درجة امتلاک معلمي ومعلمات الدراسات الاجتماعية بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملية بکفايات منحى(TPACK) من وجهة نظرهم

 

 

                                     کلیة التربیة

        کلیة معتمدة من الهیئة القومیة لضمان جودة التعلیم

        إدارة: البحوث والنشر العلمی ( المجلة العلمیة)

                       =======

 

درجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات منحى(TPACK) من وجهة نظرهم

 

إعــــــــــداد

د/ هزاع عامر أباقرین الشمری

أستاذ مناهج وطرق تدریس الاجتماعیات المشارک

بجامعة أم القرى

 

 

 

}     المجلد السادس والثلاثون– العدد الثالث -  مارس 2020م {

http://www.aun.edu.eg/faculty_education/arabic

مستخلص الدراسة:

   هدفت هذه الدراسة إلى الکشف عن درجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات منحى(TPACK) من وجهة نظرهم, وقد تکون أفرد الدراسة من جمیع معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء والبالغ عددهم (61)معلما ومعلمة, موزعین إلى (32) معلما, و (29) معلمة, واستخدمت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی وتمثلت أداة الدراسة فی استبانة مشتملة على الکفایات المعرفیة لمنحى (TPACK) وتوصلت الدراسة إلى النتائج التالیة: بلغت درجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات منحى(TPACK) من وجهة نظرهم درجة (متوسطة), کما أنه لم تظهر نتائج الدراسة  فروقا ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة(0.05≥ α) تعزى لاختلاف جنس أفراد الدراسة أو تخصصاتهم العلمیة أو خبراتهم العملیة أو المرحلة التعلیمیة, کما توصلت الدراسة إلى جملة من التوصیات ومنها: بناء المناهج فی ضوء التنظیم التکاملی الذی یراعی اتحاد البعد المعرفی والبیداغوجی والتکنولوجی, وتدریب معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة على توظیف  المناحی التی تتبنى المعرفة التکاملیة فی الممارسة التدریسیة ومن أبرز هذه المناحی منحى (TPACK), إضافة إلى بعض المقترحات ومنها: إجراء دراسات تحلیلیة متعمقة فی محتوى الدراسات الاجتماعیة فی ضوء أبعاد منحى (TPACK), وبناء برامج تدریبیة فی ضوء منحى(TPACK) وقیاس اُثره و وفعالیته فی الممارسات التدریسیة وجودتها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Abstrac

     This study aimed at revealing the degree of ownership of the teachers of social studies in Rafah governorate for integrative knowledge of the TPACK from their point of view, and may be the singlest study of all teachers and teachers of social studies in Rafah governorate and the sample of the study consisted of (61) teachers distributed to (32) A teacher, and (29) teachers, the study used the descriptive analytical method and the study tool consisted of a questionnaire containing all the cognitive competences of a trend (TPACK)The study reached the following results: the degree of ownership of teachers and teachers of social studies in The Governorate of Rafah a degree of complementary knowledge with the degree of competence (TPACK) from their point of view a degree (medium), and the results of the study did not show differences of statistical significance at the level of indication (0.05≥α) due to the difference of sex The study also reached a number of recommendations, including: building the curriculum in the light of the integrative organization that takes into account the union of cognitive, pedagogical and technological dimension, and the training of teachers and teachers of social studies on Employing aspects that adopt integrative knowledge in teaching practice, the most prominent of which is TPACK, in addition to some proposals, including: conducting in-depth analytical studies in the content of social studies in the light of tPACK dimensions, building training programs in the light of TPACK and measuring the most affected This is in the effectiveness and quality of teaching practices.

الکلمات المفتاحیة: الکفایات المعرفیة التکاملیة, منحى (TPACK), الدراسات الاجتماعیة.

 

المدخل العام للدراسة:

    یعتبر المعلم الرکن الأساس فی العملیة التعلیمیة ومن خلال ممارساته التدریسیة تتم ترجمة الأهداف التعلیمیة إلى نواتج تعلمیة یکتسبها المتعلمون فی کافة مجالات الخبرة التربویة, فلذا شهدت عملیة إعداد المعلم اهتماما موسعا سواء قبل الخدمة او أثنائها, من قبل کافة المعنیین بالعملیة من علماء وباحثین ومؤسسات ذات صلة, فظهرت تبعا لذلک العدید من الأسالیب والاتجاهات والأفکار التی تسعى إلى تعزیز امتلاک المعلمین للمهارات التدریسیة وممارستهم لها أثناء تدریسهم مقرراتهم الدراسیة, هذا إضافة إلى ما شهدته عملیة التربیة والتعلیم من ظهور العدید من التطورات فی الفلسفات والاتجاهات والنظریات والمداخل التربویة التی تستهدف تحسین نوعیة التعلیم والتی یعتبر المعلم أساس فی تحقیق مضامینها وغایاتها من خلال ما یمتلکه من کفایات وقدرات تعلیمیة تساهم بشکل کبیر فی جودة تدریسه وهذا یحتم على المعلم الجید أن یواکب تلک التطورات بدرایة وکفایة للارتقاء بممارساته التدریسیة بشکل فاعل والذی ینعکس على جودة أداء العملیة التعلیمیة فی المدرسة, ومن ضمن هذه التطورات التی تشهدها العملیة التربویة توظیف التقنیة فی التعلیم أو ما یعرف بالتعلیم الإلکترونی والذی یشیر إلى توظیف التعلیم بیئة تفاعلیة معتمدة على التطبیقات والبرمجیات التعلیمیة من خلال الحواسیب الآلیة وشبکات المعلومات العالمیة التی تتیح للمتعلمین الوصول بسهولة ویسر إلى مصادر المعلومات والبیانات کلما أرادوا ذلک.(العایزة,وخمیستی,2019), والذی یصفه الموسى,(2003):على أنه تلک الطریقة للتعلیم التی تعنى باستخدام وسائل الاتصال الحدیثة من حواسیب وشبکات ووسائط متعددة وبرمجیات ورسومات ومکتبات الکترونیة ومواقع إنترنت سواء داخل الفصل الدراسی أو خارجه.

وهذا یحتم على معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة  توظیف معطیات التعلم الإلکترونی من خلال جملة من الکفایات التکنولوجیة التی تعرف على أنها: مجموعة من القدرات التی یتعین على المعلمین امتلاکها معرفیا ومهاریا ووجدانیا فی مجال تکنولوجیا التعلیم والتی تمکنهم من التعامل مع التقنیات التعلیمیة من أجهزة وآلات وبرمجیات ووسائط عرض متعددة ومتنوعة واستخدامها وانتاجها بشکل جید وذلک لتوفیر تفاعل جید فی المواقف التعلیمیة لتحقیق أهداف المادة الدراسیة (عبدالخالق,2013),  وقد ذکر المرشد (2006) أن استخدام التکنولوجیا بصفة عامة والحواسیب بصفة خاصة یؤدی إلى نتائج إیجابیة فی التحصیل الدراسی وفعالیة فی القدرات العقلیة وتنمیة للاتجاهات بشکل إیجابی لدى المتعلمین عند استخدامه فی تدریس الدراسات الاجتماعیة وذلک من خلال جعله الموقف التعلیمی نابضا بالحیاة یمکن المتعلمین من إدراک حقیقی لمعنى المصطلحات والمفاهیم ذات الصلة بالدراسات الاجتماعیة مما یساهم فی تعلمها بشکل کبیر, وقد اشار خمیس ( 2013) إلى جملة من الکفایات التکنولوجیة التی یتعین على المعلم امتلاکها وهی کالتالی:

-       کفایات الوصول إلى المعلومات من خلال الأجهزة والبرامج وشبکات الأنترنت .

-       کفایات معالجة البیانات و المعلومات وتنظیمها وتخزینها واسترجاعها ونشرها ومشارکتها.

-       کفایات إنتاج المعرفة والمواد والوسائط والبرامج وتنظیمها وتوظیفها وتخزینها.

-       کفایت تشارک المعرفة باستخدام الأجهزة وشبکات ومواقع الأنترنت والتطبیقات التکنولوجیة

-       کفایات نشر المعرفة وتبادلها عبر البرامج والوسائل الاجتماعیة.

-       کفایات إدارة المعرفة من خلال العدید من الوسائط المتعددة .

-       کفایات استخدام المعرفة وظیفیا فی المجالات العلمیة المختلفة.

ویمکن کذلک تصنیف الکفایات التکنولوجیة اللازمة للمعلمین وفق ما ذکره عبدالخالق (2013) نقلا عن (زین الدین,2005) على النحو التالی:

أولا: الکفایات التکنولوجیة العامة وتشتمل على:

-          کفایات ثقافة الحاسوبیة

-          کفایات استخدام الحاسوب

ثانیا: کفایات التعامل مع البرمجیات وخدمات شبکات الأنترنت.

 وتتضمن: مهارات استخدام التقنیات التی توفرها الشبکات المعلوماتیة.

ثالثا: کفایات إعداد المقررات الکترونیا.

 وتتضمن تصمیم المحتویات الرقمیة المستندة على مبادئ التصمیم التعلیمی المتمثلة فی کفایات التخطیط, وکفایات التصمیم, وکفایات التطویر, وکفایات التنفیذ, وکفایات إدارة المحتویات التعلیمیة, وکفایات التقویم, وقد ذکر المسروری (2014) أن الکفایات التکنولوجیة اللازمة لمعلم الدراسات الاجتماعیة هی کما یلی:

-       الکفایات الأساسیة لتشغیل أجهزة الحاسوب وتتضمن معرفة الحاسوب وبرامجه والأجهزة الملحقة به والقدرة على استخدامها والتعامل معها.

-       کفایات استخدام مصادر الشبکات العالمیة الأنترنت. وتتضمن استخدام محرکات البحث المختلفة والبحث فی فهارس المکتبات الرقمیة, وإنشاء البرید الالکترونی واستخدامه, والتسجیل فی المواقع الالکترونیة.

-       کفایات توظیف تطبیقات تکنولوجیا المعلومات والاتصالات فی تدریس الدراسات الاجتماعیة.

ویرى الباحث أن الکفایات التکنولوجیة اللازمة لمعلم الدراسات الاجتماعیة تشتمل         على التالی:

کفایات استخدام الأجهزة ولأدوات اللازمة لتدریس للدراسات الاجتماعیة

کفایات استخدام البرامج والتطبیقات التعلیمیة لإدارة الصف الدراسی والمتعلمین

کفایات تصمیم وبناء وإنتاج البرمجیات التعلیمیة ذات الصلة بالدراسات الاجتماعیة.

کفات استخدام البرمجیات والتطبیقات التکنولوجیة ذات الصلة بالدراسات الاجتماعیة.

کفایات الوصول إلى المعلومات والبیانات الرقمیة وتحلیلها وتبادلها ونشرها.

وهذا یجعل من معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة ملزمون بامتلاک المعرفة التکنولوجیة  التی تمکنهم  من تحقیق مضامین وغایات البعد المعرفی للتخصص,فی            ضوء الممارسات التدریسیة المناسبة لهما معا, لذا فأنه من الضروریات المناطة بمعلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة إضافة للمعرفة بالتکنولوجیا؛ الإلمام  العمیق بالبعد  البیداغوجی (Pedagogy) الملائم للدراسات الاجتماعیة, والذی یعتبر من المرتکزات المهمة فی منظومة العمل التربوی بشقیه التعلیمی والتعلمی وقد اشتقت مفردة البیداغوجیا من کلمة یونانیة مکونة من مقطعین (Paidos) وتعنی الطفل و (Logia) والتی تعنی القیادة (یحیاوی, وطویل, 2006), وهی تعنى بشکل عام  ذلک المسار التربوی الذی یُستخدم فیه جملة من الوسائل والأسالیب التعلمیة التعلیمیة التی تٌعین المتعلمین بمختلف أعمارهم وقدراتهم على تحقیق أهداف محددة (فارح,2018), ویمکن تعریفها على أنها مجموعة من الطرائق والتقنیات والخطوات التی تمیز تعلم مادة تعلیمیة أو نشاط ینبغی ترسیخه وإکسابه للمتعلمین, ویرى الباحث أن البیداغوجیا ذلک العلم والفن النظری والأدائی والقیمی الذی یعنى بعلم التدریس وفنونه وطرائقه وإجراءاته والمستمدة من العدید من نظریات علم النفس فی مجالی التعلم والتعلیم  والقیاس والتقویم وعلم الاجتماع وعلم نفس الاجتماع, واجتماعیات التربیة, والتی ترتکز على المعرفة التامة بطرائق التدریس المناسبة للموضوعات الدراسیة فی المقرر من جانب منطقی من حیث ارتباطها بالمعرفة التخصصیة ومن جانب نفسی لارتباطها بالمتعلمین, وقد أشار (یحیاوی, وطویل, 2006): أن للبیداغوجیا ثلاثة أبعاد هی:

-       البیداغوجیا النظریة: وهی عبارة عن حقل من حقول التفکیر والمعرفة النظریة لفهم الظواهر المرتبطة بالتعلم والتعلیم ووصف الإجراءات التربویة.

-       البیداغوجیا التطبیقیة: وتشیر إلى جملة عملیات تتضمن تحلیل وتفسیر الممارسات التربویة فی مختلف المواقف التعلیمیة وفق مرتکزات نظریة معینة.

-       البیداغوجیا التوجیهیة: وتهتم بتوجه المعلمین نحو اختیار الطرائق التدریسیة الفعالة وفق مداخل متنوعة .

     وقد ذکر (بلحسین,2013) أن البیداغوجیا وفق وجهة نظر (Emile Durkheim) مزیج من الأفکار التی تأخذ شکل النظریة وموضوعها توجیه المتعلم نحو ما یتوجب أن یکون علیه, وهی التفکیر المطبق للأشیاء فی التربیة بهدف نموها باعتبار أن البیداغوجیا وسیلة تمکن من إحداث التلاؤم بین النظام التربوی والأفکار وبین النظام التربوی والاحتیاجات الاجتماعیة, لذا یرى الباحث أن البیداغوجیا هی المرتکز الأساس فی بعد الممارسات التدریسیة والتی تولیها أغلب المعاییر التربویة اهتماما بالغا عند إعداد المعلمین سواء فی المقررات الدراسیة أو فی التربیة العملیة, وینساق تبعا لذلک عملیة تقویم أدائهم الوظیفی اثناء الخدمة إضافة إلى کونها منطلقا للمتابعات الإشرافیة من قبل المشرفین التربویین وذلک لضمان جودة الممارسات التدریسیة لذا فمن الضرورة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة  جملة من الکفایات       البیداغوجیة المستندة إلى معاییر حقیقیة وفق مؤشرات واضحة بحیث تمکنهم من انتقاء أحسن الطرائق التدریسیة التی تحقق أهداف مناهج الدراسات الاجتماعیة لدى المتعلمین. وقد صدر   عن هیئة تقویم التعلیم والتدریب جملة من  المعاییر المهنیة العامة للمعلمین فی المملکة           العربیة السعودیة والتی تم الاعتماد علیها فی صیاغة الرخص المهنیة للمعلمین  المتمثلة فی:  (هیئة تقویم التعلیم والتدریب,1441)

-       المعیار الأول: المعرفة بالطالب وکیفیة تعلمه

-       المعیار الثانی: الإلمام بالمهارات اللغویة والکمیة

-       المعیار الثالث: المعرفة بالتخصص وطرق تدریسه

-       المعیار الرابع: المعرفة بطرق وأسالیب التدریس

-       المعیار الخامس: معرفة کیفیة إعداد برامج تعلم متکاملة

    ویرى الباحث أنه یمکن اعتبار هذه المعاییر کفایات بیداغوجیة إذا من خلالها یتمکن  المعلمون والمعلمات  من توجیه ممارساتهم التدریسیة وفق أسس نظریة وعلمیة تطبیقیة, وربطها بالمعرفة التخصصیة باستخدام الوسائل والتقنیات الملائمة لها بشکل یحقق تعلم أفضل لدى المتعلمین وذلک لتحقیق الغایات المنشودة, ومن الضروریات اللازمة لمعلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة امتلاک المعرفة التخصصیة بطبیعة محتوى الدراسات الاجتماعیة والذی یرتبط بمحتوى  العلوم الاجتماعیة  ولکنه بصورة میسرة لتسهیل عملیة تعلیمه وتعلمه فی مدارس التعلیم العام, وبعبارة أخرى یمکن اعتبار العلوم الاجتماعیة الأصل والمرجع المعرفی والنظری للدراسات الاجتماعیة حیث یتقاسمان الاهتمام بکل ماله علاقة بالإنسان وبیئته وتأثره وتأثیره فیها ، وکیف یمکنه تلبیة احتیاجاته مع المحافظة علیها, حیث یشتمل محتوى الدراسات الاجتماعیة على العدید من المعارف والمفاهیم والقیم والاتجاهات التی یمکنها المساهمة فی تحقیق النمو المتکامل فی شخصیة المتعلم وبالتالی بناء إنسان صالح لوطنه وللعالم أجمع (الزیادات,2010), وتعتبر الدراسات الاجتماعیة المنجم الأساسی للخبرات التعلیمیة التی یحتاجها المتعلمون لتحدید مواقفهم واتجاهاتهم وقراراتهم وقیمهم بشکل فاعل(مرعی,والحیلة,2004), وهذا یحتم  على معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة أن یکونوا ملمین بوعی تخصصی عمیق بالکفایات المعرفیة أو التخصصیة التی تمکنهم من تحقیق أهداف الدراسات الاجتماعیة وفق نواتج تعلم فاعلة  یمکن تحقیقها لدى المتعلمین, وهذا ما یعبر عنه فی العدید من المعاییر التخصصیة لمعلمی الاجتماعیات والتی تتناول الکفایات المعرفیة اللازمة لتدریس الدراسات الاجتماعیة , وبطبیعة الحال فی ظل عدم وجود متخصص حقیقی فی الدراسات الاجتماعیة بشکل شامل متکامل فأنه تدرس هذه المادة الدراسیة من قبل متخصصین فی أحد فروع العلوم الاجتماعیة المتمثلة فی الجغرافیا والتاریخ وعلم الاجتماع وعلم النفس والخدمة الاجتماعیة والاقتصاد... الخ, وهذا أمر قد یصعب مسألة الإلمام الشامل بطبیعة المحتوى المعرفی فی مجال الدراسات الاجتماعیة. (خلیل,2000), وقد أشار قطاوی (2007) أنه ینبغی على معلم الدراسات الاجتماعیة أن یتعرف على خصائص المتعلمین وحاجاتهم ومیولهم واهتماماتهم التی قد تثیرها الموضوعات الدراسیة وهذا یستوجب التعرف على المصادر المتاحة التی تمکن المتعلمین من استخدامها عند دراستهم إضافة إلى الاطلاع على العدید من الموضوعات التی تحتوی علیها مادة الدراسات الاجتماعیة لیتمکن من استخدامها عند تدریسه للمحتوى الدراسی بشکل یحقق التکامل بین الخبرات المعرفیة المتضمنه فی المحتوى المعرفی للمادة, وقد صدر عن الهیئة الوطنیة لتقویم التعلیم والتدریب العدید من المعاییر الوطنیة لمناهج التعلیم العام فی المملکة العربیة السعودیة ومن بینها معاییر الدراسات الاجتماعیة  وتعد تلک المعاییر بمثابة الإطار المرجعی لبرامج ومشاریع مستقبلیة لتطویر عملیات التعلیم والتعلم، لکون هذه المناهج تمثل جوهر العملیة التعلیمیة؛ ویتضمن هذا البرنامج وضع معاییر متقدمة، تصف ما یجب أن یتعلمه کل         طالب ویفهمه ویکون قادراً على أدائه بعد دراسة المجال المعرفی المستهدف، لتوجه عملیات تطویر المواد التعلیمیة، ومصادر التعلم وبناء أدوات التقویم للکشف عن مدى وصول الطلاب لهذه المعاییر؛ لتطبیق قدراً من المساءلة التربویة البناءة لتعزیز جودة التعلیم، وتوجیه      عملیات التطویر المستقبلیة فی ضوء نتائج التقویم؛ لتحقیق التنمیة الشاملة المستدیمة.            (هیئة تقویم التعلیم والتدریب,1441).

منحى (TPACK) فی تدریس الدراسات الاجتماعیة:

       تأسیسا على ما ذُکِرَ سابقا ظهرت العدید من الاتجاهات والنظریات والنماذج والمناحی التی تحاول أن تدمج کل من البعد التکنولوجی فی التعلیم, والبعد البیداغوجی الذی یشیر إلى الطرق والأسالیب التدریسیة, والبعد المعرفی المستند على المحتوى العلمی للمواد الدراسیة فی مختلف تخصصاتها, ومن هذه المناحی منحى (TPACK) والذی یعود إلى المربیین   (Koehler & Mishra,2006) والذی هو عبارة عن تطویر لمنحى (Shulman,1986) والذی یتکون من ثلاثة أبعاد؛ بعدین أساسیین هما أولا: المعرفة البیداغوجیة(PK) التی تتناول التربیة ومضامینها وأهدافها وطرق التدریس ونظریات التعلم والتعلیم, وإدارة الصف وخصائص المتعلمین , ثانیا المعرفة بالمحتوى(CK) والتی تتضمن الکفایات التخصصیة والمعرفة العلمیة فی مجال التخصص, وبعد ثالث هو ناتج عن تفاعل کل من (PK)و(CK), وهو المعرفة بالبداغوجیا (التربیة) و المحتوى(PCK) وهی مرتکز عملیة إعداد المعلمین فی البرامج الأکادیمیة والتدریبیة أثناء الخدمة التی تکسب الطلاب المعلمین کیفیة تدریس المحتویات التعلیمیة للمتعلمین فی مختلف المراحل تعلمهم(ناجی,2016), وکنتیجة لهذا المنحى ظهر ما یعرف بمنحى (TPACK) والذی هو کذلک محصلة لعمل بحثی مشترک على مدى خمس سنوات من قبل کل من (Koehler & Mishra,2006) والذی یکامل بین التکنولوجیا والبیداغوجیا والمحتوى الدراسی, وهو بمثابة إطار لوصف أنواع المعرفة التی یتعین علم المعلم امتلاکها لتجوید ممارساته التدریسیة ضمن بیئة تعلم وتعلیم فعالة معززة بالتکنولوجیا, ویتکون منحى (TPACK) أساسا من ثلاثة معارف أساسیة هی: المعرفة بالتکنولوجیا(TK), والمعرفة بالبیداغوجیا (التربیة)(PK), والمعرفة بالمحتوى(CK), ونتیجة لتفاعل هذه المعارف الأساسیة ظهرت أربعة معارف فرعیة مرتبطة بالمعارف الأساسیة وهی وفق الشکل التالی: (Koehler,2013).

	شکل.(1) مکونات منحى (TPACK) المعرفة بالتکنولوجیا والبیداغوجیا والمحتوى

 

 

 

 

 

 

 

 

یتضح من الشکل (1) أن منحى (TPACK) یتضمن دمج للمعارف الضروریة اللازمة للمعلمین فی تدریسهم المواد الدراسیة للمتعلمین فی مختلف المراحل التعلیمیة وهذه المعارف هی: (Moreno, Montoro, Colon,2019) , (محمد,2018), (أبو ریة, وعبدالعزیز,2018), (Koehler,Mishra,Akaoglu & Rosenberg,2013)(ناجی, 2016), (حسن,2018), (السید,2018).

أولا: المعرفة بالتکنولوجیا(TK) وتتضمن المعرفة بتشغیل واستخدام الأجهزة التقنیة من حواسیب وأجهزة عرض, وبرمجیات وتطبیقات تعلیمیة, وانترنت ومکتبات رقمیة ومصادر معلومات, وقد أشارت دراسة (المسردی, 2013) أن تکنولوجیا من أهم الوسائل والأسالیب الحدیثة التی تمکن معلم الدراسات من استخدامها فی إعداد, وتقدیم وعرض الدروس نتیجة لما تمتلکه من خصائص وممیزات تجعلها قادرة على تحقیق العدید من الأهداف کتفرید التعلیم ورفع المستوى التحصیلی للطلبة إضافة إلى تعزیز قدراتهم على اکتساب مهارات التفکیر, وقد توصلت دراسة (الطاهر,2013) أن درجة امتلاک معلمی العلوم الاجتماعیة للکفایات التکنولوجیة تراوحت بین ضعیفة ومتوسطة نتیجة لعدم إدراک المعلمین لأهمیتها فی القیام بأدوارهم بکفاءة وفاعلیة إضافة إلى ضعف تأهیلهم قبل الخدمة أو أثنائها, وکذلک أشارت نتائج دراسة (شاهین,2017) أن هنالک ضعفا فی امتلاک الکفایات التکنولوجیة لدى المعلمین کنتیجة لعدم إلمامهم ببعض           مزایا التکنولوجیا وسبل استخدامها فی التدریس بالشکل الأمثل. وقد ذکرت دراسة                      (أبو ریة, وعبدالعزیز,2018) أنه یندرج تحت المعرفة التکنولوجیة استخدام بعض الأدوات غیر الرقمیة فی التدریس مثل الکتب المدرسیة والوسائل التعلیمیة ومن ضمنها الخرائط الجغرافیة والمجسمات والعینات والصور الفوتوغرافیة والجویة,إضافة إلى فهم التکنولوجیا على نطاقها الواسع بما تشتمل علیه من کفایات لتطبیقها بطریقة مثمرة فی عملیة تعلم وتعلیم المتعلمین لموادهم الدراسیة ومن ضمنها الدراسات الاجتماعیة.

ثانیا: المعرفة بالبیداغوجیا (PK): أو المعرفة التربویة أو المعرفة بالتدریس وهذا یشیر إلى المعارف  التی ینبغی للمعلم أن یمتلکها وتتضمن الأنشطة التربویة والعملیات والممارسات والأسالیب التدریسیة ونظریات التعلم والتعلیم  وتصمیم التدریس وکیفیه تحقیق الأهداف التعلیمیة, وأسالیب وأدوات التقویم المناسبة للمادة الدراسیة وللمتعلمین وذلک فی مختلف مراحل تعلمهم, فقد أشارت دراسة (بلحسن,2013) أن هنالک ثلاثة أنماط بیداغوجیة تنشأ بین المعلم والمعرفة والمتعلم وهی النمط التقلیدی وهو النمط القائم على علاقة المعلم بالمعرفة ویتمثل فی سلطة المعلم المعرفیة الذی یلقن المعرفة باعتباره مصدرا أساس لها والملقن لها والمتعلم عبارة عن متلق یتوجب علیه السمع والحفظ وإعادة ما حفظ, النمط الحدیث وهو الذی یعطی الأولویة لنوع من العلاقة التی ترفض الانصهار لهدف معین وهذا النمط یعتبر من الأنماط المرتکزة على الأهداف والتی تعتبر المعلم مصدرا من بین مصادر متعددة للحصول على المعرفة, النمط المستقبلی وهو النمط الذی یمنح لنشاط المتعلم أهمیة بالغة ویتمحور حول قدرات المتعلمین وتعلمهم الذاتی  وهو التعلم المرتکز على الکفایات, وفی هذا الصدد أشارت دراسة (مریزیق,2017) إلى جملة من العلاقات التی تتکون نتیجة وضعیات بیداغوجیة تسود فی النظام التربوی وما یشتمل علیه من معلمین ومتعلمین ومواد تعلیمیة وإجراءات وممارسات تدریسیة, وباعتبار المعلم أحد العناصر الفاعلة فی العملیة التعلیمیة ینبغی علیه فی علاقة المتعلم بالمعرفة أن یتعرف کیف یمکن للمتعلم أن یمتلک المعرفة, وما العوائق التی تحول دون ذلک, وما التصورات التی تصعب من امتلاک المعرفة , وکیف یعالج المعلم المعرفة وکیف ینقلها من مصادرها إلى نطاق التدریس وما العلاقات الوضعیة التی تنجم بین المعلم والنظام التعلیمی هل هی علاقة بنائیة  کنتیجة للعلاقة بین المعلم والمادة الدراسیة, أم علاقة تعاون ومساعدة وتیسیر نتیجة لعلاقة المعلم بالمتعلم, وقد توصلت دراسة (فارح,2018) إلى أنه لدى المعلمین اتجاهات إیجابیة نحو المعرفة البیداغوجیة خاصة فیما یتعلق ببیداغوجیا الکفایات کنتیجة لمواکبة التطورات العلمیة والتکنولوجیة ومحوریة المتعلمین فی العملیة التعلمیة التعلیمیة. 

ثالثا: المعرفة بالمحتوى (CK) وتتمثل فی المعرفة التخصصیة المرتبطة بالموضوعات الدراسیة التی یتم تدریسها للمتعلمین فی مختلف مواد الدراسات الاجتماعیة لمختلف المراحل التعلیمیة وما تشتمل علیه من أفکار ومفاهیم وحقائق وتعمیمات ونظریات ,ومعرفة الأطر التفسیریة التی تترابط فیه مکونات المحتوى التعلیمی  وکیفیة تنظیم المحتوى التعلیمی وأسالیب تکاملها ودمجها والربط فیما بینها, وکیفیة توسیع المعرفة المرتبطة بها ومناهج البحث والاستقصاء فیها.وقد أشارت الکثیر من الدراسات إلى المعرفة المرتبطة بالتخصص باعتبارها مرتبطة بعملیة إعداد المعلم قبل الخدمة حیث أشارت دراسة (الشبلی,2007 ) أن من أبرز جوانب إعداد معلم الدراسات الاجتماعیة إعداده ثقافیا بحیث یکون المعلم مزود بالمعارف والخبرات المرتبطة بالمجتمع واتجاهاته وهذا یحتم على المعلم أن یکون ذو اطلاع واسع على العدید من المعارف مزود بالعدید من المهارات العلمیة ذات الصلة, إضافة إلى إتقان معلم الاجتماعیات لمحتوى المادة الدراسیة التی یقوم بتدریسها فی مختلف المجالات التاریخیة والجغرافیة والاجتماعیة, سواء فی الجغرافیا أو التاریخ أو علم الاجتماع أو علم النفس أو علم الاقتصاد...الخ, وقد توصلت دراسة (أبو سنینة,2014) أن درجة إمتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة للمعرفة الأکادیمیة (التخصصیة) کانت بدرجة کبیرة, وقد عزت الدراسة ذلک إلى طبیعة إعداد المعلمین أکادیمیا قبل التحاقهم فی الخدمة فیما ذکرت دراسة (عبد,2016) أن المحتوى التخصصی من أبرز جوانب إعداد المعلم لما له من تأثیر مباشر فی العملیة التعلیمیة والتعلمیة, وینبغی تحدیث المحتوى التخصصی لیواکب التطورات العلمیة والتکنولوجیة والتربویة, وقد توصلت الدراسة أن هنالک ضعف فی مواکبة المحتوى العلمی للمستجدات المعاصرة وتدنی فی مستوى الثقافة لدى معلمی الجغرافیا , أما دراسة (بشناق,2017)  فقد توصلت إلى أن معلمی الدراسات الاجتماعیة یمتلکون کفایات معرفیة فی مجال التخصص بدرجة عالیة

رابعا المعرفة بالتکنولوجیا والبیداغوجیا (TPK) وتتضمن استخدام التقنیة أثناء العملیة التدریسیة وتوظیفها لتحقیق الأهداف الدراسیة وإحداث عملیة تعلم أکثر فاعلیة بالاستفادة من خصائص وسمات وممیزات التکنولوجیا فی عملیتی التعلم والتعلیم إضافة إلى تلک الکفایات التی تمکن المتعلم من التعامل مع البرامج التعلیمیة والمصادر التکنولوجیة الرقمیة والعادیة فی تدریس المتعلمین , واختیار أفضل الخیارات التکنولوجیة الملائمة للاستراتیجیات والطرائق التدریسیة التی یستخدمها المعلمین, وقد أشارت دراسة (المسروری,2013) أن من أبرز الکفایات التکنولوجیة المرتبطة بالممارسة التدریسیة اللازمة لمعلمی الاجتماعیات الکفایات ذات العلاقة بالثقافة الحاسوبیة من حیث معرفة المکونات المادیة والبرامجیة, الکفایات الاستخدامیة والتی تشتمل على کیفیة التعامل مع الحاسوب من حیث الإدخال والمعالجة والإخراج, الکفایات المعلوماتیة والمرتبطة باستخدام شبکات الانترنت, ومختلف االمصادر المعلوماتیة, وقد أشارت الکثیر من الدراسات إلى أهمیة التکنولوجیا ومستحدثاتها فی العملیة البیداغوجیة التدریسیة من خلال ما توفره من مزایا من أبرزها التفاعلیة: والتی تعنی بأنماط التواصل بین المتعلمین ضمن مواقف تعلمهم وردود فعلهم عند استخدامهم لأسالیب تعلمهم باستخدام التکنولوجیا, الفردیة: حیث تتیح التکنولوجیا تفرید المواقف التعلیمیة لتلائم خصائص المتعلمین وقدراتهم واستعداداتهم وخبراتهم, التنوع:, من خلال ما توفره التکنولوجیا من خیارات متعددة لیتمکن المتعلم والمعلم من اختیار ما یناسب الموقف التعلیمی بشکل فاعل, الکونیة: وذلک من خلال إمکانیاتها للانفتاح على مصادر المعلومات فی مختلف أرجاء العالم, التکاملیة: والتی تتیحها التکنولوجیا لتکامل کافة مکونات الموقف التعلیمی من أهداف وخبرات ومحتویات تعلیمیة ووسائل تعلیمیة وأنشطة یمکن أن تقدم بشکل متکامل, الإنتاجیة: من خلال ما توفره تکنولوجیا التعلیم للمتعلمین والمعلمین من خیارات متعددة ومتنوعة تساهم فی رفع إنتاجیة التعلم والتعلیم فی المنظومة التعلمیة التعلیمیة, الجودة الشاملة: وذلک وفق ما تشتمل علیه برمجیات تعلیمیة تمکن من تصمیمها بشکل أفضل وتقدیمها بشکل أکثر نجاحا, ومتابعة فوریة وتعدیل وتطویر یتماشى مع طبیعة الموقف التعلمی التعلیمی (هنداوی,2007), وقد أشارت نتائج دراسة (نصار,2019) إلى أن اتجاهات المعلمین نحو استخدام التکنولوجیا فی الممارسات التدریسیة کانت بدرجة مرتفعة.

خامسا: المعرفة بالبیداغوجیا والمحتوى (PCK): والتی تتضمن امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة المهارات التدریسیة الفعالة واختیار أفضل المداخل التدریسیة للمحتویات التعلیمیة من جانب وللمتعلمین من جانب آخر وفق خصائصهم النمائیة, فقد أشارت دراسة (بلحسن,2013) أن البیداغوجیا هی مزیج بین النظریة والتطبیق والتی تنعکس على الممارسات التربویة التی یقوم فیها المعلمین لتقدیم الدروس داخل غرفة الدراسة بشکل یلائم وضعیة طلبتهم والمادة الدراسیة التی یقومون بتدریسها, وقد أشارت دراسة (یحیاوی,2016) أن البیداغوجیا تعنى بکل ما یدخل ضمن العلاقة بین المتعلم والمعلم وطریقة التعلم حسب المحتوى العلمی للمادة الدراسیة , وهی عبارة بعد تطبیقی للتربیة التی تستمد مفاهیمها من علم النفس وعلم الاجتماع والانثربولوجیا, والثقافة والتی تهتم باختیار طرق التدریس والوسائل والتقنیات التعلیمیة والتقویم ومختلف مکونات العملیة التعلمیة التعلیمیة المتداخلة بشکل مباشر أو غیر مباشر فی مختلف المواقف التعلمیة التعلیمیة. وقد أشارت دراسة (السید,2018), أن البیداغوجیا تهتم بکیفیة التخطیط لتدریس المتعلمین للمحتوى التعلیمی ومعرفة أسباب صعوبة أو سهولة تعلم وتعلیم مکونات المحتوى التعلیمی, إضافة إلى المعرفة بنظریات التعلم والتعلیم وأبرز النماذج التدریسیة المرتبطة فیها وکیفیة استخدامها عند تخطیط الدروس وتنفیذها وتقویمها.

سادسا: المعرفة بالتکنولوجیا والمحتوى(TCK) وتتضمن المعرفة بالتقنیات التعلیمیة والبرامج التعلیمیة الملائمة للمحتویات التعلیمیة, إضافة إلى مصادر الإنترنت والتطبیقات التعلیمیة التی تتضمن محتویات تعلیمیة یمکنها أن تعزز فهم وإدراک المتعلمین لما یدرسونه من موضوعات دراسیة , إضافة إلى امتلاک کفایات بناء برامج تعلیمیة باستخدام البرمجیات الملائمة للمحتویات, إضافة إلى توظیف التطبیقات فی التکنولوجیة فی صناعة المحتوى التعلیمی, وقد ذکر (Chrestofher,2003) أن التکنولوجیا یمکنها أن تساعد المعلمین من تهیئة فرص تعلم للمحتوى التعلیمی بشکل أکثر فاعلیة إضافة إلى أنها تکسبهم أنماط سلوکیة جدیدة وأدوار مختلفة للتدریس وإدارة صف بشکل أکثر تنظیما مما یساهم فی تحقیق أهداف المحتوى التعلیمی للمادة الدراسیة. وقد أشارت دراسة (الرفاعی, وطوالبة,2015) إلى أن الدراسات الاجتماعیة من أکثر المواد الدراسیة التی تحتوی على مواضیع یمکن تعلمها بشکل أفضل من خلال تفاعل المتعلمین مع التکنولوجیا الحدیثة وبرمجیاتها المختلفة کالواقع الافتراضی والمحاکات والتی یمکنها أن تمکن المتعلم من معایشة الواقع افتراضیا. وقد أشارت دراسة (الدوسری,2018) أن استخدام تکنولوجیا التعلیم فی الأنشطة التعلیمیة یتیح للمعلم والمتعلم ممارسة العملیات التعلیمیة والتعلمیة بشکل میسر وذلک من خلال التکالیف الطلابیة وحل التمارین المتعلقة بالمحتوى وأهداف الدراسات الاجتماعیة وعمل الملخصات وتوظیف المکتبة الالکترونیة, ودراسة القضایا الجغرافیة والتاریخیة محلیا وعالمیات, وقد أشارت نتائج الدراسة أن درجة توظیف معلمات الدراسات الاجتماعیة للتکنولوجیا فی تدریس المحتوى کانت بدرجة متوسطة. بینما توصلت دراسة (الزهرانی,2018) أن درجة استخدام معلمات الدراسات الاجتماعیة لتکنولوجیا التعلیمیة کانت بدرجة کبیرة, بینما توصلت دراسة (العنزی,2008) أن درجة استخدام معلمی الجغرافیا للتکنولوجیا فی تدریس المحتوى العلمی للمادة الدراسیة کانت بدرجة متوسطة.

سابعا: المعرفة بالتکنولوجیا والبیداغوجیا والمحتوى (TPACK) وهی المعرفة الکلیة التی تنتج عن تداخل المعرفة فی التربیة والتکنولوجیا وما ینجم عنها من علاقات کما تم توضیحه مسبقا, وهی تعبر عن کفایات معلم الدراسات الاجتماعیة أثناء تخطیطه وتنفیذه للدروس وتقویمها بحیث ینطلق من ما یتضمنه المحتوى التعلیمی وما یحتاجه من معارف ومهارات وقیم وهذا یجعل من المعلم یتأمل فی ما یمتلکه من معارف تخصصیة وما تحتاج إلیه تلک الموضوعات من محتویات تعلیمیة تمکن من تکوین فهم أفضل لها من قبل المتعلمین ثم التفکیر فی ما یلائمها من طرق وأسالیب  ونماذج تدریس, إضافة إلى إدراک مضامین وغایات النظریات التعلمیة التعلیمیة التی ترتکز علیها کل طریقة من الطرق التدریسیة  وکیفیة تصمیم الدروس من خلالها وکیفیة تحقیق ما تتضمنه من أهداف وأسالیب تقویمها حسب الموضوعات الدراسیة والخصائص النفسیة للمتعلمین, کل ذلک بالإفادة من الإمکانات التکنولوجیة وما تتضمنه من تقنیات وأجهزة وبرمجیات وأدوات یمکن توظیفها فی الموقف التعلیمی, والذی ینعکس ضمنا على عملیة التعلم لدى المتعلمین حیث توصلت نتائج دراسة(ناجی,2016) أن التدریس باستخدام منحى (TPACK) حقق فاعلیة مرتفعة فی تنمیة مهارات التفکیر لدى المتعلمین ,وقد توصلت کذلک نتائج دراسة (صبری,2019) أن (TPACK) أثر إیجابا و بدرجة کبیرة فی التحصیل الدراسی والتواصل والتفکیر التولیدی لدى المتعلمین, وکنتیجة لأهمیة هذا المنحى فی العملیة التعلیمیة تطرقت بعض الدراسات إلى واقع معرفة المعلمین لهذا المنحى فقد أشارت نتائج دراسة                 (العنزی, والشدادی,2018) أن درجة معرفة المعلمات بهذا المنحى کانت مرتفعة, وقد توصلت نتائج دراسة (عمر, 2018) أن مستوى الأداء التدریسی لمعلمی الاجتماعیات تحسن بعد مرورهم بدورة تدریبیة فی منحى (TPACK) مقارنة بزملائهم الذین لم یمروا بها, کما أکدت  دراسة (Michalsky,2010) أن منحى (TPACK) یعتبر أساسا فی تقدم المعلمین مهنیا, وأن لذلک أثر فی ممارساته التدریسیة بدرجة کبیرة بشکل ینعکس إیجابا على تحصیل المتعلمین, وفی نفس السیاق توصلت دراسة (Harris , Phillips, Koehler  , Rosenberg, & Phillips,2009) أن توظیف هذا المنحى فی العملیة التعلیمیة یوفر نوعیة ممارسات تعلم وتعلیم ذات جودة عالیة مقارنة بالمناحی أو الأنماط التقلیدیة. کما توصلت نتائج دراسة(حسن,2018) أن تکامل مکونات منحى (TPACK) أثر بفعالیة عالیة فی تنمیة الأداء التدریسی لدى معلمی الدراسات الاجتماعیة , وقد توصلت دراسة (Jang,Chang,2016) أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة تعزى لمتغیر الجنس فی معرفة منحى(TPACK) فی الممارسات التدریسیة, بینما توصلت نتائج دراسة (Altun,2013) أن هنالک فروق ذات دلالة إحصائیة فی معرفة (TPACK) یعزى لمتغیر الجنس لصالح المعلمات, وقد توصلت دراسة (Baran,Uygun,2016) أن البرنامج التدریبی المستند على منحى (TPACK) عزز لدى المعلمین مهارات الاتصال العلمی, والاستعداد للممارسة , والکفاءة التکنولوجیة والتعلم المستدام.

أهمیة منحى (TPACK) لمعلمی الدراسات الاجتماعیة:

   تبرز أهمیة هذا المنحى بالتصاقه الوثیق بالممارسة التدریسیة وذلک من خلال إدماج المعارف التربویة والتکنولوجیة والتخصصیة فی مجال الدراسات الاجتماعیة عند المعلمین, إضافة           إلى إدخال التکنولوجیا فی سیاقات المواقف التعلیمیة فی الفصول الدراسیة, علاوة على أن امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة  فی مجال تکنولوجیا المعلومات والاتصالات یرسم خارطة الطریق للممارسة التدریسیة لتحقیق الغایات والأهداف التعلیمیة المرتبطة بالمادة الدراسیة وفق أنجح الأسالیب والأسس النظریة التی توجه تطبیقها واستخدامها داخل الفصول الدراسیة  (Moreno, Montoro, Colon,2019) فقد توصلت دراسة (Abbitt,2011) أن هنالک أثار إیجابیة لاستخدام منحى (TPACK) فی تحسین الممارسة التدریسیة لدى المعلمین إضافة إلى تجوید  الکفاءة الذاتیة ودمج التکنولوجیا بشکل إیجابی أثناء تدریسهم للمواد الدراسیة, وفی هذا الصدد أیضا أظهرت دراسة (Chai, Koh , Tsai 2013) أن استخدام المنحى حسن من مستوى اتجاهات المعلمین نحو استخدام التکنولوجیا فی الممارسة التدریسیة, کما توصلت دراسة (Oskay,2017) أن استخدام منحى (TPACK) أثر فی المستویات المعرفیة للمحتوى التعلیمی بشکل إیجابی لدى المعلمین أثناء ممارستهم التدریسیة وساهم فی رفع مستوى کفاءتهم المهنیة فی استخدام تکنولوجیا التعلیم, کما أشارت دراسة ((Miguel-Revilla, Martínez-Ferreira, Sánchez-Agustí (2020) إلى أن استخدام (TPACK) لدى معلمی          الدراسات الاجتماعیة أدى إلى تحسین تدریسهم للمحتوى العلمی فی الدراسات الاجتماعیة           وعزز کفایاتهم التکنولوجیة وأثر فی تحسین حلولهم للمشکلات التی تواجهها عملیة تدریس الدراسات الاجتماعیة. 

مشکلة الدراسة:

   برز الشعور بمشکلة الدراسة الحالیة بعد إقرار وزارة التعلیم فی المملکة العربیة السعودیة للمنهج الجدید للدراسات الاجتماعیة فی کافة المراحل التعلیمیة وهو منهج قائم على التنظیم التکاملی بین میادین ومجالات الدراسات الاجتماعیة والذی یختلف فی عملیة بناءه  وتنفیذه عن المناهج المنفصلة وحیث أنه لیس هناک متخصصون فی الدراسات الاجتماعیة بشکل شامل وإنما متخصصین فی أحد فروعها بشکل مستقل عن بقیة المجالات الفرعیة فیها, فهناک معلمون للجغرافیا ومعلمون للتاریخ ومعلمون لعلم الاجتماع ومعلمون لعلم النفس وغیرهم فی الحقول         ذات الصلة بالدراسات الاجتماعیة ولکون الدراسات الاجتماعیة وفق التنظیم التکاملی بحاجة  إلى معرفة تکاملیة وکفایات تدریسیة ملائمة لکی تتحقق الغایات التربویة منها, ظهرت الحاجة إلى هذه الدراسة  والمتمثلة فی الکشف عن درجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة للکفایات المعرفیة التکاملیة فی تدریس الدراسات الاجتماعیة والتی یراها الباحث منسجمة تماما مع منحى (TPACK) حیث أکدت بعض الدراسات إلى جدوى هذا المنحى فی تجوید الممارسة التدریسیة وتحقیق التنمیة المهنیة للمعلمین واتخاذ القرارات المناسبة للمواقف التعلیمیة ومن بین هذه الدراسات دراسة: (Temecheg, 2014). ودراسة (Gur ,& Karamete, 2015), ودراسة (العنزی, والشدادی,2018) ودراسة (حسن,2018).

أسئلة الدراسة: تمخضت مشکلة الدراسة عن  السؤال الرئیس التالی :

ما درجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم؟ وقد تفرع عن هذا السؤال الأسئلة الفرعیة التالیة:

هل تختلف درجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف جنسهم؟

هل تختلف درجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف تخصصاتهم الدقیقة؟

هل تختلف درجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف خبراتهم العملیة؟

هل تختلف درجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف المرحلة التعلیمیة؟

أهمیة الدراسة:  تتمثل أهمیة الدراسة فی بعدین بعد علمی وبعد عملی, فبالنسبة للبعد العلمی یعتبر منحى (TPACK) من المناحی الحدیثة التی تعنى بالجوانب المهنیة للمعلمین, ولا زال بحاجة للعدید من الدراسات التی تأصل له وتکشف عن طبیعة ممارسة کفایاته وقد تکون هذه الدراسة رافدا علمیا فی هذا المنحی خاصة فی مجال الدراسات الاجتماعیة, قد تساهم الدراسة الحالیة من خلال منهجیتها ونتائجها إلى تکوین عمق معرفی بطبیعة الممارسة التدریسیة فی ضوء المنحى ویکون مجالا للعدید من الدراسات ذات الصلة, أما بالنسبة للبعد العملی قد تعین هذه الدراسة من خلال أداتها المعلمین إلى تطویر مهاراتهم المهنیة, وقد ترسم لهم ملامح التدریس وفق مرتکزات المنحى وبالتالی الإبداع فی ممارساتهم التدریسیة فی مختلف المواقف, کذلک قد تلفت هذه الدراسة عنایة المسؤولین عن مناهج الدراسات الاجتماعیة فی بناء مناهج تراعی فی أدلتها وبرامجها هذا المنحى.

أهداف الدراسة: یعتبر الهدف الرئیس فی هذه الدراسة هو: الکشف عن درجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK), والذی یشخص طبیعة الممارسة خاصة بعد تطور مناهج الاجتماعیة وفق التنظیم التکاملی لحقول ومیادین الدراسات الاجتماعیة, ویترتب على هذا الهدف أهداف فرعیة متمثلة فی:

- بناء أداة لقیاس الکفایات المعرفیة التکاملیة فی الدراسات الاجتماعیة فی ضوء منحى (TPACK)

- الکشف عن وجود اختلافات فی الکفایات المعرفیة التکاملیة فی ضوء منحى (TPACK) تعزى لبعض المتغیرات مثل: الجنس, التخصص, الخبرة العملیة, المرحلة التعلیمیة.

مصطلحات الدراسة:

الکفایات المعرفة التکاملیة: یعرفها الباحث بالمقدرات المعرفیة والأدائیة لمعلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة  المعرفیة فی الجوانب التکنولوجیة, والبیداغوجیة, والتخصصیة فی مجال الدراسات الاجتماعیة وهی المضمنة فی أداة الدراسة.

منحى (TPACK): یعرفه الباحث إجرائیا بذلک المنحى الذی یشتمل على کفایات معرفیة متعمقة فی التکنولوجیا والبیداغوجیا والمحتوى ینتج عن تداخلها علاقات فیما بینها کفایات تتعلق بالمعرفة بالتکنولوجیا والبیداغوجیا, والمعرفة بالتکنولوجیا والمحتوى والمعرفة بالبیداغوجیا والمحتوى والذی یمکن ملاحظتها وقیاسها من خلال استجابات معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة لإداة الدراسة .

الدراسات الاجتماعیة: هی مواد ومقررات الدراسات الاجتماعیة والتی تشتمل على موضوعات تاریخیة وجغرافیة, واقتصادیة وفی مجال علم الاجتماع وعلم النفس والتی تدرس للمتعلمین فی مختلف المراحل التعلیمیة.

معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة: هم المعلمون والمعلمات المتخصصون فی أحد حقول الدراسات الاجتماعیة والذین یقومون بتدریسها فی مختلف المراحل التعلیمیة بمحافظة رفحاء فی اللمملکة العربیة السعودیة

حدود الدراسة: تقتصر الدراسة الحالیة على الحدود التالیة:

الحدود البشریة: هم جمیع معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء.

الحدود المکانیة: المدارس الحکومیة التابعة لمکتب التعلیم بمحافظة رفحاء

الحدود الزمانیة: الفصل الدراسی الأول من العام 1440/1441 هـ الموافق 2019/2020م

الحدود الموضوعیة: الکفایات المعرفیة التکاملیة فی منحى (TPACK) والمتضمنة فی أداة الدراسة وهی: (کفایات معرفیة متعمقة فی التکنولوجیا والبیداغوجیا والمحتوى ینتج عن تداخلها علاقات فیما بینها کفایات تتعلق بالمعرفة بالتکنولوجیا والبیداغوجیا, والمعرفة بالتکنولوجیا والمحتوى والمعرفة بالبیداغوجیا والمحتوى فی الدراسات الاجتماعیة)

منهج الدراسة وإجراءاتها:

    لتحقیق أهداف الدراسة والإجابة عن أسئلتها وتحدید أداة جمع بیاناتها اتبعت الدراسة الحالیة المنهج الوصفی التحلیلی وذلک لوصف درجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للکفایات المعرفیة التکاملیة فی ضوء منحى (TPACK) وذلک من خلال استبانة لجمع وجهات نظرهم وبالتالی تبویبها وتحلیلها للوصول إلى فهم أعمق حول ذلک, وهو المنهج الملائم للدراسة الحالیة.

مجتمع الدراسة وأفرادها:

    تکون مجتمع الدراسة من جمیع معلمی الدراسات الاجتماعیة فی مختلف المراحل التعلیمیة والبالغ عددهم حسب إحصائیة مکتب التعلیم بمحافظة رفحاء للعام الدراسی 1440/1441 هـ (78) معلما ومعلمة تم اعتبار(8) عینة استطلاعیة, ولم یتجاوب منهم لأداة الدراسة (9) معلمین ومعلمات, لیکون أفراد الدراسة (61) معلما ومعلمة موزعین على النحو التالی (32) معلما, و(29) معلمة,  ونظرا لقلة عدد مجتمع الدراسة نسبیا تم اعتبارهم جمیعا أفرادا للدراسة

أداة الدراسة:

    تمثلت أداة الدراسة من استبانة لقیاس وجهات نظر معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة حول درجة امتلاکهم للکفایات المعرفیة التکاملیة فی ضوء منحى (TPACK), وقد تم بناء الاستبانة بعد الاطلاع على الأدب التربوی والدراسات ذات الصلة ومنها (Baran, , Uygun,. 2016).( Koehler, 2013)., (محمد,2018), (حسن,2018) (العنزی,الشدادی,2018), (صبری,2019), کما تم الرجوع إلى المعاییر المهنیة لمعلمی الاجتماعیات (الجغرافیا, والتاریخ), ومصفوفة المدى والتتابع للدراسات الاجتماعیة الصادرة عن الهیئة الوطنیة لتقویم التعلیم والتدریب ,(1441) والمتاحة عبر موقعها الالکترونی.

 وقد تکونت الأداة بصورتها النهائیة بعد التأکد من صدقها وثباتها فی الکفایات التالی:

1- الکفایات المعرفیة بالتکنولوجی(TK) وتشتمل على (9) کفایات

2- الکفایات المعرفیة بالبیداغوجیا(PK) وتشتمل على (11) کفایة

3- الکفایات المعرفیة بالمحتوى (CK) وتشتمل على(25) کفایة

4- الکفایات المعرفیة بالتکنولوجیا والبیداغوجیا(TPK) وتشتمل على (11) کفایة

5- الکفایات المعرفیة بالتکنولوجیا والمحتوى(TCK) وتشتمل على (14) کفایة

6- الکفایات المعرفیة بالبیداغوجیا والمحتوى(PCK) وتشتمل على (12) کفایة

7- الکفایات المعرفیة التکاملیة بالتکنولوجیا والبیداغوجیا والمحتوى(TPACK) وتشتمل على (84) کفایة

وقد استخدمت الاستبانة مقیاس لیکرت الخماسی لتحدید درجة امتلاکهم الکفایات المعرفیة التکاملیة فی ضوء منحى (TPACK) من وجهة نظرهم وهو على التالی:

جدول(1). توزیع الدرجات على الاستجابات المتضمنة فی الأستبانة

وقد روعیت أوزان فئات الاستجابة لفقرات الاستبانة باستخدام المعادلة التالیة:

المدى: 514 , طول الفئة :450.80 وبالتالی یمکن توزیع فئات الاستجابة لفقرات الاستبانة کما یلی:

قلیلة جدا (1-1.80) قلیلة (1.81-2.60) متوسطة (2.61-3.40) کبیرة(3.41-4.20) کبیرة جدا(4.21-5).

صدق الأداة:تم التأکد من صدق الاستبانة وذلک عبر الصدق الظاهری: حیث عرضت الاستبانة فی صورتها الأولیة على مجموعة من المحکمین المختصین فی مناهج وطرق تدریس الدراسات الاجتماعیة والمتخصصین بتکنولوجیا التعلیم, وتم الأخذ بجمیع ما اقترحوه من تعدیلات , ثم تم حساب الاتساق الداخلی للاستبانة وذلک بعد تطبیقها  على عینة استطلاعیة من مجتمع الدراسة وعددهم (8) معلمین ومعلمات وتم التنبیه علیهم بعدم المشارکة فی الاستبانة فی نسختها النهائیة وذلک لمزید من تحری الصدق,  وقد استخدم معامل الارتباط بیرسون لحساب الاتساق الداخلی بین کل عبارة والمحور التی تنتمی إلیه وقد تراوحت جمیعها بین (0.52,-0,87), وهذا یدل على ارتباط عال یمنح الثقة بصدق الاستبانة فی قیاس ما وضعت لأجله.

ثبات الأداة: تم استخدام معامل کرونباخ ألفا (Cronbach Alpha) لحساب ثبات الاستبانة وقد التوصل إلى أن قیم الثبات کانت عالیة حیث بلغت (0.921) فی الاستبانة بشکل عام وهذا یشیر إلى تمتع الأداة بثبات عال یطمئن بصلاحیتها للاستخدام فی الدراسة الحالیة.

الأسالیب الإحصائیة:

-            معامل ارتباط بیرسون ومعامل کرونباخ الفا

-            التکرارات والنسب المئویة والمتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة

-            اختبار (ت) (T-test)

-            تحلیل التباین الأحادی

نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسیرها:

تم الکشف عن نتائج الدراسة الحالیة من خلال استعراض وتحلیل ومناقشة وتفسیر وجهات نظر أفراد الدراسة حول درجة امتلاکهم للمعرفة التکاملیة فی ضوء منحى (TPACK)  وهی على النحو التالی:

أولا: الإجابة عن السؤال الأول: وهو السؤال الرئیس فی هذه الدراسة والذی ینص على            (ما درجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات (TPACK) من وجهة نظرهم؟).وقد تم ذلک من خلال استعراض المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابات أفراد عینة الدراسة على الاستبانة وهی ما یتضح فی الجدول.(2).

جدول.(2) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم

    یتضح من الجدول.(2) أن الدرجة الکلیة لامتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم کانت بدرجة متوسطة حیث بلغ المتوسط الحسابی(3.0723) بانحراف معیاری (59104) وعند ترتیب الکفایات حسب استجابة أفراد الدراسة یظهر أن درجة امتلاک المعلمین والمعلمات الکفایات المعرفیة بالبیداغوجیا(PK) جاءت  فی المرتبة الأولى ومن ثم الکفایات المعرفیة بالمحتوى  (CK) فی المرتبة الثانیة  تلاها الکفایات المعرفیة بالتکنولوجیا والبیداغوجیا(TPK) فی المرتبة الثالثة وجمیعها بدرجة کبیرة تراوحت متوسطاتها بین (3.64- 3.42), وانحرافات معیاریة بین (0.685- 0.863) وقد یفسر ذلک بأن معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة یدرکون الطرق التدریسیة کبعد معرفی بیداغوجی کما أن لدیهم امتلاک للبعد المعرفی بالمحتوى الذی ینتمی إلیه تخصصهم نتیجة لتأهیلهم وخبراتهم التدریسیة واحتکاکهم بالمحتوى المعرفی  أثناء ممارساتهم التدریسیة إضافة إلى وعیهم الکبیر بما یلزم الممارسات التدریسیة من تقنیة ملائمة وقد تکون هذه المعرفة من باب الإدراک المعرفی الذی لا یرتقی إلى المعرفة التکاملیة بکفایات (TPACK) والذی یظهر فی قلة امتلاکهم للکفایات المعرفیة بالتکنولوجی(TK) التی جاءت بالمرتبة الخامسة وبدرجة (قلیلة) والکفایات المعرفیة بالبیداغوجیا والمحتوى(PCK) والتی جاءت بالمرتبة السادسة وبدرجة قلیلة رغم أن امتلاکهم للکفایات المعرفیة بالتکنولوجیا والمحتوى(TCK) جاءت بدرجة متوسطة و فی المرتبة الرابعة, فقد یعود ذلک إلى طبیعة المنحى الذی یحتاج لیتکامل إلى امتلاک المعلمین الأسس النظریة التی توجه تطبیق تلک الکفایات واستخدامها فی الفصول الدراسیة سواء على المستوى الأدائی أو المستوى التربوی وقد یعود ذلک إلىعدم الممارسة الفعلیة للاستخدامات التکنولوجیة وتوظیفها بشکل حقیقی فی ممارساتهم التدریسیة وقد یعود ذلک إلى طبیعة المحتوى التعلیمی فی المقررات الدراسیة الذی لا یمکن المتعلمین من التوظیف الفاعل للتکنولوجیا الأمر الذی انعکس على معرفتهم وربما یرجع ذلک إلى ضیق الوقت الزمنی للحصص الدراسیة وزیادة عدد الطلاب فی الغرف الدراسیة الذی یجبر المعلمین على إتباع طرق تدریس محددة لتقدیم المحتوى, وقد اتفقت هذه النتیجة مع ما توصلت إلیه نتائج دراسة (الظاهری,2013), ودراسة (شاهین,2017), ودراسة (العنزی,2008), و دراسة (عبد,2016), وقد اختلفت نتیجة الدراسة الحالیة عن النتیجة التی توصلت إلیها دراسة (العنزی,والشدادی,2018) التی اعتبرت أن درجة امتلاک المعلمات لکفایات (TPACK) کانت مرتفعة.

ثانیا: الإجابة عن السؤال الثانی: والذی ینص على (هل تختلف درجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف جنسهم؟).وقد تم ذلک من خلال استخدام اختبار (ت) وهو مایظهر فی الجدول.(3).

جدول.(23) المتوسطات والانحرافات المعیاریة وقیمة ت ودلالتها فی امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف جنسهم

     یتضح من الجدول.(3) أنه لیس هنالک فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.05≥ α) بین معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة فی امتلاکهم للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) تبعا لجنسهم فی المحاور الفرعیة وعلى المستوى الکلی التکاملی فی الکفایات وهذا یعود إلى أن المعلمین والمعلمات یقومون بعمل متماثل ویتعاملون مع منهج واحد ویستخدمون نفس الطرق التدریسیة کما أنهم متشابهون فی تأهیلهم ودرجاتهم العلمیة وخبراتهم التدریسیة کما أنه یبدو ان کلا من المعلمین والمعلمات لیس لدیهم الخبرات الکافیة فی مجال التکنولوجیا وأسالیب إدماجها فی الأبعاد البیداغوجیة والمحتویات المعرفیة التخصصیة,  وهو الملاحظ فی تقارب المتوسطات الحسابیة لاستجاباتهم لأداة الدراسة, وتتفق هذه النتیجة مع ما توصلت له دراسة (Jang,Chang,2016) فیما اختلفت مع ما توصلت له داسة (Altun,2013) التی وجدت أن هناک فروقا فی المعرفة بالمنحى یعزى لاختلاف الجنس وهو لصالح المعلمات.

ثالثا: الإجابة عن السؤال الثالث: والذی ینص على (هل نختلف درجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف تخصصاتهم الدقیقة ؟).وقد تم ذلک من خلال استخدام اختبار (ت) وهو ما یظهر فی الجدول.(4).

جدول.(4) المتوسطات والانحرافات المعیاریة وقیمة (ت) ودلالتها فی امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف تخصصاتهم

    یتضح من الجدول.(4) أنه لیس هنالک فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة(0.05≥ α) بین معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة فی امتلاکهم للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) تبعا لاختلاف تخصصاتهم سواء فی من یحملون تخصصا جغرافیا أو تاریخیا  فی المحاور الفرعیة وعلى المستوى الکلی التکاملی فی الکفایات وهذا یعود إلى أن المعلمین والمعلمات یقومون بتدریس منهج واحد تم بنائه بشکل تکاملی وهو ممثل فی مواد الدراسات الاجتماعیة والتربیة الوطنیة فی مختلف المراحل التعلیمیة الأمر الذی ذوب الفروق المعرفیة التخصصیة, کما یبدو أن أغلب معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة یلجئون إلى الممارسات التدریسیة التقلیدیة مع تهمیش دور التکنولوجیا الأمر الذی أفقد المعرفة وفق المنحى نسیجها التکاملی, وهو الملاحظ فی تقارب المتوسطات الحسابیة لاستجاباتهم لأداة الدراسة, وقد تفردت هذه الدراسة عن الدراسات السابقة فی إظهار دلالة الفروق تبعا للتخصص بحکم طبیعة تدریس الإجتماعات فی تنظیمها الجدید والذی یقوم بتدریسها معلمین ومعلمات فی تخصصات أظهرت بیانات عینة الدراسة أنهم فی تخصصی الجغرافیا والتاریخ ولم تظهر فروق دالة بینهما.

رابعا: الإجابة عن السؤال الرابع: والذی ینص على (هل نختلف درجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف خبراتهم العملیة ؟).

وللإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابة افراد عینة الدراسة على الاستبانة وهو ما یظهر فی الجدول.(5).

جدول.(5) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف خبراتهم العملیة

      ولمعرفة ما إذا کانت الفروق بین المتوسطات الحسابیة ذات دلالة إحصائیة استخدم تحلیل التباین الأحادی کما یظهر فی الجدول التالی :

جدول.(6) دلالة الفروق لدرجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف خبراتهم العملیة باستخدام تحلیل التباین الأحادی

       یظهر الجدول (5) أن المتوسطات الحسابیة لدرجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة للکفایات المعرفیة التکاملیة وفق منحى (TPACK) حسب الخبرة العملیة جاءت على النحو التالی: من خبرتهم أقل من خمس سنوات بلغ المتوسط الحسابی(2.7816) والانحراف المعیاری (0.611), ومن خبرتهم من خمس سنوات لأقل من عشرة سنوات بلغ المتوسط الحسابی(3.0577) والانحراف المعیاری(0.583),ومن خبرتهم أکثر من عشرة سنوات بلغ المتوسط الحسابی(3.3241) والانحراف المعیاری(0.481) ورغم وجود فروق ظاهریة فی المتوسطات الحسابیة إلا أنها لم تتجاوز جمیعها الدرجة المتوسطة کما لم یظهر اختبار تحلیل التباین الأحادی وفق ما یظهر فی الجدول.(6) أن هناک فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.05≥ α) یعزى لاختلاف المرحلة التعلیمیة سواء على مستوى الکفایات المعرفیة وفق منحى (TPACK) بشکل منفرد,  أو على المستوى المعرفی التکاملی بکفایات المنحى بشکل کلی, وهذا قد یعود إلى تراتبیة الممارسة التدریسیة وعدم توظیف التکنولوجیا التعلیمیة وعدم استخدام البرامج والمواقع الالکترونیة التعلیمیة بشکل تکاملی من قبل المعلمین والمعلمات فی مختلف مستویات خبراتهم العملیة کما لم تظهر الفروق حسب الخبرة لأنهم یقومون بتدریس مقررات متشابهة تستهدف نواتج محددة, وقد تفردت هذه الدراسة بهذه النتیجة عن کافة الدراسات السابقة التی لم تستقصی الفروق التی تعزى لاختلاف الخبرة العملیة.

خامسا: الإجابة عن السؤال الخامس: والذی ینص على (هل نختلف درجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات (TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف المرحلة التعلیمیة؟).

وللإجابة عن هذا السؤال تم استخراج المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لاستجابة أفراد عینة الدراسة على الاستبانة وهو ما یظهر فی الجدول.(7).

جدول.(7) المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف المرحلة التعلیمیة

ولمعرفة ما إذا کانت الفروق بین المتوسطات الحسابیة ذات دلالة إحصائیة استخدم تحلیل التباین الأحادی کما یظهر فی الجدول التالی :

جدول.(8) دلالة الفروق لدرجة امتلاک معلمی الدراسات الاجتماعیة بمحافظة رفحاء للمعرفة التکاملیة بکفایات(TPACK) من وجهة نظرهم تبعا لاختلاف المرحلة التعلیمیة باستخدام تحلیل التباین الأحادی

     یتضح من الجدول(8) أنه لیس هناک فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى الدلالة (0.05≥ α) یعزى لاختلاف المرحلة التعلیمیة سواء على مستوى الکفایات المعرفیة وفق منحى (TPACK) منفردة,  أو على المستوى المعرفی التکاملی بکفایات المنحى بشکل کلی کما یظهر الجدول (7) أن المتوسطات الحسابیة لدرجة امتلاک معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة للکفایات المعرفیة التکاملیة وفق منحى (TPACK) حسب المرحلة التعلیمیة جاءت على النحو التالی:  فی المرحلة الابتدائیة بلغ المتوسط الحسابی (3.1372) وبانحراف معیاری(0.492) فی المرحلة المتوسطة فقد بلغ المتوسط الحسابی (3.1321) وبانحراف معیاری(0.541) أما المرحلة الثانویة فقد بلغ المتوسط الحسابی (2.9536) وبانحراف معیاری (.7190 0) وهی رغم الفرق الظاهری البسیط فی المتوسطات إلا أنها لم تتجاوز الدرجة المتوسطة  وقد یعزى ذلک  إلى أن طبیعة الخبرات المعرفیة التخصصیة والممارسات التدریسیة السائدة لدى معلمی ومعلمات الدراسیة رغم اختلاف المراحل التعلیمیة التی یدرسونها هی متشابهة, وأنهم لا یوظفون التقنیة بالشکل المطلوب أثناء تنفیذهم للدروس, الأمر الذی جعل من معرفتهم التکاملیة بمنحى (TPACK) ترتقی إلى المستوى المأمول, وقد تفردت هذه الدراسة بهذه النتیجة عن کافة الدراسات السابقة التی لم تستقصی الفروق التی تعزى لاختلاف المرحلة التعلیمیة التی یقوم المعلمین والمعلمات فی العمل فیها.

الاستنتاجات:

بالاستناد على ما توصلت إلیه الدراسة الحالیة من نتائج فأنه یمکن للدراسة استنتاج التالی:

-       أن هناک قصورا فی المعرفة التکاملیة لدى معلمی الدراسات الاجتماعیة فی امتلاک کفایات منحى (TPACK) وهذا یکون مصدره عدم وجود تخصص شامل یعد لتدریس الدراسات الاجتماعیة.

-       أن الممارسات التدریسیة لازالت تسیر وفق النمط التقلیدی.

-       أن هناک قصورا فی المعاییر التکاملیة فی الدراسات الاجتماعیة.

-       أن هناک فجوة فی مواکبة التطورات الحدیثة فی مناهج الدراسات الاجتماعیة لدى معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة والتی یحتاجون لردم هوتها إلى تدریب مکثف أثناء الخدمة.

 

التوصیات:

تأسیسا على ما توصلت إلیه الدراسة الحالیة من نتائج فأنها توصی ببعض التوصیات:

-       بناء المناهج فی ضوء التنظیم التکاملی الذی یراعی اتحاد البعد المعرفی والبیداغوجی والتکنولوجی.

-       تدریب معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة على توظیف  المناحی التی تتبنى المعرفة التکاملیة فی الممارسة التدریسیة ومن أبرز هذه المناحی منحى (TPACK).

-       توجیه تخطیط التدریس فی ضوء التکامل المعرفی وإکساب المعلمین والمتعلمین لکفایاته ومهاراته.

-       توجیه الجامعات إلى بناء برامج أکادیمیة تعد معلمین ومعلمات فی تخصص الدراسات الاجتماعیة بشکل تکاملی.

-       بناء معاییر فی الدراسات الاجتماعیة تتبنى البعد التکاملی التخصصی والبیداغوجی والتکنولوجی.

المقترحات:

إشارة إلى محددات الدراسة فأن هذا المنحى بحاجة إلى  المزید من البحث والدراسة والتطویر, واستقصاء کافة الأبعاد والمتغیرات المتضمنة والأثمار والفعالیات المرجوة ولعل من أبرز ما تقترحه هذه الدراسة.

-       إجراء دراسات تحلیلیة متعمقة فی محتوى الدراسات الاجتماعیة فی ضوء أبعاد منحى (TPACK).

-       بناء برامج تدریبیة فی ضوء منحى(TPACK) وقیاس اُثر ذلک فی فعالیة الممارسات التدریسیة وجودتها.

-       إعداد اختبارات لرخص معلمی ومعلمات الدراسات الاجتماعیة فی ضوء المناحی التکاملیة

 

المراجع العربیة:

المراجع الاجنبیة:

 

Article View: 304

PDF Download: 256