تقويم البرامج التدريبية المقدمة لمعلمي التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية في ضوء احتياجاتهم

 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =========

 

 

تقویم البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم

 

 

 

إعــــــــــداد

الطالب / محمد سالم علی آل مداوی الوادعی

المشرف العلمی

د/ محمد زیدان آل محفوظ

أستاذ المناهج وطرق التدریس العلوم الشرعیة المساعد

 

 

}    المجلد الخامس والثلاثون–العدد الثانی عشر-جزء ثانى-دیسمبر2019م{

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

المستخلص:

      هدف البحث إلى تعرف واقع البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم التدریبیة, ثم تقدیم تصور مقترح للبرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم التدریبیة.وقد استخدم الباحث فی هذا البحث المنهج الوصفی, وقام بإعداد أداة البحث (الاستبانة), ثم تطبیقها على عینة البحث المکونة من (115) معلماً من معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی مدینة أبها, ویمثلون نسبة (23٪) من مجتمع البحث المکون من (499) معلماً, أما المعالجات الإحصائیة المستخدمة فی هذا البحث فهی: المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة ومعاملات الارتباط, ومعامل "ألفا", واختبار "ت", وأسفرت نتائج البحث عن أن کل احتیاج من الاحتیاجات التدریبیة تمثل فئة درجة "متوسطة" ماعدا أهمیة التصمیم التعلیمی فی التعلیم الالکترونی, ومهارات الحاسب الآلی, حیث کان تقدیرها بدرجة "کبیرة", وکذلک مستوى تقییم مدة            البرامج التدریبیة ومستوى تنفیذها کانت "أحیانا", ما عدا مراعاة البرامج التدریبیة للجانب  التطبیقی  فکانت "أبداً".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstract:

The objective of the research is to identify the reality of the training programs offered to teachers of Islamic education in the primary stage in the light of their training needs, and then to present a proposed scenario for the training programs offered to teachers of Islamic education at the primary stage in light of their training needs.

The researcher used the descriptive method, prepared the research tool, and applied it to a sample of 115 teachers of Islamic education at the primary stage in Abha. They represent 23% of the research community, (499). The statistical treatments used in this study are: arithmetic averages, standard deviations, correlation coefficients, alpha coefficient, and T test. The results of the research showed that each training needs need represent a class of "intermediate" In E-learning, and computer skills, where he was advanced As well as the level of evaluation of the duration of the training programs and the level of their implementation was "sometimes", except for taking into consideration the training programs of the applied side was "never".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقدمة:

یحتل التدریب التربوی مکانة کبیرة فی جمیع دول العالم, وهو وسیلة مناسبة لتغییر الاتجاهات السالبة نحو التجدید فی المهنة وتطویرها وبناء اتجاهات موجبة لدى المعلمین, وذلک یتطلب الاهتمام بالمعلم وإعداده وتدریبه لأنه یسهم إسهاماً فاعلاً وأساسیاً فی تحقیق أهداف العملیة التعلیمیة، وإن نجاح التدریب التربوی فی بلوغ أهدافه التربویة والتعلیمیة یتوقف على مقومات عدیدة من أهمها المعلم ویشکل العامل الرئیس فیها (الشاعر, 2005).

یسعى التدریب إلى تحقیق النمو المهنی المستمر للمعلمین, ورفع مستوى أدائهم فضلاً عن مواکبة المستجدات فی میادین التربیة وعلم النفس, کما إن نمو المعلم مهنیاً وعلمیاً سیسهم فی تحسین وتطویر العملیة التربویة والتعلیمیة, ونتیجة لذلک تتأکد أهمیة التدریب المستمر والمتزامن مع مستجدات العصر ومتغیراته المتسارعة, لیقوم المعلم بجمیع ما یناط به من مسؤولیات وواجبات تجاه العملیة التربویة والتعلیمیة.

ولما لم یکن معلمو التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة بمنأى عن أهمیة تدریبهم وتنمیتهم مهنیا وعلمیا, لذلک یجب الاهتمام بتدریبهم بما یحقق لهم الکفاءة والفاعلیة داخل المؤسسات التربویة والتعلیمیة.

ومن أهم أدوار معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة غرس العقیدة الصحیحة والقیم النبیلة وتکوین الاتجاهات السلیمة نحو العبادات لدى طلابهم وإبعاد ما یضادها من تصورات خطأ, من خلال تمثّلهم لها فی شخصیاتهم وتعاملاتهم مع طلابهم (بابکر, 2014).

وبما أن المرحلة الابتدائیة هی مرحلة الأساس التعلیمی لجمیع مراحل التعلیم فی السلم التعلیمی للمملکة العربیة السعودیة, فلا تقف أهمیة معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی تحقیق ما سبق ذکره من أدوار, بل إن المرحلة الابتدائیة -بما تحمل من أهمیة بالغة فی إصلاح النظام التعلیمی بشکل عام, وبما یحتاجه طلاب هذه المرحلة فی تنمیة جمیع جوانب الشخصیة البشریة- جعلت معلمی التربیة الإسلامیة أمام حزمة من المهام والواجبات التی تستوجب الإعداد الأکادیمی المناسب والتدریب المستمر للمعلمین قبل الخدمة وفی أثنائها.

وهنا یرى الباحث إیمانا منه بمکانة معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة وأهمیة دورهم الکبیر فی زرع القیم الإسلامیة وتکوین المنهج الفکری الذی یعتمد على الثوابت الإسلامیة, والتفاعل مع متغیرات العصر ومستجداته, وتکوین الانتماء الوطنی وتحقیق المواطنة الصالحة, وتحقیق التکوین العاطفی لدى طلابهم, أنه لابد من الترکیز على البرامج التدریبیة التی تلامس احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة فی هذه المرحلة وفقاً لمتغیرات العصر ومستجداته.

إن المتأمل لواقع البرامج التدریبیة التی تعطى لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة, یوحی بعدم کفایتها فی مواجهة التحدیات التی یواجهها معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة, وبالتالی سیصبح فی واقع العملیة التعلیمیة والتربویة خلل ینعکس على المخرجات التعلیمیة, ولا شک أن إخضاع البرامج التدریبیة لاحتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة سیسهم فی تلافی جوانب القصور فی تحقیق أهداف تدریس مواد التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة, وسیساعد على تحقیق الأداء الجید وتحقیق الأهداف الأساسیة للعملیة التدریبیة.

مشکلة البحث:

من خلال عمل الباحث معلماً للتربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة لمدة عشرة سنوات تقریباً, فقد لاحظ أن معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة یواجهون تحدیات عدیدة, ومن هذه التحدیات صعوبة تقدیم المقررات الدراسیة المطورة وتنفیذها, وحاجتهم للتدریب على استراتیجیات التدریس الحدیثة, ودورهم فی ترسیخ العقیدة الإسلامیة وتأصیل القیم  فی زمن تکثر فیه المؤثرات السلبیة والأفکار الهدامة والانفجار المعرفی بما یحمله من إیجابیات وسلبیات.

ونتیجة لما تقدم فلن یصلح حال التعلیم إلا بصلاح المعلم, ولن تؤدی التربیة الإسلامیة مهامها إذا لم یتم تدریب معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم        التی تعین على مواجهة التحدیات التی تم ذکرها سالفاً, والتی یرون أهمیة مواجهتها بحکم احتکاکهم المباشر بالمیدان التعلیمی, وقضاء أغلب أوقاتهم مع طلابهم فی أروقة المدرسة والفصول الدراسیة.

ومن هنا ینکشف الواقع حول وجود حاجة ملحة للقیام بعدیدٍ من البحوث والدراسات الخاصة لمعرفة احتیاجات المعلمین بشکل عام على اختلاف تخصصاتهم, من أجل تطویر البرامج التدریبیة شکلاً ومضموناً, ویعود نفعها على المعلمین والقائمین على تنفیذها, ومن ذلک تحدید احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة, وهو ما سیتناوله الباحث فی هذا البحث بمشیئة الله وقدرته.

ویدعم رأی الباحث حول حاجة معلمی التربیة الإسلامیة إلى العدید من البرامج التدریبیة دراسة الشرفی (2013) التی کانت حول احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة فی مجال الحاسب الآلی کمجال من مجالات احتیاجاتهم, وأظهرت نتائجها أن معلمی العلوم الشرعیة بحاجة إلى درجة کبیرة إلى البرامج التدریبیة فی مجال الانترنت, وبدرجة متوسطة إلى البرامج التدریبیة فی مجال الحاسوب, ودراسة جاسم والمالکی (2010) التی أظهرت نتائجها وجود أربعة وعشرین حاجة تدریبیة لمعلمی التربیة الإسلامیة, ودراسة قام بها العرینی (1427ه) وکانت نتائجها تدور حول ترکیز البرامج التدریبیة فی مراکز التدریب على الجانب النظری فقط, وأنها لا تأخذ رأی المتدربین فی نوعیة البرامج التی تقدم لهم, وکذلک من أبرز نتائجها وجود احتیاجات تدریبیة لمعلمی العلوم الشرعیة فی مجال النشاط والإرشاد الطلابی ومجال إعداد الدرس وتقنیات التعلیم, وتتراوح درجة هذه الاحتیاجات التدریبیة بین کبیرة وکبیرة جدا.

أسئلة البحث:

سعى البحث إلى الإجابة عن السؤالین التالیین:

1)   ما واقع البرامج التدریبیة الحالیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم؟

2)   ما التصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة التی تم تحدیدها؟

أهداف البحث:

هدف هذا البحث إلى ما یلی:

1. معرفة واقع البرامج التدریبیة الحالیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم.

2- تقدیم تصور مقترح لمجموعة البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة التی تم تحدیدها.

أهمیة البحث:

1)        الکشف عن أوجه القصور والضعف فی البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة.

2)        تقدیم تصور مقترح لمجموعة البرامج التدریبیة المصاغة فی ضوء احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة, ویمکن الاستفادة من هذا التصور عند تصمیم ووضع برامج تدریبیة جدیدة تراعی احتیاجات المعلمین.

3)        إعادة النظر فی وضع وتصمیم البرامج التدریبیة من قبل المسئولین فی وزارة التعلیم بما یتوافق مع احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة.

حدود البحث:

اقتصر هذا البحث على الحدود التالیة:

1)   البرامج التدریبیة المقدمة لمعلم التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم بالمرحلة الابتدائیة بالإدارة العامة للتعلیم بعسیر, ومدینة أبها بشکل خاص.

2)   تم تطبیق هذا البحث على عینة عشوائیة من معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی الإدارة العامة للتربیة والتعلیم بعسیر,ومدینة أبها بشکل خاص.

3)   تم تطبیق هذا البحث فی العام الدراسی (1438/1439ه) من الفصل الدراسی الثانی.

مصطلحات البحث:

تضمن البحث تعریفات المصطلحات الآتیة:

التقویم:

عرفه الخوالدة وعید (2007) التقویم بأنه: "عملیة منهجیة تتضمن جمع المعلومات الکمیة والکیفیة عن سمة معینة. ثم استخدام هذه المعلومات فی إصدار حکم علیها على ضوء أهداف ومعاییر محددة مسبقاً" (ص. 11).

ویمکن تعریف التقویم إجرائیاً بأنه: عملیة تشخیص نقاط القوة والضعف فی مدى توافق البرامج التدریبیة التی تقدم لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة مع احتیاجاتهم التدریبیة وأهداف تدریس مواد التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة, وکذلک العمل على علاج جوانب الضعف وتعزیز جوانب القوة بهدف تحسین عملیة التعلم.

البرامج التدریبیة:

وعرفها مطری (2015) بأنها: "نشاط مخطط بهدف إحداث تغیّرات فی المعلمین معرفیاً ومهاریاً ووجدانیاً"(ص. 140).

ویمکن تعریف البرامج التدریبیة إجرائیاً بأنها: جمیع ما یقدم لمعلم التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة من دورات تدریبیة فی أثناء الخدمة, وتهدف فی مجملها إلى تحسین أدائه وتنمیته معرفیاً ومهاریاً ووجدانیاً, وتهدف أیضاً إلى تمکینه من مواجهة تحدیات العصر ومشکلات المناهج الدراسیة الحدیثة.

الاحتیاجات:

عرف أندریه وواتکینز (Andre & Watkins, 1996) الاحتیاجات بأنها: "الفرق بین الواقع والنتائج المرغوبة أو المطلوبة, أو بعبارة أخرى الفرق بین ما هو کائن وما یجب أن یکون" (p. 52).

ویمکن تعریف الاحتیاجات إجرائیاً بأنها: مجموعة المعارف والمهارات والاتجاهات المطلوب توفیرها لمعلم التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة من خلال مجموعة من البرامج التدریبیة المخطط لها, بهدف تحسین أدائهم المهنی فی مواجهة تحدیات العصر, وفی مواجهة مشکلات المناهج الدراسیة الحدیثة.

الإطار النظری:

المحور الأول: الاحتیاجات:

• ·     مفهوم الاحتیاجات:

عرف عبد الوهاب الاحتیاجات (1401هـ) بأنها: "نواحی الضعف والنقص الفنیة, حالیة أو محتملة, فی معلومات العاملین أو واتجاهاتهم أو مشکلات یراد حلها".

     وعرفها القبلان (1412هـ) بأنها : "النقص الحاصل الذی ینتج عن المعادلة التالیة:

احتیاجات انجاز العمل _  الأداء الفعلی لشاغلی الوظیفة = الاحتیاج التدریبی.

أما هتن (Hiten, 2003) فعرفتها بأنها: "الفرق الحاصل بین الأداء المتوقع والواقع الفعلی لدى المعلم, ویمکن تحدیدها من خلال تعرف أوجه النقص فی أداء المعلمین, ومن ثم تحدید الفجوة بین ما هو فی المیدان, وما یجب أن یکون علیه المعلم فی أداء مهنته".

ومن خلال التعریفات السابقة أن الاحتیاجات هی الفجوة التی تکمن بین المستوى الذی علیه المعلم قبل التدریب والمستوى المأمول الذی یجب الوصول إلیه فی النهایة.

1)   أن الاحتیاجات مجموعة تغیرات فی مهارات واتجاهات ومعلومات المعلم, وتجعله قادراَ على الخروج بمخرجات تعلیمیة وتربویة مرغوبة.

ویعرف الباحث الاحتیاجات إجرائیا بأنها: مجموعة المعارف والمهارات والاتجاهات المطلوب توفیرها لمعلم التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة من خلال مجموعة من البرامج التدریبیة المخطط لها, بهدف تحسین أدائهم المهنی فی مواجهة تحدیات العصر, وفی مواجهة مشکلات المناهج الدراسیة الحدیثة.

• ·          أهمیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة:

تعتبر عملیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة مرحلة أولى من مراحل تصمیم البرامج التدریبیة ووضعها, ومما لاشک فیه أن تحدید الاحتیاجات التدریبیة من أسباب نجاح البرامج التدریبیة وتحقیقها لأهدافها التی وضعت من أجلها.

إن عملیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة بمثابة المؤشر الذی یوجه التدریب نحو الاتجاه الصحیح, وهی خطوة ضروریة لمعالجة الهدر التدریبی.

ویتفق الباحث مع ما ذکره العرینی (1427هـ) حول أهمیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی التربیة الإسلامیة, حیث ذکر الأهمیة القصوى التی تتمتع بها مرحلة تحدید الاحتیاجات التدریبیة فی مجموعة نقاط من أهمها:

1)   إیجاد قاعدة برامج تدریبیة قویة من حیث التخطیط والتنفیذ.

2)   إمکانیة التغلب على ما یواجهه معلمو التربیة الإسلامیة من معوقات تحول دون تحقیق الأداء الأفضل لأعمالهم, من خلال البرامج التدریبیة المبنیة على تلمّس احتیاجاتهم التدریبیة.

ویضیف الباحث مجموعة من النقاط حول أهمیة تحدید الاحتیاجات التدریبیة کالتالی:

1)   تساعد فی معرفة الأسباب التی تکمن وراء الأداء المنخفض للمعلمین داخل المیدان التربوی.

2)   نجاح أی برنامج تدریبی یعتمد على تحدید الاحتیاجات التدریبیة للمعلمین.

3)   إشراک المعلمین فی بناء وتصمیم البرامج التدریبیة.

المحور الثانی: التقویم:

• ·        مفهوم التقویم:

للتقویم أکثر من معنى, وتدور معانی التقویم حول معرفة وتحدید قیمة الشیء, وعملیة إصدار الحکم, ویتضمن معنى التحسین أو التطویر, کما أن التقویم عملیة کمیة وکیفیة, ویعتبر التقویم أسلوبا علمیا یعنى بالتشخیص الدقیق لأی موضوع، ومـؤشرا لــه دلالتــه فی تحدیــد مــدى الکفــاءة فی جمیع المجالات. 

ویعرف سید وسالم (2005)التقویم بأنه: "عملیة نظامیة مستمرة ترمی إلى تحدید مدى تحقیـق الأهداف، أی تحدیـد نـواحی القـوة ونـواحی الضـعف فی کـل مکونـات المنظومــة, لکی یتم علاج نواحی الضعف وتعزیز نواحی القوة فیها".

ویمکن تعریف التقویم بأنه: عملیة تشخیصیة لإبراز نقاط القوة والضعف فی أمرٍ ما بناء على معاییر محددة, والعمل على علاج جوانب الضعف وتعزیز جوانب القوة بهدف التطویر, کما أن التقویم عملیة منظمة ومخطط لها مسبقاً, وتسبق مرحلة التطویر, أی أن التطویر یتم وفق نتائج التقویم.

• ·        أهمیة التقویم:

 یرى الکلزة (2000) أن أهمیة التقویم التربوی تکمن فی النقاط التالیة:

1)       تشخیص العقبات والمشکلات ثم تقدیم الحلول والعلاج المناسب.

2)       معرفة مدى تحقق الخطة التعلیمیة للأهداف الخاصة بها فی کل مرحلة.

3)       وقوف المتعلم على مرکزه العلمی ومدى تقدمه التربوی وفاعلیته فی تحمل المسؤولیة.

ویضیف الباحث حول أهمیة التقویم التربوی النقاط التالیة:

1)       أن التقویم التربوی عملیة یخطط لها بهدف التطویر.

2)       أن العلاقة بین التقویم والتطویر علاقة طردیة, أی أنه کلما کان التقویم مستمراً کان التطویر واضحاً جلیاً والعکس.

3)   أن التقویم مرحلة تشخیصیة لنقاط الضعف والقوة فی العملیة التربویة والتعلیمیة.

4)   أن التقویم مرحلة علاجیة لنقط الضعف المکتشفة فی العملیة التربویة والتعلیمیة.

5)   أن التقویم مرحلة تعزیزیة لنقاط القوة فی العملیة التربویة والتعلیمیة.

6)   أن نجاح أی برنامج یعتمد على التقویم المستمر الذی یعتمد على تفادی الأخطاء         وتعزیز الإیجابیات.

• ·        أدوات التقویم:

تتنوع أدوات التقویم بین الملاحظة والاستبانة والمقابلة

أولاً: الملاحظة:

تعد الملاحظة أداة من أدوات التقویم فی جمع المعلومات, حیث یقوم المقوّم بتدوین جمیع ما لاحظه من معلومات, وبناء القرارات المناسبة على المعلومات المتوفرة, کأن یلاحظ المعلم سلوک الطلاب, فیمیز العدوانی منهم والانطوائی والأنانی والاجتماعی.

ثانیاً: الاستبانة:

هی أداة تتضمن مجموعة من الأسئلة أو الجمـل الاختیاریة,وتطلـب مـن المفحوص الإجابة عنها بطریقة یحددها المقوم، وذلـک حسـب الأغـراض التـی وضع الاسـتبیان مـن أجلهـا .

والاستبانة وسیلة لجمع المعلومات لتقویم موضوع معین, حیث تطبق على عینة مستهدفین بالتقویم.

ثالثاً: المقابلة:

ذکر علیان وغنیم (2000) أن المقابلة تعد استبانة شفویة یقوم من خلالها المقوم بجمـع المعلومـات بطریقـة شفویة مباشرة وجها لوجه من المستجیب, حیث أن الفرق بین المقابلة والاستبانة هـی أن المفحـوص هـو الذی یکتب الإجابة على أسئلة الاستبانة، بینما یقوم المقوم بتدوین الإجابات التی یـدلی بها المفحوص أثناء المقابلة.

رابعا:الاختبارات التحصیلیة:

عرف الصمادی والدرابیع (2004) الاختبار التحصیلی بأنه مجموعة من المثـیرات  (أسـئلة شـفویة أو کتابیـة أو صور أو رسوم), أعدت لتقیس بطریقة کمیة سلوک ما، والاختبار یعطـی درجـة أو قیمـة أو رتبـة مـا للمفحـوص، وتســتخدم الاختبــارات فی القیــاس والکشــف عن الفروق بین الأفراد والجماعات.

خامسا: التقریر الذاتی:

استعرض یوسف وآخرون (2001) التقریر الذاتی, وذکرا أن التقریر الذاتی أحد أنواع التقویم التربوی، وهو أسلوب من أسالیب التقویم المهمة فی المجـال التربوی والنفسی, حیث أنه یعنی إعطاء الفرد نفسه تقریرا حول سمة أو خاصیة تتعلق بـه شخصیا, وترتبط بسلوکه أو میوله أو اتجاهاته أو معتقداته أو مواقفه إزاء أشـخاص أو أفکـار أو أشیاء معینة أو تتعلق بالآخرین کرأی المعلـم فی تلامیـذه أو رأی التلامیـذ بمعلمهـم .

سادسا:الإسقاط:

ذکر یوسف وآخرون (2001) أن الإسقاط هو أحد أسالیب التقویم والقیاس النفسی والتربوی،وهـو شـائع جـدا فی مجـال القیـاس النفسی والإرشاد والعلاج النفسی للأفراد .وینتمی هذا الأسلوب إلى أسالیب التقریـر الـذاتی، لکنـه یختلف عنه فی أن التقریر الـذاتی یعتمـد عـلى أدوات تقـیس الاستجابات المبـاشرة للفـرد، بیـنما یعتمد الأسلوب الإسقاطی على نـوع مـن الاختبـارات الإسـقاطیة,وتـبرز أهمیـة  الأسلوب الإسقاطی فی التقـویم التربـوی عنـدما یتعلـق الأمـر بقیـاس جوانـب شخصـیة المـتعلم، والکشف عنها بعمق من خلال إتاحة الفرصة لهذا المـتعلم لـکی یسـقط مـا بداخلـه بصـورة غـیر مباشرة, وعلى الرغم من أهمیة الأسـالیب الإسـقاطیة فی التقـویم لأنهـا تسـاعد فی الحصـول عـلى بیانات عمیقة ودقیقة، إلا أنها تحتاج إلى تدریب عال، کما أنها تحتاج لأن تفسر نتائجها من قبـل أخصائی على قدر عال من الکفاءة والخبرة.

سابعا: دراسة الحالة:

ذکر عبیدات وأبو نصار ومبیضین (1997) أن دراسة الحالة أسلوب من أسالیب التقویم التربوی الذی یختص بدراسة حالة فرد مـا أو جماعـة مـا، أو مؤسسـة ما، وذلک بجمع البیانات والمعلومات عن الوضع الحالی للحالة، والأوضـاع السـابقة لهـا، ومعرفـة العوامل التی أثرت علیها لفهم جذور الحالة، فالحوادث التی مر بها الفرد فی السابق أو مرت بهـا المؤسسات لابد وأن تترک آثارها عـلى تطـور الفـرد أو المؤسسـة، مـما یسـاعد عـلى فهـم السـلوک الحاضر أو الوضع الراهن .ویتمکن المعلم من دراسة حالة کل تلمیذ حینما یعد ملفا لکل تلمیـذ ویدون فیه أبرز الحوادث والخبرات التی مر بها التلمیذ فی حیاته.

المحور الثالث: البرامج التدریبیة:

• ·     مفهوم البرامج التدریبیة:

وتعرف الفرا (2013) البرامج التدریبیة بأنها:"مجموعة البرامج والأنشطة التدریبیة المخطط لها بناء على احتیاجات المعلمین, وفق أهداف واضحة وبأسالیب متطورة, مما ینعکس على زیادة فاعلیتهم التعلیمیة".

ویمکن تعریف البرامج التدریبیة إجرائیاً بأنها: جمیع ما یقدم لمعلم التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة من دورات تدریبیة فی أثناء الخدمة, وتهدف فی مجملها إلى تحسین أدائه وتنمیته معرفیاً ومهاریاً ووجدانیاً, وتهدف أیضاً إلى تمکینه من مواجهة تحدیات العصر ومشکلات المناهج الدراسیة الحدیثة.

• ·     أهمیة البرامج التدریبیة لمعلمی التربیة الإسلامیة:

إن للبرامج التدریبیة أهمیة کبرى فی جمیع مجالات الحیاة ومنها المجال التعلیمی والتربوی, وذلک لمواکبة التغیرات المتجددة فی المفاهیم والأفکار والاستراتیجیات العامة والأهداف, کما أن البرامج التدریبیة تحدد مدى جودة مستوى العملیة التعلیمیة.

وترى الفرا (2013) أن أهمیة البرامج التدریبیة تکمن فی عدة نقاط منها:

1)   استکمال تأهیل المعلمین فی مواد تعلیمیة مختلفة.

2)   الوقوف على ربط التعلیم النظری قبل الخدمة بالتطبیق العملی أثناء الخدمة.

3)   رفع مستوى المعلم للحد الذی یساعده على تحقیق أهداف المرحلة التی یعمل بها.

4)   تقبل المعلم لعمله ومکانته داخل المدرسة خاصة عند انخراطه بالتدریب مع المعلمین الآخرین وفى ظروف مختلفة.

1)    توعیة المعلمین بکل ما هو جدید فی البحوث والمراجع الحدیثة فی فروع التخصصات المختلفة مما ینعکس على تحسین مهارتهم التعلیمیة.

2)    مساعدة المعلم على حسن اتخاذ القرار والقدرة على حل  المشکلات.

3)    المساهمة فی تکوین مهارات جیدة فی مجالات العمل والحدیث والاستماع.

       ولما لم یکن معلم التربیة الإسلامیة بمنأى عن أهمیة تدریبه, فیرى الباحث إضافة لما سبق أن أهمیة البرامج التدریبیة لمعلمی التربیة الإسلامیة تکمن فی النقاط التالیة:

1)  مواکبة ما یشهده المیدان التربوی من تطورات فی المناهج الدراسیة لمواد التربیة الإسلامیة, وذلک للقدرة على التعامل مع هذه التغیرات.

2)  نمو معلمی التربیة الإسلامیة مهنیا وثقافیا من خلال تنمیة المهارات المتعددة.

3)  قدرة معلمی التربیة الإسلامیة على تطویر قدراتهم, ودعم إمکانیاتهم وتوجیهها التوجیه الإیجابی.

4)  قدرة معلمی التربیة الإسلامیة على اکتشاف العقبات التی یواجهونها, والعمل على تخطیها عن طریق التعلم الذاتی.

5)   قدرة معلمی التربیة الإسلامیة على اکتشاف مشکلات طلابهم واحتیاجاتهم وتلبیتها.

6)   تزوید معلمی التربیة الإسلامیة بما یستجد من طرق التدریس المختلفة, والتقنیات التربویة واستخدامها فی تدریس مواد التربیة الإسلامیة.

7)   تزوید معلمی التربیة الإسلامیة بمستجدات تخصصهم.

• ·     تقویم البرامج التدریبیة:

یعتبر تقویم البرامج التدریبیة من أهم مراحل العملیة التدریبیة, وهو مرحلة تسبق مرحلة التطویر, حیث لا یتم التطویر إلا فی ضوء نتائج التقویم, فإذا کانت نتائج التقویم محققة لأهداف البرامج التدریبیة فیتم تعزیزها وتدعیمها حتى تبقى على نفس النسق, إن کانت نتائج التقویم لا تحقق أهداف البرامج التدریبیة فیتم تطویر هذه البرامج بما یحقق أهدافها.

ومن المجالات التدریبیة التی یشملها البرنامج التقویمی کما ذکرتها الفرا (2013):

1)   مرحلة ما قبل التنفیذ.

2)   مرحلة التنفیذ.

3)   مرحلة ما بعد التنفیذ.

ولذلک فإن عملیات التقویم یجب أن تکون مصاحبة وملازمة لهذه المراحل.

إن تقویم  البرامج التدریبیة کما ذکر شاویش (2005) یجعلنا نقف على الفجوات التی حدثت أثناء تنفیذ البرنامج, وتحدید مدى قدرة المدربین على القیام بالمهام التدریبیة, وتحدید مدى استفادة المتدربین من التدریب.

ویمکن تقویم البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی المجالات التالیة:

1)       ملائمة البرامج التدریبیة لاحتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة.

2)       أسالیب تنفیذ التدریب ومدتها.

الدراسات السابقة:

      دراسة الزهرانی (1425ه) التی تناولت الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی العلوم الشرعیة, وتقدیم توصیات ومقترحات تهم القائمین على إعداد وتطویر معلم العلوم الشرعیة عن          طریق محاولة تحدید حاجاته التدریبیة, وأظهرت الدراسة مجموعة من النتائج من أبرزها: أن الحاجات التدریبیة اللازمة لمعلمی العلوم الشرعیة هی حاجات ترتبط بالتعلیم والتعلم, تقنیات التعلیم, النمو المهنی, وکانت درجة الحاجة إلیها کبیرة, والحاجات التدریبیة فی مجال التخصص          کانت متوسطة.

دراسة العرینی (1427ه) التی تناولت الحاجات التدریبیة لمعلمی العلوم الشرعیة بالمرحلتین المتوسطة والثانویة من وجهة نظر مشرفی ومعلمی العلوم الشرعیة بالمدینة المنورة, حیث هدفت إلى تحدید الاحتیاجات التدریبیة والتعرف على المهارات اللازمة لمعلمی العلوم الشرعیة بالمرحلتین المتوسطة والثانویة من وجهة نظر مشرفی العلوم الشرعیة بالمدینة المنورة ومعلمیها, وإبراز أهم الصفات الشخصیة والخلقیة والمهنیة فی معلمی العلوم الشرعیة بالمرحلتین المتوسطة والثانویة من وجهة نظر مشرفی العلوم الشرعیة بالمدینة المنورة ومعلمیها, وأظهرت الدراسة مجموعة من النتائج من أبرزها أن غالبیة البرامج التدریبیة یتم الترکیز فیها على الجانب النظری ولا یؤخذ رأی المتدربین فی نوعیة البرامج التی تقدم لهم, وکشفت الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند (0.05) فی تقدیر الاحتیاجات التدریبیة بین التربویین وغیر التربویین فی محور النشاط والإرشاد الطلابی, ومن نتائج هذه الدراسة وجود حاجات تدریبیة         فی مجال النشاط والإرشاد الطلابی ومجال إعداد الدرس وتقنیات التعلیم تتراوح بین کبیرة        وکبیرة جداً.

دراسة جاسم والمالکی(2010) التی تناولت الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی مادة التربیة الإسلامیة, حیث هدفت إلى معرفة الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی مادة التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة والثانویة من وجهة نظر المعلمین والمعلمات والمشرفین والمشرفات والتربویین والاختصاصیین, وکذلک المقارنة بین آراء المعلمین والمعلمات والمشرفین والمشرفات فی الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی مادة التربیة الإسلامیة, وأظهرت الدراسة مجموعة من النتائج من أبرزها وجود (11) حاجة تدریبیة فی مجال المعرفة العلمیة المتخصصة بدرجة کبیرة, وتسع حاجات تدریبیة فی مجال تقنیات التعلیم بدرجة کبیرة, وأربع حاجات تدریبیة فی مجال البحث والتطویر بدرجة کبیرة.

دراسة الشرفی (2013) التی تناولت الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی العلوم الشرعیة فی مجال تطبیقات الحاسوب والانترنت, حیث هدفت إلى الوقوف على الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی العلوم الشرعیة فی مجال تطبیقات الحاسوب والانترنت بمدارس التعلیم العام فی الباحة, وأظهرت الدراسة مجموعة من النتائج من أبرزها: أن خمسة وعشرین احتیاجاً تدریبیاً فی مجال الانترنت قد جاءت بدرجة کبیرة, وستة احتیاجات تدریبیة فی مجال الحاسوب قد جاءت بدرجة متوسطة.

المحور الثانی: بحوث ودراسات اهتمت بتقویم البرامج التدریبیة للمعلم:

دراسة الترجمی (2010) التی تناولت تقویم البرامج التدریبیة لمعلمی مدارس اللغة العربیة فی المرحلة الثانویة بالمدینة المنورة فی ضوء احتیاجاتهم المهنیة, حیث هدفت إلى تقویم البرامج التدریبیة لمعلمی مدارس اللغة العربیة فی المرحلة الثانویة بالمدینة المنورة فی ضوء احتیاجاتهم المهنیة اللازمة لهم, وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أبرزها: أن جمیع الاحتیاجات التدریبیة التی اشتملت علیها استبانة تحدید الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی اللغة العربیة فی المرحلة الثانویة بالمدینة المنورة هی احتیاجات مهمة, وأن مراعاة البرامج التدریبیة المتعلقة بالجانب الأکادیمی التخصصی ضئیلة جداً, وأن مراعاة البرامج التدریبیة المتعلقة بالجانب المهنی عالیة بنسبة کبیرة.

دراسة المطرفی (2010) التی تناولت واقع البرامج التدریبیة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة بالمدینة المنورة فی ضوء احتیاجاتهم المهنیة (دراسة تقویمیة), حیث هدفت إلى تحدید الاحتیاجات المهنیة اللازمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالصفوف العلیا من المرحلة الابتدائیة فی منطقة المدینة المنورة التعلیمیة, ومعرفة مدى مراعاتها للاحتیاجات المهنیة اللازمة لهم, وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أبرزها: وجود (64) احتیاجاً فی مجال التخصص النوعی, ومجال التخطیط للدرس, ومجال تنفیذ التدریس, ومجال التعامل مع الطلاب, ومجال تقویم التدریس, ومجال النمو المهنی للمعلم.

ثانیاً: التعقیب على البحوث والدراسات السابقة:

1)   سعت الدراسات التی تناولت تحدید الاحتیاجات التدریبیة للمعلم إلى تحقیق هدف مشترک وهو تحدید الاحتیاجات التدریبیة الفعلیة للمعلمین بشکل عام.

2)   اتفقت جمیع الدراسات السابقة على استخدام الاستبانة کأداة لکل دراسة.

3)   اتفقت جمیع الدراسات فی المنهج البحثی المتبع وهو المنهج الوصفی.

4)   لم تتطرق بعض الدراسات إلى معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة.

5)   تهتم هذه الدراسة بتقویم البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم, بعکس بعض الدراسات التی اهتمت بتقویم البرامج التدریبیة لمعلمین فی تخصصات أکادیمیة أخرى, وکذلک اهتمت بتقویمها فی مجالات أخرى غیر مجال الاحتیاجات التدریبیة.

منهج البحث:

     هدف هذا البحث إلى تعرّف واقع البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم التدریبیة, ولطبیعة الهدف من البحث؛ فقد استخدم الباحث المنهج الوصفی.

مجتمع البحث وعینته:

    بلغ مجتمع البحث الحالی من جمیع معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة الذین التحقوا بالبرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة على مدى الثلاث السنوات الأخیرة, والتی تبدأ من العام الدراسی (1435-1436ه) إلى نهایة العام الدراسی (1437-1438ه) والبالغ عددهم (499) معلم, واشتملت عینة الدراسة على (115) معلمًا تم اختیارهم بطریقة عشوائیة من مجتمع الدراسة.

ویمکن بیان أفراد عینة البحث حسب متغیرات البحث التالیة:

1- المؤهل العلمی:

جدول (1): توزیع أفراد عینة البحث وفقاً لمتغیر المؤهل العلمی

یتضح من الجدول (1) الخاص بتوزیع أفراد عینة البحث وفقاً لمتغیر المؤهل العلمی أن (71) من أفراد عینة البحث مؤهلهم العلمی (جامعی) ویأتون فی المرتبة الأولى, وبلغت نسبتهم (61,7٪) من إجمالی أفراد عینة البحث, فی حین أن (24) من أفراد عینة البحث مؤهلهم العلمی (ماجستیر) ویأتون فی المرتبة الثانیة, وبلغت نسبتهم (20,9٪) من إجمالی أفراد عینة البحث, فی حین أن (16) من أفراد عینة البحث مؤهلهم العلمی (فوق الجامعی) ویأتون فی المرتبة الثالثة, وبلغت نسبتهم (13,9٪) من إجمالی أفراد عینة البحث, فی حین أن (4) من أفراد عینة البحث مؤهلهم العلمی (دکتوراه) ویأتون فی المرتبة الرابعة, وبلغت نسبتهم (3,5٪) من إجمالی أفراد عینة البحث.

2- سنوات الخبرة:

جدول (2): توزیع أفراد عینة البحث وفقاً لمتغیر سنوات الخبرة فی التدریس

یتضح من الجدول ( 2) الخاص بتوزیع أفراد عینة البحث وفقاً لمتغیر سنوات الخبرة أن (35) من أفراد عینة البحث سنوات خبرتهم تتراوح (من 10 إلى أقل من 15 سنة) ویأتون فی المرتبة الأولى, وبلغت نسبتهم (30,4٪) من إجمالی أفراد عینة البحث, فی حین أن (28) من أفراد عینة البحث سنوات خبرتهم (أقل من 5 سنوات) ویأتون فی المرتبة الثانیة, وبلغت نسبتهم (24,3٪) من إجمالی أفراد عینة البحث, فی حین أن (26) من أفراد عینة البحث سنوات خبرتهم (من 5 إلى أقل من 10 سنوات) ویأتون فی المرتبة الثالثة, وبلغت نسبتهم (22,6٪) من إجمالی أفراد عینة البحث, وتکررت نفس النسبة ونفس عدد المعلمین ونفس المرتبة فیمن سنوات خبرتهم (15 سنة فأکثر).

3- الدورات التدریبیة التی تم الحصول علیها:

جدول (3): توزیع أفراد عینة البحث وفقاً لمتغیر عدد الدورات التدریبیة

یتضح من الجدول (3) الخاص بتوزیع أفراد عینة البحث وفقاً لمتغیر الدورات التدریبیة التی تم الحصول علیها أن (79) من أفراد عینة البحث عدد دوراتهم التدریبیة (ثلاث دورات تدریبیة فأکثر) ویأتون فی المرتبة الأولى, وبلغت نسبتهم (68,7٪) من إجمالی أفراد عینة البحث, فی حین أن (24) من أفراد عینة البحث عدد دوراتهم التدریبیة (دورتان تدریبیتان) ویأتون فی المرتبة الثانیة, وبلغت نسبتهم (20,9٪) من إجمالی أفراد عینة البحث, فی حین أن (12) من أفراد عینة البحث عدد دوراتهم التدریبیة (دورة تدریبیة واحدة) ویأتون فی المرتبة الثالثة, وبلغت نسبتهم (10,4٪) من إجمالی أفراد عینة البحث.

مواد البحث:

تتکون مواد البحث من:

1)       قائمة الاحتیاجات لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة التی تم تحدیدها.

2)       قائمة البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة الموجودة على موقع التدریب التربوی بعسیر لآخر ثلاث سنوات.

3)       التصور مقترح لمجموعة البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة  التی تم تحدیدها.

أدوات البحث:

نظراً لطبیعة البحث وأهدافه فقد استخدم الباحث (الاستبانة) کأداة لجمع البیانات, حیث تعدّ إحدى وسائل البحث العلمی التی تستعمل على نطاق واسع من أجل الحصول على بیانات أو معلومات تتعلق بأحوال الناس أو میولهم أو اتجاهاتهم, ویعرف عطوی (2007) الاستبانة بأنها: "أداة تتضمن مجموعة من الأسئلة أو الجمل الخبریة التی یطلب من المفحوص الإجابة عنها بطریقة یحددها الباحث حسب أغراض البحث" (ص. 99). ولذا قام الباحث بتصمیم استبانة تشمل جمیع المحاور والأبعاد التی تحقق الجانب التطبیقی لهذا البحث, کما قام الباحث بإخضاع تلک الأداة للأسس العلمیة فی البناء واختبارات الصدق والثبات وفق ثلاث مراحل تتمثل فیما یلی:

أولاً: تقدیر صدق الاستبانة:

صدق الاستبانة کما عرفها العساف (2003) هو: "التأکد من أنها سوف تقیس ما أعدت لقیاسه" (ص. 249). ومن أجل التحقق من صدق أداة البحث (الاستبانة) أجرى الباحث اختبار الصدق التالی:

جدول (4): قیم "ت" لمحوری الاستبانة من خلال طریقة المقارنة الطرفیة

** دالة عند مستوى 0.01

أی أنه هناک فروق جوهریة بین المرتفعین فی الاستبانة والمنخفضین فیها، أی أن الاستبانة تمیز بین المرتفعین والمنخفضین فیها؛ مما یؤکد صدق الاستبانة.

ثانیاً: تقدیر ثبات الاستبانة:

یشیر الثبات إلى إمکانیة الحصول على النتائج نفسها لو أعید تطبیق الأداة على نفس الأفراد, ویعرفه القحطانی (1424ه) بأنه: "إلى أی درجة یُعطی المقیاس قراءات متقاربة عند کل مرة یستخدم فیها؟ أو ما هی درجة اتساقه وانسجامه واستمراریته عند تکرار استخدامه فی أوقات مختلفة؟ " (ص. 215).

     قام الباحث بحساب ثبات محوری الاستبانة بطریقة ألفا کرونباخ، فکانت کما یوضح      الجدول التالی:

جدول (5): حساب ثبات محوری الاستبانة بطریقة ألفا کرونباخ

الأسالیب الإحصائیة:

یستخدم البحث الأسالیب الإحصائیة التالیة:

1)       المتوسطات الحسابیة.

2)       الانحرافات المعیاریة.

3)       معاملات الارتباط.

4)       معامل "ألفا".

5)       اختبار "ت".

نتائج البحث ومناقشتها:

1)   الإجابة عن السؤال الأول من أسئلة البحث: ینص السؤال الأول على: ما واقع البرامج التدریبیة الحالیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم؟. وللإجابة عن هذا السؤال، استخدم الباحث، المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری، لاستجابات عینة البحث على البعد الأول من أداة البحث، وتم تحدید الفئات التی تمثل الدرجة المتوقعة للموافقة، وتم تحدید درجة الموافقة، بتقسیم حدود الاستجابة إلى خمس فئات لمدى ملائمة البرامج، وثلاث فئات لمدة البرامج ومستویات تنفیذها، على النحو التالی:

المدى = أعلى درجة – أقل درجة = 5-1=4

طول الفئة = المدى/ عدد الفئات = 4/ 5=0,8

المدى 3-1=2

المدى = 2/ 3= 0.67

وتم مقارنة متوسطات استجابات أفراد العینة بحدود تلک الفئات، للحکم على درجة الموافقة، وکانت النتائج کما بالجدول(6):

جدول (6): المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة ودرجة الموافقة لملائمة البرامج التدریبیة لاحتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة

یتضح من الجدول (6) أن تقییم عینة البحث لملائمة البرامج التدریبیة لاحتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة کانت متوسطة، فیما عدا :

1)            مهارات فی الحاسب الآلی.

2)            أهمیة التصمیم التعلیمی فی التعلم الالکترونی.

حیث کان تقدیرها بدرجة موافقة کبیرة.

وکان ترتیب الاحتیاجات حسب المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة، على النحو التالی:

3)            أهمیة التصمیم التعلیمی فی التعلم الالکترونی.

4)            مهارات فی الحاسب الآلی.

5)            استخدام السبورة الذکیة وتفعیلها.

6)            حل المشکلات المستقبلیة بطرق إبداعیة (FPSP)

7)            التعلم النشط

8)            الخرائط العقلیة وتوظیفها فی العملیة التعلیمیة.

9)            التقویم المتمرکز حول المتعلم

10)        مهارات التفکیر الناقد.

11)        دورة بناء القیم.

12)        النظریة البنائیة - نماذجها واستراتیجیاتها التدریسیة.

13)        التقویم من اجل التعلم.

14)        الإدارة الصفیة ونظریات التعلم الحدیثة.

15)        مهارات التفکیر فی التدریس.

16)        الذکاءات المتعددة

17)        الجودة فی تدریس القرآن الکریم.

18)        مشکلات تربویة.

19)        المشروع الشامل لتطویر مناهج التربیة الإسلامیة أولیة.

20)        التقویم المستمر ومهارات المعلم فیه.

21)        تطویر المناهج - الصفوف العلیا - تربیة إسلامیة

22)        إدارة الوقت.

23)        التعلیم المتمرکز حول المتعلم.

24)        بناء برامج التوعیة الإسلامیة.

25)        المهارات الحیاتیة فی مقررات العلوم الشرعیة.

26)        التعلم بین النظریة والتطبیق.

27)        مهارات الاتصال الجید.

28)        إدارة الذات.

29)        مراعاة الفروق الفردیة بین المتعلمین.

30)        التخطیط للتدریس.

31)        الإعداد الکتابی والذهنی

32)        أساسیات تدریس القران الکریم.

جدول( 7): مقارنة المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة، ودرجة الموافقة

 لتقییمات عینة البحث لمدة البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة

 الابتدائیة وأسالیب تنفیذها

یتضح من الجدول (7) أن مستوى تقییم مدة البرامج ومستوى تنفیذها، کانت أحیانا ما عدا (هل تراعی البرامج التدریبیة الجانب التطبیقی لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة ؟) فکانت أبدا،

الإجابة عن السؤال الثانی من أسئلة البحث.

للإجابة عن  السؤال الثانی من أسئلة البحث . والذی ینص على " ما التصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة التی تم تحدیدها؟ قام الباحث بتحدید الإیجابیات والسلبیات فی البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة  التی تم تحدیدها، ومراعاة الجوانب التی یحتاجها المعلمون بدرجة کبیرة، والتی تتمثل فی:

• مهارات فی الحاسب الآلی.
• التصمیم التعلیمی فی التعلم الالکترونی.

والتی کان احتیاجها بدرجة موافقة کبیرة.

ویتضح التصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة؛ کما یلی:

الأهداف الإجرائیة للتصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة:

یجب تتضمن الأهداف الإجرائیة للتصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة؛ ما یلی:

1)       تنمیة قدرات المعلم على استخدام المهارات الحاسوبیة فی تدریس التربیة الإسلامیة.

2)       اکتساب مهارات التعلم الالکترونی فی ا لتربیة الإسلامیة.

3)       تنمیة قدرات المعلم على تصمیم المقرر الإلکترونی فی التربیة الإسلامیة.

محتوى التصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة:

البرامج التدریبیة فی التصور المقترح تتضمن مجموعة من المعارف والأنشطة والاحتیاجات التی تعمل على تحسین الأداء المهنی للمعلمین. وهی مجموعة من النشاطات المخطط لها؛ وفقا لاحتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة والتی تهدف إلى بناء المهارات بشکل إیجابی معرفیا ومهاریاً ووجدانیاً.

یقترح الباحث أن یتضمن محتوى التصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة؛ مجموعة من المبادئ؛ والتی تتمثل فی:

1)       ربط ما تعلمه المعلم نظریا بتطبیق عملی على استخدام المهارات الحاسوبیة فی تدریس التربیة الإسلامیة.

2)       استخدام معلمی التربیة الإسلامیة للتقنیات الحدیثة فی تدریس التربیة الإسلامیة.

3)       الإفادة من طرق التدریس الحدیثة لمواد التربیة الإسلامیة.

4)       تنمیة قدرة معلمی التربیة الإسلامیة على فهم مشکلات طلابهم، ومحاولة حلها.

5)       مساعدة المعلم على الإفادة من أساسیات التعلم الالکترونی فی التربیة الإسلامیة.

ویقترح الباحث أن یتضمن التصور المقترح البرامج التدریبیة التالیة:

1)   تنمیة المهارات الحاسوبیة فی تدریس التربیة الإسلامیة.

2)   أساسیات التعلم الالکترونی فی التربیة الإسلامیة.

خطة التدریب للتصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة:

    یقترح الباحث أن تتضمن خطة التدریب للتصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة؛ ما یلی:

جدول (8): خطة التدریب للتصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة

    وقد تم اختیار هذه الدورات؛ بوصفها تندرج تحت مهارات فی الحاسب الآلی، والتصمیم التعلیمی فی التعلم الالکترونی، والتی کان احتیاجها بدرجة موافقة کبیرة. کما أن خلال هذه الدورات والبرامج التدریبیة یتم مراعاة:

1)       الجانب التطبیقی لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة، حیث تتضمن هذه البرامج التدریبیة، جانب عملی تطبیق حقیقی للمعلم، یتدرب من خلاله تدربا فعلیا.

2)       المدة الزمنیة لتنفیذ البرامج التدریبیة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة تحقق أهداف تلک البرامج، ومدة (15) ساعة تدریبیة هی کافیة لتعلم المهارات المستهدفة خلال البرامج التدریبیة، والتدریب العملی علیها.

3)       توافق أسالیب التدریب للبرنامج التدریبی المقدم لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة مع البرنامج التدریبی ذاته. وهذه البرامج التدریبیة السابقة تحتاج إلى تدریب عملی یفتقر إلیه العدید من معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة.

ثانیاً: مناقشة نتائج البحث:

من خلال العرض السابق یتضح أن تقییم عینة البحث لملائمة البرامج التدریبیة لاحتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة کانت متوسطة، فیما عدا :

1)   مهارات فی الحاسب الآلی.

2)   أهمیة التصمیم التعلیمی فی التعلم الالکترونی.

حیث کان تقدیرها بدرجة موافقة کبیرة

والبرامج التدریبیة التالیة؛ کانت احتیاجات المعلمین حسب المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة، متوسطة، والمتوسط الحسابی فیها یزید عن (3):

1)       استخدام السبورة الذکیة وتفعیلها.

2)       حل المشکلات المستقبلیة بطرق إبداعیة (FPSP)

3)       التعلم النشط

4)       الخرائط العقلیة وتوظیفها فی العملیة التعلیمیة.

5)   التقویم المتمرکز حول المتعلم

بمعنى أن درجة الاحتیاج للبرامج التدریبیة السابقة متوسطة، لکن احتیاجها أکبر من باقی البرامج التدریبیة، فی ذات الاحتیاج المتوسط.

والبرامج التدریبیة التالیة؛ کانت احتیاجات المعلمین حسب المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة، متوسطة، والمتوسط الحسابی فیها یقل عن (3):

1)       مهارات التفکیر الناقد.

2)       دورة بناء القیم.

3)       النظریة البنائیة - نماذجها واستراتیجیاتها التدریسیة.

4)       التقویم من اجل التعلم.

5)       الإدارة الصفیة ونظریات التعلم الحدیثة.

6)       مهارات التفکیر فی التدریس.

7)       الذکاءات المتعددة

8)       الجودة فی تدریس القرآن الکریم.

9)       مشکلات تربویة.

10)   المشروع الشامل لتطویر مناهج التربیة الإسلامیة أولیة.

11)   التقویم المستمر ومهارات المعلم فیه.

12)   تطویر المناهج - الصفوف العلیا - تربیة إسلامیة

13)   إدارة الوقت.

14)   التعلیم المتمرکز حول المتعلم.

15)   بناء برامج التوعیة الإسلامیة.

16)   المهارات الحیاتیة فی مقررات العلوم الشرعیة.

17)   التعلم بین النظریة والتطبیق.

18)   مهارات الاتصال الجید.

19)   إدارة الذات.

20)   مراعاة الفروق الفردیة بین المتعلمین.

21)   التخطیط للتدریس.

22)   الإعداد الکتابی والذهنی

23)   أساسیات تدریس القران الکریم.

معنى أن درجة الاحتیاج للبرامج التدریبیة السابقة متوسطة، لکن احتیاجها أقل من باقی البرامج التدریبیة، فی ذات الاحتیاج المتوسط.

ومن خلال العرض السابق یتضح أن تقییم مدة وأسالیب تنفیذ البرامج التدریبیة أنها تتم أحیانا، فیما عدا هل تراعی البرامج التدریبیة الجانب التطبیقی لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة؟ فکانت أبدا. بمعنى غیاب الجانب التطبیقی لمعظم البرامج التدریبیة.

لذلک تم إعداد التصور المقترح لمجموعة البرامج التدریبیة لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة، فکانت کالتالی:

1)        أساسیات الحاسوب والإنترنت

2)        مهارات تطبیقات الحاسوب فی تدریس التربیة الإسلامیة

3)        أساسیات التعلم الالکترونی فی التربیة الإسلامیة

4)        توظیف التعلم الالکترونی فی التربیة الإسلامیة

5)        إنتاج الفیدیو التعلیمی لمقرر التربیة الإسلامیة

6)        التصمیم التعلیمی لمقرر التربیة الإسلامیة (تحویل محتوى المادة الدراسیة فی التربیة الإسلامیة إلى دروس إلکترونیة مبسطة)

ویفسر الباحث هذه النتیجة بما یلی:

1)   تقییم عینة البحث لملائمة البرامج التدریبیة لاحتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة کانت متوسطة، بسبب أن هذه البرامج التدریبیة تقدم محتوى جید بالفعل، وینفذها متخصصون على مستوى عال؛ لذلک لم تأت احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة جمیعها کبیرة.

2)   تقییم عینة البحث لملائمة البرامج التدریبیة لاحتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی مهارات فی الحاسب الآلی؛ کانت کبیرة ربما لاعتماد  مصممی ومنفذی ومخططی مدربی الدورات على الجانی المعرفی؛ مع اهتمام أقل بالجانب التطبیقی.

3)   تقییم عینة البحث لملائمة البرامج التدریبیة لاحتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی التصمیم التعلیمی فی التعلم الالکترونی؛ کانت کبیرة، أیضا لاعتماد مصممی ومنفذی ومخططی مدربی الدورات على الجانی المعرفی؛ مع اهتمام أقل بالجانب التطبیقی.

4)   البرامج التدریبیة ( استخدام السبورة الذکیة وتفعیلها، وحل المشکلات المستقبلیة بطرق إبداعیة والتعلم النشط، والخرائط العقلیة وتوظیفها فی العملیة التعلیمیة، والتقویم المتمرکز حول المتعلم)؛ کانت احتیاجات المعلمین حسب المتوسط الحسابی لدرجة الموافقة، متوسطة، والمتوسط الحسابی فیها یزید عن (3)، لأن هذه البرامج التدریبیة تحتاج إلى التدریب والتطبیق، کما تحتاج إلى تهیئة معامل وأجهزة؛ لذا غالبا تکون البرامج التدریبیة قد تنقصها بعض هذه التقنیات.

5)   درجة الاحتیاج لباقی البرامج التدریبیة متوسطة، لکن احتیاجها أقل من باقی البرامج التدریبیة، فی ذات الاحتیاج المتوسط، بسبب أنها تعتمد على المستویات الدنیا من المعرفة والفهم، وغالبا لاتصل إلى التطبیق والتحلیل، کما أنها قد لا تحتاج أجهزة وتقنیات.

 

توصیات البحث.

 بناءً على نتائج البحث الحالی یمکن تقدیم التوصیات التالیة:

1)  إیجاد آلیة لتعدیل محتوى البرامج التدریبیة وفق نظام یقوم علی التقنیات الحدیثة.

2)  ضرورة تضمن البرامج التدریبیة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة مهارات فی الحاسب الآلی.

3)  ضرورة تضمن البرامج التدریبیة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة التصمیم التعلیمی فی التعلم الالکترونی.

مقترحات البحث: إجراء دراسة حول:

1)                 تقویم البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة المتوسطة فی ضوء احتیاجاتهم.

2)                 تصور مقترح لتحقیق احتیاجات معلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الثانویة.

3)                 تقویم البرامج التدریبیة المقدمة لمشرفی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة فی ضوء احتیاجاتهم.

4)                 دراسة مقارنة لتقویم البرامج التدریبیة المقدمة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة المتوسطة فی ضوء احتیاجات المعلمین والمشرفین.

 

أولاً: المراجع العربیة:

بابکر, عمر عبد الله (2014). مکانة المعلم فی التربیة الإسلامیة وواقعها من وجهة نظر مشرفی ومعلمی المرحلة الثانویة بالمدینة المنورة. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, الجامعة الإسلامیة, المدینة المنورة.

بشارة, جبرائیل (1996). تکوین المعلم العربی والثورة التکنولوجیة. بیروت: المؤسسة الجامعیة للدراسات والنشر والتوزیع.

الترجمی, فیصل محمد (2010). تقویم البرامج التدریبیة لمعلمی اللغة العربیة فی المرحلة الثانویة بالمدینة المنورة فی ضوء احتیاجاتهم المهنیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, جامعة طیبة, المدینة المنورة.

جاسم, شاکر؛ المالکی, جواد (2010). الاحتیاجات التدریبیة لمعلمی ومدرسی مادة التربیة الإسلامیة. مجلة کلیة التربیة للبنات, جامعة بغداد, 21 (2). (ص455-493).

الخوالدة, ناصر؛ عید, یحیى (2007). تقویم التدریس فی التربیة الإسلامیة. عمّان: المرکز العربی للنشر والتوزیع.

الزهرانی, سعود حسین (1425ه). جهود المملکة العربیة السعودیة فی مجال تطویر المناهج. تقریر وطنی مقدم لورشة العمل الإقلیمیة حول تطویر المناهج. المنعقدة خلال المدة 11-12 دیسمبر.

الشاعر, عبد الرحمن (2005). إعداد البرامج التدریبیة. الریاض: مکتبة الرشد.

شاویش, مصطفى (2005). إدارة الموارد البشریة – إدارة الأفراد. عمان: دار الشروق للنشر والتوزیع.

الشرفی, عبد الرحمن محمد (2013). الاحتیاجات التدریبیة لدى معلمی العلوم الشرعیة بمدارس التعلیم العام بمدینة الباحة فی مجال تطبیقات الحاسوب والانترنت. بحث مقدم إلى المؤتمر العلمی الدولی الأول. المنصورة: مصر.

شلبی, عماد؛ محمد, هیثم؛ عبد الله, مجدی؛ الفلاح, جوزاء؛ بکر, أمانی (2015). دراسة تقییمیة لأثر البرامج التدریبیة فی عمادة الجودة والتطویر بجامعة حائل. عمادة الجودة والتطویر, حائل.

الصمادی، عبدا ﷲ؛ الدرابیع، ماهر (2004). القیاس والتقویم النفسی والتربوی. عمان :دار وائل. عبد القادر, یوسف (1998). تنمیة الکفایات التربویة وتدریب المعلمین أثناء الخدمة. القاهرة: دار الکتاب العربی.

عبد الوهاب, علی محمد (1401هـ). التدریب والتطویر مدخل علمی لتطویر الأفراد والمنظمات. الریاض: معهد الإدارة العامة. العرینی, عبد اللطیف محسن (1427ه). الحاجات التدریبیة لمعلمی العلوم الشرعیة بالمرحلتین المتوسطة والثانویة من وجهة نظر مشرفی ومعلمی العلوم الشرعیة بالمدینة المنورة. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, الجامعة الإسلامیة, المدینة المنورة.

عبیدات، محمد؛ أبونصار،محمد؛ مبیضین، عقلة (1997). منهجیة البحث العلمی. عمان :دار وائل.

علام، صلاح الدین محمود (2003). التقویم التربوی المؤسس. القاهرة :دار الفکر العربی  . 

 علیان، ربحی مصطفى؛ غنیم، عثمان محمد (2000). مناهج وأسالیب البحث العلمی.عـمان :دار صـفاء للنشر.

الفرا, غادة رفیق (2013). تقویم برامج تدریب المعلمین أثناء الخدمة فی التعلیم الأساسی بمدارس وزارة التربیة والتعلیم ومدارس وکالة الغوث الدولیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, جامعة الأزهر, غزة.

القحطانی, محمد قمشع (1424ه). إسهام برامج التوجیه والإرشاد الطلابی فی علاج التأخر الدراسی فی مدارس التعلیم العام (المتوسط والثانوی) من وجهة نظر المعلمین والمرشدین الطلابیین فی (العاصمة المقدسة- الطائف- جدة), رسالة ماجستیر غیر منشورة. جامعة أم القرى, مکة المکرمة.

الکلزة, رجب أحمد؛ إبراهیم, فوزی طه (2000). المناهج المعاصرة. الإسکندریة: منشأة المعارف.

المطرفی, صالح عاتق (2010). واقع البرامج التدریبیة لمعلمی التربیة الإسلامیة بالمرحلة الابتدائیة بالمدینة المنورة فی ضوء احتیاجاتهم المهنیة (دراسة تقویمیة). رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, جامعة طیبة, المدینة المنورة.

مطری, إدریس علی (2015). برنامج تدریبی مقترح لتنمیة مهارات تدریس القراءة فی ضوء دراسة بیرلز (PIRLS) لدى معلمی اللغة العربیة فی المرحلة الابتدائیة. رسالة ماجستیر غیر منشورة, کلیة التربیة, جامعة الملک خالد, أبها.

ثانیاً: المراجع الأجنبیة:

Andre & Watkins.(1996). Educational Technology. Washington, DC: American Psychological Association

Granlund. Measurement of Education in Teaching. Third Edition, Macmillan Publishing Co, 1976

Hiten, B,  (2003). Methods and Techniques of Training Public Enterprise Manger; International Center for Public enter Pries, 2003.

Joseph, W.J. (2004).Georgia Environmental Network in Education .Agricultural Activities, www.Georgiaarshes.uga. edu.(6-9-2010).

 

 

Article View: 336

PDF Download: 261