معايير تصميم رمز الاستجابة السريعة (QR Code) فى بيئات التعلم الإلکتروني وأوجه تطبيقاته

مقدمة 

تکمن القيمة التربوية والفنية لرمز الاستجابة السريعة Quick Response Code فى أنه أحدث تطوراً کبيراً لواجهات التفاعل الخارجية التى تعتمد على عمليات تکويد للبيانات الکثيرة بصورة منظمة ومبسطة ، والتى يمکن إظهارها بسهولة من خلال عمليات مسح للدوائر السوداء المصممة على خلفية بيضاء ، ويوضح ذلک الشکل رقم (1)  

شکل (1) النمط البصرى لرمز الاستجابة السريع  QR Code

ويمکن تضمين محتوى التعلم الإلکتروني لرمز الاستجابة السريعة من خلال استعادة البيانات والمعلومات دون الاضطرار إلى إعادة کتابتها على متصفح المحتوى .  کما يمکن أن تستخدم هذه التقنية الواعدة في تشفير معلومات شخصية ، و تحويلها إلى رموز على بطاقات يمکن قراءتها باستخدام کاميرا الهاتف النقال ، إضافة إلى ذلک يتميز رمز الاستجابة السريعة بإمکانية قراءته باستخدام هاتف نقال يحتوي على کاميرا و تطبيق يسمح بقراءة هذا النوع من الرموز، ويوضح شکل ( 2) موضع رمز الاستجابة السريعة المرتبط بمحتوى التعلم على واجهات الهاتف النقال . 

 شکل (2) يوضح واجهة مميزة لرمز الاستجابة السريعة لمحتوى تعلم   

ويرجع استخدام رموز الاستجابة بشکل عام لأول مرة في الولايات  المتحدة الأمريکية في عام 1974م ، ومرت مرحلة الاستخدام والتطوير بجيلين مختلفين : الجيل الأول استخدم رمز الاستجابة ( Bar Code ) وخصص لقراءة الأرقام فقط ، وتعتمد فکرته على مرور شعاع من الليزر على مجموعة من  الأعمدة السوداء  والبيضاء أحادية البعد والممثلة في سلسلة أرقام أو حروف بحد أقصى حوالي 20 حرف ، فتمتص الخطوط السوداء الشعاع ، وتمنع انعکاسه وينعکس شعاع الليزر من  الخطوط البيضاء ببيانات يستطيع جهاز خاص بقراءة البارکود Bar Code Reader أن يفکها ويستخرج منها بيانات متنوعة عن المنتج . وقد بدأ الجيل الثاني لرمز الاستجابة السريعة ( QR Code ) فى مطلع عام 1994 عن طريق  الياباني Denso-Wave کجيل الثاني للشفرة الخطية،  وهو ثئاني الأبعاد  مقسم إلى مربعات في ثلاث زوايا ، ويمتاز بقدرة تخزينية کبيرة تصل  إلى  حوالي 4000  حرف ويتميز بإمکانية قراءة البيانات المشفرة عن طريق القارئ الخاص بها أو ببرنامج معين على جهاز الهاتف المحمولة ( أحمد نصار ، 2018). کما أکد  کابساليس   Kapsalis, 2017) ) على أن مؤثر رمز الاستجابة السريعة ( QR Code ) ينتمى الى فئة تطبيقات الويب 3 ، وقد أتى بعد الشفرة الخطية ( Bar Code ) التي کانت تنتمى الى فئة تطبيقات الويب 1، ويعتبر أکثر تقدماً وتطوراً منها ، ويتميز رمز الاستجابة السريعة ( QR Code) بسهولة قراءة البيانات المشفرة عن طريق القارئ الخاص به ، أو من خلال برنامج على الهواتف المحمولة ( المتنقلة) ، حيث يتم تحميل جميع أنواع البيانات الکثيرة والمعقدة واستدعائها بکل سهولة ويسر، ومن ثم يمکن إنتاج أکواد لعناوين الأنترنيت ومواقع البريد الإلکتروني والعناوين  الإلکترونية  للنصوص وللرسائل القصيرة . کما يؤکد کريم العنانى ( 2018) على أن رمز الاستجابة السريع يعتبر أحد التشفيرات البصرية القارئة للمحتوى بسرعة کبيرة ، ويشجع المستخدم على مزيد من استدعاء المعلومات والبيانات ، ويتيح التحول المباشر السريع بين اختفاء المحتوى أو حجبه وظهوره واتاحته ، فمثلاً يمکن تحويل صورتک في الفايسبوک إلى صورة هذا الکود فيتعرف عليه الجميع بمجرد قراءته ، عکس رمز الإستجابة ( Bar Code  ) الذى يعتمد على استدعاء البيانات الحسابية فقط ، التى تعتمد على أرقام ، لذلک يقتصر استخدام  البارکوود  وتوظيفه  فى العمليات الشرائية والحسابية فقط ، ومن ثم محدودية استخدامه فى البيئات التعليمية . وتعتمد عمليات تنفيذ رمز الاستجابة السريعة على ثلاث مراحل أساسية : الأولى تعنى تحديد مکان وضع الرموز ، وتعنى الثانية نوع الرموز المستخدمة فى عمليات مسح البيانات والمعلومات ، وتختص الثالثة بتحديد مجالات التشغيل بدقة . وتتعدد أوجه استخدام رمز الاستجابة السريعة وتطبيقاتها فى المجالات التعليمية . ويشير ( Kato, 2010) الى أن الواجبات المنزلية الطلابية قد يکون حان تحسين أدائها بشکل أکثر فعالية ، وتحويلها الى مهام سريعة ومبسطة فى حالة توظيف واستخدام رمز الاستجابة السريع للتعامل مع الموارد التعليمية المتاحة ، حيث يمکن تحويلها إلى رموز استجابة سريعة تسمح بالوصول إلى تلک الموارد بمجرد مسحها من طرف المتعلمين. ومن خلال ملاحظة الباحث لتطبيقات رمز الاستجابة السريعة QR Cood) Generator ) ، يمکن مثلاً أن يستعرض الطلاب بعض الأنشطة التعليمية مثل تسجيل فيديو لطريقة تنفيذ تجربة عملية من عناصرها ، ومن ثم تحويل رابط الفيديو – بعد رفعه إلى الويب – إلى رمز استجابة سريعة ليتم دمجه في الورقة الحاملة لوصفة خطوات التجربة ، ويضيف رايش ( Raish, 2017 ) أن رمز الاستجابة السريعة QR Code يستخدم کذلک لإتمام عمليات التصحيح الذاتي للأسئلة والتقويم ، بالإضافة الى إمکانية توظيفه في الأنشطة الصفية التي تستهدف التعلم الذاتي، حيث يمکن إدماج رمز  استجابة سريعة ليحتوي على الإجابة الصحيحة بجانب کل سؤال لتمکين المتعلم من التحقق من مدى صحة إجابته. ويشير هوتون (Huton, 2016 ) الى أنه يمکن استخدام رمز الاستجابة السريعة لتذکير الطلاب بمواعيد الاختبارات ، من خلال استخدام المفکرة الإلکترونية (التقويم Calendar) ، حيث يمکن إنشاء الموعد أو الحدث Event  على المفکرة الخاصة ، و نسخ الرابط الخاص بهذا الحدث ، وکذلک تحويله إلى رمز استجابة سريعة ، ليتمکن الطلاب من إدراج الحدث مباشرة في  مفکرتهم بمجرد مسح الرمز. ويشير سعداوى ( 2018) الى أن عمليات تطوير رمز الاستجابة السريع مستمرة وفى إطارها للتحول الى ما يسمى Barcode Generator ، والذى يتسم بخصائص دينامية أسرع بکثير فى عمليات التحويل والتغيير للمحتوى الرقمي ، حيث يمکن تعديل رموز الاستجابة السريعة إلى درجة محددة دون التأثير على وضوحها على الإطلاق ، ومن الممکن أيضاً اختيار ألوان جديدة للجهتين الأمامية والخلفية ، کذلک وضع الشعار أو اللوجو في مکان مناسب وتغيير تصميم النقاط المميزة بالأرکان . وقد بدأ التوسع في استخدام رمز الاستجابة السريع (QR Code ) بعد تضخم المحتوى المراد تشغيله واستخدامه والتعامل معه ، وبطئ عمليات التنزيل التي تصاحبه ، واستغراقها لوقت طويل  ، وحدوث بعض المشاکل التى تمنع استمرار تنزيل المحتوى کاملاً ، ناهيک عن بعض التغيرات التى قد تحدث وتؤدى الى تشوه الملفات . وهنا يؤکد جعفر الصادق (2015) بأن استخدام رمز الاستجابة السريع (QR Code ) يعتبر بمثابة المعالجة الآمنة السريعة للملفات ؛ وخاصة فى حالة التعلم والتدريب الذى يضع عامل الزمن أحد مؤشرات تحقيق النتائج . ويشير عادل غزال (2015 ) الى أن استراتيجيات تعلم الأشياء من خلال الحاسوب أو تطبيقاته تتوقف نتائجها بشکل کبير على عنصر السرعة فى عرض وتحليل المحتوى المراد تعلمه . مما يؤکد على أن عنصر الزمن فى عرض المعلومات مسألة مهمة وفعاله . وقد أشار مؤتمر القمة لصعوبات التعلم  الذي  عقد  في  أغسطس  2001 ممولاً من برامج مکتب التربية الخاصة للحکومة الفيدرالية بالولايات المتحدة الأمريکية Office of Special Education الى أن التسلسل الزمنى فى عرض المعلومات سواء کانت سريعة جداً أو بطيئة جداً قد يحدث صعوبة فى فهم المعلومات لدى المتلقي .  

ويعتبر رمز الاستجابة السريعة (  (QR Code من أحدث التقنيات التي ساهمت في اختصار الفترة الزمنية لمسح وتنزيل المحتوى العلمي ، کذلک بساطة تبادل المحتوى من خلال صيغة رمز الاستجابة السريعة ، لذلک بدأت العديد من الشرکات بالاهتمام باستخدام نظام رمز الاستجابة السريعة فى تسويق منتجاتها . وقد سبقت اليابان جميع المجتمعات فى استخدام هذا النوع من التقنية ( ياسر أبو العلا، 2017) . وتختلف أشکال رمز الاستجابة السريعة عن بعضها من حيث اللون والشکل ، ونظراً للاهتمام الکبير بهذه التقنية بدأت الشرکات المصممة فى تطويرها من حيث الحجم ليمکن طباعته بسهولة ، وبخصائص فنية مميزة تجعل الصورة جزء منه ( هبه القصير ، 2017) ، ويوضح شکل رقم (4) بعض النماذج المتطورة لرمز الاستجابة السريع  

شکل رقم ( 4 ) نموذج متطور لرمز الاستجابة السريع

ويتم تشفير البيانات واختزالها على شکل رمز ثنائي الأبعاد وهى عملية سهلة يمکن استخدامها من خلال بعض الأدوات المتاحة على الويب ، وقد وضعت بعض المعايير المختلفة لتصميم رمز الاستجابة السريع ؛ تضمنت المساحة والألوان وتضمين الصور والربط على الويب والمزج بين التصميمين الثابت والمتحرک ، وسوف يتم التطرق الى تلک المعايير بالتفصيل أثناء تطبيق الاستبيان الخاص بتلک المعايير ومناقشة نتائجها . وقد تنوعت مجالات استخدام رمز الاستجابة السريعة ، وتوظيفها فى العملية التعليمية ؛ ومنها على سبيل المثال اکتساب مهارات حل المعادلات الرياضية من خلال مضاهاة الحل بعمليات مسح سريعة للإجابات ، وإکساب المتدربين المهارات العملية والأدائية ، کذلک تعزيز عمليات البحث والتنقيب فى مصادر التعلم والمکتبات . ويشير رمزى ميهوبى ( 2017) الى أن رمز الاستجابة السريع من شأنه إحداث تأثير نفسى لدى المستخدم وخاصة فى عمليات الانتباه والإدراک والتوجيه والمتابعة ، وجميعها تحسن من درجات الآداء وقد تسرع من إيقاع العملية التعليمية . کما يشير الزيات ( 2008) الى أن الدراسات والبحوث التي أجريت على نماذج الاستجابة لمؤثر ما - رکزت على قياس مدى استجابة المتعلم لها Measurement of student’s response to these intervention. وفي هذا الإطار يرى جريشام (  Gresham,2002 )  أن  نموذج الاستجابة للمثير يمثل إطاراً تنظيمياً لتيسير التعلم ، وأن نواتج التعلم ترتبط بشکل کبير بآليات الاستجابة ، ودعا الى التفکير في مداخل الاستجابات التي تستند الى التقنية . ويرى الباحث صاحب الدراسة الحالية أن نماذج الاستجابة تمثل أهمية للقائمين على تصميم مواقف التعلم ، وربما يرجع ذلک فى الأصل الى مفهوم المثير استجابة الذى صاحب النظرية السلوکية فى التعلم ، ويؤکد عبد الوهاب کامل (1995) على أن الاستجابة ترتبط فى نتائجها وتأثيرها بطريقة ونمط تقديمها ، ويؤکد على عنصري السرعة والجودة فى المثير الذى يستدعيها ، وقد يتوافق هذا المدخل مع ميزة رمز الاستجابة السريعة من حيث جودة تصميمه وسرعة تأثيره . وتشير الدراسات والبحوث إلى أن نماذج الاستجابة من شأنها أن تعمل على فهم وتقويم أفضل لمدى جودة وفاعلية المدخلات التدريسية instructional quality ، وتقويم نواتج التدخل وفاعلياتها assessing intervention outcomes ، کذلک معالجة المتغيرات التي تحسن مخرجات التعلم ونواتجه من حيث التکرار والمدة ، بالإضافة الى التوليف بين المصادر والآليات المختلفة التي تستجيب للخصائص  العقلية والمعرفية للمتعلمين وحاجاتهم بدرجة عالية من المصداقية (Speec, Case & Mooloy, 2003)  ويؤکد ميهوبى ( 2017) على عدد من المزايا التي ينطوي عليها  نموذج الاستجابة - ومن هذه المزايا: 

1. تقليص الاعتماد على التحديد أو التشخيص المبدئي للمشکلة . 

2. الترکيز على المهارات الأکاديمية للمتعلم ، وليس  العمليات  المعرفية  غير  المرئية  مثل قصور عمليات التجهيز Processing deficits . 

3. الترکيز على مهارات التعلم المتنوعة والمتکاملة وليس مجرد التحصيل فقط . 

ويشير المرجع السابق نفسه الى أن العديد من نتائج الدراسات جاءت مدعمة لنموذج الاستجابة السريع للمثير على نحو جوهري ودال (significant implications for RTI) حيث أنتجت أساليب وطرق تعلم أحدثت نمواً  وتحسناً  ملموساً في التعلم داخل غرفة المصادر. وتتعدد استخدامات رمز الاستجابة السريعة في مجالات أخرى غير التعلم أو عمليات التدريس ومنها تحسين الخدمات المکتبية ، وبخاصة عمليات نسخ مصادر المعلومات غير المنشورة على الويب ؛ حيث تساعد تقنية رمز الاستجابة السريع في اطلاع زوار المکتبة على قوائم وفهارس ووثائق المکتبة بشکل سريع ، مما يمکنها من خدمة عدد کبير من الزوار والمراجعين . ويشير نور الدالي (2016) الى أهمية رمز الاستجابة السريع وأوجه تطبيقه واستخدامه من قبل الفنيين بجامعة نابلس ، وإمکانيات تطويره ليکون أحد أهم وسائط نقل البيانات والمعلومات داخل المؤسسات التعليمية ، والشرکات وقطاع الأعمال . ويمکن استخدام تقنية رمز الاستجابة السريعة لمعالجة وسائط التعلم المختلفة . ويشير ( Gason, 2013  ) الى أن تقنيات المسح السريع المباشر لملفات المعلومات والبيانات سوف يکون له صدى واسع فى حجم تلک الملفات مستقبلاً  ؛ الأمر الذى سوف يجعل التعامل مع الأحجام الکبيرة من الملفات أمراً ميسراً . ويؤکد على الماهى ( 2018) الى أن رمز الاستجابة السريع  أصبح تقنية مهمة لجميع القطاعات ، وخاصة بعد تطور أنظمة معالجات المعلومات بأجهزة الهواتف النقالة ، وتصنيفها بالأجهزة الذکية ، کل هذا سوف يساعد بالضرورة لتحل عمليات مسح وتنزيل ملفات البيانات محل النظم التقليدية المتبعة فى تنزيل المعلومات وإعادة تخزينها  وإعادة استخدامها ، بالإضافة الى ميزة توظيف الهواتف النقالة فى عمليات تحميل وإدارة البيانات والمعلومات الکترونياً ، وقد يکون من الجدير بالذکر استعراض نتائج بعض الدراسات التي تخصصت فى بحث تصميم وتأثير رمز الاستجابة السريعة ومنها : أجرى کريم جاب الله ( 2018) دراسة بغرض تجريب رمز الاستجابة السريعة (  (QR Codeعلى اکتساب مهارات حل المعادلات الرياضية من خلال مضاهاة الحل بعمليات مسح سريعة للإجابات  للتحقق من الاجابة الصحيحة والناتج النهائي بأسرع وقت ممکن دون مراجعة المعلم ، وقسم المحتوى الى جزئيين : يتضمن الأول تقديم المسألة الرياضية – حيث يطلب من الطالب الحل بالطريقة المعتادة ، ثم يتأکد الطالب من الحل وخطواته من خلال عملية تمرير شاشة  جهاز الهاتف المتنقل على رمز الاستجابة الذى يتضمن تنزيل خطوات الحل على هيئة خطوات متسلسلة سريعة - وأکدت الدراسة على أن رمز الاستجابة السريعة يعتبر مرجعية ذاتية جديدة وفعالة في مجالات تقييم الاختبار أو الأداء بأقل مجهود . کما استهدفت دراسة رمزي مهيوبي ( 2017) استخدام تقنية رمز الاستجابة السريع في تحسين الخدمات المکتبية بکلية العلوم والتکنولوجيا بجامعة محمد خيضر ، وتوصلت نتائج الدراسة الى أن تقنية رمز الاستجابة السريعة لا يحتاج الى تکلفة مادية مبالغ فيها أو أنظمة وبرامج الکترونية معقدة أو أشخاص معدين تدريبياً على مستوى عال ، بل أن البنية الأساسية المطلوبة بسيطة للغاية ، ومتطلبات تطبيق النظام نفسه بسيطة وميسرة ، کما توصلت نتائج الدراسة نفسها الى أن تقنية رمز الاستجابة السريع تساعد کثيراً في اطلاع زوار المکتبة على قوائم وفهارس ووثائق المکتبة بشکل سريع ، مما يمکنها من خدمة عدد کبير من الزوار والمراجعين ، وأوصت الدراسة بأهمية استخدام رمز الاستجابة السريع في مجالات مختلفة من العملية التعليمية ، وقد دعمت نتائج تلک الدراسة أهمية تطبيقات رمز الاستجابة السريعة وأهمية تعميمها لخدمات عرض المحتوى العلمي بجميع أنواعه. 

وتأتى دراسة نور الدالي (2016) وکانت بغرض التعرف على خصائص رمز الاستجابة السريعة وأوجه تطبيقه واستخدامه من قبل الفنيين بجامعة نابلس ، وطبقت الدراسة على عدد من المتخصصين وذوى الخبرات في مجالات التقنية ، وتعمقت تلک الدراسة في الجانب الفني البنائي والتکويني لتقنية رمز الاستجابة السريعة ؛ حيث استخدمت نوعين من الرموز : أحدهما يمثل شفرات ثابتة ( Static ) وأخرى تمثل شفرات متحرکة ( Dynamic ) ، استخدم النوع الأول في معالجات النصوص والرسومات والصور الثابتة ، في حين خصص النوع الثاني لمعالجة برامج الفيديو والمواد البصرية ذات الطبيعة الحرکية . 

وأشارت النتائج الى أهمية تحديد مکان وضع الشفرة في بيئة التعلم أو التدريب ، کذلک أهمية اختيار نوع الشفرة المکونة لرمز الاستجابة السريعة ، کذلک مراجعة وتصنيف المحتوى العلمي قبل تحديد نوع الشفرات .وأکدت النتائج أيضاً على أن رمز الاستجابة السريعة تزداد فعاليته عندما يخصص للمحتوى العلمي متعدد الوسائط وخاصة ملفات الفيديو والصور . وأوصت الدراسة بأهمية نقل هذه التکنولوجية التي توظف لسرعة نقل ومسح المعلومات وتوثيقها ، وضرورة نقل خبرات المجتمعات التي طبقت هذه النظم الى المجتمعات الأخرى ، کما أوصت الدراسة ببحث العلاقة بين استخدام رمز الاستجابة السريعة وأنواع وأشکال محتوى التعلم الرقمي . و تناولت دراسة جاسون ( Gason, 2013 ) استطلاع رأى الطلاب مستخدمي رمز الاستجابة السريع عند قيامهم بمسح ملف المعلومات وقراءتها ، وتضمنت الدراسة استطلاع اتجاهات الطلاب نحو استخدام رمز الاستجابة السريع ، وتأثيره وتحفيزه في غرس روح الاستطلاع وتقصى المعلومات ، وأکدت النتائج على أن رمز الاستجابة السريع يحفز الطلاب والمستفيدين لاستطلاع قواعد المعلومات بطريقة أفضل من الطرق التقليدية ، وخاصة المعلومات البصرية والمصورة ومعالجات الفيديو. وجاءت دراسة وايف (Wave, 2014  ) کدراسة  تجريبية  لاستخدامات  وتطبيقات  استخدام رمز الاستجابة السريع في مجال التعليم والاتصال ، وخلصت النتائج الى أن رمز الاستجابة السريع معزز بمؤثرات بصرية جاذبة للتعلم يتيح فرص جيدة لربط معلومات المواقع الالکترونية واعادة مسحها بشکل سريع ومباشر على شاشات الهواتف الذکية ، وقد استخدمت الدراسة رمز الاستجابة السريعة لمسح معلومات مرتبطة بالتدريس والتعلم ، لتسهيل عمليات المراجعة والتعلم دون وجود أى عائق لتنزيل المحتوى أو استهلاک زمن کبير لتنزيله ، وأوصت في النهاية بأن رمز الاستجابة السريع - ينظر اليه - على أنه أسرع معالجة لتحويل ملفات محتوى التعلم الرقمي  ومسحها بواسطة الهواتف الذکية . 

قام جعفر الصادق (2015) بتتبع مدى توظيف رموز الاستجابة في مراکز مصادر المعلومات ، وتوصل الى أن بعض المکتبات الرئيسية مثل مکتبة الإسکندرية ومکتبة جامعة الامام السعودية ومکتبة قطر الوطنية تعتبر من أوائل المکتبات التي استوردت بعض الکتب التي تضمنت رمز الاستجابة السريع ( على هيئة ملصقات ) مثبتة على واجهة بعض الکتب التي تساعد في تنزيل محتوى الکتاب من خلال بعض الأجهزة الالکترونية ، وخصصت أجهزة الکترونية معينة لمسح رمز الاستجابة ، واستخدمت هذه التقنية في البداية لتقوم ادارات المکتبات نفسها بتنزيل المحتوى الکترونياً واتاحته للمستخدمين ورواد المکتبة ، ولم تکن تلک الخدمة متاحة للمستخدم نفسه ليقوم بعمليات مسح وتنزيل المحتوى – مثل ما هو متاح الآن من خلال الهواتف النقالة وأوصت الدراسة بضرورة الاعتماد على هذه التقنية التفاعلية الجديدة عند التعامل مع المحتوى في خطوة واحدة ، کما أکدت الدراسة نفسها على توظيف تلک التقنية في عمليات التقويم وعرض المحتوى والتدريبات بشکل مباشر . 

إعداد قائمة معايير تصميم رمز الاستجابة السريعة (QR Code )  

قام الباحث بإعداد استبيان يتضمن أهم المعايير التي يجب أخذها في الاعتبار عند تصميم رمز الاستجابة السريعة ، وقد تضمن الاستبيان المعايير الخاصة بتحديد مجالات توظيف تقنية (QR Code ) في التعامل مع المحتوى العلمي المقترح الذى تمت الإشارة اليه مسبقاً ، وهو تجارب القوى الکهربية المذکورة سابقاً ، کذلک تحديد نوع الرمز أو الشفرة أو النظام الذى سوف يتم استخدامه ، إ ذا کانت ( Static ) أو (  Dynamic) ، کذلک تحديد أماکن وضع الرموز ، هل على الطاولة أو على الحائط أو على مقعد الطالب أو على ملصق خارجي ؟ .. الخ ، وقد تم التحکيم على هذه المعايير جميعها من قبل الخبراء والفنيين الذين اهتموا بهذا المجال ، کذلک المعايير الخاصة بآلية تشغيل المعمل الافتراضي من خلال شفرات رمز الاستجابة السريع ( QR Code ) ، والخطوات المترتبة على ذلک . وقام الباحث بإعداد قائمة المعايير وفقاً للقائمة المبينة بالجدول رقم (2)  

جدول رقم (2) معايير تصميم رمز الاستجابة السريعة ومتوسطاتها الحسابية 

ويوضح شکل رقم (5) المتوسطات الحسابية للمعايير السابق ذکرها لمعايير  تصميم  رمز الاستجابة السريع ( QR Code). 

شکل رقم ( 5) رسم بياني يوضح  متوسطات الاستجابة على معايير تصميم رمز الاستجابة السريع ( QR Code)

وتم اعتماد المعايير التي حققت نسبة استجابة 75% فأکثر ( بناء على رأى المحکمين )  

1. يصمم  رمز الاستجابة السريعة من خلال الخوارزمية الآمنة  (AES 128) . 
2. يشفر رمز الاستجابة السريعة من خلال الخوارزمية الآمنه  (AES 128) . 
3. يعتمد على ال URL  القصير فى ترميز المحتوى . 
4.  تقدم المعلومات والرسوم البيانية والمخططات بتنسيق PDF أو CSV قابلة للتنزيل. 
5.  تعتمد استراتيجية تنزيل المحتوى على خيارات مشارکة الحساب المرنة . 
6. يستخدم الهاتف الجوال کوسيط لمسح رمز الاستجابة السريعة وتنزيل محتوى المعامل الافتراضية . 
7. جعل المحتوى العلمي المقدم متکامل ويعالج بشفرة واحدة في خطوة  مسح  واحدة  
8. تتم معالجة محتوى المعمل الافتراضي برمز الاستجابة السريعة من خلال وضعه على ذاکرة الکمبيوتر بدلاً من رفع المحتوى على الحوسبة السحابية . 
9.  يقدم المحتوى العلمي لکل تجربة متضمناً خطوات الإجراء ، والتقييم ، والأنشطة معاً کوحدة واحدة . 
10.  يعتمد تکوين التجربة الافتراضية على صور حقيقية للأجهزة والأدوات وليس على رسومات أو مخططات بصرية . 
11.  يثبت ملصق رمز الاستجابة السريعة على طرف المنضدة داخل المختبر ليسهل مراجعته من قبل الطلاب . 
12.  يصمم رمز الاستجابة السريعة بصورة ديناميکية ليضفى نمط حرکى على المحتويات . 
13.  تتاح مصادر التعلم الأخرى إختيارياً من خلال وسيط آخر غير رمز الاستجابة السريعة . 
14. يصمم دليل توجيهي أو إرشادي يستخدم من خلال رمز آخر للاستجابة السريعة بديلاً عن تدخل المعلم . 
15. يلحق محتوى أنشطة التقييم المعالج من خلال رمز الاستجابة السريع کمرحلة تالية مستقلة . 

التوصيات والمقترحات : 

في ضوء ما تم استعراضه من معلومات ونتائج - يمکن صياغة التوصيات  التالية :  

1. التوسع في استخدامات وتطبيقات رمز الاستجابة السريعة ( QR Cood ) عند التعامل مع المحتوى الإلکتروني للمقررات والأنشطة الدراسية . 
2.  الاعتماد على المعايير التي توصلت اليها الدراسة الحالية - عند تصميم رمز الاستجابة السريع( QR Cood ) - واستخدامه في المجالات التعليمية .