while the sample of the study consisted of 150 male and female teachers who were chosen randomly. The study was designed on descriptive associative approach. Scale of five major factors of personality and scale of Professional compatibility were used. The study has reached to many results as the following

All teachers have the five major factors of personality in a high extent except neutralism factor was in low extent and they also highly have all availability of the professional compatibility factors. There were no statistical significant differences in all five major factors of personality according to sex variable except acceptability and conscientiousness. The differences were found for female teachers. There were statistical differences in the professional compatibility attribute to sex variable in all aspects except nature and work condition and relationship with students and society. The differences were also found for female teachers. There was a statistical significant relation in all five major factors of personality and all Professional compatibility aspects except neutralism and openness to experience. According to the previous results, the study recommends .Teachers should take part courses according to the five major factors of personality to learn how to use these factors efficiently. work conditions should be improved for the teachers.To benefit from the Professional compatibility scale results in improving the essential services which help teachers in Almakhwa city to do their job better.

Key words: The five major factors of personality, professional compatibility, secondary school stage.

مدخل إلى الدراسة

مقدمة :

         لما للمعلم من دور وأهمیة داخل البیئة المدرسیة ؛ فقد حرصت المدارس التربویة على تدریبه وتأهیله تعلیمیاً ومهنیاً، للقیام بالمهام الموکلة إلیه من خلال البرامج التی تطرح فی التعلیم، ومن خلال الدورات التأهیلیة، بهدف تنمیة المهارات لدیه لیمتلک مجموعة کافیة من الکفایات التعلیمیة، لنقل المهارات والخبرات التعلیمیة التعلمیة للمتعلم، لیصبح المعلم قائداً ومنظما للبیئة التعلیمیة ومصمماً لها.

       ونظراً لتطور التعلیم والکم المعرفی الهائل؛ أصبح التعلیم مهنة لها شأن وأصول          وقواعد ومناهج علمیة، حیث تطورت کثیر من الاتجاهات فی مجال إعداد المعلم ودوره فی مجال التعلیم.

     ونظراً لأهمیة التعلیم ودور المعلم فی المجتمعات الحدیثة، فقد عنیت بوضع الأسس التی تکفل إعداده بطریقة علمیة تطویریة تؤهله لأداء الدور بکفاءة وعنایة، (الحامد وزیادة والعتیبی ومتولی، 2007: 250).

      أما دور المعلم الیوم فانه یختلف اختلافاً کبیراً عما کان علیه فی السابق، لأن دور التعلیم  فی المجتمع  تطور کثیراً، وأصبح دوره یرتکز على تنمیة وتلبیة حاجات المجتمع التربوی  لجمیع الأنشطة الاجتماعیة والاقتصادیة والنفسیة، بالإضافة لإکساب المتعلم  الاتجاهات والخبرات والمهارات والمعلومات، لغرس القیم الدینیة والاجتماعیة والأخلاقیة والسیاسیة والإقتصادیة الخ...، ومن هذا المنطلق أصبح المعلم هو أداة التغییر والتجدید فی المؤسسة التعلیمیة والمجتمع والبیئة. ومن أبرز أدوار المعلم  :

-      مساعدة الطلاب على التوجیه السلیم وتعدیل سلوکهم.

-      یعتبر المعلم حلقة الاتصال الأولى بین المدرسة والأسرة.

-      التعاون مع المؤسسات الاجتماعیة والتعلیمیة والنفسیة.

تنظیم الأنشطة التعلیمیة الصفیة واللاصفیة (سلامة والخریسات وصوافطة           وقطیط، 2009: 38).

لذلک یلعب المعلم دورا أساسیاً وبالغ الأهمیة فی العملیة التعلیمیة، ویتعدى هذا الدور إلى العملیة التربویة بأکملها، فمن هنا ترتکز أهمیة المعلم فی التعلیم على تطویر شخصیته وذاته، (الترتوری،2007: 45).

     ومن خلال دور المعلم وجد علماء النفس فی العوامل الخمس الکبرى وهی "العصابیة والإنبساطیة والمقبولیة (الطیبة) والانفتاح على الخبرة ویقظة الضمیر" أن هناک حاجة کبیرة إلى نموذج وصفى یشکل الأبعاد الرئیسیة للمعلم عن طریق جمع البیانات والصفات، حتى یتم تصنیفها بأبعاد أو عوامل یمکن تعمیمها من خلال الأفراد، بهدف الوصول لدراسة العوامل والأبعاد الأساسیة لشخصیة المعلم وتوافقه المهنی.

     وقد احتلت الشخصیة الإنسانیة والعوامل الخمس المؤثرة  فیها مکانة هامة وأساسیة فی الدراسات التربویة والاجتماعیة والنفسیة، وذلک للتعرف على مکوناتها، وکیفیة تفاعلها وتوافقها مع البیئة، بالإضافة إلى الأثر المهم الذی یمکن أن تترکه العوامل الخمس الکبرى لسمات المعلم وأدائه وقدرته على التوافق مع الظروف المختلفة، فإن التوافق المهنی یعد العنصر الهام والحاسم فی التأثیر على أداء المعلمین.

     ومن خلال ممارسة المعلم مهنة التعلیم بعواملها الخمسة فی محیط العمل یحقق من ذلک سمات عدیدة، منها تحقیق میوله ورغباته وإشباع حاجاته، حتى یتمکن من التوافق مع نفسه ومع مهنته ومع الآخرین، أما المعلم الذی یقوم بعمله  ویفتقر للدوام والاستقرار، یعود علیه بالسلب بفقدان توافقه المهنی وعوامله الخمسة لبناء شخصیته، ومعیقات وصعوبات فی العملیة التعلیمیة لتحقیق أهدافه، وتعریضه لحالات نفسیة تؤثر على أدائه الجسدی المعرفی وسلوکه الاجتماعی  وسماته الشخصیة (درادکة، 2009:  18).

     وتنبع أهمیة التوافق المهنی للمعلم، من خلال مجموعة من المهارات والکفاءات والتقدم المعرفی الذی یمتاز به، هذا الأمر یتطلب من المعلم ضرورة المحافظة على المهارات والاتجاهات والمعلومات الحدیثة فی طرائق وأسالیب التعلیم وتقنیاته.

     یعتبر التوافق المهنی من المؤشرات الهامة فی نجاح المعلم و المؤسسة التعلیمیة، وأمر ضروری لقیام المعلم بمهام عمله حسب ما هو مطلوب منه، وقد أجمعت الدراسات على أهمیة المعلم ودوره  فی التعلیم من خلال توافقه المهنی وتوظیف العوامل الخمسة الکبرى فی بناء شخصیته داخل مؤسسته التربویة (سمیر، 2007: 34).

    من هنا جاءت هذه الدراسة و التی تناولت العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة و علاقتها بالتوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة .

 مشکلة الدراسة :

     یعد سوء التوافق المهنی حالة ذات أسباب متعددة ، منها ما یعود للعامل نفسه مثل عدم الشعور بالأمن ، والإکثار من الأخطاء والحوادث و أسباب تتعلق بظروف البیئة غیر الملائمة ، کما ان هناک اسباب تعود الى سیاسة التدریب والتوظیف ، وشخصیات المدربین والمشرفین والرؤساء المحیطین به وسیاسیة الترقی والأجور، وعدم وجود تعلیمات واضحة وکثرة الاحتکاک بالزملاء والرؤساء والمرؤوسین (مکناسی، 2007، 68). ومن خلال عمل الباحث فی المیدان التربوی فقد لاحظ الباحث التذمر من مهنة التعلیم بین اوساط المعلمین مما یصاحب هذه المهنة من اعباء و تکلیفات متعددة مما کان له أثر کبیر على تسرب المعلمین من المیدان الى أعمال إشرافیة أو إداریة أو طلب التقاعد المبکر ، وما ذهب إلیه الباحث من ملاحظات تؤکده نتائج بعض الدراسات، ومنها دراسة ( فوزیة الزهرانی 2016 ) والتی بینت فی مجملها أن مستوى التوافق المهنی لدى المعلمین و المعلمات فی الباحة فی المستوى الضعیف.

     ومن هنا جاءت هذه الدراسة و التی تناولت العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بالتوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة .

أسئلة الدراسة:

تتمثل اسئلة الدراسة فی السؤال الرئیس التالی:

    ما طبیعیة العلاقة بینالعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة والتوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة ؟

ویتفرع من السؤال الرئیس الأسئلة الفرعیة التالیة:

1.  ما درجة توافر العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى معلمی المرحلة الثانویة          بمحافظة المخواة ؟
2. ما درجة توافر التوافق المهنی  لدى معلمی المرحلة الثانویة بمحافظة المخواه ؟
3.  هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة تعزى لمتغیر الجنس ؟
4. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی درجة التوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواه  تعزى لمتغیر الجنس ؟
5. هل توجد علاقة ارتباطیة ذات دلالة إحصائیة بین العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة والتوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة ؟

 أهداف الدراسة

هدفت الدراسة الى مایلی:

1- الکشف عن درجة العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة

2-الکشف عن درجة التوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة.

3-تحدید الفروق ذات الدلالة الإحصائیة فی العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة تعزى لمتغیر الجنس .

4-تحدید الفروق ذات الدلالة الإحصائیة فی درجة التوافق المهنی لدى  معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواه تُعزى  لمتغیر الجنس .

5-الکشف عن العلاقة بین العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة و التوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة.

أهمیة الدراسة

تکمن أهمیة هذه الدراسة فی:

1. الأهمیة النظریة (العلمیة) للدراسة:
2. قد تسهم الدراسة فی تنمیة وتعزیز إستخدام العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى معلمی المرحلة الثانویة.
3. تساهم الدراسة  فی مجال تعزیز العملیة التعلیمیة فی المرحلة الثانویة  .
4. تسعى الدراسة للرفع من مستوى التوافق المهنی لمعلمی المرحلة الثانویة باستخدام العوامل الخمسة الکبرى.
5. لفت إنتباه القائمین على عملیة مؤسسات إعداد المعلمین على تفعیل استخدام المعلمین للعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة .

حدود الدراسة:

تقتصرُ الدراسةُ على الحدود التالیة:

الحدود الموضوعیة: فی إطار أهداف الدراسة ومنهجیتها، فإن الدراسة تقتصر على العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بالتوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی         محافظة المخواة .

الحدود المکانیة: قام الباحث بتطبیق دراسته فی محافظة المخواة التعلیمیة .

الحدود البشریة: طبق الباحث دراسته على عینة من معلمی المرحلة الثانویة فی         محافظة المخواة.

الحدود الزمانیة: تم تطبیق الدراسة خلال الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی            1437-1438ه

مصطلحات الدراسة:

العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة

     هی مجموعة من العوامل التی تتکون من تحلیل الشخصیة إحصائیاً وبشکل علمی دقیق، وهذه العوامل هی: العصابیة، والانبساطیة، والمقبولیة، والانفتاح على الخبرة ، ویقظة الضمیر  (الساعاتی، والحلو، 2012).

          ویعرفها الباحث إجرائیاً  بأنها مجموعة من العوامل الشخصیة المجتمعة                ( العصابیة ، الانبساطیة ،المقبولیة ، الأنفتاح على الخبرة ، یقظة الضمیر ) التی تعمل على تسهیل آلیة تصنیف المعلمین ومعرفة طبیعة شخصیاتهم بطرق علمیة حدیثة، من خلال عملیات التحلیل الإحصائی ، وغالباً تبرز إحدى هذه السمات بشکل واضح فی شخصیة الفرد .

التوافق المهنی

     هو المستوى الذی یحصل علیه المعلمون على مقیاس الوظیفة وتوابعها، ویتکون من أربعة مجالات هی: الرضا الوظیفی، والنمو المهنی، والعلاقات الاجتماعیة، وتفویض السلطة (الخلیلی، ورضوان ، 2013).

      ویعرفه الباحث إجرائیاً بأنه ما یقوم به المعلم ویبذله من جهد من أجل الإحساس والشعور بالتکیف بینه وبین مهنةالتعلیم.

أدبیات الدراسة

     یتناول الباحث فی هذا الفصل جانبین أساسیین، أولهما: الإطار النظری؛ والذی یمثل الخلفیة العلمیة للدراسة- کأحد الرکائز الرئیسة للبحث العلمی- وفیه یتم التأصیل للمغیرات المرتبطة ارتباطاً مباشراً بموضوعها، وثانیهما: البحوث والدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالیة.

أولاً الإطار النظری:

 المبحث الأول : العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة

تمهید:

یعد إطار العوامل الخمسة الکبار هو نموذج هرمی لصفات الشخصیة وهو نموذج یقترح أن معظم الفروق الفردیة فی الشخصیة البشریة یمکن تصنیفها إلى خمسة مجالات واسعة والتی تمثل الشخصیة بأوسع مستوى من التجرید, کل عامل یکون ثنائی القطب ویلخص عدة جوانب فرعیة أکثر تحدیدا، والتی بدورها تمثل عددا من الصفات الفرعیة الأکثر تحدیدا.

ویعد مفهوم الشخصیة من أکثر مفاهیم علم النفس شیوعا واستخداما ومن أکثرها  جاذبیة، ومع ذلک فهو معقد یصعب تعریفه نظراً لاستناد علماء النفس فی تعریف الشخصیة لمناحی نظریة متعددة، مما یترتب على ذلک اختلافهم فی افتراضاتهم حول الطبیعة البشریة، کما أن مفهوم الشخصیة متعدد الأوجه یشتمل على المظاهر الجسمیة الخارجیة، والمظاهر الاجتماعیة والانفعالیة بالإضافة إلى الجوانب غیر المرئیة التی تبقى خفیة لسبب أو لآخر.           (جرادات، 2014، 128)

ولعل أحد الأهداف الرئیسیة لعلم النفس أن یؤسس لنموذج یمکن من خلاله وصف الشخصیة بشکل مناسب، وأحد هذه النماذج الأکثر بروزا وشیوعا فی علم النفس المعاصر هی نظریة العوامل الخمسة للشخصیة(العصابیة، والانبساطیة والوداعة والتفانی والانفتاح علی الخبرة) وهی مؤلفة من خمسة متغیرات مختلفة تؤدی بمجملها إلى أنموذج تصوری لوصف الشخصیة.(الهویش، 2015، 85)

وتعد قائمة العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة من أهم النماذج وأحدثها التی فسرت سمات الشخصیة، حیث وجد علماء النفس والباحثون فی مجال الشخصیة أن الحاجة ماسة إلى نموذج وصفی أو تصنیف یشکل الأبعاد الأساسیة للشخصیة الإنسانیة عن طریق تجمیع الصفات المرتبطة معاً، وتصنیفها تحت نمط أو بعد أو عامل مستقل یمکن تعمیمه عبر الأفراد ومختلف الثقافات.(علیان، 2016، 57)

وبالرغم من أن نموذج  العوامل الخمسة قد تم اکتشافه من قبل باحثین أمریکیین باستخدام أدوات مرتکزة علی مصطلحات السمات باللغة الإنجلیزیة، إلا أن محاولات عدیدة أجریت لتقییم قابلیة تعمیم هذا النموذج عبر الثقافات، فقد تم استخدام وسن ترجمات لاستبیان الشخصیة الجدید المعدل ثم تم مقارنتها بترکیب العوامل الخمسة الأمریکی، وذلک على عینات ألمانیة وبرتغالیة وصینیة وکوریة و یابانیة، وقد أظهرت النتائج وجود بنى متشابهة على العینات ذات الثقافات المختلفة.(محیسن، 2013، 392)

کما إن نموذج العوامل الخمسة أثبت فائدته فی تشخیص الحالات العادیة والمضطربة سلوکیاً من خلال دراسة العوامل الخمسة( العصابیة، والانبساطیة، والانفتاح علی الخبرة، والوداعة، والتفانی). ومع ما یجری حالیا من جدل فی هذا الأدب النفسی، إلا أنه یعتبر دارجاً فی دراسات مقارنة کثیرة عبر البلدان والثقافات والأعمار والأجناس، مما یعطی منعطفاً جدیداً فی قیاس الشخصیة.(القرشی، 2014، 122)

وأهم ما یمیز العوامل الخمسة الکبار للشخصیة هی القدرة التنبؤیة الواضحة لهم عبر مجالات الحیاة: (الشخصیة والاجتماعیة والمؤسسیة ) فقد أشارت الأبحاث الحدیثة إلى أن سمات الشخصیة قد تکون مؤشراً قویاً على توقع الأداء الوظیفی والقدرة الإدراکیة والنجاح الأکادیمی والعلاقات الاجتماعیة والعاطفیة (Roberts et al, 2007, 339).

مفهوم العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة:

      تعددت التعریفات للعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وفیما یلی عرض لأکثر مفاهیم العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة انتشاراً واتفاقاً بین الباحثین فقد عرف الهویش (2015، 82)نموذج العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة بأنه من أهم وأحدث المقاییس النفسیة التی فسرت سمات الشخصیة، ویتکون من خمسة عوامل رئیسیة، وهی: العصابیة، الانبساطیة، الوداعة والتفانی والانفتاح على الخبرة.

      ویشیر مفهوم الخمسة الکبار إلى خمسة هیاکل شخصیة واسعة یعتقد علماء النفس أنه یمکن استخدامها لتلخیص شخصیة الفرد بأکمله والعوامل الخمسة هی: التوافقیة, الضمیر الحی, الانبساطیة, العصابیة, الانفتاح(Sanders, 2008, 132).

     وتعد العوامل الخمسة الکبرى هی نموذج فی الشخصیة یتضمن خمسة عوامل، ویندرج تحت کل عامل أو بعد مجموعة من السمات النوعیة التی تشکله.(عبد المجید، 2010، 616) ؛ کما أوضح طعبلی (2014، 26) أنها عبارة عن قائمة مختصرة وشاملة لعدد کبیر من سمات الشخصیة، ویتکون نموذج العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة من خمسة مکونات فرعیة هی:

العصابیة : یعکس هذا العامل المیل إلی الأفکار والمشاعر السلبیة أو الحزینة.

الانبساطیة: یعکس هذا العامل التفضیل للمواقف الاجتماعیة والتعامل معها.

الانفتاح على الخبرة: ویعکس هذا العامل النضج العقلی والاهتمام بالثقافة.

المقبولیة: یعکس هذا العامل کیفیة التفاعل مع الآخرین.

یقظة الضمیر: یعکس هذا العامل المثابرة والتنظیم لتحقیق الأهداف المرجوة.

       ویمثل نموذج الشخصیة المکون من العوامل الخمس الکبار هیکلاً من الصفات التی تم تطویرها وتحدیدها على مدى العقود الخمسة الماضیة, ویتم تعریفها کمجموعات من الصفات المترابطة والتی یشار إلیها أیضاً بالسمات, وهی: التوافقیة, الضمیر الحی, الانبساطیة, العصابیة, الانفتاح  (Rothmann,& Coetzer 2003, 68)

      ومن خلال ما سبق من تعریفات یرى الباحث أن العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة  یمکن تعریفها بأنها مجموعة من العوامل الشخصیة المجتمعة ( العصابیة ، الانبساطیة ،المقبولیة ، الأنفتاح على الخبرة ، یقظة الضمیر ) التی تعمل على تسهیل آلیة تصنیف المعلمین ومعرفة طبیعة شخصیاتهم بطرق علمیة حدیثة، من خلال عملیات التحلیل الإحصائی ، وغالباً تبرز إحدى هذه السمات بشکل واضح فی شخصیة الفرد.

تحلیل العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة:

یعد نموذج العوامل الخمسة الذی قدمه" ماک کری، وکوستا" من أکثر نماذج الشخصیة انتشاراً فی الوقت الحالی، حیث یقدم إطاراً عاماً وشاملاً، للفروق بین الأفراد فی الأسالیب الدافعیة والانفعالیة وبین الشخصیة.(عبد الخالق، 2014، 12)

وتعتبر السمات "الخمسة الکبار" من أکبر الاکتشافات المعتمدة على البیانات التجریبیة والأکثر شمولاً فی تاریخ علم النفس الشخصی, وقد کان تحدید سمات وهیکل الشخصیة البشریة واحدة من أهم الأهداف الأساسیة فی کل جوانب علم النفس, وتعتمد وظیفة هذه العوامل على القدرة النفسیة للفرد على استخدام إمکانیاته.(Olakitan, 2011, 113).

وفیما یلی توضیح لأهم  السمات النموذجیة لکل عامل من العوامل الخمسة الکبرى:

العصابیة: القلق حیث یکون عصبی ولدیه مخاوف مرضیة، العدائیة حیث یشعر بالعداء        تجاه الغیر عند کبت المشاعر، الاکتئاب ویکون انفعالی منقبض أکثر منه مرح ویشعر بالهم والضیق والتشاؤم.

1. الانبساط: حیث الدفء والمودة، و یکون اجتماعی ویحب الحفلات وله أصدقاء کثیرون، یکون نشط یشعر بالحیویة وسرعة الحرکة وأحیانا یکون مندفعاً.
2. الانفتاح على الخبرة: الخیال یکون لدیه تصورات قویة و کثیرة وحیاة مفعمة بالخیال وعنده أحلام کثیرة وطموحات غریبة، ویعتقد بأن هذه الخیالات تشکل جزءا مهما فی حیاته.
3. المقبولیة: الثقة حیث یشعر بالثقة تجاه الآخرین، واثق فی نفسه، الاستقامة، مخلص ومباشر وصریح، الإیثار ویکون محب للغیر والرغبة فی مساعدة الآخرین ومتعاون.

     یقظة الضمیر: الاقتدار أو الکفاءة ویکون بارع وکفء ومدرک ومتبصر ویتصرف بحکمة مع المواقف الحیاتیة المختلفة، وملتزم بالواجبات بما یملیه علیه ضمیره ویتقید بالقیم الأخلاقیة بصرامة (الأنصاری، 2000، 248).

    ومن أجل تحلیل السمات الخمسة الکبرى للشخصیة بصورة أکثر حرص الباحث على إبراز آراء الباحثین فی هذا المجال على النحو التالی:

أولاً: العصابیة

یتضح هذا العامل فی الشخص من خلال اتصافه بالقلق والخوف والغضب والعدوانیة ومراقبة الذات والإحراج والاندفاعیة وبالتالی یشعر بالعجز أو الیأس. (محیسن، 2013، 385)

والعصابیة هی المیل إلى تجربة المشاعر غیر السارة بسهولة، مثل الغضب والقلق والاکتئاب والضعف, العصابیة تشیر أیضا إلى درجة من الاستقرار العاطفی والتحکم فی النفس، حیث أن الحاجة الماسة إلى الاستقرار تعکس شخصیة غیر عصابیة ومستقرة وهادئة لکن          یمکن أن ینظر إلیها على أنها غیر ملهمة وغیر مبالیة, وانخفاض الحاجة إلى الاستقرار        یعکس شخصیة تفاعلیة ومثیرة لکن یمکن اعتبارها غیر مستقرة أو تفتقد الثقة فی النفس (Toegel & Barsoux, 2012, 52).

ومن سمات العصابیة القلق والعدائیة الغاضبة والاکتئاب والوعی بالذات والاندفاعیة وعدم ضبط الدوافع والتمرکز حول الذات، القابلیة للانجراف وعدم تحمل الإحباط.        (زهران، 2013، 313)

کما أنه یمکن تقسیم سمات العصابیة إلى ما یلی:

القلق (الخوف، النرفزة، الهم، الانشغال، سرعة التهیج).

الغضب (حالة الغضب الناتجة من الاحباطات ).

العدائیة (الناتجة من کبت مشاعر الغضب).

الاکتئاب (انفعالی، منقبض أکثر منه مرح ویؤدی ذلک إلى الهم والکرب والقلق والانفعالیة الدائمة والحالة المزاجیة القابلة للتغیر.

الشعور بالذات (الشعور بالإثم والحرج، والخجل، والقلق الاجتماعی الناتج عن عدم الظهور أمام الآخرین فی صورة مقبولة.

الاندفاع (عدم القدرة على ضبط الدوافع وفیه یشعر الفرد بالتوتر والقلق وسرعة الاستثارة.

الانعصاب (عدم قدرة الفرد على تحمل الضغوط وبالتالی یشعر الفرد بالعجز او الیأس والاتکال وعدم القدرة على اتخاذ القرارات فی المواقف الضاغطة. (بقیعی، 2015، 447).

ثانیاً: الانبساطیة

أوضح محیسن (2013، 385) أن الانبساط هو مقابل الانطواء، ویتضح هذا العامل من خلال اتصاف الشخص بالمودة والحیویة والاجتماعیة والایجابیة والتفاؤل.

ویشیر هذا العامل إلى تفضیل المواقف الاجتماعیة والتعامل معها وحب الابتهاج والمرح، فالدرجة المرتفعة على هذا العامل تعنی أن الفرد یکون نشطاً ویبحث عن الجماعة ویمیل إلى الاهتمام القوى بالآخرین، وبالأحداث الخارجیة، فی حین تدل الدرجة المنخفضة لهذا العامل على الإنطواء والهدوء والتحفظ و النشاط والبحث عن الإثارة. (جاد الرب، 2016، 101)

ویشتمل مفهوم الانبساط على ست فئات من العوامل، هی المودة أو الدفء والاجتماعیة والتوکیدیة والنشاط والبحث عن الإثارة والمشاعر الإیجابیة. (شویخ، 2012، 65)

ویتصف الشخص المنبسط بالشعور بالدفء والاجتماعیة والتوکیدیة ویکون واثق ومتحمس ونشیط یمیل إلی الحیویة وفعال ومحب للحفلات وله أصدقاء. (زهران، 2013، 313)

ثالثا: الانفتاح علی الخبرة:

أوضح محیسن (2013، 385) أن هذا العامل یتضح من خلال اتصاف الشخص بکثرة الخیال والطموحات وعدم الجمود و المیل إلی الابتکار؛ وهی سمة تدل على الاهتمام بالأفکار الجدیدة، والاهتمام بوجهات النظر غیر التقلیدیة التی تختلف عن الأفکار الشائعة، کما تعکس حب الاستطلاع والتزود بالخبرات والمیل إلى التجدید والابتکار والتعبیر عن الانفعالات بشکل واضح، ومن سمات هذا العامل الخیال، التذوق الجمالی، المشاعر، النشاط، والأفکار، والقیم؛ ویکون الشخص المنفتح ذو خیال، ویکون حالم ومحب للجمالیات مثل الأدب والفن والشعر والموسیقی، ویکون مبتکر ومحب للاستطلاع ویمیل للتجدید..(زهران، 2013، 313)

والانفتاح على الخبرة تقدیر عام للفن والمشاعر والمغامرة والعلوم والأفکار غیر العادیة والخیال والفضول, هذا السمة تمیز الناس ذو الخیال الخصب عن الأشخاص  التقلیدیین, والانفتاحیین هم أکثر عرضة لاتخاذ معتقدات غیر تقلیدیة, أما الأشخاص ذو المستوی المنخفض فی الانفتاح یمیلون إلى أن یکون لدیهم أفکار تقلیدیة أکثر ویفضلون الأمور الواضحة والسهلة بدلاً من الأمور المعقدة والغامضة والغیر ملحوظة وقد یشککون فی الفنون والعلوم ویعتبرون ما یتعلق بهذه المساعی غیر مهم (Olakitan, 2011, 115)

رابعاً: یقظة الضمیر

تشیر هذه السمة إلی تمیز الفرد وتحمل المسئولیة وقوة الإرادة والکفاح والسعی نحو الإنجاز وضبط الذات والالتزام بالواجبات والتنظیم لتحقیق الأهداف، والأشخاص الذین یتمتعون بدرجة مرتفعة على هذه السمة یتمیزون بالأمانة والإیثار والجدیة وضبط النفس، ومن أهم سماتهم " الکفاءة، النظام، الشعور بالواجب، النضال من أجل الإنجاز، والانضباط الذاتی.(زهران، 2013، 313)

وتشیر یقظة الضمیر إلى السعی لتحقیق الکفاءة والإنجاز الانضباط الذاتی والتنظیم والحزم والتأنی, وهو مرتبط بالطریقة التی یتحکم بها الناس وینظمون ویدیرون نوازعهم, وتشیر درجات عالیة من الضمیر الحی إلى تفضیل السلوک المخطط بدلا من السلوک التلقائی (Raynor & Levine, 2009, 73

خامساً: التوافقیة

هی صفة تمیز الشخص الذی یکون بشکل رئیسی متعاطف مع الآخرین وحریص على مساعدتهم وفی المقابل یؤمن أن الآخرین أیضاً سوف یکونوا على نفس القدر من المساعدة والتعاطف, أما الشخص ذو التوافقیة المنخفضة فهو متمرکز ذاتیاً، مشککا فی نوایا الآخرین، وتنافسی بدلاً من تعاونی(Rothmann,& Coetzer 2003, 69).

      ویکون من سمات الشخص التوافقی، الثقة والاستقامة والإیثار والإذعان والتواضع واعتدال الرأی والتسامح وغیر متکبر ومتواضع. (زهران، 2013، 313)

     وهذا ما أکدت علیه هناء شویخ (2012، 65) حیث أشار إلى أن مفهوم التوافقیة یضم مجموعة من العوامل، من أهمها الثقة والاستقامة والإیثار والإذعان أو الطاعة والتواضع، ورقة المشاعر، أما الطرف المقابل للقبول فهو التنافر أو العدائیة ویشیر إلی الشک فی الآخرین، وعدم الثقة والتسامح، والعدوانیة، و عدم التعاون، والأنانیة. وتعزز التوافقیة فوائد السمات الإیجابیة، وغیابها یؤدی إلى تفاقم الأثر الضار للصفات الغیر مرغوب فیها, فالبالغون الذین یتمتعون بمستوی توافقیة وتفاعل اجتماعی مرتفع وجد أنهم أقل عرضة لإدمان الکحولیات والإصابة بالاکتئاب  ویتمتعون بالاستقرار الوظیفی وأکثر التزاماً بالقانون بالمقارنة مع أولئک ذو مستوى توافق وتفاعل اجتماعی منخفض(Laursen et al, 2002, 602).

      وبعد اسعراض آراء الباحثین حول سمات العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة یرى الباحث أن أهم السمات التی یتمیز بها کل عامل من هذه العوامل مایلی :

العصابیة : القلق ـ الخوف ـ الغضب و العدوانیة ـ الإکتئاب ـ الشعور بالذات ـ الإنعصاب .

الإنبساطیة : المودة ـ المرح ـ المشارکة الإجتماعیة ـ الدفء ـ توکید الذات .

الإنفتاح على الخبرة : الخیال و الطموح ـ الفضول ـ الأفکار ـ الإبتکار .

یقظة الضمیر: تحمل المسؤلیة ـ الإنجاز ـ ضبط الذات ـ التنظیم .

التوافقیة : التعاطف مع الآخرین ـ التواضع ـ الثقة ـ الإستقامة ـ الطاعة .

المبحث الثانی : التوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة

تمهید :                                      

إن العصر الحالی جعل من المتاح تطویر وزیادة الموارد الشریة وتحسین الأداء الوظیفی؛ لذا یجب على کافة المؤسسات والمؤسسات التربویة بشکل خاص أن تعمل على تنمیة جیل جدید من المعلمین فی کل المجالات قادرین على التوافق والأداء فی مختلف الظروف؛ ویتطلب تنمیة وتطویر مثل ذلک الجیل العمل على انشاء برامج وخدمات محددة لمساعدة المعلمین على تحقیق التوافق المهنی فی بیئات أعمالهم المختلفة؛ والتغلب على معوقات التوافق مثل المعوقات اللغویة والبیئیة التی تتسبب فی عدم التوافق لدى المعلمین.

ویسعى الفرد دائما للبحث عن الوسائل التی تمکنه من تحقیق التوافق ومن بین أهم هذه الوسائل نجد العمل، حیث یسعی الفرد إلی بلوغ توافقه فی مجال العمل، حیث یحاول إحداث نوع من التواؤم والتوازن مع بیئته المهنیة والاجتماعیة التی یعیش فیها؛ ویعتبر التوافق المهنی جزء من التوافق العام للفرد فی شتی مجالات حیاته، ویشمل توافقه مع محیط العمل بما یتضمنه هذا المحیط من عوامل بیئیة کثیرة طبیعیة واجتماعیة. (مکناسی، 2007، 50)

ویوجد ثلاثة جوانب للتوافق وهی: التوافق العام والتوافق التفاعلی والتوافق المهنی؛ ففی حین یعنی التوافق العام درجة الراحة النفسیة فیما یتعلق بظروف المعیشة العامة والثقافة البیئیة المحیطة بالفرد؛ ویعرف التوافق التفاعلی على أنه الراحة النفسیة المتعلقة بالتفاعل مع الأفراد بالبیئة المحیطة؛ ویفهم التوافق المهنی على أنه درجة شعور الشخص بالراحة النفسیة إزاء دوره فی بیئة العمل. (Han, 2001, 1-2).

     وقد أوضح صبیرة وآخرون (2014، 363) أنه من أجل رفع مستوی التوافق المهنی للمعلم، یجب العمل على تحسین توافق المعلم وعلاقته مع کل من مکونات بیئته وسوف یؤدی هذا إلی تحقیق التوافق المطلوب له فی عمله، أما هذه العلاقات فهی: علاقة المعلم بنظام المدرسة، وعلاقة المعلم بالمدیر، وعلاقة المعلم بزملائه، وعلاقة المعلم ببیئته خارج المدرسة.

مفهوم التوافق المهنی:                                                               

عرفت سعیدة بن غربال (2015، 122) التوافق المهنی: بأنه حالة من التلاؤم والانسجام بین العامل وبیئته المهنیة- المادیة والاجتماعیة- والتی تجعله راضیا عن أداءه المهنی، ومرضیا للآخرین(المشرفین والزملاء)، وقدرته على التقدم فی عمله وتحسین مهاراته باستمرار والذی یمکن قیاسه من خلال طبیعة العمل، العلاقة مع الزملاء، العلاقة مع الطلبة، الإشراف، الترقیة والتطور، وفرص التقدم فی العمل.

ویمکن تعریف التوافق المهنی هی حالة من الرضا التی یشعر بها العامل بعد سعیه لخلق نوع من الانسجام بینه وبین بیئته المهنیة، فالتوافق المهنی عملیة مستمرة وتتمیز بالدینامیکیة نظرا لتعدد حاجات الأفراد وتغیرها المستمر وکذلک تغیر المحیط المهنی الذی یتواجد فیه الفرد.(مکناسی، 2007، 54)

یعرف بأنه تکییف الشخص ببیئته الاجتماعیة مجال مشکلات حیاته الاجتماعیة، التی ترجع لعلاقات بأسرته ومجتمعه، ومعاییر بیئته الاقتصادیة والسیاسیة والخلقیة ذات التأثیر على حیاته المهنیة.(سلام، 2014، 156)

ویشیر مفهوم التوافق العام إلى مستوى التقبل والارتیاح للتعامل مع بیئة جدیدة من حیث العادات والطعام والسکن والدراسة أو العمل؛ فی حین أن التوافق المهنی یعرف على أنه مستوى التفهم والتقبل والارتیاح للثقافة السائدة فی مکان العمل (YEDGARIAN, 2016, 15) ؛         کما أن التوافق المهنی هو عملیة التوفیق بین ما یلی: (أ) الاحتیاجات المهنیة للموظف، والعوامل التعزیزیة فی بیئة العمل، وبین (ب) قدرات الموظف والمهارات اللازمة للعمل      (Owen, 2002, 4).

ومن خلال التعریفات السابقة یرى الباحث أن التوافق المهنی  هو ما یقوم به المعلم ویبذله من أجل الإحساس والشعور بالتوافق بینه وبین منهة التعلیم، وشعوره بالرضا عن العمل ویساعده على تکوین علاقات إنسانیة مناسبة مع زملائه ورؤسائه؛ نتیجة قیامه بالعمل المناسب الذی یسخر فیه إمکانیاته وقدراته.

قیاس التوافق المهنی:

    یعتمد التوافق المهنی- سواء کان مؤشرا على الاختیار المهنی السلیم أو نتیجة له- على إدراک الملائمة بین الفرد والوظیفة، أی إدراک الفرد لملائمة ذاته لمتطلبات المهنة وملائمة المهنة لحاجاته- ومن ثم فإن التوافق المهنی للمعلمین یمکن الاستدلال علیه من خلال مؤشری الملائمة (الذات والوظیفة) ویعطی التعرف على التوافق المهنی لدیهم مؤشراً على توافر أسس الاختیار الصحیح واعتبارات المعایشة النفسیة للمهنة سلباً أو إیجاباً.(عیسی، 2001، 123)

     ویمکن قیاس التوافق المهنی عن طریق مجموعة من الوسائل ومن أهمها ما أورده (مکناسی، 2007، 65) فیما یلی:

8- قیاس الرضا الوظیفی: والذی یعبر عنه بمدى رضا الفرد عن عمله من حیث الأجر، والمکانة الاجتماعیة التی یحققها له عمله، بالإضافة إلی رضا العامل عن نمط الإشراف داخل المؤسسة  ونمط التسییر والعلاقات الاجتماعیة السائدة وإحساسه بأن المؤسسة توفر له الأمن والعدالة.  (بن غربال، 2015، 140)

9- قیاس الروح المعنویة: وهی اتجاهات الفرد نحو بیئة العمل، ونحو التعاون النابع من ذواتهم لبذل أقصی طاقة فی سبیل تحقیق الأهداف الموضوعیة داخل المؤسسات التی یعملون بها.

    وهی الروح السائدة أو المزاج السائد بین الأفراد الذین یشکلون جماعة معینة والتی تتمیز فی الثقة بالجماعة، فهناک عملیة ربط بین احتیاجات الفرد والروح المعنویة ومدى إشباع هذه الحاجات، وعلى مدی قدرة العامل على التکیف والتأقلم مع عمله، فهذه النظرة ترتبط أیضا بالروح المعنویة للفرد وبالرضا الذی یشعر به فی عمله. (بن غربال، 2015، 140)

10- قیاس الاستعدادات والقدرات: ویقصد بها تلک العوامل الاستعدادیة الجسمیة والعقلیة، التی تساعد الفرد على تحقیق التوافق فی بیئته المهنیة، فقیاس هذه القدرات ضروری لمعرفة فیما إذا کان الفرد یستطیع أن یحقق التوافق فی محیطه المهنی.

ولقیاس التوافق المهنی لابد من تفعیل نظریة عمل متطورة ودینامیکیة وتبادلیة یمکن أن تساعد الباحثین على فهم کیفیة تصرف الأفراد والمنظمات فی بیئة العمل وقیاس ذلک؛ حیث یشتمل إطار العمل المتکامل للنظریة على نموذجین (أ) النموذج التنبئی الذی یصف المطابقة بین الشخص والبیئة، و (ب) نموذج التفاعلی الذی یصف عملیة التفاعل الجاریة بین الشخص والبیئة؛ ومع ذلک، تعتمد معظم الدراسات على منظور الفروق الفردیة الذی یقاس فیه جوانب الشخصیة قیاساً ملموساً فی علاقتها مع بالبیئة، فمن حیث قیاس التوافق المهنی اعتماداً على نظریة التوافق المهنی، یقوم معظم الباحثین بقیاس خصائص الشخص غالباً أکثر من خصائص البیئة (Shtivelband, 2014, 6).

ویمکن قیاس التوافق المهنی للفرد باستخدام المقاییس المختلفة لتحدید مدى توافق الفرد المهنی فإنه ینبغی أن یسبق ذلک دراسة نظریة وتجریبیة لکل مقیاس لتقدیر الوزن الذی ینبغی إعطاؤه له داخل بطاریة تجمعه وغیره، على حساب ما تسفر منه الدراسة من کفاءته فی الدلالة على مدى توافق الفرد المهنی وفیما یلی أهم المقاییس الممکن استخدامها فی قیاس التوافق المهنی: (بوتوته، 2015، 33)

مقیاس لقیاس الرضا الإجمالی عن العمل.

مقیاس اتجاه یشمل مقاییس فرعیة لقیاس الاتجاهات نحو جوانب العوامل المختلفة.

مقیاس للرغبات، ومقیاس لقیاس مستوی الطموح.

بطاریة قدرات، ومقیاس میول، ومقیاس الإنتاجیة، مقاییس مقننة للغیاب، الحوادث، التنقل.

استبیان عن التاریخ المهنی الذی یشمل قائمة بالأعمال التی شغلها الفرد منذ بدء عمله طول الوقت، مع وصف هذه الأعمال، ومدة بقائه فی کل منها، ومستوى کل منها وسبب ترکه لکل منها، وسائله فی إیجاد  العمل وفترات تعطله.

صحیفة متابعة الفرد فی العمل، ومحک للصلابة المهنیة، ویمکن أن یقارن على أساسه مدى کون العامل مناسب للعمل من حیث خصائصه کاستعداده ومیوله.

      وفی هذا الصدد فقد أوضح عطا الله (2009، 692) أن قیاس التوافق المهنی لا یمکن بمجرد تعبیر الفرد عن رضاه عن المهنة فقط، وإنما یستخدم إلی جانب ذلک محکا خارجیا یعتمد على رأی الرؤساء والمشرفین على الفرد العامل، أن هذا الاتجاه یستند على نظریة أو تقسیم "منیسوتا" للتوافق المهنی الذی یشتمل على النواحی التالیة، تقبل العمل والرضا عنه، الروح المعنویة واتجاهات الموظفین والقوى الدافعة للعمال، المحکات السلوکیة والصلاحیة للمهنة. 

     وباءاً على ما ذکره الباحثین من مقایسس یمکن الإستدلال بها على مستوى التوافق المهنی للفرد فإن الباحث یتفق مع عطا الله (2009، 692) أن قیاس التوافق المهنی لا یمکن بمجرد تعبیر الفرد عن رضاه عن المهنة فقط، وإنما یستخدم إلی جانب ذلک محکا خارجیا یعتمد على رأی الرؤساء والمشرفین .

العوامل المؤثرة فی التوافق المهنی:

     یعد التوافق المهنی عملیة دینامیکیة مستمرة بین العامل وبیئته المهنیة والاجتماعیة والنفسیة، یتفاعل بها مع بیئة عمله لکی یصل إلى حالة یتلاءم معها تجعله راضیاً عن عمله، مرضیاً عنه ومحققاً علاقات حسنة مفیدة بینه وبین العوامل البیئیة المحیطة بالعمل ومتوافقاً معها، ومع المتغیرات التی تطرأ على هذه العوامل. (النجار، 2000، 156)

     لذا فهناک العدید من العوامل التی تؤثر فی مدى نجاح التوافق المهنی للمعلم ویمکن تناول أهمها فیما یلی: (مکناسی، 2007، 63).

الأجر: وهو المبلغ الذی یتقاضه الموظف نظیر عمله الیومی الذی یقدم فیه جهده للتنظیم، هذا المبلغ یستعمله الفرد لإشباع حاجاته الأساسیة ویتوقف رضا الفرد عن الراتب بمدى کفایته لإشباع حاجاته مقارنة بالجهد المبذول.

الترقیة: ینظر للترقیة على أنها حصول الموظف على فرص للترقیة إلى مناصب أعلى         بحیث تمنحه الترقیة الإشباع المادی والمعنوی، وبالتالی فرضا الفرد یتوقف على مدى إتاحة الفرصة له للترقی.

الأمن: وهو سعی العامل للحصول على نوع من الضمانات فی عمله، سواءً کانت أثناء تأدیة العمل أو بعد ترکه للعمل بسبب العجز أو الوفاة أو إنهاء الخدمة وغیرها.

الاحترام والتقدیر: للإنسان مکانة عالیة فی جمیع المجالات ، حیث یسعی الفرد إلى الحصول على التقدیر والاحترام فی العمل الذی یقضی فیه حوالی ثلث وقته الیومی.

 جماعات العمل: یسود التنظیم مجموعة من العلاقات التی تتسم بین العاملین، وتؤثر هذه العلاقات فی درجة الرضا الذی یشعر به الفرد فی عمله.

الحریة فی العمل: ویقصد بها مقدار ما یشعر به الفرد من الاستقلال وحریة التصرف فی جدولة بعض جوانب العمل الیومی، فکلما أتیحت للفرد درجة من الحریة فی العمل، شعر بالمسؤولیة الشخصیة نحو إمکانیة النجاح أو الفشل التی یمکن أن تحدث فی تنفیذ الأعمال.

ومن العوامل التی تؤثر على التوافق المهنی بدرجة کبیرة ما أشارت إلیه سعیدة بنت غربال (، 2015، 130) فیما یلی:

عوامل شخصیة: إن تنافر خصائص الشخصیة ومتطلبات المهنة یؤدی إلى تعطیل العمل، وعدم النجاح بل إن ذلک قد یؤدی إلى الشعور بعدم السعادة، وضعف مستوى الإنتاجیة، والاضطرار إلى ترک العمل ومن أهم العوامل الشخصیة المؤثرة فی التوافق المهنی: الحالة الصحیة، والحالة النفسیة والمزاجیة، الاضطرابات الانفعالیة والنفسیة، والصراع والقلق والإحباط .. الخ.

      کما أن من العوامل المؤثرة فی التوافق المهنی: (أ) مدخلات الشخص (أی نوع الجنس، والوضع الاجتماعی والاقتصادی، والمواقف تجاه دور الجنس)، (ب) خبرات التعلم           (أی القدوة، أو الحالة والظروف العاطفیة)، (ج) الکفاءة الذاتیة لصراع العمل والأسرة؛ (د) الدعم والحواجز السیاقیة (أی الصراع بین العمل والأسرة، والأسرة والعمل)؛ (ه) إنجازات الأداء (Moel, 2007, 28-29).

     وقد قسم أبو مسلم (2012، 190) العوامل التی تؤثر على التوافق المهنی سواءً إیجابیاً أو سلبیاً فیما یلی:

 عوامل خاصة بالفرد: هناک عوامل شخصیة مؤثرة فی التوافق المهنی للفرد مثل الحالة الصحیة التی ترجع إلى أساس فسیولوجی، والحالة النفسیة أو المزاجیة، الاضطرابات           النفسیة والصراع.

      حیث إن العلاقات بین المجتمع الوظیفی، والمجتمع الخارجی من جهة الفرد العامل قد یؤدی إلى مشکلات یعانی منها العامل، کما أن الاختلاف فی السمات الشخصیة للعامل ومتطلبات المهنة تسهم بدورها فی تعطیل عجلة التقدم والنجاح وتساعد فی سوء التوافق الفردی والذی یظهر فی أشکال متعددة مثل : الشعور بالتعاسة، نقص الکفایة فی العمل، التفکیر فی ترک العمل، ومن أهم العوامل الشخصیة أیضا الحالة الصحیة للموظف وتداعیاتها، والحالة المزاجیة. (الشیخ، 1430ه، 20)

عوامل خاصة ببیئة العمل: إن الترکیز على بناء العلاقات الاجتماعیة والإنسانیة الفعالة له علاقة وثیقة بمستوی الرضا المهنی للفرد، کما تتصل المکانة المهنیة بالرضا عن العمل .

عوامل تتعلق بالفرد خارج نطاق العمل: إن الفرد لیس عضواً فی عمله فحسب، بل هو عضو فی جماعات کثیرة متعددة الأهداف، فظروف المنزل غیر الملائمة تعد واحداً من أعظم العوامل العامة خارج بیئة العمل، والتی تتصل بسوء التوافق المهنی.

     ومن أهم العوامل والمتغیرات التی تؤثر فی التوافق المهنی للمعلمین ما یلی:            (الحلاق، 2012، 50)

تغیر الأسرة من حیث الحجم والوظیفة:  الأسرة هی نواة المجتمع وأول مؤسسة تربویة عرفها لإنسان، وأول مؤسسة یعیش فی کنفها الطفل وتکسبه ما یستطیع أیة مؤسسة تربویة أخرى إکسابه له، وقد کانت الأسرة- إلی وقت قریب- تقوم بوظیفتها التربویة خیر مقام.

نظرة المجتمع للمعلمین: ومن التأثیرات الهائلة على المعلمین ومهنتهم، انعدام احترام المجتمع ومؤسساته للمعلم، فباستطاعة أی طالب أو ولی أمر جر المعلم إلی قاعات المحاکم تحت أی تهمة أو ممارسة قد یفسرها القانون تفسیراً یأتی فی غیر صالح المعلم، وهذا بالطبع قد أثر کثیراً على المعلمین وأجبرهم على إتخاذ إجراءات الحذر عند التعامل مع الطلبة.

اختلاف البیئة المدرسیة: اختلاف بیئة الصف أو المدرسة ودورها الاجتماعی والمشاکل الناتجة عن ذلک، وهذا ما یظهر فی صعوبات إدارة الصف وازدیاد العنف والمشکلات الاجتماعیة التی تؤثر فی النهایة على النواتج النهائیة للعملة التعلیمیة وعلى التوافق المهنی.

التعقد فی نسیج المعرفة: من المؤثرات التی تجسدت فی تغیر بناء المناهج وتطور أسالیب التعلیم وطرقه والثورة فی مجال الوسائل التعلیمیة واختلاف أدوار المعلمین والمدرسة، فلقد شکلت المناهج الجدیدة التی ظهرت على المساحة التربویة تحدیات حقیقة للمعلمین تطلب منهم بذل الجهود الإضافیة لتحقیق النمو المهنی المستمر ومواصلة التعلم على المدى الطویل لمواکبة  آخر المستجدات على الساحة الثقافیة والتربویة.

الضغوط النفسیة فی مهنة التعلیم ومنها:  أن المعلم موضع ملاحظة ومراقبة من جهات عدة، من الطلاب وأولیاء الأمور و الموجهین ومن إدارة المدرسة.

تعرض المعلم إلى لوم الذات وتأنیب الضمیر-خاصة إذا کان حی الضمیر- ولا یستطیع المواءمة بین قدراته النفسیة و الجسمیة و المستوى الذی یرید أن یصل إلیه.

یضطر بعض المعلمون إلى إخفاء مشاعرهم الحقیقة واصطناع اتجاهات لا تتفق مع                 هذه المشاعر، فقد یتظاهرون أمام طلابهم بالثقة و المرح، بینما هم فی الواقع یعانون من   الخوف والضجر.

التقدم التکنولوجی:یؤثر فی التوافق المهنی للفرد التغیرات الحضاریة، والتکنولوجیة، التی تزعزع أمنه واستقراره النفسی وتجعله یتردى بین الأمل والیأس والرضا، کما أنها تحبط حاجاته وتخنق شخصیته وتشیع فیها الاضطرابات النفسیة على اختلاف أنواعها.

زیادة الأعباء الوظیفیة: جسامة المهام والواجبات المناطة بالمعلم وعدم توفر الوقت الملائم لأدائها، فالمعلم مطالب على مدار ست عشرة ساعة فی الیوم" فی اللیل والنهار" بمهام وواجبات.

ویرى الباحث أن هناک عوامل کثیرة تأثر على التوافق المهنی للمعلمین أهمها ما یلی :

الظروف الأسریة للمعلمین ، نظرة المجتمع لهم ، البیئة المدرسیة ، التقدم التکنولوجی ، زیادة الأعباء الوظیفیة .

أسباب سوء التوافق المهنی :

     یعد أحد أسباب سوء التوافق المهنی البارزة هو التضارب بین الأسرة والعمل؛ وقد انتشر هذا السبب فی أدبیات التوافق المهنی بشکل موسع، ویوصف على أنه النزاع المتبادل الذی یختبره الفرد عند محاولة إدارة متطلبات کلاً من العمل وأدواره الأسریة؛ وبصورة أکثر تحدیدا، یمثل التضارب بین العمل والأسرة بالدرجة التی تتداخل بها وظیفة الفرد مع حیاته الأسریة، کما یمثل الدرجة التی تتداخل بها حیاة الفرد الأسریة مع العمل (Moel, 2007, 4).

ومن أسباب سوء التوافق المهنی ما أورده (مکناسی، 2007، 68) فیما یلی:

أسباب تعود للعامل نفسه مثل عدم الشعور بالأمن والحساسیة الزائدة والخوف والإنهاک والقصور الإدراکی والإکثار من الأخطاء والحوادث.

أسباب تعود إلى البیئة تتعلق بظروف البیئة غیر الملائمة، ومرض أفراد العائلة، وسوء الحالة المالیة والسکن البعید وغیر المناسب والصراعات داخل الأسرة، ویلاحظ أن الشعور بالتعب والملل، تعتبر من العوامل المؤثرة على التوافق المهنی والتی تؤدی إلی سوء التوافق وخاصة بالنسبة للأعمال النمطیة المتکررة.

أسباب تعود للعمل مثل سیاسة التدریب والتوظیف وشخصیات المدربین والمشرفین والرؤساء المحیطین به وسیاسیة الترقی والأجور، وعدم وجود تعلیمات واضحة وکثرة الاحتکاک بالزملاء والرؤساء والمرؤوسین.

یوجد سبب آخر لسوء التوافق المهنی هو أوجه الضعف فی التنظیم الاجتماعی والعلاقات الشخصیة الداخلیة بین العاملین فی المؤسسات.

کما أن الصدمة الثقافیة الناجمة عن الاحتکاک بالثقافة الجدیدة لبیئة العمل قد ینجم عنها ضعف التوافق المهنی، حیث یواجه الفرد الإجهاد (سواء العضوی أو النفسی)، والتعب المعرفی (المعلومات الزائد عن المعلومات الجدیدة، سواء اللفظیة وغیر اللفظیة)، وصدمة الدور             (حیث غموض دور الفرد فی البیئة الجدیدة)، والصدمة الشخصیة (أحد جوانب الصدمة الثقافیة الناجمة عن التغیرات المتنوعة فی الحیاة الشخصیة)(Gabriel, 2008, 40).

      وهناک العدید من الأسباب التی تؤدی إلى فشل التوافق المهنی ویمکن حصر بعضها فیما یلی: ( بوعطیط، 2007، 113)

العوامل الذاتیة: تعد العوامل الذاتیة أو الشخصیة من الأسباب الهامة التی تسبب ظاهرة سوء التوافق، ومن العوامل التی تندرج تحتها نجد العوامل الجسدیة، النفسیة، العقلیة.

العوامل الجسمیة: هذه العوامل لها أثر على سوء التوافق لدی العامل فی مرکز عمله، فالمرض على سبیل المثال والذی یشمل ضعف النظر، العاهة، ضعف السمع کل ذلک قد یسبب للعامل اضطراب نفسی مما یجعله غیر قادراً على ممارسة العمل بنجاح فیصبح کثیر الغیاب.

العوامل النفسیة: لهذه العوامل تأثیر کبیر على مختلف جوانب الشخصیة والتی تتسبب معظمها فی ظهور الصراعات النفسیة لدى العامل مما یؤدی حتماً إلی بروز سوء توافقه بشکل واضح ولافت للانتباه مما قد یتسبب له فی العدید من المشاکل الأخرى.

العوامل العقلیة: هی من العوامل المسببة لسوء التوافق المهنی، فلها ارتباطا کبیرا بحوادث العمل وتغیب العامل عن عمله وقد أثبت الباحثون المتخصصون أن هناک علاقة طردیة بین مستوى الذکاء وحوادث العمل.

ویرى الباحث أن أسباب سوء التوافق المهنی متعددة و متنوعیة أهمها التنازع بین الأسرة والعمل وذلک عندما لاتتناسب متطلبات العمل مع ظروف الأسرة ، کما أن من الأسباب المؤثرة على التوافق المهنی  أسباب عائدة الى بیئة العمل فقد تکون البیئة غیر مناسبة للقیام بالعمل ، وهناک أسباب ناتجة عن سیاسة العمل و القائمین علیه من المدربین والمشرفین والرؤساء ، والعلاقات الشخصیة بین العاملین داخل المؤسسة ، وهناک أسباب لسوء التوافق تعود للعامل نفسه قد تکون جسمیة کالمرض وقد تکون نفسیة وقد تکون عقلیة .

ثانیاً: الدراسات السابقة:

     یشتمل هذا الجزء على الدراسات والبحوث العربیة والأجنبیة المتصلة بموضوع الدراسة والذی سعى الباحث إلى الاطلاع علیها، وذلک بهدف الاستفادة منها فی توضیح الحاجة إلى إجراء الدراسة الحالیة وتحدید منهجها. فضلاً عن معرفة أهم ما توصلت إلیه من نتائج قد تفید فی بناء الدراسة الحالیة، وتأصیل إطارها النظری، وأخیرًا إبراز موقع الدراسة الحالیة بالنسبة للدراسات السابقة، وما یمکن أن تسهم به فی هذا المجال وفی تلک المرحلة.

أولاً: الدراسات التی تناولت العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة

دراسة بشرى جاسم وسماح شلال (2016)بعنوان: "قیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة عند المعلمین والمعلمات". هدفت هذه الدراسة إلى قیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة عند معلمی ومعلمات المرحلة الابتدائیة, ودراسة الفروق فی العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وفق متغیرات (النوع, الخبرة, الحالة الاجتماعیة). تکون مجتمع الدراسة من معلمی ومعلمات المرحلة الابتدائیة فی مدینة بغداد/ مدیریة تربیة (الکرخ الأولى- الکرخ الثانیة) حیث بلغ عددهم للعام الدراسی2012-2013م (18531) معلما ومعلمة, وبلغت العینة (400) معلم ومعلمة تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة من المدارس التابعة لمدیریتی (الکرخ الأولى والکرخ الثانیة) لتربیة محافظة بغداد. واستخدمت الدراسة مقیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة ل (کوستا وماکری) کأداة للدراسة. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی المقارن کمنهج للدراسة. وقد توصلت الدراسة إلى العدید من النتائج أهمها ما یلی:

لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی عاملی (العصابیة والقبول) بینما توجد فروق  ذات دلالة إحصائیة فی کل من الانبساطیة والتفتح ویقظة الضمیر.

لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وفق متغیر النوع  

دراسة بقیعی (2015) بعنوان: "العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بالرضا الوظیفی لدى معلمی وکالة الغوث الدولیة فی منطقة إربد التعلیمیة". هدفت هذه الدراسة إلى معرفة العلاقة بین العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة والرضا الوظیفی لدى معلمی وکالة الغوث الدولیة فی منطقة إربد التعلیمیة کما هدفت إلى معرفة أکثر العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة شیوعا ومستوى الرضا الوظیفی لدیهم وذلک فی ضوء متغیرات (الجنس, الخبرة التدریسیة, المؤهل العلمی, والصفوف التی یدرسونها).تکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی وکالة الغوث الدولیة فی منطقة إربد التعلیمیة خلال الفصل الدراسی الأول 2014/2015م والبالغ عددهم (1071) وتکونت عینة الدراسة من (187) معلما ومعلمة تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة العنقودیة. واستخدمت الدراسة أداتین هما: مقیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة ومقیاس الرضا الوظیفی للمعلمین. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی (المسحی) کمنهج للدراسة؛ وقد توصلت الدراسة إلى العدید من النتائج أهمها ما یلی:

أن أکثر عوامل الشخصیة شیوعا هو المقبولیة وأقلها شیوعا العصابیة.

وجود فروق فی عوامل الانبساطیة ویقظة الضمیر تبعا إلى متغیر الجنس ولصالح الإناث.

دراسة رودز (Rhodes, 2015) بعنوان: " تحدید عوامل الشخصیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة وآثارها على بقاء المعلم. "  هدفت هذه الدراسة لفحص العلاقة بین العوامل الشخصیة لمعلمی العلوم بالمرحلة الثانویة ببقاء المعلم فی مجاله التعلیمی؛ وتکون مجتمع الدراسة من کل معلمی العلوم بالمرحلة الثانویة فی مقاطعة تعلیمیة بمدینة هیوستن فی تکساس بالولایات المتحدة الأمریکیة؛ واشتملت عینة الدراسة علی 75 معلم منهم؛ وأعتمد الباحث علی المنهج الکمی القائم على استطلاع وصفی لعوامل الشخصیة الکبرى مکونة من 6 فقرات مهیکلة بمقیاس لیکرت الخماسی, وتم استخدام کل من مؤشر تغیر النمط ومؤشر النوع ومحدد العوامل الفرعیة للخمسة الکبار ومؤشر العلاقات الأساسیة لتوجه عوامل الشخصیة کأدوات للدراسة؛ وأظهرت الدراسة عدة نتائج أهمها:

أن عامل العصابیة هو الأکثر انتشاراً بین معلمی العلوم.

دراسة النرش وأبوالعینین  (2014) بعنوان: "الإسهام النسبی لکل من التفکیر البنائی والذکاء العام وعوامل الشخصیة الخمسة الکبرى فی القدرة على اتخاذ القرار لدى معلمی التعلیم العام"  هدفت هذه الدراسة إلى الکشف عن علاقة عوامل الشخصیة الخمسة الکبرى لدى المعلمین بقدرتهم على اتخاذ القرار, والکشف عن تأثیر التفاعل الثنائی المشترک لکل من عوامل الشخصیة الخمسة الکبرى والتفکیر البنائی فی قدرة المعلمین على اتخاذ القرار, کما هدفت إلى التوصل إلى معادلة تحلیل الانحدار للتنبؤ بدرجة الفرد فی اتخاذ القرار من درجته فی کل من التفکیر البنائی والذکاء العام وعوامل الشخصیة الخمسة الکبرى.تکونت عینة البحث الاستطلاعیة من (168) معلما ومعلمة من المعلمین الملتحقین ببرنامج الدبلوم العام بالدراسات العلیا بجامعتی بورسعید وحلوان بالعام الجامعی 2012/2013. بینما تکونت عینة البحث الأساسیة من (395) معلما ومعلمة من المعلمین العاملین بمدارس التعلیم العام والمدارس التجریبیة التابعة لوزارة التربیة والتعلیم والتی یشرف علیها الباحثان فی مقر التربیة العملیة والتدریب المیدانی. واستخدمت الدراسة الأدوات التالیة: مقیاس اتخاذ القرار, وقائمة التفکیر البنائی, وقائمة العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی کمنهج للدراسة. وقد توصلت الدراسة إلى العدید من النتائج أهمها ما یلی:

وجود تأثیر دال موجب عند مستوى (0.01) للتفاعل الثنائی لکل من عوامل الشخصیة الخمسة الکبرى والتفکیر البنائی فی القدرة على اتخاذ القرارات مما یشیر إلى عدم تحقق الفرض الصفری وقبول الفرض البدیل.

عدم إمکانیة التوصل إلى معادلة الانحدار الخاصة بالتنبؤ بقدرة المعلمین على اتخاذ القرار من درجاتهم الخاصة بکل من عوامل الشخصیة الخمسة الکبرى وتفکیرهم البنائی ونسبة ذکائهم العامة وهو ما یعنی تحقق الفرض الصفری.

دراسة فویکس (Fuiks, 2008) بعنوان: "العوامل الشخصیة والتنظیمیة والفردیة: مؤشرات أساسیة للتنبؤ  بالإنهاک بین المعلمین" هدفت هذه الدراسة إلی تقییم أی من العوامل الشخصیة والتنظیمیة والفردیة والتکیفیة والوظیفیة یمکن اعتباراهم أفضل مؤشرات تنبؤیة بالإنهاک للمعلمین؛ وتکون مجتمع الدراسة من جمیع المعلمین فی شمال غرب ولایة کارولینا بالولایات المتحدة الأمریکیة؛ واشتملت عینة الدراسة علی (240) معلم؛ واعتمدت الباحثة علی المنهج الکمی القائم علی 4 استطلاعات, تم استخدام استطلاع قائمة الإنهاک, واستطلاع قائمة الشخصیة المکون من 240 فقرة, واستطلاع التأقلم المکون من 24 فقرة, واستطلاع کوک المعدل المکون من 25 فقرة؛ وأظهرت الدراسة العدید من النتائج, أهمها:

أن الإنجاز الشخصی یرتبط إیجابیا بالمقبولیة, الضمیر الحی, الانبساطیة, الانفتاح علی الخبرة ویرتبط سلبیاً مع العصابیة.

ثانیاً: الدراسات التی تناولت التوافق المهنی

دراسة القباطی (2013) بعنوان: "التوافق المهنی وعلاقته بالأمن النفسی لدى معلمی مرحلة التعلیم الأساسی"

هدفت هذه الدراسة إلى وضع صورة واضحة وشاملة عن مستوى التوافق المهنی ومستوى الأمن النفسی والعلاقة بینهما بالنسبة للمعلمین کما هدفت إلى معرفة الفروق فی التوافق المهنی والأمن النفسی وفق بعض المتغیرات (الجنس, المؤهل الدراسی, سنوات الخبرة, مقدار الراتب). وقد بلغ عدد أفراد العینة (200) معلم بواقع (100) معلم و (100) معلمة موزعین على (15) مدرسة من مدارس التعلیم العام الحکومی فی مدینة تعز. واستخدم الباحث أداتین للدراسة هما: مقیاس التوافق المهنی ومقیاس الأمن النفسی. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی کمنهج للدراسة. وقد توصلت الدراسة إلى العدید من النتائج أهمها ما یلی:

إن مستوى التوافق المهنی یقع ضمن المتوسط لدى معلمی مرحلة التعلیم الأساسی.

لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی التوافق المهنی تبعا لمتغیر الجنس. ما عدا مجال (الدخل المادی من العمل) فقد کانت الفروق لصالح الإناث.

دراسة الحلو وفحجان (2011) بعنوان: "التوافق المهنی وعلاقته بالتواصل لدى معلمی التربیة الخاصة فی المدارس الحکومیة". هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الأهمیة النسبیة لمجالات مقیاس التوافق المهنی والتواصل مع التعرف على التوافق المهنی وعلاقته بالتواصل لدى معلمی التربیة الخاصة بالمدارس الحکومیة بمحافظات غزة والتعرف على الفروق الجوهریة فی مقیاس التوافق المهنی ومقیاس التواصل تعزی لمتغیرات (الجنس, الحالة الاجتماعیة, وسنوات الخدمة). تکون مجتمع الدراسة من معلمی التربیة الخاصة بالمدارس الحکومیة ولقد بلغت عینة الدراسة (40) معلما ومعلمة تم اختیارهم بالطریقة العشوائیة البسیطة من المجتمع الأصلی للدراسة. واستخدمت الدراسة أداتین هما مقیاس التوافق المهنی ومقیاس التواصل. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفی التحلیلی کمنهج للدراسة. توصلت الدراسة إلى العدید من النتائج أهمها ما یلی:

أن الوزن النسبی لمقیاس التوافق المهنی بلغ 75.1%.

دراسة ویکی  (Weiqi, 2007) بعنوان: "هیکل التوافق المهنی وعلاقته بالإرهاق او الحماس الوظیفی لمعلم المرحلة الثانویة" هدفت هذه الدراسة إلی معرفة الهیکل الأساسی للتوافق المهنی والعوامل التی تحفز الحماس الوظیفی لدی معلمین المرحلة الثانویة والجوانب الوظیفیة التی وجدوها مهمة والرابط بین التوافق المهنی والاستمرار بالوظیفة؛ مجتمع الدراسة تکون من کل معلمین المرحلة الثانویة فی ثلاث مدارس بمدینة جوانزو بالصین؛ واشتملت عینة الدراسة علی 230 معلم مرحلة ثانویة؛ واعتمد الباحث علی المنهج الوصفی التحلیلی القائم علی أداة الاستبیان؛ فی المرحلة الأولی استخدم استبیان للاستفسار عن العوامل التی یراها المعلم مهمة أو غیر مهمة للتوافق المهنی بتقییم 97 فقرة من بدرجة أهمیة من 1 إلی 10, فی المرحلة الثانیة تم استخدام استبیان من 52 فقرة مقسمة إلی 10 أقسام, ومقیاس التزام المعلمین للمنظمة الذی یقیس احتمالیة بقاء أو ترک المعلم لوظیفته, ومقیاس اختیار من خمس نقاط متعدد الأبعاد یقیس ثلاث أبعاد هی الالتزام المعنوی والتوافق واستمراریة الالتزام, ومقیاس حماس المعلم الذی یستخدم الاختیار من 5 إجابات؛ وأظهرت الدراسة العدید من النتائج أهمها:

أن هیکل التوافق المهنی لمعلم المرحلة الثانویة یرتبط بشکل وثیق بالنظام التعلیمی, والإدارة والقیادة , والدخل المادی, وبیئة العمل, والمکانة الاجتماعیة.

أن التقدیر المادی والمعنوی یرفع من التحفیز لدی المعلم.

أن هناک علاقة وثیقة تربط بین التوافق المهنی والالتزام الوظیفی للمؤسسة.

     دراسة جابریل (Gabriel, 2008) بعنوان: " العوامل التی تساهم فی نجاح المغتربین بالتوافق المتعلق بالعمل والمعیشة فی ثقافة أخرى ".

       هدفت هذه الدراسة للتحقیق فی العوامل التی تساهم فی نجاح المغتربین بالتوافق المتعلق بالعمل والمعیشة فی ثقافة أخرى؛ وتکون مجتمع الدراسة من کل المعلمین والمشرفین الأمریکیین والکندیین السابقین فی مدرسة دولیة فی منطقة حوض الکاریبی بالولایات المتحدة الأمریکیة؛ واشتملت عینة الدراسة على (49 معلم، و 3 مشرفین)؛ واعتمد الباحث على المنهج الکیفی القائم على المقابلات المتعمقة، والمقابلات الشخصیة الفردیة، واستطلاع المکون من 22 فقرة للتعرف على منظور أفراد العینة عن العوامل التی تساهم فی نجاح المغتربین بالتوافق؛ وأظهرت الدراسة العدید من النتائج، کان من أبرزها:

من أهم العوامل التی تساهم فی التوافق المهنی للمعلمین فی ظل البیئة المدرسیة هی إقامتهم لصداقات متینة ووطیدة مع أقرانهم وزملائهم فی العمل؛ إلى جانب امتلاکهم لدرجة عالیة من تقدیر الذات.

کان من الواضح أن امتلاک المعلم لعقل متفتح وشخصیة انفتاحیة تتسم بالتعاطف الثقافی یساهم بدرجة إیجابیة عالیة فی التوافق المهنی للمعلم.

دراسة زیمبیلاس وباباناستاسیوس (Zembylas & Papanastasious, 2006) بعنوان: "مصادر التوافق وعدم التوافق المهنی لدی المعلم فی قبرص"  هدفت الدراسة إلی فحص التوافق المهنی لدی المعلمین فی الدول النامیة وخاصة فی قبرص؛ وتکون مجتمع الدراسة من المعلمین والإداریین فی مدارس من 5 مقاطعات بقبرص؛ واشتملت عینة الدراسة علی (52) مدرس وإداری؛ استخدم البحثان المنهج الکیفی القائم علی المقابلات الشخصیة, کانت مدة المقابلات تتراوح بین 45 إلی 75 دقیقة وتم تسجیلها علی أشرطة صوتیة, وأظهرت الدراسة العدید من النتائج أهمها:

أن أکثر العوامل المؤثرة فی منظور المعلم نحو توافقه المهنی هو مدی تقبل تعامله وتواجده           مع الطلاب.

أن وجود بیئة تعاونیة بین الزملاء ومقابل مادی مرضی هم من العوامل المهمة والمؤثرة فی التوافق المهنی لدی المعلم.

منهج وإجراءات الدراسة

تمهید :

     یتناول هذا الفصل توصیفا شاملا لأهم الاجراءات التی قام بها الباحث لتحقیق أهداف الرسالة ، وتمثلت هذه الاجراءات فی تحدید المنهج المتبع فی هذه الدراسة ومجتمع الدراسة، وعینة الدراسة، وأدوات الدراسة، والتحقق من صدق وثبات الأدوات، وأهم الخطوات التی قام بها الباحث لتحقیق أهدافها، والأسالیب الاحصائیة التی تم استخدامها.

أولا: منهج الدراسة:

     استخدم الباحث المنهج الوصفی الارتباطی نظراً لملائمته لطبیعة الدراسة الحالیة، الذی یعتبر طریقة لوصف الظاهرة المدروسة، وتصویرها کمیاً عن طریق جمع معلومات مقننة عن المشکلة وتصنیفها، وتحلیلها، وإخضاعها للدراسة الدقیقة (عبیدات وآخرون، 2001، 247).

ثانیا:  مجتمع وعینة الدراسة:

          تکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواه  والبالغ عددهم  ( 904) معلماً و معلمة، حسب إحصائیة دلیل الخدمات السادس عشر 2017- منطقة الباحة، وقد تم اختیار عینة عشوائیة حجمها (200)  معلم ومعلمة، وتم توزیع الاستبانة على جمیع أفراد العینة وتم استرجاع (170)من الاستبانات، وبعد تفحص الاستبانات تم استبعاد (20) منها نظراً لعدم تحقق الشروط المطلوبة للإجابة على الاستبیان، وبذلک یکون عدد الاستبانات الخاضعة للدراسة (150) استبانة .

ملخص النتائج والتوصیات و المقترحات

تناول الباحث فی هذا الفصل أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة ، ثم تقدیم بعض التوصیات و المقترحات .

توصلت الدراسة الى العدید من  النتائج أهمها ما یلی :

 توافر العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى المعلمین بدرجة کبیرة باستثناء عامل العصابیة و الذی جاء بدرجة قلیلة .

توافر عوامل التوافق المهنی لدى معلمی المرحلة الثانویة فی محافظة المخواة بدرجة کبیرة.

عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة  فی العوامل الخمسة الکبرى تعزى لأثر متغیر الجنس فی جمیع العوامل باستثناء عاملی (المقبولیة، ویقظة الضمیر) وجاءت الفروق لصالح الإناث.

وجود فروق ذات دلالة إحصائیة فی التوافق المهنی تعزى لمتغیر الجنس فی جمیع المجالات وفی الدرجة الکلیة باستثناء مجالی طبیعة وظروف العمل، والعلاقة مع الطلبة والمجتمع وجاءت الفروق لصالح الإناث.

وجود علاقة ایجابیة دالة إحصائیا بین عوامل الخمسة الکبرى للشخصیة و التوافق المهنی باستثناء عاملی ( العصابیة و الانفتاح على الخبرة ).

وجود علاقة سلبیة دالة إحصائیا بین العصابیة وبین مجالات التوافق المهنی والتوافق المهنی ککل باستثناء مجالی طبیعة وظروف العمل، والراتب والترقیة.

وجود علاقة ایجابیة دالة إحصائیا بین الانبساط وبین مجالات التوافق المهنی والتوافق المهنی ککل باستثناء مجال الراتب والترقیة.

وجود علاقة ایجابیة دالة إحصائیا بین المقبولیة وبین العلاقة مع المسئولین والادارة، والعلاقة مع زملاء العمل والتوافق المهنی ککل.

عدم وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیا بین الانفتاح على الخبرة وبین مجالات التوافق المهنی والتوافق المهنی ککل.

وجود علاقة ایجابیة دالة إحصائیا بین یقظة الضمیر وبین مجالات التوافق المهنی والتوافق المهنی ککل باستثناء مجال الراتب والترقیة.

وفی ضوء النتائج السابقة أوصت الدراسة بعدة توصیات أهمها : 

     الإفادة من نتائج مقیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعقد دورات تدریبیة للمعلمین تسهم فی تعریفهم بالخصائص ذات العلاقة بالانبساطیة، والمقبولیة, ویقظة الضمیر والانفتاح على الخبرة,  وطرق التخلص من العصابیة.

تحسین ظروف العمل لمعلمی المدارس الثانویة فی محافظة المخواة, وتخفیف الأعباء الإداریة الموکلة إلیهم, لکی یقوموا بعملهم بکفاءة وفعالیة أکبر.

الإفادة من نتائج مقیاس التوافق المهنی لتطویر الخدمات الضروریة التی تخلق الشعور بالاستقرار  والأمان للمعلمین والمعلمات, وبالتالی خلق جو ملائم للإبداع وبناء الکوادر المتمیزة.

التأکید على التربویین فی المملکة العربیة السعودیة بسمات الشخصیة للمعلم الناجح فی مهنة التعلیم وأثرها المهم فی تطویر العملیة التربویة.

استثمار السمات الشخصیة التی یتحلى بها معلمو المدارس الثانویة فی محافظة المخواة فی تحسین واقع العملیة التعلیمیة.

اهتمام صناع السیاسات فی المملکة العربیة السعودیة بحقیقة أن مستوی التعلیم فی المملکه له صلة وثیقة بالتوافق المهنی لدی المعلم.

المقترحات :

إجراء دراسة تتناول العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة و علاقتها بالتوافق المهنی لدى المعلمین فی مراحل التعلیم المختلفة وفی مناطق التعلیم المختلفة .

إجراء دراسة تتناول العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة و علاقتها بالتوافق لدى المعلمین المغتربین .

إجراء دراسة لمعرفة مصادر التوافق المهنی لدى المعلمین

 

 

قائمة المراجع

أولاً: المصادر :

القرآن الکریم

  الإمام الحافظ أبی دواو سلیمان بن الأشعث الأزدی السجستانی : سنن أبی داود  ، تحقیق شعیب الأرنؤوط ومحمد کامل قره ، ط 1، دار الرسالة العالمیة :  7/ 188حدیث رقم 4811 .

ثانیاً : المراجع العربیة :

أبو غزال، منیر محمد سعید خالد (2016). توجهات الأهداف وعلاقتها بالعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدی طلبة جامعة الیرموک، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الیرموک- الأردن .

أبو غزالة ، سمیرة (2009) . مقیاس کفاءة المواجهة و علاقتها بالعوامل الخمسة الکبرى فی الشخصیة ، مجلة العلوم التربویة ، ع (2).

أبو مسلم، محمود أحمد(2012). مهارات إدارة الذات وعلاقتها بالتوافق المهنی للمعلم، مجلة بحوث التربیة النوعیة- مصر: (24)، 187- 212.

أحمد، بدریة کمال(2016). التوافق المهنی وعلاقته بفاعلیة الذات لدی عینة من أعضاء هیئة التدریس فی الجامعة المستنصرة، مجلة دراسات الطفولة- مصر: 19(71) .

الأنصاری، بدر محمد(2000). مدی کفاءة قائمة العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة فی المجتمع الکویتی، مجلة دراسات نفسیة- مصر: 7(2) .

الترتوری، محمد عوض، (2007) .إعداد المعلم وتأهیله فی المدرسة التربویة الحدیثة، منتدیات المنشاوی للدراسات والبحوث، وحدة التخطیط (2011)، جامعة البلقاء التطبیقیة، الأردن.

الحامد، محمد معجب، وزیادة، مصطفى عبد القادر، والعتیبی، بدر جویعد، ومتولی، نبیل عبد الخالق، (2007م). التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة ، رؤیة الحاضر واستشراف  المستقبل، ط4، مکتبة الرشد: الریاض.

الحلاق، جهلد حسن(2012). درجة فاعلیة الاجتماعات المدرسیة فی مدارس وکالة الغوث الإعدادیة بمحافظات غزة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة- غزة .

الحلو, محمد وفائی علاوی وفحجان, سامی خلیل (2011). التوافق المهنی وعلاقته بالتواصل لدى معلمی التربیة الخاصة فی المدارس الحکومیة, بحث مقدم لمؤتمر التواصل والحوار التربوی نحو مجتمع فلسطینی أفضل, بتاریخ (2011), الجامعة الإسلامیة, غزة, فلسطین.

الخلیلی، وصال محمد توفیق، ورضوان، أحمد محمود ، (2013). التوافق المهنی وعلاقته بالتمکین الإداری لدى مدیرات المدارس فی مدیریة تربیة إربد الأولى، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، جامعة الیرموک، إربد، الأردن.

الزاملی، أیمن مصطفی موسی(1432ه). التفکیر الأخلاقی وعلاقته بالتوافق المهنی لدی المرشدین التربویین، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة- غزة .

الزهرانی ، فوزیة حامد (2016) . القلق و علاقته بالتوافق المهنی لدى عینة من المعلمین و المعلمات فی الباحة ، رسالة ماجستیر غیر منشورة ، کلیة التربة ، جامعة الباحة .

الساعاتی، إسلام أحمد محمد، والحلو، محمد وفائی علاوی ، (2012). دراسة لبعض العوامل الممیزة  لشخصیة القائد السیاسی وفق نظریة العوامل خمسة الکبرى، رسالة ماجستیر، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة، غزة، فلسطین.

الشیخ، فواز بن محمد صالح(1430ه). التوافق المهنی والمساندة الاجتماعیة لدی عینة من العمال السعودیین، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القرى .

العرکی، أمل محمد عبد الله(2011). التوافق المهنی لدی معلمات ریاض الأطفال بمحلیة بحری وعلاقته بالتدین، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة الآداب، جامعة أم درمان- السودان: 1- 200.

العساف ، صالح حمد.(2005). المدخل إلى البحث فی العلوم السلوکیة فی العلوم السلوکیة ، الریاض: مکتبة  العبیکان.

القباطی, ماجد جازم محمد حسن (2013). التوافق المهنی وعلاقته بالأمن النفسی لدى معلمی مرحلة التعلیم الأساسی, رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, جامعة تعز, الجمهوریة الیمنیة.

القرشی، خلف سلیم(2014). العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها باحترام النظام            لدی طلاب جامعة الطائف، مجلة الثقافة والتنمیة- مصر: 14(78)، 117- 209.

النجار، أحمد الششتاوی البسیونی(2000). العلاقة بین التوافق المهنی والإنتاجیة لعمال صناعة الغزل والنسیج بالمحلة الکبرى، مجلة علم النفس- مصر: 12(47)، 152- 157.

النرش, هشام إبراهیم إسماعیل وأبو العینین, إیمان سعید محمد مصطفى (2014). الإسهام النسبی لکل من التفکیر البنائی والذکاء العام وعوامل الشخصیة الخمسة الکبرى فی القدرة على اتخاذ القرار لدى معلمی التعلیم العام, مجلة التربیة (جامعة الأزهر), مصر, 3 (161): 793-855.

الهویش، فاطمة خلف (2015). العوامل الخمسة الکبرى وعلاقتها بمرکز التحکم لدی الموهوبات والعادیات لطالبات المرحلة الثانویة بمنطقة الإحساء، المجلة العربیة لتطویر التفوق- السعودیة: 6(10)، 1- 30.

الهئة العامة للأحصاء  ، إحصائیة دلیل الخدمات السادس عشر 2017- منطقة الباحة .

بقیعى, نافز أحمد (2015). العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بالرضا الوظیفی لدى معلمی وکالة الغوث الدولیة فی منطقة إربد التعلیمیة, المجلة الأردنیة فی العلوم التربویة, 11(4): 427-447.

بن غربال، سعیدة(2015). الذکاء العاطفی وعلاقته بالتوافق المهنی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، جامعة محمد خضیر  بسکرة- الجزائر .

بوتوته ،لامیة (2015). التوافق المهنی للمرضین، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، جامعة مولود معمری تیزی وزو- الجزائر .

بوعطیط، سفیان(2007). طبیعة الإشراف وعلاقتها بالتوافق المهنی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، جامعة منتوری قسنطینة- الجزائر.

جاد الرب، هشام فتحی(2016). المکونات العاملیة لشخصیة طلبة جامعة الکویت فی ضوء نظریة العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لکوستا وماکری، مجلة العلوم الاجتماعیة- الکویت: 44(2)، 96- 150.

 جاسم, بشرى أحمد وشلال, سماح حمزة (2016). قیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة عند المعلمین والمعلمات ، مجلة دراسات تربویة ونفسیة- مصر: (90)، 352- 295.

جرادات، عبد الکریم محمد(2014). الفروق فی العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وفقا للجنس والحاجة إلی المعرفة، مجلة العلوم التربویة والنفسیة- البحرین: 15(3)، 125- 152.

درادکة، حمزة، (2009). مدى امتلاک معلمی المرحلة الأساسیة فی لواء الرمثا لکفایات التعلم الإلکترونی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الیرموک، إربد، الأردن.

زهران، محمد حامد(2013). العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بکل من الصمود الأکادیمی والاستغراق الوظیفی لدی طلاب الدراسات طلاب الدراسات العلیا العاملین بالتدریس، مجلة الإرشاد النفسی، مصر (36) .

سکران، ماهر عبد الرازق(2011). التوافق المهنی فی علاقته بالمساندة الاجتماعیة لدی الأخصائیین الاجتماعیین، مجلة دراسات فی الخدمة الاجتماعیة- مصر: 5(31)، 1922- 1979.

سلام، هدی(2014). الإدارة الصفیة وعلاقتها بالتوافق المهنی لأستاذ التعلیم الثانوی، مجلة العلوم الاجتماعیة- السعودیة: (19)، 1- 20.

سلامة، والخریسات، وصوافطة، وقطیط، (2009). الشخصیة المتقلبة وعلاقتها بالتوافق المهنی لدى العاملین فی المؤسسات، مجلة العلوم، کلیة التربیة، الجامعة الأردنیة، الأردن.

سمیر، هانی أحمد، (2007). بعض السمات الشخصیة لدى الممارسین وغیر الممارسین للأنشطة الطلابیة فی الجامعة، رسالة ماجستیر، قسم الدراسات النفسیة والاجتماعیة، معهد الدراسات العلیا للطفولة، جامعة عین شمس، مصر.

شقفة، عطا أحمد (2011). الاتجاهات السیاسیة وعلاقتها بالانتماء السیاسی والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى الشباب الجامعی فی قطاع غزة. رسالة دکتوراه غیر منشورة، معهد البحوث والدراسات العربیة، القاهرة.

شویخ، هناء أحمد(2012). العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة بوصفها منبئات للسلوک الصحی لدی طلاب الجامعة، مجلة العلوم الاجتماعیة- الکویت: 40(1).

صبیرة، فؤاد و کحیلة ، ریم و ناصر ، عبیر (2014). الضغوط النفسیة وعلاقتها بالتوافق المهنی لدی عینة من معلمی ومعلمات مرحلة التعلیم الأساسی، مجلة جامعة تشرین للبحوث والدراسات- سوریا: 36(4) .

صالحی ، سعیدة(2012) . سمات الشخصیة فی منظور العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة، مجلة الباحث الجزائر، ع (6).

طعبلی، محمد الطاهر(2014). العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها باستراتیجیات مواجهة الضغوط النفسیة، مجلة الحکمة للدراسات التربویة والنفسیة- الجزائر: (29)، 22- 45.

عبدالخالق، أحمد محمد(2014). صعوبة تعرف المشاعر وعلاقتها بالعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدی عینة من طلاب جامعة الکویت، مجلة العلوم الاجتماعیة- الکویت: 42(1)، 11- 50.

عبدالقوی، رانیا الصاوی عبده(2010). العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بالذکاء الوجدانی لدی طالبات جامعة تبوک، مجلة دراسات نفسیة- الجزائر: (3)، 30- 81.

عبدالمجید، نصرة منصور(2010). الذکاء الوجدانی وعلاقته بالعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة، مجلة دراسات نفسیة- مصر: 20(4)، 605- 650.

عبیدات ، ذوقان، وعدس، عبد الرحمن، وعبد الخالق، کاید(2001) البحث العلمی، مفهومه، أدواته، وأسالیبه. عمان: دار الفکر.

عطاالله، صلاح الدین فرح(2009). مقیاس التوافق المهنی لمعلمی التربیة الخاصة، مجلة جامعة الملک سعود- السعودیة، 21(3)، 689- 733.

علی، عماد رمضان مصطفی(2010). نموذج العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة فی ضوء مستویات التدریب للطلاب العسکریین، مجلة دراسات نفسیة- الجزائر: (1)، 63- 105.

علیان، محمد محمد(2016). البنیة العاملیة لقائمة العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة نوذج جولدبیرج، مجلة رسالة الخلیجی العربی- السعودیة: 37(141)، 55- 70.

عیسی، محمد رفقی محمد فتحی(2001). التوافق المهنی وعلاقته بالاحتراق النفسی لدی معلمات الریاض، المجلة التربویة- الکویت: 9(34)، 117- 161.

فحجان، سامی خلیل(2010). التوافق المهنی والمسئولیة الاجتماعیة وعلاقتهما بمرونة الأنا لدی معلمی التربیة الخاصة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة- غزة  .

کشک، محمد بهجت. (1996م). مبادئ الإحصاء واستخداماتها فی مجالات الخدمة الاجتماعیة. دار الطباعة الحرة، الإسکندریة.مصر.

محیسن، عون عوض(2013). البنیة العاملیة لمقیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدی طلبة الجامعات الفلسطینیة بغزة، مجلة العلوم التربویة والنفسیة- البحرین: 14(3)، 387- 416.

معشی، محمد بن علی مساوی(2016). العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بکل من السعادة النفسیة والأمل لدی طلاب الدراسات العلیا بجامعة جازان، مجلة دراسات تربویة ونفسیة- مصر: (93)، 283- 334.

مکناسی، محمد(2007). التوافق المهنی وعلاقته بضغوط العمل لدی موظفی المؤسسات العقابیة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة منتوری قسنطیة- الجزائر: 1- 230.

هیبی، لافی (2012). الکفاءة المدرکة وعلاقتها بالتوافق المهنی لدی المرشد النفسی، رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة العلوم التربویة، جامعة عمان العربیة- الأردن  .

 

ثانیاً: المراجع الأجنبیة :

Awais Bhatti, M., Mohamed Battour, M., Rageh Ismail, A., & Pandiyan Sundram, V. (2014). Effects of personality traits (big five) on expatriates adjustment and job performance. Equality, Diversity and Inclusion: An International Journal, 33(1), 73-96.

Azoulay, A., & Kapferer, J. N. (2003). Do brand personality scales really measure brand personality?. The Journal of Brand Management, 11(2), 143-155.

Chowdhury, M. (2006). Students' Personality Traits and Academic Performance: A Five-Factor Model Perspective. College Quarterly, 9(3), n3.

Fuiks, K. Z. (2008). Personality, organizational, and individual characteristics: Key predictors of burnout among teachers (Doctoral dissertation, Northcentral University, AZ, USA).

Gabriel, Jon Bryn. (2008). Factors That Contribute to Successful Sojourner Adjustment Related to Working and Living in Another Culture. DOCTOR OF PHILOSOPHY/EDUCATION. THE UNIVERSITY OF MINNESOTA. USA.

Han, Bernadette. (2001). A STUDY OF THE RELATIONSHIPS BETWEEN JOB-RELATED CHARACTERISTICS, WORK ADJUSTMENT, AND JOB SATISFACTION OF UNITED STATES DIPLOMATIC EXPATRIATES ASSIGNED TO NAFTA EXPATRIATES ASSIGNED TO NAFTA. Doctor of Philosophy. Alliant International University. USA.

Hart, J. W., Stasson, M. F., Mahoney, J. M., & Story, P. (2007). The Big Five and achievement motivation: Exploring the relationship between personality and a two-factor model of motivation. Individual Differences Research, 5(4), 267-274.

Laursen, B., Pulkkinen, L., & Adams, R. (2002). The antecedents and correlates of agreeableness in adulthood. Developmental psychology, 38(4), 591.

Moel, Joy E. (2007). AN INVESTIGATION OF THE WORK ADJUSTMENT OF POSTPARTUM WOMEN: AN APPLICATION OF SOCIAL COGNITIVE CAREER THEORY. Doctor of Philosophy. The University o f Iowa. USA.

Neff, M., Wang, Y., Abbott, R., & Walker, M. (2010, September). Evaluating the effect of gesture and language on personality perception in conversational agents. In International Conference on Intelligent Virtual Agents (pp. 222-235). Springer Berlin Heidelberg.

Nejad, A. M., Bijami, M., & Ahmadi, M. R. (2012). Do personality traits predict academic writing ability? An EFL case study. English Linguistics Research, 1(2), p145.

Olakitan, O. O. (2011). An examination of the impact of selected personality traits on the innovative behaviour of entrepreneurs in Nigeria. International Business and management, 3(2), 112-121.

Owen, Kathryn L. (2002). AN INVESTIGATION OF THE FACTORS AFFECTING JOB SATISFACTION AND CAREER ADJUSTMENT IN A FEMALE MISSIONARY POPULATION. Doctor of Philosophy. the Faculty New Orleans Baptist Theological Seminary. USA.

Raynor, D. A., & Levine, H. (2009). Associations between the five-factor model of personality and health behaviors among college students. Journal of American College Health, 58(1), 73-82.

Rhodes, William H. (2015). IDENTIFYING PERSONALITY TRAITS OF HIGH SCHOOL SCIENCE TEACHERS AND EFFECTS ON TEACHER RETENTION. DOCTOR OF EDUCATION. The University o f Houston-Clear Lake. USA.

Roberts, B. W., Kuncel, N. R., Shiner, R., Caspi, A., & Goldberg, L. R. (2007). The power of personality: The comparative validity of personality traits, socioeconomic status, and cognitive ability for predicting important life outcomes. Perspectives on Psychological Science, 2(4), 313-345.

Rothmann, S., & Coetzer, E. P. (2003). The big five personality dimensions and job performance. SA Journal of Industrial Psychology, 29(1), 68-74.

Sanders, B. A. (2008). Using personality traits to predict police officer performance. Policing: An International Journal of Police Strategies & Management, 31(1), 129-147.

Showail, Sammy J. (2007). FOREIGN WORKERS IN SAUDI ARABIA AND THEIR SOURCES OF ADJUSTMENT: THE ROLE OF SUPERVISOR AND SPOUSE SUPPORT. Doctor of Philosophy. Washington University. USA.

Shtivelband, Annette. (2014). APPLYING THE THEORY OF WORK ADJUSTMENT TO RECENT AND NON-RECENT LATINO IMMIGRANT WORKERS. Doctor of Philosophy. Colorado State University. USA.

Smith, Lisa D. (2005). A Clarification and Examination of Aspects of Hershenson’s Theory of Work Adjustment with College Students. Doctor of Philosophy. The University of Memphis. USA.

Toegel, G., & Barsoux, J. L. (2012). How to become a better leader. MIT Sloan Management Review, 53(3), 51.

Weiqi, C. (2007). The structure of secondary school teacher job satisfaction and its relationship with attrition and work enthusiasm. Chinese Education & Society, 40(5), 17-31.‏

YEDGARIAN, VAHICK A. (2016). A Causal Comparative Study of American Expatriate Adjustment in Russia and Job- Specific Attributes. DOCTOR OF PHILOSOPHY. Northcentral University. USA.

Zebarjadian, Z., & Zadeh, A. (2014). Role of personality traits in the prediction of job satisfaction of elementary school teachers in Karaj City. International Journal of Psychology and Behavioral Research, 3 (2), 83- 88.

Zembylas, M., & Papanastasiou, E. (2006). Sources of teacher job satisfaction and dissatisfaction in Cyprus. Compare: A Journal of Comparative and International Education, 36(2), 229-247.‏

 

 

Article View: 697

PDF Download: 418